موالاة

2022-10-10 - 1444/03/14

التعريف

الموالاة لغة:

 

ضدّ المعاداة، يقال: ولي الشّيء وولي عليه ولاية بالكسر- وولاية- بالفتح. فبالكسر السّلطان وهو الاسم، وبالفتح النّصرة وهي المصدر. وزعم الفرّاء أنّ الكسر والفتح يطلق على المعنيين جميعا، فكلّ من ولي أمرك فهو وليّ. ويقال: هو وليّ بيّن الولاية ووال بيّن الولاية، قال ابن الأعرابيّ: المعنى الّذي يوضّحه: أن يتشاجر اثنان فيدخل ثالث بينهما للصّلح، ويكون له في أحدهما هوى فيواليه أو يحابيه. والموالاة ضدّ المعاداة. وتقول: والى فلان فلانا: إذا أحبّه وناصره. وروى ابن سلّام عن يونس أنّ المولى له مواضع في كلام العرب، فيطلق على المولى في الدّين، والمولى في العصبة، وعلى الحليف الّذي انضمّ إليك فعزّ بعزّك وامتنع بمنعتك، ويطلق على المعتق الّذي ينتسب بنسبك، وكذا العتيق، وعلى ابن العمّ، والعمّ، والأخ، والابن، ويطلق على النّاصر، وعلى المحبّ، وعلى التّابع والملازم  [لسان العرب (8/ 4920- 4926)، الصحاح (6/ 2528- 2530)، المصباح المنير (2/ 672- 673)، بصائر ذوي التمييز (5/ 280- 284)، نزهة الأعين النواظر (613).

 

الكفار:

الكفّار: جمع كافر، وهو في الأصل اسم فاعل من قولهم كفر باللّه يكفر إذا لم يكن به مؤمنا، يقول ابن قتيبة: الكفر في اللّغة من قولك: كفرت الشّيء إذا غطّيته، يقال: اللّيل كافر لأنّه يستر بظلمته كلّ شىء، ومن هذا المعنى أيضا قوله تعالى: (كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ) [الحديد: 20] يريد بالكفّار الزّرّاع، سمّاهم كفّارا لأنّهم إذا ألقوا البذر في الأرض كفروه أى: غطّوه وستروه. فكأنّ الكافر باللّه ساتر للحقّ ولنعم اللّه عزّ وجلّ [تفسير غريب القرآن (28).

 

الكافر اصطلاحا:

اسم لمن لا إيمان له، فإن أظهر الإيمان فهو منافق، وإن طرأ كفره بعد الإيمان فهو المرتدّ، وإن قال بإلهين أو أكثر فهو المشرك، وإن كان متديّنا ببعض الأديان والكتب المنسوخة فهو الكتابيّ، وإن قال بقدم الدّهر، وإسناد الحوادث إليه فهو الدّهريّ، وإن كان لا يثبت صفات الباري فهو المعطّل، وإن كان مع اعترافه بالنّبوّة يبطن عقائد هي كفر بالاتّفاق فهو زنديق". الكليات للكفوي: (764).

 

موالاة الكفار اصطلاحا:

هي التّقرّب إلى أيّ نوع منهم أو جميعهم بإظهار المودّة لهم أو الثّقة فيهم أو التّصادق معهم أو الوقوف في صفّهم على أيّ نحو كان. وقال بعض المحدثين: موالاة الكفّار: هي التّقرّب إليهم وإظهار الودّ لهم بالأقوال والأفعال والنّوايا [الإيمان لنعيم يس].

 

العناصر

1- مفهوم الولاء للمؤمنين ومنزلته في الإسلام

 

2- مظاهر الولاء وخفض الجناح للمؤمنين

 

3- أثر موالاة المؤمنين على الفرد والمجتمع

 

4- نماذج من موالاة المؤمنين.

 

5- حكم موالاة الكفار.

 

6- الوعيد الشديد لمن والى الكافرين.

 

7- آثار موالاة الكفار.

 

8- صور من موالاة الكفار المحرمة.

 

الايات

1- قوله تعالى: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) [البقرة: 257].

 

2- قوله تعالى: (وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ لِيُجادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ *  أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْكافِرِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ * وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها لِيَمْكُرُوا فِيها وَما يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَما يَشْعُرُونَ * وَإِذا جاءَتْهُمْ آيَةٌ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذابٌ شَدِيدٌ بِما كانُوا يَمْكُرُونَ * فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ كَذلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ * وَهذا صِراطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ * لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ * وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقالَ أَوْلِياؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنا قالَ النَّارُ مَثْواكُمْ خالِدِينَ فِيها إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) [الأنعام: 121-128].

 

3- قوله تعالى: (لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) [آل عمران: 28].

 

4- قوله تعالى: (فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا * وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِياءَ حَتَّى يُهاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً * إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقاتِلُوكُمْ أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَما جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا) [النساء: 88- 90].

 

5- قوله تعالى: (بَشِّرِ الْمُنافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) [النساء: 138- 139].

 

6- قوله تعالى: (إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا * مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا * يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطاناً مُبِيناً * إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً * إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً) [النساء: 142- 146].

 

7- قوله تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ * كانُوا لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ * تَرى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذابِ هُمْ خالِدُونَ * وَلَوْ كانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِياءَ وَلكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فاسِقُونَ) [المائدة: 78- 81].

 

8- قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَإِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) [التوبة: 23- 24].

 

9- قوله تعالى: (فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً * وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً * الَّذِينَ آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً) [النساء 74-76].

 

10- قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [المائدة: 51].

 

11- قوله تعالى: (إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ) [الجاثية: 19].

