معلم

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

المعلم هو وسيلة المجتمع وأداته لبلوغ هدفه، فهو منقذ البشرية من الظلمات الجهل

عابر بهم إلى ميادين العلم والمعرفة، وهو من أهم العوامل المؤثرة في العملية التعليمية، ويمثل

محورا أساسيا مهما في منظومة التعليم لأي مرحلة تعليمية، فمستوى المؤسسات التعليمية

ومدى نجاحها يتوقف على المعلم. (العلم والتعليم والمعلمين منظور علم الاجتماع؛ لحسين عبد الحميد أحمد رشوان:181).

 

المعلم هو حلقة الوصل بين المتعلم والمجتمع، لذلك من المهم أن يعمل جاهدا بكل

قدراته الذهنية والجسدية معا، لتحقيق المواءمة بين متطلباتهما فيعملان سويا وفق تناسق

رائع، وكل هذا بالطبع يستوجب أن يملك مقومات التفكير الصحيح.

(تنمية تفكير المعلمين والمتعلمين؛ مجدي العزيز إبراهيم:223).

العناصر

1- مكانة المعلم وعناية الإسلام به

 

2- رسالة المعلم ودوره

 

3- حق المعلم على المتعلم

 

4- من أساليب التعليم

 

5- فوائد وثمرات قيام المعلم بمهنة التعليم

 

6- دور المجتمع تجاه المعلم

 

7- رسائل للمعلم

الايات

1- قال الله تعالى: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ)[البقرة:44].

 

2- قال تعالى: (إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)[البقرة: 169].

 

3- قال تعالى: (وَلَكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ)[آلعمران:79].

 

4- قال تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)[آل عمران:159].

 

5- قال تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)[آلعمران:164].

 

6- قال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُون)[الأعراف:33].

 

7- قال تعالى: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)[التوبة:122].

 

8- قال تعالى: (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ)[يُوسُف: 76].

 

9- قال تعالى: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ)[يوسف:111]. تذكير المعلم للمتعلم بالقصة

 

10- قال تعالى: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً)[الإسراء:36].

 

11- قال تعالى في قصة موسى عليه السلام والعبد الصالح الخضر: (فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا * قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا * قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا * قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا * قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا * فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا * قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا...) الآيات [الكهف65-82].

 

12- قال تعالى: (وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ)[الأنبياء:80].

 

13- قال تعالى: (فَلا تُطِعِ الكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا)[الفرقان:52].

 

14- قال تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)[الزمر:9].

 

15- قال تعالى: (وَمَن أَحسَنُ قَولاً مِمَّن دَعَا إِلى اللهِ وَعَمِلَ صَالحًا وَقَالَ إِنَّني مِنَ المُسلِمِينَ)[فصلت:33].

 

16- قال تعالى: (يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)[المجادلة:10].

 

17- قال تعالى: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)[الجمعة :2].

الاحاديث

1- عن معاوية بن الحكم السلمي -رضي الله عنه- قال: بينا أنا أصلي مع رسول الله  إذ عطس رجل من القوم فقلت يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم فقلت واثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إلي فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني قال إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن"(رواه مسلم:٥٣٧).

 

2- عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْنِي مُعَنِّتًا، وَلا مُتَعَنِّتًا، وَلَكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا"(رواه مسلم:١٤٧٨).

 

3- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن أعرابيا بال في المسجد فثار إليه الناس ليقعوا به فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعوه وأهريقوا على بوله ذنوبا من ماء -أو سجلا من ماء- فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين"(رواه البخاري:٦١٢٨).

 

4- عن أبي رفاعة العدوي -رضي الله عنه- قال: انتهيت إلى النبي  وهو يخطب قال فقلت يا رسول الله رجل غريب جاء يسأل عن دِينِهِ، لا يَدْرِي ما دِينُهُ، قالَ: "فأقبل عليَّ رسول الله وترك خطبته حتى انتهى إليَّ، فأتي بكرسي حسبت قوائمه حديدًا، قال: فقعد عليه رسول الله، وجعل يعلمني مما علمه الله، ثم أتى خطبته، فأتم آخرها" (رواه مسلم:876).

 

5- عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ العَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ حَتَّى الحِيتَانُ فِي الْمَاءِ، وَفَضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ، كَفَضْلِ القَمَرِ عَلَى سَائِرِ الكَوَاكِبِ، إِنَّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ"(أخرجه أبو داود:٣٦٤١ واللفظ له، والترمذي:٢٦٨٢، وصححه الألباني).

 

6- عن أبي مسعود عقبة بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من دل على خير فله مثل أجر فاعله"(رواه مسلم:١٨٩٣).

 

7- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له"(رواه مسلم:١٦٣١).

 

8- عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- قال: ذكر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلان أحدهما عابد والآخر عالم فقال رسول -صلى الله عليه وسلم-: "فضلُ العالمِ على العابدِ كفضلي على أدناكم" ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير"(رواه الترمذي:٢٦٨٥، وصححه الألباني).

 

9- عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها"(رواه مسلم:٢٧٢٢).

 

10- عن مالك بن الحويرث -رضي الله عنه- قال: أتينا النبي -صلى الله عليه وسلم- ونحن شببة متقاربون فأقمنا عنده عشرين ليلة فظن أنا اشتقنا أهلنا وسألنا عمن تركنا في أهلنا فأخبرناه وكان رفيقا رحيما فقال: "ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم ومروهم وصلوا كما رأيتموني أصلي وإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم ثم ليؤمكم أكبركم"(أخرجه البخاري:٦٠٠٨، ومسلم:٦٧٤).

