شعبان

2022-10-06 - 1444/03/10

التعريف

شعبان لغة: الشّهر الثّامن من شهور السَّنة الهجريَّة، يأتي بعد رَجَب ويليه رمضان.

 

"وسمي شعبان لتشعبهم في طلب المياه أو في الغارات بعد أن يخرج شهر رجب الحرام"(فتح الباري:4-213).

العناصر

1- مكانة شهر شعبان 2- غفلة الناس عن شعبان 3- هدي النبي عليه السلام في شعبان 4- من فضائل شهر شعبان 5- بدع شهر شعبان  

الاحاديث

1- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت أنها سئلت عن صِيامِ رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَقالَتْ: "كانَ يَصُومُ حتّى نَقُولَ: قدْ صامَ وَيُفْطِرُ حتّى نَقُولَ: قدْ أَفْطَرَ، وَلَمْ أَرَهُ صائِمًا مِن شَهْرٍ قَطُّ، أَكْثَرَ مِن صِيامِهِ مِن شَعْبانَ كانَ يَصُومُ شَعْبانَ كُلَّهُ، كانَ يَصُومُ شَعْبانَ إلّا قَلِيلًا"(رواه مسلم:١١٥٦). 2- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالتْ: "لَمْ يَكُنِ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُ شَهْرًا أكْثَرَ مِن شَعْبانَ، فإنَّه كانَ يَصُومُ شَعْبانَ كُلَّهُ" وَكانَ يقولُ: "خُذُوا مِنَ العَمَلِ ما تُطِيقُونَ، فإنَّ اللَّهَ لا يَمَلُّ حتّى تَمَلُّوا"(رواه البخاري:١٩٧٠، ومسلم:٧٨٢). 3- عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسولَ اللَّهِ! لم أرك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ؟! قالَ: "ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ"(أخرجه النسائي:٢٣٥٧، وحسنه الألباني). 4- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: "كانَ يَكونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِن رَمَضانَ، فَما أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إلّا في شَعْبانَ، الشُّغْلُ مِن رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، أَوْ برَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم. وفي رواية: وَذلكَ لِمَكانِ رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-"(رواه البخاري:١٩٥٠، ومسلم:١١٤٦، واللفظ له). 5- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: "إنْ كانَتْ إحْدانا لَتُفْطِرُ في زَمانِ رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَما تَقْدِرُ على أَنْ تَقْضِيَهُ مع رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، حتّى يَأْتِيَ شَعْبانُ"(رواه مسلم:١١٤٦). 6- عن عمران بن الحصين رضي الله عنه عَنِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: أنَّه سَأَلَهُ - أوْ سَأَلَ رَجُلًا وعِمْرانُ يَسْمَعُ-، فَقالَ: "يا أبا فُلانٍ، أما صُمْتَ سَرَرَ هذا الشَّهْرِ؟" قالَ: -أظُنُّهُ قالَ: يَعْنِي رَمَضانَ-، قالَ الرَّجُلُ: لا يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: "فَإِذا أفْطَرْتَ فَصُمْ يَومَيْنِ"، لَمْ يَقُلِ الصَّلْتُ: أظُنُّهُ يَعْنِي رَمَضانَ، قالَ أبو عبدِ اللَّهِ: وقالَ ثابِتٌ: عن مُطَرِّفٍ، عن عِمْرانَ، عَنِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: مِن سَرَرِ شَعْبانَ (رواه البخاري:١٩٨٣ وقوله: وقال ثابت ... معلق، ومسلم:١١٦٢). وفي رواية عند مسلم (١١٦١): "فَصُمْ يَوْمًا، أوْ يَومَيْنِ". 7- عن أبي موسى الأشعري عبدالله بن قيس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ ليطَّلعُ في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ فيغفرُ لجميعِ خلقِه إلّا لمشرِك أو مشاحنٍ"(رواه ابن ماجه:١١٤٨، وحسنه الألباني). 8- عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان ليلةُ النصفِ من شعبانَ اطَّلَعَ اللهُ إلى خلْقِه، فيغفرُ للمؤمنينَ، ويُملي للكافرينَ، ويدعُ أهلَ الحِقْدِ بحقدِهم حتى يدَعوه"(أخرجه الطبراني:٢٢-٢٢٣، (٥٩٠)، والبيهقي في شعب الإيمان:٣٨٣٢، واللفظ له، وحسنه الألباني في صحيح الجامع:٧٧١). 9- عن عبدالله بن عباس-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "صوموا لرؤيتِه، وأفطِروا لرؤيتِه، فإن حالَ بينكُم وبينه سحابَةٌ، أو ظُلمةٌ، فأكمِلوا العدَّةَ -عدَّةَ شعبانَ- ولا تَستقبلوا الشَّهرَ استقبالًا، ولا تَصِلوا رمضانَ بيومٍ من شعبانَ"(رواه النسائي:٢١٨٨، وصححه الألباني). 10- عن عائشةَ رضي الله عنها قالت: " كانَ أحبَّ الشُّهورِ إلى رسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أن يَصومَهُ: شعبانُ، ثمَّ يصلُهُ برمضانَ"(رواه أبو داود:٢٤٣١، وصححه الألباني). 11- عن أم سلمة هند بنت أبي أمية رضي الله عنها قالت: "ما رأيتُ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يصومُ شَهرينِ متتابعينِ إلّا شعبانَ ورمضانَ"(رواه الترمذي ٧٣٦، والنسائي:٢٣٥٢، وصححه الألباني). 12- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين إلا رجل كان يصوم صوما فليصمه"(رواه البخاري:١٩١٤، ومسلم:١٠٨٢). 13- عن صلة بن زفر قال: كنّا عندَ عمّارٍ في اليومِ الَّذي يُشَكُّ فيهِ، فأتىَ بشاةٍ، فتنحّى بعضُ القومِ، فقالَ عمّارٌ: "من صامَ هذا اليومَ فقد عَصى أبا القاسِمِ -صلى الله عليه وسلم-"(رواه أبو داود:٢٣٣٤، وصححه الألباني).  

