مروءة

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

المروءة لغة:

مصدر مرؤ الرّجل يمرؤ، وهو مأخوذ من مادّة (م ر أ) الّتى ذكر ابن فارس أنّها لا تنقاس (أي ليس لها معنى واحد ترجع إليه مشتقّاتها)، يقال امرؤ وامرآن وامريء، وامرأة تأنيث امرىء، المروءة: كمال الرّجوليّة.

وقال الأزهريّ: قد مرؤ الرّجل، وتمرّأ إذا تكلّف المروءة، وقال الجوهريّ: المروءة الإنسانيّة، ولك أن تشدّد (بعد قلب الهمزة واوا فتقول: مروّة) والمرأ: الرّجل، يقال: هذا مرأ صالح، وضمّ الميم لغة، وهما مرءان صالحان، ولا يجمع على لفظه، وبعضهم يقول: هذه مرأة صالحة ومرة أيضا بترك الهمزة وتحريك الرّاء بحركتها، والنّسبة إلى امرىء: مرئيّ.

وقال ابن منظور: المروءة: كمال الرّجوليّة. مرؤ الرّجل يمرؤ مروءة، فهو مريء على فعيل، وتمرّأ على تفعّل: صار ذا مروءة. وتمرّأ: تكلّف المروءة. وتمرّأ بنا أي طلب بإكرامنا اسم المروءة. وفلان يتمرّأ بنا أي يطلب المروءة بنقصنا أو عيبنا. وفي حديث عليّ- رضي اللّه عنه-: لمّا تزوّج فاطمة، قال له يهوديّ، أراد أن يبتاع منه ثيابا- لقد تزوّجت امرأة، يريد: امرأة كاملة، كما يقال: فلان رجل أي كامل في الرّجال [انظر مقاييس اللغة (5/ 315) تهذيب اللغة (15/ 288) الصحاح (1/ 72) لسان العرب (1/ 156) ] .

المروءة اصطلاحا:

قال الماورديّ: المروءة مراعاة الأحوال إلى أن تكون على أفضلها، حتّى لا يظهر منها قبيح عن قصد، ولا يتوجّه إليها ذمّ باستحقاق [أدب الدنيا والدين (306) ] .

وقال الكفويّ: المروّة هي الإنسانيّة. وقيل هي الرّجوليّة الكاملة[الكليات للكفوي (874) ] .

وقال الجرجانيّ: هي قوّة للنّفس مبدأ لصدور الأفعال الجميلة عنها المستتبعة للمدح شرعا وعقلا (وعرفا) [التعريفات (210) ] .

وقال المقّريّ: المروءة آداب نفسانيّة، تحمل مراعاتها الإنسان على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات  [المصباح المنير (2/ 234) وانظر الصحاح في اللغة والعلوم للمرعشلي (2/ 485) ] .

وقال ابن القيّم: حقيقة المروءة: اتّصاف النّفس بصفات الإنسان الّتي فارق بها الحيوان البهيم، والشّيطان الرّجيم، فإنّ في النّفس ثلاثة دواع متجاذبة:

داع يدعوها إلى الاتّصاف بأخلاق الشّيطان، من الكبر، والحسد والعلوّ والبغي، والشّرّ والأذى، والفساد والغشّ.

وداع يدعوها إلى أخلاق الحيوان، وهو داعي الشّهوة، وداع يدعوها إلى أخلاق الملك، من الإحسان، والنّصح، والبرّ، والطّاعة، والعلم. والمروءة بغض الدّاعيين الأوّلين وإجابة الدّاعي الثّالث، ولهذا قيل في حدّ المروءة: إنّها غلبة العقل للشّهوة، ونقل عن الفقهاء قولهم: حدّ المروءة: استعمال ما يجمّل العبد ويزينه، وترك ما يدنّسه ويشينه [مدارج السالكين 2/ 366]، سواء تعلّق ذلك به وحده أو تعدّاه إلى غيره.

وقال- رحمه اللّه تعالى-: مروءة اللّسان: حلاوته وطيبه ولينه.