 

11- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنه- ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسرد سردكم هذا ولكنه كان يتكلم بكلام بينه فصل يحفظه من جلس إليه (أخرجه الترمذي:٣٦٣٩، وحسنه الألباني).

 

12- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا سلم سلم ثلاثا وإذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا (رواه البخاري:٩٤).

 

13- عن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- قيل له: من أي شيء المنبر فقال ما بقي بالناس أعلم مني هو من أثل الغابة عمله فلان مولى فلانة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقام عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين عمل ووضع فاستقبل القبلة كبر وقام الناس خلفه فقرأ وركع وركع الناس خلفه ثم رفع رأسه ثم رجع القهقرى فسجد على الأرض ثم عاد إلى المنبر ثم ركع ثم رفع رأسه ثم رجع القهقرى حتى سجد بالأرض فهذا شأنه (رواه البخاري:٣٧٧، ومسلم:٥٤٤).

 

14- عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: مر النبي -صلى الله عليه وسلم- بغلام يسلخ شاة فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تنح حتى أريك" فأدخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يده بين الجلد واللحم فدحس بها حتى توارت إلى الإبط وقال: "يا غلام هكذا فاسلخ"(رواه ابن ماجه:٢٥٩٢، وصححه الألباني).

 

15- عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: علمني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكفي بين كفيه التشهد كما يعلمني السورة من القرآن: "التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله" وهو بين ظهرانينا فلما قبض قلنا السلام -يعني-  على النبي صلى الله عليه وسلم (رواه البخاري:٦٢٦٥).

 

16- عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- قال: أخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمنكبي فقال: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"(رواه البخاري:٦٤١٦).

 

17- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنَّ امرأة سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن غسلها من المحيض فأمرها كيف تغتسل قال: "خذي فرصة من مسك فتطهري بها" قالت: كيف أتطهر؟ قال: "تطهري بها" قالت: كيف؟ قال: "سبحان الله تطهري" فاجتبذتها إلي، فقلت تتبعي بها أثر الدم (رواه البخاري:٣١٤).

 

18- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: خرجَ علينا رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ونحنُ نتنازعُ في القدرِ فغضِبَ حتى احمرَّ وجههُ حتى كأنما فُقِئ في وجنتيهِ الرُمانُ فقال: "أبهذا أُمرتُم، أمْ بهذا أُرسلتُ إليكُم؟ إنما هلكَ من كان قبلكُم حينَ تنازَعوا في هذا الأمرِ، عزمتُ عليكُم ألا تنازَعوا فيهِ"(رواه الترمذي:٢١٣٣، وحسنه الألباني).

 

19- عن أبي أمامة الباهلي-رضي الله عنه- قال: إنَّ فَتًى شابًّا أتى النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسولَ اللهِ، ائْذَنْ لي بالزِّنا، فأقبَلَ القَومُ عليه فزَجَروه وقالوا: مَهْ، مَهْ! فقال: "ادْنُهْ"، فدَنا منه قَريبًا، قال: فجَلَسَ، قال: "أتُحِبُّه لأُمِّكَ؟" قال: لا واللهِ، جَعَلَني اللهُ فِداءَكَ، قال: "ولا النّاسُ يُحِبُّونَه لأُمَّهاتِهم"، قال: "أفتُحِبُّه لابنتِكَ؟" قال: لا واللهِ، يا رسولَ اللهِ، جَعَلَني اللهُ فِداءَكَ، قال: "ولا النّاسُ يُحِبُّونَه لبَناتِهم"، قال: "أفتُحِبُّه لأُختِكَ؟" قال: لا واللهِ، جَعَلَني اللهُ فِداءَكَ، قال: "ولا النّاسُ يُحِبُّونَه لأَخَواتِهم"، قال: "أفتُحِبُّه لعَمَّتِكَ؟" قال: لا واللهِ، جَعَلَني اللهُ فِداءَكَ، قال: "ولا النّاسُ يُحِبُّونَه لعَمّاتِهم"، قال: "أفتُحِبُّه لخالتِكَ؟" قال: لا واللهِ، جَعَلَني اللهُ فِداءَكَ، قال: "ولا النّاسُ يُحِبُّونَه لخالاتِهم"، قال: فوَضَعَ يدَه عليه وقال: "اللَّهُمَّ اغفِرْ ذَنبَه، وطَهِّرْ قَلبَه، وحَصِّنْ فَرْجَه"، قال: فلمْ يَكُنْ بعدَ ذلك الفَتى يَلتفِتُ إلى شيءٍ (أخرجه أحمد:٢٢٢١١ وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح).

 

20- عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: خَطَّ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- خَطًّا مُرَبَّعًا، وخَطَّ خَطًّا في الوَسَطِ خارِجًا منه، وخَطَّ خُطَطًا صِغارًا إلى هذا الذي في الوَسَطِ مِن جانِبِهِ الذي في الوَسَطِ، وقالَ: "هذا الإنْسانُ، وهذا أجَلُهُ مُحِيطٌ به -أوْ: قدْ أحاطَ به- وهذا الذي هو خارِجٌ أمَلُهُ، وهذِه الخُطَطُ الصِّغارُ الأعْراضُ، فإنْ أخْطَأَهُ هذا نَهَشَهُ هذا، وإنْ أخْطَأَهُ هذا نَهَشَهُ هذا"(رواه البخاري:٦٤١٧).

