هنا تجمع المواد العلمية المتعلقة بموضوع الآيات الكونية والزلازل
علي القرعاني
المشاهدات 10313 | التعليقات 13
حكم الفرار من الزلزال:
قال الحافظ بن رجب في فتح الباري (6 / 330)
ومما يتعلق بالزلزلة : هل يجوز الخروج منها والهرب إلى الصحراء ؟
قال الأوزاعي: لا بأس به ؛ كل يعلم أنه ليس يسبق قدر الله من فر ومن جلس، قال : والجلوس أحب إلي.
خرجه حرب ، من رواية الوليد بن مسلم ، عنه .
قال حرب: وسألت إسحاق بن راهويه، عن الرجل يكون في بيته ، فتصيبه الزلزلة : هل يقوم فيخرج من البيت؟ قال : إن فعل فهو أحسن .
وقد صنف في هذه المسألة أبو القاسم ابن عساكر الحافظ الدمشقي مصنفا، ولم يذكر في ذلك أثرا عمن تقدم من العلماء، لكنه حكى عن بعض من في زمانه ، أنه استحب الفرار منها .
واستدل بحديث مرور النبي [ ( صلى الله عليه وسلم ) ] بحائط مائل ، فأسرع ، وقال: " أكره موت الفوات " . وهذا حديث مرسل ، خرجه أبو داود في " مراسيله " . وقد روي مسندا، ولا يصح .
ورد أبو القاسم على هذا القائل قوله، وألحق الفرار منها بالفرار من الطاعون.
وفي ذلك نظر؛ لأن الفرار من الطاعون لا يتيقن به النجاة ، بل الغالب فيه
عدم النجاة ، وأما الخروج من المساكن التي يخشى وقوعها بالرجفة فيغلب على
الظن منه السلامة ، فهو كالهرب من النار والسيل ونحوهما.
والحديث المرسل الذي ذكرناه يشهد له . والله سبحانه وتعالى أعلم .
وإنما جاء النهي عن الخروج من الرجفة إلى الدجال، إذا حاصر المدينة، فترجف المدينة ثلاث رجفات، فيخرج إليه كل منافق ومنافقة.
[align=center]بيان الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر البراك
[/align]
بسم الله الرحمن الرحيم
فإن من الإيمان بالله الإيمان بأن الله هو المدبر لهذا العالم علويه وسفليه، وأنه لا يكون في السماء ولا في الأرض من حركة ولا سكون إلا بمشيئته سبحانه وحكمته وتدبيره، فبمشيئته تدور الأفلاك وتجري النجوم والشمس والقمر، وهو الذي يرسل الرياح ويصرفها ويقلب الليل والنهار، إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار، وهو الذي يرسل بالآيات الكونية تخويفا لعباده وعقوبة لأعدائه ( وما نرسل بالآيات إلا تخويفا) وقد قص الله علينا في كتابه ما ابتلى به الأمم الماضية من أنواع المصائب والكوارث، وبين أسباب ذلك وحكمته في ذلك فقال تعالى: (ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون) ، (فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين ) .
وقال في بني إسرائيل: ( و بلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون) وأخبر أنه أخذ المكذبين بذنوبهم فأنزل بهم أنواع العقوبات ( فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)
وبعد؛ فسنة الله ماضية بإرسال الآيات تذكيرا وتحذيرا ليتوب العباد إليه ويتضرعوا ( ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون) وقال تعالى: ( أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون) وقال تعالى : (قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين) وقال تعالى: ( استكبارا في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا) فيجب على العباد أن يؤمنوا بأن ما يحدث من الأعاصير والفيضانات والزلازل المدمرة والأوبئة المهلكة إنما تحدث بمشيئة الله وحكمته وإن كان لها أسباب طبيعية يعرفها الناس، فالله خلق الأسباب والمسبَّبات، ومن الجهل العظيم والضلال المبين الوقوف عند الأسباب، والغفلة عمن خلقها وقدرها ودبرها، ولا يقدر على دفعها غيره سبحانه وتعالى.
ومن المؤسف أن أكثر من يتحدث من المسلمين عما يحدث من الكوارث يقصر حديثه على أسبابها الطبيعة وآثارها، ولا يذكر ما وراء ذلك من تدبير الله ومشيئته وحكمته ولا يُذكِّر بما يجب على العباد من التذكر والرجوع إلى الله والضراعة إليه سبحانه بدفع مايخشونه وكشف ما نزل بهم .
هذا؛ وإن من آيات الله التي يخوف بها عباده في هذا الأيام ماوقع ـ ولا يزال ـ من الهزات الأرضية المتزايدة في مركز العيص وما جاوره شمال المدينة النبوية، مما أدى إلى ترحيل السكان إلى مناطق بعيدة؛ لأن هذه الهزات المتتابعة منذ شهر تنذر بخطر كبير، فيجب على الجميع حكومة وشعبا أن يأخذوا بأسباب الوقاية الشرعية والمادية وأن يتذكروا قوله تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) وأن يحذروا من حال من قال الله فيهم: ( أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون) وأعظم الأسباب الشرعية: التوبةُ والاستغفارُ ودعاؤه سبحانه وتعالى بأن يرحم عباده ويصرف عنهم ما يكرهون، كما قال صلى الله في شأن الكسوف: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا" متفق عليه، وفي لفظ لهما: " إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِمَا عِبَادَهُ"
وثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه صلى في زلزلة ست ركعات وأربع سجدات، وقال: "هكذا صلاة الآيات" رواه البيهقي وغيره، لذلك ندعو سكان العيص ـ حفظهم الله ـ وما جاورها أن يقيموا صلاة الزلزلة كما فعل ابن عباس، وهي ركعتان بأربع ركوعات أو ست ركوعات وأربع سجدات، فإنها كصلاة الكسوف، ولهذا قال ابن عباس، هكذا صلاة الآيات.
