لغة عربية

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

تعريف اللغة العربية في اللغة أنّها اسمٌ مشتقٌّ من الإعراب عن الشيء، أي الإفصاح عنه، وهي تعني من حيث الاشتقاق لُغة الفصاحة. وفي الحديث (الثيب تُعرِب عن نفسها) أي تفصح.

والعَرَبُ جيل من الناس والنسبة إليهم عَرَبِيٌّ وهو اسم جنس والعَرَبُ العاربة الخُلَّص منهم والعَرَبُ المُسْتَعْرِبَةُ الذين ليسوا بخلص وكذا المُتَعَرِّبَةُ والعَرَبِيَّةُ هي هذه اللغة والعَرَبُ والعُرْبُ واحد كالعَجَم والعُجْمُ. والعَرُوبُ من النساء المتحببة إلى زوجها قال تعالى: (عربا أترابا) (مختار الصحاح).

 

والعربية هي أحد اللغات التي تنحدر من اللغات السامية الوسطى والتي تتفرع عن مجموعة من اللغات الأفرو آسيوية ، وهي الأقدم من حيث النشأة والتاريخ والأكثر من حيث الانتشار والتداول.

 

وقد اختلفت روايات علماء اللغة حول أصل اللغة بوجه عام واصل اللغة العربية بوجه خاص، حيث اعتبرها حيث اعتبرها البعض اللغة الأم التي تنبثق عنها باقي اللغات السامية، ولكن ظلت هذه المسألة محل خلاف لدى جمهور العلماء.

 

ولغتنا العربية لغة غنية يتضمن معجمها على 16 ألف جذر لغوي، كما تمتلك مخزونًا ضخمًا من الأسماء والنظائر، وتعرف باسمين لغة الضاد ولغة القرآن الكريم، وعلى ذلك نكتفي عند تعريف اللغة العربية أن نقول هي لغة القرآن الكريم (ليلى جبريل: موقع ملزمتي).

 

"شاع على ألسنة الناس في الصدر الأول من الإسلام في المدينة وغيرها استخدام اللحن بمعنى الخطأ، وهو من معانيه اللغوية، "وأغلب الظن أنه استعمل لأول مرة بهذا المعنى عندما تنبه العرب بعد اختلاطهم بالأعاجم إلى فرق ما بين التعبير الصحيح والتعبير الملحون"(العربية:254).

 

العناصر

1- مكانة اللغة العربية ومنزلتها

 

2- اهتمام السلف باللغة العربية

 

3- من مميزات اللغة العربية

 

4- ثمار الاعتزاز باللغة العربية

 

5- من المؤثرات على اللغة العربية

 

6- كيف نحافظ على اللغة العربية

 

7- وجوب المحافظة على اللغة العربية مع تعلم غيرها للحاجة

 

 


 

الايات

1- قال الله تعالى: (فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَة)[الأنعام:157].

 

2- قال تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)[يوسف:2].

 

3- قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)[إبراهيم:4].

 

4- قال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ)[الرعد:37].

 

5- قال تعالى: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ)[النحل:103].

 

6- قال تعالى: (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا)[مريم:97].

 

7- قال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا)[طه:113].

 

8- قال تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ  نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ  عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ  بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ)[الشعراء:195].

 

9- قال تعالى: (وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ * فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ)[الشعراء:199].

 

10- قال تعالى: (قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)[الزمر:28].

 

11- قال تعالى: (كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)[فصلت:3].

 

12- قال تعالى: (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ)[فصلت:44].

 

13- قال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ)[الشورى:7].

 

14- قال تعالى: (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)[الزخرف:3].

 

15- قال تعالى: (وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ)[الاحقاف:12].

الاحاديث

1- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: فَأَمَرَ عُثْمانُ، زَيْدَ بنَ ثابِتٍ، وسَعِيدَ بنَ العاصِ، وعَبْدَ اللَّهِ بنَ الزُّبَيْرِ، وعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ الحارِثِ بنِ هِشامٍ، أنْ يَنْسَخُوها في المَصاحِفِ، وقالَ لهمْ: إذا اخْتَلَفْتُمْ أنتُمْ وزَيْدُ بنُ ثابِتٍ في عَرَبِيَّةٍ مِن عَرَبِيَّةِ القُرْآنِ فاكْتُبُوها بلِسانِ قُرَيْشٍ، فإنَّ القُرْآنَ أُنْزِلَ بلِسانِهِمْ فَفَعَلُوا (رواه البخاري:٤٩٨٤).

 

2- روي أن رجلا لحن بحضرة النبي -صلى الله عليه وسلم-  فقال: "أرشدوا أخاكم فإنه قد ظل"(الجامع الصغير:1-363، وكنز العمال:1-151).

 

3- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أنا أفصحُ مَن نطق بالضادِ"(الفوائد المجموعة:٣٢٧، قال الشوكاني: لا أصل له, ومعناه صحيح).

 

الاثار

1- قال عمر -رضي الله عنه- قوله: "تعلموا العربية؛ فإنها تثبت العقل، وتزيد في المروءة"(شعب الإيمان:2-257، رقم (1676).

 

2- قال عمرُ بن الخطاب -رضي الله عنه-: "تعلَّموا العربيةَ؛ فإنها من دينِكم، وتعلَّموا الفرائضَ؛ فإنها من دينكم"(مسبوك الذهب في فضل العرب وشرف العلم على شرف النسب:1-9).

 

3- كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري -رضي الله عنهما-: "أمَّا بعد، فتفقهوا في السنةِ، وتفقهوا في العربية، وأَعْرِبُوا القرآنَ فإنه عربي"(مسبوك الذهب:1-9).

 

4- كتب عمر إلى موسى الأشعري -رضي الله عنهما- أن "مُرْ من قبلك بتعلم العربية فإنها تدل على صواب الكلام"(إيضاح الوقف والابتداء:1-30).

 

5- قال عمر مرة موجهاً الناس: "عليكم بالتفقه في الدين والتفهم بالعربية وحسن العبارة"(رواه عبدالرزاق في المصنف:4-323).

 

6- قال عمر رضي الله عنه:" تعلموا اللحن والفرائض فإنها من دينكم"(رواه ابن أبي شيبة:9975).

 

7- عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: "لأن أعرب آية أحب إليّ من أن أحفظ آية"(الغريب للخطابي:1-61).

 

8- قال ابن عباس -رضي الله عنه-: "إذا خَفِيَ عليكم شيءٌ من القرآنِ فابتغوه في الشِّعرِ؛ فإنَّه ديوانُ العرب"(تفسير الألوسي:21-192).

 

9- قال ابن عباس -رضي الله عنه-: "التفسير أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها وتفسير لا يعذر أحد بجهله وتفسير يعلمه العلماء وتفسير لا يعلمه أحد إلا الله"(تفسير القرآن العظيم؛ لابن كثير:1-6).

 

10- قال ابن عباس -رضي الله عنه-: "إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر فإنه ديوان العرب"(مستدرك الحاكم:2-499).

 

11- قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: "أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه"(أخرجه ابن أبي شيبة:6-116، رقم 29912)؛ أي: تعرفوا ما فيه من بدائع العربية ودقائقها وأسرارها.

 

12- قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: "أعربوا القرآن واتبعوا غرائبه وغرائبه فرائضه وحدوده فإن القرآن نزل على خمسة أوجه حلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فاعملوا بالحلال واجتنبوا الحرام واتبعوا المحكم وآمنوا بالمتشابه واعتبروا بالأمثال"(أخرجه البيهقي في شعب الإيمان:2-427، رقم 2293).

 

13- عن أبي العالية قال: "كان ابن عباس يعلمنا اللحن" قيل يعلمنا الصواب وقيل يعلمنا الخطأ لنجتنبه (الغريب للخطابي:1-61).

 

14- عن الحسن البصري أنه سئل: ما تقول في قوم يتعلمون العربية؟ قال: "أحسنوا يتعلمون لغة نبيهم"(الغريب للخطابي:1-61).

