نزاهة

2022-10-10 - 1444/03/14

التعريف

النزاهة لغة:

هي الاسم من التّنزّه، وهذا الاسم مأخوذ من مادّة (ن ز هـ) الّتي تدلّ على بعد في مكان أو غيره، يقال منه: رجل نزيه أي بعيد عن المطامع الدّنيّة، ونزه النّفس، ونازه النّفس: ظلفها (أي بعيدها) عن المدانس، وقولهم: خرجنا نتنزّه، إذا تباعدوا عن الماء والرّيف، ومكان نزيه: خال ليس به أحد. وقال ابن الأثير: أصل النّزه: البعد، وتنزيه اللّه تعالى: تبعيده عمّا لا يجوز عليه من النّقائص.

قال ابن منظور: والتّنزّه: التّباعد، والاسم النّزهة. ومكان نزه ونزيه، وقد نزه نزاهة ونزاهية. وخرجنا نتنزّه في الرّياض وأصله من البعد، وقد نزهت الأرض. وهو يتنزّه عن الشّيء إذا تباعد عنه. وفي حديث عمر رضي اللّه عنه: الجابية أرض نزهة أي بعيدة عن الوباء (والجابية قرية بدمشق) قال ابن سيده: وتنزّه الإنسان خرج إلى الأرض النّزهة. قال: والعامّة يضعون الشّيء في غير موضعه ويغلطون فيقولون خرجنا نتنزّه: إذا خرجوا إلى البساتين فيجعلون التّنزّه الخروج إلى البساتين والخضر والرّياض، وإنّما التّنزّه: التّباعد عن الأرياف والمياه حيث لا يكون ماء ولا ندى ولا جمع ناس. ومنه قيل: فلان يتنزّه عن الأقذار وينزّه نفسه عنها، أي يباعد نفسه عنها. ورجل نزه الخلق ونزهه. ونازه النّفس: عفيف متكرّم يحلّ وحده ولا يخالط البيوت بنفسه ولا ماله. والاسم النّزه والنّزاهة. ونزّه نفسه عن القبيح: نحّاها. والنّزاهة: البعد عن السّوء. وإنّ فلانا لنزيه كريم إذا كان بعيدا من اللّؤم، وهو نزيه الخلق. قال الأزهريّ: التّنزّه: رفعه نفسه عن الشّيء تكرّما ورغبة عنه. والتّنزيه: تسبيح اللّه- عزّ وجلّ- وإبعاده عمّا يقول المشركون وتقديسه عن الأنداد والأشباه. وفي الحديث: كان يصلّي من اللّيل فلا يمرّ بآية فيها تنزيه اللّه إلّا نزّهه. وفي حديث المعذّب في قبره: كان لا يستنزه من البول أي لا يستبرأ ولا يتطهّر ولا يستبعد منه، وقوم أنزاه أي يتنزّهون عن الحرام، الواحد نزيه مثل مليء وأملاء، ورجل نزيه ونزه أي ورع، ويقال أيضا: فلان نزيه أي بعيد (عن الماء)، وتنزّهوا بحرمكم عن القوم أي تباعدوا، وهذا مكان نزيه: خلاء بعيد عن النّاس ليس فيه أحد، فأنزلوا فيه حرمكم، ونزه الفلا: ما تباعد منها عن المياه والأرياف  [لسان العرب لابن منظور (13/ 548- 549). وانظر النهاية في غريب الحديث (5/ 43). ومختار الصحاح: (655)، ومقاييس اللغة (5/ 418)] .

واصطلاحا:

قال الجرجانيّ: النّزاهة: هي عبارة عن اكتساب مال من غير مهانة ولا ظلم للغير  [التعريفات (260) ] . وأضاف المناويّ إلى عدم المهانة والظّلم قيدا آخر في تعريف النّزاهة: هو «الإنفاق في المصارف الحميدة، فقال: النّزاهة: هي اكتساب المال من غير مهانة ولا ظلم، وإنفاقه في المصارف الحميدة  [التوقيف على مهمات التعاريف (323) ] .