ومروءة الخلق: سعته وبسطه للحبيب والبغيض.ومروءة المال: الإصابة ببذله مواقعه المحمودة عقلا وعرفا وشرعا.ومروءة الجاه: بذله للمحتاج إليه. ومروءة الإحسان والبذل: تعجيله وتيسيره، وتوفيره وعدم رؤيته حال وقوعه، ونسيانه بعد وقوعه.

 

العناصر

1- تعريف العلماء للمروءة .

 

 

2- أركان المروءة وكيفية تحصيلها .

 

 

3- درجات المروءة .

 

 

4- توجيه الإسلام إلى مكارم الأخلاق .

 

 

5- الصدق في القول تعبير عن شخصية واضحة، و مروءة و شهامة و كرم .

 

 

6- التكلم بغير العربية من غير ضرورة من خوارم المروءة .

 

 

7- لا دين ولا خلق ، ولا مروءة لمحترفي الغناء والتمثيل .

 

 

8- اتباع الهوى من خوارم المروءة .

 

 

9- ظاهرة إفتراش الشباب بالأرصفة ليس من المروءة .

 

 

10- الأنبياء أكمل الناس مروءة، فلا يفعلون شيئاً يشينهم عند العوام حتى لو كان مباحاً .

 

الايات

1- قال الله تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) [الأعراف: 199] .

 

2- قوله تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا) [الفرقان: 63 - 76] .

 

3- قوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ) [المؤمنون: 1 - 10] .

 

4- قوله تعالى: ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا) [الإنسان: 7 - 9] .

 

5- قوله تعالى: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) [القصص: 77] .

 

6- قوله تعالى: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) [لقمان: 17] .

 

7- قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) [النحل: 90 - 92] .

الاحاديث

1- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «كرم المؤمن دينه، ومروءته عقله، وحسبه خلقه»[المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 405) وقال: رواه ابن حبّان في صحيحه. والحاكم (1/ 123) وقال: صحيح على شرط مسلم وقال العراقي في تخريج الإحياء (قلت فيه مسلم بن خالد الزنجي وقد تكلم فيه قال البيهقي وروى من وجهين آخرين ضعيفين ثم رواه موقوفا على عمر وقال إسناد صحيح ] .

 

 

2- عن سهل بن سعد- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ اللّه- عزّ وجلّ- كريم يحبّ الكرماء ويحبّ معالي الأمور، ويكره سفسافها »[الخرائطي في مكارم الأخلاق. وذكره الهيثميّ في مجمع الزوائد (8/ 188) وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط بنحوه إلا أنه قال: يحبّ معالي الأخلاق، ورجال الكبير ثقات ] .

 

 

3- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه-: أنّ رجلا أتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فبعث إلى نسائه، فقلن: ما معنا إلّا الماء، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم «من يضمّ أو يضيّف هذا؟» فقال رجل من الأنصار: أنا. فانطلق به إلى امرأته فقال: أكرمي ضيف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. فقالت: ما عندنا إلّا قوت صبياني. فقال: هيّئي طعامك، وأصبحي سراجك ، ونوّمي صبيانك إذا أرادوا عشاء. فهيّأت طعامها، وأصبحت سراجها، ونوّمت صبيانها، ثمّ قامت كأنّها تصلح سراجها فأطفأته، فجعلا يريانه أنّهما يأكلان، فباتا طاويين. فلمّا أصبح غدا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: «ضحك اللّه اللّيلة أو عجب من فعالكما » فأنزل اللّه: (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [البخاري الفتح 7 (3798) واللفظ له، ومسلم (2054) ] .

 

 

4- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ موسى كان رجلا حييّا ستّيرا لا يرى من جلده شيء استحياء منه، فآذاه من آذاه من بني إسرائيل فقالوا: ما يستتر هذا التّستّر إلّا من عيب بجلده: إمّا برص وإمّا أدرة ، وإمّا آفة. وإنّ اللّه أراد أن يبرّئه ممّا قالوا لموسى، فخلا يوما وحده، فوضع ثيابه على الحجر ثمّ اغتسل. فلمّا فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها، وإنّ الحجر عدا بثوبه، فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر فجعل يقول: ثوبي حجر، ثوبي حجر. حتّى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل فرأوه عريانا أحسن ما خلق اللّه وأبرأه ممّا يقولون، وقام الحجر، فأخذ ثوبه فلبسه، وطفق بالحجر ضربا بعصاه، فو اللّه إنّ بالحجر لندبا  من أثر ضربه ثلاثا أو أربعا أو خمسا، فذلك قوله: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً)[الأحزاب: 69][البخاري- الفتح 6 (3404) ] .