نسأل الله لطفه وعفوه ورحمته وغفرانه، إنه هو العفو الغفور، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
هدي النبي صلّى الله عليه وسلّم عند وقوع الآيات الكونية:
عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ أنه قال: كَانَتْ الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ إِذَا هَبَّتْ عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) البخاري
(1034)
قوله: ( عُرِفَ ذَلِكَ) أي:ظهر أثره عليه بتغير وجهه صلى الله عليه وسلم مخافة أن تكون في الريح عقوبة.
وعَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِى رَبَاحٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم تَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ يَوْمُ الرِّيحِ وَالْغَيْمِ؛ عُرِفَ ذَلِكَ فِى وَجْهِهِ، أَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا مَطَرَتْ سُرَّ بِهِ، وَذَهَبَ عَنْهُ ذَلِكَ.
قَالَتْ عَائِشَةُ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: « إِنِّى خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ عَذَابًا سُلِّطَ عَلَى أُمَّتِى ». مسلم (2121)
وفي لفظ(2123) فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَى النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْغَيْمَ فَرِحُوا. رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْمَطَرُ وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ عَرَفْتُ فِى وَجْهِكَ الْكَرَاهِيَةَ قَالَتْ فَقَالَ « يَا عَائِشَةُ مَا يُؤَمِّنُنِى أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ قَدْ عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ الْعَذَابَ فَقَالُوا (هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا) ».
قال النووي-رحمه الله-:" فِيهِ الِاسْتِعْدَاد بِالْمُرَاقَبَةِ لِلَّهِ وَالِالْتِجَاء إِلَيْهِ عِنْد اِخْتِلَاف الْأَحْوَال وَحُدُوث مَا يُخَاف بِسَبَبِهَا، وَكَانَ خَوْفه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُعَاقَبُوا بِعِصْيَانِ الْعُصَاة، وَسُرُوره لِزَوَالِ سَبَب الْخَوْف".
وعَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَامَ فَزِعًا يَخْشَى أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ فَقَامَ يُصَلِّى بِأَطْوَلِ قِيَامٍ وَرُكُوعٍ وَسُجُودٍ مَا رَأَيْتُهُ يَفْعَلُهُ فِي صَلاَةٍ قَطُّ ثُمَّ قَالَ « إِنَّ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي يُرْسِلُ اللَّهُ لاَ تَكُونُ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُرْسِلُهَا يُخَوِّفُ بِهَا عِبَادَهُ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئًا فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِهِ وَدُعَائِهِ وَاسْتِغْفَارِهِ ». أخرجه البخاري (1059)، ومسلم (2156)
قال النووي:"قوله : ( فَافْزَعُوا) مَعْنَاهُ: بَادِرُوا بِالصَّلَاةِ وَأَسْرِعُوا إِلَيْهَا حَتَّى يَزُول عَنْكُمْ هَذَا الْعَارِض الَّذِي يُخَاف كَوْنه مُقَدِّمَة عَذَاب" .
وعَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ خَسَفَتْ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ .. ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدْ انْجَلَتْ الشَّمْسُ فَخَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ ،فَادْعُوا اللَّهَ وَكَبِّرُوا وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا، ثُمَّ قَالَ: يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ, وَاللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنْ اللَّهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ, أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ, وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلبَكَيْتُمْ كَثِيرًا) البخاري(1044)
قال ابن حجر:"وَفِي الحَدِيث عَائِشَة مِنْ الْفَوَائِد: الزَّجْر عَنْ كَثْرَة الضَّحِك، وَالْحَثّ عَلَى كَثْرَة الْبُكَاء ، وَالتَّحَقُّق بِمَا سَيَصِيرُ إِلَيْهِ الْمَرْء مِنْ الْمَوْت وَالْفَنَاء وَالِاعْتِبَار بِآيَاتِ اللَّه.
وَفِيهِ: الرَّدّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ لِلْكَوَاكِبِ تَأْثِيرًا فِي الْأَرْض لِانْتِفَاءِ ذَلِكَ عَنْ الشَّمْس وَالْقَمَر فَكَيْف بِمَا دُونهمَا.
وَمِنْ حِكْمَة وُقُوع الْكُسُوف تَبْيِين أُنْمُوذَج مَا سَيَقَعُ فِي الْقِيَامَة، وَصُورَة عِقَاب مَنْ لَمْ يُذْنِب، وَالتَّنْبِيه عَلَى سُلُوك طَرِيق الْخَوْف مَعَ الرَّجَاء لِوُقُوعِ الْكُسُوف بِالْكَوْكَبِ، ثُمَّ كَشْف ذَلِكَ عَنْهُ؛ لِيَكُونَ الْمُؤْمِن مِنْ رَبّه عَلَى خَوْف وَرَجَاء"اهـ
فتح الباري لابن حجر(3 / 491)
مقدمة يظن كثير من الناس أن الأرض التى نحيا عليها مستقرة راسخة لا حراك بها، ولا نشاط لها، وهو استنتاج خاطئ ومناقض للواقع ومخالف للملاحظات الحسية المباشرة وغير المباشرة والتى تؤكد أن كوكبنا (الأرض) كوكب دائم النشاط والحركة، له من حركاته المتعددة ونشاطاته الخارجية والداخلية ما يشهد له بالديناميكية الحركية النشطة، وبالتفاعلات الفيزيائية والكيميائية المتعددة والتى يمكن إيجازها فيما يلى: من حركات الأرض :
الحركة المحورية (المغزلية أو الدورانية) تدور الأرض حول محورها أمام الشمس من الغرب إلى الشرق مرة كل 34 ساعة تقريباً (23 ساعة، 56 دقيقة، 4 ثوان وهو طول اليوم النجمى، أما اليوم الشمسى فيبلغ مداره 24 ساعة تماماً). بسرعة تصل إلى 465م/ث عند خط الاستواء (أى 40.000كم/يوم) وتعرف هذه الحركة الأرضية باسم الحركة المغزلية (Spinning). ويتقاسم يوم الأرض الليل والنهار بتفاوت قليل من طول كل منهما نظراً لميل محور دوران الأرض بمقدار 23.5 درجة على العمود النازل على مستوى مدارها...