الاثار

1- عن عائشةَ أنها كانت تصومُ هذا اليوم وتقولُ: "لأن أصومَ يومًا من شعبانَ أحبُّ إليّ من أن أفطر يومًا من رمضانَ"(صححه الألباني في إرواء الغليل:٤-١١. قال ابن تيمية في شرح العمدة -الصيام ١-١٢٣: مشهور). 2- عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان أحبَّ الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبانُ ثم يصله برمضان(رواه أبو داود في الصوم،:2431، والنسائي:2350، وصححه الألباني). 3- عن عطاء قال: كنت عند ابن عباس قبل رمضان بيوم أو يومين فقرّب غداءه فقال: "أفطروا أيها الصيام! لا تواصلوا رمضان بشيء وافصلوا"(رواه عبد الرزاق في مصنفه:4-158).  

القصص

1- قال سلمة بن كهيل: "كان يقال شهر شعبان شهر القراء"(لطائف المعارف لابن رجب:135). 2- كان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال: "هذا شهر القراء"(لطائف المعارف لابن رجب:135). 3- كان عمرو بن قيس الملائي إذا دخل شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القرآن (لطائف المعارف لابن رجب:135). 4- قال معلى بن الفضل عن السلف رحمهم الله: "كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم" 5- كان مكحول يقول: "كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان، وتسلمه منى متقبلاً"(الطبراني في الدعاء:913). 6- روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: "كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استهل شهر شعبان أكبوا على المصاحف فقرءوها وأخذوا في زكاة أموالهم فقووا بها الضعيف والمسكين على صيام شهر رمضان، ودعا المسلمون مملوكيهم فحطوا عنهم ضرائب شهر رمضان، ودعت الولاة أهل السجون فمن كان عليه حد أقاموا عليه، وإلا خلوا سبيله"(فتح الباري:13-311). 7- قال الحسن بن سهل: "قال شعبان: يا رب جعلتني بين شهرين عظيمين فما لي؟ قال: جعلت فيك قراءة القرآن يا من فرط في الأوقات الشريفة وضيعها وأودعها الأعمال السيئة وبئس ما استودعها"(لطائف المعارف لابن رجب:135).  

