مساء

2024-04-03 - 1445/09/24

التعريف

العناصر

1- ما هو المساء؟

 

2- من أحكام المساء

 

3- أذكار المساء

 

4- المساء مقدمة الليل

 

الايات

قال الله -تعالى-: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[آل عمران: 190-191]

 

قل تعالى: (كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)[الذاريات:17-18].

 

 

 

الاحاديث

1- عن عبدالله بن عمر -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- قال: أخَذَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بمَنْكِبِي، فَقالَ: كُنْ في الدُّنْيا كَأنَّكَ غَرِيبٌ أوْ عابِرُ سَبِيلٍ. وكانَ ابنُ عُمَرَ يقولُ: إذا أمْسَيْتَ فلا تَنْتَظِرِ الصَّباحَ، وإذا أصْبَحْتَ فلا تَنْتَظِرِ المَساءَ، وخُذْ مِن صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، ومِنْ حَياتِكَ لِمَوْتِكَ. رواه البخاري: (٦٤١٦).

 

2- عن جابر بن عبدالله -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خَمِّرُوا الآنِيَةَ، وأَوْكُوا الأسْقِيَةَ، وأَجِيفُوا الأبْوابَ واكْفِتُوا صِبْيانَكُمْ عِنْدَ العِشاءِ، فإنَّ لِلْجِنِّ انْتِشارًا وخَطْفَةً، وأَطْفِئُوا المَصابِيحَ عِنْدَ الرُّقادِ، فإنَّ الفُوَيْسِقَةَ رُبَّما اجْتَرَّتِ الفَتِيلَةَ فأحْرَقَتْ أهْلَ البَيْتِ”، قالَ: ابنُ جُرَيْجٍ وحَبِيبٌ، عن عَطاءٍ “فإنَّ لِلشَّياطِينِ”. أخرجه البخاري: (٣٣١٦)، ومسلم: (٢٠١٢).

 

3- عن عثمان بن عفان -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من عبدٍ يقولُ في صباحِ كلِّ يومٍ ومساءِ كلِّ ليلةٍ بسمِ اللهِ الذي لا يضرُّ مع اسمِه شيءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ وهو السميعُ العليمُ ثلاثَ مراتٍ فيضرُّه شيٌء”. أخرجه الترمذي (٣٣٨٨)، والنسائي في السنن الكبرى: (١٠١٧٨)، وابن ماجه: (٣٨٦٩)، وصححه الألباني.

 

4- عن علي بن أبي طالب -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا عاد الرجلُ أَخاهُ المسلِمَ مَشى في خِرافَةِ الجنةِ حتى يَجلِسَ، فإذا جلَس غمرَتْه الرحمةُ، فإن كان غُدوَةً صلى عليه سبعونَ ألفَ مَلَكٍ حتى يُمسِيَ، وإن كان مَساءً صلّى عليه سبعونَ ألفَ مَلَكٍ حتى يُصبِحَ”. الراوي: أخرجه أحمد: (٦١٢)، وأبو يعلى: (٢٦٢)، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة: (١٣٦٧): “صحيح على شرط الشيخين”. 

 

5- عن عبدالله بن أبي أوفى -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- قال: كُنّا في سَفَرٍ مع رَسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَلَمّا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، قالَ لِرَجُلٍ: “انْزِلْ فاجْدَحْ لي” قالَ: يا رَسولَ اللَّهِ لو أمْسَيْتَ، ثُمَّ قالَ: “انْزِلْ فاجْدَحْ” قالَ: يا رَسولَ اللَّهِ لو أمْسَيْتَ، إنَّ عَلَيْكَ نَهارًا، ثُمَّ قالَ: “انْزِلْ فاجْدَحْ” فَنَزَلَ فَجَدَحَ له في الثّالِثَةِ، فَشَرِبَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، ثُمَّ أوْمَأَ بيَدِهِ إلى المَشْرِقِ، فَقالَ: “إذا رَأَيْتُمُ اللَّيْلَ قدْ أقْبَلَ مِن ها هُنا، فقَدْ أفْطَرَ الصّائِمُ”. رواه البخاري: (٥٢٩٧).