 

 

5- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «بينما رجل يمشي بطريق، اشتدّ عليه العطش، فوجد بئرا فنزل فيها فشرب، ثمّ خرج فإذا كلب يلهث  يأكل الثّرى  من العطش، فقال الرّجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الّذي كان بلغ بي، فنزل البئر فملأ خفّه ماء ثمّ أمسكه بفيه، فسقى الكلب فشكر اللّه له. فغفر له» قالوا: يا رسول اللّه! وإنّ لنا في البهائم أجرا؟ فقال: «في كلّ ذات كبد رطبة أجر»[البخاري- الفتح 10 (6009) واللفظ له. ومسلم (2244) ] .

 

 

6- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «بينما كلب يطيف  بركيّة  كاد يقتله العطش. إذ رأته بغيّ  من بغايا بني إسرائيل. فنزعت موقها، فسقته، فغفر لها به»[البخاري- الفتح 6 (3467) واللفظ له. ومسلم (2245) ] .

 

 

7- عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها. فأطعمتها ثلاث تمرات. فأعطت كلّ واحدة منهما تمرة. ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها. فاستطعمتها ابنتاها. فشقّت التّمرة، الّتي كانت تريد أن تأكلها بينهما. فأعجبني شأنها. فذكرت الّذي صنعت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: «إنّ اللّه قد أوجب لها بها الجنّة، أو أعتقها بها من النّار»[البخاري- الفتح 3 (1418) نحوه. ومسلم (2630) واللفظ له ] .

 

 

8- عن ابن عمر- رضي اللّه عنهما- أنّه قال: «دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فألقى إليّ وسادة حشوها ليف، فلم أقعد عليها، بقيت بيني وبينه »[ذكره الهيثمي في المجمع (8/ 174) واللفظ له وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وهو في المسند 2 (5677) قال شعيب الأرناؤوط إسناده صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم] .

 

 

9- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «السّاعي  على الأرملة  والمسكين كالمجاهد في سبيل اللّه وأحسبه قال: وكالقائم لا يفتر، وكالصّائم لا يفطر»[البخاري- الفتح 10 (6007) واللفظ له. ومسلم (2982) ] .

 

 

10- عن أبي ذرّ- رضي اللّه عنه- قال: سألت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: أيّ العمل أفضل؟ قال: «إيمان باللّه، وجهاد في سبيله». قلت: فأيّ الرّقاب أفضل؟ قال: «أعلاها ثمنا، وأنفسها عند أهلها»: قلت: فإن لم أفعل؟ قال: «تعين صانعا، أو تصنع لأخرق ». قال: فإن لم أفعل؟ قال: «تدع النّاس من الشّرّ، فإنّها صدقة تصدّق بها على نفسك»[البخاري الفتح 5 (2518) واللفظ له. ومسلم (84) ] .

 

 

11- عن سهل- رضي اللّه عنه- أنّ امرأة جاءت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ببردة منسوجة فيها حاشيتها. أتدرون ما البردة؟ قالوا: الشّملة. قال: نعم. قالت: نسجتها بيدي، فجئت لأكسوكها، فأخذها النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم محتاجا إليها، فخرج إلينا وإنّها إزاره، فحسّنها فلان، فقال: اكسنيها، ما أحسنها!. قال القوم: ما أحسنت . لبسها النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم محتاجا إليها، ثمّ سألته وعلمت أنّه لا يردّ. قال: إنّي واللّه ما سألته لألبسها، إنّما سألته لتكون كفني. قال: سهل فكانت كفنه . [البخاري- الفتح 3 (1277) و4 (2093) و(6036) ] .

