الحياة كلمة : حلقة خطبة الجمعة (مفرغة)
أبو عبد الرحمن
1430/10/16 - 2009/10/05 21:01PM
خطبة الجمعة
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة والأخوات سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته مجدداً ألتقيكم وأرحب بكم في برنامجكم المتجدد الذي يأتيكم دوماً في نهار كل يوم جمعة مبارك على مدار العام الحياة كلمة في هذا النهار بالذات نحن نتحدث عن جزءٍ رئيس من يوم الجمعة الذي نتبارك به دائماً وهو خطبة أو رسالة الجمعة التي هي خطبة يوم الجمعة ، الغالبية الآن من يشاهدونا قد استمع إلى خطبةٍ في مسجد ما الغالبية طبعاً في الشأن المحلي وفي الشأن الإقليمي أيضاً وربما بعض من الجهات الغرب السعودية لازالت تواصل الاستماع لخطبة الجمعة الآن حديثنا سيكون عن الخطبة ما الذي يمكن أن نقوله عن الخطبة أولاً من حيث التشريع ثم من حيث الأدبيات ما يمكن أن يقوله الخطيب وما يمكن أن ينصت له المستمع وفي البدء فضيلة الدكتور بعد أن أرحب بك .
الشيخ سلمان :
مرحباً بك وبالإخوة والأخوات جميعاً .
مقدم البرنامج :
يسرني الحديث أولاً عن مكانة التشريع مكانة خطبة الجمعة في التشريع من حيث المقصد للتشريع فيها ومن حيث أيضاً بعضاً من الأحكام وقبل أن نتحدث عن الأدبيات .
الشيخ سلمان :
نعم بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه .
أولاً : الجمعة هو عيد المسلمين عيد الأسبوع اليومي الذي هدى الله تعالى المسلمين إليه وأضلّ عنه من كان قبلهم فهو اليوم العظيم المبارك الذي فيه خلق آدم وفيه أهبط إلى الأرض وفيه تقوم الساعة واليوم هذا محاط بالعديد من الأحكام الشرعية مثل : استحباب الاغتسال للمجيء للجمعة التبكير للصلاة كثرة الصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله – عليه الصلاة والسلام- قراءة سورة الكهف وأنه يضيء له ما بينه وبين الجمعة الأخرى كما عند الحاكم وغيره ويعني أسانيده لا بأس بها ومجموعة كبيرة من الأحكام التي تحف بهذا اليوم وتجعل له قدسية ومكانة ومنها أن الصلاة فيه ركعتان وجهرية وفيه خطبتان حتى قال كثير من أهل العلم : أن الخطبتين بمقام ركعتين وهذا على سبيل التقريب وإلا فإن الإنسان لو فاتته الخطبة فإنه يصلي ركعتين مع الإمام ، ولكن هاتان الخطباتان أيضاً لهما قدسية يعني هنا تلاحظ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بالاستماع حتى قال عليه الصلاة والسلام « إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ أَنْصِتْ . يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ فَقَدْ لَغَوْتَ ». ومن لغى فلا جمعة له حتى مجرد أن تقول لجارك أسكت هذا لا يجوز ؛ لأنه يظل الناس يُسكّت بعضهم بعضاً حتى يعني يشتعل الجو فأمر الناس بالصمت والاستماع لهذا الخطيب وهكذا ربنا سبحانه يقول : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ)(الجمعة: من الآية9) فقال العلماء : ذكر الله تعالى هو الخطبة (وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)(الجمعة: من الآية9) فأمر الله تعالى بالسعي إليها وأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالإنصات لها وعدم الكلام حتى أنك لا تشمت عاطساً ولا ترد السلام على مسلِّم ولا تقول لصاحبك أنصت أو اسكت والإمام يخطب هذه القدسية العظيمة الحقيقة هي منطلق هائل لو أننا أحسنّا توظيفها ، نحن مثلاً بصدد بناء حضاري للأمة بصدد نشر قيم وثقافات متميزة الخطبة ستكون هي العامل الأكبر لأنك تستطيع أن تلقي إلى الخطباء ليست بالضرورة خطبةً جاهزة يتلونها ويقرؤونها دون أن يكونوا شاركوا في إعدادها وصياغتها وتفهمها ، ولكن أن يكون ثمت أفكار تصل إلى الجميع ويتفق عليها الجميع ويتعاطها الناس ، تخيل مثلاً في المملكة العربية السعودية عشرات الآلاف من المساجد والجوامع في العالم العربي والإسلامي في العالم الغربي المسلم حتى الذي لا يصلي أحياناً أو يفرط في الصلوات غالباً تجده يصلي الجمعة مع الناس .
إذاً هنا أنت أمام يعني وسيلة إعلامية هائلة وضخمة جداً لو أننا أحسنّا توظيفها وأدركنا القيمة القدسية لها أنه حينما يكون الناس كلهم مطالبين بالحضور ومطالبين بالإنصات معنى ذلك أن الخطبة لكن تكون حديثاً شخصياً ولا رؤية ذاتيه ولا حزبية ولا منشغلة بجوانب معينة وإنما هي تعالج قضايا مشتركة محل اتفاق عند الجميع .
مقدم البرنامج :
جميل أنا أحدثك الآن فضيلة الدكتور قبل أن أتحدث أيضاً عن أدبيات أو ما يتوجب على الخطيب أن يراعيه أو يراعي حال المصلين فيه كيف كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يخطب وهو أول من خطب في الإسلام ؟ كيف سنّ يعني آدابيات الخطبة من عنده -صلى الله عليه وسلم-
الشيخ سلمان :
يعني مثلاً دخوله – عليه الصلاة السلام- ثم كان يخطب الخطبة الأولى ثم يقعد ثم يخطب الخطبة الثانية يقعد بينهما قعدةً خفيفة هذا من آداب الخطبة كان يسلّم على الناس إذا دخل ثم يقعد فيؤذن المؤذن ثم يخطب كانت خطبة النبي -صلى الله عليه وسلم- العادية قصيرة حتى قال –عليه الصلاة والسلام- في حديث عمار الذي في مسلم : « إِنَّ طُولَ صَلاَةِ الرَّجُلِ وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ. فَأَطِيلُوا الصَّلاَةَ وَأَقْصِرُوا الْخُطْبَةَ فَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْراً ». يعني هذا من عوامل الأدب في الخطبة أو النموذج النبوي في الخطبة أن لا تكون الخطبة طويلة وابن القيم -رحمه الله- يقول إن خطب النبي -صلى الله عليه وسلم- التي كانت في النوازل والملمات أطول من خطبه العادية أيضاً لما يقول –عليه الصلاة والسلام- (وَأَقْصِرُوا الْخُطْبَةَ) يعني هنا مراعاة أن هذا فقه من فقه الرجل فقهه بالشريعة لأن هذا موافقة لسنة وفقهه بالطبيعة أيضاً لأن طبيعة الناس الملل فإذا كان الخطيب يمتد الخطبة فيه لساعة أو ساعتين الناس هنا يسأمون ويملّون وإذا كان يعني ينتقل من الشرق إلى الغرب ففي هذه الحالة يعني قدرة الناس على التركيز والاستماع تضعف وتقل وهذا اليوم معروف في وسائل الإعلام في علم النفس الإعلامي وغيره أنه كلما كان الإنسان أقل وأقصر كان الناس أكثر وأقدر على التركيز فهو هنا عليه الصلاة و السلام يأمر بتقصير الخطبة وأيضاً لما يقول عليه الصلاة والسلام : (فَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْراً) ، هنا الخطبة قصيرة ولكنها مركزة فيها بلاغة فيها بيان فيها أدب يعني كثير من الخطب الآن التي تقرأ في الكتب مثل خطب ابن نباته أو غيره من الكتب التي كتبت في عصور الضعف ، الضعف اللغوي والضعف العلمي ومع ذلك يتدولونها وقد تستمع إلى خطيب يدعو للحاكم العثماني أو يدعو في قضايا قد مضت وانتهت مثلاً فضلاً عن أنها مليئة بالسجع المتكلف الممجوج والكلمات الغريبة النابية التي تحتاج أن الإنسان يرجع إلى القاموس والموسوعات تقعر لغوي وفيها ركاكة وفيها نكارة يعني هنا الحكمة والبلاغة هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال ، وأن تكون ليست خطبة يعني ركيكة بمعنى أن العبارات فيها صحفية وتجد الخطيب ممكن يقول وعلى صعيد آخر أو يقول مثلاً بعض الكلمات الإعلامية والصحفية المتداولة أو أن تجد الخطيب أيضاً يرتقي إلى أن يستخدم كلمات ومفردات معجمية بعيدة عن أفهام الناس وتنبو عنهم أذواقهم ومسامعهم فهنا النبي عليه الصلاة والسلام يقول : (فَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْراً) لما يقوم الخطيب ويقول كلمة الحق وينصر كلمة الحق بلغة جميلة وأسلوب حكيم .
مقدم البرنامج :
أيضاً ما دام الخطبة هنا هي الحقيقة أداة توجيه الرأي العام وهي سنت أيضاً من أجل أن يستمع المصلي عموماً طوال الأسبوع لرسالة معينة تنبؤه عما قال الله -عز وجل- وقال رسوله -صلى الله عليه وسلم- أنا أرجع إلى لو عملنا استبانة لكن لو سألتك أنت فضيلة الدكتور كم تقدر نسبة المصلين الذين يأتون إلى خطبة الجمعة ويخرجون بفائدة حياتيه لديهم .
الشيخ سلمان :
قليل أنا أعتقد أنه قليل قليل جداً نعم يأتون ويعني دافعهم إيماني وروحاني يأتون ليسمعوا ذكر الله فيقولون سبحانه أو ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- فيقولون صلى الله عليه وآله وسلم ، لكن أن يأتي وقلبه متطلع لأن هذا معتمد على كفاءة وجدارة الخطيب ومعتمد على ما اعتادوه ؛ لأنك حقيقةً إن أردت أن أردت أجيبك على السؤال بصراحة الخطباء أنواع هناك خطيب قد يكون يستعد للخطبة ويتعب فيها ولكنك حينما تأتي إليه تجد أنه مجتهد في محاولة إقناعك برؤية خاصة عنده وهو يعني قد استمات في هذه المحاولة وحشد من الدلالات والاعتبارات والمعاني ما حاول أن يقنعك فيه برأي في قضية قد تكون من قضايا الدين الكبرى ، هو لا يتكلم عن قضايا الإيمان بالله والملائكة واليوم الآخر أو الصلاة أو الصوم والحج أو قضية عامة للمسلمين جميعاً هو قد يتحدث في موضوع رأي خاص عنده ومتشبع به حتى أنك تجد مثلاً خطيباً يتحدث عن موضوع فقهي موضوع مثلاً زكاة الحلي وينصر أن الحلي فيها الزكاة فيحشد الآيات والأحاديث والوعيد على من لا يزكي )يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ)(التوبة: من الآية35) ويُنزّل الآيات على المفهوم الذي اختاره ويهدد بالوعيد والويل والثبور والنار وينسى بهذا أنه يهدد ناساً من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن الأئمة المعتبرين الذين لا يرون الزكاة في الحلي أصلاً .
