مشي

2022-10-05 - 1444/03/09

التعريف

تعريف المشي:

مَشَى: فعل مشَى / مشَى بـ يَمشِي ، امْشِ ، مَشْيًا ، فهو ماشٍ ، والمفعول مَمشِيّ به مشَى لشَّخْصُ: سار ، انتقل على قدميه من مكان إلى آخر بإرادته ، ذهب ومضى مشى الأمرُ : استمرَّ .

 

المشي هو حركة الاقدام لتحريك الجسم والانتقال من مكان إلى آخر .

العناصر

1- آداب المشي .

2- آداب المشي إلى الصلاة .

3- من أحكام المشي .

4- أنواع المشيات .

5- آداب المشي مع الغير .

6- مقاصد المشي بين الطاعة والمعصية .

7- الوضوء يكفر سيئات المشي المحرم .

8- فضل المشي إلى عيادة المريض .

9- اغتنام المشي مع الصالحين وأهل العلم .

10- المشي مع الضعفاء وأصحاب الحاجات .

الايات

1- قال تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا) [الفرقان: 63] .

 

2- قوله تعالى: (وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) [لقمان:18-19].

 

3- قوله تعالى: (وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً) [الإسراء:37] .

الاحاديث

1- عن شداد ابن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إذا انقطع شسع نعل أحدكم فلا يمش في الأخرى حتى يصلحها » [أخرجه مسلم كتاب اللباس (69 / 2098) ] .

 

2- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَن النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: «إِذَا سَمِعْتُم الإِقَامَةَ فَامْشُوا إِلَى الصَّلاَةِ، وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ، وَلاَ تُسْرِعُوا، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَاللَّفْظُ لِلْبُخَارِيِّ] .

 

3- عن أبى هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال « إذا توضأ العبد المسلم - أو المؤمن - فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء - أو مع آخر قطر الماء - فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء - أو مع آخر قطر الماء - فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء - أو مع آخر قطر الماء - حتى يخرج نقيا من الذنوب » [صحيح مسلم (600) ] .

 

4- عن امرأة من بنى عبد الأشهل قالت قلت يا رسول الله إن لنا طريقا إلى المسجد منتنة فكيف نفعل إذا مطرنا قال « أليس بعدها طريق هى أطيب منها ». قالت قلت بلى.قال « فهذه بهذه » [سنن أبي داود (384) وقال الألباني صحيح] .

 

5- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: « أحب الناس إلى الله أنفعهم و أحب الأعمال إلى الله عز و جل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا و لأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا و من كف غضبه ستر الله عورته و من كظم غيظا و لو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة و من مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام و إن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل» [رواه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج وقال الألباني : ( حسن ) انظر حديث رقم : 176 في صحيح الجامع] .

الاثار

1- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم،كَأَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي فِي وَجْهِهِ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَسْرَعَ فِي مَشْيِتِهِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَأَنَّمَا الأَرْضُ تُطْوَى لَهُ، إِنَّا لَنُجْهِدُ أَنْفُسَنَا وَإِنَّهُ لَغَيْرُ مُكْتَرِثٍ [مسند أحمد (عالم الكتب) - (3 / 398)(8943) 8930- حسن] .

 

2- عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ،قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، لَيْسَ بِالْقَصِيرِ وَلَا بِالطَّوِيلِ،ضَخْمَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ شثنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ ضَخْمَ الْكَرَادِيسِ، مُشَرَبٌ وَجْهُهُ حُمْرَةٌ طَوِيلُ الْمَسْرُبَةِ إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ تَكَفُّؤًا كَأَنَّهُ يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صلى الله عليه وسلم [شُعَبُ الْإِيمَانِ لِلْبَيْهَقِيِّ (1398 ) حسن] .

 

3- عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَأْكُلُ وَنَحْنُ نَمْشِي،وَنَشْرَبُ وَنَحْنُ قِيَامٌ [صحيح ابن حبان - (12 / 141)(5322) صحيح] .

 

4- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ما من عبد يخطو خطوة إلا سئل عنها ما أراد بها [كنز العمال (41617) ] .

 

5- عن ابن عباس رضي الله عنه قال: الحافي أحق بصدر الطريق من المتنعل [كنز العمال (41619) ] .

 

6- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: نهى أن يمشي الرجل بين بعيرين يقودهما [كنز العمال (41623] .

 

7- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: نهى أن يمشي الرجل بين المرأتين [كنز العمال (41624) ] .

 

8- عن أنس وعن ابن عمر رضي الله عنهما: استجيدوا النعال فإنها خلاخيل الرجال [كنز العمال (41627) ] .

 

9- قال عبدالله بن مسعود لما خرج أصحابه يمشون وراءه قال: ارجعوا فإنها ذلةٌ للتابع وفتنةٌ للمتبوع .