 

 

12- عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- قال: غزونا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم غزوة نجد، فلمّا أدركته القائلة  وهو في واد كثير العضاه  فنزل تحت شجرة واستظلّ بها وعلّق سيفه، فتفرّق النّاس في الشّجر يستظلّون. وبينا نحن كذلك إذ دعانا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فجئنا. فإذا أعرابيّ قاعد بين يديه، فقال: «إنّ هذا أتاني وأنا نائم، فاخترط سيفي ، فاستيقظت وهو قائم على رأسي مخترط سيفي صلتا ، قال: ما يمنعك منّي؟ قلت: اللّه، فشامه  ثمّ قعد، فهو هذا. قال: ولم يعاقبه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.[البخاري الفتح 7 (4139) واللفظ له. ومسلم (843) ] .

 

الاثار

1- عن يحيى بن سعيد أنّ عمر بن الخطّاب، قال:كرم المؤمن تقواه، ودينه حسبه، ومروءته خلقه، والجرأة والجبن غرائز يضعها اللّه حيث شاء، فالجبان يفرّ عن أبيه وأمّه، والجريء يقاتل عمّا لا يؤوب به إلى رحله، والقتل حتف من الحتوف  والشّهيد من احتسب نفسه على اللّه»[الموطأ: (2/ 19) باب ما تكون فيه الشهادة. وقال محقق «جامع الأصول» (11/ 695): قال الزرقاني في شرح الموطأ: رواه البيهقي في السنن من طريق شعبة عن أبي إسحاق عن حسان بن فائد عن عمر] .

 

 

2- كتب عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- إلى أبي موسى الأشعريّ- رضي اللّه عنه-: خذ النّاس بالعربيّة، فإنّه يزيد في العقل، ويثبت المروءة . [لسان العرب: (1/ 155) ] .

 

 

3- عن عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- أنّه قال: لا تصغرنّ هممكم، فإنّي لم أر أقعد عن المكرمات من صغر الهمم.[أدب الدنيا والدين للماوردي: (307) ] .

 

 

4- قال عليّ بن أبي طالب- رضي اللّه عنه- لابنه الحسن في وصيّته له: يا بنيّ، إن استطعت أن لا يكون بينك وبين اللّه ذو نعمة فافعل، ولا تكن عبد غيرك، وقد جعلك اللّه حرّا، فإنّ اليسير من اللّه تعالى أكرم وأعظم من الكثير من غيره، وإن كان كلّ منه كثيرا.[أدب الدنيا والدين (318) ] .

 

 

5- حكي أنّ معاوية سأل عمرا - رضي اللّه عنهما- عن المروءة؟ فقال: تقوى اللّه تعالى وصلة الرّحم. وسأل المغيرة؟ فقال: هي العفّة عمّا حرّم اللّه تعالى، والحرفة فيما أحلّ اللّه تعالى. وسأل يزيد؟ فقال: هي الصّبر على البلوى، والشّكر على النّعمى، والعفو عند المقدرة. فقال معاوية: أنت منّي حقّا . [أدب الدنيا والدين (310) ] .

 

 

6- قال مسروق،: كان يقال: مجالسة أهل الدّيانة تجلو عن القلب صدأ الذّنوب، ومجالسة ذوي المروءات تدلّ على مكارم الأخلاق، ومجالسة العلماء تذكّي القلوب.[المروءة الغائبة (60) ] .

 

القصص

الاشعار

1- قال بعض الشّعراء:

 

وكنت إذا صحبت رجال قوم *** صحبتهم وشيمتي الوفاء

 

 

فأحسن حين يحسن محسنوهم *** وأجتنب الإساءة إن أساءوا

 

 

وأبصر ما يعيبهم بعين *** عليها من عيوبهم غطاء

 

 

أريد رضاهم أبدا وآتي *** مشيئتهم وأترك ما أشاء

 

[المروءة الغائبة (42) ] .

 

2- قال الحصين بن المنذر الرّقاشيّ:

 

إنّ المروءة ليس يدركها امرؤ *** ورث المكارم عن أب فأضاعها

 

 

أمرته نفس بالدّناوة والخنا *** ونهته عن سبل العلا فأطاعها

 

 

فإذا أصاب من المكارم خلّة *** يبني الكريم بها المكارم باعها

 

[أدب الدنيا والدين (309) ]

 

3- قال حافظ إبراهيم:

 

إنّي لتطربني الخلال كريمة *** طرب الغريب بأوبة وتلاقي

 

 

وتهزّني ذكرى المروءة والنّدى *** بين الشّمائل هزّة المشتاق

 

[كتاب المروءة الغائبة (10) ] .