بقية المادة موجود الرابط التالي http://www.elnaggarzr.com/?l=ar&id=880&cat=20
أ.د. ناصر بن سليمان العمر
فإن الحواث التي تحل بالمسلمين أصبح ينسي بعضها بعضاً، وغدا كل مجتمع منشغل بنفسه، ينظر المؤمن لأخيه المؤمن وكأنه (أجنبي) لا تربطه معه علاقة، مع أن أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله، وهذا يقتضي التأثر بمصاب المسلم، والتفاعل معه في قضاياه، وقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أناساً من مضر حفاة عراة مجتابي النمار فتمعر وجهه، وقام خطيباً في الناس، فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت ثم تتابع الناس، يقول جرير بن عبدالله البجلي: حتى رأيت وجه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يتهلل كأنه مذهبة.
فينبغي للمسلمين أن يكونوا كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد.
إن الله ينذر العباد بالآيات السمعية ويخوفهم بها أليم عقابه (وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا الله)، غير أن بعض البشر ربما طغت على قلوبهم وعقولهم حجب تحول دون التدبر أوالتأثر بالآيات السمعية، فمن رحمة الله تعالى بهم أنه يرسل كذلك الآيات العينية، لعلها ترفع الحجب وتزيل الغشاوة (.. وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا)
والناس متباينون منهم من تكفيه الإشارة، ومنهم من لا يفهم إلاّ بالشرح وتوضيح العبارة، ومنهم من لا ينقاد إلاّ إذا زجر زجراً، وآخر لا يعتبر إلاّ إذا رأى قارعة حلت بداره أو نزلت بجاره..
ومع هذا فقد اعتاد بعض المسلمين –وللأسف- أن ينسبوا للطبيعة الكثير مما يخرج عن نسقها، فإذا مات الإنسان بغير علة، قالوا وفاة طبيعية! وإذا كسفت الشمس أو خسف القمر، قالوا خسوف طبيعي! وإذا أتى الله بعقابه فأرسل حاصباً، أو أغرق أمة، أو فجر الأرض عليهم ناراً، أو دم دم على قوم بذنبهم فسواها، قالوا كارثة طبيعية!
وهذا نوع من التأثر بمن غفلوا عن آيات الله، حري بالمسلم أن يبتعد عنه، ولا يفهم من هذا إنكار أسباب هذه الظواهر، ولكن الإنكار على من أغرق في النظر للأسباب ونسي مسببها ومجريها في الوقت الذي يشاء على غير طبيعتها.
للاستزادة هذا رابط المقال:
http://www.almoslim.net/node/82036
مسألة: عند وقوع الزلازل هل يصلى صلاة كسوف؟
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في الشرح الممتع عند قول صاحب الزاد: «أو كانت آية غير الزلزلة لم يصلِّ» ،
أي: إذا وُجدت آية تخويف كالصواعق، والرياح الشديدة، وبياض الليل، وسواد النهار، والحمم، وغير ذلك, فإنه لا تصلى صلاة الكسوف إلا الزلزلة، فإنه إذا زلزلت الأرض, فإنهم يصلون صلاة الكسوف حتى تتوقف.
والمراد بالزلزلة: الزلزلة الدائمة.
ثم قال الشيخ: وهذه المسألة اختلف فيها العلماء على أقوال ثلاثة:
القول الأول: ما مشى عليه المؤلف أنه لا يصلى لأي آية تخويف إلا الزلزلة.
وحجة هؤلاء أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كانت توجد في عهده الرياح العواصف، والأمطار الكثيرة، وغير ذلك مما يكون مخيفاً, ولم يصل، وأما الزلزلة فدليلهم في ذلك, أنه روي عن عبد الله بن عباس (1) ، وعلي بن أبي طالب (2) رضي الله عنهم: أنهما كانا يصليان للزلزلة، فتكون حجة الصلاة في الزلزلة هي فعل الصحابة.
القول الثاني: أنه لا يصلى إلا للشمس والقمر؛ لقوله صلّى الله عليه وسلّم: «فإذا رأيتموهما فصلوا»، ولا يصلى لغيرهما من آيات التخويف.وما يروى عن ابن عباس أو علي فإنه ـ إن صح ـ اجتهاد في مقابلة ما ورد عن النبي صلّى الله عليه وسلّم من ترك الصلاة للأشياء المُخيفة.
القول الثالث: يصلى لكل آية تخويف.
واستدلوا بما يلي:
1 ـ عموم العلة وهي قوله صلّى الله عليه وسلّم: «إنهما آيتان من آيات الله يخوِّف الله بهما عباده» ، قالوا: فكل آية يكون فيها التخويف، فإنه يصلى لها.
2 ـ أن الكربة التي تحصل في بعض الآيات أشد من الكربة التي تحصل في الكسوف.
3 ـ أن ما يروى عن ابن عباس وعلي رضي الله عنهم يدل على أنه لا يقتصر في ذلك على الكسوف وأن كل شيء فيه التخويف فإنه يصلى له.