فهنا تلاحظ أنك هنا تضييق لأنك تجد أن الخطيب اجتهد ولكنه في التعبير عن رأي خاص ، أو تذهب إلى خطيبٍ آخر عادي خطيب كما يقال تقليدي يقرأ من الكتب أو يقرأ خطبة عادية فأنت تجد هنا ارتياحاً أن الأمر ليس فيه مغالبة أو محاولة فرض قناعة عليك بالقوة ولكن بالمقابل الخطبة هذه عادية تقليدية يمكن أجمل ما فيها هو الدعاء .
مقدم البرنامج :
يأخذ الخطباء كثيراً من وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- في خطبته وكأنه منذر حرب ويتحدثون في قضية أنه من أساسيات الخطبة الرفع بالصوت حتى يقول يوسف الهبلول مرة في الموقع الإلكتروني أنه حاولت أن أفكر حدة الخطاب عند خطيب يتكلم عن أمر فقهي أكثر من كونه فقهي أمر روحاني عن البركة وأهميتها ويقول أنه حاد جداً لدرجة أنه حاولت أن أفكر أو أجيب على هذا السؤال لماذا ولم أعرف إجابة .
الشيخ سلمان :
وبعضهم قد يعتقد أن هذه هي السنة وإنه فعلاً عندنا حديث جابر في مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ وَعَلاَ صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ « صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ ». لازم نقف عند هذا الحديث هذا أولاً الحديث يذكر بعض ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- والإمام النووي يقول أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما يكون في مثل هذه الحالة كان لأنه كان ينذر أمراً عظيما وخطباً جثيما ، والواقع أن ما قاله النووي هو الأكيد هو اليقين -والله أعلم- يعني ليس دائماً أن هذه خطبة النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت بهذا الشكل لأنه عليه الصلاة والسلام بالمقابل كان يخطب بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن عائشة -رضي الله عنها- تقول أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا قال كلمة أعادها ثلاثاً حتى تُفهم عنه ولم يكن يسرد الحديث كسردكم هذا .
أيضاً لم يكن الغضب هو العاطفة الوحيدة التي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتعامل معها في الخطبة مثلاً أيضاً حديث جرير بن عبد الله في صحيح مسلم قَالَ كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى صَدْرِ النَّهَارِ قَالَ فَجَاءَهُ قَوْمٌ حُفَاةٌ عُرَاةٌ مُجْتَابِى النِّمَارِ أَوِ الْعَبَاءِ مُتَقَلِّدِى السُّيُوفِ عَامَّتُهُمْ مِنْ مُضَرَ بَلْ كُلُّهُمْ مِنْ مُضَرَ فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- وخطب على المنبر هنا النبي عليه الصلاة والسلام حرك عاطفة الإيمان عاطفة الحب عاطفة الصدقة وليس عاطفة الغضب فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- ( تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ مِنْ دِرْهَمِهِ مِنْ ثَوْبِهِ مِنْ صَاعِ بُرِّهِ مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ - حَتَّى قَالَ - وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ». فيقول جاء الناس بعطاياهم حَتَّى رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَعْنِى كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ أو مُدْهَنَةٌ) يعني كأنه ذهب أو كأنه مدهون بالدهن من جماله عليه الصلاة والسلام وفرحه بذلك .
إذاً الخطبة ليست دائماً هي الغضب ، الغضب لما يكون فيه موضوع معين ، ودعني أضرب لك مثال لغضبه عليه الصلاة والسلام : لما جاء الرجل يشتكي معاذ وأنه يطيل الخطبة فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- وخطب على المنبر وغضب عليه الصلاة والسلام حتى يقول : فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- غَضِبَ فِى مَوْعِظَةٍ قَطُّ غَضَبَهُ يَوْمَئِذٍ ، ثُمَّ قَالَ :« إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ اللَّهِ - إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ ». إذاً هنا الغضب جزء من الكينونة البشرية والخطيب ينبغي أن يوظّفه في إطار معين وفي قضية معينة قضية مشتركة يعني الناس معك عليها ، ولكن تذكرهم تُذكّرهم بموضوع تربية الأبناء تُذكّرهم بموضوع حقوق الأزواج والزوجات تُذكّرهم بموضوع الجيران تُذكّرهم بالإيمان بالله تُذكّرهم بأداء الفرائض القضايا الكلية أما أن يكون الغضب أحياناً دمدمة في الخطبة وربما يستثني الخطيب فلاناً من الناس أو علان أو في قضية شخصية أو حزبية أو مذهبية أو فرعية أو مدرسية ثم يلقي فيها بثقله وتصبح الخطبة كأنها ظاهرة صوتية وقعقعة لفظية يعني لاشك أن هذا ليس من السنة .
مقدم البرنامج :
وبصراحة أيضاً يتحدث الناس أو الكثير من الناس بعض فئات الناس من المجتمع المحلي أن الخطبة أصبحت وسيلة لنشر أفكار إسلامية حركية وإنه في بعض الأزمات التي يمر بها المجتمع المحلي أصبحت منابر الخطباء هي وسيلة استعداء لاتجاه على آخر .
الشيخ سلمان :
يعني النبي -صلى الله عليه وسلم- كان ربه أنزل عليه السكينة حتى في حالة الحرب : (فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ ) (التوبة: من الآية40) ، (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ)(الفتح: من الآية4) الناس أكثر ما يستفزهم هو حالة التوتر والخوف (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ)(النساء: من الآية83) وأنت تجد أن البشر إذا شاع بينهم الخوف كان هذا تحضيراً للفتن فيما بينهم والاستعداد والتهيؤ للصراع والنزال والحرب حتى بين أبناء الشعب الواحد والأمة الواحدة والدين الواحد كما هو مشاهد فإذا هدأ الناس وسكتوا وذهب كل منهم إلى حال سبيله نسوا هذا الأمر ورجعوا كأن الواحد منهم حمل وديع ، هذا أمر ملحوظ في الطبيعة البشرية ؛ ولذلك الخطيب ينبغي أن يكون من شأنه موضوع التبشير موضوع الرحمة يعني حديث الحكم بن حزن وهو أيضاً عند أبي داود ابن حجر يقول حديث اسناده حسن أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قام مُتَوَكِّئاً عَلَى قَوْسٍ أَوْ قَالَ عَلَى عَصًا فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ كَلِمَاتٍ خَفِيفَاتٍ طَيِّبَاتٍ مُبَارَكَاتٍ ثُمَّ قَالَ « يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ لَنْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تُطِيقُوا كُلَّ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ ». لاحظ هذا المعنى « لَنْ تُطِيقُوا كُلَّ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ ».يعني قضية أن يكون الخطيب يأتي بكل الأوامر وكل النواهي ويحاسب الناس على كل شيء ويطلب منهم صورة مثالية هذا ليس مطلباً « وَلَكِنْ سَدِّدُوا وَأَبْشِرُوا ». يعني إذا لم تصيبوا فاقتربوا ولا تبتعدوا عن ربكم -عز وجل- وأين أنتم من الاستغفار ؟
« وَأَبْشِرُوا ». هنا أيضاً مهمة الخطيب التبشير يعني أن يخرج الناس من الخطبة وهم في حالة من الاستقرار النفسي والإيمان والهدوء وليس في حالة من الخوف وخفتم وجيتم وجاءكم العدو فسدت الدنيا خرب الناس ذهب الدين يعني بعض الناس قد يتحدث في قضية فيبالغ فيها بسبب شدة الخوف وشدة الغيرة من عنده وهو يحاول أن ينقل هذا إلى الناس كلهم أجمعين .
مقدم البرنامج :
أصبحت الخطبة إذاً عالم آخر يعني يأتي المصلي ليسمع هالة من المثاليات ليس إلا فإذا خرج فإذا هو يباشر حياة أخرى مختلفة .
الشيخ سلمان :
نعم وكلما إستطاع الخطيب أن تكون الخطبة تعيش مع الناس في واقعهم الخطيب واحد من الناس لماذا تفترض من الناس أن يكونوا شيئاً وأنت يعني تعيش في حياتك وأيضاً الخطيب الذي يهاجم الناس بعض الخطباء مثلاً قد يهاجم ، يهاجم شخصاً ويسميه باسمه أو لا يسميه أو يهاجم مجموعة من الأشخاص يعني قد يتحدث عن أعداد غفيرة من الناس وكأنها معركة أو بشكل آخر أن هذا الخطيب يعتقد أن هذه الخطبة هي فرصته الوحيدة وربما لا يخطب بعدها ؛ ولذلك أتى بكل ما عنده من القضايا والمؤاخذات والملاحظات فألقى بها في نفوس الناس وهو يحاول أن يحوزهم إلى رأيه أو إلى قناعته يعني مثل هذا الوضع في الخطبة يعني من شأنه أن يجعل الخطيب كأنه يذم الناس ويستثني نفسه يعني كون الخطيب يوبخ الناس توبيخاً شديداً طيب هل هو يقول هذا عن نفسه ؟ لو كان الإنسان يعتقد في نفسه ما يعتقده للناس لم يكن بتلك الغلظة وبتلك الشدة وأيضاً هؤلاء الناس الذين في المسجد هم قوم من أهل لا إله إلا الله محمد رسول الله ، هم مصلون وقد يكونون أدوا الزكاة ، وهم من أهل صيام رمضان وكثير منهم أدى فريضة الحج يعني أركان الإسلام توفرت فيهم وهنا يعني أن يكون الأمر فيه قدر من الهدوء واللطف والواقعية أظن أنه أمر يحتاج الخطبا إلى التذكير به .