 

4- قال أحدهم:

 

إذا المرء أعيته المروءة ناشئا *** فمطلبها كهلا عليه عسير

 

[المروءة لمحمد ابراهيم سليم (9) ] .

 

5- قال بعض الشّعراء:

 

إذا أنت لم تعرف لنفسك حقّها *** هوانا بها كانت على النّاس أهونا

 

 

فنفسك أكرمها وإن ضاق مسكن *** عليك لها فاطلب لنفسك مسكنا

 

 

وإيّاك والسّكنى بمنزل ذلّة *** يعدّ مسيئا فيه من كان محسنا

 

[أدب الدنيا والدين (308) ] .

 

الدراسات

متفرقات

1- قال زياد لبعض الدّهاقين: ما المروءة فيكم؟ قال: اجتناب الرّيب فإنّه لا ينبل مريب، وإصلاح الرّجل ماله فإنّه من مروءته، وقيامه بحوائجه وائج أهله فإنّه لا ينبل من احتاج إلى أهله ولا من احتاج أهله إلى غيره.[أدب الدنيا والدين (318) ] .

 

 

2- قيل: لا مروءة لمن لا أدب له، ولا أدب لمن لا عقل له.[المروءة الغائبة (38) ] .

 

 

3- سئل محمّد بن عليّ عن المروءة، فقال: أن لا تعمل عملا في السّرّ تستحيي منه في العلانية.[أدب الدنيا والدين (3152، وتهذيب اللغة للأزهري (15/ 287) ] .

 

 

4- سئل الأحنف بن قيس عن المروءة فقال: صدق اللّسان، ومواساة الإخوان، وذكر اللّه تعالى في كلّ مكان.[أدب الدنيا والدين (323) ] .

 

 

5- قال أبو حاتم البستيّ- رحمه اللّه- بعد أن ساق حديث «كرم المومن دينه، ومروءته عقله» صرّح النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في هذا الخبر: بأنّ المروءة هي العقل: أي اسم يقع على العلم بسلوك الصّواب واجتناب الخطإ. وقال: فالواجب على العاقل: أن يلزم إقامة المروءة بما قدر عليه من الخصال المحمودة وترك الخلال المذمومة. [المروءة الغائبة (55) ] .

 

 

6- قال أبو حاتم البستيّ: الواجب على العاقل تفقّد الأسباب المستحقرة عند العوامّ من نفسه حتّى لا يثلم  مروءته، فإنّ المحقّرات ضدّ المروءات تؤذي الكامل في الحال بالرّجوع القهقرى إلى مراتب العوامّ وأوباش النّاس.[المروءة الغائبة (61) ] .

 

 

7- قال الماورديّ: وأمّا الإسعاف في النّوائب فلأنّ الأيام غادرة، والنّوازل غائرة، والحوادث عارضة، والنّوائب راكضة. والإسعاف في النّوائب نوعان: واجب وتبرّع. فأمّا الواجب فيما اختصّ بثلاثة أصناف وهم الأهل والإخوان والجيران ... فيجب من حقوق المروءة وشروط الكرم في هؤلاء الثّلاثة تحمّل أثقالهم وإسعافهم في نوائبهم. وأمّا التّبرّع ففيمن عدا هؤلاء الثّلاثة من البعداء.[أدب الدنيا والدين (323) ] .

 

 

 8- قال الماورديّ: اعلم أنّ من شواهد الفضل ودلائل الكرم المروءة الّتي هي حلية النّفوس، وزينة الهمم.[أدب الدنيا والدين(306) ] .

 

 

9- قال الماورديّ: شرف النّفس مع صغر الهمّة أولى من علوّ الهمّة مع دناءة النّفس، لأنّ من علت همّته مع دناءة نفسه كان متعدّيا إلى طلب ما لا يستحقّه، ومتخطّيا إلى التماس مالا يستوجبه. ومن شرفت نفسه مع صغر همّته فهو تارك لما يستحقّ، ومقصّر عمّا يجب له، وفضل ما بين الأمرين ظاهر، وإن كان لكلّ واحد منهما من الذّمّ نصيب.[أدب الدنيا والدين (307) ] .

