مواساة

2022-10-10 - 1444/03/14

التعريف

المواساة لغة:

المواساة مصدر قولهم: واسيته وهي لغة في آسيته، يقول ابن فارس: الهمزة والسّين والواو أصل واحد يدلّ على المداواة والإصلاح. يقال: أسوت الجرح إذا داويته، ولذلك يسمّى الطّبيب الآسي. ويقال: أسوت بين القوم، إذا أصلحت بينهم، ومن هذا الباب قولهم: لي في فلان أسوة (بضمّ الهمزة وكسرها)، أي قدوة، أي أنّي أقتدي به، وأسّيت فلانا إذا عزّيته من هذا، أي قلت له: ليكن لك بفلان أسوة فقد أصيب بمثل ما أصبت به فرضي وسلّم.

وقال الجوهريّ: في مادّة (أسا) يقال: آسيته بمالي مواساة، أي جعلته أسوتي فيه، والإسوة والأسوة (بالكسر والضّمّ) هي ما يأتسي به الحزين ويتعزّى به، والجمع إسى وأسى، ثمّ سمّي الصّبر أسى، وتآسوا:أي آسى بعضهم بعضا، والأسى: المداواة والعلاج، وهو الحزن أيضا والإساء: الدّواء بعينه والإساء (أيضا) الأطبّة. جمع الآسي.

انظر تهذيب اللغة للأزهرى (13/ 138- 139). ولسان العرب (8/ 4840). والصحاح (6/ 2524). وتاج العروس (10/ 390- 391) ومقاييس اللغة (1/ 107)، المفردات (18) ] .

واصطلاحا:

قال ابن مسكويه: المواساة: معاونة الأصدقاء والمستحقّين ومشاركتهم في الأموال والأقوات [تهذيب الأخلاق لابن مسكويه (3/ 31) ] .

وقال ابن حجر- رحمه اللّه تعالى-: المواساة: أن يجعل صاحب المال يده ويد صاحبه في ماله سواء [الفتح (7/ 25) ] .

وقال غيرهما: المواساة: المشاركة والمساهمة في المعاش والرّزق[ لسان العرب لابن منظور (1/ 82) ط. دار المعارف] .

 

العناصر

1- أنواع مواساة المؤمنين .

 

 

2- الحث على البذل في أبواب الخير .

 

 

3- استنهاض الهمم لنصرة المستضعفين وإغاثة المنكوبين .

 

 

4- فضل إغاثة الملهوف .

 

 

5- التذكير بحال المستضعفين من المسلمين والتحذير من خذلانهم .

 

 

6- فضل التجاوز عن المحتاجين والمساكين والمدينين .

 

 

7- الغني إذا ذاق ألم الجوع أوجب له ذلك مواساة الفقراء المعدمين .

 

 

8- الزكاة مواساة من الأغنياء لإخوانهم الفقراء .

 

 

9- وصايا لأهل اليسر والمال.

 

 

10- الصحابة رضي الله عنهم ضربوا أروع الأمثلة في المواساة والإيثار .

 

الايات

1- قال الله تعالى: ( قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ) [الأنعام: 63- 64] .

 

2- قوله تعالى: (وَنُوحاً إِذْ نادى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ * وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ) [الأنبياء: 76- 77] .

 

3- قوله تعالى: (وَلَقَدْ نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ * وَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ * وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ * وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ * إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ) [الصافات: 75- 82] .

 

4- قوله تعالى: (وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلى مُوسى وَهارُونَ * وَنَجَّيْناهُما وَقَوْمَهُما مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ * وَنَصَرْناهُمْ فَكانُوا هُمُ الْغالِبِينَ * وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ * وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ * وَتَرَكْنا عَلَيْهِما فِي الْآخِرِينَ * سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ * إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُما مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ) [الصافات: 114- 122] .

 

5- قوله تعالى: (إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا ما أَصابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ * ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ما لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ ما فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) [آل عمران: 153- 154] .

