الرُّقْيَةُ الشَّرْعِيَّةُ مِنْ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَالحَذَرَ مِنْ مُخَالَف

محمد البدر
1441/04/01 - 2019/11/28 00:51AM
خُطْبَة عَنْ (الرُّقْيَةُ الشَّرْعِيَّةُ مِنْ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ فَقَطْ وَالحَذَرَ مِنْ مُخَالَفَتُهُمَا)
الْخُطْبَةِ الأُولَى:
عِبَادَ اللَّهِ: قَالَ تَعَالَى :﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا﴾.كتاب الله شفاء للقلوب، وشفاء للعقول، وشفاء للنفوس البشرية، والرُّقْيَةُ الشَّرْعِيَّةُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْخَيْرِ، وَمِنْ أَبْوَابِ النَّفْعِ، وَمِنْ أَبْوَابِ الْبَرَكَةِ، وَمِنْ أَبْوَابِ الرَّحْمَةِ الإِلَهِيَّةِ ولابد أن يعتقد المسلم أنّ الرّقية الشّرعية لا تؤثّر بذاتها بل بتقدير الله سبحانه وتعالى ،ولا يعني ذلك أن نترك التداوي بالأدوية الطبيعية المادية، ولكن نجمع بين هذا وذاك، مع الاعتماد على ما جاء به الشرع، وتعلق القلب بالله تعالى وحده، فهو رب الأسباب والأدواء ـ وأما السور التي وردت قراءتها في الرقية فهي الفاتحة والمعوذتين والإخلاص وكل القرآن شفاء ، ومن أعظم الأسباب التي تعين على الشفاء بإذن الله استشعار عظمة آيات الله والتوكل على الله جل وعلا، والثقة بأن النفع الضر بيده وحده،ومن الأفضل للمريض أن يقرأ على نفسه ولا يطلب ذلك من غيره فَقَدْ رَقَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفْسَهُ ،ولأن المريض هو الذي يقاسي الألم ويعانيه وليس الراقي وهو شديد الحرص على شفاء نفسه ودعاؤه يكون أقرب لكونه يظهر الحاجة والفقر إلى مولاه سبحانه، كذلك من لهم صلة قرابة ورحم بالمريض فهم حريصون على شفاء مريضهم ،وقد كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يرقي نفسه وأمر بذلك وأوصى به، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :«إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ، وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيهِ، وَأَمْسَحُ عَنْه بِيدِهِ، رَجاءَ بَرَكَتِهَا»مُتَّفَقٌ عَلَيْه.
وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعًا يَجِدُهُ فِي جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ وَقُلْ بِاسْمِ اللَّهِ. ثَلاَثًا. وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ بِاللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ »رَوَاهُ مُسْلِمٌ.وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: « انْطَلَقَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفْرَةٍ سَافَرُوهَا، حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، فَاسْتَضَافُوهُمْ، فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمْ فَلُدِغَ سَيِّدُ ذلِكَ الْحَيِّ، فَسَعَوْا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ، لاَ يَنْفَعُهُ شَيْءٌ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَوْ أَتَيْتُمْ هؤُلاَءِ الرَّهْطَ الَّذِين نَزَلُوا، لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ شَيْءٌ فَأَتَوْهُمْ فَقَالُوا: يَا أَيُّهَا الرَّهْطُ إِنَّ سَيِّدَنَا لُدِغَ، وَسَعَيْنَا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ، لاَ يَنْفَعُهُ فَهَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ مِنْ شَيْءٍ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَعَمْ وَاللهِ إِنِّي لأَرْقِي، وَلكِنْ وَاللهِ لَقَدِ اسْتَضَفْنَاكمْ فَلَمْ تُضَيِّفُونَا، فَمَا أَنَا بَرَاقٍ لَكمْ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلاً فَصَالَحُوهُمْ عَلَى قَطِيعِ مِنَ الْغَنَمِ فَانْطَلَقَ يَتْفِلُ عَلَيْهِ وَيَقْرَأُ ﴿الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ فَكَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ فَانْطَلَقَ يَمْشِي وَمَا بِهِ قَلَبَةٌ قَالَ: فَأَوْفَوْهُمْ جُعْلَهُمُ الَّذِي صَالَحُوهُمْ عَلَيْهِ فَقَالَ بَعْضُهُمُ: اقْسِمُوا فَقَالَ الَّذِي رَقَى لاَ تَفْعَلُوا، حَتَّى نَأْتِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَنَذْكُرَ لَهُ الَّذِي كَانَ، فَنَنْظرَ مَا يَأْمُرُنَا فَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَذَكَرُوا لَهُ فَقَالَ: وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ ثُمَّ قَالَ: قَدْ أَصَبْتُمُ، اقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ سَهْمًا فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِلْمَرِيضِ: « بِسْمِ اللهِ، تُرْبَةُ أَرْضِنَا، بِرِيقَةِ بَعْضِنَا، يُشْفَى سَقِيمُنَا، بِإِذْنِ رَبِّنَا » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أَهْلِهِ ، يَمْسَحُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ ،أذْهِب البَأسَ ،اشْفِ أنْتَ الشَّافِي لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفاؤكَ ،شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقماً» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَعَنْ أنسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنه قَالَ لِثابِتٍ رحمه اللهُ :ألاَ أرْقِيكَ بِرُقْيَةِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : بَلَى قَالَ : « اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ ، مُذْهِبَ البَأسِ ،اشْفِ أنْتَ الشَّافِي ، لاَ شَافِيَ إِلاَّ أنْتَ ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقماً»رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
عِبَادَ اللَّهِ:اعلموا أن من شروط الرقية الشرعية:
أن تكون من القرآن الكريم والسنة النبوية،وأن تكون باللغة العربية،وأن يعتقد الراقي والمسترقي أن الشفاء من الله حقيقة.
 
