موقف كل من التابعين والمتبوعين يوم القيامة

حسني إبراهيم
1434/10/17 - 2013/08/24 18:27PM
موقف التابعين والمتبوعين يوم القيامة

كل إنسان له رأي في كل مسألة تعرض له ، ولا يمكن أن يجتمع الناس على رأي واحد مهما كان حتى في العقيدة، وكل من الناس إما أن يكون تابعا لهيئة ما يتبنى رأيها ويدافع عنه أو أحد المذاهب الفكرية فيتبنى آراء من يتبعه ويدافع عن رأيه. هذا في الأمور الدنيوية ولا شئ فيه البتة .
أما إذا كان الأمر متعلقا بالعقيدة والإيمان بالله تعالى والإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم فإن الأمر مختلف تماما، هناك من يبني رأيه على حكم سديد من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويعطي ولاءه لله ولرسوله وللمؤمنين، وهناك من بتبنى آراء ما أنزل الله بها من سلطان ولم نعلمها من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا السلف الصالح. هؤلاء هم من أشار الله تعالى إليهم في القرآن الكريم بالتابعين والمستكبرين في أكثر من موضع بالقرآن الكريم.
Every person has his own opinion whether they adopt it from someone else or initiate it on their own.
Regarding faith, we should follow the Quran and the Sunna of the prophet (SAW). There are some who guide people to the way of Allah with evidences from the book of Allah and the Sunna of the prophet (SAW), and others guide people to the way of Satan.
Whoever follows the way of Satan and those who invite them, Allah will gather both of them in hell on the Day of Judgment.
فقضية التبعية في العقيدة قضية من القضايا الكبرى التي ينبغي للمرء أن يوليها انتباهه فلن ينفعك في عقيدتك اتباعك لأي عقيدة خارج عقيدة الإيمان والإسلام الذين حددهما القرآن الكريم بقوله (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) آل عمران. فلن ينفعك تقليدك لأبيك أو أمك في مجال العقيدة أو تقليدك لمحبوب لديك لأن الإيمان قائم على الدليل الساطع والبرهان القاطع من قرآن أو من سنة نبوية صحيحة.
For Aqida (faith) Allah says in the Quran (whoever follows any religion other than Islam, it will never be accepted from him and in the hereafter will be among the losers).
ومن المواقف التي ستكون يوم القيامة ولا ينفع فيها شفاعة الشافعين ما ذكره الله تعالى في هذا الموقف العصيب:
وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ * إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنْ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوْا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمْ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمْ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْ النَّارِ [البقرة:167].)
Allah (SWT) says in Sorat (Cow) (If only the transgressors could see themselves when they see the retribution! They will realize 3 then that all power belongs to Allah alone and that Allah is Severe in punishment.* those who were followed disown those who followed, and they see the punishment and relationships are broken off,* those who followed them said: "If we only could have a chance to disown them as they have disowned us." It is such that God will show them their works which will be regretted by them; they will not leave the Fire.).
فالآيات بلا شك نزلت في قوم يكفرون بالله ورسوله من أجل ذلك وصفهم الله بالظالمين. والظلم هنا يفسر بالشرك لقول الله تعالى إن الشرك لظلم عظيم. لقمان. لكن حسبما نقله الخطيب الشربيني من علماء الشافعية في القرن العاشر الهجري حيث أصل الظلم بأنه وضع الشئ في غير موضعه. فمن اتخذ من دون الله إلها آخر فإنه ظالم، ومن يميل إلى فصيل مخالف قولا وفعلا لمنهج القرآن والسنة كما أمر الله تعالى فإنه ظالم، ومن يميل إلى فصيل لمصلحة مادية ينالها من ذلك الفصيل فهو ظالم، ومن يناصر ظالما بقول أو كلمة أو فعل فهو ظالم مثله وكل هذه الأصناف وأشكالها سيقفون هذا الموقف يوم القيامة. ولن ينفعهم الظالمون المستكبرون يوم القيامة.
These verses with no doubt speak about the disbelievers; this is why Allah described them as transgressors. According to the Quran Allah said: (verily committing shirk is a great wrong) but also Al-khateeb Al- shjirbini (977H) explained that anyone who transgresses the limits is an oppressor. According to that whoever worships with Allah another is wrong, whoever follows any opinion against our faith is wrong, whoever follows the wrong opinions or ways of someone, they will both be held accountable on the Day of Judgment, and whoever supports the oppressors with a word or an action is wrong and Allah will gather all of them together on the day of Judgment. And they will renounce one another.
لقد أنعم الله تعالى علينا بالعقل والفكر الذين لا يمكن لأحد أن يصادر أو يتحكم في واحد منهما وطالبنا أن نكون من العقلاء والمفكرين في كثير من آيات القرآن الكريم قال تعالى (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها). وقال تعالى (ومن آياته اختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين) وقال تعالى (إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ، ويتفكرون، وبتذكرون). فتبنيك لظلم الظالم وتشجيعك على ظلمه إلغاء لعقلك وتنحية عقيدتك جانبا حتى تقنع نفسك أنك على صواب. هذا ما لا يقبله الله تعالى بعد أن أعطاك قرآنا هو دستور حياتنا والمنهج المنجي لنا من عذاب الله في الآخرة. بل أعطاك الله الفطرة التي تستطيع بها أن تميز بين الصحيح والسقيم وما يرضي الله وما يغضبه. وأشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ذلك بقوله: (الإثم ما حاك في الصدر وخفت أن يطلع عليه الناس). فهل المسلمون الذين يعصون الله بأخذ الرشوة بتصريح من مدير المصلحة أو لأنه إن لم يأخذها أخذها زميل له ينجي من عذاب الله يوم القيامة؟