الاشعار

1- قال أحدهم: مضى رجب وما أحسنت فيه *** وهذا شهر شعبان المبارك فيا من ضيع الأوقات جهلا *** بحرمتها أفق واحذر بوارك فسوف تفارق اللذات قسرا *** ويخلي الموت كرها منك دارك تدارك ما استطعت من الخطايا *** بتوبة مخلص واجعل مدارك على طلب السلامة من جحيم *** فخير ذوي الجرائم من تدارك (لطائف المعارف لابن رجب:135) 2- قال أحدهم: شعبان أقبلَ بالمحبة والصفا *** ليذيب أحزان التشاحن والجفاء شعبان أستاذ يعلمنا الإخاء *** ويقول للمتباغضين ألا كفى شعبان مطهرةُ الذنوبِ ومطلع *** لنسيمِ شهر بالصيام تشرّفا زمن لترويض النفوس لكي ترى *** رمضانَ بستانَ اللذاذة والصفا يهديكمُ حلل الصيام وكل ما *** يجلو القلوب على طريق المصطفى طوبى لعبد جدّ في خيراته *** وقضى مآرب روحه وتزلفا

متفرقات

1- عن ابن المبارك أنه قال في حول حديث: "فإنَّه كانَ يَصُومُ شَعْبانَ كُلَّهُ" قال: "وهو جائز في كلام العرب إذا صام أكثر الشهر أن يقال: صام الشهر كلَّه، ويقال: قام فلان ليلته أجمع، ولعلَّه تعشَّى واشتغل ببعض أمره"(شرح الزرقاني على موطأ الامام مالك2-261). 2- قال القاضي عياض في شرحه لرواية: "كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلاً": قال: "الكلام الثاني تفسير للأول، وعبَّر بالكل عن الغالب والأكثر"(إكمال المعلم:4-20). 3- قال العلماء: "وإنما لم يستكمل غير رمضان لئلا يظنَّ وجوبه"(شرح صحيح مسلم:8-37). 4- قال ابن عبد البر: "استحب ابن عباس وجماعة من السلف رحمهم الله أن يفصلوا بين شعبان ورمضان بفطر يوم أو أيام، كما كانوا يستحبون أن يفصلوا بين صلاة الفريضة بكلام أو قيام أو مشي أو تقدم أو تأخر من المكان"(الاستذكار:10-328). 5- قال ابن رجب رحمه الله: "صيام شعبان أفضل من صيام الأشهر الحرم، وأفضل التطوع ما كان قريب من رمضان قبله وبعده، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها وهي تكملة لنقص الفرائض، وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده، فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالصلاة فكذلك يكون صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بَعُد عنه"(). 6- قال ابن رجب في بيان وجه الصيام في شعبان: "وفيه معانٍ، وقد ذكر منها النبي صلى الله عليه وسلم إلى أنه لما اكتنفه شهران عظيمان: الشهر الحرام وشهر الصيام، اشتغل الناس بهما عنه، فصار مغفولاً عنه، وكثير من الناس يظنُّ أن صيام رجب أفضل من صيامه لأنه شهر حرام، وليس كذلك"(لطائف المعارف:130). 7- قال ابن رجب: "وفي قوله: "يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان" إشارة إلى أن بعض ما يشتهر فضله من الأزمان أو الأماكن أو الأشخاص قد يكون غيره أفضل منه، إما مطلقاً، أو لخصوصية فيه لا يتفطن لها أكثر الناس، فيشتغلون بالمشهور عنه، ويفوِّتون تحصيل فضيلة ما ليس بمشهور عندهم"(لطائف المعارف:130-131) 8- قال ابن رجب رحمه الله: "وقد قيل في صوم شعبان: إن صيامه كالتمرين على صيام رمضان لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده، ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته، فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط"(لطائف المعارف:130). 