 

6- عن أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- قال: جاءَ رَجُلٌ إلى النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، ما لَقِيتُ مِن عَقْرَبٍ لَدَغَتْنِي البارِحَةَ، قالَ: “أَما لو قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ: أَعُوذُ بكَلِماتِ اللهِ التّامّاتِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ، لَمْ تَضُرَّكَ”. رواه مسلم: (٢٧٠٩).

 

7- عن عبدالله بن مسعود -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- قال: كانَ نَبِيُّ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، إذا أَمْسى قالَ: أَمْسَيْنا وَأَمْسى المُلْكُ لِلَّهِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له قالَ: أُراهُ قالَ فِيهِنَّ: له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهو على كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ ما في هذِه اللَّيْلَةِ وَخَيْرَ ما بَعْدَها، وَأَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما في هذِه اللَّيْلَةِ وَشَرِّ ما بَعْدَها، رَبِّ أَعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ وَسُوءِ الكِبَرِ، رَبِّ أَعُوذُ بكَ مِن عَذابٍ في النّارِ وَعَذابٍ في القَبْرِ وإذا أَصْبَحَ قالَ ذلكَ أَيْضًا: أَصْبَحْنا وَأَصْبَحَ المُلْكُ لِلَّهِ. رواه مسلم: (٢٧٢٣).

 

8- عن أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- قال: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول إذا أصبح: “اللهم بك أصبَحْنا، وبك أمسَينا، وبك نحيا، وبك نموتُ، وإليك النُّشورُ”. وإذا أمسى قال: “اللهم بك أمسَينا، وبك نحَيا، وبك نموتُ، وإليك النشورُ”. أخرجه أبو داود: (٥٠٦٨)، وصححه الألباني.

 

9- عن أبي بكر الصديق -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- قال: يا رسولَ اللَّهِ مُرني بكلماتٍ أقولهنَّ إذا أصبحتُ وإذا أمسَيتَ فقال: “قُلِ اللَّهمَّ فاطرَ السَّمواتِ والأرضِ، عالمَ الغيبِ والشَّهادةِ ربَّ كلِّ شيءٍ ومليكَهُ، أشهدُ أن لا إلهَ إلّا أنتَ، أعوذُ بكَ من شَرِّ نفسي، وشرِّ الشَّيطانِ وشِرْكِهِ” قالَ: قلْها إذا أصبحتَ، وإذا أمسيتَ، وإذا أخذتَ مضجعَكَ”. رواه النووي في الأذكار: (١٠٨) وقال: “إسناده صحيح”.

 

10- عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “مَن قالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، مِائَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَومَ القِيامَةِ بأَفْضَلَ ممّا جاءَ به، إِلّا أَحَدٌ قالَ مِثْلَ ما قالَ، أَوْ زادَ عليه”. أخرجه مسلم (٢٦٩٢).

 

11- شداد بن أوس رضي الله عنه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “سَيِّدُ الِاسْتِغْفارِ: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي، لا إلَهَ إلّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا على عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلّا أنْتَ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ. إذا قالَ حِينَ يُمْسِي فَماتَ دَخَلَ الجَنَّةَ -أوْ: كانَ مِن أهْلِ الجَنَّةِ- وإذا قالَ حِينَ يُصْبِحُ فَماتَ مِن يَومِهِ مِثْلَهُ”. رواه البخاري: (٦٣٢٣).

 

12- عن بريدة بن الحصيب الأسلمي -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “من قال حين يصبحُ وحين يُمسي اللهمَّ أنتَ ربِّي اغفِرْ لي ذنوبي جميعًا وقال في آخرِه: فمات من يومِه أو ليلتِه دخل الجنَّةَ”. أخرجه أبو داود: (٥٠٧٠)، والنسائي في السنن الكبرى: (١٠٤١٧)، وابن ماجه: (٣٨٧٢)، وأحمد: (٢٣٠١٣) بنحوه مطولاً، وقال ابن حجر العسقلاني في نتائج الأفكار: (٢-٣٤١) “صحيح وله شاهد”.