 

6- قوله تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) [الفتح: 29] .

 

7- قوله تعالى: (وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [الأنعام:54] .

 

8- قوله تعالى: (وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [النور: 22] .

الاحاديث

1- عن أبي الدّرداء- رضي اللّه عنه- قال: كنت جالسا عند النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتّى أبدى عن ركبته، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «أمّا صاحبكم فقد غامر» فسلّم وقال: يا رسول اللّه إنّي كان بيني وبين ابن الخطّاب شيء «فأسرعت إليه ثمّ ندمت، فسألته أن يغفر لي فأبى عليّ، فأقبلت إليك، فقال: «يغفر اللّه لك يا أبا بكر» (ثلاثا) ثمّ إنّ عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل: أثمّ أبو بكر؟ فقالوا: لا، فأتى إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فجعل وجه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يتمعّر (أي تذهب نضارته من الغضب) حتّى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه، فقال: يا رسول اللّه، واللّه أنا كنت أظلم (مرّتين) فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ اللّه بعثني إليكم فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدق، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي؟» (مرّتين) فما أوذي بعدها.[البخاري- الفتح 7 (3661)] .

 

 

2- عن أنس قال: لمّا قدم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم المدينة أتاه المهاجرون فقالوا: يا رسول اللّه، ما رأينا قوما أبذل من كثير، ولا أحسن مواساة من قليل من قوم نزلنا بين أظهرهم لقد كفونا المؤنة، وأشركونا في المهنأ حتّى خفنا أن يذهبوا بالأجر كلّه، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا ما دعوتم اللّه لهم، وأثنيتم عليهم» [الترمذي (2487) وقال: حسن صحيح، واللفظ له،وقال الألباني في صحيح الترمذي صحيح،  وذكره ابن كثير في البداية والنهاية (3/ 227) وقال: رواه أحمد على شرط الشيخين] .

 

 

3- عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إذا ذكر خديجة أثنى عليها فأحسن الثّناء. قالت: فغرت يوما، فقلت: ما أكثر ما تذكرها حمراء الشّدق، قد أبدلك اللّه- عزّ وجلّ- بها خيرا منها. قال: «ما أبدلني اللّه- عزّ وجلّ- خيرا منها، قد آمنت بي إذ كفر بي النّاس، وصدّقتني إذ كذّبني النّاس، وواستني بمالها إذ حرمني النّاس، ورزقني اللّه عزّ وجلّ- ولدها إذ حرمني أولاد النّساء» [أحمد (6/ 117- 118) واللفظ له، وقال شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح وهذا سند حسن في المتابعات وذكره ابن كثير في البداية والنهاية (3/ 126) وقال: إسناده لا بأس به، وذكره الحافظ في الإصابة (4/ 283) وعزاه لابن عبد البر، وهو في الاستيعاب (4/ 286، 287) حاشية على الإصابة ] .

 

 

4- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال أبو القاسم صلّى اللّه عليه وسلّم: «لو سلكت الأنصار واديا أو شعبا لسلكت شعب الأنصار أو وادي الأنصار، ولولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار» فقال أبو هريرة: فما ظلم بأبي وأمّي صلّى اللّه عليه وسلّم، لآووه ونصروه، قال: وأحسبه قال: وواسوه . [أحمد (2/ 414) واللفظ له وقال شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين] .

 

 

5- عن أبي موسى- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ الأشعريّين إذا أرملوا  في الغزو أو قلّ طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثمّ اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسّويّة، فهم منّي، وأنا منهم» [البخاري- الفتح 5 (2486)، مسلم (2500) متفق عليه] .

 

 

6- عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أربعون خصلة- أعلاهنّ منيحة العنز- ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها، وتصديق موعودها، إلّا أدخله اللّه بها الجنّة» قال حسّان بن عطيّة- أحد الرّواة- فعددنا ما دون منيحة  العنز. من ردّ السّلام وتشميت العاطس، وإماطة الأذى عن الطّريق ونحوه فما استطعنا أن نبلّغ خمس عشرة خصلة . [البخاري- الفتح 5 (2631) ] .

 

 

7- عن أبي موسى الأشعريّ- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفكّوا العاني» [البخاري- الفتح 9 (5373) ] .

 

 

8- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ألا رجل يمنح أهل بيت ناقة تغدو بعسّ  وتروح بعسّ إنّ أجرها لعظيم» [البخاري- الفتح 5 (2629)، مسلم (1019) واللفظ له] .

 

 

9- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «طعام الاثنين كافي الثّلاثة، وطعام الثّلاثة كافي الأربعة» [البخاري- الفتح 9 (5392)، مسلم (2058) واللفظ لهما] .

 

 

10- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قالت الأنصار: اقسم بيننا وبينهم النّخل، قال: «لا» قال: «يكفوننا المئونة، ويشركوننا في الثّمر» قالوا: سمعنا وأطعنا. [البخاري- الفتح 7 (3782) ] .

 

 

11- عن زيد بن ثابت- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا يزال اللّه في حاجة العبد ما دام في حاجة أخيه» [الطبراني في الكبير (5/ 118)، وذكره الدمياطي في المتجر الرابح (537) وقال: رواه الطبراني بإسناد جيد، وقال الهيثمي في المجمع: رجاله ثقات (8/ 193). واللفظ فيه وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب صحيح لغيره (2619) ] .

 

 

12- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: من أقال مسلما أقاله اللّه عثرته» [أبو داود (3460) واللفظ له، أحمد (2/ 252) وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح (13/ 168) حديث (7425)، والحاكم (2/ 45)، وقال: هذا حديث صحيح على شرطهما ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وقال محقق «جامع الأصول» (1/ 440): إسناده صحيح ] .

 

 

13- عن سلمة بن الأكوع- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من ضحّى منكم فلا يصبحنّ في بيته بعد ثالثة شيئا، فلمّا كان في العام المقبل، قالوا: يا رسول اللّه!، نفعل كما فعلنا عام أوّل؟ فقال: «لا، إنّ ذاك عام كان النّاس فيه بجهد فأردت أن يفشو فيهم » [البخاري- الفتح 10 (5569)، مسلم (1974) واللفظ له] .

 

 

14- عن جابر بن عبد اللّه قال: كنّا فى زمان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نأخذ الأرض بالثّلث أو الرّبع الماذيانات ، فقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فى ذلك فقال: من كانت له أرض فليزرعها فإن لم يزرعها، فليمنحها أخاه، فإن لم يمنحها أخاه فليمسكها»[مسلم (1536)، ومن حديث أبي هريرة (1544) ] .

 

 

15- عن أبي سعيد الخدريّ- رضي اللّه عنه- قال: بينما نحن في سفر مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إذ جاء رجل على راحلة له فجعل يصرف بصره يمينا وشمالا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له» قال: فذكر من أصناف المال ما ذكر، حتّى رأينا أنّه لا حقّ لأحد منّا في فضل. [مسلم (1728) ].

 

 

16- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «كان رجل يداين النّاس، فكان يقول لفتاه: إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه، لعلّ اللّه يتجاوز عنّا، فلقي اللّه تعالى فتجاوز عنه»[البخاري- الفتح 11 (6480) من حديث حذيفة، و(6481) من حديث أبي سعيد، ومسلم (1562) واللفظ له].

 

 

17- عن عثمان بن عفّان- رضي اللّه عنه- أنّه قال وهو يخطب: إنّا واللّه قد صحبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في السّفر والحضر، يعود مرضانا، ويتبع جنائزنا، ويغزو معنا، ويواسينا بالقليل والكثير، وإنّ ناسا يعلموني به عسى أن لا يكون أحدهم رآه قطّ.[أحمد (1/ 69- 70) برقم (504). وقال الشيخ أحمد شاكر (1/ 378): إسناده حسن] .