 

21- عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنه- قال: قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار"(رواه البخاري ٣٤٦١).

 

22- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه"(رواه مسلم:٢٥٩٤).

 

23- عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال مرضت فعادني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وهما ماشيان فأتاني وقد أغمي علي فتوضأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فصب علي وضوءه فأفقت فقلت يا رسول الله كيف أصنع في مالي كيف أقضي في مالي فلم يجبني بشيء حتى نزلت آية المواريث (رواه البخاري:٦٧٢٣، ومسلم:١٦١٦).

 

24- عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- أنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بعث معاذًا إلى اليمنِ فقال: "إنك تأتي قومًا أهل كتابٍ فادعُهم إلى شهادةِ أن لا إله إلا اللهُ وأني رسولُ اللهِ فإن هم أطاعوك لذلك فأَعْلِمْهم أنَّ اللهَ افترض عليهم خمسَ صلواتٍ في كلِّ يومٍ وليلةٍ فإن هم أطاعوك لذلك فأَعْلِمْهم أنَّ اللهَ افترض عليهم صدقةً في أموالهم تُؤخذُ من أغنيائِهم وتردُّ على فقرائهم فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائمَ أموالِهم واتَّقِ دعوةَ المظلومِ فإنها ليس بينها وبين اللهِ حجابٌ"(رواه أبو داود:١٥٨٤، وصححه الألباني).

 

25- عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- كُنْتُ رِدْفَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- على حِمارٍ يُقالُ له عُفَيْرٌ، فقالَ: "يا مُعاذُ، هلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ على عِبادِهِ، وما حَقُّ العِبادِ على اللَّهِ؟"، قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: "فإنَّ حَقَّ اللَّهِ على العِبادِ أنْ يَعْبُدُوهُ ولا يُشْرِكُوا به شيئًا، وحَقَّ العِبادِ على اللَّهِ أنْ لا يُعَذِّبَ مَن لا يُشْرِكُ به شيئًا"، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ أفَلا أُبَشِّرُ به النّاسَ؟ قالَ: "لا تُبَشِّرْهُمْ، فَيَتَّكِلُوا"(أخرجه البخاري:٢٨٥٦، ومسلم:٣٠).

 

26- عن أبي بن كعب -رضي الله عنه- أنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "يا أبا المُنْذِرِ، أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟" قالَ: قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ. قالَ: "يا أبا المُنْذِرِ أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟" قالَ: قُلتُ: (اللَّهُ لا إلَهَ إلّا هو الحَيُّ القَيُّومُ)[البقرة:٢٥٥] قالَ: فَضَرَبَ في صَدْرِي، وقالَ: "واللَّهِ لِيَهْنِكَ العِلْمُ أبا المُنْذِرِ"(رواه مسلم:٨١٠). مدح المعلم للمتعلم

 

27- عن جرير بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: كُنّا جُلُوسًا عِنْدَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- إذْ نَظَرَ إلى القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ قالَ: "إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كما تَرَوْنَ هذا القَمَرَ، لا تُضامُونَ في رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ لا تُغْلَبُوا على صَلاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وصَلاةٍ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فافْعَلُوا"(رواه البخاري:٧٤٣٤). انتهاز الفرص للتعليم.

 

28- عن العرباض بن سارية -رضي الله عنه- قال: وعظنا رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يومًا بعد صلاةِ الغداةِ موعظةً بليغةً ذرفَتْ منها العيونُ ووجِلتْ منها القلوبُ فقال رجلٌ: إنَّ هذه موعظةُ مُودِّعٍ فماذا تعهد إلينا يا رسولَ اللهِ؟ قال: "أوصيكم بتقوى اللهِ، والسمعِ والطاعةِ وإن عبدٌ حبشيٌّ فإنه من يعشْ منكم يرَ اختلافًا كثيرًا، وإياكم ومحدثاتِ الأمورِ، فإنها ضلالةٌ فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنَّتي وسنةِ الخلفاءِ الراشدِين المهديِّين عَضوا عليها بالنواجذِ"(أخرجه أبو داود:٤٦٠٧، والترمذي:٢٦٧٦). وعظ المعلم للمتعلم

 

29- عن أبي ذر الغفاري-رضي الله عنه- أنَّ ناسًا مِن أَصْحابِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قالوا للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: يا رَسولَ اللهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بالأُجُورِ، يُصَلُّونَ كما نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كما نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ بفُضُولِ أَمْوالِهِمْ، قالَ: "أَوَليسَ قدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ ما تَصَّدَّقُونَ؟ إنَّ بكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً.."، إلى أن قال: "وفي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ.." الحديث رواه مسلم:١٠٠٦). التلميح فيما يُستحيا منه.

 

 

 

 

الاثار

1- قال علي -رضي الله عنه-: "مَا أخذَ اللهُ على أهلِ الجهلِ أن يَتَعلّموا، حتّى أخذَ على أهلِ العِلْمِ أنْ يُعَلِّموا"(تاريخ مدينة دمشق:1-37 ج30، ص:227).

 

2- قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "من كان كلامه لا يوافق فعله فإنما يوبخ نفسه"(عيون الأخبار:1-204).

 

4- قال أبو الدرداء -رضي الله عنه-: "ويلٌ لمن لا يَعْلَم مَرَّة، وويل لمن يَعْلَم ولَا يَعْمَلُ سبع مرات"(2-347).

