محبة

2022-10-05 - 1444/03/09

التعريف

المحبة لغة:   هي الاسم من الحبّ وكلاهما مأخوذ من مادّة (ح ب ب) الّتي تدلّ على اللّزوم والثّبات؛ قال ابن فارس: واشتقاق الحبّ والمحبّة من أحبّه إذا لزمه، والمحبّ هو البعير الّذي يجسر فيلزم مكانه، وقال الرّاغب: حببت فلانا في الأصل بمعنى أصبت حبّة قلبه، نحو: شغفته وكبدته وفأدته (أي أصبت شغفته وكبده وفؤداه). وأمّا قولهم: أحببت فلانا فمعناه: جعلت قلبي معرّضا لحبّه واستعمل حببت في موضع: أحببت، قال: والمحبّة: إرادة ما تراه أو تظنّه خيرا، والاستحباب أن يتحرّى الإنسان في الشّيء أن يحبّه كما في قوله تعالى (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى)[فصلت: 18] ومحبّة اللّه تعالى للعبد: إنعامه عليه ومحبّة العبد له طلب الزّلفى إليه.   وقال ابن منظور: الحبّ: الوداد. والمحبّة والحبّ: نقيض البغض. وكذلك الحبّ بالكسر ويقال للمحبوب. وأحبّه فهو محبّ، وهو محبوب. والمحبّة: اسم للحبّ. وتحبّب إليه تودّد. والأنثى: حبّة، وجمع الحبّ: أحباب وحبّان، وحبّب إليه الأمر: جعله يحبّه. وهم يتحابّون: أي يحبّ بعضهم بعضا. والتّحبّب: إظهار الحبّ.   وحبّان وحبّان: اسمان موضوعان من الحبّ. والمحبّة والمحبوبة جميعا: من أسماء مدينة النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- لحبّ النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- وأصحابه إيّاها (انظر لسان العرب (1/ 289-290). والمصباح المنير:1-127. وانظر مختار الصحاح:119، المقاييس:2-26، والمفردات للراغب:105، والصحاح للجوهري:1-106).   المحبة اصطلاحا: قال الرّاغب: "المحبّة ميل النّفس إلى ما تراه وتظنّه خيرا، وذلك ضربان: أحدهما طبيعيّ وذلك يكون في الإنسان والحيوان، وقد يكون في الجمادات، والآخر اختياريّ ويختصّ به الإنسان"(الذريعة إلى مكارم الشريعة:256).   "المحبَّة: الميل إِلَى الشَّيْء السار"(المعجم الوسيط:151).   وقال الهروي: "المحبَّة: تعلق القلب بين الهمة والأنس، فِي البَذْل وَالمنْع على الإِفْرَاد"(منازل السائرين:88).     وقال الكفويّ: "المحبّة إفراط الرّضا، وهو قسمان: قسم يكون لكلّ مكلّف، وهو ما لا بدّ منه في الإيمان، وحقيقته قبول ما يرد من قبل اللّه من غير اعتراض على حكمه وتقديره، وقسم لا يكون إلّا لأرباب المقامات وحقيقته ابتهاج القلب وسروره بالمقضيّ، والرّضا فوق التّوكّل لأنّه المحبّة في الجملة"(الكليات للكفوي:478).   والمحبّة الميل إلى ما يوافق المحبّ، وقد تكون بحواسّه كحسن الصّورة، أو بفعله إمّا لذاته كالفضل والكمال، وإمّا لإحسانه كجلب نفع أو دفع ضرر. انتهى ملخّصا قاله النّوويّ ونقله عنه ابن حجر (فتح الباري:1-74).