 أَقُولُ قَوْلِي هَذَا...
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللَّهِ: هناك ثَمَّةَ مُخَالَفَاتٌ وَأَخْطَاءٌ تَقَعُ مِنْ بَعْضِ الرُّقَاةِ،فَمِنْهَا الْمُبَالَغَةُ فِي طلب ثمن للرقية كذَلِكَ: الضَّرْبُ الْمُبَرِّحُ لِلْمَرِيضِ، وَاسْتِخْدامُ أَدَوَاتٍ فِي ذَلِكَ كَالْعُصِيِّ، وَالْكَيِّ بِالْكَهْرَبَاءِ وغيره.كذلك إِسْماعِ الْمَرِيضِ آيَاتِ الرُّقْيَةِ مِنْ شَرِيطٍ مُسَجَّلٍ بِوَاسِطَةِ مُكَبِّرِ الصَّوْتِ ، دُونَ الْقِرَاءةِ الْمُبَاشِرَةِ عَلَى الْمَرِيضِ، كذلك الْخَلْوَةُ بِالْمَرْأَةِ الْأَجْنَبِيَّةِ و مَسُّ شَيءٍ مِنْ جَسَدِهَا؛ بِأَيِّ حُجَّةٍ كَانَتْ ،وفي هذه الأيام انتشر الرقاة ،وفتحوا دورا للرقية الشرعية وقنوات فضائية ومواقع على الشبكة العنكبوتية ، واصبح الراقي يقرأ على المريض عن بعد أو عن طريق الْهَاتِفِ أو يرسل تعليمات ونصائح وارشادات ويأخذ المال عليها مسبقاً عن طريق (اون لاين)والله المستعان.
الا وصلوا ..
المرفقات

الشَّرْعِيَّةُ-مِنْ-الْكِتَابَ-وَال

الشَّرْعِيَّةُ-مِنْ-الْكِتَابَ-وَال

المشاهدات 928 | التعليقات 0