 

5- قال وهب ابن منبه -رحمه الله-: "يتشعب من العلم الشرفُ وإن كان صاحبه دَنِيَّاً، والعز وإن كان صاحبه مهيناً، والقرب وإن كان قصيَّاً، والغنى وإن كان فقيراً، والمهابة وإن كان وضيعا"(تذكرة السامع والمتكلم:34).

 

6- قال سفيان الثوري -رحمه الله تعالى-: " العِلْمَ إِنْ لَمْ يَنْفَعَكَ ضَرَّكَ"(تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام:5-239).

 

7- قال عكرمة رحمه الله تعالى: "إنَّ لهذا العلمِ ثَمناً. قيل: وما هو؟ قال: أنْ تَضَعهُ فيمنْ يُحْسِنُ حَمْلهُ ولا يُضَيِّعَهُ"(إحياء علوم الدين:1-23).

 

8- قال أبو حنيفة: "إذا صحَّ الحديثُ فهو مذهبي"(ابن عابدين في " الحاشية:1-63).

 

9- قال مالك: "إنما أنا بشرٌ أُخطئ وأصيبُ، فانظروا في رأيي، فكلُّ ما وافق الكتاب والسنَّة فخذوه، وإلا فاتركوه"(الجامع لابن عبد البر:2-32).

 

10- قال الشافعيُ: "ما من أحدٍ إلَّا وقد تذهبُ عليه سُنَّةٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فمهما قلتُ من قولٍ أو أصَّلتُ من أصلٍ فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلافُ ما قلتُ، فالقولُ ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قولي"(تاريخ دمشق لابن عساكر:28-286).

 

11- قال بعض السّلف: "مَنْ تَكَبَّرَ بِعِلْمِهِ وَتَرَفَّعَ وَضَعَهُ اللهُ بِهِ، وَمَنْ تَوَاضَعَ بِعِلْمِهِ رَفَعَهُ اللهُ بِهِ"(أدب الدنيا والدين:٧٢).

 

القصص

1- عن عمار بن أبي عمار أن زيد بن ثابت رضي الله عنه ركب يوماً فأخذ ابن عباس -رضي الله عنهما- بركابه فقال: تنخ يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم! فقال: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا وكبرائنا. فقال: زيد أرني يدك فأخرجها فقبلها وقال: "هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (حياة الصحابة:452).

 

2- قال الربيع: "والله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظُر إليَّ هيبةً له"(تاريخ مدينة دمشق:51-404).

 

3- قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ -رحمَه اللهُ-: "كنتُ عندَ إسحاقَ بنِ رَاهويه، فقالَ لنا: لو جَمعتم كتابًا مُختصرًا لسُننِ النَّبيِّ -صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلمَ-، فَوقعَ ذَلكَ في قَلبي، فَأخذتُ في جَمعِ هذا الكتابِ"؛ ثُمَّ كانَ صحيحَ البخاري"(تاريخ بغداد:2-322).

 

4- قال الإمامُ الذَّهبيُّ -رحمَه اللهُ- عن شَيخِه عَلَمِ الدِّينِ البِرزَالي: "وكانَ هو الذي حَبَّبَ إليَّ طلَبَ الحديث؛ فإنَّه رأى خَطِّي فقَالَ: خَطُّكَ يُشبِهُ خَطَّ المحدِّثينَ" قالَ الذَّهبيُّ: "فأثَّر قَولُه فيَّ"(الدرر الكامنة:3-323).

 

 


 

الاشعار

1- قال أبو الأسود الدؤلي :

يا أيها الرجل المعلم غيره *** هلا لنفسك كان ذا التعليم

تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى *** كيما يصح به وأنت سقيم

فابدأ بنفسك وانهها عن غيها *** فإذا انتهت عنه فأنت حكيم

فهناك يقبل ما تقول ويهتدي *** بالقول منك وينفع التعليم

لا تنه عن خلق وتأتي مثله *** عار عليك إذا فعلت عظيم

(مصباح الظلام وبهجة الأنام شرح نيل المرام من أحاديث الأنام:548)

 

2- قال د. بدر عبد الحميد إبراهيم:

حي المعلم شـامخا فاق الورى*** أعطى الحيــاة حياته بل أكثرا

واذكر على الأيام فضل جهاده *** متألـقا صــاغ العلوم جواهرا

يا أيها الركب الــكريم تحية *** من عاشق عشق النجوم مفاخرا

هذا المعلم من يدانــي فضله *** أو من يسابق جهده يا هل ترى

سما يطاول أنجـما وكواكبا *** خضعت له كل المـعالي في الذرا

كالبحر يصبح بالعطايا مثلـما *** يمـسي على فيض الأماني زاخرا

كالشمس تشرق بالضياء مجددا *** حتى يـظل الـعود أخضر ناضرا

هذا المجاهد إن شكا قرناؤه *** يبقى على الأيام جـلدا صــابرا

فشعاره :هذي القناعة والرضا *** مـلك عـظيم قد رآه عــامرا

إن ضنت الأيام يبقى حامدا *** إن ضــاقت الأقدار يبقى شاكرا

فطريقه الإخلاص يحدوه التقى *** متعففا , صلب الإرادة طـاهرا

وسلاحه الطبشور أول عهده *** يبقى يـقاسمه الـطريق وآخرا

لو قلت شعرا سيدي لتكـسرت *** هذي القوافي في يديك وأبـحرا

ما الـــشعر إلا نفثة ميمونة *** تفنى تزول وتـبقى دوما شاعرا

هذا الكريم فحيه واذكر له *** فضلا كبيرا في الخلود مـسطرا

(مجلة الفيصل: العدد 237، ص:65)

