هجاء

2022-10-12 - 1444/03/16

التعريف

الهجاء لغة:

الهجاء: خلاف المدح، يقال هجوته هجوا وهجاء وتهجاء، قال الشّاعر:

دعي عنك تهجاء الرّجال وأقبلي وهجاه هجوا وهجاء، شتمه بالشّعر، وعدّد فيه معائبه. قال اللّيث: هو الوقيعة في الأشعار. وأنشد القالي:

وكلّ جراحة توسى فتبرا *** ولا يبرا إذا جرح الهجاء

ويقال: هجا فلان فلانا: شتمه وسبّه وعابه، والمرأة تهجو زوجها، أي تذمّه وتشكو صحبته، ويقال: بينهم أهجوّة وأهجيّة يتهاجون بها، وهاجيت فلانا: هجوته وهجاني [انظر الصحاح (6/ 2533)، التاج (20/ 326)، النهاية (5/ 248)، ولسان العرب (6/ 4627) ] .

الهجاء اصطلاحا:

ما وصف به الإنسان من الأخلاق الذّميمة شعرا. وقال بعضهم: الهجاء: نزع الصّفات الحميدة عن المهجوّ ووصمه بأضدادها مثل ضعة الأصل، وقلّة عدد القبيل، وبالجبن، والبخل  [تاريخ الأدب العربي لعمر فروخ (1/ 83)] .

 

العناصر

1- موقف الإسلام من الشِّعْر .

 

 

2- دوافع الهجاء والفحش .

 

 

3- جواز الهجاء للمشركين .

 

 

4- حرمة إنشاد الأشعار الماجنة أوالتي فيها هجاء .

 

 

5- تعاون الكفار على اختلاف مللهم في كيدهم للإسلام .

 

 

6- مواقف كعب بن الأشرف من الإسلام والنبي .

 

 

7- استقبال النبي لأصحابه بعد قتلهم كعب بن الأشرف .

 

 

8- دفاع الله تعالى عن صحابة النبي .

 

 

9- صور لكفاية الله تعالى لنبيه .

 

الاحاديث

1- عن عائشة- رضي اللّه عنها- أنّها قالت قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم: «إنّ أعظم النّاس فرية لرجل هاجى رجلا فهجا القبيلة بأسرها، ورجل انتفى من أبيه، وزنّى أمّه. [ابن ماجة (3761) واللفظ له وقال في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات. الأدب المفرد للبخاري نحوه (302) برقم (874)، وقال الحافظ في الفتح: سنده حسن (10/ 555)، وذكره الألباني في الصحيحة وقال: إسناد البخاري في الأدب: صحيح وعزاه لابن حبان (2014)، (2/ 402) برقم (763) وكذا ذكره في صحيح الجامع (2/ 50) رقم (1565) ] .

 

 

2- عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم قال: «اهجوا قريشا فإنّه أشدّ عليها من رشق بالنّبل»، فأرسل إلى ابن أبي رواحة فقال: «اهجهم» فهجاهم فلم يرض، فأرسل إلى كعب بن مالك، ثمّ أرسل إلى حسّان بن ثابت، فلمّا دخل عليه قال حسّان: قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضّارب بذنبه، ثمّ أدلع لسانه فجعل يحرّكه فقال: والّذي بعثك بالحقّ لأفرينّهم بلساني فري الأديم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم: «لا تعجل، فإنّ أبا بكر أعلم قريش بأنسابها، وإنّ لي فيهم نسبا، حتّى يلخّص لك نسبي» فأتاه حسّان ثمّ رجع فقال: يا رسول اللّه، قد لخّص لي نسبك، والّذي بعثك بالحقّ لأسلّنّك منهم كما تسلّ الشّعرة من العجين. قالت عائشة: فسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم يقول لحسّان: «إنّ روح القدس لا يزال يؤيّدك، ما نافحت عن اللّه ورسوله». وقالت: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم يقول: «هجاهم حسّان فشفى واشتفى» قال حسّان:

هجوت محمّدا فأجبت عنه *** وعند اللّه في ذاك الجزاء

 

هجوت محمّدا برّا تقيّا *** رسول اللّه شيمته الوفاء

 

فإنّ أبي ووالده وعرضي *** لعرض محمّد منكم وقاء

 

ثكلت بنيّتي إن لم تروها *** تثير النّقع من كنفي كداء

 

يبارين الأعنّة مصعدات *** على أكتافها الأسل الظّماء

 

تظلّ جيادنا متمطّرات *** تلطّمهنّ بالخمر النّساء

 

فإن أعرضتمو عنّا اعتمرنا *** وكان الفتح وانكشف الغطاء

 

وإلّا فاصبروا لضراب يوم *** يعزّ اللّه فيه من يشاء

 

وقال اللّه: قد أرسلت عبدا *** يقول الحقّ ليس به خفاء

 

وقال اللّه: قد يسّرت جندا *** هم الأنصار عرضتها اللّقاء

 

لنا في كلّ يوم من معدّ *** سباب أو قتال أو هجاء

 

فمن يهجو رسول اللّه منكم *** ويمدحه وينصره سواء

 

وجبريل رسول اللّه فينا *** وروح القدس ليس له كفاء

 

[البخاري- الفتح 6 (3531)، مسلم (2490) واللفظ له] .

