مسن

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

كبار السن لغة: المسن في اللغة: الرجل الكبير في السن، قال ابن منظور: "أسن الرجل: كبر، وكبرت سنه،. يسن إسنانه فهو مسن. وهرم، وكهل هو أقصى الكبر"(لسان العرب، مادة "سن").   وفي مجال ترتيب سن الرجل في اللغة يقال: شاب الرجل، ثم شمط، ثم شاخ، ثم كبر، ثمَّ توجَّه، ثم دلَف، ثم دَبّ، ثم مَج، ثم ثلب، ثم الموت. إذا شاخ الرجل وعلت سنه ، فهو قحو وقحب فإذا ولى وساء عليه أثر الكبر، فهو يفن ودردح فإذا زاد ضعفه ونقص عقله ، فهو جلحاب ومهتر. وفي مجال ترتيب سن المرأة ما يلي: هي طفلة ما دامت صغيرة، ثم وليدة إذا تحركت، ثم كاعب إذا كعب ثديها، ثم ناهد إذا زاد، ثم معصر إذا أدركت، ثم عانس إذا ارتفعت عن حد الإعصار، ثم خود إذا توسطت الشباب، ثم مسلف إذا جاوزت الأربعين، ثم نصف إذا كانت بين الشباب والتعجيز، ثم شهلة كهلة إذا وجدت مس الكبر وفيها بقية وجلد، ثم شهبرة إذا عجزت وفيها تماسك، ثم حيزبون إذا صارت عالية السن ناقصة القوة، ثم قلعم ولطلط إذا انحنى قدها وسقطت أسنانها (فقه اللغة وسر العربية للثعالبي: 111-112).   وما دام الفرد فن سن الثلاثين والأربعين فهو شاب، ثم هو كهل : الى أن يتوفي الستين (فقه اللغة وسر العربية للثعالبي: 111-112).   ويقا هرم الرجل هرماً: أي بلغ اقصى الكبر، وضع فهو هرم (المعجم الوجيز، مجمع اللغة العربية: 478).  

العناصر

1- مراحل حياة الإنسان   2- حاجة كبار السن إلى الرعاية   3- عظم حقوق كبار السن   4- عناية الإسلام بالمسنين وبعض مظاهر ذلك   5- صور من إهمال كبار السن   6- بعض مآسي المسنين في الغرب   7- وصايا لكبار السن   8- وصايا للمتعاملين مع كبار السن   9- دور الكبار في تربية المجتمع    

الايات

1- قال الله تعالى: (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ)[البقرة:184].   2- قال الله تعالى: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا)[البقرة: 286].   3- قال الله تعالى: (إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا)[النساء:98].   4- قال الله تعالى: (قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)[يوسف: 78].   5- قال الله تعالى: (فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقًا مِّنَ اللّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ)[يوسف:80].   6- قال الله تعالى: (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)[الإسراء: 23-24].   7- قال الله تعالى: (وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا)[الحج:5].   8- قال الله تعالى: (وَالْقَوَاعِدُ مِنْ النِّسَاءِ اللاَّتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [النور: 60].   9- قال الله تعالى: (قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)[القصص: 23-24].   10- قال الله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ)[الروم:54].   11- قال الله تعالى: (وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ)[يس:68].    

الاحاديث

1- عن أبي موسى الأشعري عبدالله بن قيس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ من إجلالِ اللَّهِ إِكْرامَ ذي الشَّيبةِ المسلِمِ، وحاملِ القرآنِ غيرِ الغالي فيهِ والجافي عنهُ، وإِكْرامَ ذي السُّلطانِ المقسِطِ"(رواه أبو داود:٤٨٤٣، وحسنه الألباني).   2- عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لم يرحَمْ صغيرَنا، ويعرِفْ حقَّ" وفي لفظ: "ويُوَقِّرْ كبيرَنا فليس منّا"(أخرجه أبو داود:٤٩٤٣، وأحمد:٧٠٧٣، واللفظ لهما، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد:٢٧٢).   3- عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لم يرحمْ صغيرَنا ولم يعرفْ حقَّ كبيرِنا فليس منّا"(أخرجه أبو داود:٤٩٤٣، والترمذي:١٩١٩، وأحمد:٧٠٧٣، وصححه الألباني).   4- عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليسَ منّا من لم يرحَم صغيرَنا ويعرِفْ شرَفَ كبيرِنا"(أخرجه أبو داود:٤٩٤٣، والترمذي:١٩٢٠، واللفظ له، وأحمد:٦٧٣٣، وصححه الألباني).   5- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يقولُ: "انْطَلَقَ ثَلاثَةُ رَهْطٍ مِمَّنْ كانَ قَبْلَكُمْ حتّى أوَوْا المَبِيتَ إلى غارٍ، فَدَخَلُوهُ فانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ، فَسَدَّتْ عليهمُ الغارَ، فَقالوا: إنَّه لا يُنْجِيكُمْ مِن هذِه الصَّخْرَةِ إلّا أنْ تَدْعُوا اللَّهَ بصالِحِ أعْمالِكُمْ، فَقالَ رَجُلٌ منهمْ: اللَّهُمَّ كانَ لي أبَوانِ شيخانِ كَبِيرانِ، وكُنْتُ لا أغْبِقُ قَبْلَهُما أهْلًا، ولا مالًا فَنَأى بي في طَلَبِ شيءٍ يَوْمًا، فَلَمْ أُرِحْ عليهما حتّى ناما، فَحَلَبْتُ لهما غَبُوقَهُما، فَوَجَدْتُهُما نائِمَيْنِ وكَرِهْتُ أنْ أغْبِقَ قَبْلَهُما أهْلًا أوْ مالًا، فَلَبِثْتُ والقَدَحُ على يَدَيَّ، أنْتَظِرُ اسْتِيقاظَهُما حتّى بَرَقَ الفَجْرُ، فاسْتَيْقَظا، فَشَرِبا غَبُوقَهُما، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغاءَ وجْهِكَ، فَفَرِّجْ عَنّا ما نَحْنُ فيه مِن هذِه الصَّخْرَةِ، فانْفَرَجَتْ شيئًا لا يَسْتَطِيعُونَ الخُرُوجَ...الحديث"(رواه البخاري:٢٢٧٢).   6- عن مصعب بن سعد قال: رَأى سَعْدٌ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، أنَّ له فَضْلًا على مَن دُونَهُ، فَقالَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "هلْ تُنْصَرُونَ وتُرْزَقُونَ إلّا بضُعَفائِكُمْ"(رواه البخاري:٢٨٩٦).   7- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أَكْرَمَ شابٌّ شَيْخًا من أَجْلِ سِنِّهِ؛ إلا قيض اللهُ له عِندَ سِنِّهِ مَن يُكْرِمُهُ"(أخرجه الترمذي:٢٠٢٢، وضعفه الألباني في مشكاة المصابيح:٤٨٩٩).   8- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ على الكَبِيرِ، والمارُّ على القاعِدِ، والقَلِيلُ على الكَثِيرِ"(رواه البخاري:٦٢٣١، واللفظ له، ومسلم:٢١٦٠ بنحوه).   9- عن أبو أُمامةَ بْنُ سَهْلٍ قال: صَلَّيْنا مع عُمَرَ بنِ عبدِ العَزِيزِ الظُّهْرَ، ثُمَّ خَرَجْنا حتّى دَخَلْنا على أنَسِ بنِ مالِكٍ فَوَجَدْناهُ يُصَلِّي العَصْرَ، فَقُلتُ: يا عَمِّ ما هذِه الصَّلاةُ الَّتي صَلَّيْتَ؟ قالَ: العَصْرُ، وهذِه صَلاةُ رَسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الَّتي كُنّا نُصَلِّي معهُ (رواه البخاري ٥٤٩، واللفظ له، ومسلم:٦٢٣).   10- عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنهما قال: بيْنا أَنا واقِفٌ في الصَّفِّ يَومَ بَدْرٍ، فَنَظَرْتُ عن يَمِينِي وعَنْ شِمالِي، فَإِذا أَنا بغُلامَيْنِ مِنَ الأنْصارِ -حَدِيثَةٍ أَسْنانُهُما، تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ بيْنَ أَضْلَعَ منهما- فَغَمَزَنِي أَحَدُهُما فَقالَ: يا عَمِّ هلْ تَعْرِفُ أَبا جَهْلٍ؟ قُلتُ: نَعَمْ، ما حاجَتُكَ إلَيْهِ يا ابْنَ أَخِي؟ قالَ: أُخْبِرْتُ أنَّهُ يَسُبُّ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، والذي نَفْسِي بيَدِهِ، لَئِنْ رَأَيْتُهُ لا يُفارِقُ سَوادِي سَوادَهُ حتّى يَمُوتَ الأعْجَلُ مِنّا.." الحديث (أخرجه البخاري:٣١٤١، واللفظ له، ومسلم:١٧٥٢).   11- عن سهل بن أبي حثمة قال: أنَّ عَبْدَ اللَّهِ بنَ سَهْلٍ ومُحَيِّصَةَ خَرَجا إلى خَيْبَرَ، مِن جَهْدٍ أصابَهُمْ، فَأُخْبِرَ مُحَيِّصَةُ أنَّ عَبْدَ اللَّهِ قُتِلَ وطُرِحَ في فقِيرٍ أوْ عَيْنٍ، فأتى يَهُودَ فقالَ: أنتُمْ واللَّهِ قَتَلْتُمُوهُ، قالوا: ما قَتَلْناهُ واللَّهِ، ثُمَّ أقْبَلَ حتّى قَدِمَ على قَوْمِهِ، فَذَكَرَ لهمْ، وأَقْبَلَ هو وأَخُوهُ حُوَيِّصَةُ -وهو أكْبَرُ منه- وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ سَهْلٍ، فَذَهَبَ لِيَتَكَلَّمَ وهو الذي كانَ بخَيْبَرَ، فقالَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لِمُحَيِّصَةَ: "كَبِّرْ كَبِّرْ" يُرِيدُ السِّنَّ، فَتَكَلَّمَ حُوَيِّصَةُ، ثُمَّ تَكَلَّمَ مُحَيِّصَةُ.. الحديث (رواه البخاري:٧١٩٢، ومسلم:١٦٦٩).   12- عن عبدُ اللهِ بنُ عَمْرِو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النّارِ، وَيُدْخَلَ الجَنَّةَ، فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهو يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ، وَلْيَأْتِ إلى النّاسِ الذي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتى إلَيْهِ"(رواه مسلم:١٨٤٤).   13- عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أنْزِلوا النّاسَ مَنازِلَهم"(رواه أبو داود:٤٨٤٢، وحسنه شعيب الأرنؤوط، وذكره الإمام مسلم في مقدمته).   14- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ما أكرم شابٌّ شيخًا لسنِّهِ إلا قيَّضَ اللهُ له من يُكرِمُه عند سِنِّهِ"(أخرجه الترمذي:٢٠٢٢، وضعفه الألباني).   15- عن المسور بن مخرمة قال: قَسَمَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَقْبِيَةً، ولَمْ يُعْطِ مَخْرَمَةَ منها شيئًا، فَقالَ مَخْرَمَةُ: يا بُنَيَّ، انْطَلِقْ بنا إلى رَسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ، فانْطَلَقْتُ معهُ، فَقالَ: ادْخُلْ، فادْعُهُ لِي، قالَ: فَدَعَوْتُهُ له، فَخَرَجَ إلَيْهِ وعليه قَباءٌ منها، فَقالَ: "خَبَأْنا هذا لَكَ"، قالَ: فَنَظَرَ إلَيْهِ، فَقالَ: "رَضِيَ مَخْرَمَةُ"(أخرجه البخاري:٢٥٩٩، واللفظ له، ومسلم:١٠٥٨).     16- عن عبدالله بن عمر: أَرانِي في المَنامِ أتَسَوَّكُ بسِواكٍ، فَجَذَبَنِي رَجُلانِ، أحَدُهُما أكْبَرُ مِنَ الآخَرِ، فَناوَلْتُ السِّواكَ الأصْغَرَ منهما، فقِيلَ لِي: كَبِّرْ، فَدَفَعْتُهُ إلى الأكْبَرِ"(أخرجه البخاري معلقاً بصيغة الجزم:٢٤٦، وأخرجه موصولاً مسلم:٢٢٧١) واللفظ له.   17- عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم إذا سَقى قال: "ابدؤُوا بالأكبرِ"(أورده العيني في عمدة القاري:٢١-٢٩١، الشوكاني في نيل الأوطار:٩-٨٨، وقالا: إسناده قوي).   18- عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أتاكم كبيرُ قومٍ فأكرِموه"(أخرجه الطبراني:١١-٣٠٤، (١١٨١١)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد٨-١٩: في إسناده عيينة بن يقظان وثقه ابن حبان وكذلك مالك بن الحسن بن مالك بن الحويرث وفيهما ضعف وبقية رجاله ثقات).   19- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا صلى أحدكم للناس فليخفف فإن فيهم الضعيف والسقيم والكبير وإذا صلى لنفسه فليطول ما شاء"(أخرجه البخاري:٧٠٣، ومسلم:٤٦٧).   20- عن مالك بن الحويرث رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِذا حَضَرَتِ الصَّلاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أحَدُكُمْ، ولْيَؤُمَّكُمْ أكْبَرُكُمْ"(أخرجه البخاري:٦٣١، واللفظ له، ومسلم:٦٧٤).   21- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "انطلِقوا باسمِ اللهِ، وباللهِ، وعلى مِلَّةِ رسولِ اللهِ، ولا تقتُلوا شيخًا فانيًا، ولا طفلًا، ولا صغيرًا، ولا امرأةً، ولا تغُلُّوا، وضُمُّوا غنائمَكم، وأَصلِحوا (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[البقرة:١٩٥] (رواه أبو داود:٢٦١٤، وقال شعيب الأرنؤوط: حسن لغيره).   22- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مهلا عن الله، مهلا، فإنه لولا شيوخ ركع، وشباب خشع، وأطفال رضع، وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صبًّا"(أخرجه البيهقي:3/345، رقم 6183، وضعفه النووي في الخلاصة (٢-٨٧٤).   23- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يَتَمَنّى أحَدُكُمُ المَوْتَ، ولا يَدْعُ به مِن قَبْلِ أنْ يَأْتِيَهُ، إنَّه إذا ماتَ أحَدُكُمُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ، وإنَّه لا يَزِيدُ المُؤْمِنَ عُمْرُهُ إلّا خَيْرًا"(رواه مسلم:٢٦٨٢).   24- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ألا أنبِّئُكُم بِخَيرِكُم؟" قالوا: نعَم يا رَسولَ اللَّهِ. قالَ: "خيارُكُم أطولُكُم أعمارًا وأحسنُكُم أعمالًا"(رواه أحمد ١٢/١٩٩، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح).   25- عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "البرَكةُ مع أكابِرِكم"(أخرجه ابن حبان في صحيحه:٥٥٩، وصححه الألباني صحيح الجامع:٢٨٨٤).   26- عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: أَقْبَلَ رَجُلٌ بناضِحَيْنِ وقدْ جَنَحَ اللَّيْلُ، فَوافَقَ مُعاذًا يُصَلِّي، فَتَرَكَ ناضِحَهُ وأَقْبَلَ إلى مُعاذٍ، فَقَرَأَ بسُورَةِ البَقَرَةِ -أَوِ النِّساءِ- فانْطَلَقَ الرَّجُلُ وبَلَغَهُ أنَّ مُعاذًا نالَ منه، فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فَشَكا إلَيْهِ مُعاذًا، فَقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "يا مُعاذُ، أَفَتّانٌ أَنْتَ -أَوْ أَفاتِنٌ- ثَلاثَ مِرارٍ: فَلَوْلا صَلَّيْتَ بسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ، والشَّمْسِ وضُحاها، واللَّيْلِ إذا يَغْشى، فإنَّه يُصَلِّي وراءَكَ الكَبِيرُ والضَّعِيفُ وذُو الحاجَةِ"(رواه البخاري:٧٠٥، ومسلم:٤٦٥).   27- عن خويلة بنت ثعلبة رضي الله عنه قال: فيَّ واللهِ وفي أوسِ بنِ الصّامتِ أنزَل اللهُ جلَّ وعلا صدرَ سورةِ المجادلةِ قالت: كُنْتُ عندَه وكان شيخًا كبيرًا قد ساء خلُقُه وضجِر قالت: فدخَل علَيَّ يومًا فراجَعْتُه في شيءٍ فغضِب وقال: أنتِ عليَّ كظهرِ أمِّي ثمَّ خرَج فجلَس في نادي قومِه ساعةً ثمَّ دخَل عليَّ فإذا هو يُريدُني على نفسي قالت: قُلْتُ: كلّا والَّذي نفسُ خُويلةَ بيدِه لا تخلُصُ إليَّ وقد قُلْتَ ما قُلْتَ حتّى يحكُمَ اللهُ ورسولُه فينا بحُكمِه قالت: فواثَبني فامتنَعْتُ منه فغلَبْتُه بما تغلِبُ به المرأةُ الشَّيخَ الضَّعيفَ فألقَيْتُه تحتي ثمَّ خرَجْتُ إلى بعضِ جاراتي فاستعَرْتُ منها ثيابًا ثمَّ خرَجْتُ حتّى جِئْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فجلَسْتُ بينَ يدَيهِ فذكَرْتُ له ما لقيتُ منه فجعَلْتُ أشكو إليه ما ألقى مِن سوءِ خُلُقِه قالت: فجعَل رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "يا خُوَيلةُ ابنُ عمِّكِ شيخٌ كبيرٌ فاتَّقي اللهَ فيه" قالت: فواللهِ ما برِحْتُ حتّى نزَل القرآنُ فتغشّى رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ما كان يغشاه ثمَّ سُرِّي عنه فقال: "يا خُويلةُ قد أنزَل اللهُ جلَّ وعلا فيكِ وفي صاحبِك" قالت: ثمَّ قرَأ عليَّ: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلى اللَّهِ)[المجادلة: ١] إلى قولِه: (وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ)[المجادلة:٤] فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مُرِيه فلْيُعتِقْ رقبةً" قالت: وقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ ما عندَه ما يُعتِقُ قال: "فلْيصُمْ شهرينِ مُتتابعينِ" قالت: فقُلْتُ: واللهِ يا رسولَ اللهِ إنَّه شيخٌ كبيرٌ ما به مِن صيامٍ قال: "فلْيُطعِمْ ستِّينَ مسكينًا وَسْقًا مِن تمرٍ" فقُلْتُ: واللهِ يا رسولَ اللهِ ما ذلك عندَه قالت: فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "فإنّا سنُعينُه بعَرَقٍ مِن تمرٍ" قالت: فقُلْتُ: وأنا يا رسولَ اللهِ سأُعينُه بعَرَقٍ آخَرَ فقال صلى الله عليه وسلم: "أصَبْتِ وأحسَنْتِ فاذهَبي فتصدَّقي به عنه ثمَّ استوصي بابنِ عمِّكِ خيرًا" قالت: ففعَلْتُ (رواه ابن حبان في صحيحه:٤٢٧٩، وصححه شعيب الأرنؤوط).   28- عن الفضل بن عباس رضي الله عنه أنَّ امْرَأَةً مِن خَثْعَمَ، قالَتْ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ أَبِي شيخٌ كَبِيرٌ، عليه فَرِيضَةُ اللهِ في الحَجِّ، وَهو لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِيَ على ظَهْرِ بَعِيرِهِ، فَقالَ النبيُّ صَلّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: "فَحُجِّي عنْه"(أخرجه البخاري:١٨٥٣، ومسلم:١٣٣٥، واللفظ له).   29- عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تنتِفوا الشَّيبَ ما من مسلِمٍ يشيبُ شيبةً في الإسلامِ إلّا كانت لَهُ نورًا يومَ القيامةِ إلّا كتبَ اللَّهُ لَهُ بِها حسنةً وحطَّ عنهُ بِها خطيئةً"(رواه أبو داود:٤٢٠٢، وقال الألباني: حسن صحيح).   30- عَنْ سَعْدِ بنِ أبِي وقّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، كانَ يَأْمُرُ بهَؤُلاءِ الخَمْسِ: ويُحَدِّثُهُنَّ عَنِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ البُخْلِ، وأَعُوذُ بكَ مِنَ الجُبْنِ، وأَعُوذُ بكَ أنْ أُرَدَّ إلى أرْذَلِ العُمُرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ الدُّنْيا، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ"(رواه البخاري:٦٣٧٠).   31- عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: لما وقف رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بذي طوى قال أبو قحافةَ لابنةٍ له من أصغرِ ولدِه أي بنيةَ أظهرِيني على أبي قبيسٍ قال وقد كُفَّ بصرُه قالت فأشرفَت به عليه فقال: يا بنيةَ ماذا تَرَينَ؟ قالت: أرى سوادًا مجتمعًا، قال: تلك الخيلُ قالت: وأرى رجلًا يسعى بينَ ذلك السوادِ مقبلًا ومدبرًا قال: يا بنيةُ ذلك الوازعُ يعني الذي يأمرُ الخيلَ ويتقدمُ إليها قالت: قد واللهِ انتشر السوادُ قال: إذا واللهِ دفعتِ الخيلُ أسرِعي بي إلى بيتِي وانحطَّت به وتلقاه الخيلُ قبلَ أن يصِلَ إلى بيتِه وفي عنقِ الجاريةِ طوقٌ من وَرِقٍ فتلقاها رجلٌ فاقتلعه منها قالت: فلما دخل رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ودخل المسجدَ أتى أبو بكرٍ بأبيه يقودُه فلما رآه رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "هلّا تركتِ الشيخَ في بيتِه حتى أكونَ أنا آتيه فيه؟" فقال أبو بكرٍ: يا رسولَ اللهِ هو أحقُّ أن يمشِيَ إليك من أن تمشِيَ إليه قال: فأجلسَه بينَ يدَيه ثم مسح صدرَه ثم قال له: "أسلمْ" فأسلم ودخل به أبو بكرٍ على رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ورأسُه كأنه ثغامةٌ فقال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "غيِّروا هذا من شعرِه" ثم قام أبو بكرٍ فأخذ بيدِ أختِه فقال: أنشدُ اللهَ والإسلامَ طوقَ أختي فلم يُجبْه أحدٌ فقال: يا أخيةَ احتسِبِي طوقَك فواللهِ إن الأمانةَ اليومَ في الناسِ لقليلةٌ (أخرجه أحمد:٢٦٩٥٦، وابن حبان:٧٢٠٨، والطبراني:٢٤-٨٨ (٢٣٦)، وقال شعيب الأرنؤوط في تخريج المسند (٢٦٩٥٦): إسناده حسن).