مقدم البرنامج :
وأيضاً نتحدث بشأن أكثر صراحة حول مجتمعاتنا المحلية مجتمعنا السعودي يعني إذا كنا نفترض أن الخطبة يجب أن تكون منطلقة من احتياجات الناس لتلبي مستهدفاتهم وغياتهم أنا أسأل كم نظاماً عدّل من جراء خطب معينة أثرت في الناس كم تشريعاً سنّ من جراء خطب معينة إذا كنا نتكلم أن الرأي العام دائماً يتأثر وهذه ثقافة عالمية فإننا نملك أداة تغيير للرأي العام رائعة جداً لكن للأسف في أدنى مستوايتها .
الشيخ سلمان :
ولو قلبنا السؤال وقلنا كم من قرار عدل أو قرار اتخذ أو نظام سن بسبب مناقشات ومداولات في الإنترنت ومواقع الانترنت سنجد أن هناك الكثير إذاً الخطب الآن باليقين لم تؤد دورها كما يجب والخطيب في الغالب أنه ينطلق من رؤيته الخاصة أو رؤيته الذاتيه دون أن يكون هناك نوع من التنوع بين الخطباء ، أن يكون هناك علاقات بين الخطباء في البلد الواحد في المنطقة الواحدة أن يكون بينهم تواصل أن يكون بينهم تعارف تبادل الخبرة وأيضاً حتى على صعيد البلد الواحد سواء في المملكة أو في أي بلدٍ آخر أن تكون الجهة المسئولة عن الخطباء وهي وزارات الشئون الإسلامية عندها خطة رشيدة لرفع مستوى أداء الخطيب سواء من حيث الإلقاء تنوع النبرة بعض الخطباء ربما يجذب النوم للناس خصوصاً أن الخطبة في وقت الظهيرة ؛ ولذلك يعني النوم ظاهرة موجودة خصوصاً إذا كانت الخطبة كلها على نبرة واحدة وعلى رتم واحد فالناس هنا كأن الخطيب يهذهم فيذهبون في نوم عميق بينما أن يرفع الخطيب صوته تارة ويخفضه تارة ويأتي بالحكمة وآية وحديث وبيت من الشعر لا بأس به أيضاً وكلام معين وينزل إلى واقع الناس ويلامس همومهم ، وأيضاً الاستعداد نحن في عصر الانفجار المعلوماتي أن يكون الخطيب حينما يهم أن يعالج هذا الموضوع يذهب إلى محركات البحث في الإنترنت ويحصل على مجموعة كبيرة من المعلومات والدراسات التي تساعده على أن يعدّ الخطبة بشكل جيد ولو مختصر .
مقدم البرنامج :
حول هذا أيضاً في مواكبة التقنية عندي أيضاً نقطة هنا مثارة في الموقع الإلكتروني ما رأي الفقهاء عندنا في قضية أنه يدخل على الخطبة أمور تقنية ؟ هنا مفرط يمكن باستخدام الأمور التقنية استخدام الكمبيوتر أو الفيديو في نفس الخطبة لكن أنا أقول الأمر أهون من ذلك استخدام المواقع الإلكترونية للتحضير يعني لأخذ أراء الناس والتحضير للخطبة ماذا لو أعلن الخطيب على لوحة المسجد أن الخطبة القادمة ستكون كذا والموقع الإلكتروني كذا ونستقبل آرائكم ماذا تريدون أن أقول في الخطبة؟
الشيخ سلمان :
والله حتى هذه فكرة جيدة يعني ولو في بعض الأحيان في بعض الحالات يعني مواقع هناك إمكانية إيجاد مواقع بل هناك مواقع وجدت وبدأت ملتقى الخطباء وغيرها تحاول أن تقدم خطب خطب الحرمين الشريفين خطب الأئمة المشهورين خطب من القدس خطب من العالم الإسلامي خطب مهيئة للقضايا خطب المناسبات وفضلاً عن ذلك طرح موضوعات مثل ما تفضلت يمكن أن يكون للخطيب نفسه موقع إلكتروني ويتم التواصل إليه ولو لم يفعل الخطيب ذلك أنا كمستمع يمكن أن أكتب فكرة أو موضوعاً وأعطيه للخطيب ليخطب حوله قد يكون اقتراح موضوع أو حتى إعداد خطبه وتقديمها له .
مقدم البرنامج :
بعض الناس يعني ينقم شيئاً معيناً ويقول أن الخطباء يريدون أن يتحدثوا دائماً من بطون الكتب طبعاً تحدثنا في قضية أنهم لا يخالطون الناس لكن في قضايا سلوكية معينة قضايا الشارع قضايا المرور مثلاً قضايا المواصلات قضايا تهمّ الناس في صباحهم ومسائهم إلا أنه يندر أن يتحدث عنها الخطيب نظراً لأنه يعتقدون أن الخطيب يفكر أن هذه ليست من الاحتياجات الدينية اللي ممكن تطرح للناس .
الشيخ سلمان :
نعم لأن بعض الناس قد يطرح هذه الموضوعات بأسلوب قد يعبر عنه بأن فيه بعض الفجاجة يعني أحياناً ممكن أن تتحدث عن موضوع دعنا نعطي مثالاً الاحتباس الحراري هذا يصلح أن يكون موضوع خطبة لكن أن تأتي به من خلال أرقام وأحصائيات وبعد الأرض عن الشمس وثاني أكسيد الكربون والغازات وما أدري إيش يعني هنا سيبدأ الناس يشعرون بأنه أنك نقلتهم إلى عالم آخر بعيد عن الروحانيات لكن لو أنك انطلقت من قول الله -سبحانه وتعالى- (والْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ) (الرحمن:10) وقضية توظيف الأرض وتزويد الأرض بالإمكانيات والاحتياجات البشرية وحسن الاستخدام وأن الإنسان عليه أن يهتم بشركائه على ظهر هذا الكوكب وأن المصلحة مشتركة هنا وأن يهتم بالأجيال القادمة كما يستحضرهم أحياناً في دعائه (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ)(الفرقان: من الآية74) ؛ ولذلك على الإنسان أن يكون رشيداً في استخدماته وهنا يأتي موضوع الإسراف الإسراف في المال الإسراف في إيقاد النار الإسراف في الاستخدامات المختلفة هنا سيكون الكلام إيجابياً وطرحاً حضارياً راقياً ومستمداً من الكتاب والسنة .
مقدم البرنامج :
هنالك دورات أعلنت عنها وزارة الشئون الإسلامية في السعودية عن تنمية مهارات الخطباء لكن في بعض المشاركين عندنا أي دورات يعني لا يعتقد على الإطلاق أنه الدورة ماذا ستقول ؟
كيف تتحدث أيها الخطيب أو ما الفكرة ؟ يعني يقول إن لم تنبع الفكرة من ذات الخطيب اهتمامه بالناس فأنه لا دورة تفيد ولا ترشيد يمكن أن ينفع .
الشيخ سلمان :
والله أنا أتحفظ على هذا لأنه الناس يتغيرون الخطباء هم جزء من المجتمع وربما الخطيب بالأمس كان على حال واليوم هو على حال أخرى فأن يكون هناك دورات تدريب تقديم بعض النماذج فيه خطباء لهم تاريخ نحن كنا نعتقد أن الجانب الوحيد الذي ينجح فيه الخطيب هو أن يعالج بعض القضايا الساخنة وبين قوسين (السياسية على وجه الخصوص) ويعالجها بتقصد وتعمد وبقوة ، وكنا نعتبر أن هذه هي القوة بينما مع اتساع أفق الإنسان يدرك أن القوة هنا في قوة المعلومة التي يقدمها في أهمية الموضوع في القدرة على الاستدلال في القدرة على مخاطبة الناس والوصول إليهم في إحداث التأثير هنا أيضاً ليست القوة هي أن تستجيب للناس فيما يريدون أو ما ينتظرون وربما يخروجون كل ما في الأمر أنهم سمعوا ما يدور في ذواتهم وإنما أن تكون أضفت إليهم هماً جديداً أو فكرة جديدة لم تكن موجودة عندهم .
مقدم البرنامج :
أستأذنك أن آخذ أول اتصال حياة من تونس تفضلي .
المداخلة :
ألو عندي سؤال حضرة الشيخ .
مقدم البرنامج :
تفضلي .
المداخلة :
أنا امرأة متزوجة وبعد زواجي اكتشفت أن زوجي مطلق ولم يقل لي ولدي طفلين وأردت أن أستشيرك ماذا أفعل ؟
الشيخ سلمان :
طيب
مقدم البرنامج :
شكراً لك حياة ، آلاء من السعودية تفضلي .
المداخلة :
سلام عليكم .
مقدم البرنامج :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المداخلة :
لو سمحت يا دكتور بدي أعرف رأيك في علم تفسير الأحلام نحن كتير نشوف هيك بعض المبدعين اللي عم يفسروا خروفات يعني ما بعرف هيك حتى هلا في احدى القنوات مطلعين يقول أنه خطيب فإحدى الجوامع هون ما بعرف بيطلب اسم الشخص وبيحطله بطريقة يعني كأنها كل المشاهدين وحتى يعني اسمه بيئوله رقمك 101 معنا يعني رقم واحد ما بعرف طريقة غريبة كتير بس يمكن إحنا ما فنا هاليوم اللي ما فيه عندنا برامج في إطار ديني بتفسر أحلام أو حتى يعني نحن وين البرامج الحوارية غير برنامجكم أو بعض البرامج حتى برنامجكم الواحد يجيله إنهيار عصبي حتى يقدر يمسك معه الخط يعني وفي الأخير يحكي دقيقتين تلاتة وبعدين ما فيه وقت طبعاً الوقت أصير يعني ما بعرف أنه يعني فاعلين الخير بدل ما يبنوا كل جامع وجامع جامع يا ريت يحطونا برنامج حواري ثقافي بإطار ديني بدون استخفاف بعقول الناس وشكراً لكم .
الشيخ سلمان :
جميل .
مقدم البرنامج :
شكراً لك آلاء ، أمل من السعودية تفضلي .
المداخلة :
ألو السلام عليكم .
مقدم البرنامج :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المداخلة :
ممكن أكلم الدكتور دكتور فهد .