 

10- عبد الله بن أبي أوفى يقول : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكثر الذكر ويقل اللغو ويطيل الصلاة ويقصر الخطبة ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي له الحاجة [سنن النسائي (1414) قال الشيخ الألباني صحيح ] .

الدراسات

المشي المستمر والمنتظم لمدة ثلاثين إلى ستين دقيقة يومياَ خمسة مرات بالاسبوع مع وضعية المشي الصحيحة يقلل من الاصابة بامراض القلب والشرايين ، ومفيد للذين يعانون من إرتفاع ضغط الدم، ويقلل من احتمال الاصابة بمرض سكري النمط الثاني ، وأيضا يعطي شعور بالسعادة. ويعتبر المشي رياضة من الرياضات الخفيفة والتي لا تتطلب جهد عالي ، وبالتالي هي مناسبة لجميع الفئات من كبار وصغار ، وخلصت دراسة حديثة إلى ان المشي بواقع ساعة يوميا يعمل على تقليل مخاطر اصابة النساء بسرطان الثدي بنسبة 14 % على الاقل وقد نشرت نتائج هذه الابحاث جريدة الغارديان عن هيئة أمريكية متخصصة بمكافحة مرض السرطان .

متفرقات

1- يقول الدكتور محمد يسري: على المربي أن يتقيد بصفات مشية عباد الرحمن ليربي أولاده بالفعل على ذلك قال تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا) [الفرقان: 63]. يَصِفُ اللهُ تَعالى عِبَادَهُ المؤمنينَ المُتَقَّينَ بأَنهُمْ مُتواضِعُون،يَسيروُن على الأرضِ بسَكِينةٍ ووَقَارٍ ورِفْقٍ (هَوْناً) مِنْ غير تَجَبُّرٍ ولا اسْتِكْبارٍ،وإذا سَفِه عليهِمُ الجاهلونَ بالقَولِ لم يُقابِلُوهم عليهِ إلا حِلْماً وقَوْلاً مَعْروفاً،ويَرُدُّونَ عليهم قائلينَ:سلامٌ عليكمٌ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلينَ [أيسر التفاسير لأسعد حومد - (1 / 2800) ]. فها هي ذي السمة الأولى من سمات عباد الرحمن: أنهم يمشون على الأرض مشية سهلة هينة، ليس فيها تكلف ولا تصنع، وليس فيها خيلاء ولا تنفج، ولا تصعير خد ولا تخلع أو ترهل. فالمشية ككل حركة تعبير عن الشخصية، وعما يستكن فيها من مشاعر. والنفس السوية المطمئنة الجادة القاصدة،تخلع صفاتها هذه على مشية صاحبها،فيمشي مشية سوية مطمئنة جادة قاصدة.فيها وقار وسكينة،وفيها جد وقوة. وليس معنى: (يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً) أنهم يمشون متماوتين منكسي الرءوس،متداعي الأركان،متهاوي البنيان كما يفهم بعض الناس ممن يريدون إظهار التقوى والصلاح![ مدخل إلى علم العقيدة د. محمد يسري] .

 - أن يسيروا سيراً متوازناً لا سرعة فيها ولا بطء. 

 - أن يغض الطرف وقت المشي،والنظر إلى الأرض،وأن يترك الأكل وقت المشي،إلا إذا كان جائعاً،فعَنِ ابْنِ عُمَرَ،قَالَ:كُنَّا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - نَأْكُلُ وَنَحْنُ نَمْشِي،وَنَشْرَبُ وَنَحْنُ قِيَام [مدخل إلى علم العقيدة ص208] .

 

2- قال الشيخ صالح بن فوزان بن عبدالله آل فوزان: أيها المسلم ! إنك بحاجة ماسة إلى معرفة الآداب المشروعة التي تسبق الصلاة، استعدادا لها لأن الصلاة عبادة عظيمة ينبغي أن يسبقها استعداد وتهيؤ مناسب ليدخل المسلم في هذه العبادة على أحسن الهيئات: فإذا مشيت إلى المسجد لتؤدي الصلاة مع جماعة المسلمين فليكن ذلك بسكينة ووقار، والسكينة: هي الطمأنينة والتأني في المشي، والوقار: الرزانة والحلم وغض البصر وخفض الصوت وقلة الالتفات . وقد ورد في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم ; قال : إذا أتيتم الصلاة ( وفي لفظ : إذا سمعتم الإقامة ) فامشوا وعليكم السكينة ، فما أدركتم فصلوا ، وما فاتكم فأتموا وروى الإمام مسلم قال: إن أحدكم إذا كان يعمد إلى الصلاة فهو في صلاة وليكن خروجك أيها المسلم إلى المسجد مبكرا لتدرك تكبيرة الإحرام ، وتحضر الصلاة مع الجماعة من أولها ، وقارب بين خطاك في مشيك إلى الصلاة لتكثر حسناتك ففي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال: إذا توضأ أحدكم فأحسن الوضوء ، ثم خرج إلى المسجد ، لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة ، وحطت عنه بها خطيئة [الملخص الفقهي (1/63) ] . 