العناصر

1- عبادة المحبة في الله   2- أهمية المحبة في الله وفضلها   3- ثمرات المحبة في الله وفوائدها   4- فضل محبة الله تعالى للعبد.   5- من علامات محبة العبد لربه.   6- من علامات محبة الله تعالى للعبد.   7- الأسباب الجالبة لمحبة اللّه والموجبة لها.   8- منزلة محبة النبي صلى الله عليه وسلم من الإيمان.   9- المحبة بين المسلمين دلالة على كمال الإيمان وحسن الإسلام.   10- الثمار المترتبة على محبة الله تعالى.   11- المرء يوم القيامة مع من أحب.

الايات

1- قوله تعالى: (قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى * وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرى * إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى * أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي * إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْناكَ إِلى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْناكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلى قَدَرٍ يا مُوسى)[طه: 36-40].   2- قوله تعالى: (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[البقرة: 195].   3- قوله تعالى: (وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[آل عمران: 133- 134].   4- قوله تعالى: (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[المائدة: 13].   5- قوله تعالى: (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[المائدة:93].   6- قوله تعالى: (كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)[التوبة: 7].   7- قوله تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ * فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِي ءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)[الحجرات: 7- 9].   8- قوله تعالى: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلَّا الْحُسْنى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ * لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)[التوبة: 107- 108].   9- قوله تعالى: ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ)[آل عمران:31-32].   10- قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ)[المائدة: 54].   11- قوله تعالى: (سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ * إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ)[الصف: 1-4].   12- قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذابِ * إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ * وَقالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ)[البقرة: 165-167].   13- قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَإِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ)[التوبة: 23- 24].   14- قوله تعالى: (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)[آل عمران: 188].  