 

3- قال د. معتز علي القطب:

زَرَعَ المعلمُ في الصُّفوفِ نَخيلا *** يُعطِي وَيثمرُ عَالِماً وَجَليلا

مَا انفكَّ يَسقي كلَّ يومٍ غَرسَهُ *** وَيدلِّلُ الأزهارَ والإكليلا

فَنَمَتْ مِن الفعلِ الجَميلِ حَضارةٌ *** بَل أصبَحَ البلدُ البَسيطُ جَمِيلا

قَد فَاز فِي أم الوظائفِ كُلِّها *** مَن مارسَ التعليمَ والتأهيلا

النَّاسُ تَصْرُخُ في البلادِ جَميعها *** مَا أعظمَ التدريسَ وَالتأويلا

مِن مِهنةٍ التَعليمِ تَحيا أمةٌ *** كَتَبوا عَليهَا الجهلَ وَالتضليلا

إنَّا سَننهضُ بالمعلمِ واثقاً *** لِنُزيلَ غدراً أتقنَ التمثيلا

عَطشى نَمدُّ كؤوسَنا فيعيدُها *** مَلأى تَفيضُ عَلى الجموعِ سَبيلا

جَوعى نَمُدُّ الى المعلمِ صَحنَنا *** يَطهو ويطعمُ جائعاً وَكفيلا

ما زالَ يَملأ خَيرَهُ في كيسِنا *** مِن كثرةِ الخيراتِ صارَ ثَقيلا

قد جاءَ يغرسُ في البلادِ جَميعها *** شَجَراً يحبُّ الذكرَ والترتيلا

لم يبقَ في الأملِ المُغيبِ حظُّهُ *** إلا المُعلمُ يُتقنُ التَدليلا

لم يبقَ للإبداعِ إلا فرصةٌ *** في صفِ أستاذٍ يكونُ خليلا

نحتاجُ تنميةً فَمن سَيعيدُها *** ويكون للعِلْمِ العظيمِ رسولا؟

في كلِّ ركنٍ من بلادي قصةٌ *** تحتاجُ جيلاً يطلبُ التحصيلا

نحتاجُ فنًّا في عمارةِ أرضنا *** وَمُعلماً كي يَنشرَ التبجِيلا

ومعلماً يَهوَى زراعةَ أرضهِ *** يَحوي فُؤادُهُ شَمعةً وَفَتيلا

أعطوا المعلمَ ما يُعيدُ بَهاءه *** ليعودَ يُسرجُ في الدجى قِنديلا

زيدوهُ زَيتاً كي ينيرَ بنوره *** فَيعمَّ خيرٌ يستمرُّ طويلا

وَضَعوهُ فَوقَ رؤوسِنا وجباهِنا *** كي يأخذَ التبجيلَ والتقبيلا

يا ويحَ من جَعَلوا السراجَ مُعطلاً *** والجيلُ أصبَحَ تافهاً وَعَليلا

دَيْنٌ يُردُّ على البلادِ جَميعها *** صُنْعُ المعلمِ يرفُضُ التَعديلا

إن كانَ خيراً عادَ في بُستاننا *** ثمرٌ يُغذي سيِّداً ونبيلا

شمسٌ تنيرُ على البلادِ وأهلِها *** والنورُ يخرجُ ساطعاً وأصيلا

لو ضاعَ نورُ العلمِ من بُستاننا *** فالكلُّ يظهرُ ذابلاً وذليلا

في دِينِنا أعطوا المعلمَ حقَّهُ *** كي يُتقنَ التوضيحَ والتعليلا

كي يضمنَ الطفلُ الجميلُ مَكانهُ *** ويصيرَ للمجد العظيم دليلا

عاش المعلمُ فوقنا لحياتنا *** يبقى على رأسِ الأنام نزيلا

أعطوهُ من كلِّ الوظائفِ حصةً *** كلُّ الوظائفِ تقبلُ التعديلا

فِلذاتُ أكبادٍ تُناجي ربَّها *** كي تضمن الأشجارَ والتظليلا

(موقع الألوكة)

 

4- قال سليمان بن سحمان:

وَالعِلْمُ نُورٌ فَكُنْ بِالعِلْمِ مُعْتَصِمًا *** إِنْ رُمْتَ فَوزًا لَدَى الرَّحْمَنِ مَوْلانا

وَهْوَ النَّجَاةُ وَفِيهِ الْخَيْرُ أَجْمَعُهُ *** وَالْجَاهِلُونَ أَخَفُّ النَّاسِ مِيزَانَا

وَالْعِلْمُ يَرْفَعُ بَيْتًا كَانَ مُنْخَفِضًا *** وَالْجَهْلُ يَخْفِضُهُ لَوْ كَانَ مَا كَانَا

وَأَرْفَعُ النَّاسِ أَهْلُ الْعِلْمِ مَنْزِلَةً *** وَأَوْضَعُ النَّاسِ مَنْ قَدْ كَانَ حَيْرَانًا

(موقع الديوان)

 

5- قال أحد الشعراء:

ما الفضلُ إلا لأهلِ العلْمِ إنّهُمُ *** على الهدى لِمن استهدى أَدِلاّءُ

فَقُمْ بِعِلْمٍ ولا تَطْلُـبْ به بَدَلاً *** فالناسُ مَوتى وأهلُ العلمِ أحياءُ

(الأدب الإسلامي وتاريخه في عصوره:53)

 

7- قال الشاعر حافظ إِبراهيم رحمه الله تعالى:

لا تحسبنَّ العلمَ ينفعُ وحدَه *** ما لم يُتوَّج ربُّه بِخَلاقِ

والعلمُ إِن لم تكتنفهُ شَمائلٌ *** تُعْليهِ كان مَطِيةَ الإِخفاقِ

كَم عالمٍ مدَّ العلومَ حبائلاً *** لوقيعةٍ وقطيعةٍ وفراقِ

وفقيهِ قومٍ ظل يرصُدُ فقهَهُ *** لمكيدةٍ أو مُسْتَحِلِّ طلاقِ

وطبيبِ قومٍ قد أحلَّ لطبّهِ *** ما لا تُحلُّ شريعةُ الخلاقِ

وأديبِ قومٍ تستحقُّ يمينهُ *** قطعَ الأناملِ أو لَظى الإِحراقِ

(‏رفيق، شاعر الوطن.. ‏دراسة عن الشاعر الليبي أحمد رفيق:58)

 

8- قال الشاعر:

إِنَّ المعلِّمَ والطَّبيبَ كلاهُما *** لا يَنْصَحانِ إِذا هُما لم يُكَرما

فاصبرْ لدائكَ إِن أهنتَ طبيبَهُ *** واصبرْ لجهلكَ إِن جفوتَ مُعَلِّما

(أدب الدنيا والدين:48)

 


 

الحكم

1- قال الحكماء: "احتفظ بِوَقَارِكَ في أربعةِ مَواطِنَ: في مُذاكرَتك مع مَن هو أَعلمُ منكَ، وتعليمِك لمن هو أكبرُ منك، ومُخَاصمَتِك مع مَن هو أقوى منك، ومُنَاقشتِكَ مع مَن هو أَسْفَهُ منك"(هكذا علمتني الحياة).

 

2- قال بعض الأدباء: "كُلُّ عِزٍّ لَا يُوَطِّدُهُ عِلْمٌ مَذَلَّةٌ، وَكُلُّ عِلْمٍ لَا يُؤَيِّدُهُ عَقْلٌ مَضَلَّةٌ"(أدب الدنيا والدين:27).

 

3- قال المنصور لولده: "خذ عني أثنين: لا تقلْ بغيرِ تَفْكيرٍ، ولا تعملْ بغيرِ تَدْبيرٍ"(جواهر الادب من خزائن العرب:2-29).

 

4- قيل: "إذا جمعَ المعلّمُ ثلاثاً تمت النّعمة بها على المتعلّم: الصبر، والتواضع، وحُسْنُ الخُلُقِ. وإذا جمعَ المتعلّم ثلاثاً تمت النّعمة بها على المعلّم: العقلُ، والأدبُ، وحُسْنُ الفهم"(إحياء علوم الدين:101).

 

متفرقات

1- قال بعض العلماء: "لا تصحب إلّا أحد الرجلين: رجلاً تتعلَّم منه شيئاً في أمر دينِكَ فينفعكَ، أو رجلاً تُعَلِّمهُ شيئاً في أمر دينِهِ فَيَقْبَلُ مِنْكَ. وأما الثالث: فَاهْرُبْ مِنهُ"(إحياء علوم الدين:2-211).

 

2- قال أبو الوليد الباجي رحمه الله في وصيته لولديه: "والعلم لا يفضي بصاحبه إلا إلى السعادة، ولا يقصر عن درجة الرفعة والكرامة، قليله ينفع، وكثيره يعلي ويرفع، كنز يزكو على كل حال، ويكثر مع الإنفاق، ولا يغصبه غاصب، ولا يُخاف عليه سارق ولا محارب؛ فاجتهدا في تحصيله، واستعذبا التعب في حفظه والسهر في درسه، والنصب الطويل في جمعه، وواظبا على تقييده وروايته، ثم انتقلا إلى فهمه ودرايته"(من روائع وصايا الآباء للأبناء:220-221).

 

3- قال ابن حزم رحمه الله: "لو لم يكن من فضل العلم إلا أن الجهال يهابونك، وأن العلماء يجلونك لكان ذلك سبباً إلى وجوب طلبه، فكيف بسائر فضله في الدنيا والآخرة؟.

ولو لم يكن من نقص الجهل إلا أن صاحبه يحسد العلماء، ويغبط نظراءه من الجهال- لكان ذلك سباً إلى وجوب الفرار عنه، فكيف بسائر رذائله في الدنيا والآخرة؟"(الأخلاق والسير في مداواة النفوس:21).

 

4- قال ابن جماعة رحمه الله: "إذا نظرت وجدت معاني الثلاثة موجودة في معلم العلم؛ أما الصدقة فإقراؤه إياه العلم وإفادته إياه؛ ألا ترى إلى قوله " في المصلي وحده: "من يتصدق على هذا"؛ أي بالصلاة معه؛ لتحصل فضيلة الجماعة، ومعلم العلم يحصل للطالب المنتفع به فضيلة العلم التي هي أفضل من صلاة في جماعة، وينال بها شرف الدنيا والآخرة.

وأما العلم المُنْتَفع به فظاهر؛ لأنه كان سبباً لإيصاله ذلك العلم إلى كل من انتفع به.