4 ـ أن النبي صلّى الله عليه وسلّم: «إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة» (3) ، أي: إذا كربه وأهمه؛ وإن كان الحديث ضعيفاً لكنه مقتضى قوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ} [البقرة: 45] .
وأما ما ذكر من أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كانت توجد في عهده العواصف، وقواصف الرعد، فإن هذا لا يدل على ما قلنا؛ لأنه قد تكون هذه رياحاً معتادة، والشيء المعتاد لا يخوِّفُ وإن كان شديداً، فمثلاً في أيام الصيف اعتاد الناس أن الرياح تهب بشدة وتكثر، ولا يعدُّون هذا شيئاً مخيفاً.
صحيح أنه أحياناً قد توجد صواعق عظيمة متتابعة تخيف الناس، فهل الصواعق التي وقعت في عهد النبي صلّى الله عليه وسلّم كهذه؟ لا يستطيع أحد أن يثبت أن هناك صواعق في عهد النبي عليه الصلاة والسلام خرجت عن المعتاد، لكن لو وجدت صواعق عظيمة متتابعة، فإن الناس لا شك سيخافون، وفي هذه الحال يفزعون إلى ربهم ـ عز وجل ـ بالصلاة.
وهذا الأخير هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ، له قوة عظيمة. وهذا هو الراجح.
يراجع الشرح الممتع على زاد المستقنع - (5/193,195)
الهوامش:
ـــــــــــــــــــــــ
(1)أخرجه عبد الرزاق (4929)؛ وابن أبي شيبة (2/472)؛ والبيهقي (3/343) وقال: «هو عن ابن عباس ثابت».
(2) أخرجه البيهقي (3/343).
(3) أخرجه الإمام أحمد (5/388)؛ وأبو داود (1319).
(من صحيح الجامع الصغير)
معتز أحمد عبد الفتاح
مقدّمة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
هذا بحث صغير عن علامة من علامات يوم القيامة وهى ظهور الخسف والمسخ والقذف وهى من آثار الذنوب و المعاصي مثل فساد العقيدة ووقوع الشرك الأكبر والأصغر وأكل الربا وشرب الخمر واستحلالها والغناء والمعازف وكثرة الخبث واعلم أنه ما مسخ الله تعالى من شيء فكان له عقب و لا نسل و قد كانت القردة و الخنازير قبل ذلك كما سترى الأحاديث .
وأسال الله أن يتوفنا مسلمين ويلحقنا بالصالحين 0.
وقد قمت بالبحث في الموسوعة الحديثية المصغرة عن الأحاديث التي تحوى الكلمات الآتية : خسف – مسخ- قذف وما يقاربها ..
وأترك بعض الأحاديث لعدم التكرار أو لعدم دخولها في الموضوع ونحو ذلك .
وطريقتي أن أذكر الحديث وقد أذكر جزءا من شرحه .
وأقتصر على تحقيق الشيخ الألباني من صحيح الجامع الصغير ... والشرح من فتح القدير للمناوى .
الأحاديث :
1ـ يكون في آخر الزمان الخسف و القذف و المسخ .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 8149 في صحيح الجامع.
2ـ إذا سمعتم بقوم قد خسف فيهم هاهنا قريبا فقد أظلت الساعة .
تحقيق الألباني
(حسن) انظر حديث رقم: 618 في صحيح الجامع .
الشـــــرح :
( إذا سمعتم بقوم ) في رواية بركب ، وفي أخرى بجيش
( قد خسف بهم ) أي غارت بهم الأرض وذهبوا فيها ...
( هاهنا قريباً ) أي بالبيداء اسم مكان بالمدينة
( فقد أظلت الساعة ) أي أقبلت عليكم ودنت منكم كأنها ألقت عليكم ظلة يقال أظلك فلان إذا دنا منك وكل شيء دنا منك فقد أظلك .
وفيه دليل للذاهبين إلى وقوع الخسف في هذه الأمّة ، وتأويل المنكرين بأن المراد خسف القلوب يأباه ظاهر الحديث ....
3 ـ إن في أمتي خسفا و مسخا و قذفا .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 2132 في صحيح الجامع .
الشـــــرح :
( إن في أمتي ) عام في أمة الإجابة والدعوة
( خسفاً ) لبعض المدن والقرى أي غوراً وذهاباً في الأرض بما فيها من أهلها ( ومسخاً ) أي تحول صور بعض الآدميين إلى صورة نحو كلب أو قرد
( وقذفاً ) أي رمياً لها بالحجارة من جهة السماء يعني يكون فيها ذلك في آخر الزمان وقد تمسك بهذا ونحوه من قال بوقوع الخسف والمسخ في هذه الأمة ...
4- ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها و يضرب على رءوسهم بالمعازف و القينات يخسف الله بهم الأرض و يجعل منهم قردة و خنازير .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 5454 في صحيح الجامع .
الشـــــرح :
( والقينات ) أي الإماء المغنيات
( يخسف اللّه بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير ) وفيه وعيد شديد على من يتحيل في تحليل ما يحرم بتغيير اسمه وأن الحكم يدور مع العلة في تحريم الخمر وهي الإسكار فمهما وجد الإسكار وجد التحريم ولو لم يستمر الاسم قال ابن العربي : هو أصل في أن الأحكام إنما تتعلق بمعاني الأسماء لا بإلقائها رداً على من جمد على اللفظ
قال ابن القيم : فيه تحريم آلة اللهو فإنه قد توعد مستحل المعازف بأنه يخسف به الأرض ويمسخهم قردة وخنازير وإن كان الوعيد على جميع الأفعال ولكل واحد قسط من الذم والوعيد .
