(2) قيمة النية وأهميتها فى الإسلام
محمد مرسى
1431/10/08 - 2010/09/17 18:36PM
د /احمد شاهين (2) قيمة النية وأهميتها فى الإسلام
4-المعونة والتوفيق من الله:
5-النية المدخولة تحبط العمل:
6-وأخيراً النية الحسنة لاتأثير لها فى أمرين:
4- المعونة والتوفيق من الله:
فالمعونة والتوفيق من الله مرتبطة بحسن النية من الإنسان وإخلاصها لله.
قال تعالى :( ياأيها النبى قل لمن فى أيديكم من الأسرى إن يعلم الله فى قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم))[1](.
وفى قصة الصلح بين الزوجين فى شأن الحكمين قال تعالى:(إن يريدوا إصلاحاً يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا)([2]). فالوفاق مرتبط بإخلاص النية فى الإصلاح.
وفى الحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (من أخذ أموال الناس يريد أداءها أد الله عنه، ومن أخذ أموال الناس يريد إتلافها أتلفه الله)([3]).
فالمدين إذا كانت نيته السداد أعانه الله ووفقه ويسر له السداد، والعكس.
5-النية المدخولة تحبط العمل:
وفى الحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إمرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)([4]).فنلاحظ أن نية الهجرة لم تكن خالصة، فلم يثاب صاحبها عليها.
وفى الحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (من غزا فى سبيل الله وهو لم ينو إلا عقالاً فله مانوى)([5]). فهذا المجاهد إذا قصد الغنيمة من جهاده، فليس له من أجر وثواب عند الله فى الآخرة، وكذلك أيضاً الحديث المشهور الذى يحكى قصة: (أول من تسعربهم النار ثلاثة، عالم ومجاهد ومتصدق...........)([6]). وكانت نياتهم غير خالصة.
فعملهم كان عملاً جيداً لكن النية كانت مدخولة، ولم تكن خالصة لوجه الله -تعالى- لذلك كانت العقوبة شديدة وخطيرة.
6- وأخيراً النية الحسنة لاتأثير لها فى أمرين:
الأول: فى حالة المعاصى والمحرمات، لا تتحول إلى طاعة بالنية، كمن يكسب أمواله من الربا ثم يبنى بها مسجداً، فهذا العمل لاقيمة له، ولا أثر له عند الله وفى الحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا)([7]).
فالذى يغتاب شخص ليطيب خاطر شخص أخر، هو عاص لله، وآثم ولا تنفعه نينه الحسنة فى شيئ.
الثانى: العبادات التى لم يشرعها الله تعالى، من فعلها بقصد القربة من الله، لا أثر لها عند الله تعالى، لأنه لا يعبد الله إلا بما شرع هو، لا بما يخترع الإنسان، وفى الحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (من أحدث فى أمرنا هذا ماليس منه فهو رد)([8]).
وقال تعالى: (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً)([9]).
نسأل الله أن يحسن نياتنا وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم.