ماء

2022-10-06 - 1444/03/10

اقتباس

ماء

التعريف

الماءُ مَعْرُوفٌ وعَرَّفَهُ بَعْضُهم بِأنَّهُ جَوْهَرٌ سَيّالٌ بِهِ قِوامُ الحَيَوانِ، ووَزْنُهُ فَعْلٌ، وألِفُهُ مُنْقَلِبَةٌ عَنْ واوٍ، وهَمْزَتُهُ بَدَلٌ مِن هاءٍ، كَما يَدُلُّ عَلَيْهِ مُوَيْهٌ، ومِياهٌ، وأمْواهٌ، وتَنْوِينُهُ لِلْبَعْضِيَّةِ (تفسير الآلوسي عند قوله تعالى: (وأنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقًا لَكُمْ)[البقرة:٢٢])

العناصر

1- نعمة الماء وأهميتها

 

2- كثرة ذكر نعمة الماء في القرآن الكريم

 

3- منافع الماء

 

4- من مظاهر شكر نعمة الماء

 

5- ضرورة الحفاظ على المياه ومصادرها

 

6- فضل سقيا الناء وحفر الآبار في الأماكن المحتاجة

 

7- جزاء من منع فضل الماء

 

الايات

1- قال الله تعالى: (وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)[الْبَقَرَةِ: 22].

 

2- قال تعالى: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ)[الْبَقَرَةِ: 73-74].

 

3- قال تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)[البقرة:164].

 

4- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[المائدة: 6].

 

5- قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)[الأنعام:99].

 

6- قال تعالى: (وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ)[الأعراف:50].

 

7- قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[الأعراف:57].

 

8- قال تعالى: (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ)[الأنفَال:11].

 

9- قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا)[هود:7].

 

10- قال تعالى: (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ * وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)[هود:42-44].

 

11- قال تعالى: (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ)[الرعد:14].

 

12- قال تعالى: (أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ)[الرعد:17].

 

13- قال تعالى: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ)[الْحِجْرِ:22].

 

14- قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُم مِنهُ شَرَابٌ وَمِنهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرعَ وَالزَّيتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ في ذَلِكَ لآيَةً لِقَومٍ يَتَفَكَّرُونَ)[النحل:10-11].

 

15- قال تعالى: (أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا) [الكهف:41].

 

16- قال تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ)[الْأَنْبِيَاءِ: 30].

 

17- قال تعالى: (وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ)[المؤمنون:18].

 

18- قال تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ)[النور:39].

 

19- قال تعالى: (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[النور:45].

 

20- قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا * لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا * وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا)[الفرقان:48-50].

 

21- قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا)[الفرقان: 54].

 

22- قال تعالى: (أَمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ)[النَّمْلِ:60].

 

23- قال تعالى: (وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا)[الْقَصَصِ: 23-24].

 

24- قال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ)[السَّجْدَةِ: 27].

 

25- قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[فُصِّلَتْ: 39].

 

26- قال تعالى: (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[الحج:5-6].

 

27- قال تعالى: (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصْفّىً وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ)[محَمَّد:15].

 

28- قال تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ * فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ)[القمر:10-12].

 

29- قال تعالى: (وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ)[القمر:28].

 

30- قال تعالى: (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ * لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ)[الواقعة 68-70].

 

31- قال تعالى: (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ * لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ)[الحاقة:4].

 

32- قال تعالى: (وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا)[المرسلات:-27].

33- قال تعالى: (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً * فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً * وَعِنَباً وَقَضْباً * وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْباً * وَفَاكِهَةً وَأَبّاً * مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ)[عبس:24-32].

 

الاحاديث

1- عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال:  أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل اتخذت منطقا ؛ لتعفي أثرها على سارة، ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه، حتى وضعهما عند البيت، عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء، فوضعهما هنالك ووضع عندهما جرابا فيه تمر، وسقاء فيه ماء، ثم قفى إبراهيم منطلقًا، فتبعته أم إسماعيل، فقالت: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء؟ فقالت له ذلك مرارًا، وجعل لا يلتفت إليها، فقالت له: آلله الذي أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذن لا يضيعنا، ثم رجعت، فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه، استقبل بوجهه البيت، ثم دعا بهؤلاء الكلمات، ورفع يديه فقال (ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرِع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلوات فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وأرزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون)، وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل، وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوى، أو قال: يتلبط، فانطلقت كراهية أن تنظر إليه، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر، هل ترى أحدًا، فلم تر أحدًا، فهبطت من الصفا، حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها، ثم سعت سعي الإنسان المجهود، حتى جاوزت الوادي، ثم أتت المروة، فقامت عليها، ونظرت هل ترى أحدًا، فلم تر أحدًا، ففعلت ذلك سبع مرات، قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم فذلك سعي الناس بينهما، فلما أشرفت على المروة سمعت صوتًا، فقالت: صه، تريد نفسها، ثم تسمعت، فسمعت أيضًا، فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غواث، فإذا هي بالملك عند موضع زمزم، فبحث بعقبه، أو قال: بجناحه حتى ظهر الماء، فجعلت تحوضه، وتقول بيدها هكذا، وجعلت تغرف من الماء في سقائها، وهو يفور بعد ما تغرف، قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم، أو قال: لو لم تغرف من الماء، لكانت زمزم عينًا معينًا، قال: فشربت، وأرضعت ولدها، فقال لها الملك: لا تخافوا الضيعة، فإن ها هنا بيت الله يبني هذا الغلام وأبوه، وإن الله لا يضيع أهله، وكان البيت مرتفعًا من الأرض كالرابية، تأتيه السيول، فتأخذ عن يمينه وشماله، فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم، أو أهل بيت من جرهم مقبلين من طريق كداء، فنزلوا في أسفل مكة، فرأوا طائرًا عائفًا، فقالوا: إن هذا الطائر ليدور على ماء، لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء، فأرسلوا جريا أو جريين، فإذا هم بالماء، فرجعوا فأخبروهم بالماء، فأقبلوا، قال: وأم إسماعيل عند الماء، فقالوا: أتأذنين لنا أن ننزل عندك؟ فقالت: نعم، ولكن لا حق لكم في الماء، قالوا: نعم (رواه البخاري:٣٣٦٤).

 

2- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كانَ بيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ - أوْ عُلْبَةٌ فِيها ماءٌ، يَشُكُّ عُمَرُ - فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَيْهِ في الماءِ، فَيَمْسَحُ بهِما وجْهَهُ، ويقولُ: لا إلَهَ إلّا اللَّهُ، إنَّ لِلْمَوْتِ سَكَراتٍ ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ فَجَعَلَ يقولُ: في الرَّفِيقِ الأعْلى حتّى قُبِضَ ومالَتْ يَدُهُ (رواه البخاري:٦٥١٠).

 

3- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، وَحانَتْ صَلاةُ العَصْرِ، فالْتَمَسَ النّاسُ الوَضُوءَ، فَلَمْ يَجِدُوهُ، فَأُتِيَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بوَضُوءٍ، فَوَضَعَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- في ذلكَ الإناءِ يَدَهُ، وَأَمَرَ النّاسَ أَنْ يَتَوَضَّؤُوا منه، قالَ: فَرَأَيْتُ الماءَ يَنْبُعُ مِن تَحْتِ أَصابِعِهِ، فَتَوَضَّأَ النّاسُ حتّى تَوَضَّؤُوا مِن عِندِ آخِرِهِمْ (أخرجه البخاري:٣٥٧٣، ومسلم:٢٢٧٩).

 

4- عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ ما بَعَثَنِي اللَّهُ به مِنَ الهُدى والعِلْمِ، كَمَثَلِ الغَيْثِ الكَثِيرِ أصابَ أرْضًا، فَكانَ مِنْها نَقِيَّةٌ، قَبِلَتِ الماءَ، فأنْبَتَتِ الكَلَأَ والعُشْبَ الكَثِيرَ، وكانَتْ مِنْها أجادِبُ، أمْسَكَتِ الماءَ، فَنَفَعَ اللَّهُ بها النّاسَ، فَشَرِبُوا وسَقَوْا وزَرَعُوا، وأَصابَتْ مِنْها طائِفَةً أُخْرى، إنَّما هي قِيعانٌ لا تُمْسِكُ ماءً ولا تُنْبِتُ كَلَأً، فَذلكَ مَثَلُ مَن فَقُهَ في دِينِ اللَّهِ، ونَفَعَهُ ما بَعَثَنِي اللَّهُ به فَعَلِمَ وعَلَّمَ، ومَثَلُ مَن لَمْ يَرْفَعْ بذلكَ رَأْسًا، ولَمْ يَقْبَلْ هُدى اللَّهِ الذي أُرْسِلْتُ بهِ"(أخرجه البخاري:٧٩، ومسلم:٢٢٨٢).

 

5- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن أَرادَ أَهْلَ هذِه البَلْدَةِ بسُوءٍ -يَعْنِي المَدِينَةَ- أَذابَهُ اللَّهُ كما يَذُوبُ المِلْحُ في الماءِ"(أخرجه مسلم:١٣٨٦).

 

6- عن أسماء بنت أبي بكر -رَضِيَ اللَّهُ عنْهما- قالت: كانَتْ إذا أُتِيَتْ بالمَرْأَةِ قدْ حُمَّتْ تَدْعُو لَها، أخَذَتِ الماءَ، فَصَبَّتْهُ بيْنَها وبيْنَ جَيْبِها، قالَتْ: وكانَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَأْمُرُنا أنْ نَبْرُدَها بالماءِ.

(رواه البخاري:٥٧٢٤).

 

7- عن عائشة أم المؤمنين -رَضِيَ اللَّهُ عنْها- قالت: حَكيتُ للنَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- رجلًا فقال: "ما يسرُّني أني حكيتُ رجلًا وإنَّ لي كذا وكذا". قالت: فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ صفيَّةَ امرأةٌ وقالت بيدِها هكذا! كأنها تعني: قصيرةٌ، فقال: "لقد مُزِجَتْ بكلمةٍ لو مُزِجَ بها ماءُ البحرِ لَمُزِجَ"(رواه الترمذي:٢٥٠٢ وقال: حسن صحيح).

 

8- عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّما الماءُ مِنَ الماءِ"(رواه مسلم:٣٤٣).

 

9- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذا تَوَضَّأَ العَبْدُ المُسْلِمُ، أَوِ المُؤْمِنُ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَ مِن وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْها بعَيْنَيْهِ مع الماءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ الماءِ، فَإِذا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِن يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كانَ بَطَشَتْها يَداهُ مع الماءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ الماءِ، فَإِذا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْها رِجْلاهُ مع الماءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ الماءِ، حتّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ"(رواه مسلم:٢٤٤).

 

10- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَمْنَعُوا فَضْلَ الماءِ لِتَمْنَعُوا به فَضْلَ الكَلَإِ"(رواه البخاري:٢٣٥٤).

 

11- عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: "قضى في شربِ النَّخلِ منَ السَّيلِ أنَّ الأعلى فالأعلى يشربُ قبلَ الأسفلِ ويترَكُ الماءُ إلى الْكعبينِ ثمَّ يُرسَلُ الماءُ إلى الأسفلِ الَّذي يليهِ وَكذلِكَ حتّى تنقضيَ الحوائطُ أو يفنى الماءُ"(رواه ابن ماجه:٢٠٣٠، وقال ابن ماجه" صحيح لغيره)

 

12- عن سفينة مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:  كانَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يُغَسِّلُهُ الصّاعُ مِنَ الماءِ مِنَ الجَنابَةِ، ويُوَضِّئُهُ المُدُّ (رواه مسلم:٣٢٦).

 

13- عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الصعيدَ الطيبَ طهورُ المسلمِ وإن لم يجدِ الماءَ عشرَ سنين فإذا وجد الماءَ فليمسَّه بشرتَه فإن ذلك خيرٌ"(رواه الترمذي:١٢، وصححه الألباني).

 

14- عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- قال: سئِلَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عن الماءِ، وما ينوبُه من الدَّوابِّ والسباعِ؟ فقال: إذا كان الماءُ قلَّتينِ لم يحملِ الخبثَ"(رواه النسائي:٥٢، وصححه الألباني).

 

15- عن عائشة أم المؤمنين-رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عَشْرٌ مِنَ الفِطْرَةِ: قَصُّ الشّارِبِ، وإعْفاءُ اللِّحْيَةِ، والسِّواكُ، واسْتِنْشاقُ الماءِ، وقَصُّ الأظْفارِ، وغَسْلُ البَراجِمِ، ونَتْفُ الإبِطِ، وحَلْقُ العانَةِ، وانْتِقاصُ الماءِ. قالَ زَكَرِيّا: قالَ مُصْعَبٌ: ونَسِيتُ العاشِرَةَ إلّا أنْ تَكُونَ المَضْمَضَةَ. زادَ قُتَيْبَةُ، قالَ وكِيعٌ: انْتِقاصُ الماءِ: يَعْنِي الاسْتِنْجاءَ (رواه مسلم:٢٦١).

 

16- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: أُتِيتُ فانْطَلَقُوا بِي إلى زَمْزَمَ، فَشُرِحَ عن صَدْرِي، ثُمَّ غُسِلَ بِماءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ أُنْزِلْتُ"(رواه مسلم:١٦٢).

 

17- عن أنس بن مالك-رضي الله عنه- قال: إنَّ الصلواتِ فُرضتْ بمكةَ، وإنَّ ملَكينِ، أتيا رسولَ اللهِ، فذهبا به إلى زمزمَ، فشقّا بطنَه، وأخرجا حشوَه في طَستٍ من ذهبٍ، فغسلاه بماءِ زمزمَ، ثم كبسا جوفَه، حكمةً وعلمًا"(رواه النسائي:٤٥١).

 

18-عن جابر بن عبدالله-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: "ماءُ زمزمَ لما شُربَ له"(رواه ابن ماجه:٢٥٠٢، وصححه الألباني).

 

19- عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- شرِبَ من زمزَمَ، وَهوَ قائمٌ (رواه الترمذي ١٨٨٢ ، وصححه الألباني).

 

20- عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "خيرُ ماءٍ على وجهِ الأرضِ ماءُ زَمزمَ، فيهِ طعامُ الطُّعمِ، وشِفاءُ السُّقمِ، وشرُّ ماءٍ على وجهِ الأرضِ ماءٌ بوادي (بَرْهوتَ)، بِقُبَّةٍ بِ (حَضْرَموتَ)، كرِجْلِ الجرادِ، تُصبِحُ تَتدَفَّقُ، وتُمسي لا بَلالَ فيها (أخرجه الفاكهي في «أخبار مكة» (١١٠٦)، والطبراني (١١-٩٨) (١١١٦٧)، والضياء في الأحاديث المختارة (١٣٧)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب:١١٦١)

 


 

الحكم

1- ألم تر أن الماء يخبث طعمه *** وإن كان لون الماء أبيض صافيا

علي بن أبي طالب

 

2- البئر الجيد يعطيك الماء عند القحط، والصديق الجيد تعرفه عند الحاجة (مثل تشيكوسلوفاكي)

 

3- نقطة الماء المستمرة تحفر عمق الصخرة (ابن حزم الأندلسي)

 

4- يغسل الماء كل شيء تقريبا إلا اللسان السيئ (مثل يوغوسلافي)

الدراسات

1- أشار الباحث الياباني مؤسس نظرية تبلورات ذرات الماء التي تعد اختراقا علميا جديدا في مجال أبحاث الماء ومؤلف كتاب (رسائل من الماء) أن البسملة في القرآن الكريم والتي يستخدمها المسلمون في بداية أعمالهم وعند تناول الطعام او الخلود الى النوم لها تأثير عجيب على بلورات الماء. واضاف "عندما تعرضت بلورات الماء للبسملة عن طريق القراءة أحدثت فيه تأثيرا عجيبا وكونت بلورات فائقة الجمال في تشكيل الماء". وأشار الدكتور مسارو ايموتو الى أن من أبرز تجاربه أسماع الماء شريطا يتلى فيه القرآن الكريم فتكونت بلورات من الماء لها تصميم رمزي غاية في الصفاء والنقاء.. وأبان العالم الياباني أن الاشكال الهندسية المختلفة التي تتشكل بها بلورات الماء الذي قرئ عليه القرآن أو الدعاء تكون اهتزازات ناتجة عن القراءة على هيئة صورة من صور الطاقة مشيرا الى أن ذاكرة الماء هي صورة من صور الطاقة الكامنة التي تمكنه من السمع والرؤية والشعور والانفعال واختزان المعلومات ونقلها والتأثر بها الى جانب تأثيرها في تقوية مناعة الانسان وربما علاجه أيضا من الامراض العضوية والنفسية.

 

وأكد أن الماء يتأثر وفق ما يتعرض له من مؤثرات إيجابية أو سلبية وهو ما يشدد عليه في نظريته (رسائل من الماء).

 

2- قال عميد كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور عدنان المزروع: "أن الدكتور ماسارو ايموتو أوضح في دراساته أن أي ذرة في عالم الوجود لها إدراك وفهم وشعور فهي تبدي انفعالا إزاء كل حدث يقع في العالم وتعظم خالقها وتسبحه عن بصيرة. ولفت إلى أن ذرات الماء تتسم بالقدرة على التأثير في أفكار الإنسان وكلامه فالطاقة الاهتزازية للبشر والأفكار والنظرات والدعاء والعبادة تترك أثرا في البناء الذري للماء"(وكالة الأنباء السعودية).

 

متفرقات

1- قال الآلوسي: "خَصَّهُ سُبْحانَهُ بِالنُّزُولِ مِنَ السَّماءِ في كَثِيرٍ مِنَ الآياتِ تَنْوِيهًا بِشَأْنِهِ لِكَثْرَةِ مَنفَعَتِهِ، ومَزِيدِ بَرَكَتِهِ"(روح المعاني).

 

2- قال السعدي رحمه الله: "(وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً) والسماء: هو كل ما علا فوقك فهو سماء، ولهذا قال المفسرون: المراد بالسماء هاهنا: السحاب، فأنزل منه تعالى ماء، (فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ) كالحبوب، والثمار، من نخيل، وفواكه، وزروع وغيرها (رِزْقًا لَكُمْ) به ترتزقون، وتقوتون وتعيشون وتفكهون.

(فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا) أي: نظراء وأشباها من المخلوقين، فتعبدونهم كما تعبدون الله، وتحبونهم كما تحبون الله، وهم مثلكم، مخلوقون، مرزوقون مدبرون، لا يملكون مثقال ذرة في السماء ولا في الأرض، ولا ينفعونكم ولا يضرون، (وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أن الله ليس له شريك، ولا نظير، لا في الخلق، والرزق، والتدبير، ولا في العبادة فكيف تعبدون معه آلهة أخرى مع علمكم بذلك؟ هذا من أعجب العجب، وأسفه السفه. وهذه الآية جمعت بين الأمر بعبادة الله وحده، والنهي عن عبادة ما سواه، وبيان الدليل الباهر على وجوب عبادته، وبطلان عبادة من سواه، وهو ذكر توحيد الربوبية، المتضمن لانفراده بالخلق والرزق والتدبير، فإذا كان كل أحد مقرا بأنه ليس له شريك في ذلك، فكذلك فليكن إقراره بأن الله لا شريك له في العبادة، وهذا أوضح دليل عقلي على وحدانية الباري، وبطلان الشرك"(تفسير السعدي).