5- في هذه الأمة خسف و مسخ و قذف إذا ظهرت القيان و المعازف و شربت الخمور .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 4273 في صحيح الجامع .
6- سيكون في آخر الزمان خسف و قذف و مسخ إذا ظهرت المعازف و القينات و استحلت الخمر .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 3665 في صحيح الجامع.
الشـــــرح :
( سيكون في آخر الزمان خسف ) خسف المكان ذهب في الأرض وخسف اللّه به خسفاً أي غاب به في الأرض
( وقذف ) أي رمى بالحجارة بقوة
( ومسخ ) أي تحويل الصورة إلى ما هو أقبح منها قيل : ومتى ذلك يا رسول اللّه قال : ( إذا ظهرت المعازف ) بعين مهملة زاي جمع معزفة بفتح الزاي آلة اللهو ونقل القرطبي عن الجوهري أن المعازف الغناء والذي في صحاحه آلات اللهو وفي حواشي الدمياطي أنها الدفوف ويطلق على كل لعب عزف
( والقينات واستحلت الخمر ) أشار إلى أن العدوان إذا قوي في قوم وتظاهروا بأشنع الأعمال القبيحة قوبلوا بأشنع المعاقبات فالمعاقبات والمثوبات من جنس السيئات والحسنات ثم إن من العلماء من أجرى المسخ هنا على الحقيقة فقال : سيكون كما كان فيمن سبق وقال البعض : أراد مسخ القلب فيصير على قلب الحيوان الذي أشبهه في خلقه وعمله وطبعه فمنهم من يكون على أخلاق السباع العادية ومنهم على أخلاق الكلاب والخنازير والحمير ومنهم من يتطوس في ثيابه كما يتطوس الطاووس في ريشه ومنهم من يكون بليداً كالحمار ومن يألف ويؤلف كالحمام ومن يحقن كالجمل ومن يروع كالذئب والثعلب ومن هو خير كله كالغنم وتقوى المشابهة باطناً حتى تظهر في الصورة الظاهرة ظهوراً خفياً ثم جلياً تدركه أهل الفراسة وقوله : " واستحلت الخمر " قال ابن العربي : يحتمل أن معناه يعتقدونها حلالاً ويحتمل أنه مجاز عن الاسترسال أو يسترسلون في شربها كالاسترسال في الحلال وقد سمعنا بل رأينا من يفعله .
7- ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الخز و الحرير و الخمر و المعازف و لينزلن أقوام إلى جنب علم تروح عليهم سارحتهم فيأتيهم آت لحاجته فيقولون له : ارجع إلينا غدا فيبعثهم الله و يقع العلم عليهم و يمسخ منهم آخرين قردة و خنازير إلى يوم القيامة .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 5466 في صحيح الجامع .
8- ليبيتن أقوام من أمتي على أكل و لهو و لعب ثم ليصبحن قردة و خنازير .
تحقيق الألباني
(حسن) انظر حديث رقم: 5354 في صحيح الجامع .
9 ـ يا أنس ! إن الناس يمصرون أمصارا و إن مصرا منها يقال لها البصرة أو البصيرة فإن مررت بها أو دخلتها فإياك و سباخها و كلاءها و سوقها و باب أمرائها و عليك بضواحيها فإنه يكون بها خسف و قذف و رجف و قوم يبيتون يصبحون قردة و خنازير .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 7859 في صحيح الجامع .
10- بين يدي الساعة مسخ و خسف و قذف .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 2856 في صحيح الجامع .
الشـــــرح :
( بين يدي الساعة مسخ ) قلب الخلقة من شيء إلى شيء أو تحويل الصورة إلى أقبح منها أو مسخ القلوب ( وخسف ) أي غور في الأرض
( وقذف ) أي رمي بالحجارة من جهة السماء 00000
11- إن الله تعالى لم يجعل لمسخ نسلا و لا عقبا و قد كانت القردة و الخنازير قبل ذلك .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 1807 في صحيح الجامع.
الشـــــرح :
( إن اللّه تعالى لم يجعل لمسخ ) أي الآدمي ممسوخ قرداً أو خنزيراً
( نسلاً ولا عقباً ) يحتمل أنه لا يولد له أصلاً أو يولد له لكن ينقرض في حياته يعني فليس هؤلاء القردة والخنازير من أعقاب من مسخ من بني إسرائيل كما توهمه بعض الناس ثم استظهر على دفعه قوله ( وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك ) أي قبل مسخ من مسخ من الإسرائيليين فأنى لكم في أن هذه القردة والخنازير الموجودة الآن من نسل الممسوخ؟ هذا رجم بالغيب ....
12- في هذه الأمة خسف و مسخ و قذف في أهل القدر .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 4274 في صحيح الجامع00
13- يكون في آخر هذه الأمة خسف و مسخ و قذف قيل : يا رسول الله ! أنهلك و فينا الصالحون ؟ قال : نعم إذا ظهر الخبث .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 8156 في صحيح الجامع0
14- ليكونن في هذه الأمة خسف و قذف و مسخ و ذلك إذا شربوا الخمور و اتخذوا القينات و ضربوا بالمعازف .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 5467 في صحيح الجامع .
الشـــــرح :
فيه إثبات الخسف والمسخ في هذه الأمة 0000 وفيه أن آلة اللهو حرام ، ولو كانت حلالاً لما ذمهم على استحلالها ، ذكره ابن القيم .
15- الحيات مسخ الجن صورة كما مسخت القردة و الخنازير من بني إسرائيل .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 3203 في صحيح الجامع .