الشيخ سلمان :
سلمان هذا الدكتور فهد
المداخلة :
بخرج عن موضوع الخطبة وما الخطبة بس أنا أشكر الدكتور فهد وأتمنى أن كل الناس بالعالم العربي تسمعني شخص موسوعة علمية دينية يعني لازم كلنا نستفسد منها كل كلمة ينطقها الدكتور لازم نستوعبها ونأخدها يعني حوار يعني مرة مع أنفسنا يعني كنت أنا إنسانة مطلقة لا لي عمل بالعكس حاولي تكتشفي الجوانب الإيجابية في حياتك فأتمنى من كل أخت تسمعني أنها تستوعب دائماً كلام الدكتور فهد بأنه فعلاً موجه بشكل يعني فعلاً فعلاً الحياة يعني مع كلامه لها شكل جداً سعيدة وأنا أشكرك يا دكتور فهد وأشكر البرنامج باستضافة الدكتور فهد .
مقدم البرنامج :
شكراً لك أمل ، محمد من السعودية تفضل .
المداخلة :
هلا ومرحبا السلام عليكم .
مقدم البرنامج :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المداخلة :
ازيك يا أخي الكريم أحيك وأحيي فضيلة الشيخ .
الشيخ سلمان :
مرحباً أخي محمد .
المداخلة :
يا أخي والله أنا عندي مشكلة أنا عندي اختلاف بسيط مع والدي يمكن الموضوع ما يتعلق بالحلقة لكن أنا تعبان نفسياً والله كويس تعبان نفسياً جداً يعني أنا عندي اختلاف مع والدي وحلف بالطلاق أني ما أدخل بيته هو وأنا مزوج وعندي عيال والله كويس واختلفت مع زوجتي ومطلقها مرتين عايش معها بحبل واحد يعني مطلقها مرتين خير بس أنا حالياً حالف طلاق إني ما أخش بيت والدي بقى لي سنة ما خشيت بيت والدي وما عارف الحكاية دي إيه رأي الدين فيها ؟
الشيخ سلمان :
أبشر .
مقدم البرنامج :
شكراً لك محمد أرجع لحياة حياة من تونس متزوجة واكتشفت أن زوجها مطلّق قبل أن يتزوجها ولم يقل لها إلا بعد الزواج ؟
الشيخ سلمان :
طيب يا أختي حياة حياك الله وأعانك مادام أنه يعني أنت تزوجت الآن كل في الأمر أنه لم يخبرك بأنه كان مطلق لاشك أنه هذا لم يكن جيداً كان من الأولى والواجب أن يخبرك بأنه سبق أن طلّق لكن أما وقد حصل الطلاق عليك أن تنظري إلى الشخص الذي أمامك يعني لا تستعيدي باستمرار بالعكس قد يكون طلاقه من حظك ؛ لأن بعض الرجال إذا طلق الأولى يعني العوام يقولون من حظ الثانية لأنه أصبح أكثر تمسكاً بها وأكثر خبرة في الحياة واستعداداً لأن يتعايش مع المرأة الجديدة يعني فانظري إلى الرجل اللي تعايشينه ولا تكثري من التلفت إلى الماضي .
مقدم البرنامج :
آلاء من السعودية تتحدث عن تفسير الأحلام والخروفات اللي تحملها بعض البرامج أنهم خطباء جوامع أو مفسري أحلام ويبي يسأل عن اسم الأم
الشيخ سلمان :
حقيقة تفسير الأحلام يعني هو يستحق حديثاً خاصاً أنه الأحلام هي جزء من كينونة الإنسان لكن نحن أختي آلاء دعينا نسأل أولاً لماذا نكثر من السؤال عن الأحلام ؟ أنا أقول : لو الناس يسألون عن دينهم وعن أمور الحياة مثل ما يسألون عن الأحلام والله يطلعون فقهاء وعلماء تجد كثير من الناس وخصوصاً الجنس اللطيف يعني يكثرون من السؤال عن الأحلام وعن التفاصل وبعض الأحلام كأنها أفلام في الواقع ؛ لأنها مسلسلات طويلة وقصص عريضة أنا أقول للإخوة والأخوات دائماً يعني الإنسان في اليقظة لما يكون إنسان ما عنده قضايا كبيرة وضخمة وهو يقظ لما يكون عنده سرحان وهواجس ويذهب فكره يميناً وشمالاً بماذا يفكر ؟ تجدينه يفكر بقضايا عادية أو بأمور مما حوله ، الحلم هكذا هو سواء بسواء في النوم يعني النوم أقل درجة من اليقظة وبالتالي ما يراه الإنسان في المنام هو في الغالب أيضاً هي أشياء مما يُلمّ به في الحياة فثمانون تسعون بالمائة مما يراه الناس فيه أشياء من أيحاءات اليقظة لا ينبغي أن يشغلوا أنفسهم بها .
وهناك منها ما هو الحلم التنبئي وهناك الرؤية التي من الله وهناك من الشيطان أيضاً ما يحاول أن يحزن فيه الذين آمنوا وبالتالي نحن نعاتب الذين يبالغون في السؤال أحياناً عن الحلم أنه لماذا هم الذين يقنعون المفسرين .
كذلك طبعاً المفسرون فيهم المفسر المعتدل المنضبط الذي يفسر بالخير وبالإيجابية وهذا طيب وفيهم من يفسر بالرعب ، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول : « وَبَشِّرُوا وَلاَ تُنَفِّرُوا » . ويقول « وَبَشِّرُوا » أيضاً الحديث الذي تلوناه قبل قليل يعني واحدة رأت رؤية مرة أنها تمرجح في مرجيحة وكذا يعني من هذا القبيل فسألت مفسر وهي امرأة صالحة قال لها تعيشين ساحرة وتموتين كافرة ، واتصلت بي وهي في حالة من الرعب ما يعلمه إلا الله فسألتها عن حلمها فذكرته لي فقلت لها أنت عندك شيء من الشعر وتداعبين صديقاتك في المدرسة بأبيات من الشعر فقالت هذا هو الواقع وسُري عنها .
فأحياناً بعض التفسيرات تصنع مشكلة عند الرائي .
مقدم البرنامج:
أمل من السعودية تتحدث عن البرامج اللي ممكن تعزز التعزيز الإيجابي بدلاً من اللجوء لهذه البرامج هناك برامج أيضاً يفترض أن تعزز إيجابياتها .
الشيخ سلمان :
ولعل تعليقاً على كلام الأخت أمل أنه يعني فكرة تكثيف البرامج الآن حاجة الناس إليها الناس يعيشون حالات إحباط مشكلة الغلاء المشكلات الاجتماعية ضغوط معينة كبيرة ومع العولمة تفاقمت هذه الأشياء ، حاجة القنوات الفضائية وسائل الإعلام المختلفة المؤسسات التوجيهية والتربوية أن يكون فعلاً فيه برامج حوارية مع الناس أن يسمع الناس صوتهم هذا أظنه واحد من الحلول.
مقدم البرنامج :
أيضاً هي تتحدث عن كونها مطلّقة وأنه الحديث الذي لهذا الغرض بالذات منكم فضيلة الدكتور أفهم في تعزيزها يعني تنمية ثقافتها بذاتها وأنها تدعو من كل من لها مشكلة بالذات قضية طلاق أو غيره أن تستمع لمثل هذا البرنامج وأنا أقول أن تستمع لأي شيخ تعزيز إيجابي وستجده ..
الشيخ سلمان :
يعني ذكرتني بحديثك أمس إحدى الأخوات اتصلت بي وطرحت عندي مشكلة أنا كنت يعني قادم من سفر كنت في عمان وكنت أيضاً متعباً بعض الشيء يعني جسدياً وبعض الهموم والغموم فما كان عندي أهلية وألح الاتصال فرديت يعني عرضت الأخت مشكلتها ربما ما تجاوبت معها كما تتوقع فأرسلت لي رسالة فعلاً أثارت الحزن في نفسي قالت يعني ردك علي عمل عندي رد فعل أنه ليس كما تتحدث في برنامجك ، وهذا أبرز عندي أنه فعلاً إذا كان الإنسان ما عنده استعداد نفسي أحياناً ليجيب ألا يجيب أفضل يعني الناس قد يعذرونك إذا لم تجبهم لكن إذا أجبت ولم تستطع أنك لم تستوعب المشكلة من جوانبها وترد بأسلوب يعني ونفس طويل الناس لا يقدرون وضعك الخاص قد تكون مجهداً قد تكون مثلهم أيضاً أن تعاني مثل ما يعانون يعني.
مقدم البرنامج :
أحمد من السعودية اختلف مع والده وهو متعب نفسياً طلق زوجته طلقتين وحلف الآن بالطلاق أن لا يدخل بيت والده من سنة لم يدخل بيت والده .
الشيخ سلمان :
نعم أولاً أنت يعني اختلافك مع زوجتك قلت أنك طلقت طلقتين أنا دائماً أوصي الإخوة أن لا يستخدم الطلاق حتى مع الاختلاف الطلاق قرار يعني إن عزموا الطلاق هو قرار يعني ينبغي ألا يتخذ في حالة غضب أو تهديد للمرأة أو تعبير عن سلطوية ، لا الطلاق قرار تتخذه أنت بكامل هدوئك أما عند الغضب ممكن تهجر ممكن إذا لزم الأمر طبعاً ممكن تستخدم بعض الأشياء التي في حدود معقولة ومقبولة ، وكما قلت أنت الآن بقى عندك حبل واحد يعني هو أشار إلى أنه راح عنده طلقتين معناه أنه الآن هي الطلقة الأخيرة ومن هنا على الإنسان أن لا يتساهل في موضوع الطلاق ، حلفك أخي محمد أنك لا تدخل بيت والدك بالطلاق هذا ليس طلاقاً وإنما هو على القول الراجح هو يمين كفارته كفارة يمين فبإمكانك أن تخش كما تعبر أنت بيت والدك آمناً مطمئناً وتطعم عشرة مساكين عن هذا اليمين ؛ لأن حلفك بالطلاق هو بمثابة يمين قصدت به منع نفسك من دخول بيت الوالد وأدخل بيت الوالد وقبّل رأس الوالد وقبل يده وأكرمه وقدم له هدية طيبة وحاول أن تسترضيه بقدر ما تستطيع .