الاثار

1- عن مالك بن مغول قال: "كنتُ أمشي مع طلحة بن مُصرِّف فصِرنا إلى مضيق، فتقدمني ثم قال لي: لو كنتُ أعلم أنك أكبر مني بيوم ما تقدمتك"(الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع؛ 68).   2- قال يحي بن سعيد -رحمه الله-: "بلغنا أن من أهان ذا شيبة لم يمت حتى يقيض الله -عز وجل- له من يهينه في كبره"(العمر والشيب؛ لابن أبي الدنيا؛ ص53).   3- في الأثر: إن عمر بن عبدالعزيز كتب إلى عامله على البصرة (عدي بن أرطاة): "أما بعد: انظر مَن قبلك من أهل الذمة من كَبِرَت سِنُّه، وضعفت قوته، وولَّت عنه المكاسب، فأَجْرِ عليه من بيت مال المسلمين ما يُصلحه"(أخرجه أبو عبيد في الأموال ص:48).   4- قال يحيى بن سعيد: "بَلَغَنَا أَنَّهَ مَنْ أَهَانَ ذَا شَيْبَةٍ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِ مَنْ يُهِينُ شَيْبَهُ إِذَا شَابَ"(العمر والشيب؛ لابن أبي الدنيا:53).   5- عن ابن عباس قال: "كان الشيخُ الكبير والعجوزُ الكبيرةُ وهما يطيقان الصوم، رُخص لهما أن يفطرَا إن شاءا ويطعما لكلّ يوم مسكينًا، ثم نَسخَ ذلك بعد ذلك:"فمن شَهد منكم الشهر فليصمه ومَنْ كان مريضًا أو عَلى سفر فعدةٌ من أيام أخر"، وثبت للشيخ الكبير والعجوز الكبيرة، إذا كانا لا يطيقان الصوم، وللحبلى والمرضع إذا خافتا"(جامع البيان؛ سورة البقرة: آية 184).    

القصص

1- عن ابن عمار بن الفضل بن موسى قال: "انتهيت أنا وعبد الله بن المبارك إلى قنطرة، فقال لي: تقدم، وقلت له: تقدم، قال: فحاسبته فإذا أنا أكبر منه سنتين"(الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع:1-285).   2- في الأثر: "أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه مرَّ بباب قومٍ وعليه سائل يسأل، شيخ كبير ضرير، فضرب عضده من خلفه، وقال: "من أيِّ أهل الكتاب أنت؟" فقال: "يهودي"، قال: "فما ألجأك إلى ما أرى؟" قال: "أسأل الجزية والحاجة والسن"، فأخذ عمر بيده وذهب به إلى منزله، فرضخ له بشيء من المنزل، ثم أرسل إلى خازن بيت المال فقال: "انظر هذا وضُرباءه، فوالله ما أنصفناه إن أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم"؛ (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ)[التوبة:60] (أخرجه أبو يوسف في الخراج ص:106، وأبو عبيد في الأموال ص:46).   3- عن المِسْور بنِ مخرمة قال: خرجنا حُجاجًا مع عمر بنِ الخطاب، فنزلنا منزلاً بطريق مكة، يقال له الأبواء، فإذا نحن بشيخ على قارعة الطريق، فقال الشيخ: يا أيها الركب؛ قِفُوا، فقال عمر: قِفُوا، فوقفنا، فقال عمر، قل يا شيخ. قال: أفيكم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال عمر: أمسِكوا؛ لا يتكلَّمَنَّ أحد، ثم قال: أتعقل يا شيخ؟ قال: العقلُ ساقَني إلى ها هنا، قال: تُوُفِّيَ النبي -صلى الله عليه وسلم-.   قال: وقد تُوُفِّيَ -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نعم، قال: فبكى، حتى ظنَنَّا أن نفسه ستخرج من بين جنبيه. ثم قال: فمن ولي أمر الأمة من بعده؟ قال: أبو بكر. قال: نحيف بني تَيْم؟ قال: نعم. قال: أفيكم هو؟ قال: لا، قال: وقد تُوُفِّيَ؟ قال: نعم. قال: فبكى حتى سمعنا لبكائه شَحِيجًا.   ثم قال: فمن ولي أمر الأمة بعده؟ فقال: عمر بن الخطاب. قال: فأين كانوا عن أبيض بني أمية؟ -يريد عثمانَ بنَ عفان-؛ فإنه كان ألْيَن جانبًا، وأقْرَبَ. قال: قد كان ذلك، قال: إن كانت صَدَاقة عمرَ لأبي بكر لمسَلَّمة إلى خير، أمنكم هو؟ قال: هو الذي يكلِّمك منذ اليوم. قال: أغِثْني؛ فإني لم أجد مُغيثًا.   قال: ومن أنت بلغك الغوث؟ قال: أنا أبو عقيل، أحد بني مُلَيْل؛ لقيت رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- رَدْهة بَنِي جُعل، دعاني إلى الإسلام، فآمنتُ به، وصدَّقتُ بما جاء به، سقاني شربةً من سَويق؛ شرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أوَّلَها، وشربتُ آخرَها، فما برحْتُ أجد شِبَعها إذا جِعت، ورِيَّها إذا عطشتُ، وبَرْدها إذا أصبحتُ، ثم تيمَّمْتُ في رأس الجبل الأبيض، أنا وقطعة غنم لي، أصلي في يومي وليلتي خمسَ صلوات، وأصوم شهرًا وهو رمضان، وأذبح شاةً لعشر ذي الحجة أنسُك بها؛ ذاك علمي.   حتى ألقَتْ بها السَّنَة –أي القحط- فما أبقت لنا منها إلا شاة واحدة، كنا ننتفع بدَرَّتها، فغبَنَها الذئب البارحة الأولى، فأدركْنا ذكاتها، فأكلنا، وبلَغْناك ببعض، فأغِثْ أغاثك الله، فقال عمر: بلَغَك الغوث، بلغك الغوث، أدركني على الماء.   قال المسور بن مخرمة: فنزلنا المنزل، وأصبنا من فضل زادنا، وكأني أنظر إلى عمر متعَبًا على قارعة الطريق، آخذًا بزمام ناقته، لم نَطْعَم طعامًا، ما ننتظر للشيخ ونرمُقه، فلما رحل الناس دعا عمر صاحب الماء، فوصف له الشيخ وجلَّاه له، وقال: إذا أتى عليك فأَنْفِقْ عليه، وعلى آله حتى أعود إليك – إن شاء الله -.   قال المسور: فقضينا حجنا، وانصرفنا، فلما نزلنا المنزل دعا عمر صاحب الماء، فقال: هل أحسست الشيخ؟ قال: نعم؛ يا أمير المؤمنين، أتاني وهو موعوك، فمرض عندي ثلاثًا، فمات"، ودفنته، وهذا قبره.   فكأني أنظر إلى عمر، وقد وثب مباعِدًا بين خطاه، حتى وقف على القبر، فصلى عليه، ثم انضجَعَ، فاعتنقه، وبكى، حتى سمعنا لبكائه شَحِيجًا، ثم قال: كره الله له مِنَّتَكُم، وسَبَقَ به، واختار له ما عنده -إن شاء الله-. ثم أمر بأهله، فحُملوا معه، فلم يزل ينفق عليهم، حتى قُبض. (تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر:44-351، 352).  

