معاملة

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

التعريف:

 

المعاملة لغة: مصدر عامل، وهذا المصدر مأخوذ من مادّة (ع م ل) الّتي تدلّ على كلّ فعل يفعل، قال الخليل: عمل يعمل عملا فهو عامل، ويقال: اعتمل الرّجل إذا عمل بنفسه، قال في الصّحاح: والتّعميل تولية العمل يقال: عمّلت فلانا على البصرة: ولّيته إيّاها.

 

وقال ابن منظور: عاملت الرّجل أعامله معاملة، والمعاملة في كلام أهل العراق: هي المساقاة في كلام الحجازيّين (مقاييس اللغة لابن فارس: 4-144، ولسان العرب: 11-476، والصحاح: 5-1775، والمصباح المنير للفيومي: 430).

 

وقال الفيّوميّ: وعاملته في كلام أهل الأمصار يراد به التّصرّف من البيع ونحوه.

 

قال النّوويّ- رحمه اللّه-: والمساقاة على إطلاقها أن يدفع الرّجل إلى آخر شجره ليقوم بسقيه وعمل سائر ما يحتاج إليه بجزء معلوم له من ثمره.

 

وقيّده الشّافعيّ- رحمه اللّه- بقوله: “على ما يكفل الرّفق بالعامل وصاحب العمل” (المجموع شرح المهذب: 14-400).

 

المعاملة اصطلاحا:

قال التّهانويّ: المعاملة عند الفقهاء عبارة عن العقد على العمل ببعض الخرج (النّتاج) وتطلق المعاملات أيضا على الأحكام الشّرعيّة المتعلّقة بأمر الدّنيا باعتبار بقاء الشّخص كالبيع والشّراء والإجارة ونحوها. وجعلها أصحاب الشّافعيّ ركنا من أركان الفقه؛ فقالوا: الأحكام الشّرعيّة إمّا أن تتعلّق بأمر الآخرة وهي العبادات أو بأمر الدّنيا وهي إمّا أن تتعلّق ببقاء الشّخص وهي العبادات أو بأمر الدّنيا وهي إمّا أن تتعلّق ببقاء الشّخص وهي المعاملات أو ببقاء النّوع باعتبار المنزل وهي المناكحات أو باعتبار المدنيّة وهي العقوبات (كشاف اصطلاحات الفنون للتهانوي: 3-1036).

 

العناصر

1- حكمة الله تعالى في التعامل مع خلقه عند إحسانهم أو إساءتهم

 

2- شمولية الإسلام لجميع مناحي الحياة 

 

3- الفهم القاصر للدين 

 

4- حاجة الإنسان لمجالسة ومخالطة الآخرين

 

5- بعض سمات المسلمين العارفين بحقيقة الإسلام 

 

6- بعض أخلاق المسلمين الجاهلين بحقيقة الإسلام 

 

7- منزلة المعاملة الحسنة في الإسلام

 

8- طريقة المعاملة مع الكافرين

 

الايات

1- قوله تعالى: (وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة: 280].

 

2- قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ ما يُرِيدُ)[المائدة: 1].

 

3- قوله تعالى: (وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها وَإِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[الأنعام: 152].

 

4- قوله تعالى: (كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)[التوبة: 7].

 

5- قوله تعالى: (وَيا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ)[هود: 85].

 

6- قوله تعالى: (فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قالُوا يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ)[يوسف: 88].

 

7- قوله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)[الإسراء: 23].

 

قوله تعالى: (وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلًا * وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)[لإسراء: 34- 35].

 

8- قوله تعالى: (أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ * وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ * وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ)[الشعراء: 181- 183].

 

9- وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ * وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ قالَ ما خَطْبُكُما قالَتا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقى لَهُما ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقالَ رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ * فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ قالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا فَلَمَّا جاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * قالَتْ إِحْداهُما يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ * قالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَما أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ * قالَ ذلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ * فَلَمَّا قَضى مُوسَى الْأَجَلَ وَسارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً قالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ)[القصص: 22-29].

 

10- قوله تعالى: (وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ)[الرحمن: 9].

 

11- وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ)[المطففين: 1-3].

 

الاحاديث

1- عن حذيفة -رضي اللّه عنه- قال: أتي اللّه تعالى بعبد من عباده آتاه اللّه مالا، فقال له: ماذا عملت في الدّنيا؟ قال: (وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً) [النساء: 42] قال: يا ربّ آتيتني مالك، فكنت أبايع النّاس، وكان من خلقي الجواز فكنت أتيسّر على الموسر وأنظر المعسر. فقال تعالى: أنا أحقّ بذا منك، تجاوزوا عن عبدي”. فقال عقبة بن عامر وأبو مسعود الأنصاريّ -رضي اللّه عنهما-: هكذا سمعناه من في رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. (رواه مسلم: 1560).

 

2- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: “إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه، فإن لم يجلسه معه، فليناوله أكلة أو أكلتين، أو لقمة أو لقمتين، فإنّه ولي حرّة وعلاجه”(رواه البخاري: 5460، ومسلم: 1663).

 

3- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “استوصوا بالنّساء خيرا فإنّ المرأة خلقت من ضلع، وإنّ أعوج ما في الضّلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنّساء”(رواه البخاري: 3331، ومسلم: 1468).

 

4- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- أنّ امرأة سوداء كانت تقمّ المسجد أو شابّا، ففقدها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فسأل عنها أو عنه، فقالوا: مات. قال: “أفلا كنتم آذنتموني؟ “. فكأنّهم صغّروا أمرها، أو أمره، فقال: “دلّوني على قبره”، فدلّوه فصلّى عليه، ثمّ قال: “إنّ هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإنّ اللّه تعالى ينوّرها لهم بصلاتي عليهم”(رواه البخاري: 1337 دون قوله: “إن هذه القبور”، ومسلم: 956).

 

5- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- أنّ رجلا قال: يا رسول اللّه، إنّ لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ، وأحلم عنهم ويجهلون عليّ. فقال: “لئن كنت كما قلت فكأنّما تسفّهم الملّ ولا يزال معك من اللّه تعالى ظهير عليهم ما دمت على ذلك”(رواه مسلم: 2558).

 

6- عن ابن عمر -رضي اللّه عنهما- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: “إنّ العبد إذا نصح لسيّده وأحسن عبادة اللّه، فله أجره مرّتين”(رواه البخاري: 5 (2546، ومسلم: 1664).

 

7- عن عائشة -رضي اللّه عنها- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: “إنّ اللّه رفيق يحبّ الرّفق ويعطي على الرّفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه”(رواه مسلم: 2593).

 

8- عن أبي يعلى شدّاد بن أوس -رضي اللّه عنه- عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: “إنّ اللّه كتب الإحسان على كلّ شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذّبح، وليحدّ أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته”(رواه مسلم: 1955).

 

9- عن عمرو بن الأحوص الجشميّ رضي اللّه عنه- أنّه سمع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في حجّة الوداع يقول بعد أن حمد اللّه تعالى، وأثنى عليه وذكّر ووعظ، ثمّ قال: “ألا واستوصوا بالنّساء خيرا فإنّما هنّ عوان عندكم ليس تملكون منهنّ شيئا غير ذلك إلّا أن يأتين بفاحشة مبيّنة، فإن فعلن فاهجروهنّ في المضاجع، واضربوهنّ ضربا غير مبرّح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهنّ سبيلا، ألا إنّ لكم على نسائكم حقّا، ولنسائكم عليكم حقّا، فأمّا حقّكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذنّ في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وحقّهنّ عليكم أن تحسنوا إليهنّ في كسوتهنّ وطعامهنّ”(رواه الترمذي: 1163، وقال: حديث حسن صحيح).

 

10- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: “إيّاكم والظّنّ، فإنّ الظّنّ أكذب الحديث، ولا تحسّسوا، ولا تجسّسوا ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد اللّه إخوانا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره. التّقوى هاهنا -ويشير إلى صدره ثلاث مرّات- بحسب امرىء من الشّرّ أن يحقر أخاه المسلم، كلّ المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه، إنّ اللّه لا ينظر إلى أجسادكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم”(رواه البخاري: 6064 إلى قوله: “وكونوا عباد اللّه إخوانا”، ومسلم: 2563).

 

11- عن أبي ذرّ -رضي اللّه عنه- أنّه كان عليه حلّة وعلى غلامه مثلها، فسأله المعرور بن سويد عن ذلك، فذكر أنّه سابّ رجلا على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فعيّره بأمّه، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: “إنّك امرؤ فيك جاهليّة، إخوانكم خولكم جعلهم اللّه تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه ممّا يأكل، وليلبسه ممّا يلبس، ولا تكلّفوهم ما يغلبهم، فإن كلّفتموهم فأعينوهم عليه”(رواه البخاري: 30، ومسلم: 1661) واللفظ له).

 

12- عن أبي مسعود البدريّ -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “حوسب رجل ممّن كان قبلكم، فلم يوجد له من الخير شيء، إلّا أنّه كان يخالط النّاس، وكان موسرا، فكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر. قال اللّه عزّ وجلّ: نحن أحقّ بذلك منه، تجاوزوا عنه”(رواه مسلم: 1561).

 

13- عن أبي موسى -رضي اللّه تعالى عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم؛ أنّه قال: “إنّ الخازن المسلم الأمين الّذي ينفذ- وربّما قال يعطي- ما أمر به، فيعطيه كاملا موفّرا، طيّبة به نفسه، فيدفعه إلى الّذي أمر له به أحد المتصدّقين”(رواه البخاري: 2260، ومسلم: 1023).

 

14- عن جابر -رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: “رحم اللّه رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى، وإذا اقتضى”(رواه البخاري: 2076).

 

15- عن ابن عمر -رضي اللّه عنهما- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان اللّه في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربة فرّج اللّه عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره اللّه يوم القيامة”(رواه البخاري: 2442، ومسلم: 2580).

 

16- عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص -رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “من استعاذ باللّه فأعيذوه، ومن سأل باللّه فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه، فادعوا له حتّى تروا أنّكم قد كافأتموه”(رواه أبو داود: 1672).

 

17- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- أنّ رجلا أتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يتقاضاه فأغلظ، فهمّ به أصحابه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “دعوه فإنّ لصاحب الحقّ مقالا”. ثمّ قال: “أعطوه سنّا مثل سنّه”. قالوا: يا رسول اللّه إلّا أمثل من سنّه. قال: “أعطوه فإنّ من خيركم أحسنكم قضاء”(رواه البخاري: 2306 واللفظ له. ومسلم: 1601).

 

18- عن أبي ذر -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق"(رواه مسلم: 2626).

 

19- عن عائشة -رضي اللّه عنها- قالت: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي"(أخرجه ابن ماجه: 1977، وصححه الألباني).

 

20- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قيل للنبي -صلى الله عليه وسلم-: إنّ فلانةَ تقومُ اللَّيلَ وتَصومُ النَّهارَ وتفعلُ، وتصدَّقُ، وتُؤذي جيرانَها بلِسانِها؟ فقال رسولُ اللهِ صلّى الله عليهِ وسلم: "لا خَيرَ فيها، هيَ من أهلِ النّارِ". قالوا: وفُلانةُ تصلِّي المكتوبةَ، وتصدَّقُ بأثوارٍ، ولا تُؤذي أحدًا؟ فقال رسولُ اللهِ: "هيَ من أهلِ الجنَّةِ"(أخرجه أحمد: ٩٦٧٥، والبخاري في الأدب المفرد: ١١٩، وصححه الألباني).

 

21- عن أبي ذر -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "يا أبا ذَرٍّ إذا طَبَخْتَ مَرَقَةً، فأكْثِرْ ماءَها، وتَعاهَدْ جِيرانَكَ"(أخرجه مسلم: ٢٦٢٥).

 

22- عن عبد الله بن عمر -رضي اللّه عنهما- قال: قال صلى الله عليه وسلم: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه"(رواه البخاري: ٦٠١٥، ومسلم: ٢٦٢٥).

 

23- عن أبي الدرداء-رضي اللّه عنه- قال صلى الله عليه وسلم: "ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق"(أخرجه البخاري في الأدب المفرد: ٢٧٠، وصححه الألباني).

 

24- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: كَانَ لِرَجُلٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حَقٌّ فَأَغْلَظَ لَهُ فَهَمَّ بِهِ أَصْحَابُ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالاً" فَقَالَ لَهُمُ: "اشْتَرُوا لَهُ سِنًّا فَأَعْطُوهُ إِيَّاهُ" فَقَالُوا: إِنَّا لاَ نَجِدُ إِلاَّ سِنًّا هُوَ خَيْرٌ مِنْ سِنِّهِ؟ قَالَ: "فَاشْتَرُوهُ فَأَعْطُوهُ إِيَّاهُ فَإِنَّ مِنْ خَيْرِكُمْ -أَوْ خَيْرَكُمْ- أَحْسَنُكُمْ قَضَاءً"( أخرجه البخاري: ٢٣٠٥، ومسلم، ١٦٠١).

 

25- عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "ما ضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيده خادمًا له قط، ولا ضرب امرأة، ولا ضرب بيده شيئًا قط، إلا أن يجاهد في سبيل الله، ولا خير بين شيئين قط إلا كان أحبهما إليه أيسرهما، حتى يكون إثمًا، فإذا كان إثمًا كان أبعد الناس من الإثم، وما انتقم لنفسه من شيء يؤتى إليه إلا أن تنتهك حرمات الله، فيكون هو ينتقم لله -عز وجل-"(أخرجه مسلم: ٢٣٢٨).

 

26- عن أنس -رضي الله عنه- قال: "كنت أمشي مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجذبه جذبة شديدة، حتى نظرت إلى صفحة عاتق النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته، ثم قال: مر لي من مال الله الذي عندك؟ فالتفت إليه فضحك، ثم أمر له بعطاء"(أخرجه البخاري ٣١٤٩، ومسلم: ١٠٥٧).

 

27- عن عبد الله -رضي الله عنه- قال: "لَمّا كانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ آثَرَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- ناسًا، أعْطى الأقْرَعَ مِئَةً مِنَ الإبِلِ، وأَعْطى عُيَيْنَةَ مِثْلَ ذلكَ، وأَعْطى ناسًا، فَقالَ رَجُلٌ: ما أُرِيدَ بهذِه القِسْمَةِ وجْهُ اللهِ، فَقُلتُ: لَأُخْبِرَنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، قالَ: "رَحِمَ اللهُ مُوسى، قدْ أُوذِيَ بأَكْثَرَ مِن هذا فَصَبَرَ"( البخاري ٤٣٣٦).

 

28- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كانَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أحْسَنَ النّاسِ خُلُقًا، وكانَ لي أخٌ يُقالُ له: أبُو عُمَيْرٍ، قالَ: أحْسِبُهُ، قالَ: كانَ فَطِيمًا، قالَ: فَكانَ إذا جاءَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فَرَآهُ، قالَ: "أبا عُمَيْرٍ ما فَعَلَ النُّغَيْرُ" قالَ: فَكانَ يَلْعَبُ بهِ (أخرجه البخاري ٦١٢٩، ومسلم ٢١٥٠).

 

29- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قالوا يا رسول الله إنك تداعبنا؟ قال: "إني لا أقول إلا حقًا"(أخرجه الترمذي: ١٩٩٠، وصححه الألباني).

 

30- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنه قيل لها: ما كانَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-، يَصْنَعُ في البَيْتِ؟ قالَتْ: "كانَ يَكونُ في مِهْنَةِ أهْلِهِ، فَإذا سَمِعَ الأذانَ خَرَجَ"(رواه البخاري: ٥٣٦٣). وفي رواية: أنه قيل لها: ما كان رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَعْمَلُ في بَيتِه؟ قالتْ: "كان بَشَرًا مِنَ البَشَرِ، يَفْلِي ثَوْبَهُ ويَحْلُبُ شاتَهُ"(رواه البخاري في الأدب المفرد: ٤٢٠، وصححه الألباني).

 

31- حديث أم زرع رضي الله عنها وإنصات النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة ورده عليها"(رواه البخاري: ٥١٨٩).

 

32- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يُصَلِّي جالِسًا، فَيَقْرَأُ وهو جالِسٌ، فَإذا بَقِيَ مِن قِراءَتِهِ نَحْوٌ مِن ثَلاثِينَ -أوْ أرْبَعِينَ- آيَةً قامَ فَقَرَأَها وهو قائِمٌ، ثُمَّ يَرْكَعُ، ثُمَّ سَجَدَ يَفْعَلُ في الرَّكْعَةِ الثّانِيَةِ مِثْلَ ذلكَ، فَإذا قَضى صَلاتَهُ نَظَرَ؛ فإنْ كُنْتُ يَقْظى تَحَدَّثَ مَعِي، وإنْ كُنْتُ نائِمَةً اضْطَجَعَ"(رواه البخاري: ١١١٩).

 

33- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنّها كانَت معَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في سفَرٍ قالت: فسابقتُهُ فسبقتُهُ على رجليَّ، فلمّا حَملتُ اللَّحمَ سابقتُهُ فسبقَني فقالَ: هذِهِ بتلكَ السَّبقةِ"(رواه داود ٢٥٧٨، وصححه الألباني).

 

34- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: كانَ الحَبَشُ يَلْعَبُونَ بحِرابِهِمْ، فَسَتَرَنِي رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأَنا أنْظُرُ، فَما زِلْتُ أنْظُرُ حتّى كُنْتُ أنا أنْصَرِفُ، فاقْدُرُوا قَدْرَ الجارِيَةِ الحَدِيثَةِ السِّنِّ، تَسْمَعُ اللَّهْوَ (رواه البخاري: ٥١٩٠).

 

35- عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم -رضي الله عنه- قال: قالَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأصْحابِهِ: قُومُوا فانْحَرُوا ثُمَّ احْلِقُوا، قالَ: فَواللَّهِ ما قامَ منهمْ رَجُلٌ حتّى قالَ ذلكَ ثَلاثَ مَرّاتٍ، فَلَمّا لَمْ يَقُمْ منهمْ أحَدٌ دَخَلَ على أُمِّ سَلَمَةَ، فَذَكَرَ لَها ما لَقِيَ مِنَ النّاسِ، فَقالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يا نَبِيَّ اللهِ، أتُحِبُّ ذلكَ، اخْرُجْ ثُمَّ لا تُكَلِّمْ أحَدًا منهمْ كَلِمَةً، حتّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ، وتَدْعُوَ حالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ، فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أحَدًا منهمْ حتّى فَعَلَ ذلكَ نَحَرَ بُدْنَهُ، ودَعا حالِقَهُ فَحَلَقَهُ، فَلَمّا رَأَوْا ذلكَ قامُوا، فَنَحَرُوا وجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا حتّى كادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا غَمًّا"(أخرجه البخاري: ٢٧٣٤).

 

36- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: ما رَأَيْتُ أحَدًا كانَ أرْحَمَ بالعِيالِ مِن رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ: كانَ إبْراهِيمُ مُسْتَرْضِعًا له في عَوالِي المَدِينَةِ، فَكانَ يَنْطَلِقُ ونَحْنُ معهُ، فَيَدْخُلُ البَيْتَ وإنّه لَيُدَّخَنُ، وكانَ ظِئْرُهُ قَيْنًا، فَيَأْخُذُهُ فيُقَبِّلُهُ، ثُمَّ يَرْجِعُ. قالَ عَمْرٌو: فَلَمّا تُوُفِّيَ إبْراهِيمُ قالَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إنّ إبْراهِيمَ ابْنِي، وإنّه ماتَ في الثَّدْيِ، وإنّ له لَظِئْرَيْنِ تُكَمِّلانِ رَضاعَهُ في الجَنَّةِ"(رواه مسلم: ٢٣١٦).

 

37- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: قَدِمَ ناسٌ مِنَ الأعْرابِ على رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالوا: أتُقَبِّلُونَ صِبْيانَكُمْ؟ فَقالوا: نَعَمْ، فَقالوا: لَكِنّا واللَّهِ ما نُقَبِّلُ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "وأَمْلِكُ إنْ كانَ اللهُ نَزَعَ مِنكُمُ الرَّحْمَةَ"(أخرجه مسلم: ٢٧١٣).

 

الاثار

1- قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: خالط الناس، وزايلهم وصاحبهم بما يشتهون، ودينك لا تثلمَنَّه"(كتاب الزهد؛ لأبي داود السجيستاني: 163).

 

2- قال أبو هريرة رضي الله عنه: " يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه ولا يبصر الجذل في عينه"(فيض القدير: 562).

 

3- قال سفيان الثوري: "اشتغِل بذكر عيوب نفسك عن ذكر عيوب غيرك"(حلية الأولياء: 7-9).

 

4- قال الإمام أحمد بن حنبل: "إذا عرَف الرجلُ نفسَه فما ينفعه كلام الناس"().

 

5- قال مالك بن دينار: "منذ عرفت الناس لم أفرح بمدحهم، ولم أكره مذمتهم؛ لأن حامدهم مفرط، وذامَّهم مفرط"(تاريخ مدينة دمشق" 31-56).

 

6- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "قال الفضيل: مَن عرَف الناس استراح"، يريد -والله أعلم- أنهم لا ينفعون ولا يضرُّون"(مجموعة الفتاوى: 1-72).

 

7- قال مكحول: "إن لم يكن في مخالطة الناس خيرٌ فالعُزلةُ أسلمُ"(سير أعلام النبلاء: 5-97).

 

8- عن وهب قال: "لا بُدَّ لك من الناس، فكن فيهم أصمَّ سميعًا، أعمى بصيرًا، أخرس نطوقًا"(تاريخ الإسلام: 7-499).

 

9- قال إبراهيم بن أدهم: "ما كرهت لنفسك فلا تأته إلى غيرك"(حلية الأولياء: 8-24).

 

10- قال عمر بن عبدالعزيز: "قال لي أبي: يا بني، إذا سمعت كلمة من امرئ مسلم، فلا تحملها على شيء من الشر، ما وجدت لها محلًّا من الخير"(موسوعة فقه عمر بن عبد العزيز: 67).

 

11- قال بكر عبدالله المزني: "إن رأيت إخوانك من يكرمونك ويعظمونك ويصلونك، فقل: هذا فضل أخذوا به، وإذا رأيت منهم جفاءً وانقباضًا، فقل: هذا ذنب أحدثتُه"(حلية الأولياء وطبقات الأصفياء: 2-226).

 

12- قال الحسن: "لا تزال كريمًا على الناس، أو لا يزال الناس يكرمونك ما لم تعاط ما في أيديهم، فإذا فعلت ذلك، استخفُّوا بك، وكرهوا حديثك، وأبغضوك"(حلية الأولياء وطبقات الأصفياء: 3-20).