 

13- عن عبدالله بن عمر -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يَدْعو حينَ يُصبِحُ وحينَ يُمْسي بهذه الدَّعَواتِ: “اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ العافيةَ في الدُّنيا والآخِرةِ، اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ العَفوَ والعافيةَ في دِيني ودُنيايَ، وأهْلي ومالي، اللَّهُمَّ استُرْ عَوْراتي، وآمِنْ رَوْعاتي، اللَّهُمَّ احْفَظْني من بينِ يَدَيَّ، ومن خَلْفي، وعن يَميني، وعن شِمالي، ومن فَوْقي، وأعوذُ بعَظَمتِكَ أنْ أُغْتالَ من تَحْتي”. أخرجه أبو داود: (٥٠٧٤)، وابن ماجه: (٣٨٧١)، وأحمد: (٤٧٨٥) باختلاف يسير، وقال شعيب الأرنؤوط في تخريج زاد المعاد (٢-٣٤٠): “إسناده صحيح”.

 

14- عن أنس بن مالك -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “من قال حين يصبحُ أو يمسي: اللهمَّ إني أصبحتُ أشهدُكَ وأشهدُ حملةَ عرشِكَ، وملائكتَكَ وجميعَ خلقِك بأنَّك أنت اللهُ لا إلهَ إلا أنتَ وحدك لا شريكَ لك، وأنَّ محمَّدًا عبدُك ورسولُك أعتقَ اللهُ ربُعَه من النّارِ، ومن قالها مرَّتين أعتقَ اللهُ نصفَه من النّارِ، ومن قالها ثلاثًا أعتقَ اللهُ ثلاثةَ أرباعِه من النّارِ، فإن قالها أربعًا أعتقَه اللهُ من النّارِ”. أخرجه أبو داود: (٥٠٦٩)، والنسائي: في السنن الكبرى: (٩٨٣٧) باختلاف يسير. وقال ابن باز في مجموع فتاوى ابن باز (٢٦-٢٩): “إسناده حسن”.

 

15- عن أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “مَن قال: سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ، في يَومٍ مِائَةَ مَرَّةٍ؛ حُطَّتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ”. أخرجه البخاري: (٦٤٠٥) واللفظ له، ومسلم: (٢٦٩١).

 

16- عبدالرحمن بن أبزى -رَضِيَ اللهُ عَنه- أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كان يقولُ إذا أَصبَحَ، وإذا أَمْسى: “أَصبَحْنا على فِطرةِ الإسلامِ، وعلى كَلِمةِ الإخلاصِ، وعلى دينِ نَبيِّنا محمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وعلى مِلَّةِ أبينا إبراهيمَ حَنيفًا مُسلِمًا، وما كان مِنَ المُشرِكينَ. أخرجه النسائي في السنن الكبرى: (٩٨٣١)، وأحمد (١٥٣٦٠) واللفظ له وقال شعيب الأرنؤوط في تخريج المسند (١٥٣٦٠): “إسناده صحيح على شرط الشيخين”. 

 

17- عن أم حبيبة أم المؤمنين -رَضِيَ اللهُ عَنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “من صلّى في يومٍ وليلةٍ ثنتيْ عشرةَ ركعةً، بُنيَ له بيت في الجنةِ: أربعًا قبلَ الظهرِ، وركعتيْنِ بعدَها وركعتيْنِ بعدَ المغربِ، وركعتيْنِ بعدَ العشاءِ، وركعتيْنِ قبلَ الفجرِ”. رواه الترمذي: (٤١٥)، وصححه الألباني.

 

18- عن أبي مسعود عقبة بن عمرو -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “الآيَتانِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ مَن قَرَأَ بهِما في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ”. أخرجه البخاري: (٥٠٤٠)، ومسلم: (٨٠٧).