مقدم البرنامج :
عادل م
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة والأخوات سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته مجدداً ألتقيكم وأرحب بكم في برنامجكم المتجدد الذي يأتيكم دوماً في نهار كل يوم جمعة مبارك على مدار العام الحياة كلمة في هذا النهار بالذات نحن نتحدث عن جزءٍ رئيس من يوم الجمعة الذي نتبارك به دائماً وهو خطبة أو رسالة الجمعة التي هي خطبة يوم الجمعة ، الغالبية الآن من يشاهدونا قد استمع إلى خطبةٍ في مسجد ما الغالبية طبعاً في الشأن المحلي وفي الشأن الإقليمي أيضاً وربما بعض من الجهات الغرب السعودية لازالت تواصل الاستماع لخطبة الجمعة الآن حديثنا سيكون عن الخطبة ما الذي يمكن أن نقوله عن الخطبة أولاً من حيث التشريع ثم من حيث الأدبيات ما يمكن أن يقوله الخطيب وما يمكن أن ينصت له المستمع وفي البدء فضيلة الدكتور بعد أن أرحب بك .
الشيخ سلمان :
مرحباً بك وبالإخوة والأخوات جميعاً .
مقدم البرنامج :
يسرني الحديث أولاً عن مكانة التشريع مكانة خطبة الجمعة في التشريع من حيث المقصد للتشريع فيها ومن حيث أيضاً بعضاً من الأحكام وقبل أن نتحدث عن الأدبيات .
الشيخ سلمان :
نعم بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه .
أولاً : الجمعة هو عيد المسلمين عيد الأسبوع اليومي الذي هدى الله تعالى المسلمين إليه وأضلّ عنه من كان قبلهم فهو اليوم العظيم المبارك الذي فيه خلق آدم وفيه أهبط إلى الأرض وفيه تقوم الساعة واليوم هذا محاط بالعديد من الأحكام الشرعية مثل : استحباب الاغتسال للمجيء للجمعة التبكير للصلاة كثرة الصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله – عليه الصلاة والسلام- قراءة سورة الكهف وأنه يضيء له ما بينه وبين الجمعة الأخرى كما عند الحاكم وغيره ويعني أسانيده لا بأس بها ومجموعة كبيرة من الأحكام التي تحف بهذا اليوم وتجعل له قدسية ومكانة ومنها أن الصلاة فيه ركعتان وجهرية وفيه خطبتان حتى قال كثير من أهل العلم : أن الخطبتين بمقام ركعتين وهذا على سبيل التقريب وإلا فإن الإنسان لو فاتته الخطبة فإنه يصلي ركعتين مع الإمام ، ولكن هاتان الخطباتان أيضاً لهما قدسية يعني هنا تلاحظ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بالاستماع حتى قال عليه الصلاة والسلام « إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ أَنْصِتْ . يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ فَقَدْ لَغَوْتَ ». ومن لغى فلا جمعة له حتى مجرد أن تقول لجارك أسكت هذا لا يجوز ؛ لأنه يظل الناس يُسكّت بعضهم بعضاً حتى يعني يشتعل الجو فأمر الناس بالصمت والاستماع لهذا الخطيب وهكذا ربنا سبحانه يقول : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ)(الجمعة: من الآية9) فقال العلماء : ذكر الله تعالى هو الخطبة (وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)(الجمعة: من الآية9) فأمر الله تعالى بالسعي إليها وأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالإنصات لها وعدم الكلام حتى أنك لا تشمت عاطساً ولا ترد السلام على مسلِّم ولا تقول لصاحبك أنصت أو اسكت والإمام يخطب هذه القدسية العظيمة الحقيقة هي منطلق هائل لو أننا أحسنّا توظيفها ، نحن مثلاً بصدد بناء حضاري للأمة بصدد نشر قيم وثقافات متميزة الخطبة ستكون هي العامل الأكبر لأنك تستطيع أن تلقي إلى الخطباء ليست بالضرورة خطبةً جاهزة يتلونها ويقرؤونها دون أن يكونوا شاركوا في إعدادها وصياغتها وتفهمها ، ولكن أن يكون ثمت أفكار تصل إلى الجميع ويتفق عليها الجميع ويتعاطها الناس ، تخيل مثلاً في المملكة العربية السعودية عشرات الآلاف من المساجد والجوامع في العالم العربي والإسلامي في العالم الغربي المسلم حتى الذي لا يصلي أحياناً أو يفرط في الصلوات غالباً تجده يصلي الجمعة مع الناس .
إذاً هنا أنت أمام يعني وسيلة إعلامية هائلة وضخمة جداً لو أننا أحسنّا توظيفها وأدركنا القيمة القدسية لها أنه حينما يكون الناس كلهم مطالبين بالحضور ومطالبين بالإنصات معنى ذلك أن الخطبة لكن تكون حديثاً شخصياً ولا رؤية ذاتيه ولا حزبية ولا منشغلة بجوانب معينة وإنما هي تعالج قضايا مشتركة محل اتفاق عند الجميع .
مقدم البرنامج :
جميل أنا أحدثك الآن فضيلة الدكتور قبل أن أتحدث أيضاً عن أدبيات أو ما يتوجب على الخطيب أن يراعيه أو يراعي حال المصلين فيه كيف كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يخطب وهو أول من خطب في الإسلام ؟ كيف سنّ يعني آدابيات الخطبة من عنده -صلى الله عليه وسلم-
الشيخ سلمان :
يعني مثلاً دخوله – عليه الصلاة السلام- ثم كان يخطب الخطبة الأولى ثم يقعد ثم يخطب الخطبة الثانية يقعد بينهما قعدةً خفيفة هذا من آداب الخطبة كان يسلّم على الناس إذا دخل ثم يقعد فيؤذن المؤذن ثم يخطب كانت خطبة النبي -صلى الله عليه وسلم- العادية قصيرة حتى قال –عليه الصلاة والسلام- في حديث عمار الذي في مسلم : « إِنَّ طُولَ صَلاَةِ الرَّجُلِ وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ. فَأَطِيلُوا الصَّلاَةَ وَأَقْصِرُوا الْخُطْبَةَ فَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْراً ». يعني هذا من عوامل الأدب في الخطبة أو النموذج النبوي في الخطبة أن لا تكون الخطبة طويلة وابن القيم -رحمه الله- يقول إن خطب النبي -صلى الله عليه وسلم- التي كانت في النوازل والملمات أطول من خطبه العادية أيضاً لما يقول –عليه الصلاة والسلام- (وَأَقْصِرُوا الْخُطْبَةَ) يعني هنا مراعاة أن هذا فقه من فقه الرجل فقهه بالشريعة لأن هذا موافقة لسنة وفقهه بالطبيعة أيضاً لأن طبيعة الناس الملل فإذا كان الخطيب يمتد الخطبة فيه لساعة أو ساعتين الناس هنا يسأمون ويملّون وإذا كان يعني ينتقل من الشرق إلى الغرب ففي هذه الحالة يعني قدرة الناس على التركيز والاستماع تضعف وتقل وهذا اليوم معروف في وسائل الإعلام في علم النفس الإعلامي وغيره أنه كلما كان الإنسان أقل وأقصر كان الناس أكثر وأقدر على التركيز فهو هنا عليه الصلاة و السلام يأمر بتقصير الخطبة وأيضاً لما يقول عليه الصلاة والسلام : (فَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْراً) ، هنا الخطبة قصيرة ولكنها مركزة فيها بلاغة فيها بيان فيها أدب يعني كثير من الخطب الآن التي تقرأ في الكتب مثل خطب ابن نباته أو غيره من الكتب التي كتبت في عصور الضعف ، الضعف اللغوي والضعف العلمي ومع ذلك يتدولونها وقد تستمع إلى خطيب يدعو للحاكم العثماني أو يدعو في قضايا قد مضت وانتهت مثلاً فضلاً عن أنها مليئة بالسجع المتكلف الممجوج والكلمات الغريبة النابية التي تحتاج أن الإنسان يرجع إلى القاموس والموسوعات تقعر لغوي وفيها ركاكة وفيها نكارة يعني هنا الحكمة والبلاغة هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال ، وأن تكون ليست خطبة يعني ركيكة بمعنى أن العبارات فيها صحفية وتجد الخطيب ممكن يقول وعلى صعيد آخر أو يقول مثلاً بعض الكلمات الإعلامية والصحفية المتداولة أو أن تجد الخطيب أيضاً يرتقي إلى أن يستخدم كلمات ومفردات معجمية بعيدة عن أفهام الناس وتنبو عنهم أذواقهم ومسامعهم فهنا النبي عليه الصلاة والسلام يقول : (فَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْراً) لما يقوم الخطيب ويقول كلمة الحق وينصر كلمة الحق بلغة جميلة وأسلوب حكيم .
مقدم البرنامج :
أيضاً ما دام الخطبة هنا هي الحقيقة أداة توجيه الرأي العام وهي سنت أيضاً من أجل أن يستمع المصلي عموماً طوال الأسبوع لرسالة معينة تنبؤه عما قال الله -عز وجل- وقال رسوله -صلى الله عليه وسلم- أنا أرجع إلى لو عملنا استبانة لكن لو سألتك أنت فضيلة الدكتور كم تقدر نسبة المصلين الذين يأتون إلى خطبة الجمعة ويخرجون بفائدة حياتيه لديهم .
الشيخ سلمان :
قليل أنا أعتقد أنه قليل قليل جداً نعم يأتون ويعني دافعهم إيماني وروحاني يأتون ليسمعوا ذكر الله فيقولون سبحانه أو ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- فيقولون صلى الله عليه وآله وسلم ، لكن أن يأتي وقلبه متطلع لأن هذا معتمد على كفاءة وجدارة الخطيب ومعتمد على ما اعتادوه ؛ لأنك حقيقةً إن أردت أن أردت أجيبك على السؤال بصراحة الخطباء أنواع هناك خطيب قد يكون يستعد للخطبة ويتعب فيها ولكنك حينما تأتي إليه تجد أنه مجتهد في محاولة إقناعك برؤية خاصة عنده وهو يعني قد استمات في هذه المحاولة وحشد من الدلالات والاعتبارات والمعاني ما حاول أن يقنعك فيه برأي في قضية قد تكون من قضايا الدين الكبرى ، هو لا يتكلم عن قضايا الإيمان بالله والملائكة واليوم الآخر أو الصلاة أو الصوم والحج أو قضية عامة للمسلمين جميعاً هو قد يتحدث في موضوع رأي خاص عنده ومتشبع به حتى أنك تجد مثلاً خطيباً يتحدث عن موضوع فقهي موضوع مثلاً زكاة الحلي وينصر أن الحلي فيها الزكاة فيحشد الآيات والأحاديث والوعيد على من لا يزكي )يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ)(التوبة: من الآية35) ويُنزّل الآيات على المفهوم الذي اختاره ويهدد بالوعيد والويل والثبور والنار وينسى بهذا أنه يهدد ناساً من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن الأئمة المعتبرين الذين لا يرون الزكاة في الحلي أصلاً .
