وداع

2022-10-05 - 1444/03/09

التعريف

ودع: الوداع [الودع]: الترك. (ما ودعك): ما تركك، ومنه الوداع [تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب المؤلف: أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان أثير الدين الأندلسي (المتوفى: 745هـ) المحقق: سمير المجذوب الناشر: المكتب الإسلامي الطبعة: الأولى، 1403هـ - 1983م (1/319) ] .

العناصر

1- استحباب التوديع للمسافر .

2- كيفية الوداع .

3- الدعاء عند الوداع وما يقال عند وداع المسافر.

4- هل يجب توديع كل الأحباب و الأقارب حين الذهاب إلى الحج أو الاقتصار على الأقرب؟

الايات

- قَالَ الله تَعَالَى: (وَوَصَّى بِهَا إبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * ...) الآية [البقرة:132-133].

الاحاديث

1- حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه قَالَ: قَامَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فِينَا خَطِيباً، فَحَمِدَ الله، وَأثْنَى عَلَيْهِ، وَوَعَظَ وَذَكَّرَ، ثُمَّ قَالَ: (أمَّا بَعْدُ، ألاَ أيُّهَا النَّاسُ، إنَّمَا أنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أنْ يَأتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ، وَأنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ، أوَّلَهُمَا: كِتَابُ اللهِ، فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ، فَخُذُوا بِكِتَابِ اللهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ)، فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللهِ، وَرَغَّبَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: (وَأَهْلُ بَيْتِي، أذَكِّرُكُمُ اللهَ في أهْلِ بَيْتِي) رواه مسلم، وَقَدْ سَبَقَ بِطُولِهِ.
2- عن أَبي سليمان مالِك بن الحُوَيْرِثِ رضي الله عنه، قَالَ: أَتَيْنَا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وَنَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقَارِبُونَ، فَأقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً، وَكَانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رَحِيماً رَفيقاً، فَظَنَّ أنّا قد اشْتَقْنَا أهْلَنَا، فَسَألَنَا عَمَّنْ تَرَكْنَا مِنْ أهْلِنَا، فَأخْبَرْنَاهُ، فَقَالَ: (ارْجِعُوا إِلَى أهْلِيكُمْ، فَأقِيمُوا فِيهمْ، وَعَلِّمُوهُم وَمُرُوهُمْ، وَصَلُّوا صَلاَةَ كَذَا فِي حِيْنِ كَذَا، وَصَلُّوا كَذَا في حِيْنِ كَذَا، فَإذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أحَدُكُمْ وَلْيَؤُمَّكُمْ أكْبَرُكُمْ) متفقٌ عَلَيْهِ.
زاد البخاري في رواية لَهُ: (وَصَلُّوا كَمَا رَأيْتُمُونِي أُصَلِّي).
وَقَوْلُه: (رحِيماً رَفِيقاً) رُوِيَ بِفاءٍ وقافٍ، وَرُوِيَ بقافينِ.
3- عن عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه، قَالَ: اسْتأذَنْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم في العُمْرَةِ، فَأذِنَ، وقال: (لاَ تَنْسَانَا يَا أُخَيَّ مِنْ دُعَائِكَ) فقالَ كَلِمَةً ما يَسُرُّنِي أنَّ لِي بِهَا الدُّنْيَا.
وفي رواية قَالَ: (أشْرِكْنَا يَا أُخَيَّ في دُعَائِكَ) رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
4- عن سالم بنِ عبدِ الله بنِ عمر: أنَّ عبدَ اللهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما، كَانَ يَقُولُ للرَّجُلِ إِذَا أرَادَ سَفَراً: ادْنُ مِنِّي حَتَّى أُوَدِّعَكَ كَمَا كَانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُوَدِّعُنَا، فَيَقُولُ: (أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ، وَأمَانَتَكَ، وَخَواتِيمَ عَمَلِكَ) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
5- عن عبدِ الله بن يزيدَ الخطْمِيِّ الصحابيِّ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا أرَادَ أنْ يُوَدِّعَ الجَيشَ، قَالَ: (أسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكُمْ، وَأمَانَتَكُمْ، وَخَواتِيمَ أعْمَالِكُمْ) حديث صحيح، رواه أَبُو داود وغيره بإسناد صحيح.
6- عن أنسٍ رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النبي صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رسولَ الله، إنّي أُرِيدُ سَفَراً، فَزَوِّدْنِي، فَقَالَ: (زَوَّدَكَ الله التَّقْوَى) قَالَ: زِدْنِي قَالَ: (وَغَفَرَ ذَنْبَكَ) قَالَ: زِدْنِي، قَالَ: (وَيَسَّرَ لَكَ الْخَيْرَ حَيْثُمَا كُنْتَ) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.