Allah has blessed us with freewill. This is why Allah has ordered us to think and remember. Allah (SWT) says: (Do they not then think deeply in the Quran, or are their hearts locked up? When you adopt or support the opinion of an oppressor, you put a veil on your conscience to justify what you are doing. This way is wrong especially after Allah gave us the guide lines in the Quran and the Sunna of the prophet (SAW). The prophet (SAW) said: (sin is when you do something wrong and you don’t want anyone to know about it). Do you think disobeying Allah under any circumstances will protect you from the punishment of Allah? No.
هل الجندي الذي يطلق النار على مدني برئ لم يحمل سلاحا لمجرد أن قائده أمره بإطلاق النار عليه سبب لنجاته من المسائلة أمام الله تعالى يوم القيامة؟ هل اتهامك لأناس ينادون بالحرية وتطبيق الشريعة أنهم خوارج أو إرهابيون أو مفسدون في الأرض ترديدا لوسائل الإعلام المغرضة ومن سار على دربهم يخلي مسؤوليتك يوم القيامة؟
Does the soldier who kills a civilian with no reason will not be asked about his action? Do you think that you will be safe from the punishment of Allah when you call a group of Muslims nonbelievers or terrorist or corrupters on earth with no evidence?
بين لنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن العلاقة بين القائد والمقود في الدنيا محدودة بطاعة الله تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم كما قال صلى الله عليه وسلم : (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق). عن علي - رضي الله عنه - قال : استعمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا من الأنصار على سرية ، بعثهم وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوا ، قال : فأغضبوه في شيء ، فقال : اجمعوا لي حطبا ، فجمعوا ، فقال : أوقدوا نارا ، فأوقدوا ، ثم قال : ألم يأمركم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تسمعوا لي وتطيعوا ؟ قالوا : بلى ، قال : فادخلوها ، قال : فنظر بعضهم إلى بعض ، وقالوا : إنما فررنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من النار ، فسكن غضبه وطفئت النار ، فلما قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكروا ذلك له ، فقال : "لو دخلوها ما خرجوا منها ، إنما الطاعة في المعروف ". البخاري ومسلم.
The prophet (SAW) appointed the relationship between the leaders and their followers by his saying: (there is no obedience from the followers when their leaders command them to disobey Allah).
Ali Ibn Ali Taleb said: (the prophet (SAW) appointed a man of Al-Ansar as a leader over a group of soldiers, the prophet commanded the companions to obey their leader, one day the companions made their leader angry. The leader ordered them to collect wood, to make a fire, they did, the leader asked the companions, didn’t our prophet order you to obey me? They said yes. The leader said: then throw yourselves in the fire. The companions wondered and said to their leader: we just fled to the prophet from the fire. The leader calmed down. When they returned to the prophet they told him the story, he said: if they threw themselves in the fire they would die, obedience is only for good and reasonable not for evil).
ما نتعلمه من الخطبة.
1- وجوب الإيمان بالله واليوم الآخر والثبات عليه حتى الممات.
2- لا غضاضة في أن تكون تابعا في أمر من أمور الدنيا طالما أن الأمر لم يخالف شرع الله.
3- اتباع الظالمين في الكفر والمعصية ظلم يحاسب عليه التابعون والمتبوعون يوم القيامة.
4- تبرؤ أحد الطرفين من الآخر أمر محتمل في الدنيا إذا شعر أحدهما بخطر على نفسه ، وهو مؤكد يوم القيامة وكل سيحاول إلقاء التبعة على الآخر من أجل النجاة من عذاب الله ولات حين مناص.
5- الضعف ليس مبررا للتنازل عن الحرية التي وهبها الله لنا واستأمننا عليها ولا سلطان لأحد على ضميرك ، وعقلك، وروحك لأنه لا سلطان لأحد عليها من دون الله تعالى فأرح ضميرك بطاعة الله، ونم عقلك بالإيمان والعلم، وطهر روحك بذكر الله تعالى (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)..
Lessons we can learn from the khutba
1- Hold your faith and remain on it till you meet with Allah.
2- No problem to be a leader or a follower in this life if you are following the rules of Allah.
3-Following the oppressors in the disbelief and the disobedience is a wrong and both of them are responsible on the Day of Judgment.
4- Renouncing between the leaders and their flowers is possible in this life but it must be in the hereafter.
5- Weakness is not a reason to give up of the freedom which Allah provided you and there is no way for any human to control your conscience, brain or your soul, they are belonging to Allah alone.
Give a rest to your conscience by the obedience of Allah, improve your brain with faith and knowledge, and clean your soul with the remembrance of Allah day and night.
views 4716 | Comments 2

ماشاء الله ، طرحٌ جميل أستاذ حسني ، يبعثُ عقيدةَ الولاء والبراء في القلوب و العقول والأوضاع في زمنٍ يتّجِهُ فيه كثيرون إلى التمييع !
و ما أجمل ربط الناس بكتاب الله ، والانطلاق في تأصيل القضايا الإيمانية و المنهجيّة و تربية الناس عليها من كتاب ربنا سبحانه . .
جزاك الله خيرًا ، وهذه باقة ورد من أخيك تشجيعًا لك على العطاء والاستمرار والإصرار في وقتٍ نكادُ نرى فيه كلّ شيءٍ من حولنا شوكَ سعدان .. !

10img10c48529fb03.gif


جزاكما الله عني خير الجزاء وأسأل الله ألا يزيغ فلوبنا بعد إذ هدانا، وأن يهب لنا من لدنه رحمة ترد بها عاصينا، وتزيد المهتدين هداية.