 

3- قال السعدي رحمه الله في قوله تعالى: (وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ) وهو المطر النازل من السحاب. (فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا) فأظهرت من أنواع الأقوات، وأصناف النبات، ما هو من ضرورات الخلائق، التي لا يعيشون بدونها. أليس ذلك دليلا على قدرة من أنزله، وأخرج به ما أخرج ورحمته، ولطفه بعباده، وقيامه بمصالحهم، وشدة افتقارهم وضرورتهم إليه من كل وجه؟ أما يوجب ذلك أن يكون هو معبودهم وإلههم؟ أليس ذلك دليلا على إحياء الموتى ومجازاتهم بأعمالهم؟"(تفسير السعدي).

 

4- قال السعدي رحمه الله عند قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي أَنزلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ)[الأنعام:٩٩] قال: "وهذا من أعظم مننه العظيمة، التي يضطر إليها الخلق، من الآدميين وغيرهم، وهو أنه أنزل من السماء ماء متتابعا وقت حاجة الناس إليه، فأنبت الله به كل شيء، مما يأكل الناس والأنعام، فرتع الخلق بفضل الله، وانبسطوا برزقه، وفرحوا بإحسانه، وزال عنهم الجدب واليأس والقحط، ففرحت القلوب، وأسفرت الوجوه، وحصل للعباد من رحمة الرحمن الرحيم، ما به يتمتعون وبه يرتعون، مما يوجب لهم، أن يبذلوا جهدهم في شكر من أسدى النعم، وعبادته والإنابة إليه، والمحبة له. ولما ذكر عموم ما ينبت بالماء، من أنواع الأشجار والنبات، ذكر الزرع والنخل، لكثرة نفعهما وكونهما قوتا لأكثر الناس فقال: (فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ)؛ أي: من ذلك النبات الخضر، (حَبًّا مُتَرَاكِبًا) بعضه فوق بعض، من بر، وشعير، وذرة، وأرز، وغير ذلك، من أصناف الزروع، وفي وصفه بأنه متراكب، إشارة إلى أن حبوبه متعددة، وجميعها تستمد من مادة واحدة، وهي لا تختلط، بل هي متفرقة الحبوب، مجتمعة الأصول، وإشارة أيضا إلى كثرتها، وشمول ريعها وغلتها، ليبقى أصل البذر، ويبقى بقية كثيرة للأكل والادخار.

(وَمِنَ النَّخْلِ) أخرج الله (مِنْ طَلْعِهَا) وهو الكفرى، والوعاء قبل ظهور القنو منه، فيخرج من ذلك الوعاء (قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ) أي: قريبة سهلة التناول، متدلية على من أرادها، بحيث لا يعسر التناول من النخل وإن طالت، فإنه يوجد فيها كرب ومراقي، يسهل صعودها.