 

15- قيل للحسن البصري رحمه الله: أرأيت الرجل يتعلم العربية ليقيم بها لسانه ويقيم بها منطقه؟ قال:" نعم فليتعلمها، فإن الرجل يقرأ بالآية فيعياه توجيهها فيهلك"، وقال:" أهلكتهم العجمة يتأولون القرآن على غير تأويله"(الاعتصام:1-304).

 

16- قال الأصمعي رحمه الله: "إن أخوف ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النحو أن يدخل في جملة قوله صلى الله عليه وسلم: "من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار"، لأنه لم يكن يلحن. فمهما رويت عنه ولحنت فيه كذبت عليه"(الجامع للخطيب:2-8).

القصص

1- روي أن أعرابيا سمع من يقرأ بالجر فقال إن كان الله بريئا من رسوله فأنا منه بريء فلببه القارئ إلى عمر فحكى الأعرابي قراءته فعندها أمر عمر بتعليم العربية (البحر المحيط لأبي حيان).

 

2- يُروى أن كاتب أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- كتب: إلى عمر من أبو موسى والصحيح "من أبي موسى"، فلما وصل الكتاب إلى عمر -رضي الله عنه- أعاده إلى أبي موسى آمراً إياه بقوله الزاجر: "إذا أتاك كتابي هذا فاجلده سوطاً، واعزله عن عملك"(إيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل؛ لابن الأنباري:27).

 

3- روى القفطي أن أبا الأسود أتى عبد الله بن عباس فقال: "إني أرى ألسنة العرب قد فسدت، فأردت أن أضع شيئا لهم يقومون به ألسنتهم قال: لعلك تريد النحو، أما إنه حق"(إنباه الرواة:1-51).

 

4- قال عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما -: "ما كنتُ أدري ما معنى: (فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ)[الأنعام: 14] حتى سمعتُ امرأةً من العربِ تقول: أنا فطرتُه؛ أي: ابتدأته"(الإحكام في أصول القرآن؛ لابن حزم:1-17).

 

5- روي عن كعب الأحبار أنه حكم بين ابن عباس ومعاوية -رضي الله عنهم- حين اختلفا في قوله تعالى: (عين حمئة) فقال: "أما العربية فأنتم أعلم بها، وأما أنا فأجد الشمس في التوراة تغرب في ماء وطين"(غاية النهاية:2-303).

 

6- عن ابن عمر رضي الله عنهما: "أنه كان يضرب بنيه على اللحن"(رواه ابن أبي الدنيا في العيال:1-508).

 

7- أرسل معاوية -رضي الله عنه- إلى دغفل فسأله عن العربية وعن أنساب العرب وسأله عن النجوم فإذا رجل عالم. قال: "يا دغفل من أين حفظت هذا؟ قال: بلسان سؤول وقلب عقول وإن آفة العلم النسيان. قال: انطلق بين يديَّ - يعني ابنه يزيد - فعلمه العربية وأنساب قريش والنجوم وأنساب الناس"(رواه ابن أبي الدنيا في العيال:1-528).

 

8- دفع عبدالملك ولده إلى الشعبي يؤدبهم قال: "علمهم الشعر يمجدوا وينجدوا وحسن شعورهم تشتد رقابهم وجالس بهم علية الرجال يناقضوهم الكلام"(رواه ابن أبي الدنيا في العيال:1-528).

 

9- نقل الذهبي عن أبي العيناء قال: أتيت عبد الله بن داود الخريبي فقال: ما جاء بك؟ قلت: الحديث. قال: اذهب فتحفظ القرآن. قلت: قد حفظت القرآن. قال: اقرأ (واتل عليهم نبأ نوح)[يونس:71] فقرأت العشر حتى أنفذته. فقال لي: اذهب الآن فتعلم الفرائض. قلت: قد تعلمت الصلب والجد والكُبَر. قال: فأيما أقرب إليك ابن أخيك أو عمك؟ قلت: ابن أخي. قال: ولم؟ قلت: لأن أخي من أبي وعمي من جدي. قال: اذهب الآن، فتعلم العربية. قلت: قد علمتها قبل هذين، قال: فلم قال عمر يعني حين طعن يا لَلَّه يا لِلمسلمين، لم فتح تلك وكسر هذه؟ قلت: فتح تلك اللام على الدعاء، وكسر هذه على الاستغاثة والاستنصار، فقال: لو حدثت أحداً لحدثتك (سير أعلام النبلاء:9-351).

