نشاط

2022-10-08 - 1444/03/12

التعريف

النشاط لغة:

مصدر قولهم «نشط ينشط» وهو مأخوذ من مادّة (ن ش ط) الّتي تدلّ على اهتزاز وحركة وسمّيت الحالة الّتي ينشط فيها الإنسان ويخفّ للعمل ويسرع إليه نشاطا لما يصاحبها من الحركة والاهتزاز والتّفتّح، وسمّي الثّور ناشطا لأنّه ينشط من بلد إلى بلد، ويقال: أنشط القوم إذا كانت دوابّهم نشيطة، ونشطت النّاقة في سيرها إذا شدّت، والأنشوطة: العقدة مثل عقدة السّراويل، يقال: أنشطته بأنشوطة، وأنشطت العقال: مددت أنشوطته فانحلّت وقال قوم: الإنشاط: الحلّ، والتّنشيط: العقد، والنّاشطات في قوله تعالى: (وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً)، قيل أراد بها النّجوم الخارجات من الشّرق إلى الغرب بسير الفلك أو السّائرات من المغرب إلى المشرق بسير أنفسها من قولهم ثور ناشط أي خارج من أرض إلى أرض، وقيل الملائكة الّتي تنشط أرواح النّاس أي تنزعها، وقيل الملائكة الّتي تعقد الأمور من قولهم نشطت العقدة، وتخصيص النّشط وهو العقد الّذي يسهل حلّه تنبيها على سهولة الأمر عليهم، والنّشيطة ما ينشط الرّئيس لأخذه (أي يخفّ له ويسرع إليه) قبل القسمة، وفي القاموس: يقال نشط كسمع فهو ناشط ونشيط أي طابت نفسه للعمل وغيره ونشط الحبل كنصر عقده، ونشط من المكان كضرب: خرج، ونشط الدّلو ينشطها (بالكسر) نزعها بلا بكرة.

وقال ابن منظور: النّشاط ضدّ الكسل، يكون ذلك فى الإنسان والدّابّة يقال: نشط نشاطا، ونشط إليه، فهو نشيط، ونشّطه هو وأنشطه وقولهم «نشيط» أي طيّب النّفس للعمل، والنّعت: ناشط، وفي حديث عبادة: بايعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على المنشط والمكره» المنشط هنا مفعل من النّشاط وهو الأمر الّذى تنشط له وتخفّ إليه وتؤثر فعله وهو مصدر بمعنى النّشاط، ويقال رجل نشيط ومنشط أي نشط دوابّه وأهله، ورجل متنشّط إذا كانت له دابّة يركبها، فإذا سئم الرّكوب نزل عنها وقيل منتشط (من الانتشاط وهو النّزول عن الدّابة من طول الرّكوب) ولا يقال ذلك للرّاجل، وأنشط القوم إذا كانت دوابّهم نشيطة، وأنشطه الكلأ أسمنه  [مقاييس اللغة (5/ 426)، والمفردات للراغب (493)، والصحاح (3/ 1193)، اللسان (7/ 4428)، القاموس المحيط (890) ط. بيروت] .

النشاط اصطلاحا:

قال ابن الأثير: المنشط: مفعل من النّشاط وهو الأمر الّذى تنشط له وتخفّ إليه وتؤثر فعله، وهو مصدر بمعنى النّشاط، ومن ثمّ يكون النّشاط هو أن يخفّ الإنسان إلى الأمر ويؤثر فعله.

وقال الإمام ابن حجر في شرح قوله صلّى اللّه عليه وسلّم «بايعنا على السّمع والطّاعة في منشطنا ومكرهنا، أي في حالة نشاطنا، وفي الحالة الّتي نكون فيها عاجزين عن العمل بما نؤمر به، والظّاهر أنّه أراد في وقت الكسل والمشقّة في الخروج ليطابق قوله «منشطنا» قال ابن حجر- رحمه اللّه-: ويؤيّده ما وقع في رواية إسماعيل بن عبيد «في النّشاط والكسل»، ونستنبط من ذلك أنّ النّشاط يقابله الكسل، وإذا كانت كتب المصطلحات لم تعرّف النّشاط فإنّها عرّفت الكسل، فقال ابن المناويّ: الكسل هو التّغافل عمّا لا ينبغي التّغافل عنه، وقال الرّاغب: الكسل هو التّثاقل عمّا لا ينبغي التّثاقل عنه. ونستطيع على ضوء ذلك أن نعرّف النّشاط اصطلاحا فنقول: النّشاط هو عدم التّغافل عمّا لا ينبغي التّغافل عنه أو هو عدم التّثاقل عمّا لا ينبغي التّثاقل عنه.

 

العناصر

1- أهمية النشاط واطّراح الكسل .

 

 

2- العبادة تشمل كل نشاط الإنسان فى الأرض .

 

 

3- الصلاة مع الجماعة نشاط وطمأنينة، والتخلف عنها كسل وإسراع بها غالبا بدون طمأنينة .

 

 

4- الزواج نشاط فطري أحله الله عز وجل .

 

 

5- أهمية اغتنام فرصة نشاط النفس، وفراغ البال للعبادة والدعوة إلى الله تعالى .