الشـــــرح :
( الحيات مسخ الجن ) أي أصلهن من مسخ الجن الذين مسخوا
( كما مسخت القردة والخنازير من بني إسرائيل ) الظاهر أن المراد بعض الحيات لا كلها بدليل ما ذكر في أخبار أخر .
16- ما مسخ الله تعالى من شيء فكان له عقب و لا نسل .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 5673 في صحيح الجامع0
الشـــــرح :
فليس القردة والخنازير الموجودون الآن أعقاب من مسخ من بني آدم كما زعمه بعض الناس رجماً بالغيب كما مر .
انتهى
عباد الله: إن دلائل عظمة الله تعالى وقدرته لا تعد ولا تحصى، آياته كثيرة تقصر النفوس عن عدها، وتعجز الألسنة عن وصفها؛ فالسماوات من آياته، والأرضون من آياته، والبحار من آياته، والنبات من آياته، والجبال من آياته، والحيوان من آياته، (وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الزُّمر:67].
أيها المسلمون: إن المتأمل ببصيرة يرى في هذه الشهور والأيام مزيداً من آيات الله ونذره، تعم الأرض وتهلك من تهلك من البشر والشجر والحيوان، تهد العوامر، وتعصف بالحياة والأحياء، لا يستوقفها سد منيع ولا تحيط بها قوة أو تستطيع أن تمنعها منظمة أو هيئة مهما أوتيت من قوة ومعرفة، زلازل مروعة، وأعاصير مدمرة، أمراض مهلكة، وفواجع متنوعة، جفاف وجدب، خسوف وكسوف، جوع ومرض، قتل وتشريد، ولا ندري ما بغيب الله تعالى في المستقبل.
عباد الله: تحصل هذه الكوارث وتقع تلك المصائب وتتفشى أنواع مختلفة من الأمراض؛ والمختصون بالصحة والسلامة وشؤونها يقفون عاجزين ضعفاء قد نكسوا رؤوسهم من هول ما يسمعون ويشاهدون، لا يستطيعون كشف الضر ولا تحويلا؛ ففي لحظات أو سويعات نرى أمة من الناس لا تشكوا مرضاً بل قد يكونون في كامل صحتهم وعافيتهم، ثم يكون ذلك الجمع هلكى لا تسمع لهم حساً ولا همساً؛ فلا إله إلا الله ما أجل حكمته، ولا إله إلا الله ما أعظم تدبيره، ولا إله إلا الله يخلق ما يشاء، ويفعل ما يريد، لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، ولا غالب لأمره.
فوا عجبا كيف يعصى الإله *** أم كيف يجحده الجاحد
ولله في كل تحريكة *** وتسكينة أبداً شاهد
وفي كل شيء له آية *** تدل على أنه واحد
عباد الله: إن هذه الآيات والحوادث فيها تذكير للعباد بعظمة الله وقدرته؛ فمهما وصل إليه علم البشر فيما يتعلق بمستجدات الحياة وضرورياتها فضلاً عن كمالياتها، فإنهم لا يزالون على رغم ذلك كله، وسيكونون كذلك أبداً، قاصرين ضعفاء، مساكين أذلاء، لا يملكون لأنفسهم حولاً ولا طولا، ولا موتاً ولا حياة ولا نشورا؛ فيا ترى أين قوة البشر وقدرتهم أمام هذه الكوارث والأمراض؟ وأين دراساتهم وأبحاثهم؟ وماذا قدمت مكتشفاتهم ومخترعاتهم؟ هل دفعت لله أمرا؟ وهل منعت عذاباً؟ أو أوقفت بلاء؟ كلا والله، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) [المدَّثر:31]، (وَلله جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) [الفتح:7] (لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) [الطَّلاق:12].
أيها المسلمون: لئن كان أهل الطبيعة والفلك، وأصحاب النزعات الإلحادية يعزون وقوع الكوارث والأمراض إلى أسباب مادية بحتة لا علاقة لها بأفعال الناس وأعمالهم، فإن أهل الإسلام لهم نظرة أخرى وميزان آخر يدركون من خلاله أن لبعض هذه الكوارث والأمراض أسباباً أجرى الله العقوبة بها، إلا أن السبب الأعظم لوقوعها هو حرب الله ورسوله بالكفر والفجور والخزي والعار: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) [الشُّورى:30]. يقول ابن تيمية رحمه الله: " ومن المعلوم بما أرانا الله من آياته في الآفاق وفي أنفسنا، وبما شهد به في كتابه أن المعاصي سبب المصائب، وأن الطاعة سبب النعمة".
عباد الله: إن المعاصي والذنوب هي سر هذه البلايا المتتالية، وسبب الكوارث المتعاقبة والأدواء المستعصية التي تعصف بالعالم كل يوم، وتتخطف الناس وأموالهم من حولنا ومن بيننا، وما عداها من الأسباب أسبابٌ فرعية تبعية.. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ" رواه ابن ماجة والحاكم.
عباد الله: كم أهلكت المعاصي من أمم ماضية، وكم دمرت من شعوب كانت قائمة، ولا تزال تهدم في بناء الأمم الحاضرة، وتنخر في كيان الشعوب المتتالية، ولقد كثر من أهل هذه الأزمان الخبث، وفشت في المجتمعات المنكرات بلا نكير ولا رقيب، ضيعت الصلوات وهجرت المساجد، وظهر التبرج والسفور، والتطاول على شرع الله تعالى في الحجاب والحشمة والعفاف وتطبيق حدود الله وأوامره، وانتشر بين الناس التباغض والتحاسد وتقطيع الأرحام وتضييع الحقوق، وارتفعت في كثير من بيوت المسلمين المزامير الشيطانية والأغاني الهابطة، وعرضت على الشاشات أفلام الفاحشة وصور الفساد والخلاعة والدياثة، وكثرت الغيبة والنميمة والمعاصي في أوساطنا ومجتمعاتنا؛ فلماذا يستغرب بعض الناس إذا عاقبهم الله تعالى على شيء من هذه الذنوب العظيمة والكبائر الموبقة؟.
