وقت

2022-10-12 - 1444/03/16

التعريف

قال الدقاق شيخ القشيري فى تعريف الوقت: الوقت ما أنت فيه فإن كنت بالدنيا فوقتك الدنيا ، وإن كنت بالعقبى فوقتك العقبى ، وإن كنت بالسرور فوقتك السرور ، وإن كنت بالحزن فوقتك الحزن [لطائف الإشارات لعبد الكريم بن هوازن القشيرى (1/160) ] .

وقيل في تعريف الوقت: هو الزمن المقدر للعبادة شرعا قال تعالى : { إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا } .

أي فرضا محددا بأوقات . [فقه العبادات على المذهب المالكي لإبراهيم اليعقوبي الحسني (ص 111)] .

والزمن والوقت اصطلاح متقارب، إلا أن الزمن يكون مدة قصيرة أو طويلة، أي: أن الزمن أو الزمان (مدة قابلة للقسمة؛ ولهذا يطلق على الوقت القليل أو الكثير، والجمع "أزمنة" و "الزمن" مقصورة منه، والجمع "أزمان".

أما الوقت فهو: "مقدار من الزمن مفروض لأمر ما، وكل شيء قدرت له حيناً فقد "وقته" "توقيتاً" وكذلك ما "قدرت" له غاية، والجمع "أوقات" [المصباح المنير، ص: (256،66) أحمد بن محمد المقري الفيومي].

العناصر

1- تعريف الوقت عند أهل الفنون .

2- أهمية المحافظة على الوقت .

3- قيمة الوقت في القرآن والسنة .

4- إقسام الله بالزمان وأجزائه تنبيهاً لشرف الزمان .

5- اهتمام السلف بعمار الأوقات واغتنامها .

6- أسباب ضياع الوقت .

7- أهمية الوقت لدى المرأة وأضرار إضاعته .

8- أفضل ما يشغل به المسلم وقته .

9- وسائل لاستثمار الوقت فيما فيه كل خير في الدنيا والآخرة.

الايات

1- قال الله تعالى: (والفجر * وليال عشر) [الفجر: 1، 2] .

2- قوله تعالى: (والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى) [الليل: 1، 2] .

3- قوله تعالى: (والضحى* والليل إذا سجى) [الضحى: 1، 2] .

4- قوله تعالى: (والعصر * إن الإنسان لفي خسر) [العصر: 1، 2] .

5- قوله تعالى: (وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا) [الإسراء: 12] .

6- قوله تعالى: (وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا) [الفرقان: 62] .

7- قوله تعالى: (وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون) [النحل: 12] .

8- ومن التحسر على ضياع الوقت: ما ورد على لسان المفرطين يوم القيامة، في قوله تعالى: (يا ليتني قدمت لحياتي) [الفجر: 24] .

9- قوله تعالى: (ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل) [إبراهيم: 44] .

10- قوله تعالى: (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا) [الكهف: 28].

11- قوله تعالى: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ) [الشرح: 7] .

الاحاديث

1- عن بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ » [رواه البخاري كتاب الرقائق فتح الباري ج:(11) برقم: (6412) ] .

2- عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين أكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به » [رواه الطبراني في المعجم الكبير (20-6160) وهو صحيح بشواهده] .

3- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لايقوم حتى يغرسها فليفعل» [مسند الإمام أحمد ج(4): (380) ومسلم من حديث طويل مختصر صحيح مسلم للمنذري تحقيق الألباني برقم (1888) ورقم: (1905) ] .

4- عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل وهو يعظه: «اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك» [الحاكم في المستدرك (4-306) وصححه] .

5- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أعذر الله إلى أمريء أخر أجله حتى بلغ ستين سنة» [صحيح الجامع الصغير للألباني رقم: (1047) ] .

6- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بادروا بالأعمال سبعاً: هل تنتظرون إلاّ فقراً منسياً، أو غنى مطغياً، أو مرضاً مفسداً، أو هرماً مفنداً، أو موتاً مجهزاً، أو الدجال فشر غائب منتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر» [سنن الترمذي ج(3) برقم: (2408) ] .

الاثار

1- قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: من أمضى يومه في غير حق قضاه، أو فرض أداه، أو مجد بناه، أو حمد حصله، أو علم اقتبسه، فقد عق يومه، وظلم نفسه .

2- عن عمارة بن خزيمة قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبي: ما يمنعك أن تغرس أرضك، فقال له أبي: أنا شيخ كبير أموت غداً، فقال له عمر: أعزم عليك لتغرسها، فلقد رأيت عمر بن الخطاب يغرسها بيده مع أبي.