 

 

6- دور إمام المسجد في نشاط المسجد ونشاط الحي الذي فيه المسجد .

 

 

7- الداعية إلى الله نشاط متدفق، وتجديد متألق، عمل لا يكل، وتفكير لا يمل .

 

 

8- المفاسد الشرعية للسهر من التكاسل وعدم النشاط لصلاة الفجر.

 

 

9- نماذج من نشاط الصحابة والسلف الصالحين في العبادة والدعوة وطلب العلم .

 

الاحاديث

1- عن عبادة بن الصّامت- رضي اللّه عنه- أنّه قال: بايعنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على السّمع والطّاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا، وعلى أن لا ننازع الأمر أهله، وعلى أن نقول بالحقّ أينما كنّا، لا نخاف في اللّه لومة لائم.[البخاري- الفتح 13 (7199)، مسلم (1709) ص (1470) واللفظ له] .

 

 

2- عن أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- قال: دخل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فإذا حبل ممدود بين السّاريتين، فقال: «ما هذا الحبل؟» قالوا: هذا حبل زينب، فإذا فترت تعلّقت، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا، حلّوه، ليصلّ أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد»[البخاري- الفتح 3 (1150) ] .

 

 

3- عن زيد بن أرقم قال: سحر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم رجل من اليهود فاشتكى لذلك أيّاما، فأتاه جبريل- عليه السّلام- فقال: إنّ رجلا من اليهود سحرك، عقد لك عقدا في بئر كذا وكذا. فأرسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فاستخرجوها، فجأ بها، فقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كأنّما نشط من عقال ، فما ذكر ذلك لذلك اليهوديّ، ولا رآه في وجهه قطّ.[ النسائي (7/ 113) واللفظ له، وقال محقق جامع الأصول (5/ 68)، إسناده صحيح. ورواه البخاري من حديث عائشة- رضي اللّه عنها-، (5763)، وكذا مسلم (2189) ] .

 

 

4- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يعقد الشّيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب على مكان كلّ عقدة: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر اللّه انحلّت عقدة، فإن توضّأ انحلّت عقدة، فإن صلّى انحلّت عقدة، فأصبح نشيطا طيّب النّفس، وإلّا أصبح خبيث النّفس كسلان» [البخاري- الفتح 3 (1142) واللفظ له، مسلم (776) ] .

 

 

5- عن البراء- رضي اللّه عنه- قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يوم الأحزاب ينقل التّراب- وقد وارى بياض بطنه- وهو يقول:

 

لولا أنت ما اهتدينا *** ولا تصدّقنا ولا صلّينا

فأنزل السّكينة علينا *** وثبّت الأقدام إن لاقينا

إنّ الألى قد بغوا علينا *** إذا أرادوا فتنة أبينا

[البخاري. الفتح 6 (2837) واللفظ له، ومسلم (1802) ] .

 

 

6- قالت عائشة- رضي اللّه- عنها للأسود بن يزيد سألها عن قيام النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: كان ينام أوّل اللّيل ويحيي آخره، ثمّ إن كانت له حاجة إلى أهله قضى حاجته، ثمّ ينام، فإذا كان عند النّداء وثب (ولا واللّه ما قالت: قام) فأفاض عليه الماء (ولا واللّه ما قالت: اغتسل) وإن لم يكن جنبا توضّأ وضوء الرّجل للصّلاة، ثمّ صلّى ركعتين.[البخاري. الفتح 3 (1146)، ومسلم (739) واللفظ له] .

 

 

7- عن أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- قال: لمّا قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم المدينة نزل في علو المدينة، في حيّ يقال لهم بنو عمرو بن عوف، قال: فأقام فيهم أربع عشرة ليلة، ثمّ أرسل إلى ملأ بني النّجّار، قال: فجاء وا متقلّدي سيوفهم، قال وكأنّي أنظر إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على راحلته وأبو بكر ردفه، وملأ بني النّجّار حوله حتّى ألقى بفناء أبي أيّوب، قال: فكان يصلّي حيث أدركته الصّلاة ويصلّي في مرابض الغنم، قال: ثمّ إنّه أمر ببناء المسجد، فأرسل إلى ملأ بني النّجّار، فجاءوا، فقال: يا بني النّجّار ثامنوني بحائطكم هذا ، فقالوا: لا واللّه، لا نطلب ثمنه إلّا إلى اللّه، قال: فكان فيه ما أقول لكم: كانت فيه قبور المشركين، وكانت فيه خرب، وكان فيه نخل، فأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بقبور المشركين فنبشت، وبالخرب فسوّيت، وبالنّخل فقطع، قال: فصفّوا النّخل قبلة المسجد، قال: وجعلوا عضادتيه حجارة، قال: جعلوا ينقلون ذاك الصّخر. وهم يرتجزون- ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم معهم يقول:

 

اللّهمّ إنّه لا خير إلّا خير الآخره *** فانصر الأنصار والمهاجره

 

[البخاري- الفتح 7 (3932) واللفظ له، ومسلم (1804) ] .