 

12- قوله تعالى: (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) [البقرة 106- 107].

 

13- قوله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ * وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) [البقرة 119- 120].

 

14- قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغاءَ مَرْضاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ وَما أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ ) [الممتحنة: 1].

 

15- قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذابِ * إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ * وَقالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ) [البقرة 165- 167].

 

16- قوله تعالى: (فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا * وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِياءَ حَتَّى يُهاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً) [النساء: 88- 89].

 

17- قوله تعالى: (بَشِّرِ الْمُنافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) [النساء: 138-139].

 

18- قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطاناً مُبِيناً) [النساء: 144].

 

19- قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ * إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ * يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِياءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوها هُزُواً وَلَعِباً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ ) [المائدة: 54- 58].

 

19- قوله تعالى: (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ وَقالَ لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ وَقالَ إِنِّي بَرِي ءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقابِ ) [الأنفال: 48].

 

الاحاديث

1- عن عليّ -رضي اللّه عنه- قال: بعثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم أنا والزّبير والمقداد، فقال: “ائتوا روضة خاخ  فإنّ بها ظعينة معها كتاب. فخذوه منها” فانطلقنا تعادى  بنا خيلنا، فإذا نحن بالمرأة، فقلنا: أخرجي الكتاب، فقالت: ما معي كتاب، فقلنا: لتخرجنّ الكتاب أو لتلقينّ الثّياب، فأخرجته من عقاصها. فأتينا به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم، فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين، من أهل مكّة، يخبرهم ببعض أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم: “يا حاطب، ما هذا؟”قال: لا تعجل عليّ يا رسول اللّه، إنّي كنت امرأ ملصقا في قريش (قال سفيان: كان حليفا لهم. ولم يكن من أنفسها) وكان ممّن كان معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم. فأحببت إذ فاتني ذلك من النّسب فيهم، أن أتّخذ فيهم يدا يحمون بها قرابتي، ولم أفعله كفرا ولا ارتدادا عن ديني. ولا رضا بالكفر بعد الإسلام. فقال النّبيّ صلى اللّه عليه وسلّم: “صدق»، فقال عمر: دعني يا رسول اللّه أضرب عنق هذا المنافق، فقال: “إنّه قد شهد بدرا، وما يدريك لعلّ اللّه اطّلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم”فأنزل اللّه عزّ وجلّ: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ) [الممتحنة:1] رواه البخاري: (4890)، مسلم (2494) واللفظ له.

 

2- عن جرير بن عبد اللّه البجليّ -رضي اللّه عنه- أنّه قال: بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم سريّة إلى خثعم فاعتصم ناس منهم بالسّجود، فأسرع فيهم القتل فبلغ ذلك النّبيّ صلى اللّه عليه وسلّم فأمرهم بنصف العقل، وقال: أنا بريء من كلّ مسلم يقيم بين أظهر المشركين”قالوا: يا رسول اللّه، لم؟ قال: “لا تراءى ناراهما”[أبو داود (2645) واللفظ له، الترمذي (1604)، وذكره الألباني في الأرواء: (5/ 29- 30) وقال: صحيح وعزاه إلى الطبراني وغيره.

 

3- عن ابن عبّاس -رضي اللّه عنهما- أنّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم لأبي ذرّ: “أيّ عرى الإيمان أوثق؟”قال: اللّه ورسوله أعلم، قال: “الموالاة في اللّه، والمعاداة في اللّه، والحبّ في اللّه، والبغض في اللّه”رواه الطيران في الكبير (11/ 215) برقم (11537)، وقال الشيخ الألباني: حسن صحيح الجامع (1/ 313) رقم (2536)، والسلسلة الصحيحة (4/ 306- 307) رقم (1728).

 

4- عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جدّه رضي اللّه عنه- أنّه قال: قلت: يا نبيّ اللّه ما أتيتك حتّى حلفت أكثر من عددهنّ- لأصابع يديه- ألّا آتيك ولا آتي دينك، وإنّي كنت امرأ لا أعقل شيئا إلّا ما علّمني اللّه ورسوله وإنّي أسألك بوجه اللّه- عزّ وجلّ- بما بعثك  ربّك إلينا؟ قال: “بالإسلام”قال: قلت: وما آيات الإسلام، قال: “أن تقول أسلمت وجهي إلى اللّه- عزّ وجلّ- وتخلّيت، وتقيم الصّلاة، وتؤتي الزّكاة، كلّ مسلم على مسلم محرّم، أخوان نصيران لا يقبل اللّه- عزّ وجلّ- من مشرك بعد ما أسلم عملا، أو يفارق  المشركين إلى المسلمين”[النسائي (5/ 82- 83)، وابن ماجه بعضه (2536) وذكره الألباني في الأرواء (5/ 32)، وقال: صحيح وكذا محقق جامع الأصول وقال: حسن (1-234).

 

5- عن يزيد بن عبد اللّه بن الشّخّير -رحمه اللّه تعالى- قال: كنّا بالمربد جلوسا، فأتى علينا رجل من أهل البادية فلمّا رأيناه قلنا: كأنّ هذا رجل ليس من أهل البلد، قال: أجل، فإذا معه كتاب في قطعة أديم، وربّما قال: في قطعة جراب، فقال: هذا كتاب كتبه لى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم، فإذا فيه: “بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، هذا كتاب من محمّد النّبيّ صلى اللّه عليه وسلّم لبني زهير بن أقيش- وهم حيّ من عكل- إنّكم إن أقمتم الصّلاة وآتيتم الزّكاة، وفارقتم المشركين، وأعطيتم الخمس من المغنم، ثمّ سهم النّبيّ والصّفيّ»، وربّما قال: “وصفيّه، فأنتم آمنون بأمان اللّه تبارك وتعالى وأمان رسوله”أحمد (5/ 78) واللفظ له، سنن البيهقي (6/ 303)، وذكره الألباني في الإرواء (5/ 32) وقال: صحيح.