وأما الدعاء الصالح له فالمعتاد المستقر على ألسنة أهل العلم والحديث قاطبة من الدعاء لمشايخهم وأئمتهم.

وبعض أهل العلم يدعون لكل من يذكر عنه شيء من العلم، وربما قرأ بعضهم الحديث بسنده، فيدعو لجميع رجال السند؛ فسبحان من اختص من شاء من عباده بما شاء من جزيل عطائه"( آداب العالم والمتعلم:68).

 

5- قال ابن جماعة رحمه الله: "واعلم أن الطالب الصالح أعودُ على العالِم بخير الدنيا والآخرة من أعز الناس عليه، وأقرب أهله إليه.

ولذلك كان علماء السلف الناصحون لله ودينه يُلْقون شبك الاجتهاد لصيد طالب ينتفع الناس به في حياتهم ومِنْ بعدهم.

ولو لم يكن للعالم إلا طالب واحد ينفع الله بعلمه وهديه لكفاه ذلك الطالب عند الله -تعالى-؛ فإنه لا يتصل شيء من علمه إلى أحد فينتفع به إلا كان له نصيب من الأجر.

فأكرم بالتعليم من مهنة، وأعظم به من شرف ومهمة"(آداب العالم والمتعلم:63).

 

6- قال الإمام النووي: "وعلى المعلم أن يؤدب المتعلم علي التدريج بالآداب السنية, والشيم المرضية ورياضة النفس بالدقائق الخفية ويعوِّده الصيانة في جميع أموره الباطنة والجلية, ويحرضه بأقواله وأفعاله المتكررات علي الإخلاص والصدق وحسن النيات ومراقبة الله تعالي"(التبيان في آداب حملة القرآن:41).

 

7- قال الشيخ عبدالرحمن ابن سعدي رحمه الله: "فالمعلم مأجور على نفس تعليمه، سواء أفهم المتعلم أو لم يفهم؛ فإذا فهم ما علمه، وانتفع به بنفسه أو نفع به غيره كان الأجر جارياً للمعلم ما دام النفع متسلسلاً متصلاً.

وهذه تجارة بمثلها يتنافس المتنافسون؛ فعلى المعلم أن يسعى سعياً شديداً في إيجاد هذه التجارة؛ فهي من عمله وآثار عمله، قال -تعالى-: (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ)[يس:12]؛ فـ (مَا قَدَّمُوا) ما باشروا عمله، و (آثَارَهُمْ): ما ترتب على أعمالهم من المصالح والمنافع أو ضدها في حياتهم وبعد مماتهم"(الفتاوى السعدية:456).

 

8- قال البشير الابراهيمي: "أنتم معاقد الأمل في إصلاح هذه الأمة ؛ فإن الوطن لا يعقد رجائه على الأميين الذين يريدون أن يصلحوا فيفسدون، ولا على هذا الغثاء من الشباب الجاهل المتسكع الذي يعيش بلا علم ولا عقل ولا تفكير، ولا الذي يغط في النوم ما يغط، فإذا افاق على صيحة تمسّك بصداها، و كررها كما يكرر الببغاء"(آثار البشير الإبراهيمي:3-166).

 

9- قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- يقول فيها: "لا ريب أن المعلم هو المربي الروحي للطالب، فينبغي أن يكون ذو أخلاق فاضلة، وسمت حسن حتى يتأسى به تلامذته، كما ينبغي أن يكون محافظ على المأثورات الشرعية، بعيد عن المنهيات، حافظ لوقته، قليل المزاح، واسع البال، طلق الوجه، حسن البشر، رحب الصدر، جميل المظهر، ذا كفاية ومقدرة، وسعة اطلاع، كثير العلم بالأساليب العربية ليتمكن من تأدية واجبه على الوجه الأكمل.

 

ولا شك أن من يعني بدراسة النفس البشرية من كافه النواحي، ويبحث عن الأسباب الموصلة إلى معرفة الطريقة التي يمكن بواسطتها غرس العلوم في هذه النفس بسهولة ويسر، سوف يحصل على نتائج طيبة في كشف خفاياها وما انطوت عليها من مشاعر وأحاسيس، ومدى تقبلها للمعلومات المراد غرسها فيها، وسيخرج من تلك الدراسة والبحث بمعلومات هي في الحقيقة من القواعد العامة التي يقوم عليها صرح التعليم، وهذه القواعد يمكن إجمالها في أنه إذا ما أراد أي معلم أن يغرس معلوماته في أذهان تلامذته فلابد له قبل كل شيء أن يكون ذا إلمام تام بالدرس الذي وكل إليه القيام به، وذا معرفة بالغة بطرق التدريس، وكيفية حسن الإلقاء، ولفت نظر طلابه بطريقة جلية واضحة إلى الموضوع الأساسي للدرس، وحصره البحث في موضوع الدرس، دون الخروج إلى أهواء قد تبلبل أفكار التلاميذ، وتفوت عليهم الفائدة، وأن يسلك في تعليمهم العلوم التي يلقيها عليهم طرق الاقناع، مستخدماً وسائل العرض والتشبيه والتمثيل، وأن يركز اهتمامه على الأمور الجوهرية التي هي القواعد الأساسية لكل درس من الدروس، وأن يغرس في نفوسهم كليات الأشياء، ثم يتطرق إلى الجزئيات شيء فشيء إذ المهم في كل أمر أصله، وأما الفروع فهي تبع للأصول، وأن يركز المواد ويقربها إلى أذهان التلاميذ، وأن يحبب إليهم الدرس، ويرغبهم في الإصغاء إليه، ويعلمهم بفائدته وغايته أخذ في الحسبان تفهم كل طالب ما يناسبه باللغة التي يعلمها، فليس كل على حد سواء، وأن يفسح المجال للمناقشة معهم، وتحمل الأخطاء التي تأتي في مناقشتهم، لكونها ناتجة عن البحث عن الحقائق، وأن يشجعهم على كل بحث يفضي إلى وقوفهم إلى الحقيقة، آخذاً في الحسبان عوامل البيئة والطباع والعادات والمناخ، لأن تلك الأمور تؤثر تأثيراً بالغاً في نفسيات التلاميذ، ينعكس على أفهامهم وسيرتهم وأعمالهم.