 

الاثار

1- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: كنّا نسمّي جعفرا أبا المساكين، كان يذهب إلى بيته، فإذا لم يجد لنا شيئا، أخرج لنا عكّة أثرها عسل، فنشقّها ونلعقها.[نزهة الفضلاء1/ 39] .

 

 

2- قال إبراهيم بن أدهم- رحمه اللّه تعالى-: المواساة من أخلاق المؤمنين .[حلية الأولياء (7/ 370) ] .

 

 

3- قال أبو الأعرج- رضي اللّه عنه- لقد رأيتنا في مجلس زيد بن أسلم- رضي اللّه عنه- أربعين فقيها أدنى خصلة فينا التّواسي بما في أيدينا، وما رأيت في مجلسه مماريين ولا متنازعين في حديث لا ينفعنا. [نزهة الفضلاء 1/ 493] .

 

 

4- عن شعبة- رضي اللّه عنه- قال: لمّا توفّي الزّبير لقي حكيم (بن حزام) عبد اللّه بن الزّبير، فقال: كم ترك أخي من الدّين؟ قال: ألف ألف، قال: عليّ خمسمائة ألف.[نزهة الفضلاء 1/ 219] .

 

 

5- قال ابن عيينة: كان سعيد بن العاص إذا قصده سائل وليس عنده شيء قال: اكتب عليّ سجلا بمسألتك إلى الميسرة.[نزهة الفضلاء1/ 295 ] .

 

 

6- عن أبي حمزة الثّماليّ- رضي اللّه عنه- قال: إنّ عليّ بن الحسين كان يحمل الخبز باللّيل على ظهره يتّبع به المساكين في الظّلمة، ويقول: إنّ الصّدقة في سواد اللّيل تطفيء غضب الرّبّ.[نزهة الفضلاء1/ 406] .

 

 

7- عن عمرو بن ثابت- رضي اللّه عنه- قال: لمّا مات عليّ بن الحسين وجدوا بظهره أثرا ممّا كان ينقل الجرب  باللّيل إلى منازل الأرامل.[نزهة الفضلاء 1/ 406- 407] .

 

 

8- عن محمّد بن عليّ بن الحسن- رضي اللّه عنهم- قال: أراد جار لأبي حمزة السّكّريّ أن يبيع داره، فقيل له: بكم؟ قال: بألفين ثمن الدّار، وبألفين جوار أبي حمزة، فبلغ ذلك أبا حمزة، فوجّه إليه بأربعة آلاف، وقال لا تبع دارك .[ نزهة الفضلاء 1/ 595] .

 

الاشعار

1- قال الشاعر:

 

وَتَرْكِي مُوَاسَاة الأَخِلاءِ بِالَّذِي *** تَنَالُ يَدِي ظُلْمٌ لَهُمْ وَعُقُوقُ

 

 

وَإِنِّي لأَسْتَحِيي مِن اللهِ أَنْ أُرَى *** بِحَالِ اتِّسَاعٍ وَالصَّدِيقُ مُضَيَّقُ

 

[موارد الظمآن لدروس الزمان لعبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن السلمان (3/87) ] .

 

متفرقات

1- قال الذّهبيّ: قيل: كانت لأبي برزة الأسلميّ جفنة من ثريد غدوة، وجفنة عشيّة للأرامل واليتامى والمساكين.[ نزهة الفضلاء 1/ 216] .

 

 

2- عن محمّد بن إسحاق- رضي اللّه عنه- قال: كان ناس من أهل المدينة يعيشون، لا يدرون من أين كان معاشهم، فلمّا مات عليّ بن الحسين، فقدوا ذلك الّذي كانوا يؤتون باللّيل.[نزهة الفضلاء 1/ 406] .