3- كان من دعاء أبي بكر رضي الله عنه: اللهم لاتدعنا في غمرة، ولا تأخذنا على غرة، ولا تجعلنا من الغافلين [أحاديث الجمعة ج(1) ص:(38) حسن البنا دار الإيمان 1982م] .

4- علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: أعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، وأعمل لآخرتك كأنك تموت غداً [خطب الشيخ محمد حسان ج(6) ص:(15) دار بن رجب دمياط ط(1) 1418ه-1998م] .

5- عن سيف اليماني قال: إن من علامة إعراض الله عن العبد أن يشغله بما لا ينفعه .

6- عن الحسن البصري أنه قال ذات يوم لجلسائه : يا معشر الشيوخ : ما ينتظر بالزرع إذا بلغ ؟ قالوا : الحصاد ، قال : يا معشر الشباب : إن الزرع قد تدركه العاهة قبل أن يبلغ [الزهد للبيهقي] .

القصص

1- عن الحسن بن علي العابد قال: قال فضيل بن عياض لرجل : كم أتت عليك , قال : ستون سنة , قال : فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك توشك أن تبلغ , فقال الرجل : يا أبا علي إنا لله وإنا إليه راجعون , قال له الفضيل : تعلم ما تقول , قال الرجل : قلت إنا لله وإنا إليه راجعون . قال الفضيل تعلم ما تفسيره ؟ قال الرجل : فسره لنا يا أبا علي , قال : قولك إنا لله ، تقول : أنا لله عبد ، وأنا إلى الله راجع , فمن علم أنه عبد الله وأنه إليه راجع , فليعلم بأنه موقوف , ومن علم بأنه موقوف فليعلم بأنه مسئول ومن علم أنه مسئول فليعد للسؤال جوابا , فقال الرجل : فما الحيلة قال : يسيرة , قال : ما هي قال : تحسن فيما بقي يغفر لك ما مضى وما بقي , فإنك إن أسأت فيما بقي أخذت بما مضى وما بقي [الحلية] .

الاشعار

1- رحم الله من قال:

أليس من الخسران أن لياليا *** تمر بلا نفع وتحسب من عمري

 

2- لقد أحسن القائل إذ يقول:

إن لله عباداً فطناً *** طلقوا لدنيا وخافوا الفتنا

نظروا فيها فلما علموا *** أنها ليست لحي وطناً

جعلوها لجة واتخذوا *** صالح الأعمال فيها سفنا

 

3- لقد أحسن الذي يقول:

إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل *** خلوت، ولكن قل علي رقيب

ولا تحسبن الله يغفل ساعة *** ولا أن ما يخفى عليه يغيب

ألم تر أن اليوم أسرع ذاهب *** وأن غدا للناظرين قريب؟

متفرقات

1- قال ابن القيم رحمه الله: وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم، ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم وهو يمر مر السحاب، فما كان من وقت لله وبالله فهو حياته وعمره، وغير ذلك ليس محسوبا من حياته، وإن عاش فيه عيش البهائم، فإذا قطع وقته في الغفلة واللهو والأماني الباطلة، وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة، فموت هذا خير من حياته .

2- قال ابن القيم رحمه الله: السنة شجرة، والشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، والأنفاس ثمارها، فمن كانت أنفاسه في طاعة، فثمرة شجرته طيبة، ومن كانت في معصية، فثمرته حنظل .(18)

3- قال الخطيب البغدادي: سمعت علي بن عبدالله بن عبدالغفار اللغوي يحكي: أن محمد بن جرير الطبري - المتوفى سنة 310ه عن ثلاث وثمانين سنة - مكث أربعين سنة يكتب في كل يوم أربعين ورقة [سوانح وتأملات في قيمة الزمن ص:(30)]، فإذا كان يكتب كل يوم أربعين ورقة؛ فإنه بحساب السنة الميلادية سيكون قد كتب "584000" ورقة، ولاشك أن كتابيه التفسير والتاريخ يشهدان على مدى حرصه على الاستفادة من الوقت.

4- يقول أبو المظفر عن ابن الجوزي: وسمعته يقول على المنبر في آخر عمره: كتبت بإصبعي هاتين ألفي مجلدة، وتاب على يدي مائة ألف، وأسلم على يدي عشرون ألف يهودي ونصراني [ذيل طبقات الحنابلة (1-410) ]، ويقول عنه الإمام ابن تيمية رحمه الله في أجوبته المصرية: كان الشيخ أبو الفرج مفتياً، كثير التصنيف والتأليف في أمور كثيرة، حتى عددتها فرأيتها أكثر من ألف مصنف، ورأيت بعد ذلك ما لم أره [ذيل طبقات الحنابلة (1-415) ]، وقال عنه الإمام الحافظ الذهبي: وما علمت أحداً من العلماء صنف ما صنف هذا الرجل [ذيل طبقات الحنابلة (4-1344) ]، ، ويقول الموفق عبد اللطيف - فيما نقله عنه الذهبي - إن ابن الجوزي كان: لايضيع من زمانه شيئاً [سير أعلام النبلاء: (21-377) للذهبي مؤسسة الرسالة]، وكتاب صيد الخاطر لابن الجوزي غني بما كان من حرصه على الوقت، والاستفادة منه.