 

 

3- عن عمّار بن ياسر- رضي اللّه عنهما- أنّه قال: لمّا هجانا المشركون شكونا ذلك إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: «قولوا لهم كما يقولون لكم»، قال: فلقد رأيتنا نعلّمه إماء أهل المدينة. [أحمد (4/ 263) واللفظ له. وذكره الهيثمي في المجمع وقال: رواه أحمد والبزار بنحوه والطبراني فى " الكبير " (ج12/رقم 13433) ورجالهم ثقات (8/ 123- 124) ] وانظر فتح الباري (10/546) ] .

 

 

4- عن عائشة- رضي اللّه عنها- أنّها قالت: استأذن رجل على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم فقال: «بئس أخو العشيرة أو ابن العشيرة» فلمّا دخل ألان له الكلام، قلت: يا رسول اللّه، قلت الّذي قلت له ثمّ ألنت له الكلام. قال: «أي عائشة، إنّ شرّ النّاس من تركه النّاس أو ودعه النّاس اتّقاء فحشه» [البخاري- الفتح 10 (6054) واللفظ له، مسلم (2591) ] .

 

 

5- عن عياض بن حمار المجاشعيّ، أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم قال ذات يوم في خطبته: «ألا إنّ ربّي أمرني أن أعلّمكم ما جهلتم ممّا علّمني، يومي هذا ...إلى أن قال:- وأهل النّار خمسة: الضّعيف الّذي لا زبر له، الّذين هم فيكم تبعا، لا يتبعون  أهلا ولا مالا، والخائن الّذي لا يخفى له طمع وإن دقّ إلّا خانه، ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك» وذكر البخل أو الكذب «والشّنظير الفحّاش» [مسلم (2865) ] .

 

 

6- عن جابر بن سمرة- رضي اللّه عنهما- قال: كنت جالسا عند النّبيّ صلى اللّه عليه وسلّم وأبي أمامي فقال النّبيّ صلى اللّه عليه وسلّم: «إنّ الفحش والتّفاحش ليسا من الإسلام في شيء، وإنّ أحسن النّاس إسلاما أحاسنهم أخلاقا» [أحمد (5/ 99) وقال العراقي في تخريج الإحياء: أخرجه أحمد وابن أبي الدنيا بإسناد صحيح، الإحياء (3/ 131) الريان واللفظ له] .

 

 

7- عن عقبة بن عامر- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم: «إنّ أنسابكم هذه ليست بسباب على أحد وإنّما أنتم ولد آدم، طفّ الصّاع لم تملؤوه. ليس لأحد فضل إلّا بالدّين أو عمل صالح.

حسب الرّجل أن يكون فاحشا بذيّا بخيلا جبانا» [أحمد (4/ 145) واللفظ له، والبيهقي في الشعب (5/ 286)/ 6677، وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني فيه ابن لهيعة. بقية رجاله وثقوا (8/ 84) وقال شعيب الأرناؤوط إسناده حسن لأنه من رواية قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة وروايته عنه صالحة] .

 

 

8- عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم: « (إيّاكم والفحش، فإنّ اللّه تعالى لا يحبّ الفحش ولا التّفحّش» [قال العراقي في تخريج الإحياء: رواه النسائي في الكبرى، الإحياء (3/ 130) ط. الريان واللفظ له كما رواه ابن حبان من حديث أبي هريرة. والحديث عند الحاكم من حديث أبي هريرة بلفظ «إياكم والفحش والتفحش فإن اللّه لا يحب الفاحش المتفحش، وإياكم والظلم فإنه هو الظلمات يوم القيامة، وإياكم والشح فإنه دعا من قبلكم فسفكوا دماءهم ودعا من قبلكم فقطعوا أرحامهم ودعا من قبلكم فاستحلوا حرماتهم» الحاكم (1/ 12) وهذه الرواية صححها الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2603) ] .

 

 

9- عن أبي الدّرداء- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم: «إنّ اللّعّانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة» [مسلم (2598) ] .

 

 

10- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم قال: «أتدرون ما المفلس؟» قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: «إنّ المفلس من أمّتي، يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم، فطرحت عليه، ثمّ طرح في النّار» [مسلم (2581) ] .

 

الاثار

1- قال ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما-: إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك فاذكر عيوب نفسك. [الأدب المفرد للبخاري (121) رقم (328) ] .

