هجر القرآن

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

الهجر لغة:

مصدر قولهم: هجر الشّيء يهجره، وهو مأخوذ من مادّة (هـ ج ر) الّتي تدلّ على القطيعة، ومن هذا: الهجر ضدّ الوصل وكذلك الهجران، وهاجر القوم من دار إلى دار، تركوا الأولى للثّانية كما فعل المهاجرون حين هاجروا من مكّة إلى المدينة، وتهجّر الرّجل وتمهجر: أي تشبّه بالمهاجرين، ومن الباب الهجر بمعنى الهذيان، والهجر أيضا الإفحاش في المنطق والخنا.ورماه بالهاجرات، وهي الفضائح، وسمّي هذا كلّه (هجرا) لأنّه من المهجور الّذي لا خير فيه [انظر المقاييس (6/ 34 ،35) ] . وأهجرت بالرّجل: استهزأت به. وقلت فيه قولا قبيحا.

وقال ابن منظور: يقال: هجره يهجره هجرا وهجرانا: صرمه. وهما يهتجران ويتهاجران والاسم الهجرة: والتّهاجر: التّقاطع. وهجر الشّيء وأهجره: تركه. والهجر: الاسم من الإهجار. يقال هجر المريض يهجر هجرا بالضّمّ فهو هاجر والكلام مهجور. قال أبو عبيد: يروى عن إبراهيم النّخعيّ ما يثبت هذا القول في قوله تعالى: (إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) [الفرقان: 30]. قال: قالوا فيه غير الحقّ. ألم تر إلى المريض إذا هجر قال غير الحقّ، وعن مجاهد نحوه. والهجر: الكلام المهجور لقبحه.وأهجر فلان: إذا أتى بهجر من الكلام عن قصد. وهجر المريض: إذا أتى بذلك من غير قصد. [لسان العرب لابن منظور (5/ 250- 252) ] .

وقال ابن الأثير: وفي الحديث «لا هجرة بعد ثلاث» يريد به الهجر ضدّ الوصل، يعني فيما يكون بين المسلمين من عتب وموجدة، أو تقصير يقع في حدود العشرة والصّحبة، دون ما كان من ذلك في جانب الدّين، فإنّ هجرة أهل الأهواء والبدع دائمة على مرّ الأوقات ما لم تظهر منهم التّوبة، والرّجوع إلى الحقّ، يقال: هجرت الشّيء إذا تركته وأغفلته، وقول اللّه تعالى: (وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ) [النساء: 34] أي في المنام توصّلا إلى طاعتهنّ [النهاية (5: 244) ]، وقال القرطبيّ في تفسير هذه الآية: قيل الهجر في المضاجع ألّا يضاجعها ويولّيها ظهره ولا يجامعها، وقيل: جنّبوا مضاجعهنّ، أي أبعدوها من الهجران وهو البعد. وقيل: واهجروهنّ مأخوذ من الهجر وهو القبيح من الكلام، أي غلّظوا عليهنّ في القول، وقيل غير ذلك وهذا الهجر غايته عند العلماء شهر.[ تفسير القرطبى (5/ 112) ] .

واصطلاحا:

قال المناويّ: الهجر والهجران: مفارقة الإنسان غيره. إمّا بالبدن. أو اللّسان. أو القلب [التوقيف على مهمات التعاريف (242) ] .

وقال الكفويّ: الهجر بالفتح: التّرك والقطيعة. [الكليات (961) ] .

هجر القرآن اصطلاحا:

لم تذكر كتب المصطلحات «هجر القرآن» مصطلحا ويمكن فى ضوء ما أوردته كتب الّلغة وما ذكره المفسّرون أنّ هجر القرآن له جانبان:

أحدهما يتعلّق بالقرآن دون أخذ له، وهذا صنيع الكفّار والمنافقين، والآخر يتعلّق به بعد الإقرار بأنّه كلام اللّه الّذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهذا صنيع بعض المسلمين الّذين لا يقرأون القرآن، أو يقرأونه لا يجاوز حناجرهم، فلا يعملون به، ومن هؤلاء صنف يحفظ القرآن أو شيئا منه ثمّ يهجر القراءة حتّى ينسى ما قد يكون حفظه منه. وعلى ذلك فإنّ هجر القرآن: هو الإعراض عنه أو اللّغو فيه والقول فيه بغير الحقّ- كالزّعم بأنّه سحر أو شعر ونحو ذلك من سيّىء القول- وترك تلاوته أو العمل به أو نسيانه بعد الحفظ.