وقال الماورديّ: النّزاهة تكون عن المطامع الدّنيّة ومواقف الرّيبة [أدب الدنيا والدين (314) ] .

 

العناصر

1- أنواع النزاهة .

 

 

2- التسبيح تنزيه الله عن النقائص والعيوب ومشابهة المخلوقين .

 

 

3- عدم التنزه من البول سبب لعذاب القبر .

 

 

4- نزاهة القضاء من أهم أركان العدالة  .

 

 

5- نماذج من نزاهة الولاة عند السلف .

 

 

6- أهمية كسب الرزق الحلال وطلب العيش الطيب وفضله , والأمر به .

 

 

7- ارتباط نزاهة اليد واللسان والقلب بالإيمان .

 

 

8- الترفع عن الحسد دليل على نزاهة النفس وطهارة الطوية .

 

 

9- أهمية الورع وترك المشتبه وحال السلف في ذلك .

 

الاحاديث

1- عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- قال: مرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على قبرين. فقال: «أما إنّهما ليعذّبان، وما يعذّبان في كبير، أمّا أحدهما فكان يمشي بالنّميمة، وأمّا الآخر فكان لا يستتر من بوله». قال: فدعا بعسيب رطب فشقّه باثنين، ثمّ غرس على هذا واحدا، وعلى هذا واحدا، ثمّ قال: «لعلّه أن يخفّف عنهما، ما لم ييبسا». وعن سليمان الأعمش، بهذا الإسناد. غير أنّه قال: «وكان الآخر لا يستنزه عن البول (أو من البول)» [البخاري- الفتح 1 (216). ومسلم (292) واللفظ له] .

 

 

2- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. فذكر أحاديث منها: وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «اشترى رجل من رجل عقارا  له. فوجد الرّجل الّذي اشترى العقار في عقاره جرّة فيها ذهب. فقال له الّذي اشترى العقار: خذ ذهبك منّي. إنّما اشتريت منك الأرض. ولم أبتع منك الذّهب. فقال الّذي شرى الأرض: إنّما بعتك الأرض وما فيها. قال: فتحاكما إلى رجل. فقال الّذي تحاكما إليه: ألكما ولد؟ فقال أحدهما: لي غلام. وقال الآخر: لي جارية.قال: أنكحوا الغلام الجارية. وأنفقوا على أنفسكما منه وتصدّقا»[البخاري- الفتح 6 (3472). ومسلم (1721) واللفظ له] .

 

 

3- عن أبي ذرّ- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سئل: أيّ الكلام أفضل؟. قال: «ما اصطفى اللّه لملائكته أو لعباده: سبحان اللّه وبحمده»[مسلم (2731) ] .

 

 

4- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إنّ للّه- تبارك وتعالى- ملائكة سيّارة فضلا يتّبّعون مجالس الذّكر. فإذا وجدوا مجلسا فيه ذكر قعدوا معهم. وحفّ بعضهم بعضا بأجنحتهم. حتّى يملأوا ما بينهم وبين السّماء الدّنيا. فإذا تفرّقوا عرجوا وصعدوا إلى السّماء. قال: فيسألهم اللّه- عزّ وجلّ- وهو أعلم بهم: من أين جئتم؟. فيقولون: جئنا من عند عباد لك في الأرض، يسبّحونك ويكبّرونك ويهلّلونك ويحمدونك ويسألونك. قال: وما يسألوني؟. قالوا: يسألونك جنّتك. قال: وهل رأوا جنّتي؟. قالوا: لا. أي ربّ، قال: فكيف لو رأوا جنّتي؟. قالوا: ويستجيرونك. قال: وممّ يستجيرونني؟. قالوا: من نارك. يا ربّ، قال: وهل رأوا ناري؟. قالوا: لا. قال: فكيف لو رأوا ناري؟. قالوا: ويستغفرونك. قال: فيقول: قد غفرت لهم. فأعطيتهم ما سألوا، وأجرتهم ممّا استجاروا. قال: فيقولون: ربّ، فيهم فلان. عبد خطّاء. إنّما مرّ فجلس معهم. قال: فيقول: وله غفرت. هم القوم لا يشقى بهم جليسهم» [البخاري- الفتح 11 (6408). ومسلم (2689) واللفظ له] .