 

19- عن أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “إذا جاءَ أحَدُكُمْ فِراشَهُ فَلْيَنْفُضْهُ بصَنِفَةِ ثَوْبِهِ ثَلاثَ مَرّاتٍ، ولْيَقُلْ: باسْمِكَ رَبِّ وضَعْتُ جَنْبِي، وبِكَ أرْفَعُهُ، إنْ أمْسَكْتَ نَفْسِي فاغْفِرْ لَها، وإنْ أرْسَلْتَها فاحْفَظْها بما تَحْفَظُ به عِبادَكَ الصّالِحِينَ”. رواه البخاري: (٧٣٩٣)، ومسلم: (٢٧١٤).

 

20- عن علي بن أبي طالب -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- قال: أنَّ فاطِمَةَ عليهما السَّلامُ شَكَتْ ما تَلْقى في يَدِها مِنَ الرَّحى، فأتَتِ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- تَسْأَلُهُ خادِمًا فَلَمْ تَجِدْهُ، فَذَكَرَتْ ذلكَ لِعائِشَةَ، فَلَمّا جاءَ أخْبَرَتْهُ، قالَ: فَجاءَنا وقدْ أخَذْنا مَضاجِعَنا، فَذَهَبْتُ أقُومُ، فقالَ: “مَكانَكِ” فَجَلَسَ بيْنَنا حتّى وجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ على صَدْرِي، فقالَ: “ألا أدُلُّكُما على ما هو خَيْرٌ لَكُما مِن خادِمٍ؟ إذا أوَيْتُما إلى فِراشِكُما، أوْ أخَذْتُما مَضاجِعَكُما، فَكَبِّرا ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وسَبِّحا ثَلاثًا وثَلاثِينَ، واحْمَدا ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَهذا خَيْرٌ لَكُما مِن خادِمٍ”. رواه البخاري: (٦٣١٨).

 

21- عن أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “رحمَ اللَّهُ رجلًا قامَ منَ اللَّيلِ فصلّى وأيقظَ امرأتَهُ فصلَّت فإن أبت رشَّ في وجْهِها الماءَ رحمَ اللَّهُ امرأةً قامت منَ اللَّيلِ فصلَّت وأيقظت زوجَها فصلّى فإن أبى رشَّت في وجْهِهِ الماءَ”. رواه ابن ماجه: (١١٠٧)، وقال الألباني: “حسن صحيح”.

 

22- عن عبدالله بن خبيب -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- قال: أصابنا طَشٌّ وظُلمَةٌ فانتظَرنا رسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ليصلِّيَ بنا ثمَّ ذَكرَ كلامًا معناهُ فخرجَ رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ليصلِّيَ بنا فقالَ: “قل”، فقلتُ: ما أقولُ؟ قالَ: “قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ والمعوِّذتينِ حينَ تُمسي وحينَ تُصبِحُ ثلاثًا يَكفيكَ كلَّ شيءٍ”. أخرجه النسائي: (٥٤٢٩)، وحسنه الألباني.

 

23- عن أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فيَقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له”. أخرجه البخاري: (٧٤٩٤)، ومسلم: (٧٥٨).

 

24- عن أنس بن مالك -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “أكثِروا الصَّلاةَ عليَّ يومَ الجمُعةِ وليلةَ الجمُعةِ، فمَن صلّى عليَّ صلاةً صلّى اللهُ عليهِ عَشرًا”. أخرجه البيهقي في الكبرى: (٣-٢٤٩)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع: (١٢٠٩).

 

25- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كانَ إذا أوى إلى فِراشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَع كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِما، فَقَرَأَ فِيهِما: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)، و(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ)، و(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ)، ثُمَّ يَمْسَحُ بهِما ما اسْتَطاعَ مِن جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بهِما على رَأْسِهِ ووَجْهِهِ وما أقْبَلَ مِن جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذلكَ ثَلاثَ مَرّاتٍ. رواه البخاري: (٥٠١٧).