(و) أخرج تعالى بالماء (جنات مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ) فهذه من الأشجار الكثيرة النفع، العظيمة الوقع، فلذلك خصصها الله بالذكر بعد أن عم جميع الأشجار والنوابت. وقوله (مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ) يحتمل أن يرجع إلى الرمان والزيتون، أي: مشتبها في شجره وورقه، غير متشابه في ثمره. ويحتمل أن يرجع ذلك، إلى سائر الأشجار والفواكه، وأن بعضها مشتبه، يشبه بعضه بعضا، ويتقارب في بعض أوصافه، وبعضها لا مشابهة بينه وبين غيره، والكل ينتفع به العباد، ويتفكهون، ويقتاتون، ويعتبرون، ولهذا أمر تعالى بالاعتبار به، فقال: (انْظُرُوا) نظر فكر واعتبار (إِلَى ثَمَرِهِ) أي: الأشجار كلها، خصوصا: النخل (إذا أثمر) (وَيَنْعِهِ) أي: انظروا إليه، وقت اطلاعه، ووقت نضجه وإيناعه، فإن في ذلك عبرا وآيات، يستدل بها على رحمة الله، وسعة إحسانه وجوده، وكمال اقتداره وعنايته بعباده. ولكن ليس كل أحد يعتبر ويتفكر وليس كل من تفكر، أدرك المعنى المقصود، ولهذا قيد تعالى الانتفاع بالآيات بالمؤمنين فقال: (إِنَّ فِي ذَلِكَم لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) فإن المؤمنين يحملهم ما معهم من الإيمان، على العمل بمقتضياته ولوازمه، التي منها التفكر في آيات الله، والاستنتاج منها ما يراد منها، وما تدل عليه، عقلا، وفطرة، وشرعا"(تفسير السعدي).

 

5- قال السعدي رحمه الله عند قوله تعالى: (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأقْدَامَ) قال: "ومن نصره واستجابته لدعائكم: أنه أنـزل عليكم من السماء مطرا ليطهركم به من الحدث والخبث، وليطهركم به من وساوس الشيطان ورجزه. وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ؛ أي: يثبتها فإن ثبات القلب، أصل ثبات البدن، وَيُثَبِّتَ بِهِ الأقْدَامَ فإن الأرض كانت سهلة دهسة فلما نـزل عليها المطر تلبدت، وثبتت به الأقدام"(تفسير السعدي).

 

6- قال ابن عاشور عند قوله تعالى: (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ في مَوْجٍ كالجِبالِ) قال: "المَوْجُ: ما يَرْتَفِعُ مِنَ الماءِ عَلى سَطْحِهِ عِنْدَ اضْطِرابِهِ، وتَشْبِيهُهُ بِالجِبالِ في ضَخامَتِهِ. وذَلِكَ إمّا لِكَثْرَةِ الرِّياحِ الَّتِي تَعْلُو الماءَ وإمّا لِدَفْعِ دَفَقاتِ الماءِ الوارِدَةِ مِنَ السُّيُولِ والتِقاءِ الأوْدِيَةِ الماءَ السّابِقَ لَها، فَإنَّ حادِثَ الطُّوفانِ ما كانَ إلّا عَنْ مِثْلِ زَلازِلَ تَفَجَّرَتْ بِها مِياهُ الأرْضِ وأمْطارٌ جَمَّةٌ تَلْتَقِي سُيُولُها مَعَ مِياهِ العُيُونِ فَتَخْتَلِطُ وتَجْتَمِعُ وتَصُبُّ في الماءِ الَّذِي كانَ قَبْلَها حَتّى عَمَّ الماءُ جَمِيعَ الأرْضِ الَّتِي أرادَ اللَّهُ إغْراقَ أهْلِها"(التحرير والتنوير).

 

7- قال السعدي رحمه الله عند قوله تعالى: (وأرْسَلْنا الرِّياحَ لَواقِحَ) قال: وسخرنا الرياح، رياح الرحمة تلقح السحاب، كما يلقح الذكر الأنثى، فينشأ عن ذلك الماء بإذن الله، فيسقيه الله العباد ومواشيهم وأرضهم، ويبقى في الأرض مدخرا لحاجاتهم وضروراتهم ما هو مقتضى قدرته ورحمته، (وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ) أي: لا قدرة لكم على خزنه وادخاره، ولكن الله يخزنه لكم ويسلكه ينابيع في الأرض رحمة بكم وإحسانا إليكم"(تفسير السعدي).