 

6- عن ابن عمر -رضي اللّه عنهما- أنّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم: “بعثت بالسّيف حتّى يعبد اللّه لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظلّ رمحي، وجعل الذّلّة والصّغار على من خالف أمرى، ومن تشبّه بقوم فهو منهم”رواه أبو داود (4031) مختصر على الأخير، أحمد (2/ 50) واللفظ له وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح (7/ 121) رقم (5114).

 

7- عن جرير بن عبد اللّه البجليّ -رضي اللّه عنه- أنّه قال: قلت: يا رسول اللّه اشترط عليّ فقال: “تعبد اللّه لا تشرك به شيئا، وتصلّي المكتوبة، وتؤدّي الزّكاة المفروضة، وتنصح للمسلم، وتبرأ من الكافر” رواه النسائي: (7/ 148)، أحمد (4/ 357) واللفظ له، سنن البيهقي (9/ 13) وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (2/ 230) رقم (636): "إسناده صحيح".

 

8- عن نوفل (أبي فروة) -رضي اللّه عنه-: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال لنوفل: “اقرأ: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ثمّ نم على خاتمتها، فإنّها براءة من الشّرك”[أبو داود (4/ 313) (ح: 5055) واللفظ له، الترمذي (5/ 474، ح 3403)، أحمد 5/ 4560، وقال الألباني في صحيح الجامع الصغير (1/ 140): "حديث حسن".

 

9- عن عمرو بن العاص -رضي اللّه عنه- قال: سمعت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم- جهارا غير سرّ- يقول: “إنّ آل أبي - ليسوا بأوليائي، إنّما وليّي اللّه وصالح المؤمنين». زاد عنبسة بن عبد الواحد عن بيان عن قيس عن عمرو ابن العاص قال: سمعت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: “ولكن لهم رحم أبلّها ببلالها، يعني أصلها بصلتها” رواه البخاري: (5990) واللفظ له، ومسلم: (215).

 

10- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “إنّ اللّه قال: من عادى لي وليّا فقد آذنته بالحرب. وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبّ إليّ ممّا افترضته عليه. وما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنّوافل حتّى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الّذي يسمع به وبصره الّذي يبصر به ويده الّتي يبطش بها ورجله الّتي يمشي بها، وإن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذ بي لأعيذنّه، وما تردّدت عن شيء أنا فاعله تردّدي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته” رواه البخاري: (6502).

 

11- عن أبي أمامة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “إنّ أولى النّاس باللّه من بدأهم بالسّلام”[رواه أبو داود (5197)، والترمذي وحسنه، ولفظه: قيل يا رسول اللّه: الرجلان يلتقيان أيهما يبدا بالسلام؟ قال: “أولاهما باللّه تعالى»، وصححه الألباني صحيح أبي داود (3/ 976) وصحيح الكلم الطيب (198).

 

12- عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص -رضي اللّه عنهما-: أنّ زنباعا أبا روح وجد غلاما مع جارية له، فجدع أنفه وجبّه، فأتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: “من فعل هذا بك؟”قال: زنباع، فدعاه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: “ما حملك على هذا؟” فقال: كان من أمره كذا وكذا، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم للعبد: “اذهب فأنت حرّ؟” فقال: يا رسول اللّه، فمولى من أنا؟ قال: “مولى اللّه ورسوله. فأوصى به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم المسلمين، قال: فلمّا قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم جاء إلى أبي بكر، فقال: وصيّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: نعم، نجري عليك النّفقة وعلى عيالك، فأجراها عليه، حتّى قبض أبو بكر، فلمّا استخلف عمر جاءه، فقال: وصيّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: نعم أين تريد؟ قال: مصر فكتب عمر إلى صاحب مصر أن يعطيه أرضا يأكلها”[مسلم (2752)، وأحمد 2/ 182 وقال الشيخ أحمد شاكر (10/ 179): إسناده صحيح].

 

13- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “إنّ للّه مائة رحمة قسّم رحمة بين أهل الدّنيا وسعتهم إلى آجالهم وأخّر تسعا وتسعين رحمة لأوليائه وإنّ اللّه تعالى قابض تلك الرّحمة الّتي قسمها بين أهل الدّنيا إلى التّسع والتّسعين فيكملها مائة رحمة لأوليائه يوم القيامة”[أحمد (2/ 514)، والحاكم في المستدرك (4/ 248) واللفظ له وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة ووافقه الذهبي].

 

14- عن ابن عبّاس -رضي اللّه عنهما-: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: “أوثق عرى الإيمان، الموالاة في اللّه والمعاداة في اللّه، والحبّ في اللّه، والبغض في اللّه”[الطبراني في الكبير، السيوطي في الجامع الصغير (1/ 69)، وقال الألباني في صحيح الجامع الصغير (2/ 343): حسن، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم (1728).

 

15- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه-، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “إنّ اللّه قد أذهب عنكم عبّيّة الجاهليّة، وفخرها بالآباء، مؤمن تقيّ وفاجر شقيّ، أنتم بنو آدم وآدم من تراب، ليدعنّ رجال فخرهم بأقوام، إنّما هم فحم من فحم جهنّم، أو ليكوننّ أهون على اللّه من الجعلان  الّتي تدفع بأنفها النّتن”[أبو داود (5116) واللفظ له، الترمذي حديث (3955) وقال: حديث حسن وقال الألباني:( حسن ) انظر حديث رقم : 1787 في صحيح الجامع].