الاشعار

1- قال أحدهم: أرسلتُ روحي إلى داري تطوف بها *** لمّا خطانا إليها مالها سبلُ أن تسأَل الدار إن كانت تذكّرُنا *** أم أنّها نسيت إذ أهلَها رحلوا هيهاتُ يا دار أن تصفو الحياةُ بنا *** ويرجع الجمعُ بعد النأي مكتملُ إن مِتُ يا ولدي أو طال الفراق بنا *** فالصبر يا ولدي لا يضعفْ لنا أملُ (الإحاطة في أخبار غرناطة)   2- قال أحدهم: أأنعمُ عيشاً بعد ما حلَّ عارضي*** طلائعُ شيبٍ ليس يغني خضابها وعزةُ عمر المرء قبل مشيبه *** وقد فنيت نفس تولى شبابها إذا اصفر لون المرء وابيض شعره *** تنغّص من أيامه مستطابها (مجموعة القصائد الزهديات:383)      

متفرقات

  1- قال المناوي -رحمه الله- في فيض القدير معلقاً على هذا الحديث: "فالتحذير من كل منهما وحده؛ فيتعين أن يعاملَ كلاً منهما بما يليق به؛ فيُعطَى الصغيرُ حقَّه من الرفقِ به والرحمةِ والشفقةِ عليه، ويُعطَى الكبيرُ حقَّه من الشرفِ والتوقير"(فيض القدير؛ للمناوي:5-470).   2- قال العيني عند حديث: "صَلَّيْنا مع عُمَرَ بنِ عبدِ العَزِيزِ الظُّهْرَ، ثُمَّ خَرَجْنا حتّى دَخَلْنا على أنَسِ بنِ مالِكٍ فَوَجَدْناهُ يُصَلِّي العَصْرَ، فَقُلتُ: يا عَمِّ ما هذِه الصَّلاةُ الَّتي صَلَّيْتَ؟" قال: "وَهَذَا من بَاب التوقيرِ وَالْإِكْرَامِ لأنسٍ، لِأَنَّهُ لَيْسَ عَمهُ على الْحَقِيقَةِ"(عمدة القاري؛ للعيني:76).   3- قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله تعالى عند قوله تعالى: (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا) قال: "أي: إذا وصلا إلى هذا السن الذي تضعف فيه قواهما ويحتاجان من اللطف والإحسان ما هو معروف. (فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ) وهذا أدنى مراتب الأذى نبه به على ما سواه، والمعنى لا تؤذهما أدنى أذية. (وَلَا تَنْهَرْهُمَا)؛ أي: تزجرهما وتتكلم لهما كلاما خشنا، (وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) بلفظ يحبانه وتأدب وتلطف بكلام لين حسن يلذ على قلوبهما وتطمئن به نفوسهما، وذلك يختلف باختلاف الأحوال والعوائد والأزمان.   4- قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله عند قوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً...) قال: "يخبر تعالى عن سعة علمه وعظيم اقتداره وكمال حكمته، ابتدأ خلق الآدميين من ضعف وهو الأطوار الأول من خلقه من نطفة إلى علقة إلى مضغة إلى أن صار حيوانا في الأرحام إلى أن ولد، وهو في سن الطفولية وهو إذ ذاك في غاية الضعف وعدم القوة والقدرة. ثم ما زال اللّه يزيد في قوته شيئا فشيئا حتى بلغ سن الشباب واستوت قوته وكملت قواه الظاهرة والباطنة، ثم انتقل من هذا الطور ورجع إلى الضعف والشيبة والهرم. (يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ) بحسب حكمته. ومن حكمته أن يري العبد ضعفه وأن قوته محفوفة بضعفين وأنه ليس له من نفسه إلا النقص، ولولا تقوية اللّه له لما وصل إلى قوة وقدرة ولو استمرت قوته في الزيادة لطغى وبغى وعتا. وليعلم العباد كمال قدرة اللّه التي لا تزال مستمرة يخلق بها الأشياء، ويدبر بها الأمور ولا يلحقها إعياء ولا ضعف ولا نقص بوجه من الوجوه"(تيسر الكريم الرحمن).   