الاحاديث

1- عن أنس بن مالك -رضي اللّه عنه- عن النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-، قال: "آية الإيمان حبّ الأنصار، وآية النّفاق بغض الأنصار"(البخاري:7-3784 واللفظ له، ومسلم:75).   2- عن عمرو بن الحمق الخزاعيّ -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: "إذا أحبّ اللّه عبدا عسله"، فقيل: وما عسله؟. قال: "يوفّق له عملا صالحا بين يدي أجله، حتّى يرضى عنه جيرانه" أو قال- "من حوله"(رواه أحمد:4-200، وابن حبان في الموارد:1822، والحاكم:1-340، واللفظ له. وصححه ووافقه الذهبي وصححه الألباني).   3- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: "من أشدّ أمّتي لي حبّا، ناس يكونون بعدي، يودّ أحدهم لو رآني، بأهله وماله"(رواه مسلم:2832).   4- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- عن النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- أنّ رجلا زار أخا له في قرية أخرى. فأرصد اللّه له، على مدرجته ملكا. فلمّا أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخا لي في هذه القرية. قال: هل لك عليه من نعمة تربّها؟ قال: لا. غير أنّي أحببته في اللّه -عزّ وجلّ- قال: فإنّي رسول اللّه إليك، بأنّ اللّه قد أحبّك كما أحببته فيه"(رواه مسلم:2567).   5- عن أنس بن مالك -رضي اللّه عنه- أنّ رجلا سأل النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-: متى السّاعة يا رسول اللّه؟ قال: "ما أعددت لها؟". قال: ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة، ولكنّي أحبّ اللّه ورسوله. قال: "أنت مع من أحببت"(رواه البخاري:6171، واللفظ له، ومسلم:2639).   6- عن عمر بن الخطّاب -رضي اللّه عنه- أنّ رجلا كان على عهد النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-، كان اسمه عبد اللّه وكان يلقّب حمارا، وكان يضحك رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-، وكان النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-، قد جلده في الشّراب، فأتي به يوما فأمر به فجلد، فقال رجل من القوم: اللّهمّ العنه، ما أكثر ما يؤتى به! فقال النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-: "لا تلعنوه، فو اللّه ما علمت أنّه يحبّ اللّه ورسوله"(رواه البخاري:6780).   7- عن أنس بن مالك -رضي اللّه عنه- أنّ رجلا كان عند النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-، فمرّ به رجل، فقال: يا رسول اللّه، إنّي لأحبّ هذا، فقال له النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-: "أعلمته؟". قال: لا، قال: "أعلمه". فلحقه، فقال: إنّي أحبّك في اللّه. قال: "أحبّك اللّه الّذي أحببتني له"(أبو داود:5125، وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داود:3-965).   8- عن ابن عبّاس -رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- لأشجّ عبد القيس: "إنّ فيك لخصلتين يحبّهما اللّه: الحلم والأناة"(رواه مسلم:17).   9- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: "إنّ اللّه إذا أحبّ عبدا دعا جبريل فقال: إنّي أحبّ فلانا فأحبّه. قال: فيحبّه جبريل. ثمّ ينادي في السّماء فيقول: إنّ اللّه يحبّ فلانا فأحبّوه. فيحبّه أهل السّماء. قال: ثمّ يوضع له القبول في الأرض. وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إنّي أبغض فلانا فأبغضه. قال: فيبغضه جبريل. ثمّ ينادي في أهل السّماء: إنّ اللّه يبغض فلانا فأبغضوه. قال: فيبغضونه. ثمّ توضع له البغضاء في الأرض"(رواه البخاري:7485، ومسلم:2637، واللفظ له).   10- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: "إنّ اللّه قال: من عادى لي وليّا فقد آذنته بالحرب. وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبّ إليّ ممّا افترضته عليه. وما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنّوافل حتّى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الّذي يسمع به، وبصره الّذي يبصر به، ويده الّتي يبطش بها، ورجله الّتي يمشي بها، وإن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذ بي لأعيذنّه. وما تردّدت عن شيء أنا فاعله تردّدي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته"(رواه البخاري:6502).   11- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: "إنّ اللّه يقول يوم القيامة: أين المتحابّون بجلالي اليوم أظلّهم في ظلّي. يوم لا ظلّ إلّا ظلّي"(رواه مسلم:2566).   12- عن أنس -رضي اللّه عنه- عن النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-، قال: "ثلاث من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان: من كان اللّه ورسوله أحبّ إليه ممّا سواهما، ومن أحبّ عبدا لا يحبّه إلّا للّه، ومن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه اللّه كما يكره أن يلقى في النّار"(رواه البخاري:21 واللفظ له، ومسلم:43).   13- عن عبد اللّه بن مسعود -رضي اللّه عنه- جاء رجل إلى رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-، فقال: يا رسول اللّه، كيف تقول في رجل أحبّ قوما ولم يلحق بهم؟ فقال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: "المرء مع من أحبّ"(رواه البخاري:6169 واللفظ له، ومسلم:2640).   14- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: "لا تدخلون الجنّة حتّى تؤمنوا. ولا تؤمنوا حتّى تحابّوا. أولا أدلّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السّلام بينكم"(رواه مسلم:54).   15- عن أنس بن مالك -رضي اللّه عنه- قال: قال النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-: "لا يجد أحد حلاوة الإيمان حتّى يحبّ المرء لا يحبّه إلّا للّه، وحتّى أن يقذف في النّار أحبّ إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد إذ أنقذه اللّه، وحتّى يكون اللّه ورسوله أحبّ إليه ممّا سواهما"(رواه البخاري:6041 واللفظ له، ومسلم:43).   16- عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: "من أحبّ لقاء اللّه، أحبّ اللّه لقاءه. ومن كره لقاء اللّه، كره اللّه لقاءه". فقلت: يا نبيّ اللّه! أكراهية الموت؟ فكلّنا نكره الموت. فقال: "ليس كذلك. ولكنّ المؤمن إذا بشّر برحمة اللّه ورضوانه وجنّته، أحبّ لقاء اللّه، فأحبّ اللّه لقاءه. وإنّ الكافر إذا بشّر بعذاب اللّه وسخطه، كره لقاء اللّه، وكره اللّه لقاءه"(رواه البخاري: 6507، ومسلم:2684، واللفظ له).   17- عن عبدالله بن عباس وابن مسعود والبراء بن عازب رضي الله عنهم قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوثقُ عُرى الإيمانِ: الموالاةُ في اللهِ، والمُعاداةُ في اللهِ، والحبُّ في اللهِ، والبُغضُ في اللهِ عزَّ وجلَّ"(صحيح الجامع:٢٥٣٩).   18- عن ابن عبّاس -رضي اللّه عنهما- قال: وضع عمر على سريره، فتكنّفه النّاس يدعون ويصلّون قبل أن يرفع، وأنا فيهم، فلم يرعني إلّا رجل آخذ منكبي، فإذا عليّ بن أبي طالب، فترحّم على عمر وقال: ما خلّفت أحدا أحبّ إليّ أن ألقى اللّه بمثل عمله منك. وايم اللّه إن كنت لأظنّ أن يجعلك اللّه مع صاحبيك، وحسبت أنّي كثيرا أسمع النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- يقول: "ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر. (رواه البخاري:3685).   19- عن ابن عبّاس -رضي اللّه عنهما- قال: وضع عمر على سريره، فتكنّفه النّاس يدعون ويصلّون قبل أن يرفع، وأنا فيهم، فلم يرعني إلّا رجل آخذ منكبي، فإذا عليّ بن أبي طالب، فترحّم على عمر وقال: ما خلّفت أحدا أحبّ إليّ أن ألقى اللّه بمثل عمله منك. وايم اللّه إن كنت لأظنّ أن يجعلك اللّه مع صاحبيك، وحسبت أنّي كثيرا أسمع النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- يقول: "ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر. (رواه البخاري:3685).   20- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما تَحابَّ الرَّجلانِ إلّا كان أَفضلُهُما أَشدَّهُما حُبًّا لِصاحبِه"(أخرجه البخاري في الأدب المفرد:423، وصححه الألباني).   21- عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أحب عبدٌ عبدا للهِ إلا أكرمهُ اللهُ عز وجل"(أخرجه أحمد:٢٢٢٢٩، والبيهقي في شعب الإيمان:٩٠١٧ مطولاً واللفظ له، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة ١٢٥٦: إسناده جيد).   22- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إِلّا ظِلُّهُ: إِمامٌ عادِلٌ، وَشابٌّ نَشَأَ في عِبادَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ في خَلاءٍ فَفاضَتْ عَيْناهُ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسْجِدِ، وَرَجُلانِ تَحابّا في اللَّهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذاتُ مَنْصِبٍ وَجَمالٍ إلى نَفْسِها، قالَ: إنِّي أَخافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأخْفاها حتّى لا تَعْلَمَ شِمالُهُ ما صَنَعَتْ يَمِينُهُ"(رواه البخاري:٦٨٠٦ واللفظ له، ومسلم:١٠٣١).   23- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سرَّه أن يجدَ حلاوةَ الإيمانِ، فليُحبَّ المرءَ لا يحبُّه إلا للهِ"(أخرجه أحمد:٧٩٦٧، والطيالسي:٢٦١٧، والحاكم:٣ واللفظ له، وحسنه الألباني في صحيح الجامع ٦٢٨٨).   24- عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن أحبَّ للهِ، وأبغَضَ للهِ، وأَعْطى للهِ، ومنَعَ للهِ، فقد استَكْمَلَ الإيمانَ"(أخرجه أبو داود:٤٦٨١، وصححه الألباني).   25- عن أبي مالكٍ الأشعري قالَ أنَّهم بَينما هُم عندَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فذكروا قَومًا لَيسوا بأنبياءَ ولا شهداءَ يغبطُهم النَّبيونَ بمقعدِهم وقُربِهم مِن اللهِ يَومَ القيامةِ ثمَّ قال هُم عبادُ اللهِ مِن بلدانٍ شتّى وقبائلَ شتّى مِن شعوبِ القبائلِ لم يكن بَينها أرحامٌ يتَواصلون بها ولا دُنيا يتباذلونَها تحابُّوا بروحِ اللهِ يجعلُ اللهُ لهم منابرَ مِن نورٍ ويجعلُ وجوهَهم نورًا يَومَ القيامةِ قدامَ الرحمنِ يفزعُ النّاسُ ولا يفزعونَ ويخافُ النّاسُ ولا يخافونَ"(رواه الذهبي في العلو:١٠٠ وقال: إسناده صالح).  