 

8- قال السعدي رحمه الله عند قوله تعالى: (أَوْ يُصْبِحَ ماؤُها غَوْراً) قال: "أَيْ غَائِرًا ذَاهِبًا، فَتَكُونُ أَعْدَمَ أَرْضٍ لِلْمَاءِ بَعْدَ أَنْ كَانَتْ أَوْجَدَ أَرْضٍ لِلْمَاءِ. (فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً)؛ أَيْ لَنْ تَسْتَطِيعَ رَدَّ الْمَاءِ الْغَائِرِ، وَلَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ بِحِيلَةٍ. وَقِيلَ: فَلَنْ تَسْتَطِيعَ طَلَبَ غَيْرِهِ بَدَلًا مِنْهُ"(تفسير السعدي).

 

9- قال ابن عاشور عند قوله تعالى: (وأنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأسْكَنّاهُ في الأرْضِ) قال: "والإسْكانُ: جَعْلُ الشَّيْءِ في مَسْكَنٍ، والمَسْكَنُ: مَحَلُّ القَرارِ، وهو مَفْعَلٌ، اسْمُ مَكانٍ مُشْتَقٌّ مِنَ السُّكُونِ.

وأطْلَقَ الإسْكانَ عَلى الإقْرارِ في الأرْضِ عَلى طَرِيقِ الِاسْتِعارَةِ. وهَذا الإقْرارُ عَلى نَوْعَيْنِ: إقْرارٌ قَصِيرٌ مِثْلَ إقْرارِ ماءِ المَطَرِ في القِشْرَةِ الظّاهِرَةِ مِنَ الأرْضِ عَقِبَ نُزُولِ الأمْطارِ عَلى حَسَبِ ما تَقْتَضِيهِ غَزارَةُ المَطَرِ ورَخاوَةُ الأرْضِ وشِدَّةُ الحَرارَةِ أوْ شِدَّةُ البَرْدِ. وهو ما يَنْبُتُ بِهِ النَّباتُ في الحَرْثِ والبَقْلُ في الرَّبِيعِ وتَمْتَصُّ مِنهُ الأشْجارُ بِعُرُوقِها فَتُثْمِرُ إثْمارَها وتَخْرُجُ بِهِ عُرُوقُ الأشْجارِ وأُصُولُها مِنَ البُزُورِ الَّتِي في الأرْضِ.

ونَوْعٌ آخَرُ هو إقْرارٌ طَوِيلٌ وهو إقْرارُ المِياهِ الَّتِي تَنْزِلُ مِنَ المَطَرِ وعَنْ ذَوْبِ الثُّلُوجِ النّازِلَةِ فَتَتَسَرَّبُ إلى دَواخِلِ الأرْضِ فَتَنْشَأُ مِنها العُيُونُ الَّتِي تَنْبُعُ بِنَفْسِها أوْ تُفَجَّرُ بِالحَفْرِ آبارًا"(التحرير والتنوير).

 

10- قال السعدي رحمه الله عند قوله تعالى (خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ): "ينبه عباده على ما يشاهدونه، أنه خلق جميع الدواب التي على وجه الأرض، (مِنْ مَاءٍ) أي: مادتها كلها الماء، كما قال تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ)

فالحيوانات التي تتوالد، مادتها ماء النطفة، حين يلقح الذكر الأنثى. والحيوانات التي تتولد من الأرض، لا تتولد إلا من الرطوبات المائية، كالحشرات لا يوجد منها شيء، يتولد من غير ماء أبدا، فالمادة واحدة، ولكن الخلقة مختلفة من وجوه كثيرة، (فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ) كالحية ونحوها، (وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ)كالآدميين، وكثير من الطيور، (وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ) كبهيمة الأنعام ونحوها. فاختلافها -مع أن الأصل واحد- يدل على نفوذ مشيئة الله، وعموم قدرته، ولهذا قال: (يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ)أي: من المخلوقات، على ما يشاؤه من الصفات، (إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)كما أنزل المطر على الأرض، وهو لقاح واحد، والأم واحدة، وهي الأرض، والأولاد مختلفو الأصناف والأوصاف (وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)"(تفسير السعدي).

الإحالات

1- المياه والحياة‎؛ لعبدالعزيز علي الدوسري‎.

 

2- الماء يبحث عن إدارة؛ د. محمد بن حامد الغامدي.