 

 

3- وقال شيبة بن نعامة: لمّا مات عليّ (بن الحسين)- رضي اللّه عنهما- وجدوه يعول مائة أهل بيت، قال الذّهبيّ: قلت ولهذا كان يبخّل فإنّه كان ينفق سرّا ويظنّ أهله أنّه كان يجمع الدّراهم .[ نزهة الفضلاء 1/ 407] .

 

 

4- عن بكر بن عبد اللّه - رضي اللّه عنه- قال: إنّي لأرجو أن أعيش عيش الأغنياء، وأموت موت الفقراء، قال الذّهبيّ: فكان رحمه اللّه كذلك، يلبس كسوته، ثمّ يجيء إلى المساكين، فيجلس معهم يحدّثهم ويقول: لعلّهم يفرحون بذلك . [نزهة الفضلاء 1/ 438] .

 

 

5- قال الحاكم (النّيسابوريّ) صحبت ابن أبي ذهل حضرا وسفرا ... قيل لي: إنّ عشر غلّته تبلغ ألف حمل، وحدّثني أبو أحمد الكاتب أنّ النّسخة بأسامي من يمونهم تزيد على خمسة آلاف بيت، وقد عرضت عليه ولايات جليلة فأبى .[نزهة الفضلاء 2/، 1182] .

 

 

6- حكى الذّهبيّ أنّ الرّفاعيّ (أبا العبّاس أحمد بن أبي الحسن المغربيّ ثمّ البطائحيّ، كان يجمع الحطب، ويجيء به إلى بيوت الأرامل، ويملأ لهم بالجرّة .[نزهة الفضلاء 2/، 1471] .

 

الإحالات

1- نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم المؤلف : عدد من المختصين بإشراف الشيخ/ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي الناشر : دار الوسيلة للنشر والتوزيع، جدة الطبعة : الرابعة (8/3458) .

2- أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير المؤلف : جابر بن موسى بن عبد القادر بن جابر أبو بكر الجزائري الناشر : مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية الطبعة : الخامسة، 1424هـ/2003م (3/556) .

3- موسوعة الرقائق والأدب المؤلف: ياسر بن أحمد بن محمود بن أحمد بن أبي الحمد الكويس الحمداني (1/6109) .

4- شرح كتاب الفوائد المؤلف: عمر عبد الكافى شحاتة مصدر الكتاب: دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية http://www.islamweb.net (14/12) .

5- دروس للشيخ مصطفى العدوي المؤلف : أبو عبد الله مصطفى بن العدوى شلباية المصري مصدر الكتاب : دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية http://www.islamweb.net – المواساة في الشريعة (29/1) .

6- مختصر السيرة المؤلف: محمد بن عبد الوهاب سنة الولادة: 1115 هـ سنة الوفاة: 1206 هـ تحقيق: عبد العزيز بن زيد الرومي، د. محمد بلتاجي، د . سيد حجاب الناشر: مطابع الرياض مكان النشر: الرياض (1/137) .

7- التحرير والتنوير المعروف بتفسير ابن عاشور المؤلف : محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى : 1393هـ) الناشر : مؤسسة التاريخ العربي، بيروت – لبنان الطبعة : الأولى، 1420هـ/2000م (20415) .

8- التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج المؤلف : د وهبة بن مصطفى الزحيلي الطبعة : الثانية ، 1418 هـ (7/188) .

9- في ظلال القرآن المؤلف : سيد قطب (3/13) .

10- صحيح مسلم المؤلف : مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي (3/1627) - باب فضيلة المواساة في الطعام القليل وأن طعام الاثنين يكفي الثلاثة ونحو ذلك .

11- الأدب المفرد المؤلف : محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي الناشر : دار البشائر الإسلامية - بيروت الطبعة الثالثة ، 1409 – 1989 تحقيق : محمد فؤاد عبدالباقي - باب المواساة في السنة والمجاعة (1/197) .