 

16- عن أنس بن مالك -رضي اللّه عنه- قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: “لا يجد أحد حلاوة الإيمان حتّى يحبّ المرء لا يحبّه إلّا للّه، وحتّى أن يقذف في النّار أحبّ إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد إذ أنقذه اللّه، وحتّى يكون اللّه ورسوله أحبّ إليه ممّا سواهما” رواه البخاري: (6041) واللفظ له، مسلم (43).

 

17- عن عائشة رضي اللّه عنها- زوج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم- أنّها قالت: خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قبل بدر. فلمّا كان بحرّة الوبرة أدركه رجل. قد كان يذكر منه جرأة ونجدة، ففرح أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين رأوه. فلمّا أدركه قال لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: جئت لأتّبعك وأصيب معك. قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم “تؤمن باللّه ورسوله؟”قال: لا. قال فارجع. فلن أستعين بمشرك. قالت: ثمّ مضى. حتّى إذا كنّا بالشّجرة  أدركه الرّجل. فقال له كما قال أوّل مرّة. فقال له النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كما قال أوّل مرّة. قال “فارجع فلن أستعين بمشرك». قال: ثمّ رجع فأدركه بالبيداء. فقال له كما قال أوّل مرّة: “تؤمن باللّه ورسوله؟». قال: نعم. فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “فانطلق» رواه مسلم: (1817).

 

18- عن جرير بن عبد اللّه -رضي اللّه عنه- قال: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سريّة إلى خثعم، فاعتصم ناس منهم بالسّجود فأسرع فيهم القتل، قال فبلغ ذلك النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فأمر لهم بنصف العقل، وقال: “أنا بريء من كلّ مسلم يقيم بين أظهر المشركين”قالوا يا رسول اللّه لم؟ قال: “لا تراءى ناراهما”رواه أبو داود: (2645) واللفظ له، والترمذي: (1604). قال الألباني في صحيح الجامع الصغير (2-17): “حديث حسن”.

 

 

الاثار

1- عن عليّ -رضي اللّه عنه- قال: بعثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم أنا والزّبير والمقداد، فقال: “ائتوا روضة خاخ  فإنّ بها ظعينة معها كتاب. فخذوه منها” فانطلقنا تعادى  بنا خيلنا، فإذا نحن بالمرأة، فقلنا: أخرجي الكتاب، فقالت: ما معي كتاب، فقلنا: لتخرجنّ الكتاب أو لتلقينّ الثّياب، فأخرجته من عقاصها. فأتينا به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم، فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين، من أهل مكّة، يخبرهم ببعض أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم: “يا حاطب، ما هذا؟”قال: لا تعجل عليّ يا رسول اللّه، إنّي كنت امرأ ملصقا في قريش (قال سفيان: كان حليفا لهم. ولم يكن من أنفسها) وكان ممّن كان معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم. فأحببت إذ فاتني ذلك من النّسب فيهم، أن أتّخذ فيهم يدا يحمون بها قرابتي، ولم أفعله كفرا ولا ارتدادا عن ديني. ولا رضا بالكفر بعد الإسلام. فقال النّبيّ صلى اللّه عليه وسلّم: “صدق»، فقال عمر: دعني يا رسول اللّه أضرب عنق هذا المنافق، فقال: “إنّه قد شهد بدرا، وما يدريك لعلّ اللّه اطّلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم”فأنزل اللّه عزّ وجلّ: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ) [الممتحنة:1] رواه البخاري: (4890)، مسلم (2494) واللفظ له.

 

2- عن جرير بن عبد اللّه البجليّ -رضي اللّه عنه- أنّه قال: بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم سريّة إلى خثعم فاعتصم ناس منهم بالسّجود، فأسرع فيهم القتل فبلغ ذلك النّبيّ صلى اللّه عليه وسلّم فأمرهم بنصف العقل، وقال: أنا بريء من كلّ مسلم يقيم بين أظهر المشركين”قالوا: يا رسول اللّه، لم؟ قال: “لا تراءى ناراهما”[أبو داود (2645) واللفظ له، الترمذي (1604)، وذكره الألباني في الأرواء: (5/ 29- 30) وقال: صحيح وعزاه إلى الطبراني وغيره.

 

3- عن ابن عبّاس -رضي اللّه عنهما- أنّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم لأبي ذرّ: “أيّ عرى الإيمان أوثق؟”قال: اللّه ورسوله أعلم، قال: “الموالاة في اللّه، والمعاداة في اللّه، والحبّ في اللّه، والبغض في اللّه”رواه الطيران في الكبير (11/ 215) برقم (11537)، وقال الشيخ الألباني: حسن صحيح الجامع (1/ 313) رقم (2536)، والسلسلة الصحيحة (4/ 306- 307) رقم (1728).

 

4- عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جدّه رضي اللّه عنه- أنّه قال: قلت: يا نبيّ اللّه ما أتيتك حتّى حلفت أكثر من عددهنّ- لأصابع يديه- ألّا آتيك ولا آتي دينك، وإنّي كنت امرأ لا أعقل شيئا إلّا ما علّمني اللّه ورسوله وإنّي أسألك بوجه اللّه- عزّ وجلّ- بما بعثك  ربّك إلينا؟ قال: “بالإسلام”قال: قلت: وما آيات الإسلام، قال: “أن تقول أسلمت وجهي إلى اللّه- عزّ وجلّ- وتخلّيت، وتقيم الصّلاة، وتؤتي الزّكاة، كلّ مسلم على مسلم محرّم، أخوان نصيران لا يقبل اللّه- عزّ وجلّ- من مشرك بعد ما أسلم عملا، أو يفارق  المشركين إلى المسلمين”[النسائي (5/ 82- 83)، وابن ماجه بعضه (2536) وذكره الألباني في الأرواء (5/ 32)، وقال: صحيح وكذا محقق جامع الأصول وقال: حسن (1-234).