 

13- قال بشر بن الحارث الحافي: "عزُّ المؤمن استغناؤه عن الناس"(إحياء علوم الدين: 3-225).

 

14- سئل ذو النون: من أدوم الناس عناء؟ قال: أسوؤهم خلقا. قيل وما علامة سوء الخلق؟ قال كثرة الخلاف"(حلية الأولياء وطبقات الأصفياء: 9-355).

 

15- قال أيوب السختياني: "لا يسود العبد حتى يكون فيه خصلتان: اليأس مما في أيدي الناس، والتغافل عما يكون منهم"(روضة العقلاء: 2-651).

 

16- قال سفيان: "إني لألقى الرجل أبغضه، فيقول لي: كيف أصبحت؟ فيَلين له قلبي"(حلية الأولياء وطبقات الأصفياء: 7-14).

 

القصص

1- قيل لعبد الرّحمن بن عوف: ما سبب يسارك؟ قال: “ثلاث: ما رددت ربحا قطّ، ولا طلب منّي حيوان فأخّرت بيعه، ولا بعت نسيئة. ويقال: إنّه باع ألف ناقة فما ربح إلّا عقلها، باع كلّ عقال بدرهم فربح فيها ألفا وربح من نفقته عليها ليومه ألفا”(إحياء علوم الدين: 2-80).

 

2- عن عبد اللّه بن الزّبير -رضي اللّه تعالى عنهما- قال: لمّا وقف الزّبير يوم الجمل دعاني فقمت إلى جنبه فقال: يا بنيّ لا يقتل اليوم إلّا ظالم أو مظلوم، وإنّي لا أراني إلّا سأقتل اليوم مظلوما وإنّ من أكبر همّي لديني، أفترى يبقي ديننا من مالنا شيئا؟ فقال: يا بنيّ، بع مالنا، فاقض ديني. وأوصى بالثّلث، وثلثه لبنيه- يعني بني عبد اللّه بن الزّبير، يقول: ثلث الثّلث- فإن فضل من مالنا فضل بعد قضاء الدّين فثلثه لولدك. قال هشام: وكان بعض ولد عبد اللّه قد وازى بعض بني الزّبير- خبيب وعبّاد- وله يومئذ تسعة بنين وتسع بنات. قال عبد اللّه: فجعل يوصيني بدينه ويقول: يا بنيّ إن عجزت عن شيء منه فاستعن عليه مولاي. قال: فو اللّه ما دريت ما أراد حتّى قلت: يا أبت من مولاك؟ قال: اللّه. قال: فو اللّه ما وقعت في كربة من دينه إلّا قلت: يا مولى الزّبير اقض عنه دينه، فيقضيه. فقتل الزّبير -رضي اللّه عنه- ولم يدع دينارا ولا درهما، إلّا أرضين منها الغابة، وإحدى عشرة دارا بالمدينة، ودارين بالبصرة، ودارا بالكوفة، ودارا بمصر قال: وإنّما كان دينه الّذي عليه أنّ الرّجل كان يأتيه بالمال فيستودعه إيّاه، فيقول الزّبير: لا، ولكنّه سلف، فإنّي أخشى عليه الضّيعة. وما ولي إمارة قطّ ولا جباية خراج ولا شيئا إلّا أن يكون في غزوة مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أو مع أبي بكر وعمر وعثمان رضي اللّه عنهم. قال عبد اللّه ابن الزّبير فحسبت ما عليه من الدّين فوجدته ألفي ألف ومائتي ألف قال: فلقي حكيم بن حزام عبد اللّه ابن الزّبير. فقال: يا ابن أخي: كم على أخي من الدّين؟ فكتمه فقال: مائة ألف. فقال حكيم: واللّه ما أرى أموالكم تسع لهذه. فقال له عبد اللّه: أرأيتك إن كانت ألفي ألف ومائتي ألف؟ قال: ما أراكم تطيقون هذا، فإن عجزتم عن شيء منه فاستعينوا بي. قال: وكان الزّبير اشترى الغابة بسبعين ومائة ألف. فباعها عبد اللّه بألف ألف وستّمائة ألف. ثمّ قام فقال: من كان له على الزّبير حقّ فليوافنا بالغابة. فأتاه عبد اللّه ابن جعفر- وكان له على الزّبير أربعمائة ألف- فقال لعبد اللّه: إن شئتم تركتها لكم. قال عبد اللّه: لا. قال: فإن شئتم جعلتموها فيما تؤخّرون إن أخّرتم. فقال عبد اللّه: لا. قال: قال: فاقطعوا لي قطعة، قال عبد اللّه: لك هاهنا إلى هاهنا. قال: فباع منها فقضى دينه فأوفاه، وبقي منها أربعة أسهم ونصف، فقدم على معاوية- وعنده عمرو بن عثمان والمنذر بن الزّبير، وابن زمعة- فقال له معاوية: كم قوّمت الغابة؟ قال: كلّ سهم مائة ألف. قال: كم بقي؟ قال: أربعة أسهم ونصف. فقال المنذر بن الزّبير: قد أخذت سهما بمائة ألف. وقال عمرو بن عثمان: قد أخذت سهما بمائة ألف. وقال ابن زمعة: قد أخذت سهما بمائة ألف. فقال معاوية كم بقي؟ فقال: سهم ونصف. قال: أخذته بخمسين ومائة ألف. قال: وباع عبد اللّه بن جعفر نصيبه من معاوية بستّمائة ألف. فلمّا فرغ ابن الزّبير من قضاء دينه قال بنو الزّبير: اقسم بيننا ميراثنا. قال: لا واللّه لا أقسم بينكم حتّى أنادي بالموسم أربع سنين: ألا من كان له على الزّبير دين فليأتنا فلنقضه. قال: فجعل كلّ سنة ينادي بالموسم. فلمّا مضى أربع سنين قسم بينهم. قال: وكان للزّبير أربع نسوة، ورفع الثّلث فأصاب كلّ امرأة ألف ألف ومائتا ألف . (البخاري- الفتح 6 (3129).

 

3- قال رجل لعمر بن عبد العزيز: “اجعل كبير المسلمين عندك أبا وصغيرهم ابنا وأوسطهم أخا، فأيّ أولئك تحبّ أن تسيء إليه”(جامع العلوم والحكم: 294).

 

4- عن زياد بن الرّبيع اليحمديّ عن أبيه قال: رأيت محمّد بن واسع يبيع حمارا بسوق (بلخ) فقال له رجل: أترضاه لي؟ قال: لو رضيته لم أبعه”(الورع لابن أبي الدنيا: 106).

 

5- روي أنّ الحسن البصريّ باع بغلة له بأربعمائة درهم، فلمّا استوجب المال قال له المشتري: اسمح يا أبا سعيد، قال: قد أسقطت عنك مائة.قال له: فأحسن يا أبا سعيد، فقال: قد وهبت لك مائة أخرى، فقبض من حقّه مائتي درهم، فقيل له: يا أبا سعيد، هذا نصف الثّمن، فقال: هكذا يكون الإحسان وإلّا فلا (إحياء علوم الدين: 2-81).

 

6- يروى عن أحدهم أنّه بعث بطعام إلى البصرة مع رجل، وأمره أن يبيعه يوم يدخل بسعر يومه، فأتاه كتابه: إنّي قدمت البصرة فوجدت الطّعام متّضعا فحبسته، فزاد الطّعام فأردت فيه كذا وكذا، فكتب إليه صاحبه: إنّك قد خنتنا وعملت خلاف ما أمرناك به، فإذا أتاك كتابي فتصدّق بجميع ثمن ذلك الطّعام على فقراء البصرة، فليتني أسلم إذا فعلت ذلك”(كتاب الورع لابن أبي الدنيا: 104-105).