 

 

5- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم «أنّه ذكر رجلا من بني إسرائيل، سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار فقال: ائتني بالشّهداء أشهدهم، فقال: كفى باللّه شهيدا. قال: فائتني بالكفيل، قال: كفى باللّه كفيلا. قال: صدقت، فدفعها إليه على أجل مسمّى. فخرج في البحر فقضى حاجته، ثمّ التمس مركبا يركبها يقدم عليه للأجل الّذي أجّله فلم يجد مركبا، فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه، ثمّ زجّج موضعها ، ثمّ أتى بها إلى البحر فقال: اللّهمّ إنّك تعلم أنّي كنت تسلّفت فلانا ألف دينار فسألني كفيلا فقلت: كفى باللّه كفيلا، فرضي بك. وسألني شهيدا، فقلت: كفى باللّه شهيدا، فرضي بذلك. وإنّي جهدت أن أجد مركبا أبعث إليه الّذي له فلم أقدر، وإنّي أستودعكها. فرمى بها في البحر حتّى ولجت فيه، ثمّ انصرف وهو في ذلك يلتمس مركبا يخرج إلى بلده، فخرج الرّجل الّذي كان أسلفه ينظر لعلّ مركبا قد جاء بماله، فإذا بالخشبة الّتي فيها المال، فأخذها لأهله حطبا، فلمّا نشرها وجد المال والصّحيفة، ثمّ قدم الّذي كان أسلفه فأتى بالألف دينار فقال: واللّه ما زلت جاهدا في طلب مركبة لآتيك بمالك فما وجدت مركبا قبل الّذي أتيت فيه. قال: هل كنت بعثت إليّ بشيء؟. قال: أخبرك أنّي لم أجد مركبا قبل الّذي جئت فيه. قال: فإنّ اللّه قد أدّى عنك الّذي بعثت في الخشبة، فانصرف بالألف الدّينار راشدا» [البخاري- الفتح 4 (2291) ] .

 

 

6- عن النّعمان بن بشير- رضي اللّه عنهما- يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «الحلال بيّن، والحرام بيّن، وبينهما مشبّهات لا يعلمها كثير من النّاس. فمن اتّقى المشبّهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشّبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه. ألا وإنّ لكلّ ملك حمى، ألا إنّ حمى اللّه في أرضه محارمه. ألا وإنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه، وإذا فسدت فسد الجسد كلّه، ألا وهي القلب» [البخاري- الفتح 3 (1472). ومسلم (1035) واللفظ له] .

 

 

7- عن حكيم بن حزام- رضي اللّه عنه- قال: سألت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فأعطاني، ثمّ سألته فأعطاني، ثمّ سألته فأعطاني. ثمّ قال: «إنّ هذا المال خضرة حلوة ، فمن أخذه بطيب نفس بورك له فيه. ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه. وكان كالّذي يأكل ولا يشبع. واليد العليا خير من اليد السّفلى» [البخاري- الفتح 3 (1551) ] .

 

 

8- عن أبي الحوراء السّعديّ؛ قال: قلت للحسن بن عليّ: ما حفظت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟ قال: حفظت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإنّ الصّدق طمأنينة، وإنّ الكذب ريبة» [الترمذي (2518) وقال: هذا حديث حسن صحيح. والنسائي (8/ 327 و328). وقال محقق «جامع الأصول» (6/ 444): إسناده صحيح واللفظ فى الترمذى والجامع] .