5- قال الشيخ محمد أبادي: "(إِنَّ مِن إجلالِ الله) أي: تبجيله وتعظيمه. (إكرام ذي الشيبة المسلم)؛ أي: تعظيم الشيخ الكبير في الإسلام، بتوقيره في المجالس، والرفق به، والشفقة عليه، ونحو ذلك، كل هذا مِن كمالِ تعظيم الله؛ لحرمته عند الله"(عون المعبود بشرح سنن أبي داود:13-132).   6- قال الزرقاني عند حديث: " كَبِّرْ كَبِّرْ" يُرِيدُ السِّنَّ قال: "إرشاداً إلى الأدب في تقديم الأسن، وفيه أن المشركين في معنى من معاني الدعوى وغيرها أولاهم ببدء الكلام أكبرهم فإذا سمع منه تكلم الأصغر فيسمع منه إن احتج له، فإن كان فيهم من له بيان ولتقديمه وجه فلا بأس بتقديمه وإن أصغر قاله ابن عبر البر"(4-257).   7- قال الشيخ عبد المحسن العباد عند حديث: "ابْغُونِي الضُّعَفَاءَ؛ فَإِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ" قال: "يعني: لأن عندهم العبادة والإخلاص، وليس عندهم انشغال بالدنيا ومتاعها ولذاتها، وإنما هم مقبلون على العبادة، فيكون دعاؤهم مظنة الإجابة. فمعنى هذا: أنه إذا وجد في الجيش من يكون كذلك ومن يكون قلبه خالياً من التعلق بالدنيا، ومشتغلاً بالعبادة والدعاء فإن ذلك من أسباب النصر على الأعداء؛ لكونهم يدعون الله -عز وجل-، وقلوبهم صافية، وهم مخلصون لله -عز وجل-، وليس عندهم الانشغال بالدنيا ومتاعها ولذاتها"(شرح سنن أبي داود؛ عبد المحسن العباد:14-63).   8- قال الشيخ د. خالد السبت عند حديث: "ليسَ منّا من لم يرحَم صغيرَنا ويعرِفْ شرَفَ كبيرِنا" قال: ".. الكبير له حق بالتوقير والاحترام والإجلال والتقديم على غيره من الناس؛ لشيبته في الإسلام، وتقدم سنه، وضعفه وما أشبه ذلك، فإذا كان الإنسان لا يراعي للكبير حقه فإن ذلك يدل على تربية ضعيفة هشة سيئة"(شرح كتاب رياض الصالحين).    

الإحالات

1- حقوق كبار السن في الإسلام؛ أ.د. عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر.   2- حقوق كبار السن في الإسلام؛ أحمد عمار عبد الجليل عبد الخالق.   3- رعاية المسنين في الإسلام؛ لعبد الله بن ناصر السدحان.   4- مكانة كبار السن في الإسلام؛ د. كامل صكر القيسي.   5- مشكلات كبار السن : التشخيص و العلاج : رؤية نفسية دينية؛ لمحمد حسن غانم.   6- سيكولوجية الشيخوخة: وموقف الاسلام من كبار السن؛ لمسارع حسن راوي.   7- الرعاية الاجتماعية للمسنين وفق الشريعة الإسلامية؛ د. سالمة الشاعري.   8- واقع الرعاية المقدمة لكبار السن (دراسة استطلاعية)؛ إعداد: علي مجلي، وخالد الشملان.   حماية حقوق كبار السن في ضوء أحكام الشريعة الإسلامية والقانون الدولي؛ لوسيم حسام الدين الأحمد.