 

3- ذهب الحنفية إلى أن المأموم إذا مشى في صلاته إلى جهة القبلة مشيا غير متدارك بأن مشى قدر صف ، ثم وقف قدر ركن ، ثم مشى قدر صف آخر ، وهكذا إلى أن مشى قدر صفوف كثيرة لا تفسد صلاته ، إلا إن خرج من المسجد فيما إذا كانت الصلاة فيه ، أو تجاوز الصفوف فيما إذا كانت الصلاة في الصحراء ، فإن مشى مشيا متلاحقا بأن مشى قدر صفين دفعة واحدة ، أو خرج من المسجد ، أو تجاوز الصفوف في الصحراء فسدت صلاته ، وهذا بناء على أن الفعل القليل غير مفسد ما لم يتكرر متواليا ، وعلى أن الاختلاف في المكان مبطل للصلاة ما لم يكن لإصلاحها ، والمسجد مكان واحد حكما ، وموضع الصفوف في الصحراء كالمسجد ، هذا إذا كان قدامه صفوف . أما لو كان إماما فمشى حتى جاوز موضع سجوده فإن كان ذلك مقدار ما بينه وبين الصف الذي يليه لا تفسد ، وإن كان أكثر فسدت ، وإن كان منفردا فالمعتبر موضع سجوده ، إن جاوزه فسدت وإلا فلا [غنية المتملي في شرح منية المصلي ص 450 وانظر الفتاوى الهندية 1 / 103 وحاشية ابن عابدين 1 / 421 ] .

وهذا التفصيل كله إذا لم يكن الماشي في الصلاة مستدبر القبلة ، بأن مشى قدامه أو يمينا أو يسارا أو إلى ورائه من غير تحويل أو استدبار ، وأما إذا استدبر القبلة فقد فسدت صلاته سواء مشى قليلا أو كثيرا أو لم يمش ، لأن استدبار القبلة لغير إصلاح الصلاة وحده مفسد [غنية المتملي ص 451، وانظر حاشية ابن عابدين 1 /421] .

وقال بعض مشايخ الحنفية في رجل رأى فرجة في الصف الذي أمامه مباشرة فمشى إلى تلك الفرجة فسدها لا تفسد صلاته ، ولو مشى إلى صف غير الذي أمامه مباشرة فسد فرجة فيه تفسد صلاته [غنية المتملي ص 450 – 451] . وذهب المالكية إلى أن الصلاة لا تبطل بمشي المصلي صفين لسترة يقرب إليها ، أو دفع مار أو لذهاب دابة أو لسد فرجة في صف ، حتى لو كان المشي بجنب أو قهقرى : بأن يرجع على ظهره ، بشرط ألا يستدبر القبلة ، فيما عدا مسألة الدابة فإنه يعذر إن استدبر القبلة [الشرح الصغير 1 / 354] .

وذهب الشافعية إلى أن المشي أكثر من خطوتين متوسطتين مبطل للصلاة إن توالت لا إن تفرقت ، أما المشي خطوتين فلا يبطل الصلاة وإن اتسعت ، كما تبطل بالوثبة الفاحشة مطلقا . واختلفوا في مسمى الخطوة هل هو نقل رجل واحدة فقط أو نقل الرجل الأخرى إلى محاذاتها ، قال ابن أبي الشريف : كل منهما محتمل ، والثاني أقرب [حاشية القليوبي 1 / 190 ، ومغني المحتاج 1 / 199] .

والذي يستفاد من مذهب الحنابلة أن المشي الذي تقتضيه صحة صلاة المأموم مع إمامه جائز ، كما إذا كبر فذا خلف الإمام ، ثم تقدم عن يمينه ، أو تقدم المأموم إلى صف بين يديه ، أو كانا اثنين وراء الإمام ، فخرج أحدهما من الصلاة فمشى المأموم حتى وقف عن يمين الإمام ، أو كان المأموم واحدا فكبر آخر عن يسار الإمام أداره الإمام عن يمينه . والعبرة عندهم في ذلك أن المشي الكثير إن كان لضرورة كخوف أو هرب من عدو ونحوه لم تبطل صلاته ، وإن لم يكن لضرورة بطلت صلاته [شرح منتهى الإرادات 1 / 223 - 224 ، المغني 2 / 215 - 216 ، وكشاف القناع 1 / 397 – 398]، [الموسوعة الفقهية الكويتية (37/337) ] .