 

العناصر

1- الوعيد على هجر القرآن سلوكاً وعملاً .

 

 

2- شكوى النبي صلى الله عليه وسلم من هجر القرآن العظيم .

 

 

3- انشغال الناس اليوم عن القرآن وخطورة ذلك .

 

 

4- مظاهر هجر القرآن .

 

 

5- حكم هجر القرآن .

 

 

6- أنواع هجر القرآن والحرج منه .

 

 

7- هجر القرآن وعدم قراءته بحضور قلب وخشوع وتدبر سبب من أسباب قسوة القلوب .

 

 

8- هجر القرآن سبب من أسباب عذاب القبر .

 

 

9- توجيهات ونصائح لمن هجر القرآن .

 

 

10- حال الصحابة مع القرآن

 

الايات

1- قوله تعالى: (حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ * لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ * قَدْ كانَتْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ * مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ * أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جاءَهُمْ ما لَمْ يَأْتِ آباءَهُمُ الْأَوَّلِينَ * أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ * أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ * وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْناهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ * أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ * وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) [المؤمنون: 64- 74] .

 

 

2- قوله تعالى: (وَقالَ الرَّسُولُ يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً * وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفى بِرَبِّكَ هادِياً وَنَصِيراً * وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلًا) [الفرقان: 30- 32] .

 

 

3- قوله تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى) [طه: 124] .

 

 

4- قوله تعالى: (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) [فصلت: 26] .

 

الاحاديث

1- عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم: «إنّ الّذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب» [أحمد (1947)، والترمذي (2913) واللفظ له، وقال: حسن صحيح، والحاكم (1/ 544)، وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح (3/ 290)، والترغيب والترهيب (2/ 359) ] .

 

 

2- عن عمران بن حصين- رضي اللّه عنهما- أنّه مرّ على قاصّ يقرأ، ثمّ سأل، فاسترجع ثمّ قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم يقول: «من قرأ القرآن، فليسأل اللّه به، فإنّه سيجيء أقوام يقرؤون القرآن يسألون به النّاس» [أخرجه الترمذي (2917)، وقال: حديث حسن، ينظر في الصحيحة (257) وأورده السيوطي في الجامع الصغير وحسن إسناده الشيخ الألباني (6343) ] .

 

 

3- عن زيد بن وهب الجهنيّ، أنّه كان في الجيش الّذين كانوا مع عليّ- رضي اللّه عنه- الّذين ساروا إلى الخوارج. فقال عليّ- رضي اللّه عنه-: أيّها النّاس، إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم يقول: «يخرج قوم من أمّتي يقرؤون القرآن، ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء، يقرؤون القرآن يحسبون أنّه لهم وهو عليهم، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم  يمرقون من الإسلام كما يمرق السّهم من الرّميّة». لو يعلم الجيش الّذين يصيبونهم، ما قضي لهم على لسان نبيّهم صلّى اللّه عليه وسلّم، لا تّكلوا عن العمل، وآية ذلك أنّ فيهم رجلا له عضد، وليس له ذراع، على رأس عضده مثل حلمة الثّدي، عليه شعرات بيض، فتذهبون إلى معاوية وأهل الشّام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم، واللّه، إنّي لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم، فإنّهم قد سفكوا الدّم الحرام، وأغاروا في سرح النّاس، فسيروا على اسم اللّه. قال سلمة بن كهيل: فنزّلني زيد بن وهب منزلا  حتّى قال: مررنا على قنطرة، فلمّا التقينا وعلى الخوارج يومئذ عبد اللّه بن وهب الرّاسبيّ، فقال لهم: ألقوا الرّماح، وسلّوا سيوفكم من جفونها ، فإنّي أخاف أن يناشدوكم  كما ناشدوكم يوم حروراء، فرجعوا فوحّشوا برماحهم  وسلّوا السّيوف، وشجرهم النّاس برماحهم. قال: وقتل بعضهم على بعض، وما أصيب من النّاس يومئذ إلّا رجلان، فقال عليّ- رضي اللّه عنه-: التمسوا فيهم المخدج، فالتمسوه فلم يجدوه، فقام عليّ- رضي اللّه عنه- بنفسه حتّى أتى ناسا قد قتل بعضهم على بعض. قال: أخّروهم، فوجدوه ممّا يلي الأرض. فكبّر. ثمّ قال: صدق اللّه، وبلّغ رسوله. قال: فقام إليه عبيدة السّلمانيّ. فقال: يا أمير المؤمنين، واللّه الّذي لا إله إلّا هو، لسمعت هذا الحديث من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم؟ فقال: إي واللّه الّذي لا إله إلّا هو، حتّى استحلفه ثلاثا  وهو يحلف له. [مسلم (1066)، وقد أورده البخاري مختصرا (8/ 5058) من رواية أبي سعيد] .