الاثار

1- قال لقمان رحمه: " إن الله -عز وجل- إذا استودع شيئاً حفظه " إحياء علوم الدين.
2- قال الطيبي: " قوله: (أستودع الله): هو طلب حفظ الوديعة. وفيه نوع مشاكلة للتوديع، وجعل دينه وأمانته من الودائع؛ لأن السفر يصيب الإنسان فيه المشقة والخوف فيكون ذلك سبباً لإهمال بعض أمور الدين فدعا له صلى الله عليه وسلم بالمعونة والتوفيق، ولا يخلو الرجل في سفره ذلك من الاشتغال بما يحتاج فيه إلى الأخذ والإعطاء والمعاشرة مع الناس فدعا له بحفظ الأمانة والاجتناب عن الخيانة، ثم إذا انقلب إلى أهله يكون مأمون العاقبة عما يسوءه في الدين والدنيا " مشكاة المصابيح للتبريزي.

القصص

1- قال عمرو بن دينار مودعاً أيوب: " لا جعله الله آخر العهد منك ".
2- بينما عمر رضي الله عنه يعرض الناس إذا هو برجل معه ابنه فقال له عمر: " ما رأيت غراباً بغراب أشبه بهذا منك " قال: أما والله يا أمير المؤمنين ما ولدته أمه إلا ميتة، فاستوى له عمر رضي الله عنه فقال: ويحك حدثني قال: " خرجت في غزاة وأمه حامل به فقالت: تخرج وتدعني على هذه الحالة حاملاً مثقلاً، فقلت: أستودع الله ما في بطنك قال: فغبت ثم قدمت فإذا بابي مغلق، فقلت: فلانة، فقالوا: ماتت فذهبت إلى قبرها فبكيت عنده، فلما كان من الليل قعدت مع بني عمي أتحدث، وليس يسترنا من البقيع شيء، فارتفعت لي نار بين القبور، فقلت : لبني عمي ما هذه النار؟ فتفرقوا عني، فأتيت أقربهم مني، فسألته فقال: نرى على قبر فلانة كل ليلة ناراً، فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، أما والله إن كانت لصوامة قوامة عفيفة مسلمة، انطلق بنا، فأخذت الفأس فإذا القبر منفرج، وهي جالسة، وهذا يدب حولها، ونادى مناد: ألا أيها المستودع ربه وديعته خذ وديعتك، أما والله لو استودعت أمه لوجدتها، فأخذته وعاد القبر كما كان فهو والله هذا يا أمير المؤمنين ".
3- عن أبي غالب ، وقزعة ، قالا : " شيعنا -أي خرجا معه عند رحيله إكراماً له- ابن عمر رضي الله عنهما، فقال: " ما عندي ما أعطيكما، ولكن أستودع الله دينكما، وأمانتكما، وخواتيم أعمالكما ".

الاشعار

الدراسات

متفرقات

1- قال الدكتور : عبدالله الفقيه فلا يجب على المرء أن يودع أحبابه ولا أقرباءه إذا أراد أو أرادوا الذهاب إلى الحج، وإنما يستحب للمسلم أن يودع أخاه المسلم في أي سفر أراده، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يودع أصحابه، وكان الصحابة رضي الله عنهم يودع بعضهم بعضاً، فقد أخرج أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد أن ابن عمر رضي الله عنهما قال لقزعة بن يحي البصري : هلم أودعك كما ودعني رسول الله صلى الله عليه وسلم، أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك. وفي رواية أبي داود قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يستودع الجيش، قال: أستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم. فهذه الأحاديث تدل على استحباب وداع المسافر ولم نجد من يوجب ذلك، ولا يفرق بين الحج وغيره من الأسفار والله أعلم [مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه (6/4875) ] .