فهنا تلاحظ أنك هنا تضييق لأنك تجد أن الخطيب اجتهد ولكنه في التعبير عن رأي خاص ، أو تذهب إلى خطيبٍ آخر عادي خطيب كما يقال تقليدي يقرأ من الكتب أو يقرأ خطبة عادية فأنت تجد هنا ارتياحاً أن الأمر ليس فيه مغالبة أو محاولة فرض قناعة عليك بالقوة ولكن بالمقابل الخطبة هذه عادية تقليدية يمكن أجمل ما فيها هو الدعاء .
مقدم البرنامج :
يأخذ الخطباء كثيراً من وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- في خطبته وكأنه منذر حرب ويتحدثون في قضية أنه من أساسيات الخطبة الرفع بالصوت حتى يقول يوسف الهبلول مرة في الموقع الإلكتروني أنه حاولت أن أفكر حدة الخطاب عند خطيب يتكلم عن أمر فقهي أكثر من كونه فقهي أمر روحاني عن البركة وأهميتها ويقول أنه حاد جداً لدرجة أنه حاولت أن أفكر أو أجيب على هذا السؤال لماذا ولم أعرف إجابة .
الشيخ سلمان :
وبعضهم قد يعتقد أن هذه هي السنة وإنه فعلاً عندنا حديث جابر في مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ وَعَلاَ صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ « صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ ». لازم نقف عند هذا الحديث هذا أولاً الحديث يذكر بعض ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- والإمام النووي يقول أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما يكون في مثل هذه الحالة كان لأنه كان ينذر أمراً عظيما وخطباً جثيما ، والواقع أن ما قاله النووي هو الأكيد هو اليقين -والله أعلم- يعني ليس دائماً أن هذه خطبة النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت بهذا الشكل لأنه عليه الصلاة والسلام بالمقابل كان يخطب بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن عائشة -رضي الله عنها- تقول أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا قال كلمة أعادها ثلاثاً حتى تُفهم عنه ولم يكن يسرد الحديث كسردكم هذا .
أيضاً لم يكن الغضب هو العاطفة الوحيدة التي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتعامل معها في الخطبة مثلاً أيضاً حديث جرير بن عبد الله في صحيح مسلم قَالَ كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى صَدْرِ النَّهَارِ قَالَ فَجَاءَهُ قَوْمٌ حُفَاةٌ عُرَاةٌ مُجْتَابِى النِّمَارِ أَوِ الْعَبَاءِ مُتَقَلِّدِى السُّيُوفِ عَامَّتُهُمْ مِنْ مُضَرَ بَلْ كُلُّهُمْ مِنْ مُضَرَ فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- وخطب على المنبر هنا النبي عليه الصلاة والسلام حرك عاطفة الإيمان عاطفة الحب عاطفة الصدقة وليس عاطفة الغضب فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- ( تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ مِنْ دِرْهَمِهِ مِنْ ثَوْبِهِ مِنْ صَاعِ بُرِّهِ مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ - حَتَّى قَالَ - وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ». فيقول جاء الناس بعطاياهم حَتَّى رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَعْنِى كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ أو مُدْهَنَةٌ) يعني كأنه ذهب أو كأنه مدهون بالدهن من جماله عليه الصلاة والسلام وفرحه بذلك .
إذاً الخطبة ليست دائماً هي الغضب ، الغضب لما يكون فيه موضوع معين ، ودعني أضرب لك مثال لغضبه عليه الصلاة والسلام : لما جاء الرجل يشتكي معاذ وأنه يطيل الخطبة فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- وخطب على المنبر وغضب عليه الصلاة والسلام حتى يقول : فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- غَضِبَ فِى مَوْعِظَةٍ قَطُّ غَضَبَهُ يَوْمَئِذٍ ، ثُمَّ قَالَ :« إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ اللَّهِ - إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ ». إذاً هنا الغضب جزء من الكينونة البشرية والخطيب ينبغي أن يوظّفه في إطار معين وفي قضية معينة قضية مشتركة يعني الناس معك عليها ، ولكن تذكرهم تُذكّرهم بموضوع تربية الأبناء تُذكّرهم بموضوع حقوق الأزواج والزوجات تُذكّرهم بموضوع الجيران تُذكّرهم بالإيمان بالله تُذكّرهم بأداء الفرائض القضايا الكلية أما أن يكون الغضب أحياناً دمدمة في الخطبة وربما يستثني الخطيب فلاناً من الناس أو علان أو في قضية شخصية أو حزبية أو مذهبية أو فرعية أو مدرسية ثم يلقي فيها بثقله وتصبح الخطبة كأنها ظاهرة صوتية وقعقعة لفظية يعني لاشك أن هذا ليس من السنة .
مقدم البرنامج :
وبصراحة أيضاً يتحدث الناس أو الكثير من الناس بعض فئات الناس من المجتمع المحلي أن الخطبة أصبحت وسيلة لنشر أفكار إسلامية حركية وإنه في بعض الأزمات التي يمر بها المجتمع المحلي أصبحت منابر الخطباء هي وسيلة استعداء لاتجاه على آخر .
الشيخ سلمان :
يعني النبي -صلى الله عليه وسلم- كان ربه أنزل عليه السكينة حتى في حالة الحرب : (فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ ) (التوبة: من الآية40) ، (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ)(الفتح: من الآية4) الناس أكثر ما يستفزهم هو حالة التوتر والخوف (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ)(النساء: من الآية83) وأنت تجد أن البشر إذا شاع بينهم الخوف كان هذا تحضيراً للفتن فيما بينهم والاستعداد والتهيؤ للصراع والنزال والحرب حتى بين أبناء الشعب الواحد والأمة الواحدة والدين الواحد كما هو مشاهد فإذا هدأ الناس وسكتوا وذهب كل منهم إلى حال سبيله نسوا هذا الأمر ورجعوا كأن الواحد منهم حمل وديع ، هذا أمر ملحوظ في الطبيعة البشرية ؛ ولذلك الخطيب ينبغي أن يكون من شأنه موضوع التبشير موضوع الرحمة يعني حديث الحكم بن حزن وهو أيضاً عند أبي داود ابن حجر يقول حديث اسناده حسن أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قام مُتَوَكِّئاً عَلَى قَوْسٍ أَوْ قَالَ عَلَى عَصًا فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ كَلِمَاتٍ خَفِيفَاتٍ طَيِّبَاتٍ مُبَارَكَاتٍ ثُمَّ قَالَ « يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ لَنْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تُطِيقُوا كُلَّ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ ». لاحظ هذا المعنى « لَنْ تُطِيقُوا كُلَّ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ ».يعني قضية أن يكون الخطيب يأتي بكل الأوامر وكل النواهي ويحاسب الناس على كل شيء ويطلب منهم صورة مثالية هذا ليس مطلباً « وَلَكِنْ سَدِّدُوا وَأَبْشِرُوا ». يعني إذا لم تصيبوا فاقتربوا ولا تبتعدوا عن ربكم -عز وجل- وأين أنتم من الاستغفار ؟
« وَأَبْشِرُوا ». هنا أيضاً مهمة الخطيب التبشير يعني أن يخرج الناس من الخطبة وهم في حالة من الاستقرار النفسي والإيمان والهدوء وليس في حالة من الخوف وخفتم وجيتم وجاءكم العدو فسدت الدنيا خرب الناس ذهب الدين يعني بعض الناس قد يتحدث في قضية فيبالغ فيها بسبب شدة الخوف وشدة الغيرة من عنده وهو يحاول أن ينقل هذا إلى الناس كلهم أجمعين .
مقدم البرنامج :
أصبحت الخطبة إذاً عالم آخر يعني يأتي المصلي ليسمع هالة من المثاليات ليس إلا فإذا خرج فإذا هو يباشر حياة أخرى مختلفة .
الشيخ سلمان :
نعم وكلما إستطاع الخطيب أن تكون الخطبة تعيش مع الناس في واقعهم الخطيب واحد من الناس لماذا تفترض من الناس أن يكونوا شيئاً وأنت يعني تعيش في حياتك وأيضاً الخطيب الذي يهاجم الناس بعض الخطباء مثلاً قد يهاجم ، يهاجم شخصاً ويسميه باسمه أو لا يسميه أو يهاجم مجموعة من الأشخاص يعني قد يتحدث عن أعداد غفيرة من الناس وكأنها معركة أو بشكل آخر أن هذا الخطيب يعتقد أن هذه الخطبة هي فرصته الوحيدة وربما لا يخطب بعدها ؛ ولذلك أتى بكل ما عنده من القضايا والمؤاخذات والملاحظات فألقى بها في نفوس الناس وهو يحاول أن يحوزهم إلى رأيه أو إلى قناعته يعني مثل هذا الوضع في الخطبة يعني من شأنه أن يجعل الخطيب كأنه يذم الناس ويستثني نفسه يعني كون الخطيب يوبخ الناس توبيخاً شديداً طيب هل هو يقول هذا عن نفسه ؟ لو كان الإنسان يعتقد في نفسه ما يعتقده للناس لم يكن بتلك الغلظة وبتلك الشدة وأيضاً هؤلاء الناس الذين في المسجد هم قوم من أهل لا إله إلا الله محمد رسول الله ، هم مصلون وقد يكونون أدوا الزكاة ، وهم من أهل صيام رمضان وكثير منهم أدى فريضة الحج يعني أركان الإسلام توفرت فيهم وهنا يعني أن يكون الأمر فيه قدر من الهدوء واللطف والواقعية أظن أنه أمر يحتاج الخطبا إلى التذكير به .
مقدم البرنامج :
وأيضاً نتحدث بشأن أكثر صراحة حول مجتمعاتنا المحلية مجتمعنا السعودي يعني إذا كنا نفترض أن الخطبة يجب أن تكون منطلقة من احتياجات الناس لتلبي مستهدفاتهم وغياتهم أنا أسأل كم نظاماً عدّل من جراء خطب معينة أثرت في الناس كم تشريعاً سنّ من جراء خطب معينة إذا كنا نتكلم أن الرأي العام دائماً يتأثر وهذه ثقافة عالمية فإننا نملك أداة تغيير للرأي العام رائعة جداً لكن للأسف في أدنى مستوايتها .
