(1) قيمة النية وأهميتها فى الإسلام
محمد مرسى
1431/10/08 - 2010/09/17 18:33PM
(1) قيمة النية وأهميتها فى الإسلام د/احمد شاهين
1- النية معيار قبول العمل أو رده:
2- النية الصالحة تحول العادة إلى عبادة
- 1النية معيار قبول العمل أو رده:
النيه: هى روح العمل وقوامه، وهى ركن الأركان، وشرط من أهم الشروط فى جميع الأعمال.
وهى تعنى: انبعاث القلب نحو العمل، الموافق لغرض صحيح، من جاب نفع أو دفع ضر.
وهى: الإرادة المتوجهة تجاه الفعل لابتغاء مرضاة الله، وامتثال أمره.
والنية محلها القلب، وهو موضع نظر الله عزوجل.
فالله سبحانه وتعالى لا ينظر الى الصورة الظاهرة للإنسان، وإنما ينظر إلى الباطن والداخل الذى يعبر عن الحقيقة.
فإذا كانت صالحة قبل الله العمل، وإذا كانت فاسدة رد العمل على صاحبه قال تعالى: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورا)([2]).
2- النية الصالحة تحول العادة إلى عبادة، والمباح إلى طاعة، والشهوة إلى قربة وطاعة لله عزوجل: وفى الحديث أن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال: (وفى بضع أحدكم صدقة)([3]).
فالإنسان يقضى غريزته فى الحلال ويثاب عليها إذا حسنت النية وكذلك الإنسان حينما يطعم زوجته وأولاده يثاب على ذلك وفى الحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (حتى اللقمة يضعها فى فم امرأته فله بها أجر)([4]).
أغلب الناس يمارسون الرياضة لكن المسلم حين يمارسها بقصد أن يقوى بدنه على طاعة الله تصبح هذه الرياضة عبادة يتعبد بها إلى الله تعالى ويأخذ عليها أجر.
3- صدق النية يوجب الثواب من الله وإن لم يتم العمل:
قال تعالى: (ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله)([5]).
وفى الحديث أن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال: (من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه)([6]).
وفى الحديث أن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن بالمدينة أقواماً ما قطعتم وادياً، ولا سرتم مسيراً إلا كانوا معكم فى الأجر، حبسهم العذر)([7]).
فالصحابة الكرام، أثناء غزوة تبوك، التى تسمى بغزوة العسرة، كانوا فى شدة الحر، وبعد المسافة، وقلة ذات اليد، من المال والعتاد، فبقى بعضهم بالمدينة، لعذر الفقر، وصعوبة الإمكانيات، ومع ذلك قال فيهم النبى -صلى الله عليه وسلم- هؤلاء شاركوكم فى الأجر بنياتهم الصالحة، رغم أنهم بقو فى المدينة، ولم يخرجوا للغزو معكم.
فحسن النية هو الذى جعل غير الغازى فى الأجر مثل المجاهد فى سبيل الله تعالى.
والإنسان إذا كان يعمل عملاً صالحاً، ثم مرض أو سافر فانقطع عن العمل كتب الله من الأجر قدر ما كان يعمله وهو صحيح أو مقيم .
وفى الحديث أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: (من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملها كتبت له عشر حسنات)([8]).
وعلى العكس من ذلك فالنية السيئة تقلب المباح حراما والجائز ممنوعا وفى الحديث أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: (من تزوج بصداق لا ينوى أداءه فهو زان ومن أدان دينا وهو لا ينو قضاؤه فهو سارق)([9]).