 

 

4- عن أبي سعيد الخدريّ- رضي اللّه عنه- قال: بعث عليّ بن أبي طالب- رضي اللّه عنه- إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم من اليمن بذهيبة في أديم مقروظ لم تحصّل من ترابها، قال: فقسمها بين أربعة نفر بين عيينة بن بدر، وأقرع بن حابس، وزيد الخيل، والرّابع إمّا علقمة، وإمّا عامر بن الطّفيل. فقال رجل من أصحابه: كنّا نحن أحقّ بهذا من هؤلاء قال: فبلغ ذلك النّبيّ صلى اللّه عليه وسلّم فقال: «ألا تأمنوني وأنا أمين من في السّماء، يأتيني خبر السّماء صباحا ومساء؟». قال: فقام رجل غائر العينين، مشرف الوجنتين، ناشز الجبهة، كثّ اللّحية، محلوق الرّأس، مشمّر الإزار. فقال: يا رسول اللّه، اتّق اللّه. قال: «ويلك أولست أحقّ أهل الأرض أن يتّقي اللّه؟» قال: ثمّ ولّى الرّجل. قال خالد بن الوليد: يا رسول اللّه، ألا أضرب عنقه؟ قال: «لا. لعلّه أن يكون يصلّي»، فقال خالد: وكم من مصلّ يقول بلسانه ما ليس في قلبه. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم: «إنّي لم أومر أن أنقّب قلوب النّاس. ولا أشقّ بطونهم» قال: ثمّ نظر إليه وهو مقفّ فقال: «إنّه يخرج من ضئضىء هذا قوم يتلون كتاب اللّه رطبا لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّميّة» وأظنّه قال: لئن أدركتهم لأقتلنّهم قتل ثمود» [البخاري. الفتح 7 (4351) واللفظ له، ومسلم (1064) ] .

 

 

5- عن سليمان بن يسار قال: تفرّق النّاس عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- فقال له ناتل أهل الشّام: أيّها الشّيخ، حدّثنا حديثا سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم. قال: نعم، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم يقول: «إنّ أوّل النّاس يقضى يوم القيامة عليه، رجل استشهد، فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتّى استشهدت. قال: كذبت، ولكنّك قاتلت لأن يقال جريء، فقد قيل. ثمّ أمر به فسحب على وجهه حتّى ألقي في النّار. ورجل تعلّم العلم وعلّمه وقرأ القرآن، فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟، قال: تعلّمت العلم وعلّمته وقرأت فيك القرآن. قال: كذبت، ولكنّك تعلّمت العلم ليقال عالم، وقرأت القرآن ليقال هو قارىء، فقد قيل ثمّ أمر به فسحب على وجهه حتّى ألقي في النّار. ورجل وسّع اللّه عليه وأعطاه من أصناف المال كلّه، فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحبّ أن ينفق فيها إلّا أنفقت فيها لك. قال: كذبت، ولكنّك فعلت ليقال هو جواد. فقد قيل، ثمّ أمر به فسحب على وجهه ثمّ ألقي في النّار»[مسلم (1905) ] .