 

5- عن يزيد بن عبد اللّه بن الشّخّير -رحمه اللّه تعالى- قال: كنّا بالمربد جلوسا، فأتى علينا رجل من أهل البادية فلمّا رأيناه قلنا: كأنّ هذا رجل ليس من أهل البلد، قال: أجل، فإذا معه كتاب في قطعة أديم، وربّما قال: في قطعة جراب، فقال: هذا كتاب كتبه لى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم، فإذا فيه: “بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، هذا كتاب من محمّد النّبيّ صلى اللّه عليه وسلّم لبني زهير بن أقيش- وهم حيّ من عكل- إنّكم إن أقمتم الصّلاة وآتيتم الزّكاة، وفارقتم المشركين، وأعطيتم الخمس من المغنم، ثمّ سهم النّبيّ والصّفيّ»، وربّما قال: “وصفيّه، فأنتم آمنون بأمان اللّه تبارك وتعالى وأمان رسوله”أحمد (5/ 78) واللفظ له، سنن البيهقي (6/ 303)، وذكره الألباني في الإرواء (5/ 32) وقال: صحيح.

 

6- عن ابن عمر -رضي اللّه عنهما- أنّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم: “بعثت بالسّيف حتّى يعبد اللّه لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظلّ رمحي، وجعل الذّلّة والصّغار على من خالف أمرى، ومن تشبّه بقوم فهو منهم”رواه أبو داود (4031) مختصر على الأخير، أحمد (2/ 50) واللفظ له وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح (7/ 121) رقم (5114).

 

7- عن جرير بن عبد اللّه البجليّ -رضي اللّه عنه- أنّه قال: قلت: يا رسول اللّه اشترط عليّ فقال: “تعبد اللّه لا تشرك به شيئا، وتصلّي المكتوبة، وتؤدّي الزّكاة المفروضة، وتنصح للمسلم، وتبرأ من الكافر” رواه النسائي: (7/ 148)، أحمد (4/ 357) واللفظ له، سنن البيهقي (9/ 13) وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (2/ 230) رقم (636): "إسناده صحيح".

 

8- عن نوفل (أبي فروة) -رضي اللّه عنه-: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال لنوفل: “اقرأ: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ثمّ نم على خاتمتها، فإنّها براءة من الشّرك”[أبو داود (4/ 313) (ح: 5055) واللفظ له، الترمذي (5/ 474، ح 3403)، أحمد 5/ 4560، وقال الألباني في صحيح الجامع الصغير (1/ 140): "حديث حسن".

 

9- عن عمرو بن العاص -رضي اللّه عنه- قال: سمعت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم- جهارا غير سرّ- يقول: “إنّ آل أبي - ليسوا بأوليائي، إنّما وليّي اللّه وصالح المؤمنين». زاد عنبسة بن عبد الواحد عن بيان عن قيس عن عمرو ابن العاص قال: سمعت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: “ولكن لهم رحم أبلّها ببلالها، يعني أصلها بصلتها” رواه البخاري: (5990) واللفظ له، ومسلم: (215).

 

10- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “إنّ اللّه قال: من عادى لي وليّا فقد آذنته بالحرب. وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبّ إليّ ممّا افترضته عليه. وما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنّوافل حتّى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الّذي يسمع به وبصره الّذي يبصر به ويده الّتي يبطش بها ورجله الّتي يمشي بها، وإن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذ بي لأعيذنّه، وما تردّدت عن شيء أنا فاعله تردّدي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته” رواه البخاري: (6502).

 

11- عن أبي أمامة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “إنّ أولى النّاس باللّه من بدأهم بالسّلام”[رواه أبو داود (5197)، والترمذي وحسنه، ولفظه: قيل يا رسول اللّه: الرجلان يلتقيان أيهما يبدا بالسلام؟ قال: “أولاهما باللّه تعالى»، وصححه الألباني صحيح أبي داود (3/ 976) وصحيح الكلم الطيب (198).

 

12- عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص -رضي اللّه عنهما-: أنّ زنباعا أبا روح وجد غلاما مع جارية له، فجدع أنفه وجبّه، فأتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: “من فعل هذا بك؟”قال: زنباع، فدعاه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: “ما حملك على هذا؟” فقال: كان من أمره كذا وكذا، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم للعبد: “اذهب فأنت حرّ؟” فقال: يا رسول اللّه، فمولى من أنا؟ قال: “مولى اللّه ورسوله. فأوصى به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم المسلمين، قال: فلمّا قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم جاء إلى أبي بكر، فقال: وصيّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: نعم، نجري عليك النّفقة وعلى عيالك، فأجراها عليه، حتّى قبض أبو بكر، فلمّا استخلف عمر جاءه، فقال: وصيّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: نعم أين تريد؟ قال: مصر فكتب عمر إلى صاحب مصر أن يعطيه أرضا يأكلها”[مسلم (2752)، وأحمد 2/ 182 وقال الشيخ أحمد شاكر (10/ 179): إسناده صحيح].

 

13- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “إنّ للّه مائة رحمة قسّم رحمة بين أهل الدّنيا وسعتهم إلى آجالهم وأخّر تسعا وتسعين رحمة لأوليائه وإنّ اللّه تعالى قابض تلك الرّحمة الّتي قسمها بين أهل الدّنيا إلى التّسع والتّسعين فيكملها مائة رحمة لأوليائه يوم القيامة”[أحمد (2/ 514)، والحاكم في المستدرك (4/ 248) واللفظ له وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة ووافقه الذهبي].