الاثار

1- عن مجاهد -رحمه اللّه- قال: مرّ على عبد اللّه بن عبّاس رجل فقال: إنّ هذا يحبّني. فقيل: أنّى علمت ذلك؟ قال: إنّي أحبّه. (كتاب الإخوان لابن أبي الدنيا:143، وقال الهيثمي في المجمع:10-275: رواه أبو يعلى ورجاله ثقات).   2- عن أبي حيّان التّيميّ -رحمه اللّه- قال: "رؤي على عليّ بن أبي طالب -رضي اللّه عنه- ثوب كأنّه كان يكثر لبسه، فقيل له فيه. فقال: هذا كسانيه خليلي وصفيّي عمر بن الخطّاب -رضي اللّه عنه- إنّ عمر ناصح اللّه فنصحه"(كتاب الإخوان:238).   3- عن ابن عون قال: ثلاث أحبّهنّ لنفسي ولإخواني: هذه السّنّة أن يتعلّموها ويسألوا عنها، والقرآن أن يتفهّموه ويسألوا النّاس عنه، ويدعوا النّاس إلّا من خير"(فتح الباري:13- 263).   4- قال رجل لخالد بن صفوان: أخوك أحبّ إليك أم صديقك؟. فقال: "إنّ أخي إذا لم يكن لي صديقا لم أحبّه"(الإخوان:134).   5- عن سفيان بن عيينة، قال: سمعت مساور الورّاق يحلف باللّه -عزّ وجلّ-: "ما كنت أقول لرجل إنّي أحبّك في اللّه -عزّ وجلّ- فأمنعه شيئا من الدّنيا"( كتاب الإخوان:204).   6- قال علقمة: "اصحب من إن صحبته زانك، وإن أصابتك خصاصة عانك وإن قلت سدّد مقالك، وإن رأى منك حسنة عدّها، وإن بدت منك ثلمة سدّها، وإن سألته أعطاك، وإذا نزلت بك مهمة واساك، وأدناهم من لا تأتيك منه البوائق، ولا تختلف عليك منه الطرائق"(في رحاب التفسير:4670).   7- قال يحيى ابن معاذ الرازي: "حقيقة المحبة أنها لا تزيد بالبر ولا تنقص بالجفاء"(صفة الصفوة:1-2 ج2: 85).   8- قال الحسن: "أحبوا هونا وأبغضوا هونا، فقد أفرط أقوام في حب أقوام فهلكوا، وأفرط أقوام في بغض أقوام فهلكوا"(الزهد للإمام أحمد:219).  

 

 

الاشعار

1- قال بعضهم: تَعصي الإِلَهَ وَأَنتَ تُظهِرُ حُبَّهُ *** هَذا مَحالٌ في القِياسِ بَديعُ لَو كانَ حُبُّكَ صادِقاً لَأَطَعتَهُ *** إِنَّ المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ مُطيعُ في كُلِّ يَومٍ يَبتَديكَ بِنِعمَةٍ *** مِنهُ وَأَنتَ لِشُكرِ ذاكَ مُضيعُ (مجموع رسائل ابن رجب:4-83)   2- قال الشيرازي:   قال لي المحبوب لما زرته *** من ببابي قلت بالباب أنا قال لي أخطأت تعريف الهوى *** حينما فرقت فيه بيننا ومضى عام فلما جئته *** أطرق الباب عليه موهنا قال لي من أنت قلت أنظر فما *** ثمّ إلاّ أنت بالباب هنا قال لي أحسنت تعريف الهوى *** وعرفت الحب فأدخل يا أنا   3- قال صفي الدين الحلبي: تحمل من حبيبك كل ذنب *** وعد خطاه في وفق الصواب ولا تعتب على ذنب حبيبا *** فكم هجرا تولد من عتاب