 

 

6- عن سهل بن سعد السّاعديّ- رضي اللّه عنه- قال: خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم ونحن نقترأ، فقال: «الحمد للّه، كتاب اللّه واحد، وفيكم الأحمر، وفيكم الأبيض، وفيكم الأسود، اقرؤوه قبل أن يقرأه أقوام يقيمونه كما يقّوّم السّهم، يتعجّل أجره ولا يتأجّله»[ أبو داود (831) واللفظ له، وقال الألباني (1/ 157): حسن صحيح، ونحوه عند الترمذي (2917)، وقال الهيثمي في المجمع: رجاله ثقات] .

 

 

7- عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- قال: دخل النّبيّ صلى اللّه عليه وسلّم المسجد فإذا فيه قوم يقرؤون القرآن قال: «اقرؤوا القرآن وابتغوا به اللّه- عزّ وجلّ- من قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح يتعجّلونه ولا يتأجّلونه»[أحمد (3/ 357) واللفظ له، وقال عنه: سنده حسن وحسنه الألباني في صحيح الجامع وفي الصحيحة (259)، والآجري في أخلاق أهل القرآن (93)، وقال محققه: رجال هذا السند رجال مسلم غير ابن علوية وهو ثقة] .

 

 

8- عن أبي موسى الأشعري- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم: «مثل المؤمن الّذي يقرأ القرآن مثل الأترجّة ، ريحها طيّب، وطعمها طيّب، ومثل المؤمن الّذي لا يقرأ القرآن، مثل التّمرة، لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الّذي يقرأ القرآن مثل الرّيحانة، ريحها طيّب، وطعمها مرّ، ومثل المنافق الّذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة، ليس لها ريح وطعمها مرّ» [البخاري. الفتح 8 (5020)، ومسلم (797) واللفظ له] .

 

الاثار

1- عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: «إنّ أصغر البيوت بيت ليس فيه من كتاب اللّه شيء، فاقرؤوا القرآن فإنّكم تؤجرون عليه. بكلّ حرف عشر حسنات، أما إنّي لا أقول الم، ولكنّي أقول ألف، ولام، وميم»[رواه المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 359)، وقال: رواه الحاكم موقوفا (1/ 566) ومرفوعا واللفظ له، ووافقه الذهبي وقال: رفعه بعضهم، وقال الألباني حسن لغيره موقوف] .

 

 

2- عن عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- قال: لقد أتى علينا حين وما نرى أنّ أحدا يتعلّم القرآن يريد به إلّا اللّه، فلمّا كان هاهنا بأخرة. خشيت أنّ رجالا يتعلّمونه يريدون به النّاس وما عندهم، فأريدوا اللّه بقراءتكم وأعمالكم، وإنّا كنّا نعرفكم إذ فينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم، وإذ ينزل الوحي، وإذ ينبّئنا اللّه من أخباركم، فأمّا اليوم فقد مضى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم وانقطع الوحي، وإنّما أعرّفكم بما أقول، من أعلن خيرا حببناه عليه وظننّا به خيرا، ومن أظهر شرّا بغضناه عليه وظننّا به شرّا، سرائركم فيما بينكم وبين اللّه- عزّ وجلّ-. [أخلاق أهل القرآن للآجري (90) ] .

 

 

3- عن عليّ- رضي اللّه عنه- قال: من النّاس من يؤتى الإيمان ولا يؤتى القرآن، ومنهم من يؤتى القرآن ولا يؤتى الإيمان، ومنهم من يؤتى القرآن والإيمان، ومنهم من لا يؤتى القرآن ولا الإيمان، ثمّ ضرب لهم مثلا، قال: فأمّا من أوتي الإيمان ولم يؤت القرآن فمثله مثل التّمرة حلوة الطّعم لا ريح لها، وأمّا مثل الّذي أوتي القرآن، ولم يؤت الإيمان فمثل الآسة، طيّبة الرّيح مرّة الطّعم، وأما الّذي أوتي القرآن والإيمان فمثل الأترجّة طيّبة الرّيح حلوة الطّعم، وأمّا الّذي لم يؤت القرآن ولا الإيمان، فمثل الحنظلة مرّة الطّعم لا ريح لها. [الدارمي (3362) ] .