 

14- عن ابن عبّاس -رضي اللّه عنهما-: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: “أوثق عرى الإيمان، الموالاة في اللّه والمعاداة في اللّه، والحبّ في اللّه، والبغض في اللّه”[الطبراني في الكبير، السيوطي في الجامع الصغير (1/ 69)، وقال الألباني في صحيح الجامع الصغير (2/ 343): حسن، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم (1728).

 

15- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه-، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “إنّ اللّه قد أذهب عنكم عبّيّة الجاهليّة، وفخرها بالآباء، مؤمن تقيّ وفاجر شقيّ، أنتم بنو آدم وآدم من تراب، ليدعنّ رجال فخرهم بأقوام، إنّما هم فحم من فحم جهنّم، أو ليكوننّ أهون على اللّه من الجعلان  الّتي تدفع بأنفها النّتن”[أبو داود (5116) واللفظ له، الترمذي حديث (3955) وقال: حديث حسن وقال الألباني:( حسن ) انظر حديث رقم : 1787 في صحيح الجامع].

 

16- عن أنس بن مالك -رضي اللّه عنه- قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: “لا يجد أحد حلاوة الإيمان حتّى يحبّ المرء لا يحبّه إلّا للّه، وحتّى أن يقذف في النّار أحبّ إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد إذ أنقذه اللّه، وحتّى يكون اللّه ورسوله أحبّ إليه ممّا سواهما” رواه البخاري: (6041) واللفظ له، مسلم (43).

 

17- عن عائشة رضي اللّه عنها- زوج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم- أنّها قالت: خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قبل بدر. فلمّا كان بحرّة الوبرة أدركه رجل. قد كان يذكر منه جرأة ونجدة، ففرح أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين رأوه. فلمّا أدركه قال لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: جئت لأتّبعك وأصيب معك. قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم “تؤمن باللّه ورسوله؟”قال: لا. قال فارجع. فلن أستعين بمشرك. قالت: ثمّ مضى. حتّى إذا كنّا بالشّجرة  أدركه الرّجل. فقال له كما قال أوّل مرّة. فقال له النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كما قال أوّل مرّة. قال “فارجع فلن أستعين بمشرك». قال: ثمّ رجع فأدركه بالبيداء. فقال له كما قال أوّل مرّة: “تؤمن باللّه ورسوله؟». قال: نعم. فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “فانطلق» رواه مسلم: (1817).

 

18- عن جرير بن عبد اللّه -رضي اللّه عنه- قال: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سريّة إلى خثعم، فاعتصم ناس منهم بالسّجود فأسرع فيهم القتل، قال فبلغ ذلك النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فأمر لهم بنصف العقل، وقال: “أنا بريء من كلّ مسلم يقيم بين أظهر المشركين”قالوا يا رسول اللّه لم؟ قال: “لا تراءى ناراهما”رواه أبو داود: (2645) واللفظ له، والترمذي: (1604). قال الألباني في صحيح الجامع الصغير (2-17): “حديث حسن”.

 

 

القصص

1- يروي أبو الفرج الجوزي قصة أبي بكر النابلسي فيقول: أقام جوهر القائد (الرافضي) لأبي تميم صاحب مصر أبا بكر النابلسي فقال له: بلغنا أنك قلت: إذا كان مع الرجل عشرة أسهم وجب أن يرمي في الروم سهماً وفينا تسعة؛ قال: ما قلت هذا؛ بل قلت إذا كان معه عشرة أسهم وجب أن يرميكم بتسعة وأن يرمي العاشر فيكم أيضاً فإنكم غيرتم الملة وقتلتم الصالحين وادعيتم نور الإلهية. فضربه ثم أمر يهودياً فسلخه فكان يذكر الله ويقرأ (كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا) ويصبر حتى بلغ الصدر فطعنه ثم حشي تبناً وصلب وقد حكى ابن السعساع المصري أنه رأى في النوم أبا بكر النابلسي بعدما صلب وهو في أحسن هيئة فقال ما فعل الله بك؟ فقال: حباني مالكي بدوام عزٍ وواعدني بقرب الانتصار؛ وقربني وأدناني إليه وقال: انعم بعيشٍ في جواري". سير أعلام النبلاء (16/ 148-150).

 

2- قصة أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه مع أبيه: فقد أخرج الطبراني في المعجم الكبير (1/ 154) (360) قال: حدثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا أسد بن موسى ثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: جعل أبو أبي عبيدة يتصدى لأبي عبيدة يوم بدر فجعل أبو عبيدة يحيد عنه فلما أكثر قصده أبو عبيدة فقتله؛ وفيهِ أَنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [المجادلة: 22]. وهذا إسناد مرسل". الولاء والبراء في الإسلام المؤلف: أبو عاصم الشحات شعبان محمود عبد القادر البركاتي المصري.

 

3- روى البخاري ومسلم -رحمهما الله- واللفظ لمسلم عن جابر بن عبد الله -رضى الله عنه- قال: كنا غزاة، فكسع رجل من المهاجرين رجلًا من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما بال دعوى الجاهلية؟ » قالوا: يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين رجلًا من الأنصار، فقال: «دعوها إنها منتنة» فسمعها عبد الله بن أُبى فقال: قد فعلوها، والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزُّ منها الأذل، قال عمر: دعنى أضرب عنق هذا المنافق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعه، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه».