الشيخ سلمان :
ولو قلبنا السؤال وقلنا كم من قرار عدل أو قرار اتخذ أو نظام سن بسبب مناقشات ومداولات في الإنترنت ومواقع الانترنت سنجد أن هناك الكثير إذاً الخطب الآن باليقين لم تؤد دورها كما يجب والخطيب في الغالب أنه ينطلق من رؤيته الخاصة أو رؤيته الذاتيه دون أن يكون هناك نوع من التنوع بين الخطباء ، أن يكون هناك علاقات بين الخطباء في البلد الواحد في المنطقة الواحدة أن يكون بينهم تواصل أن يكون بينهم تعارف تبادل الخبرة وأيضاً حتى على صعيد البلد الواحد سواء في المملكة أو في أي بلدٍ آخر أن تكون الجهة المسئولة عن الخطباء وهي وزارات الشئون الإسلامية عندها خطة رشيدة لرفع مستوى أداء الخطيب سواء من حيث الإلقاء تنوع النبرة بعض الخطباء ربما يجذب النوم للناس خصوصاً أن الخطبة في وقت الظهيرة ؛ ولذلك يعني النوم ظاهرة موجودة خصوصاً إذا كانت الخطبة كلها على نبرة واحدة وعلى رتم واحد فالناس هنا كأن الخطيب يهذهم فيذهبون في نوم عميق بينما أن يرفع الخطيب صوته تارة ويخفضه تارة ويأتي بالحكمة وآية وحديث وبيت من الشعر لا بأس به أيضاً وكلام معين وينزل إلى واقع الناس ويلامس همومهم ، وأيضاً الاستعداد نحن في عصر الانفجار المعلوماتي أن يكون الخطيب حينما يهم أن يعالج هذا الموضوع يذهب إلى محركات البحث في الإنترنت ويحصل على مجموعة كبيرة من المعلومات والدراسات التي تساعده على أن يعدّ الخطبة بشكل جيد ولو مختصر .
مقدم البرنامج :
حول هذا أيضاً في مواكبة التقنية عندي أيضاً نقطة هنا مثارة في الموقع الإلكتروني ما رأي الفقهاء عندنا في قضية أنه يدخل على الخطبة أمور تقنية ؟ هنا مفرط يمكن باستخدام الأمور التقنية استخدام الكمبيوتر أو الفيديو في نفس الخطبة لكن أنا أقول الأمر أهون من ذلك استخدام المواقع الإلكترونية للتحضير يعني لأخذ أراء الناس والتحضير للخطبة ماذا لو أعلن الخطيب على لوحة المسجد أن الخطبة القادمة ستكون كذا والموقع الإلكتروني كذا ونستقبل آرائكم ماذا تريدون أن أقول في الخطبة؟
الشيخ سلمان :
والله حتى هذه فكرة جيدة يعني ولو في بعض الأحيان في بعض الحالات يعني مواقع هناك إمكانية إيجاد مواقع بل هناك مواقع وجدت وبدأت ملتقى الخطباء وغيرها تحاول أن تقدم خطب خطب الحرمين الشريفين خطب الأئمة المشهورين خطب من القدس خطب من العالم الإسلامي خطب مهيئة للقضايا خطب المناسبات وفضلاً عن ذلك طرح موضوعات مثل ما تفضلت يمكن أن يكون للخطيب نفسه موقع إلكتروني ويتم التواصل إليه ولو لم يفعل الخطيب ذلك أنا كمستمع يمكن أن أكتب فكرة أو موضوعاً وأعطيه للخطيب ليخطب حوله قد يكون اقتراح موضوع أو حتى إعداد خطبه وتقديمها له .
مقدم البرنامج :
بعض الناس يعني ينقم شيئاً معيناً ويقول أن الخطباء يريدون أن يتحدثوا دائماً من بطون الكتب طبعاً تحدثنا في قضية أنهم لا يخالطون الناس لكن في قضايا سلوكية معينة قضايا الشارع قضايا المرور مثلاً قضايا المواصلات قضايا تهمّ الناس في صباحهم ومسائهم إلا أنه يندر أن يتحدث عنها الخطيب نظراً لأنه يعتقدون أن الخطيب يفكر أن هذه ليست من الاحتياجات الدينية اللي ممكن تطرح للناس .
الشيخ سلمان :
نعم لأن بعض الناس قد يطرح هذه الموضوعات بأسلوب قد يعبر عنه بأن فيه بعض الفجاجة يعني أحياناً ممكن أن تتحدث عن موضوع دعنا نعطي مثالاً الاحتباس الحراري هذا يصلح أن يكون موضوع خطبة لكن أن تأتي به من خلال أرقام وأحصائيات وبعد الأرض عن الشمس وثاني أكسيد الكربون والغازات وما أدري إيش يعني هنا سيبدأ الناس يشعرون بأنه أنك نقلتهم إلى عالم آخر بعيد عن الروحانيات لكن لو أنك انطلقت من قول الله -سبحانه وتعالى- (والْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ) (الرحمن:10) وقضية توظيف الأرض وتزويد الأرض بالإمكانيات والاحتياجات البشرية وحسن الاستخدام وأن الإنسان عليه أن يهتم بشركائه على ظهر هذا الكوكب وأن المصلحة مشتركة هنا وأن يهتم بالأجيال القادمة كما يستحضرهم أحياناً في دعائه (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ)(الفرقان: من الآية74) ؛ ولذلك على الإنسان أن يكون رشيداً في استخدماته وهنا يأتي موضوع الإسراف الإسراف في المال الإسراف في إيقاد النار الإسراف في الاستخدامات المختلفة هنا سيكون الكلام إيجابياً وطرحاً حضارياً راقياً ومستمداً من الكتاب والسنة .
مقدم البرنامج :
هنالك دورات أعلنت عنها وزارة الشئون الإسلامية في السعودية عن تنمية مهارات الخطباء لكن في بعض المشاركين عندنا أي دورات يعني لا يعتقد على الإطلاق أنه الدورة ماذا ستقول ؟
كيف تتحدث أيها الخطيب أو ما الفكرة ؟ يعني يقول إن لم تنبع الفكرة من ذات الخطيب اهتمامه بالناس فأنه لا دورة تفيد ولا ترشيد يمكن أن ينفع .
الشيخ سلمان :
والله أنا أتحفظ على هذا لأنه الناس يتغيرون الخطباء هم جزء من المجتمع وربما الخطيب بالأمس كان على حال واليوم هو على حال أخرى فأن يكون هناك دورات تدريب تقديم بعض النماذج فيه خطباء لهم تاريخ نحن كنا نعتقد أن الجانب الوحيد الذي ينجح فيه الخطيب هو أن يعالج بعض القضايا الساخنة وبين قوسين (السياسية على وجه الخصوص) ويعالجها بتقصد وتعمد وبقوة ، وكنا نعتبر أن هذه هي القوة بينما مع اتساع أفق الإنسان يدرك أن القوة هنا في قوة المعلومة التي يقدمها في أهمية الموضوع في القدرة على الاستدلال في القدرة على مخاطبة الناس والوصول إليهم في إحداث التأثير هنا أيضاً ليست القوة هي أن تستجيب للناس فيما يريدون أو ما ينتظرون وربما يخروجون كل ما في الأمر أنهم سمعوا ما يدور في ذواتهم وإنما أن تكون أضفت إليهم هماً جديداً أو فكرة جديدة لم تكن موجودة عندهم .
مقدم البرنامج :
أستأذنك أن آخذ أول اتصال حياة من تونس تفضلي .
المداخلة :
ألو عندي سؤال حضرة الشيخ .
مقدم البرنامج :
تفضلي .
المداخلة :
أنا امرأة متزوجة وبعد زواجي اكتشفت أن زوجي مطلق ولم يقل لي ولدي طفلين وأردت أن أستشيرك ماذا أفعل ؟
الشيخ سلمان :
طيب
مقدم البرنامج :
شكراً لك حياة ، آلاء من السعودية تفضلي .
المداخلة :
سلام عليكم .
مقدم البرنامج :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المداخلة :
لو سمحت يا دكتور بدي أعرف رأيك في علم تفسير الأحلام نحن كتير نشوف هيك بعض المبدعين اللي عم يفسروا خروفات يعني ما بعرف هيك حتى هلا في احدى القنوات مطلعين يقول أنه خطيب فإحدى الجوامع هون ما بعرف بيطلب اسم الشخص وبيحطله بطريقة يعني كأنها كل المشاهدين وحتى يعني اسمه بيئوله رقمك 101 معنا يعني رقم واحد ما بعرف طريقة غريبة كتير بس يمكن إحنا ما فنا هاليوم اللي ما فيه عندنا برامج في إطار ديني بتفسر أحلام أو حتى يعني نحن وين البرامج الحوارية غير برنامجكم أو بعض البرامج حتى برنامجكم الواحد يجيله إنهيار عصبي حتى يقدر يمسك معه الخط يعني وفي الأخير يحكي دقيقتين تلاتة وبعدين ما فيه وقت طبعاً الوقت أصير يعني ما بعرف أنه يعني فاعلين الخير بدل ما يبنوا كل جامع وجامع جامع يا ريت يحطونا برنامج حواري ثقافي بإطار ديني بدون استخفاف بعقول الناس وشكراً لكم .
الشيخ سلمان :
جميل .
مقدم البرنامج :
شكراً لك آلاء ، أمل من السعودية تفضلي .
المداخلة :
ألو السلام عليكم .
مقدم البرنامج :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المداخلة :
ممكن أكلم الدكتور دكتور فهد .
الشيخ سلمان :
سلمان هذا الدكتور فهد
المداخلة :
بخرج عن موضوع الخطبة وما الخطبة بس أنا أشكر الدكتور فهد وأتمنى أن كل الناس بالعالم العربي تسمعني شخص موسوعة علمية دينية يعني لازم كلنا نستفسد منها كل كلمة ينطقها الدكتور لازم نستوعبها ونأخدها يعني حوار يعني مرة مع أنفسنا يعني كنت أنا إنسانة مطلقة لا لي عمل بالعكس حاولي تكتشفي الجوانب الإيجابية في حياتك فأتمنى من كل أخت تسمعني أنها تستوعب دائماً كلام الدكتور فهد بأنه فعلاً موجه بشكل يعني فعلاً فعلاً الحياة يعني مع كلامه لها شكل جداً سعيدة وأنا أشكرك يا دكتور فهد وأشكر البرنامج باستضافة الدكتور فهد .