 

10- عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال "كانوا يؤمرون أو كنا نؤمر أن نتعلم القرآن، ثم السنة، ثم الفرائض، ثم العربية الحروف الثلاثة، قال: قلنا: وما الحروف الثلاثة؟ قال: الجر والرفع والنصب"(الغريب للخطابي:1-61).

 

11- قال الجرمي: أنا منذ ثلاثين سنة أفتي الناس من كتاب سيبويه رحمه الله (الموافقات 4 – 83)، فلما بلغ المبرد هذا الكلام قال: لأن أبا عمر الجرمي كان صاحب حديث، فلما عرف كتاب سيبويه تفقه في الحديث، إذ كان كتاب سيبويه يتعلم منه النظر والتفتيش (كتاب سيبويه:1-5 عن مقالات العلانة الطناحي 2-438).

 

12- أشكل على عمر بن الخطاب رضي الله عنه معنى قوله تعالى: (أو يأخذهم على تخوف)[النحل:47] فقام في المسجد فسأل عنها فقام إليه رجل من هذيل فقال معناها: "على تنقص"؛ أي شيئاً فشيئاً، ودليله قول شاعرنا الهذلي يصف سرعة ناقته:

تخوف الرحل منها تامكا قردا *** كما تخوف عود النَّبْعة السَّفِن

 

أي: أخذ الرحل يحتك بسنام الناقة من سرعتها، حتى كاد ينقص كما يبري البحار عود السفينة بالسكين لينقص منها (مفاتيح العربية على متن الآجرومية - صفحة 16)

 

13- روى الخليلي في الإرشاد عن العباس بن المغيرة عن أبيه قال: "جاء عبدالعزيز الدراوردي في جماعة إلى أبي ليعرضوا عليه كتاباً، فقرأ لهم الدراوردي، وكان رديء اللسان يلحن، فقال أبي: ويحك يا دراوردي، أنت كنت إلى إصلاح لسانك قبل النظر في هذا الشأن أحوج منك إلى غير ذلك"(الإرشاد:1-302).

 

14- عن أيوب السختياني رحمه الله أنه كان إذا لحن قال: "أستغفر الله"(المحدث الفاصل:525).

 

15- قال عمرو بن العلاء لعمرو بن عبيد لما ناظره في مسألة خلود أهل الكبائر في النار، احتج ابن عبيد أن هذا وعد الله والله لا يخلف وعده -يشير إلى ما في القرآن من الوعيد على بعض الكبائر بالنار والخلود فيها- فقال ابن العلاء: من العجمة أُتيتَ، هذا وعيد لا وعد، قال الشاعر:

وإني وإن أوعدته أو وعدته *** لمخلف إيعادي ومنجز موعدي

(رسائل الشيخ عبداللطيف آل الشيخ:24)

 

16- كان بعض السلف يقول: "ربما دعوت فلحنت فأخاف ألا يستجاب لي"(الإيضاح في علل النحو:96).

 

17- جاء في تفسير ابن كثير عند قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ)[الأعراف:189]، قال أيوب: "سألت الحسن عن قوله (فمرت به) قال: لو كنت رجلاً عربياً لعرفت ما هي، إنما هي فاستمرت به"(تفسير ابن كثير).