 

7- روي عن بعض السلف، قال: "أدركتُ قومًا لم يكن لهم عيوب، فذكروا عيوب الناس، فذكر الناس لهم عيوبًا، وأدركت أقوامًا كانت لهم عيوب، فكفُّوا عن عيوب الناس، فنُسيت عيوبهم"(جامع العلوم والحكم: 383).

 

8- قال الإمام الخطابي: قال بعضهم: "إن من الناس من يُولَع بالخلاف أبدًا، حتى إنه يرى أن أفضل الأمور ألَّا يوافق أحدًا ولا يُجامعه على رأي، ولا يُواتيه على محبَّةٍ، ومن كان في هذا عادته، فإنه لا يبصر الحق ولا ينصره، ولا يعتقد دينًا ومذهبًا، إنما يتعصب لرأيه وينتقم لنفسه، ويسعى في مرضاتها، حتى إنك لو رمت أن ترضاه، وتوخَّيت أن توافقه الرأي الذي يدعوك إليه تعمد لخلافك فيه، ولم يرض به، حتى ينتقل إلى نقيض قوله الأول، فإن عدت في ذلك إلى موافقته عاد فيه إلى خلافك"(العزلة: 69).

 

9- قال الزجَّاج: "كنا عند المبرِّد فوقف عليه رجل، فقال: أسألك عن مسألة من النحو؟ قال: لا، فقال: أخطأت، فقال: يا هذا، كيف أكون مخطئًا أو مصيبًا ولم أجبك عن المسألة بعد، فأقبل عليه أصحابه يُعنِّفونه، فقال لهم: خلوا عنه، ولا تعرضوا له، أنا أخبركم بقصته، هذا رجلٌ يحبُّ الخلاف، وقد خرج من بيته وقصدني على أن يُخالفني في كل شيء أقوله، ويُخطِّئني فيه، فسبق لسانُه بما كان في ضميره"(العزلة: 69-70).

 

10- قال سفيان: "إني لألقى الرجل أبغضه، فيقول لي: كيف أصبحت؟ فيَلين له قلبي"(حلية الأولياء وطبقات الأصفياء: 7-14).

 

الاشعار

1- قال الشافعي رحمه الله:

إِذا رُمتَ أَن تَحيا سَليماً مِنَ الرَدى *** وَدينُكَ مَوفورٌ وَعِرضُكَ صَيِّنُ

فَلا يَنطِقَن مِنكَ اللِسانُ بِسَوأَةٍ *** فَكُلُّكَ سَوءاتٌ وَلِلناسِ أَلسُنُ

وَعَيناكَ إِن أَبدَت إِلَيكَ مَعائِباً *** فَدَعها وَقُل يا عَينُ لِلناسِ أَعيُنُ

وَعاشِر بِمَعروفٍ وَسامِح مَنِ اِعتَدى *** وَدافِع وَلَكِن بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ

(شرح ديوان الإمام الشافعي: 101)

 

2- قال أحمد شوقي:

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

وإذا أصيب القوم في أخلاقهم *** فأقم عليهم مأتما وعويلا

صلاح أمرك للأخلاق مرجعه *** فقوّم النفس بالأخلاق تستقم

(الأمثال في القرآن والسنة والعامية)

 

3- قال أحدهم:

اصبِر عَلى حَسَدِ الحَسودِ *** فَإِنَّ صَبرَكَ قاتِلُه

فَالنارُ تَأكُلُ بَعضَها *** إِن لَم تَجِد ما تَأكُلُه

(العقد الفريد: 2-174)

 

 

 

متفرقات

1- قال المناوى: "وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسنَ الناس عشرة لهم حتى أنه كان يرسل بنات الأنصار لعائشة يلعبن معها، وكانت إذا هويت شيئًا لا محذور فيه تابعها عليه، وإذا شربت شرب من موضع فمها ويقبلها وهو صائم، وأراها الحبشة وهم يلعبون في المسجد وهي متكئة على منكبه، وسابقها في السفر مرتين فسبقها وسبقته، ثم قال: "هذه بتلك" وتدافعا في خروجهما من المنزل مرة، وفي الصحيح أن نساءه كن يراجعنه الحديث، وتهجره الواحدة منهن يومًا إلى الليل، وجرى بينه وبين عائشة كلام، حتى أدخل بينهما أبا بكر حكمًا، كما في خبر الطبراني"(فيض القدير: 496).

 

2- قال المناوي عند حديث: "كان بَشَرًا مِنَ البَشَرِ، يَفْلِي ثَوْبَهُ ويَحْلُبُ شاتَهُ" قال: " فيه ندب خدمة الإنسان نفسَه، وأن ذلك لا يخل بمنصبه وإن جل"(فيض القدير: ٥-٣٠٠). 

 

3- قال النووي: "قال العلماء: في حديث أم زرعٍ هذا فوائد، منها استحباب حسن المعاشرة للأهل"(شرح النووي على صحيح مسلم: ١٥-٢٢١).

 

4- قال ابن حجر عند حديث: "استوصوا بالنّساء خيرا فإنّ المرأة خلقت من ضلع" قال: "في الحديث الندبُ إلى المداراة لاستمالة النفوس وتألف القلوب، وفيه سياسة النساء بأخذ العفو منهن، والصبر على عوجهن، وأن من رام تقويمهن فاته الانتفاع بهن، مع أنه لا غنى للإنسان عن امرأة يسكن إليها ويستعين بها على معاشه، فكأنه قال: الاستمتاع بها لا يتم إلا بالصبر عليها"(فتح الباري: ٩-٢٥٤).

 

5- قال الحافظ ابن حجر العسقلاني: "أمورُ الناس محمولةٌ على الظاهر، فمن أظهر شعار الدين أُجريت عليه أحكامُ أهله، ما لم يظهر منه خلاف ذلك. فيه إجراء الأحكام على الظاهر، ووكول السرائر إلى الله تعالى"(فتح الباري: 10-152).

 

6- قال الإمام ابن حزم: "مَن جالسَ الناس لم يعدم همًّا يؤلم نفسه،...فما الظنُّ بمَن خالطَهم وداخلَهم؟! والعِزُّ والراحةُ والسرور والسلامة في الانفراد عنهم؛ ولكن اجعلهم كالنار تدفأ بها ولا تخالطها...ولو لم يكن في مجالسة الناس إلا عيبان لكفيا:

أحدهما: الاسترسالُ عند الأُنْس بالأسرار المُهلِكة القاتلة التي لولا المُجالسة لم يبح بها البائح.

 

والثاني: مواقعة الغيبة المهلكة في الآخرة؛ فلا سبيل إلى السلامة من هاتين البليتينِ إلَّا بالانفراد عن المجالسة جملةً"(الأخلاق والسير: 23).

 

7- قال العلَّامة ابن القيم: "أما ما تؤثره كثرة الخلطة، فامتلاء القلب من دخان أنفاس بني آدم حتى يسودَّ، ويوجب له تشتُّتًا وتفرُّقًا، وهمًّا وغمًّا وضعفًا، وحملًا لما يعجز عن حمله من مؤنة قرناء السوء، وإضاعة مصالحه والاشتغال عنها بهم...فماذا يبقى منه لله والدار الآخرة؟

 

كم جلبت خلطة الناس من نقمة، ودفعت من نعمة، وأنزلت من محنة، وعطَّلت من منحة، وأحلت من رزية وأوقعت في بلية...وهل كان على أبي طالب عند الوفاة أضرُّ من قرناء السوء؟! لم يزالوا به حتى حالوا بينه وبين كلمةٍ واحدةٍ تُوجِب له سعادة الأبد.