 

 

9- عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص- رضي اللّه عنهما- قال: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «كيف أنت إذا بقيت في حثالة من النّاس؟». قال: قلت: يا رسول اللّه، كيف ذلك؟. قال: «إذا مرجت عهودهم وأماناتهم وكانوا هكذا»، وشبّك يونس بين أصابعه، يصف ذاك، قال: قلت: ما أصنع عند ذاك يا رسول اللّه؟. قال: «اتّق اللّه- عزّ وجلّ- وخذ ما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بخاصّتك، وإيّاك وعوامّهم» [أحمد (2/ 162) وقال الشيخ أحمد شاكر (10/ 9): إسناده صحيح] .

 

 

10- عن حذيفة- رضي اللّه عنه- قال: صلّيت مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ذات ليلة قال فافتتح (البقرة) فقرأ حتّى بلغ رأس المائة. فقلت: يركع ثمّ مضى حتّى بلغ المائتين. فقلت: يركع ثمّ مضى حتّى ختمها قال: فقلت: يركع. ثمّ افتتح سورة آل عمران حتّى ختمها، قال: فقلت: يركع. ثمّ افتتح سورة النّساء فقرأها، قال: ثمّ ركع، قال: فقال في ركوعه: «سبحان ربّي العظيم». قال: وكان ركوعه بمنزلة قيامه، ثمّ سجد فكان سجوده مثل ركوعه، وقال في سجوده: «سبحان ربّي الأعلى». قال: وكان إذا مرّ بآية رحمة سأل، وإذا مرّ بآية فيها عذاب تعوّذ، وإذا مرّ بآية فيها تنزيه للّه عزّ وجلّ- سبّح. [أحمد (5/ 384). وابن ماجة (1351) وإسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مستورد ابن أحنف، فمن رجال مسلم انظر مسند أحمد بتحقيق شعيب الأرناؤوط وآخرون] .

 

 

11- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال:» «إنّي لأنقلب إلى أهلي، فأجد التّمرة ساقطة على فراشي فأرفعها لآكلها، ثمّ أخشى أن تكون صدقة فألقيها» [البخاري- الفتح 5 (2432) واللفظ له. ومسلم (1070) ] .

 

الاثار

1- عن عائشة- رضي اللّه عنها- «قالت: «كان لأبي بكر غلام يخرج له الخراج، وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر، فقال له الغلام: أتدري ما هذا؟ فقال أبو بكر- رضي اللّه عنه-: وما هو؟ قال: (كنت) تكهّنت لإنسان في الجاهليّة، وما أحسن الكهانة، إلّا أنّي خدعته فلقيني فأعطاني بذلك، فهذا الّذي أكلت منه، قالت: فأدخل أبو بكر يده فقاء كلّ شيء في بطنه» [البخاري- الفتح 7 (3842) ] .

 

 

2- عن عاصم بن عمر بن الخطّاب قال: بعث إليّ عمر عند الفجر أو عند صلاة الصّبح، فأتيته فوجدته جالسا في المسجد، فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: «أمّا بعد، فإنّي لم أكن أرى شيئا من هذا المال يحلّ لي قبل أن أليه إلّا بحقّه، ثمّ ما كان أحرم عليّ منه يوم وليته، فعاد بأمانتي، وإنّي كنت أنفقت عليك من مال اللّه شهرا، فلست بزايدك عليه وإنّي كنت أعطيتك ثمرتي بالعالية العام، فبعه فخذ ثمنه، ثمّ ائت رجالا من تجّار قومك فكن إلى جنبه، فإذا ابتاع شيئا فاستشركه، وأنفقه عليك وعلى أهلك»، قال: «فذهبت ففعلت» [الورع لابن أبي الدنيا (112) ] .