 

2- قال الشيخ علي بن نايف الشحود: من الحالات التي يجوز فيها التقبيل وبالأحرى المعانقة والالتزام عند وداع المسافر وعند استقباله. فيجوز للرجال أن يفعلوا ذلك بالرجال، وبمحارمهم من النسب، وكذلك يجوز للنساء أن يفعلن ذلك مع النساء وبمحارمهن من النسب [موسوعة الخطب والدروس جمعها ورتبها الشيخ علي بن نايف الشحود (9/349) ] .

 

3- قال ابن أبي زيد: (قيل لمالك: أرأيت من قدم من سفر فتلقاه ابنته أوأخته فتقبله؟ قال: لا بأس بذلك؛ وقال أيضاً: لا بأس أن يقبل خد ابنته؛ قيل: أفترى أن تقبله ختنته، أوتعانقه وهي متجالة؟ فكره ذلك.. وكره معانقة الرجل للرجل. وقال مالك: لا بأس أن يقبل الرجلُ خد ابنته إذا قدم من سفره [موسوعة الخطب والدروس جمعها ورتبها الشيخ علي بن نايف الشحود (9/342) ] .

التحليلات

الإحالات

1- ديوان محمد العيد آل خليفة المؤلف: محمد العيد بن محمد علي خليفة (المتوفى: 1399هـ) الناشر: دار الهدى، عين مليلة – الجزائر عام النشر: 2010 (1/178) .

2- الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري المؤلف: أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي (ت 370 هـ) المجلد الأول والثاني: تحقيق/ السيد أحمد صقر الناشر: دار المعارف - الطبعة الرابعة [سلسلة ذخائر العرب (25)] المجلد الثالث: تحقيق / د. عبد الله المحارب (رسالة دكتوراه) [قال المحقق في آخره: الكتاب لا يزال ناقصا .. ولعل الله يمن بالعثور على نسخة كاملة لهذا الكتاب النفيس ..] الناشر: مكتبة الخانجي - الطبعة الأولى، 1994 م (2/38) .

3- الدعاء للطبراني المؤلف : سليمان بن أحمد الطبراني أبو القاسم [260 - 360] المحقق : مصطفى عبد القادر عطا الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة : الأولى ، 1413 (1/259) .

4- دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين لـ ابن علان الصديقى (1/123) .

5- الاختيار لتعليل المختار المؤلف : عبد الله بن محمود بن مودود الموصلي الحنفي دار النشر : دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان - 1426 هـ - 2005 م الطبعة : الثالثة تحقيق : عبد اللطيف محمد عبد الرحمن - كتاب الوديعة (3/27) .

6- الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى المؤلف : أبو العباس أحمد بن خالد بن محمد الناصري سنة الولادة 2/ذو الحجة/ 1250هـ /1835م/ سنة الوفاة تحقيق : جعفر الناصري/ محمد الناصري الناشر : دار الكتابة سنة النشر : 1418هـ/ 1997م مكان النشر : الدار البيضاء (5/131) .

7- موسوعة الخطب والدروس جمعها ورتبها الشيخ علي بن نايف الشحود (9/342) .

8- موسوعة الدين النصيحة 1-5 قام بجمعها وترتيبها الباحث في القرآن والسنة علي بن نايف الشحود (1/343) .

9- قرة العين بفتاوى علماء الحرمين المؤلف: حسين بن إبراهيم المغربي أصلاً المصري ولادة ومنشأ، الأزهري طالباً، المكي جواراً ومهاجراً المالكي مذهبا (المتوفى: 1292هـ) الناشر: المكتبة التجارية الكبرى بمصر الطبعة: الأولى، 1356 هـ - 1937 م (1/58) .