 

إن دعت الحاجة إلى خلطتهم في فضول المباحات فليجتهد أن يقلب ذلك المجلس طاعةً لله إن أمكنه، ويشجع نفسه ويُقوِّي قلبَه، ولا يلتفت إلى الوارد الشيطاني القاطع له عن ذلك بأن هذا رياء ومحبة لإظهار علمك، فليُحاربه وليستعن بالله تعالى.

 

فإن عجَّزته المقادير عن ذلك، فليسُلَّ قلبه من بينهم كسلِّ الشعرة من العجين، وليكن فيهم حاضرًا غائبًا، قريبًا بعيدًا، ينظر إليهم ولا يُبصرهم، ويسمع كلامهم ولا يعيه؛ لأنه قد أخذ قلبه من بينهم، وما أصعب هذا على النفوس! وإنه ليسيرٌ على مَنْ يسَّره الله عليه، فبين العبد وبينه أن يصدق الله ويديم اللَّجأ إليه...ولا يعين على هذا إلا المحبة الصادقة، والذكر الدائم بالقلب واللسان...ولا ينال هذا إلا بعدةٍ صالحةٍ ومادة قويةٍ من الله، وعزيمةٍ صادقة.

 

احذروا مخالطة من تُضيِّع مخالطتُه الوقتَ، وتُفسد القلب، فإنه متى ضاع الوقت وفسد القلب، انفرطت على العبد أموره كلها، وكان ممن قال الله فيه: (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)[الكهف: 28] (مدارج السالكين: 1-366).

 

8- قال الإمام ابن عبدالبر: "البحث والتطلُّب لمعايب الناس ومساويهم، إذا غابت واستترت لم يحل لأحد أن يسأل عنها، ولا يكشف عن خبرها"(فتح البر: 10-437).

 

9- قال الإمام ابن حِبان: "الواجب على العاقل ترك الطمع إلى الناس كافة؛ إذ الطمع فيما لا يشك في وجوده فقر حاضر، فكيف بما أنت شاكٌّ في وجوده أو عدمه؟ ومَنْ أحبَّ أن يكون حرًّا فلا يهوى ما ليس له؛ لأن الطمع فقرٌ كما أن اليأس غِنى، ومن طمع ذل وخضع، كما أن من قنع عفَّ واستغنى.

 

العاقل لا يسأل الناس شيئًا فيردُّوه، ولا يلحف في المسألة فيحرموه، ويلزم التعفُّف والتكرُّم، ولا يطلب الأمر مدبرًا، ولا يتركه مقبلًا؛ لأن فوت الحاجة خيرٌ من طلبها إلى غير أهلها، وإن مَن سأل غير المستحق حاجةً حطَّ لنفسه مرتبتين، ورفع المسؤول فوق قدره.

 

لا يجب للعاقل أن يبذل وجهه لمن يكرُم عليه قدرُه، ويعظُم عنده خطرُه، فكيف بمن يهُونُ عليه ردُّه، ولا يكرُم عليه قدرُه؟! وأبغض اللقاء الموت، وأشد منه الحاجة إلى الناس دون السؤال، وأشدُّ منه التكلُّف بالسؤال"(روضة العقلاء ونزهة الفضلاء: 141).

 

10- قال الإمام ابن حِبان: "الواجب على العاقل أن يتحبَّب إلى الناس بلزوم حسن الخُلُق وترك سوء الخلق؛ لأن حسن الخلق يُذيب الخطايا كما تُذيب الشمسُ الجليد، وإن الخُلُق السيِّئ ليفسد العمل كما يفسد الخَلُّ العسلَ، وقد تكون في الرجل أخلاقٌ كثيرةٌ صالحةٌ كلها، وخلق سيِّئ فيُفسِد الخلقُ السيِّئُ الأخلاقَ الصالحةَ كلها، ومن أعظم ما يتوسَّل به إلى الناس ويستجلب به محبَّتهم، البذلُ لهم مما يملك المرء من حطام هذه الدنيا، واحتماله عنهم ما يكون منهم من الأذى"(روضة العقلاء ونزهة الفضلاء: 64).

 

11- قال الإمام ابن حِبان: "الواجب على العاقل لزوم السلامة بترك التجسُّس عن عيوب الناس، مع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه، فإنَّ مَن اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره أراح بدنه، ولم يتعب قلبه، فكلما اطلع على عيب لنفسه هان عليه ما يرى مثله من أخيه، وإنَّ مَن اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه عمي قلبُه، وتعب بدنُه، وتعذَّر عليه ترك عيوب نفسه، وإنَّ من أعجز الناس من عاب الناس بما فيهم، وأعجز منه مَنْ عابهم بما فيه، ومن عاب الناس عابوه"(روضة العقلاء ونزهة الفضلاء: 125).

 

12- قال الإمام ابن حِبَّان: "الواجب على العاقل إذا اعتذر إليه أخوه لجرم مضى أو لتقصير سبق أن يقبل عذره، ويجعله كمن لم يُذنِب، ومن اعترف بالزلة استحق الصفح عنها؛ لأن ذُلَّ الاعتذار عن الزلة يُوجب تسكين الغضب عنها"(روضة العقلاء ونزهة الفضلاء: 125).

 

13- قال الإمام ابن حِبان: "الواجب على العاقل لزوم النصيحة للمسلمين كافة، وترك الخيانة لهم بالإضمار والقول والفعل معًا، وعلامة الناصح إذا أراد زينة المنصوح له أن ينصحه سرًّا، وعلامة من أراد شينه أن ينصحه علانيةً، فليحذر العاقل نصحه الأعداء في السرِّ والعلانية"(روضة العقلاء ونزهة الفضلاء: 194).

 

14- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "أعظم ما يكون العبد قدرًا وحرمة عند الخلق إذا لم يحتج إليهم بوجه من الوجوه، فإن أحسنت إليهم مع الاستغناء عنهم كنت أعظم ما يكون عندهم، ومتى احتجت إليهم- ولو بشربة ماء- نقص قدرُك عندهم بقدر حاجتك إليهم"( مجموع الفتاوى: 68).

 

15- قال الحافظ ابن رجب: "من سأل الناس ما بأيديهم كرهوه وأبغضوه؛ لأن المال محبوب لنفوس بني آدم، فمن طلب منهم ما يحبونه، كرهوه لذلك، وأما من زهد فيما في أيدي الناس، وعفَّ عنهم، فإنهم يحبُّونه، ويكرمونه لذلك، ويسود به عليهم، كما قال أعرابيٌّ لأهل البصرة: من سيد أهل هذه القرية؟ قالوا: الحسن، قال: بما سادهم؟ قالوا: احتاج الناسُ إلى علمه، واستغنى هو عن دنياهم"(جامع العلوم والحكم: 338).

 

16- قال العلامة ابن القيم: "الإنسان...لا يمكنه أن يعيش وحده، بل لا يعيش إلا معهم، وله ولهم لذاذات ومطالب متضادَّة ومتعارضة لا يمكن الجمع بينها؛ بل إذا حصل منها شيء فات منها أشياء، فهو يريد منهم أن يوافقوه على مطالبه وإرادته، وهم يريدون منه ذلك، فإن وافقهم حصل له من الألم والمشقَّة بحسب ما فاته من إرادته، وإن لم يوافقهم آذَوه وعذَّبوه وسعَوا في تعطيل مراداته كما لم يوافقهم على مراداتهم؛ فيحصل له من الألم والتعذيب بحسب ذلك؛ فهو في ألم ومشقة وعناء وافقهم أو خالفهم، ولا سيما إذا كانت موافقتهم على أمور يعلم أنها عقائد باطلة وإرادات فاسدة وأعمال تضرُّه في عواقبها، ففي موافقتهم أعظم الألم، وفي مخالفتهم حصول الألم، فالعقل والدين والمروءة تأمره باحتمال أخف الألمين؛ تخلصًا من أشدهما، وبإيثار المنقطع منهما؛ لينجو من الدائم المستمر ... وإن صبر على ألم مخالفتهم ومجانبتهم، أعقبه ذلك لذة عاجلة وآجلة تزيد على لذة الموافقة بأضعاف مضاعفة، وسنة الله في خلقه أن يرفعه عليهم ويذلهم له، بحسب صبره وتقواه وتوكُّله وإخلاصه، وإذا كان لا بد من الألم والعذاب، فذلك في الله وفي مرضاته ومتابعة رسله أولى وأنفع منه في الناس ورضائهم وتحصيل مراداتهم ... فإذا تصوَّر العبد أجل ذلك البلاء وانقطاعه وأجل لقاء المبتلي سبحانه، هان عليه ما هو فيه وخفَّ عليه حمله"(شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل: 246).