 

قال محمد ابن اسحاق: عن عاصم بن عمرو بن قتادة: أن عبد الله بن عبد الله بن أُبى لما بلغه ما كان من أبيه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنه بلغنى أنك تريد قتل عبد الله بن أُبى فيما بلغك عنه، فإن كنت فاعلا فمرنى به، فأنا أحمل إليك رأسه، فوالله لقد علمت الخزرج ما كان لها من رجل أبر بوالديه منى، إنى أخشى أن تأمر به غيرى فيقتله، فلا تدعنى نفسى أنظر إلى قاتل عبد الله بن أُبى يمشى فى الناس فأقتله، فأقتل مؤمنا بكافر، فأدخل النار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «بل نترفق به ونحسن صحبته ما بقى معنا» وذكر عكرمة وغيره: أن الناس لما قفلوا راجعين إلى المدينة، وقف عبد الله بن عبد الله بن أُبى بن سلول على باب المدينة، واستل سيفه، فجعل الناس يمرون عليه، فلما جاء أبوه عبد الله بن أُبى قال له ابنه: وراءك، فقال: مالك ويلك؟!!!!

 

قال: والله لا تجوز من هاهنا حتى يأذن لك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان يسير فى ساقة فشكا إليه عبد الله بن أُبى ابنه فقال الابن: والله يا رسول الله لا يدخلها حتى تأذن له، فأذن له رسول الله (صلى الله عليه وسلم، فقال: أما أذن لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فَجُزْ الآن انتهى كلام ابن إسحاق تفسير ابن كثير (4/ 359) وأصل الخبر عند الترمذى فى السنة (5/ 90) وقال: هذا حديث حسن صحيح

 

4- كعب بن مالك رضي الله عنه يحكي عن نفسه لما هجره المسلمون بسبب تخلفه عن رسول الله في غزوة تبوك: فبينا أنا أمشي في سوق المدينة إذا نبطي من أنباط أهل الشام ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول: من يدلني على كعب بن مالك؟ فطفق الناس يشيرون له حتى إذا جاءني دفع إلي كتاباً من ملك غسان فإذا فيه: أما بعد فإنه قد بلغني أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة فالحق بنا نواسك. فقلت لما قرأتها: وهذا من البلاء فتممت بها التنور فسجرته بها أخرجه البخاري.

 

 

 

5- وفي قصة عبد الله بن حذافة السهمي -رضي الله عنه- ما يدل على ذلك. فإنه قد أسر في أحد المعارك مع الروم فعرض عليه ملك الروم أن يتنصر فرفض ثم قال له: إن فعلت شاطرتك ملكي وقاسمتك سلطاني فقال عبد الله: لو أعطيتني جميع ما تملك وجميع ما تملكه العرب على أن أرجع عن ديني طرفة عين ما فعلت ذلك. ثم هدده الملك بالقتل وصلبه ورماه قريباً من رجليه وقريباً من يديه وهو يعرض عليه مفارقة دينه فأبى. فقال له: هل لك أن تقبل رأسي وأخلي عنك فقال عبد الله له: وعن جميع أسارى المسلمين أيضاً؟ قال: نعم فقبّل رأسه فأمر الملك بإطلاق سراحه وسراح جميع المسلمين المأسورين لديهم وقدم بالأسرى على عمر - رضي الله عنه - فأخبره خبره فقال عمر: حق على كل مسلم أن يُقبّل رأس ابن حذافة وأنا أبدأ فقبل رأسه [سير أعلام النبلاء (2/ 14).

 

 

 

6- قال ابن إسحاق: لما رأى عثمان بن مظعون ما فيه أحباب رسول الله من البلاء، وهو يغدو ويروح في أمان من الوليد بن المغيرة قال: والله إن غدوى ورواحي آمنا بجوار رجل من أهل الشرك، وأصحابي وأهل ديني يلقون من البلاء والأذى في الله لا يصيبني، لنقص كبير في نفسي، فمشى إلى الوليد بن المغيرة فقال له: يا أبا عبد شمس، وفت ذمتك، قد رددت إليك جوارك، فقال له: يا ابن أخي لعله آذاك أحد من قومي؟ قال: لا، ولكني أرضى بجوار الله، ولا أريد أن أستجير بغيره، قال: فانطلق إلى المسجد فرد عليّ جواري علانية كما أجرتك علانية.

 

قال: فانطلقا فخرجا حتى أتيا المسجد، فقال الوليد: هذا عثمان قد جاء يرد عليَّ جواري، قال: صدق، قد وجدته وفيا كريم الجوار، ولكني قد أحببت ألا أستجير بغير الله، فقد رددت عليه جواره، ثم انصرف عثمان، ولبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب في مجلس من قريش ينشدهم، فجلس معهم عثمان فقال لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل. قال عثمان: صدقت. قال لبيد: وكل نعيم لا محالة زائل. قال عثمان: كذبت؛ نعيم الجنة لا يزول. قال لبيد بن رليعة: يا معشر قريش، والله ما كان يؤذي جليسكم فمتى حدث هذا فيكم؟ فقال رجل من القوم: إن هذا سفيه من سفهاء معه، قد فارقوا ديننا، فلا تجدن في نفسك من قوله، فرد عليه عثمان حتى كثر أمرهما فقام إليه ذلك الرجل فلطم عينه فخضرها والوليد بن المغيرة قريب يرى ما بلغ من عثمان، فقال: أما والله يا ابن أخي كانت عينك عما أصابها لغنية، لقد كنت في ذمة منيعة. قال: يقول عثمان: بل والله إن عيني الصحيحة لفقيرة إلى مثل ما أصاب أختها في الله، إني لفي جوار من هو أعز منك وأقدر يا أبا عبد شمس، فقال له الوليد: هلم يا ابن أخي إن شئت فعد إلى جوارك، فقال: لا”. مائة موقف من حياة العظماء: (138، 139).