 

 

3- عن الحسن قال: «بينما عمر بن الخطّاب يمشي ذات يوم في نفر من أصحابه، إذا صبيّة في السّوق يطرحها الرّيح لوجهها من ضعفها، فقال عمر: يا بؤس هذا، من يعرف هذه؟ قال له عبد اللّه: أو ما تعرفها؟ هذه إحدى بناتك، قال: وأيّ بناتي؟ قال: بنت عبد اللّه بن عمر، قال: فما بلغ بها ما أرى من الضّيعة؟ قال: إمساكك ما عندك، قال: إمساكي ما عندي عنها يمنعك أن تطلب لبناتك ما تطلب الأقوام، أما واللّه ما لك عندي إلّا سهمك مع المسلمين، وسعك أو عجز عنك، بيني وبينكم كتاب اللّه.[الورع لابن أبي الدنيا (112) ] .

 

 

4- عن عمر- رضي اللّه عنه- قال: إنّه لا أجده يحلّ لي، أن آكل من مالكم هذا، إلّا كما كنت آكل من صلب مالي: الخبز والزّيت، والخبز والسّمن، قال: فكان ربّما يؤتى بالجفنة قد صنعت بالزّيت، وممّا يليه منها سمن، فيعتذر إلى القوم ويقول: إنّي رجل عربيّ، ولست أستمري لزّيت. [الورع لابن أبي الدنيا (112) ] .

 

 

5- وعن زيد بن أسلم أنّ عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- شرب لبنا فأعجبه، فقال للّذي سقاه: من أين لك هذا اللّبن؟ فأخبره أنّه ورد على ماء قد سمّاه، فإذا نعم من نعم الصّدقة وهم يسقون فحلبوه لي من ألبانها، فجعلته في سقائي وهو هذا، فأدخل عمر يده فاستقاءه.[مختصر شعب الايمان (53) ] .

 

 

6- عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- سبحان اللّه. قال: تنزيه اللّه نفسه عن السّوء.[تفسير ابن كثير (1/ 77) ] .

 

 

7- عن عبد الرّحمن بن يزيد، قال: أكثروا على عبد اللّه بن مسعود ذات يوم، فقال عبد اللّه: إنّه قد أتى علينا زمان ولسنا نقضي ولسنا هنالك، ثمّ إنّ اللّه- عزّ وجلّ- قدّر علينا: أن بلغنا ما ترون، فمن عرض له منكم قضاء بعد اليوم، فليقض بما في كتاب اللّه، فإن جاءه أمر ليس في كتاب اللّه، فليقض بما قضى به نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فإن جاء أمر ليس في كتاب اللّه، ولا قضى به نبيّه، فليقض بما قضى به الصّالحون، فإن جاءه أمر ليس في كتاب اللّه ولا قضى به نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ولا قضى به الصّالحون، فليجتهد رأيه، ولا يقل: إنّي أخاف، فإنّ الحلال بيّن، والحرام بيّن، وبين ذلك أمور متشابهات، فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك.[ أخرجه النسائي (8/ 230) وهذا لفظه وقال: هذا الحديث جيد وقال محقق «جامع الأصول» (10/ 179): إسناده حسن. وجاء نحوه عند الترمذي من حديث الحسن بن علي (2520) ] .

 

 

8- قال محمّد بن المنكدر- رحمه اللّه تعالى:- إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين الّذين كانوا ينزّهون أنفسهم وأسماعهم عن مجالس اللّهو ومزامير الشّيطان، أسكنوهم بياض المسك، ثمّ يقول للملائكة: أسمعوهم تمجيدي وتحميدي.[الورع لابن أبي الدنيا (71) ] .

 

 

9- قال أبو يزيد الفيض: «سألت موسى ابن أعين عن قول اللّه- عزّ وجلّ- (إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) [المائدة: 27]، قال: تنزّهوا عن أشياء من الحلال مخافة أن يقعوا في الحرام فسمّاهم متّقين.[ كتاب الورع لابن أبي الدنيا (59) ] .