 

17- قال العلامة ابن القيم: "لا أحد من المخلوقين...يقصد منفعتك...بل إنما يقصد منفعته بك، وقد يكون عليك في ذلك ضرر...فتدبَّر هذا حق التدبُّر، وراعِه حقَّ المراعاة، فملاحظته تمنعك أن ترجو المخلوق أو تطلب منه منفعته لك، فإنه لا يريد ذلك البتة؛ بل إنما يريد انتفاعه بك عاجلًا أو آجلًا، فهو يريد نفسه لا يريدك، ويريد نفع نفسه بك لا نفعك بنفسه، فتأمَّل ذلك، فإن فيه منفعة عظيمةً، وراحةً ويأسًا من المخلوقين، وسدًّا لباب عبوديتهم، وفتحًا لباب عبودية الله وحده، فما أعظم حظَّ من عرفَ هذه المسألة ورعاها حقَّ رعايتها!

 

متى شهد العبدُ أن ناصيته ونواصي العباد كلها بيد الله وحده يُصرفهم كيف يشاءُ، لم يَخَفْهم بعد ذلك، ولم يَرْجُهم، ولم يُنزِلهم منزلة المالكين، بل منزلة عبيد مقهورين مربوبين، المتصرفُ فيهم سواهم، والمدبِّرُ لهم غيرُهم.

 

فمن شهد نفسه بهذا المشهد، صار فقره وضرورته إلى ربِّه وصفًا لازمًا له، ومتى شهد الناس كذلك لم يفتقر إليهم، ولم يُعلِّق أمله ورجاءه بهم.

 

صاحب الحاجة أعمى لا يريد إلا قضاءها، فهم لا يبالون بمضرَّتك إذا أدركوا منك حاجاتهم؛ بل لو كان فيها هلاك دنياك وآخرتك لم يبالوا بذلك.

 

هذا إذا تدبَّره العاقل علم أنه عداوة في صورة صداقة، وأنه لا أعدى للعاقل اللبيب من هذه العداوة، فهم يريدون أن يُصيِّروك كالكير، تنفخ بطنك وتعصر أضالعك في نفعهم ومصالحهم؛ بل لو أبيح لهم أكلك لجزروك كما يجزُرون الشاة! وكم يذبحونك في كل وقت بغير سكِّين لمصالحهم، وكم اتخذوك جسرًا ومعبرًا لهم إلى أوطارهم وأنت لا تشعر! وكم بِعْتَ آخرتك بدنياهم وأنت لا تعلم وربما علمت! والله، إن هم إلا أعداء في صورة أولياء، وحرب في صورة مسالمين، وقُطَّاع طريق في صورة أعوان.

 

السعيد الرابح من عامل الله فيهم، ولم يعاملهم في الله، وخاف الله فيهم، ولم يخفهم في الله، وأرضى الله بسخطهم، ولم يُرضهم بسخط الله، وراقب الله فيهم، ولم يراقبهم في الله، وآثر الله عليهم، ولم يؤثرهم على الله، وأمات خوفهم ورجاءهم وحبَّهم من قلبه، وأحيا حبَّ الله وخوفه ورجاءه فيه، فهذا هو الذي يكتب عليه، وتكون معاملته لهم كلُّها ربحًا، بشرط أن يصبر على أذاهم، ويتخذه مغنمًا لا مغرمًا، وربحًا لا خسرانًا.

 

ومما يوضح الأمر أن الخلق لا يقدر أحد منهم أن يدفع عنك مضرة البتة، إلا بإذن الله ومشيئته وقضائه وقدره، فهو في الحقيقة الذي لا يأتي بالحسنات إلا هو: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ) [يونس:107]، قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عباس: "واعلم أن الخليقة لو اجتمعوا على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيءٍ كتَبَه اللهُ لك، ولو اجتمعوا على أن يضرُّوك لم يضرُّوك إلا بشيءٍ كتَبَه اللهُ عليك"، وإذا كانت هذه حال الخليقة، فتعليق الخوف والرجاء بهم ضارٌّ غيرُ نافعٍ"(طريق الهجرتين وباب السعادتين: 62 وما بعدها).

 

18- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "الكلام في الناس يجب أن يكون بعلمٍ وعدلٍ، لا بجهل وظلم"(منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية: 2-271).

 

19- قال السعدي عند قوله تعالى: (ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا)[المائدة: 2] قال: "العبد عليه أن يلتزم أمرَ الله، ويسلك طريق العدل ولو جُني عليه أو ظُلِمَ واعتُدي عليه، فلا يحلُّ له أن يكذب على مَن كذب عليه، أو يخون مَن خانه"(‏تيسير الكريم الرحمن).

 

20- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "الناس إذا تعاونوا على الإثم والعدوان أبغض بعضُهم بعضًا، وإن كانوا فعلوه بتراضيهم"(مجموع الفتاوى: 9-61).

 

21- قال الإمام ابن حِبَّان: "العاقل لا يُعادي ما وجد إلى المحبة سبيلًا، ولا يجب على العاقل أن يكافئ الشرَّ بمثله، وأن يتخذ اللعن والشتم على عدوِّه سلاحًا؛ إذ لا يُستعان على العدوِّ بمثل إصلاح العيوب، وتحصين العورات حتى لا يجد العدوُّ إليه سبيلًا، والعاقل لا يُغيِّره إلزاق العدوِّ به العيوب والقبائح؛ لأن ذلك لا يكون له وقع، ولا لكثرته ثبات"(روضة العقلاء ونزهة الفضلاء: 83).

 

22- قال الإمام ابن الجوزي: "مما أفادتني تجارب الزمان أنه لا ينبغي لأحد أن يُظاهِر بالعداوة أحدًا ما استطاع، فإنه ربما يحتاج إليه مهما كانت منزلته...فكم من محتقر احتيج إليه، فإذا لم تقع الحاجة إلى ذلك الشخص في جلب نفع وقعت الحاجة في دفع ضرٍّ، وقد احتجت في عمري إلى ملاطفة أقوام ما خطر لي قطُّ وقوع الحاجة إلى التلطُّف بهم، واعلم أن المظاهرة بالعداوة قد تجلب أذى مَن حيث لا يعلم؛ لأن المُظاهِر بالعداوة كشاهر السيف ينتظر مضربًا...وهذا فصلٌ مفيدٌ تبين فائدته للإنسان مع تقلُّب الزمان"(صيد الخاطر: 216).

 

23- قال الإمام ابن حِبَّان: "التجسُّس من شُعَب النِّفاق، كما أن حُسْن الظن من شعب الإيمان، والعاقل يحسن الظن بإخوانه، وينفرد بغمومه وأحزانه، كما أن الجاهل يُسيء الظن بإخوانه، ولا يفكر في جناياته وأشجانه"(روضة العقلاء ونزهة الفضلاء: 101).