أيها المسلمون: إن المخيف في الأمر أن العقوبة إذا حلت شملت الجميع إلا من رحم الله : " (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ) [الأنفال:25] وقال صلى الله عليه وسلم: " إذا انزل الله بقوم عذابا أصاب العذاب من كان فيهم، ثم بعثوا على أعمالهم فيكون هلاك الصالحين في البلاء هو موعد آجالهم، ثم يبعثون على نياتهم". قال الحافظ ابن حجر معلقاً على هذا الحديث: " وفي الحديث تحذير وتخويف عظيم لمن سكت عن النهى فكيف بمن داهن؟ فكيف بمن رضي؟ فكيف بمن عاون؟ نسأل الله السلامة ".
وفي الحديث الآخر " أنهلك وفينا الصالحون قال: نعم، إذا كثر الخبث " فإذا قيل هذا للصحابة الكرام رضي الله عنهم؛ فما الظن بغيرهم؟.
عباد الله: إن الله سبحانه وتعالى يري عباده من آياته؛ ليعتبروا ويتوبوا، والسعيد من تنبه وتاب، والشقي من غفل واستمر على المعاصي ولم ينتفع بالآيات، وإننا -أيها المسلمون- في نعم من الله تترى؛ أمن في أوطاننا، وصحة في أبداننا، ووفرة في أموالنا، وبصيرة في ديننا؛ فهل أدينا شكر الله الواجب علينا، وهل اعتبرنا مما يحدث لإخواننا؟ هل اتعظنا من المصائب والكوارث التي حلت قريبة منا؟ وهل غيّرنا من أحوالنا، وأصلحنا من أوضاعنا؟ هل أصلحنا نفوسنا وطهرنا بيوتنا من المفاسد والفضائيات؟ هل تاب المتكاسل منا عن الصلاة فحافظ على الجمع والجماعات؟ وهل ارتدع المرابي والمرتشي ومن يغش في المعاملات؟ (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم:7].
عبد الله:
إذا كنت في نعمة فارعها *** فان المعاصي تزيل النعم
وحطها بطاعة رب العباد *** فرب العباد سريع النقم
وإياك والظلم مهما استطعت *** فظلم العباد شديد الوخم
وسافر بقلبك بين الورى *** لتبصر آثار من قد ظلم
بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة...
الخطبة الثانية
عباد الله: إن السعيد من وُعظ بغيره، وكم ننشغل بأحداث الآخرين وننسى أنفسنا، والله يمهل ولا يهمل، وقد يبتلي الله قوماً بالضراء ويبتلي غيرهم بالسراء، والمسكين من خدعه الأمل، وغره طول الأجل، وفي القرآن تذكير مستمر لنا بمن أصبحوا في ديارهم جاثمين، وبمن أصبحوا لا يرى إلا مساكنهم، وتذكير كذلك بالقرية الآمنة المطمئنة التي يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله، فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بمن كان يصنعون؛ فهل نتعظ عباد الله بمن مضى ومن لحق..
قال الإمام بن باز رحمه الله: " الواجب عند الزلازل والكسوف والرياح الشديدة والفيضانات وغيرها من الآيات، البدار بالتوبة إلى الله سبحانه، والضراعة إليه، وسؤاله العفو والعافية، والإكثار من ذكره واستغفاره كما قال صلى الله عليه وسلم: " فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره " ويستحب أيضاً رحمة الفقراء والمساكين والصدقة عليهم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم " ارحموا ترحموا، الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ". ومن أسباب العافية والسلامة من كل سوء: مبادرة ولاة الأمور بالأخذ على أيدي السفهاء، وإلزامهم بالحق، وتحكيم شرع الله فيهم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " ا.هـ رحمه الله.
فاتقوا الله عباد الله، واعتبروا بما جرى حولكم، ولنتُب إلى الله جميعًا، فإن الله هو التواب الرحيم، ولنتذكر قول الله تعالى: قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ [الأنعام:65].
ثم صلوا على الهادي البشير..
مازن النجاشي-عضو الفريق العلمي
قال تعالى في كتابه الحكيم :
إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا {1} وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا {2} وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا {3}[سورة الزلزلة ] .
وقال تعالى :
وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا {1} وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا {2} وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا {3} فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا {4} فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا {5} يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ{6} تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ {7} قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ {8} أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ {9}[سورة النازعات ].
الإعجاز العلمي :
تصف لنا هاتين الآيتين بعض مشاهد قيام الساعة و التي من مشاهدها الزلزال العظيم الذي سوف ينتاب الكرة الأرضية يوم القيامة ، و كلمة إذا هنا تجمع ما بين معنى الظرفية و المباغتة و المفاجئة ، و ذلك لأن الزلازل تتم بدون علم الناس و بدون سابق إنذار ، فيصب لنا سبحانه وتعالى أهوال هذا اليوم حيث الأرض تخرج أثقالها من باطنها إلى سطحها الخارجي .