 

26- عن أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- قال: وَكَّلَنِي رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بحِفْظِ زَكاةِ رَمَضانَ، فأتانِي آتٍ، فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعامِ فأخَذْتُهُ، فَقُلتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقَصَّ الحَدِيثَ، فقالَ: إذا أوَيْتَ إلى فِراشِكَ فاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ، لَنْ يَزالَ معكَ مِنَ اللَّهِ حافِظٌ، ولا يَقْرَبُكَ شيطانٌ حتّى تُصْبِحَ، وقالَ النبيُّ صَلّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “صَدَقَكَ وهو كَذُوبٌ، ذاكَ شيطانٌ”. رواه البخاري: (٥٠١٠) معلقا.

 

27- عن عبدالله بن مسعود -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- قال: كان رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إذا أوى إلى فراشِه وضع يدَه يعني اليمنى تحت خدِّه ثمَّ قال: “اللَّهمَّ قِني عذابَك يومَ تبعثُ أو تجمَعُ عبادَك”. أخرجه ابن ماجه: (٣٨٧٧)، وصححه الألباني. 

 

28- عن أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “أَفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلاةُ اللَّيْلِ”. رواه مسلم: (١١٦٣).

 

29- عن عبدالله بن غنام البياضي -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “من قال حين يصبحُ: اللهمَّ ما أصبحَ بي من نعمةٍ أو بأحدٍ من خلقِك فمنك وحدكَ لا شريكَ لك فلك الحمدُ ولك الشُّكرُ فقد أدى شكرَ يومِه، ومن قال ذلك حين يُمسي فقد أدى شكرَ ليلتِه”. أخرجه أبو داود: (٥٠٧٣)، والنسائي في السنن الكبرى: (٩٨٣٥)، والبيهقي في شعب الإيمان: (٤٣٦٨) باختلاف يسير، وقال ابن باز في مجموع الفتاوى(٢٦-٣٠): “إسناده حسن”.

 

30- قال عبدالرحمن بن أبي بكرة يا أَبتِ (أبو بكرة نفيع بن الحارث): إنِّي أَسمَعُك تَدْعو كلَّ غَداةٍ: “اللَّهمَّ عافِني في بَدَني، اللَّهمَّ عافِني في سَمْعي، اللَّهمَّ عافِني في بَصَري، لا إلهَ إلّا أنتَ”؛ تُعيدُها ثلاثًا حينَ تُصبِحُ، وثَلاثًا حينَ تُمسي؟ فَقال: إنِّي سَمِعتُ رَسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَدْعو بِهنَّ، فأَنا أُحِبُّ أن أَستَنَّ بِسُنَّتِه. قال عبّاسٌ فيهِ: وتَقولُ: اللَّهمَّ إنِّي أَعوذُ بكَ منَ الكُفرِ والفَقرِ، اللَّهمَّ إنِّي أَعوذُ بِكَ مِن عَذابِ القَبرِ، لا إلهَ إلّا أنتَ، تُعيدُها ثَلاثًا حينَ تُصبِح، وثَلاثًا حينَ تُمسي، فتَدْعو بهِنَّ، فأُحِبُّ أن أَستَنَّ بِسُنَّتِه. رواه أبو داود: (٥٠٩٠)، وقال الألباني: “إسناده حسن”.

 

31- عن رجل -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- خدم النبي -صلى الله عليه وسلم- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “ما مِن عبدٍ مُسلِمٍ يقولُ إذا أَمْسى وإذا أصبَحَ ثلاثًا: رضيتُ باللهِ ربًّا، وبالإسلامِ دينًا، وبمُحمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- نبيًّا، إلّا كانَ حقًّا على اللهِ أنْ يُرْضيَهُ يومَ القيامةِ”. أخرجه النسائي في السنن الكبرى: (٩٨٣٢)، وأحمد: (٢٣١١٢)، وقال شعيب الأرنؤوط في تخريج شرح السنة (١٣٢٤): “حسن”.

 

32- عن أنس بن مالك -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “ما يمنَعُكِ أن تسمعي ما أُوصيكِ به؟ أن تقولي إذا أصبحتِ وإذا أمسيتِ: يا حيُّ يا قيومُ برحمتك أستغيثُ، وأَصلِحْ لي شأني كلَّه، ولا تَكِلْني إلى نفسي طرفَةَ عَينٍ أبدًا”. أخرجه النسائي في السنن الكبرى: (١٠٤٠٥)، والبزار: (٦٣٦٨)، وابن السني في عمل اليوم والليلة: (٤٨)، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (٢٢٧): “إسناده حسن”.