 

 

10- قال وحيد الدّين خان: إنّ هؤلاء الّذين نشأوا في جزيرة العرب، وشبّوا في الكثبان الرّمليّة والصّحارى القاحلة الجدباء، كانوا يتمتّعون بميزات يمكن تلخيصها في كلمة واحدة هي المروءة.[المروءة لمحمد ابراهيم سليم (9) ] .

 

التحليلات

الإحالات

1- نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم المؤلف : عدد من المختصين بإشراف الشيخ/ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي الناشر : دار الوسيلة للنشر والتوزيع، جدة الطبعة : الرابعة (8/3373) .

2- آداب العشرة وذكر الصحبة والأخوة المؤلف : أبو البركات الغزي (1/2) .

3- أخطاء في أدب المحادثة محمد بن إبراهيم الحمد عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية _ فرع القصيم الزلفي 3/5/1416هـ (1/7) .

4- أدب الدنيا والدين (1/232) .

5- أدب المجالسة وحمد اللسان وفضل البيان وذم العي وتعليم الإعراب المؤلف : يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري أبو يوسف الناشر : دار الصحابة للتراث – طنطا الطبعة الأولى ، 1409 – 1989 تحقيق : سمير حلبي (1/37) .

6- أصول الدعوة الدكتور عبد الكريم زيدان بغداد في 1 رمضان 1395هـ ... 06/09/1975م (1/168) .

7- إلى حامل الدعوة تأليف: أبي عاصم هشام بن عبد القادر آل عقدة دار الصفوة للطباعة والنشر الطبعة الأولى (1/13) .

8- الآداب الشرعية والمنح المرعية الإمام أبي عبد الله محمد بن مفلح المقدسي سنة الولادة / سنة الوفاة 763هـ تحقيق شعيب الأرنؤوط / عمر القيام الناشر مؤسسة الرسالة سنة النشر 1417هـ - 1996م مكان النشر بيروت (1/378) .

9- الأَخْلاَقُ وَالسِّيَرُ المؤلف : علي بن أحمد بن سعيدبْنِ حَزْمٍ،أبومحمد،الأَنْدَلُسِيّ(384-456هـ) المحقق : عادل أبو المعاطي الناشر : دار المشرق العربي، القاهرة. الطبعة : الأولى،عام 1408هـ=1988م (1/111) .

10- البصيرة في الدعوة إلى الله المؤلف : عزيز بن فرحان العنزي & تقديم صالح بن عبد العزيز آل الشيخ الطبعة : الأولى الناشر : دار الإمام مالك - أبو ظبي تاريخ النشر : 1426هـ - 2005م (1/183) .

11- العوائق االمؤلف : محمد أحمد الراشد االناشر : مؤسسة الرسالة الطبعة : الرابعة 1401 هـ - 1981م (1/76) .

12- المسار المؤلف : محمد أحمد الراشد الناشر : مؤسسة الرسالة (1/218) .

13- المهذب في الآداب الإسلامية جمعه وأعده الباحث في القرآن والسنَّةِ علي بن نايف الشحود الطبعة الأولى 1430 هـ - 2009 م ماليزيا بهانج -دار المعمور - 01/85) .

14- تسهيل النظر وتعجيل الظفر في أخلاق الملك المؤلف / أبو الحسن علي بن محمد الماوردي عدد الأجزاء / 1 دار النشر / دار النهضة العربية - بيروت – 1981 تحقيق : محي هلال السرحان وحسن الساعاتي (1/9) .

15- غذاء الألباب شرح منظومة الآداب المؤلف : محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبليدار النشر : دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان - 1423 هـ - 2002 م الطبعة : الثانية تحقيق : محمد عبد العزيز الخالدي (1/27) .

16- موسوعة فقه القلوب المؤلف: محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري الناشر: بيت الأفكار الدولية (3/2652) .

17- موسوعة الأخلاق الإسلامية إعداد: مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي بن عبد القادر السقاف الناشر: موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net (2/39) .