 

 

متفرقات

1- قال ابن جرير -رحمه اللّه تعالى- عند قوله تعالى: (لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ): “هذا نهي من اللّه- عزّ وجلّ- إلى المؤمنين أن يتّخذوا الكفّار أعوانا وأنصارا وظهورا توالونهم على دينهم وتظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين وتدلّونهم على عوراتهم؛ فإنّه من يفعل ذلك فليس من اللّه في شيء، يعني بذلك، فقد برىء من اللّه تعالى وبرأ اللّه منه بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر: إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً) يعني إلّا أن تكونوا في سلطانهم فتخافوهم على أنفسكم فتظهروا لهم الولاية بألسنتكم وتضمروا لهم العداوة، ولا تشايعوهم على ما هم عليه من الكفر، ولا تعينوهم على مسلم بفعل”. تفسير ابن كثير (3/ 152).

 

2- قال القاضي ابن عطيّة -رحمه اللّه تعالى- في معنى قوله تعالى- (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ) [المائدة: 51]: “نهى اللّه تعالى المؤمنين بهذه الآية عن اتّخاذ اليهود والنّصارى أولياء في النّصرة والخلطة المؤدّية إلى الامتزاج والمعاضدة، وكلّ من هذين الصّنفين له حظّه من هذا المقت الّذي تضمّنه قوله تعالى فَإِنَّهُ مِنْهُمْ وأمّا معاملة اليهود والنّصارى في غير مخالطة ولا ملابسة فلا تدخل في النّهي”. المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز” (5-126).

 

3- قال القرطبيّ -رحمه اللّه- عند قوله تعالى: (بَشِّرِ الْمُنافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ) [النساء: 138-139] “يقول اللّه تعالى لنبيّه محمّد -صلى اللّه عليه وسلّم- يا محمّد، بشّر المنافقين الّذين يتّخذون أهل الكفر بي والإلحاد في ديني أولياء، يعنى أنصارا وأخلّاء من دون المؤمنين تاركين موالاة المؤمنين معرضين عنها، يطلبون عند هؤلاء الكفّار المنعة والقوّة والنّفوذ، وما علم أولئك السّفهاء البلهاء أنّ العزّة للّه جميعا”. جامع البيان للطبري (4/ 327) (بتصرف).

 

4- قال ابن قدامة المقدسيّ- رحمه اللّه تعالى-: “الأفضل لمن أكره على كلمة الكفر أو على موالاة الكفّار والموافقة على دينهم أن يصبر ولا يمتثل حتّى ولو أتى على نفسه”. المغني (9/ 24).

 

5- قال ابن تيميّة- رحمه اللّه تعالى-: إنّ تحقيق شهادة أن لا إله إلّا اللّه يقتضي أن لا يحبّ إلّا للّه، ولا يبغض إلّا للّه ولا يوالي إلّا للّه، ولا يعادي إلّا للّه، وأن يحبّ ما أحبّه اللّه، ويبغض ما أبغضه اللّه”. الاحتجاج بالقدر: (62) بواسطة الولاء والبراء لمحمد سعيد القحطاني.

 

6- قال ابن كثير- رحمه اللّه تعالى- في معنى قوله تعالى: (لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ) [آل عمران: 28] نهى اللّه تبارك وتعالى عباده المؤمنين أن يوالوا الكافرين وأن يتّخذوهم أولياء يسرّون إليهم بالمودّة من دون المؤمنين ثمّ توعّد على ذلك فقال: (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ) أي ومن يرتكب نهي اللّه في هذا فقد برىء من اللّه”. تفسير ابن كثير: (1-357).

 

7- وقال أيضا عند قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِياءَ) [المائدة: 57] هذا تنفير من موالاة أعداء الإسلام وأهله من الكتابيّين والمشركين الّذين يتّخذون أفضل ما يعمله العاملون- وهي شرائع الإسلام المطهّرة المشتملة على كلّ خير دنيويّ وأخرويّ- يتّخذونها هزوا يستهزئون بها ولعبا يعتقدون أنّها نوع من اللّعب في نظرهم الفاسد”. تفسير ابن كثير: (2-72).

 

8- قال الشّيخ عبد اللّطيف بن عبد الرّحمن بن حسن- رحمه اللّه- إنّ الموالاة تنقسم إلى قسمين: موالاة مطلقة عامّة وهذه كفر صريح، وهي بهذه الصّفة مرادفة لمعنى التّولّي، وعلى ذلك تحمل الأدلّة في النّهي الشّديد عن موالاة الكفّار، وأنّ من والاهم فقد كفر. موالاة خاصّة وهي موالاة الكفّار لغرض دنيويّ مع سلامة الاعتقاد وعدم إضمار نيّة الكفر والرّدّة كما حصل من حاطب بن أبي بلتعة في إفشاء سرّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم في غزو مكّة كما هو مذكور في سبب نزول سورة الممتحنة”. الدرر السنية: (1/235-236).

 

 

 

الإحالات

1- الموالاة والمعاداة في الشريعة الإسلامية المؤلف: محماس بن عبد الله بن محمد الجلعود.

 

2- الولاء والبراء المؤلف : محمد بن سعيد القحطاني تقديم فضيلة الشيخ عبد الرزاق عفيفي.

 

3- تحفة الإخوان بما جاء في الموالاة والمعاداة والحب والبغض والهجران للشيخ حمود التويجري.

 

4- الخلاصة في حكم الاستعانة بالكفار في القتال المؤلف: علي بن نايف الشحود.

 

5- الولاء والبراء؛ لعبد الرحمن عبد الخالق.

 

6- الولاء والبراء؛ لمحمد بن سعيد القحطاني.

 

7- الولاء والبراء في الإسلام - صالح الفوزان.

 

8- الولاء والعداء في علاقة المسلم بغير المسلم؛ عبد الله الطريقي.