9- قال ابن رجب: "قيل في صوم شعبان: إن صيامه كالتمرين على صيام رمضان لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده، ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته، فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط"(). 10- قال ابن رجب: "أفضل التطوع ما كان قريبا من رمضان قبله وبعده وذلك يلتحق بصيام رمضان لقربه منه وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها فيلتحق بالفرائض في الفضل وهي تكملة لنقص الفرائض وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالصلاة فكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بعد منه، ويكون قوله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصيام بعد رمضان المحرم": محمولا على التطوع المطلق بالصيام فأما ما قبل رمضان وبعده فإن يلتحق في الفضل كما أن قوله في تمام الحديث "وأفضل الصلاة بعد المكتوبة: قيام الليل" إنما أريد به تفضيل قيام الليل على التطوع المطلق دون السنن الرواتب"(لطائف المعارف:129-130). 11- قال الحافظ أبو الخطاب ابن دحية: "ومما أحدثه المبتدعون، وخرجوا به عما وسمه المتشرعون، وجروا فيه على سنن المجوس، واتخذوا دينهم لهوًا ولعبًا، الوقيد ليلة النصف من شعبان، ولم يصح فيها شيء عن رسول الله غ، ولا نطق بالصلاة فيها والإيقاد ذو صدق من الرواة، وما أحدثه إلا متلاعب بالشريعة المحمدية، راغب في دين المجوسية؛ لأن النار معبودهم، وأول ما حدث ذلك في زمن البرامكة، فأدخلوا في دين الإسلام ما كان أصلهم عليه من عبادة النيران"(الباعث في إنكار البدع والحوادث؛ لأبي شامة:52). 12- قال ابن الصلاح رحمه الله: "وأما ليلة النصف من شعبان فلها فضيلة، وإحياؤها بالعبادة مستحب، ولكن على الانفراد من غير جماعة، واتخاذ الناس لها ولليلة الرغائب موسمًا وشعارًا بدعة منكرة، وما يزيدونه فيها على الحاجة والعادة من الوقيد ونحوه، فغير موافق للشريعة"(مساجلة علمية بين العز بن عبد السلام وابن الصلاح:41). 13- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "أما صوم النصف مفردًا فلا أصل له، بل إفراده مكروه، وكذلك اتخاذه موسمًا تصنع فيه الأطعمة، وتظهر فيه الزينة هو من المواسم المحدثة المبتدعة التي لا أصل لها"(الاقتضاء:2-628). 14- قال النووي رحمه الله: "من البدع المنكرة ما يفعل في كثير من البلدان، من إيقاد القناديل الكثيرة العظيمة والسرف في ليالي معروفة من السنة كليلة نصف شعبان، فيحصل بسبب ذلك مفاسد كثيرة، منها مضاهاة المجوس في الاعتناء بالنار والإكثار منها، ومنها إضاعة المال في غير وجهه، ومنها ما يترتب على ذلك في كثير من المساجد من اجتماع الصبيان وأهل البطالة، ولعبهم، ورفع أصواتهم، وامتهانهم المساجد، وانتهاك حرمتها، وحصول أوساخ فيها، وغير ذلك من المفاسد التي يجب صيانة المسجد من أفرادها"(المجموع شرح المهذب:2-181). 15- قال الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله: "إن ما جرت به العادة فيها -أي: ليلة النصف من شعبان- من الاحتفال في المساجد بدعة نهى عنه الفقهاء، وأنكروا ما يقع فيه من المنكرات، حتى إيقاد المصابيح الكثيرة، وقد ورد في قيام ليلة النصف وصلاتها أخبار وآثار موضوعة، وحديث ضعيف، رواه ابن ماجه من حديث علي -رضي الله عنه- مرفوعًا"(فتاوى الشيخ محد رشيد رضا:1-2314). 