 

33- عن أبي مالك الأشعري -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “إذا أصبح أحدُكم فلْيَقُلْ: أصبحْنا وأصبح الملكُ للهِ ربِّ العالمين، اللهم إني أسألُك خيرَ هذا اليومِ: فتْحَه، ونصرَه، ونورَه وبركتَه، وهداه، وأعوذ بك من شرِّ ما فيه، وشرِّ ما قبلَه، وشرِّ ما بعدَه، ثم إذا أمسى فلْيَقُلْ مثلَ ذلك”. أخرجه أبو داود (٥٠٨٤)، والطبراني (٣/٢٩٦) (٣٤٥٣) باختلاف يسير. وحسنه الألباني في صحيح الجامع: (٣٥٢).

 

34- عن الأغر المزني أبو مالك -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “استغفروا ربَّكم، إني أستغفرُ اللهَ وأتوبُ إليه كلَّ يومٍ مائةَ مرةٍ”. أخرجه البغوي في شرح السنة: (١٢٨٧) باختلاف يسير، وصححه الألباني في صحيح الجامع: (٩٤٤).

 

35- عن حذيفة بن اليمان -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- قال: قالت لي أُمِّي: متى عَهدُك بالنَّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قال: فقُلتُ: ما لي به عَهدٌ منذُ كذا وكذا، قال: فهَمَّتْ بي، فقُلتُ: يا أُمَّهْ، دَعيني حتى أذهَبَ إلى النَّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلا أدَعُه حتى يَستَغفِرَ لي ويَستَغفِرَ لكِ، قال: فجِئتُه فصَلَّيتُ معه المَغرِبَ، فلمّا قَضى الصَّلاةَ قامَ يُصلِّي، فلم يَزَلْ يُصلِّي حتى صلّى العِشاءَ ثم خَرَجَ. أخرجه النسائي في السنن الكبرى: (٨٣٦٥) مطولاً، وأحمد: (٢٣٤٣٦) وشعيب الأرنؤوط في تخريج المسند لشعيب: (٢٣٤٣٦): “إسناده صحيح”.

 

الاثار

1- عن أبي الدرداءِ قال: “من قال إذا أصبح وإذا أمسى: حسبِيَ اللهُ لا إلهَ إلا هو عليه توكلتُ وهو ربُّ العرشِ العظيمِ سبعَ مراتٍ كفاه اللهُ ما أهمَّه”. مجموع فتاوى ابن باز (9/294): “موقوف إسناده جيد”.

 

2- قال الحسن البصري: (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون): قال: “كابدوا قيام الليل، فلا ينامون من الليل إلا أقله، ونشطوا فمدوا إلى السحر، حتى كان الاستغفار بسحر”.

 

 

 

متفرقات

1- قال ابن عاشور عند تفسير قوله تعالى: (واخْتِلافِ اللَّيْلِ والنَّهارِ) [البقرة ١٦٤] قال: “تَذْكِيرٌ بِآيَةٍ أُخْرى عَظِيمَةٍ لا تَخْفى عَلى أحَدِ العُقَلاءِ وهي اخْتِلافُ اللَّيْلِ والنَّهارِ أعْنِي اخْتِلافَ حالَتَيِ الأرْضِ في ضِياءٍ وظُلْمَةٍ، وما في الضِّياءِ مِنَ الفَوائِدِ لِلنّاسِ وما في الظُّلْمَةِ مِنَ الفَوائِدِ لَهم لِحُصُولِ سُكُونِهِمْ واسْتِرْجاعِ قُواهُمُ المَنهُوكَةِ بِالعَمَلِ.