 

إن المعلم النبيه الذكي الآخذ بهذه الأمور، يكون تأثيره على تلامذته أبلغ من تأثير من دونه من المعلمين، ومهمة المعلم أشبه ما تكون بمهمة الطبيب.

 

ومن واجبه أن يعرف ميول طلابه، ومدى حظ كل واحد من الذكاء، وعلى أساس هذه المعرفة، يقدر المقاييس الأساسية التي يسير عليها نهجها في مخاطبة عقولهم وأفهامهم، وتلك من أهم أسباب نجاح المعلم"(ابن باز:2-318، 319).

 

10- قال الأستاذ أحمد جمال -رحمة الله عليه-: "إن العلماء الذين يحفظون العلم في صدورهم، ولا ينقلونه إلى غيرهم، ليسوا علماء، لأن واجبهم أن يورثوا العلم الذي تعلموه للجهلاء علماً ومعرفة، وللسفهاء أمر بالمعروف، ونهي عن المنكر، ودعوة للخير إذاً فالمعلمون هم العلماء و ورثة الأنبياء بصدق"(قراءات في التربية الاسلامية:64).

 

11- قال الأستاذ أحمد جمال -رحمة الله عليه-: " يرتكب المدرسون خطيئة كبرى حين يتخذون من منصة المدرسة عرشاً، إذا ما جلسوا عليه تخيلوا أنفسهم معلقون بالثريا ورأوا طلابهم دونهم إلى الثرى، فهم لا يرضون أن توجه إليهم من أسئلة الطلاب ومناقشتهم، إلا ما اتفق مع أصول اللياقة والأدب، ولا يسمحون لأي طالب مفكر أن يتجاوز معهم الحدود بنقاش أو جدال.

و يخطئ مدرسو المواد الدينية بصفة خعندما يهملون الغيرة على حرمات الله، و أحكام دينية، فيقذفون بالسباب والملام في وجوه الطلاب، الذين يبدو منهم بعض التساهل والتهاون في أحكام الدين وآدابه، أو الطلاب الذين يكثرون الجدل حول بعض شؤون العقيدة وأصولها، وينبغي أن يكون صدره رحب وأسلوبه مقنع في هذا الباب"(قراءات في التربية الاسلامية:68).

 

12- قال البشير الابراهيمي: "ربوهم على الرجولة وبعد الهمة، وعلى الشجاعة والصبر، وعلى الإنصاف والإيثار، وعلى البساطة واليسر، وعلى العفة و الأمانة، وعلى المروءة والوفاء، وعلى الاستقلال والاعتداد بالنفس، وعلى العزة والكرامة، وعلى التحابب والتسامح، وعلى حب الدين والعلم، وكونوا لتلاميذكم قدوة صالحة في الأعمال والأحوال والأقوال، لا يرون منكم إلا الصالح من الأعمال والأحوال، ولا يسمعون منكم إلا الصادق من الأقوال"(آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي:115).

 

13- 0020قال عليُّ القاسمي: "أنَّ الأستاذَ الدكتورَ عبدَ المنعمِ تِلِّيمةَ، أُستاذَ النقدِ الأَدبي في جَامعةِ القَاهرةِ يَقولُ: كنتُ أَعملُ أَستاذًا للغةِ العربيةِ باليابان خِلالَ الثمانينات، وحَصلتُ على رَاتبٍ أَعلى من رَاتبِ رَئيسِ الوزراءِ الياباني، فخِفتُ أن يكونَ هُناكَ خَطأٌ ويُطالبوني بردِّ المبلغِ بعدَ ذلك، فذهبتُ إلى مسؤولِ المالياتِ في الجامعةِ، فقَالَ لي: إنَّ قَانونَ الرواتبِ في اليابان مُوحَّدٌ على الجميعِ، وإن درجتي العلميةَ أَعلى من دَرجةِ رَئيسِ الوزراءِ، وسَنواتِ خِبرتي أَكثرُ منه، إضافةً إلى تَميِّزِ المعلمِ ومَكانتِه التي تُعتبرُ أَعلى من رَئيسِ الوزراءِ اليَاباني؛ لذلك تَستحقُ رَاتباً أَكثرَ من رَئيسِ وزرائنا"(طرائفِ النوادرِ عن أصحابِ المآثرِ للدكتورُ عليُّ القاسمي).

الإحالات

1- المعلم الناجح؛ د. عبدالله العامري

 

2- مكانة المعلم في الإسلام.

 

3- المدرسة الإسلامية: نشأةً وتطورًا وواقعًا ومستقبلًا المدرسة الإسلامية للتربية؛ عدنان حسن الخطيب