لقد أجمع جل المفسرين تقريباً بأن المقصود بجملة : ( وأخرجت الأرض أثقالها ) إنما يقصد به بعث وخروج الموتى من أجداثهم ويرافق ذلك خروج الكنوز المدفونة تحت الأرض . وهنا أقول أيا كان التفسير، فإن من الأمور المعروفة والمسلم بها أن حدوث الزلزال العادي سبب من أسباب صعود مواد الأرض الباطنية العميقة إلى سطح الأرض وما تجدد البراكين بسبب حدوث الزلازل إلا شاهد حي على ما ذكرته . هذه الزلازل العادية التي عاشها الإنسان خلال وجوده على الأرض، قد أدت إلى قتل ملايين البشر وإلى تبدلات ملحوظة في مظهر التضاريس، وعملت على صعود كميات كبيرة من الصخور الباطنية نحو السطح . فما بالك بزلزلة يوم القيامة التي ستنال كامل الأرض وليس مناطق محددة كما هو الأمر حالياً، وكيف يتم نسف الجبال والبحار، وكيف تحمل الأرض والجبال وتدك دكة واحدة، إن لم تكن قوة الدفع الباطنية زلزلة هائلة القوة، وهل من المعقول أن يحدث مثل هذا الواقع المرعب وتتبدل الأرض غير الأرض كما جاء في البيان الإلهي، ولا تخرج الأرض أثقالها الباطنية وتدفع بصخورها المصهورة العالية الكثافة إلى سطح الأرض الخارجية فتمتد الأرض مدا .
لقد أشار القرآن الكريم في هذه الآيات إلى حقيقة علمية كبيرة و هي أخراج الأرض لأثقالها و كأن أثقال الأرض مخبوءة في داخلها فيوم القيامة تخرج هذه الأثقال إلى سطحها و هذا دليل على اختلال في القوانين التي تشير إلى نهاية الدنيا ..
ولقد كشف العلم على صدق الآية القرآنية و توافقها مع ما توصل إليه علم الجيولوجيا وطبقات الأرض .
يقول علماء الأرض أنه إذا فحصنا طبقات الأرض من طبقة القشرة إلى النواة فإنه يزداد الوزن النوعي الكثافة للصخور تدريجياً حيث تزداد نسبة المركبات الحاوية على عنصر الحديد و أكاسيده المختلفة و ذلك مع اقترابنا من النواة .
وتزايد الكثافة مرده أساساً إلى أمرين هما
الأول : تزايد الضغط فكلما تعمقنا داخل الأرض تزايد وزن الطبقات الأرضية.
الثاني : عمليات الفرز الثقلي بسبب الحرارة العالية في نواة الأرض ومركزها، مما يسمح بتمركز العناصر الحديدية الأثقل والأكثر كثافة في النواة، بينما تتمركز في الأجزاء العليا من طبقات الأرض الصخور الرسوبية والغرانيتية ثم البازلتية في صخور القشرة الأرضية
و في نواة الأرض سواء الخارجية منها أو الداخلية يسيطر فيها الحديد وأكاسيده المختلفة Feo، Fe203مع قليل من النيكل وكبريت الحديد .
و بسبب ما ذكرناه يرتفع الوزن النوعي للنواة عامة إلى ( 4،4ـ 5،3) .
و عندما تقع زلزلة يوم القيامة المروعة التي ستستمر طويلاً لا بد من أن تندفع كميات كبير من الطبقات الباطنية العميقة ذات الوزن النوعي الكبير إلى السطح الخارجي ..
وقال تعالى : (وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا {1} وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا {2} وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا {3} فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا {4} فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا {5} يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ{6} تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ {7} قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ {8} أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ {9}[سورة النازعات ].
نتوقف في هذه السورة عند الآيتين الكريمتين ( يوم ترجف الراجفة . تتبعها الرادفة ). وهما لوحتان لمشهد زلزالي واحد، ، انقسم علماء التفسير في بيانهما وتوضيحهما . فأكثر العلماء اعتبروا الراجفة النفخة الأولى، والرادفة الثانية . ووجد آخرون في الرجفة الأرض، والرادفة الساعة، كما أن منهم من [2] قال إن الراجفة هي الزلزلة، والرادفة الصيحة، وقلة من أشاروا إلى أن الراجفة تمثل اضطراب الأرض، والرادفة الزلزلة . إن التصور الأخير في اعتقادي هو الأكثر واقعية وليس هنالك من فارق في الزلازل بين اضطراب الأرض والزلزلة، ويجب أن أبين أن ترتيباً معيناً يتم عند حدوث الزلازل : ففي البدء وقبل حدوث الهزة الكبرى الأساسية عادة . تظهر هزات أرضية خفيفة تمهيدية تعرف باسم الهزات الطلائية ( for shoch)بعد هذه الهزات تأتي الهزة الأساسية المخربة أو ذات التأثير الأكبر . وبعد فترة هدوء نسبية غير طويلة عادة تأتي الهزة المكملة وهي التي تكمل مهمة الهزة الأساسية في التدمير والتخريب، إذ تنهي في الزلازل القوية تخريب ما لم يخرب سابقاً . وتعرف عادة باسم ما بعد الهزة ويقصد بها الأساسية ـ أو(( After shoch .
و لقد قصد القرآن بتصوري بكلمة الرادفة هذه الهزة المكملة . والهزة الرادفة أضعف من الأولى بشكل عام ولكن قد يحدث العكس و لعل ذكر القرآن الكريم للزلالزل بهذه الدقة لهو من الإعجاز العلمي .
المصدر : موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
ــــــــــــــــــــــــــ
[1] بيلا أو سوف ف. ن . بافليناكوفا ن .ا . نماذج القشرة الأرضية . موسكو 1985، ص 34.
[2] هذه التصورات المتباينة نراها في كل التفاسير المشهورة تقريباً ( الطبري، القرطبي، الجلالين، الشوكاني، التفسير القرآني للقرآن، وابن كثير، والمنارز. الخ ) ويبدوا أن جمها من مصدر، أو بضع مصادر محدود .
تعديل التعليق