 

4- ذهب الشافعية والحنابلة في الجملة إلى جواز التنفل ماشيا ولكل من المذهبين في المسألة تفصيل : فقال الشافعية : يجوز التنفل ماشيا ، وعلى الراحلة سائرة إلى جهة مقصده في السفر الطويل ، وكذا القصير على المذهب ، ولا يجوز في الحضر على الصحيح بل لها فيه حكم الفريضة في كل شيء إلا القيام ، وقال الإصطخري : يجوز للراكب والماشي في الحضر مترددا في جهة مقصده ، واختار القفال الجواز بشرط الاستقبال في جميع الصلاة [روضة الطالبين 1 / 210] . وقال الحنابلة : تصح الصلاة بدون الاستقبال لمتنفل راكب وماش في سفر غير محرم ولا مكروه ، ولو كان السفر قصيرا لقوله تعالى : ( ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله ) [البقرة: ى115]، قال ابن عمر رضي الله عنهما : نزلت في التطوع خاصة ، ولما ورد أن ابن عمر كان يصلي في السفر على راحلته أينما توجهت يومئ ، وذكر عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعله، وكان ابن عمر رضي الله عنهما يفعله ، ولم يفرق بين طويل السفر وقصيره ، وألحق الماشي بالراكب لأن الصلاة أبيحت للراكب لئلا ينقطع عن القافلة في السفر وهو موجود في الماشي [كشاف القناع 1 / 302] . ولا تجوز صلاة الماشي عند الحنفية والمالكية [حاشية ابن عابدين 1 / 469 ، والشرح الصغير 1 / 298 - 299 ] .

 

5- يقول الشيخ محمد صالح المنجد: ومشية النساء في الشارع تختلف عن مشية الرجال، فلابد أن تمشي المرأة على جانب الطريق والرجال في الوسط، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم إن المرأة إذا جاءت إلى رجل أجنبي للحاجة تكون مشيتها ما أخبر الله تعالى به في كتابه في سورة القصص عن بنت الرجل الصالح لما جاءت إلى موسى عليه السلام، لأن أباها لا يستطيع أن يأتيه بنفسه، قال الله: (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ) [القصص:25] ليست بسلفع خراجة ولاجة، بل تمشي على استحياء، ما جاءت إليه جريئة سليطة، لأن مخاطبة المرأة لرجل أجنبي صعبة على العفيفة، أما الآن فصارت أسهل عندهن من شرب الماء من كثرة المكالمات الهاتفية والاختلاط في العمل، وكثير من الأماكن صار كلام المرأة مع الرجل الأجنبي عادياً جداً، فأصبحت المرأة تأتي الرجل الأجنبي بكل ثقة وجرأة ولم تعد تمشي على استحياء كما يقتضي الأدب الإسلامي في مشية المرأة المسلمة [آداب المشي في القرآن الكريم] .

 

 6- يقول الشيخ محمد صالح المنجد: أما بالنسبة للمشي فإن المشي لابد أن يكون في طاعة الله تعالى، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود عن أبي هريرة : (والرِّجلان يزنيان فزناهما المشي) أي: المشي إلى ما حرم الله. وقال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين في عبوديات الجوارح: وأما المشي الواجب فالمشي للجُمعات والجماعات - فهناك مشي واجب ومكروه وجائز ومحرم ومستحب، المشي الواجب هو المشي إلى الجُمعات والجماعات، والمشي حول البيت للطواف الواجب مثل العمرة الواجبة والحج الواجب سواء كان فرضاً أو كان نذراً- والمشي بين الصفا و المروة بنفسه أو بمركوبه، والمشي إلى حكم الله ورسوله إذا دعي إليه -إذا قيل له: تعال إلى القاضي فقد دعي إلى حكم الله ورسوله فلابد أن يجيب- والمشي إلى صلة رحمه وبر والديه، والمشي إلى مجالس العلم الواجب طلبه وتعلمه، والمشي إلى الحج إذا قربت المسافة ولم يكن عليه فيه ضرر لما استحبه بعضهم من حج الماشي، لكن بدون أن يكون من مسافاتٍ بعيدة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم ركب. والمشي الحرام: المشي إلى معصية الله، والماشي إلى المعصية من رَجْل الشيطان، ما هو الدليل؟ الدليل: (وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ) [الإسراء:64] قال مقاتل : استعن عليهم بركبان جندك ومشاتهم، فكل راكبٍ وماشٍ في معصية الله فهو من جند إبليس [آداب المشي في القرآن الكريم] .

الإحالات

1- غذاء الألباب لشرح منظومة الآداب – السفاريني 2/348 مؤسسة قرطبة .

2- مختصر الشمائل المحمدية – الألباني ص 71 المكتبة الإسلامية الكبعة الأولى 1405 .

3- تفسير القرآن العظيم – ابن كثير 6/131 دار الشعب .

4- أضواء البيان – الشنقيطي 3/591 عالم الكتب .

5- الجامع لأحكام القرآن – القرطبي 13/67 .