5- يقول ابن تيمية في ابن عقيل الحنبلي: إنه من أذكياء العالم بلغ في محافظته على الزمن مبلغاً أثمر عن أكبر كتاب عرف في الدنيا لعالم، هو كتاب "الفنون" في ثمانمائة مجلدة [درء تعارض العقل والنقل: (8-60) ط(1) مطابع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 1399ه ابن تيمية]، ويحدث ابن عقيل عن نفسه فيقول: إني لايحل لي أن أضيع ساعة من عمري؛ حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة، أعملت فكري في حال راحتي وأنا مستطرح، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره، وإني لأجد من حرصي على العلم وأنا في عشر الثمانين أشد مما كنت أجده وأنا ابن عشرين [المنتظم لابن الجوزي ط(1) (9-214) حيدر أباد الهند 1359ه] .

6- قال ابن القيم رحمه الله: وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم، ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم وهو يمر مر السحاب.. فما كان من وقت لله وبالله فهو حياته وعمره، وغير ذلك ليس محسوباً من حياته، وإن عاش فيه عيش البهائم، فإذا قطع وقته في الغفلة واللهو والأماني الباطلة، وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة، فموت هذا خير من حياته [الجواب الكافي لابن القيم ص:(212) ط 1403ه مطبعة المدني 1403ه-1983م] .

7- قال الشافعي رحمه الله : "صحبت الصوفيه فلم أستفد منهم سوى حرفين: أحدهما قولهم: الوقت سيف فإن قطعته وإلا قطعك، وذكر الكلمة الأخرى: ونفسك إن لم تشغلها بالحق وإلا شغلتك بالباطل [الجواب الكافي لابن القيم ص:(212) ط 1403ه مطبعة المدني 1403ه-1983م] .

8- يقول طيفور البطامي: إن الليل والنهار رأس مال المؤمن، ربحها الجنة وخسرانها النار [كتاب الزهد للبيهقي ص:(217) ط 1403ه دار العلم] .

9- يقول الفقيه يحي بن محمد ابن هبيرة - شيخ ابن الجوزي -: والوقت أنفس ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيع [ذيل طبقات الحنابلة (1-281) ] .

10- يقول الدكتور رضا ديب عواضه: الوقت المفقود لايشترى بالنقود - وأمس لايرد وغداً ليس في اليد - كثير من الناس يظنون أنهم يقتلون الوقت، ولكن الوقت هو الذي يقتلهم" ويقول أيضاً:" ما ذهب فقد ولّى، وما هو آت فإنه غائب وإن كان دانياً قريباً، وأما الحاضر وحده فإنه ملك يدك [بيادر العمر ص:(157156)، ط(1) 1997م رشاد برس بيروت- د. رضا ديب عواضه] .

11- قال أبو حازم : إن بضاعة الآخرة كاسدة ، فاستكثروا منها في أوان كسادها ، فإنه لو قد جاء يوم نفاقها لم تصل منها لا إلى قليل ولا إلى كثير [الحلية] .

الإحالات

1- البركة – أبو حذيفة بن محمد دار الصحابة للتراث الطبعة الأولى 1408 .

2- الثمار اليانعة من الكلمات الجامعة – عبد الله الجار الله ص 354 – 1407 .

3- خلق المسلم – محمد الغزالي ص 223 دار القلم الطبعة الثانية 1400 .

4- صيد الخاطر – ابن الجوزي ص 2،20،142 ،227 ،479 .

5- طريق الهجرتين وباب السعادتين – ابن القيم تحقيق عمر بن محمود أبو عمر ص 311 دار ابن ةالقيم – الدمام الطبعة الأولى 1409 .

6- قيمة الزمن عند العلماء – عبد الفتاح أبو غدة – مكتب المطبوعات اإسلامية الطبعة الأولى 1409 .

7- موارد الظمآن لدروس الزمان – عبد العزيز السلمان 3/538 الطبعة الثامنة عشرة 1408 .

8- نزهة الفضلاء تهذيب سير أعلام النبلاء – محمد حسن موسى ص 1756 دار الأندلس جدة الطبعة الأولى 1411 .

9- الوقت عمار أو دمار – جاسم المطوع دار الدعوة الطبعة الأولى 1407 .