 

24- قال الإمام ابن حزم: "طرح المبالاة بكلام الناس، واستعمال المبالاة بكلام الخالق عز وجل، هو باب العقل كله والراحة كلها...فمن حقق النظر...كان اغتباطُه بذمِّ الناس إياه أشدَّ من اغتباطه بمدحهم إياه؛ لأن مدحهم إياه إن كان بحقٍّ، وبلغه مدحُهُم له، أسرى ذلك فيه العُجب، فأفسد بذلك فضائله، وإن كان بباطلٍ فبلغه فسُرَّ فقد صار مسرورًا بالكذب، وهذا نقص شديد، وأمَّا ذمُّ الناس إياه، فإن كان بحقٍّ فبلغه، فربما كان ذلك سببًا إلى تجنُّبه ما يُعاب عليه، وهذا حظ عظيم، لا يزهدُ فيه إلا ناقص، وإن كان بباطلٍ فصبر، اكتسب فضلًا زائدًا بالحلم والصبر، وكان مع ذلك غانمًا؛ لأنه يأخذ حسنات مَنْ ذمَّه بالباطل.

 

لا يسرُّك أن تُمدَح بما ليس فيك؛ بل ليعظم غمُّك بذلك، لأنه نَقْصُك ينبه الناس عليه، ويسمعهم إياه، وسخرية منك وهزء بك، ولا يرضى بهذا إلا أحمق ضعيف العقل، ولا تأسَ إن ذممت بما ليس فيك، بل افرح، فإنه فضلك يُنبِّه الناس عليه، ولكن افرح إذا كان فيك ما تستحق به المدح، سواء مُدحت به أو لم تُمدَح، واحزن إذا كان فيك ما تستحق به الذم، سواء ذُممت به أو لم تُذم"(رسالة الأخلاق: 12).

 

25- قال الإمام ابن الجوزي: "متى رأيت صاحبك قد غضب وأخذ يتكلم بما لا يصلح، فلا ينبغي أن تعقد على ما يقوله خنصرًا، ولا أن تؤاخذه به؛ فإن حاله حال السكران، لا يدري ما يجري؛ بل اصبر لفورته، ولا تعوِّل عليها؛ فإن الشيطان قد غلبه، والطبع قد هاج، والعقل قد استتر، ومتى أخذت في نفسك عليه، أو أجبته بمقتضى فعله كنت كعاقل واجه مجنونًا، أو كمفيق عاتب مغمًى عليه، فالذنب لك.

 

بل انظر بعين الرحمة، وتلمح تصريف القدر له، وتفرج في لعب الطبع به، واعلم أنه إذا انتبه ندم على ما جرى، وعرَف لك فضل الصبر.

 

وهذه الحالة ينبغي أن يتلمَّحها الولد عند غضب الوالد، والزوجة عند غضب الزوج، فتتركه يتشفَّى بما يقول، ولا تعوِّل على ذلك، فسيعود نادمًا معتذرًا"(صيد الخاطر: 218).

 

26- قال الإمام ابن حزم: "لا تُجب عن كلام نُقل إليك عن قائل حتى تُوقِن أنه قاله، فإن من نقل إليك كذبًا، رجع من عندك بحق. من استخف بحرمات الله تعالى، فلا تأمنه على شيءٍ.

 

إياك ومعارضة أهل زمانك فيما لا يضرُّك في دنياك ولا أُخْراك، وإن قلَّ، فإنك تستفيد بذلك الأذى والمنافرة والعداوة"(الأخلاق والسير: 24).

 

27- قال السعدي: "الإنسان كما يأخذ من الناس الذي له، يجب عليه أن يعطيهم كُلَّ ما لهم من الأموال والمعاملات؛ بل يدخل في عموم هذا الحجج والمقالات"().

 

28- قال العلامة السعدي: في قوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)[القلم: 4]، فكان سهلًا لينًا، قريبًا من الناس، مجيبًا لدعوةِ مَن دعاه، قاضيًا لحاجة مَن استقضاه، جابرًا لقلب مَن سأله، لا يحرمه، ولا يرده خائبًا، وإذا أراد أصحابه منه أمرًا، وافقَهم عليه، وتابَعَهم فيه إذا لم يكن فيه محذور، وإن عزم على أمر لم يستبِدَّ به من دونهم؛ بل يشاورهم، ويؤامرهم، وكان يقبل مِن مُحسِنهم، ويعفو عن مسيئهم، ولم يكن يعاشر جليسًا إلا أتمَّ عشرةً، فكان لا يعبس في وجهه، ولا يغلظ عليه في مقاله، ولا يطوي عنه بشرهُ، ولا يمسك عليه فلتاتِ لسانه، ولا يُؤاخذه بما صدر منه من جفوة؛ بل يُحسِن إليه غاية الإحسان، ويحتمله غاية الاحتمال"(تيسير الكريم الرحمن).

 

29- قال محمد بن أبي إسحاق إبراهيم بن يعقوب الكلاباذي البخاري: "وأما حسن معاملة خلق الله فالنهاية فيه أن يوفر عليهم حقوقهم ويزيدهم ويرفعهم ويبذل لهم حظوظهم من نفسه، ولا يستوفي منهم حق نفسه ولا يطالبهم بحظوظها"(بحر الفوائد المشهور بمعاني الأخبار: 1-26).

 

30- قال العلامة السعدي عند آية 103 في سورة التوبة: "ينبغي إدخال السرور على المؤمن بالكلام اللين، والدعاء له، ونحو ذلك، مما يكون فيه طمأنينة وسكون لقلبه"(تيسير الكريم الرحمن).

 

31- تقول المستشرقة الألمانية آنا ماري شيمل: “الإسلام يأمر بحسن معاملة العبيد، فللعبيد مثلاً الحق في الحصول على رواتبهم في حالات العجز والمرض. وعتق العبيد من الأمور التي يدعو إليها الإسلام، وللعبد الحق في شراء المحل الذي يعمل فيه، وله الحق في الحصول على قدر من دخل العمل، وقد قضى الإسلام نهائياً على الرق، وتبوأ العبيد “أرفع” المراكز، وهذا ما نلاحظه من قراءة التاريخ الإسلامي عامة”(الإسلام محرر العبيد التاريخ الأسود للرق في الغرب بقلم: حمدي شفيق: 1-125).

 

32- يقول الدكتور حسين علي خليف الجبوري في قوله تعالى: (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا): “في هذه الآية الكريمة يؤكد ألله سبحانه على حسن معاملة الزوج لزوجته و يحثه على عدم النشوز والإعراض عنها كما يحث الزوج على تقوى ألله في زوجته مهما كانت هناك أسباب لذلك وعدم التقصير في حقها الذي شرعه ألله لها في العيش الكريم والمعاملة الحسنة الطيبة وألله سبحانه عليم خبير بمعاملته لزوجته وكذلك معاملة الزوجة لزوجها ولذلك أمرهما بالإصلاح والصلح الذي هو خير من الشقاق والنشوز والفراق الذي يهدم كيان الأسرة التي هي لبنة بناء المجتمع ألإسلامي الصالح”(آيات التقوى في القرآن الكريم: 1-82).

 

 

 

الإحالات

1- الدين المعاملة؛ لمنقذ بن محمود السقار.

 

2- فقه التعامل مع الناس؛ د. عبدالعزيز الفوزان.

 

3- الدين المعاملة؛ لمحمد موفق سليمة.

 

الحكم

1- قال عروة بن الزبير: "مكتوب في الحكمة: لتكن كلمتُك طيبةً، وليكن وجهُك منبسطًا، تكن أحبَّ إلى الناس ممَّن يُعطيهم العطاء"(تفسير السيوطي: 5-316).

 

2- قال محمد بن الحنفية: "ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لا يجد من معاشرته بُدًّا حتى يجعل الله له فرجًا، أو قال: مخرجًا"(إتحاف السادة المتقين بشرح أسرار إحياء علوم الدين: 7-239).