16- قال الحافظ العراقي: "الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب، وهي اثنتا عشرة ركعة بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة من رجب، وصلاة ليلة النصف من شعبان مائة ركعة، هاتان الصلاتان بدعتان منكرتان"، ولا يغتر بذكرهما في كتاب: (قوت القلوب) و(إحياء علوم الدين)، ولا بالحديث المذكور فيهما، فإن كل ذلك باطل، ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات في استحبابهما، فإنه غالط في ذلك». 17- قال النووي رحمه الله: وأما إذا صامه -أي يوم الشك- تطوعا، فإن كان له سبب بأن كان عادته صوم الدهر، أو صوم يوم وفطر يوم، أو صوم يوم معين كيوم الاثنين فصادفه جاز صومه ودليله حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين إلا رجل كان يصوم صوما، فليصمه"، وإن لم يكن له سبب فصومه حرام (المجموع شرح المهذب:6-400 بتصرف). 18- قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "اختلف العلماء رحمهم الله في هذا النهي -أي النهي عن صيام يوم الشك- هل هو  نهي تحريم أو نهي كراهة؟ والصحيح أنه نهي تحريم، لاسيما اليوم الذي يشك فيه فإن عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ ب قَالَ: "مَنْ صَامَ اليَوْمَ الَّذِي يَشُكُّ فِيهِ النَّاسُ فَقَدْ عَصَى أَبَا القَاسِمِ صلى الله عليه وسلم"؛ وعلى هذا فنقول لا يجوز للإنسان أن يصوم قبل رمضان بيوم أو يومين إلا من له عادة ولا يجوز أن يصوم يوم الشك وهو يوم الثلاثين من شعبان إذا كان في الليلة غيم أو قطر يمنع من رؤية الهلال مطلقًا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ". وأما حديث النهي عن الصوم بعد منتصف شعبان فإنه -وإن قال الترمذي حسن صحيح- فإنه ضعيف، قال الإمام أحمد إنه شاذ؛ لأنه يخالف حديث أبي هريرة ت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلَا يَوْمَيْنِ" فإن مفهومه أنه يجوز أن يصوم قبل رمضان بثلاثة أيام وأربعة أيام وعشرة أيام. وحتى لو صح الحديث فالنهي فيه ليس للتحريم وإنما هو للكراهة كما أخذ بذلك بعض أهل العلم رحمهم الله، إلا من له عادة بصوم فإنه يصوم ولو بعد نصف شعبان. وعلى هذا يكون الصيام -في شعبان- ثلاثة أقسام: 1- بعد النصف إلى الثامن والعشرين هذا مكروه إلا من اعتاد الصوم لكن هذا القول مبني على صحة الحديث والإمام أحمد لم يصححه وعلى هذا فلا كراهة. 2- قبل رمضان بيوم أو يومين فهذا محرم إلا من له عادة. 3- يوم الشك فهذا مُحرَّم مطلقًا، لا تصم يوم الشك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه"(شرح رياض الصالحين:5-282).  

التحليلات

1- حال المؤمنين في شعبان؛ لمحمد الدبيسي. 2- شعبان وحصاد العام؛ للشيخ محمد بن سعيد رسلان. 3- الصراط المستقيم رسالة فيما قرره الثقات الأثبات في ليلة النصف من شعبان الإمام محمد بن ناصر الدين الألباني. 4- شهر شعبان؛ للشيخ سليمان الجاسر. 5- صوم شهر شعبان وبيان فضله والتحذير من البدع المنتشرة فيه؛ لمحمد بن عبدالدايم. 6- ما صح وما لم يصح في شعبان؛ لماجد البنكاني.