 

الاشعار

1- قال ابن أبي الدّنيا: أنشدني الحسين ابن عبد الرّحمن:

 

نزهة المؤمن الفكر *** لذّة المؤمن العبر

 

 

نحمد اللّه وحده *** نحن كلّ على خطر

 

 

ربّ لاه وعمره *** قد تقضّى وما شعر

 

 

ربّ عيش قد كان فوق *** المنى مونق الزّهر

 

 

في خرير من العيون *** وظلّ من الشّجر

 

 

وسرور من النّبات *** وطيب من الثّمر

 

 

غيّرته وأهله *** سرعة الدّهر بالغير

 

 

نحمد اللّه وحده *** إنّ في ذا لمعتبر

 

 

إنّ في ذا لعبرة *** للبيب إن اعتبر

 

[تفسير ابن كثير (1/ 440) ] .

 

متفرقات

1- قال ابن الجوزيّ- رحمه اللّه-: الكمال عزيز، والكامل قليل الوجود، وأوّل أسباب الكمال تناسب أعضاء البدن وحسن صورة الباطن، فصورة البدن تسمّى خلقا، وصورة الباطن تسمّى خلقا، ودليل كمال صورة البدن حسن السّمت واستعمال الأدب، ودليل كمال صورة الباطن حسن الطّبائع والأخلاق، فالطّبائع العفّة والنّزاهة والأنفة من الجهل، ومباعدة الشّره، والأخلاق: الكرم والإيثار وستر العيوب وابتداء المعروف والحلم عن الجاهل. فمن رزق هذه الأشياء رقّته إلى الكمال، وظهر عنه أشرف الخلال، وإن نقصت خلّة أوجبت النّقص.[صيد الخاطر (289) ] .

الإحالات

1- الشرح الميسر لكتاب التوحيد تأليف: عبد الملك بن محمد بن عبد الرحمن القاسم 01/275) .

2- العلمانية نشأتها وتطورها المؤلف : الشيخ سفر بن عبد الرحمن الحوالي موقع الشيخ الحوالي (1/37) .

3- دفع شبهات المستشرقين حول السنة إعداد: أحمد محمد بوقرين قسم أصول الدين - بالجامعة الأمريكية المفتوحة (1/35) .

4- التحرير والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد» المؤلف : محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى : 1393هـ) الناشر : الدار التونسية للنشر – تونس سنة النشر: 1984 هـ (18/68) .

5- التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج المؤلف : د وهبة بن مصطفى الزحيلي الناشر : دار الفكر المعاصر – دمشق الطبعة : الثانية ، 1418 هـ (29/127) .

6- روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني المؤلف : محمود الألوسي أبو الفضل الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت (12/260) .

7- مختصر تفسير ابن كثير المؤلف: (اختصار وتحقيق) محمد علي الصابوني الناشر: دار القرآن الكريم، بيروت - لبنان الطبعة: السابعة، 1402 هـ - 1981 م (2/252) .

8- سنن البيهقي الكبرى المؤلف : أحمد بن الحسين بن علي بن موسى أبو بكر البيهقي الناشر : مكتبة دار الباز - مكة المكرمة ، 1414 – 1994 تحقيق : محمد عبد القادر عطا (10/117) .

9- نوادر الأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : محمد بن علي بن الحسن بن بشر، أبو عبد الله، الحكيم الترمذي (المتوفى : نحو 320هـ) دار النشر : دار الجيل مكان النشر: بيروت سنة النشر: 1992م تحقيق : عبد الرحمن عميرة (1/159) .

10- التيسير بشرح الجامع الصغير المؤلف / الإمام الحافظ زين الدين عبد الرؤوف المناوي دار النشر / مكتبة الإمام الشافعي - الرياض - 1408هـ - 1988م الطبعة: الثالثة (2/731) .

11- مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين المؤلف : محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله الناشر : دار الكتاب العربي – بيروت الطبعة الثانية ، 1393 – 1973 تحقيق : محمد حامد الفقي (2/23) .

12- الموسوعة الفقهية الكويتية صادر عن : وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت (33/304) .