مقدم البرنامج :
شكراً لك أمل ، محمد من السعودية تفضل .
المداخلة :
هلا ومرحبا السلام عليكم .
مقدم البرنامج :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المداخلة :
ازيك يا أخي الكريم أحيك وأحيي فضيلة الشيخ .
الشيخ سلمان :
مرحباً أخي محمد .
المداخلة :
يا أخي والله أنا عندي مشكلة أنا عندي اختلاف بسيط مع والدي يمكن الموضوع ما يتعلق بالحلقة لكن أنا تعبان نفسياً والله كويس تعبان نفسياً جداً يعني أنا عندي اختلاف مع والدي وحلف بالطلاق أني ما أدخل بيته هو وأنا مزوج وعندي عيال والله كويس واختلفت مع زوجتي ومطلقها مرتين عايش معها بحبل واحد يعني مطلقها مرتين خير بس أنا حالياً حالف طلاق إني ما أخش بيت والدي بقى لي سنة ما خشيت بيت والدي وما عارف الحكاية دي إيه رأي الدين فيها ؟
الشيخ سلمان :
أبشر .
مقدم البرنامج :
شكراً لك محمد أرجع لحياة حياة من تونس متزوجة واكتشفت أن زوجها مطلّق قبل أن يتزوجها ولم يقل لها إلا بعد الزواج ؟
الشيخ سلمان :
طيب يا أختي حياة حياك الله وأعانك مادام أنه يعني أنت تزوجت الآن كل في الأمر أنه لم يخبرك بأنه كان مطلق لاشك أنه هذا لم يكن جيداً كان من الأولى والواجب أن يخبرك بأنه سبق أن طلّق لكن أما وقد حصل الطلاق عليك أن تنظري إلى الشخص الذي أمامك يعني لا تستعيدي باستمرار بالعكس قد يكون طلاقه من حظك ؛ لأن بعض الرجال إذا طلق الأولى يعني العوام يقولون من حظ الثانية لأنه أصبح أكثر تمسكاً بها وأكثر خبرة في الحياة واستعداداً لأن يتعايش مع المرأة الجديدة يعني فانظري إلى الرجل اللي تعايشينه ولا تكثري من التلفت إلى الماضي .
مقدم البرنامج :
آلاء من السعودية تتحدث عن تفسير الأحلام والخروفات اللي تحملها بعض البرامج أنهم خطباء جوامع أو مفسري أحلام ويبي يسأل عن اسم الأم
الشيخ سلمان :
حقيقة تفسير الأحلام يعني هو يستحق حديثاً خاصاً أنه الأحلام هي جزء من كينونة الإنسان لكن نحن أختي آلاء دعينا نسأل أولاً لماذا نكثر من السؤال عن الأحلام ؟ أنا أقول : لو الناس يسألون عن دينهم وعن أمور الحياة مثل ما يسألون عن الأحلام والله يطلعون فقهاء وعلماء تجد كثير من الناس وخصوصاً الجنس اللطيف يعني يكثرون من السؤال عن الأحلام وعن التفاصل وبعض الأحلام كأنها أفلام في الواقع ؛ لأنها مسلسلات طويلة وقصص عريضة أنا أقول للإخوة والأخوات دائماً يعني الإنسان في اليقظة لما يكون إنسان ما عنده قضايا كبيرة وضخمة وهو يقظ لما يكون عنده سرحان وهواجس ويذهب فكره يميناً وشمالاً بماذا يفكر ؟ تجدينه يفكر بقضايا عادية أو بأمور مما حوله ، الحلم هكذا هو سواء بسواء في النوم يعني النوم أقل درجة من اليقظة وبالتالي ما يراه الإنسان في المنام هو في الغالب أيضاً هي أشياء مما يُلمّ به في الحياة فثمانون تسعون بالمائة مما يراه الناس فيه أشياء من أيحاءات اليقظة لا ينبغي أن يشغلوا أنفسهم بها .
وهناك منها ما هو الحلم التنبئي وهناك الرؤية التي من الله وهناك من الشيطان أيضاً ما يحاول أن يحزن فيه الذين آمنوا وبالتالي نحن نعاتب الذين يبالغون في السؤال أحياناً عن الحلم أنه لماذا هم الذين يقنعون المفسرين .
كذلك طبعاً المفسرون فيهم المفسر المعتدل المنضبط الذي يفسر بالخير وبالإيجابية وهذا طيب وفيهم من يفسر بالرعب ، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول : « وَبَشِّرُوا وَلاَ تُنَفِّرُوا » . ويقول « وَبَشِّرُوا » أيضاً الحديث الذي تلوناه قبل قليل يعني واحدة رأت رؤية مرة أنها تمرجح في مرجيحة وكذا يعني من هذا القبيل فسألت مفسر وهي امرأة صالحة قال لها تعيشين ساحرة وتموتين كافرة ، واتصلت بي وهي في حالة من الرعب ما يعلمه إلا الله فسألتها عن حلمها فذكرته لي فقلت لها أنت عندك شيء من الشعر وتداعبين صديقاتك في المدرسة بأبيات من الشعر فقالت هذا هو الواقع وسُري عنها .
فأحياناً بعض التفسيرات تصنع مشكلة عند الرائي .
مقدم البرنامج:
أمل من السعودية تتحدث عن البرامج اللي ممكن تعزز التعزيز الإيجابي بدلاً من اللجوء لهذه البرامج هناك برامج أيضاً يفترض أن تعزز إيجابياتها .
الشيخ سلمان :
ولعل تعليقاً على كلام الأخت أمل أنه يعني فكرة تكثيف البرامج الآن حاجة الناس إليها الناس يعيشون حالات إحباط مشكلة الغلاء المشكلات الاجتماعية ضغوط معينة كبيرة ومع العولمة تفاقمت هذه الأشياء ، حاجة القنوات الفضائية وسائل الإعلام المختلفة المؤسسات التوجيهية والتربوية أن يكون فعلاً فيه برامج حوارية مع الناس أن يسمع الناس صوتهم هذا أظنه واحد من الحلول.
مقدم البرنامج :
أيضاً هي تتحدث عن كونها مطلّقة وأنه الحديث الذي لهذا الغرض بالذات منكم فضيلة الدكتور أفهم في تعزيزها يعني تنمية ثقافتها بذاتها وأنها تدعو من كل من لها مشكلة بالذات قضية طلاق أو غيره أن تستمع لمثل هذا البرنامج وأنا أقول أن تستمع لأي شيخ تعزيز إيجابي وستجده ..
الشيخ سلمان :
يعني ذكرتني بحديثك أمس إحدى الأخوات اتصلت بي وطرحت عندي مشكلة أنا كنت يعني قادم من سفر كنت في عمان وكنت أيضاً متعباً بعض الشيء يعني جسدياً وبعض الهموم والغموم فما كان عندي أهلية وألح الاتصال فرديت يعني عرضت الأخت مشكلتها ربما ما تجاوبت معها كما تتوقع فأرسلت لي رسالة فعلاً أثارت الحزن في نفسي قالت يعني ردك علي عمل عندي رد فعل أنه ليس كما تتحدث في برنامجك ، وهذا أبرز عندي أنه فعلاً إذا كان الإنسان ما عنده استعداد نفسي أحياناً ليجيب ألا يجيب أفضل يعني الناس قد يعذرونك إذا لم تجبهم لكن إذا أجبت ولم تستطع أنك لم تستوعب المشكلة من جوانبها وترد بأسلوب يعني ونفس طويل الناس لا يقدرون وضعك الخاص قد تكون مجهداً قد تكون مثلهم أيضاً أن تعاني مثل ما يعانون يعني.
مقدم البرنامج :
أحمد من السعودية اختلف مع والده وهو متعب نفسياً طلق زوجته طلقتين وحلف الآن بالطلاق أن لا يدخل بيت والده من سنة لم يدخل بيت والده .
الشيخ سلمان :
نعم أولاً أنت يعني اختلافك مع زوجتك قلت أنك طلقت طلقتين أنا دائماً أوصي الإخوة أن لا يستخدم الطلاق حتى مع الاختلاف الطلاق قرار يعني إن عزموا الطلاق هو قرار يعني ينبغي ألا يتخذ في حالة غضب أو تهديد للمرأة أو تعبير عن سلطوية ، لا الطلاق قرار تتخذه أنت بكامل هدوئك أما عند الغضب ممكن تهجر ممكن إذا لزم الأمر طبعاً ممكن تستخدم بعض الأشياء التي في حدود معقولة ومقبولة ، وكما قلت أنت الآن بقى عندك حبل واحد يعني هو أشار إلى أنه راح عنده طلقتين معناه أنه الآن هي الطلقة الأخيرة ومن هنا على الإنسان أن لا يتساهل في موضوع الطلاق ، حلفك أخي محمد أنك لا تدخل بيت والدك بالطلاق هذا ليس طلاقاً وإنما هو على القول الراجح هو يمين كفارته كفارة يمين فبإمكانك أن تخش كما تعبر أنت بيت والدك آمناً مطمئناً وتطعم عشرة مساكين عن هذا اليمين ؛ لأن حلفك بالطلاق هو بمثابة يمين قصدت به منع نفسك من دخول بيت الوالد وأدخل بيت الوالد وقبّل رأس الوالد وقبل يده وأكرمه وقدم له هدية طيبة وحاول أن تسترضيه بقدر ما تستطيع .
مقدم البرنامج :
عادل م
الشيخ سلمان :
والله حتى هذه فكرة جيدة يعني ولو في بعض الأحيان في بعض الحالات يعني مواقع هناك إمكانية إيجاد مواقع بل هناك مواقع وجدت وبدأت ملتقى الخطباء وغيرها تحاول أن تقدم خطب خطب الحرمين الشريفين خطب الأئمة المشهورين خطب من القدس خطب من العالم الإسلامي خطب مهيئة للقضايا خطب المناسبات وفضلاً عن ذلك طرح موضوعات مثل ما تفضلت يمكن أن يكون للخطيب نفسه موقع إلكتروني ويتم التواصل إليه ولو لم يفعل الخطيب ذلك أنا كمستمع يمكن أن أكتب فكرة أو موضوعاً وأعطيه للخطيب ليخطب حوله قد يكون اقتراح موضوع أو حتى إعداد خطبه وتقديمها له .
تعديل التعليق