 

 

2- قال عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه-: ألأم شيء في المؤمن الفحش.[روضة العقلاء (57) ] .

 

 

3- قال الأحنف بن قيس- رحمه اللّه تعالى-: ألا أخبركم بأدوأ الدّاء: اللّسان البذيء والخلق الدّنيء. [الإحياء (3/ 131) ط. الريان] .

 

 

4- قال أبو سلمة بن عبد الرّحمن- رحمه اللّه-: قذف المحصنات من الموجبات، ثمّ تلا قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) [النور: 23][ الصارم المسلول على شاتم الرسول لابن تيمية (50) ] .

 

 

5- عن سعيد بن عبد العزيز- رحمه اللّه- أنّه قال: رأى أبو الدّرداء- رضي اللّه عنه- امرأة سليطة اللّسان فقال: لو كانت هذه خرساء كان خيرا لها.[ كتاب الصمت لابن أبي الدنيا (254) ] .

 

 

6- قال الرّبيع بن خيثم- رحمه اللّه-: ما أنا براض عن نفسي فكيف أذمّ النّاس.[ مساوىء الأخلاق ومذمومها للخرائطي (32) ] .

 

 

7- قال إبراهيم بن ميسرة- رحمه اللّه-: يقال: يؤتى بالفاحش المتفحّش يوم القيامة في صورة كلب، أو في جوف كلب. [الإحياء (3/ 131) ط. الريان] .

 

الاشعار

1- قال الشّاعر:

 

انطق مصيبا لا تكن هذرا *** عيّابة ناطقا بالفحش والرّيب

 

 

وكن رزينا طويل الصّمت ذا فكر *** فإن نطقت فلا تكثر من الخطب

 

 

ولا تجب سائلا من غير تروية *** وبالّذي عنه لم تسأل فلا تجب

 

[حسن السمت في الصمت (47) ] .

 

2- قال بعض الشّعراء:

 

أحبّ مكارم الأخلاق جهدي *** وأكره أن أعيب وأن أعابا

 

 

وأصفح عن سباب النّاس حلما *** وشرّ النّاس من يهوى السّبابا

 

 

ومن هاب الرّجال تهيّبوه *** ومن حقر الرّجال فلن يهابا

 

[أدب الدنيا والدين (303) ] .

 

3- يقال: إنّ أهجى بيت قاله جرير:

 

فغضّ الطّرف إنّك من نمير *** فلا كعبا بلغت ولا كلابا


[أضواء البيان للشنقيطي (6/ 189) ] .

 

الإحالات

1- إضاءات على الاستشراق الروسي الدكتورة: فاطمة عبد الفتاح البريد الالكتروني: [email protected] E-mail : [email protected] موقع اتحاد الكتّاب العرب على شبكة الإنترنت

http://www.awu-dam.com (1/70) . 2- البلاغ المبين تأليف فضيلة الشيخ: عبد المجيد يوسف الشاذلي

http://www.alshazly.net/ (2/281) . 3- التوضيحات الجلية، لأبيات البردة المردية لفضيلة الشيخ: أبي أويس محمد بوخبزة الحسني (1/7) .

4- صب العذاب على من سب الأصحاب المؤلف : أبو المعالي محمود شكري بن عبد الله بن محمد بن أبي الثناء الألوسي (المتوفى : 1342هـ) مصدر الكتاب : موقع رسالة الإسلام http://www.resaltalislam.org (1/257) 

5- أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن المؤلف : محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (المتوفى : 1393هـ) الناشر : دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع بيروت – لبنان عام النشر : 1415 هـ - 1995 مـ (1/426) . 6- التفسير المنير فى العقيدة والشريعة والمنهج المؤلف : وهبة بن مصطفى الزحيلى الموضوع : فقهى و تحليلى القرن : الخامس عشر الناشر : دار الفكر المعاصر مكان الطبع : بيروت دمشق سنة الطبع : 1418 ق (19/256) .

7- تفسير القرطبي المؤلف: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (المتوفى: 671هـ) تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش الناشر: دار الكتب المصرية – القاهرة الطبعة: الثانية، 1384هـ - 1964 م (18/237) .

8- عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح المؤلف: أحمد بن علي بن عبد الكافي، أبو حامد، بهاء الدين السبكي (المتوفى: 773 هـ) المحقق: الدكتور عبد الحميد هنداوي الناشر: المكتبة العصرية للطباعة والنشر، بيروت – لبنان الطبعة: الأولى، 1423 هـ - 2003 م (2/312) .

9- الأدب المقارن كود المادة: GARB5523 المرحلة: ماجستير المؤلف: مناهج جامعة المدينة العالمية الناشر: جامعة المدينة العالمية (1/80) .

10- مجلة البحوث الإسلامية - مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد المؤلف: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد (2/233) .