 

 

4- عن ابن عمر- رضي اللّه عنهما- قال: لقد عشت برهة من دهري وإنّ أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السّورة على محمّد صلى اللّه عليه وسلّم فيتعلّم حلالها وحرامها. وما ينبغي أن يقف عنده منها كما تعلّمون أنتم القرآن، ثمّ لقد رأيت رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب إلى خاتمته، ما يدري ما آمره ولا زاجره، وما ينبغي أن يقف عنده منه، ينثره نثر الدّقل. [الهيثمي في المجمع (1/ 165)، وقال: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح ] .

 

 

5- عن إياس بن عمر يقول: أخذ عليّ بن أبي طالب بيدي ثمّ قال: إنّك إن بقيت سيقرأ القرآن ثلاثة أصناف: فصنف للّه، وصنف للجدال، وصنف للدّنيا، ومن طلب به أدرك. [الدارمي (3329) ] .

 

 

6- عن معاذ بن جبل- رضي اللّه عنه- قال: سيبلى القرآن في صدور أقوام كما يبلى الثّوب فيتهافت، يقرءونه لا يجدون له شهوة ولا لذّة، يلبسون جلود الضّأن على قلوب الذّئاب، أعمالهم طمع لا يخالطه خوف، إن قصّروا قالوا: سنبلغ، وإن أساءوا قالوا: سيغفر لنا. إنّا لا نشرك باللّه شيئا. [الدارمي (3346) ] .

 

 

7- عن أبي كنانة عن أبي موسى الأشعريّ رضي اللّه عنه- أنّه جمع الّذين قرأوا القرآن فإذا هم قريب من ثلاثمائة فعظّم القرآن وقال: إنّ هذا القرآن كائن لكم أجرا، وكائن عليكم وزرا، فاتّبعوا القرآن ولا يتّبعنّكم القرآن، فإنّه من اتّبع القرآن هبط به على رياض الجنّة، ومن تبعه القرآن زخّ في قفاه فقذفه في النّار.[الدارمي (3328) ومسدد في مسنده، كما في المطالب العالية (3/ 297)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 257)، وقال محقق أخلاق أهل القرآن (41): سنده صحيح] .

 

 

8- عن أبي سعيد الخدريّ- رضي اللّه عنه- قال: يكون خلف بعد سنين أضاعوا الصّلاة واتّبعوا الشّهوات فسوف يلقون غيّا، ثمّ يكون خلف يقرأون القرآن لا يعدو تراقيهم، ويقرأ القرآن ثلاثة: مؤمن ومنافق وفاجر، فقال بشير: فقلت للوليد: ما هؤلاء الثّلاثة؟. فقال: المنافق كافر به، والفاجر يتأكّل به، والمؤمن يعمل به.[أخلاق أهل القرآن (106) ] .

 

 

9- عن قتادة- رضي اللّه عنه- في قول اللّه عزّ وجلّ-: (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ) [الأعراف: 58]، قال: البلد الطّيّب: المؤمن سمع كتاب اللّه فوعاه فأخذ به فانتفع به، كمثل هذه الأرض أصابها الغيث فأنبتت وأمرعت. وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً عسرا، مثل الكافر قد سمع القرآن فلم يعقله، ولم يأخذ به، ولم ينتفع به، كمثل هذه الأرض الخبيثة أصابها الغيث فلم تنبت شيئا ولا تمرع شيئا. [قال محقق أخلاق أهل القرآن للآجري (156): رجاله كلهم ثقات] .

 

 

10- عن الحسن قال: إنّ هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله ولم يتأوّلوا الأمر مزاولة. قال اللّه- عزّ وجلّ-: (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ) [ص: 29] وما تدبّر آياته إلّا اتّباعه واللّه يعلم، وأما واللّه ما هو بحفظ حروفه، وإضاعة حدوده حتّى إنّ أحدهم ليقول: قد قرأت القرآن كلّه فما أسقطت منه حرفا، وقد واللّه أسقطه كلّه، ما يرى له القرآن في خلق ولا عمل حتّى إنّ أحدهم ليقول: إنّي لأقرأ السّورة في نفس واحد واللّه ما هؤلاء ما هؤلاء بالقرّاء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الورعة متى كانت القرّاء تقول مثل هذا؟ لا أكثر اللّه في النّاس مثل هؤلاء. [الآجري في أخلاق أهل القرآن (101)، وقال محققه: رواه ابن المبارك وهو حديث حسن] .

 

القصص

الاشعار

الدراسات

متفرقات

التحليلات

الإحالات