 

وفِي ذَلِكَ آيَةٌ لِخاصَّةِ العُقَلاءِ إذْ يَعْلَمُونَ أسْبابَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ والنَّهارِ عَلى الأرْضِ وأنَّهُ مِن آثارِ دَوَرانِ الأرْضِ حَوْلَ الشَّمْسِ في كُلِّ يَوْمٍ لِهَذا جُعِلَتِ الآيَةُ في اخْتِلافِهِما وذَلِكَ يَقْتَضِي أنَّ كُلًّا مِنهُما آيَةٌ”.

 

2- قال الشيخ خالد السبت في شرحه لقول ابن عمر -رضي الله عنهما-: “إذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحتَ فلا تنتظر المساء” قال: “هذا يحتمل معنيين: يحتمل أنك إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح بعملك، فتؤجل عمل المساء إلى الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء بعملك، فتؤجل عمل الصباح إلى المساء، أو العكس.

 

والمعنى الثاني: وهو الأقرب وهو الظاهر المتبادر إذا أصبحت: يعني قصِّر الأمل في هذه الحياة الدنيا، قد لا تدرك المساء، فاعمل واجتهد في طاعة الله عز وجل ولا يكون أملك طويلاً تؤمل أنك ستعيش ستين سنة أو سبعين سنة أو أكثر من هذا، الذي يكون أمله طويلاً في هذه الحياة يؤخر التوبة، يؤخر الأعمال الصالحة، يغرق في الملذات والشهوات، ويعمر الدور والقصور، كأنه يعيش آلاف السنين، لكن إذا كان الإنسان إذا أصبح لا ينتظر المساء يتحلل من حقوق الخلق، ويتخفف من الأوزار، وإذا دعته نفسه إلى الشهوات تذكر أن الأمر أقرب من ذلك، وإذا حدثته نفسه بالتسويف في العمل الصالح فإنه يتذكر أنه قد لا يعيش إلى المساء، وإذا كان في المساء قد لا يعيش إلى الصباح، فلا يقول: أبدأ من الغد، أشتغل بهذا غداً، وإنما يبادر ويعمل، فلا يدري متى يلقى الله -تبارك وتعالى”. (شرح كتاب رياض الصالحين؛ باب فضل الزهد في الدنيا والحث عَلَى التقلل منها وفضل الفقر).

 

3- قال ابن حجر رحمه الله: “قوله: “خمروا الآنية”؛ أي غطوها. قوله : “وأوكِئوا” أي اربطوها وشدوها ، والوكاء: اسم ما يسد به فم القربة. قوله: “وأجيفوا” أي أغلقوها تقول: أجفت الباب إذا أغلقته. زاد في الرواية الماضية “وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله، فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا”. قوله: “واكفتوا” أي ضموهم إليكم، والمعنى امنعوهم من الحركة في ذلك الوقت.

 

قوله: “عند المساء” في الرواية المتقدمة في هذا الباب “إذا جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم”. قوله: “فإن للجن انتشارا وخطفة” في الرواية الماضية “فإن الشياطين تنتشر حينئذ وإذا ذهبت ساعة من الليل” وكأنه ذكره باعتبار الوقت. قوله: “فإن الفويسقة” هي الفأرة قد تقدم تفسير ذلك في الحج. قوله: “اجترت” وسيأتي في الاستئذان حديث ابن عمر مرفوعا “لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون” قال النووي: هذا عام يدخل فيه نار السراج وغيره، وأما القناديل المعلقة فإن خيف بسببها حريق دخلت في ذلك، وإن حصل الأمن منها كما هو الغالب فلا بأس بها لانتفاء العلة. وقال القرطبي: جميع أوامر هذا الباب من باب الإرشاد إلى المصلحة، ويحتمل أن تكون للندب، ولا سيما في حق من يفعل ذلك بنية امتثال الأمر. وقال ابن العربي: ظن قوم أن الأمر بغلق الأبواب عام في الأوقات كلها، وليس كذلك وإنما هو مقيد بالليل؛ وكأن اختصاص الليل بذلك لأن النهار غالبا محل التيقظ بخلاف الليل، والأصل في جميع ذلك يرجع إلى الشيطان فإنه هو الذي يسوق الفأرة إلى حرق الدار”. فتح الباري: (6-410).