 

 

متفرقات

1- قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه اللّه-: "ما حفظت حدود اللّه ومحارمه، ووصل الواصلون إليه بمثل خوفه ورجائه ومحبّته. وهذه الثّلاثة: الحبّ والخوف والرّجاء، هي الّتي تبعث على عمارة الوقت بما هو الأولى لصاحبه، والأنفع له، وهي أساس السّلوك، والسّير إلى اللّه. وهذه الثّلاثة هي قطب رحى العبوديّة، وعليها دارت رحى الأعمال. فمتى خلا القلب من هذه الثّلاث فسد فسادا لا يرجى صلاحه أبدا، ومتى ضعف فيه شيء من هذه ضعف إيمانه بحسبه"(مجموع الفتاوى:15-21).   2- وقال -رحمه اللّه-: "إنّك إذا أحببت الشّخص للّه، كان اللّه هو المحبوب لذاته، فكلّما تصوّرته في قلبك، تصوّرت محبوب الحقّ فأحببته، فازداد حبّك للّه، كما إذا ذكرت النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- والأنبياء قبله والمرسلين وأصحابهم الصّالحين، وتصوّرتهم في قلبك، فإنّ ذلك يجذب قلبك إلى محبّة اللّه المنعم عليهم، وبهم، إذا كنت تحبّهم للّه. فالمحبوب للّه يجذب إلى محبّة اللّه، والمحبّ للّه إذا أحبّ شخصا للّه فإنّ اللّه هو محبوبه. فهو يحبّ أن يجذبه إلى اللّه تعالى، وكلّ من المحبّ للّه والمحبوب للّه يجذب إلى اللّه"(مجموع الفتاوى:10-608).   3- قال ابن القيّم -رحمه اللّه-: "على حسب المحبّة وقوّتها يكون الرّجاء، فكلّ محبّ راج، خائف بالضّرورة، فهو أرجى ما يكون لحبيبه وأحبّ ما يكون إليه، وكذلك خوفه فإنّه يخاف سقوطه من عينه، وطرد محبوبه له إبعاده، واحتجابه عنه. فخوفه أشدّ خوف، ورجاؤه ذاتيّ للمحبّة، فإنّه يرجوه قبل لقائه والوصول إليه. فتأمّل هذا الموضع حقّ التّأمّل يطلعك على أسرار عظيمة من أسرار العبوديّة والمحبّة. فكلّ محبّة فهي مصحوبة بالخوف والرّجاء، وعلى قدر تمكّنها من قلب المحبّ يشتدّ خوفه ورجاؤه"(مدارج السالكين:(2/ 42-43).   4- وقال -رحمه اللّه-: "المحبّة هي حياة القلوب وغذاء الأرواح، وليس للقلب لذّة، ولا نعيم، ولا فلاح، ولا حياة إلّا بها. وإذا فقدها القلب كان ألمه أعظم من ألم العين إذا فقدت نورها، والأذن إذا فقدت سمعها، والأنف إذا فقد شمّه، واللّسان إذا فقد نطقه، بل فساد القلب إذا خلا من محبّة فاطره وبارئه وإلهه الحقّ أعظم من فساد البدن إذا خلا من الرّوح، وهذا الأمر لا يصدّق به إلّا من فيه حياة"(الجواب الكافي:282-283).   5- وقال أيضا: لا ينال رضا المحبوب وقربه والابتهاج والفرح بالدّنوّ منه، والزّلفى لديه، إلّا على جسر من الذّلّة والمسكنة وعلى هذا قام أمر المحبّة فلا سبيل إلى الوصول إلى المحبوب إلّا بذلك"(مفتاح دار السعادة:1-24).   6- وقال: المحبّ الصّادق: لا بدّ أن يقارنه أحيانا فرح بمحبوبه، ويشتدّ فرحه به، ويرى مواقع لطفه به، وبرّه به، وإحسانه إليه، وحسن دفاعه عنه، والتّلطّف في إيصاله المنافع والمسارّ والمبارّ إليه بكلّ طريق، ودفع المضارّ والمكاره عنه بكلّ طريق"(مدارج السالكين:2/42- 43).   7- وقال رحمه اللّه: قرّة عين المحبّ ولذّته ونعيم روحه: في طاعة محبوبه، بخلاف المطيع كرها، المتحمّل للخدمة ثقلا: الّذي يرى أنّه لولا ذلّ قهره لما أطاع، فهو يتحمّل طاعته كالمكره الّذي أذلّه مكرهه وقاهره، بخلاف المحبّ الّذي يعدّ طاعة محبوبه قوتا ونعيما، ولذّة وسرورا، فهذا ليس الحامل له ذلّ الإكراه"(تهذيب مدارج السالكين:328).   8- وقال أيضا -رحمه اللّه-: إنّ ما يفعله المحبّ الصّادق، ويأتي به في خدمة محبوبه، هو أسرّ شيء إليه، وألذّه عنده، ولا يرى ذلك تكليفا"(مدارج السالكين:3-165).   9- وقال -رحمه اللّه-: المحبّ الصّادق إن نطق نطق للّه وباللّه، وإن سكت سكت للّه، وإن تحرّك فبأمر اللّه، وإن سكن فسكونه استعانة على مرضاة اللّه، فحبّه للّه وباللّه ومع اللّه"(مفتاح دار السعادة:1-160).   10- قال ابن قدامة: علامة المحبّة، كمال الأنس بمناجاة المحبوب، وكمال التّنعّم بالخلوة، وكمال الاستيحاش من كلّ ما ينقض عليه الخلوة. ومتى غلب الحبّ والأنس صارت الخلوة والمناجاة قرّة عين تدفع جميع الهموم، بل يستغرق الحبّ والأنس قلبه"(مختصر منهاج القاصدين:351).   11- قال الشّيخ سيّد قطب -رحمه اللّه-: "حبّ اللّه لعبد من عبيده، أمر هائل عظيم، وفضل غامر جزيل لا يقدر على إدراك قيمته إلّا من يعرف اللّه سبحانه بصفاته كما وصف نفسه"(في ظلال القرآن:2-773).   12- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنّ هذه الثلاث من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان؛ لأنّ وجد الحلاوة بالشيء يتبع المحبة له؛ فمن أحبّ شيئا أو اشتهاه؛ إذا حصل له مراده، فإنه يجد الحلاوة واللذة والسرور بذلك واللذة أمر يحصل عقيب إدراك الملائم الذي هو المحبوب أو المشتهى فحلاوة الإيمان؛ تتبع كمال محبة العبد لله؛ وذلك بثلاثة أمور: تكميل هذه المحبة؛ وتفريعها؛ ودفع ضدها فتكميلها أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما؛ فإن محبة الله ورسوله لا يكتفى فيها بأصل الحبّ؛ بل لا بدّ أن يكون الله ورسوله أحبّ إليه مما سواهما و" تفريعها" أن يحب المرء لا يحبه إلا لله و"دفع ضدها " أن يكره ضدّ الإيمان أعظم من كراهته الإلقاء في النار"(الفتاوى الكبرى: ج5-197).   13- قال القرافي: "ما كل أحد يستحق أن يعاشر ولا يصاحب ولا يسارر"(زلال قراح الألباء في مهيع حكماء الأدباء: 6).  

 

 

الإحالات

1- الأخوة والحب في الله: منهج تربوي؛ حسني أدهم جرار.   2- الحب في المنظور الإسلامي؛ ضياء الدين محمد محمود جاسم المشهداني.