 

18- حلَّ أبو يوسف القاضي على الرشيد ومعه الكسائي، وهما في مذاكرة وممازحة فقال:" يا أمير المؤمنين، إن هذا الكوفي قد غلب عليك! فقال: يا أبا يوسف، إنه ليأتيني بأشياء يشتمل عليها قلبي وتأخذ بمجامعه. فقال الكسائي: يا أبا يوسف هل لك في مسألة؟! فقال: في نحوٍ أو فقه؟ قال: بل في فقه. فضحك الرشيد وقال: تُلقي على أبي يوسف الفقه! قال: نعم. قال: يا أبا يوسف، ما تقول في رجل قال لزوجه: أنتِ طالقٌ ان دخلتِ الدار؟ قال: إذا دخلت طلقت. قال: أخطأتَ يا أبا يوسف! فضحك الرشيد ثم قال: كيف الصواب؟ فقال: إذا قال (أنْ) وجب الفعل ووقع الطلاق، دخلت الدار بعد أو لم تدخل، وإن قال (إنْ) بالكسر لم يجب ولم يقع الطلاق حتى تدخل الدار"(ﺣﺪﺍﺋﻖ ﺍﺑﻦ ﻋﺎﺻﻢ:٣٧٤).

الاشعار

1- قال أحدهم:

النَّحْوُ يَبْسُطُ مِنْ لِسَانِ الْأَلْكَنِ *** وَالْمَرْءُ تُكْرِمُهُ إِذَا لَمْ يَلْحَنِ

وَإِذَا طَلَبْتَ مِنَ الْعُلُومِ أَجَلَّهَا *** فَأَجَلُّهَا عِنْدِي مُقِيمُ الْأَلْسُنِ

(الوافي بالوفَيَات؛ للصفدي:3-168)

قال الشيخ بكر أبو زيد: "والجلالة هنا -يعني في قوله: فأجلُّها- نسبيةٌ إلى علومِ الآلة، والله أعلم".

 

2- قال الشاعر عبدالرحمن العشماوي في وصف من يلحن في لفظه:

يلقي على المرفوع صخرة جهله *** فيصير تحت لسانه مجرورا

وينال من لغة الكتاب تذمرا *** منها ويكتب في الفراغ سطورا

ورأيت مبهورا بذلك كله *** فرحمت ذاك الجاهل المغرورا

وعلمت أن العقل فينا قسمة *** والله قدر أمرنا تقديرا

 

3- قال الحكم بن عبدل الأسدى يهجو به حاجب عبد الملك بن بشير بن مروان والي البصرة ليحمل الأمير على إقالته:

ليت الأمير أطاعني فشفيته *** من كل من يكفي القصيد ويلحن

(الحيوان1/249)

 

4- قال أحدهم:

لغة إذا وقعت على أسماعنا *** كانت لنا بردا على الأكباد

ستظل رابطة تؤلف بيننا *** فهي الرجاء لناطق بالضاد

الحكم

1- قال الشعبي: "النحو كالملحِ في الطعام لا يُستغنى عنه"(الجامع للخطيب:2-8).

 

2- روى أبو نعيم في رياضةِ المتعلِّمين عن ابن شبرمة، قال: "زين الرِّجال النحو، وزين النِّساء الشَّحم"(الغريب للخطابي1-61).

 

3- عن شعبة قال: "من طلب الحديث ولم يبصر العربية كمثل رجل عليه برنس وليس له رأس"(الجامع:2-26)

 

4- عن حماد بن سلمة قال: "مثل الذي يطلب الحديث ولا يعرف النحو مثل الحمار عليه مخلاة ولا شعير فيها"(الجامع:2-27).

 

5- من أقدم النصوص التي ورد فيها اللحن بمعنى الخطأ في الكلام ما نسب إلى عبد الملك بن مروان وهو قوله: "الإعراب جمال للوضيع، واللحن هجنة على الشريف"(العقد الفريد:2-479).

 

6- قيل لعبد الملك بن مروان: "أسرع إليك الشيب قال: شيبني صعود المنابر والخوف من اللحن"(الفخري في الآداب السلطانية:5-112).

 

7- قال غوستان لوبون: "إذا استعبدت أمة ففي يدها مفتاح حبسها ما احتفظت بلغتها"(الفصحى لغة القرآن؛ للجندي:255).

 

متفرقات

1- قال ابن كثير عند قوله تعالى: (وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ * فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ) قال:"أنه لو نزل على رجل من الأعاجم ممن لا يدري من العربية كلمة وأنزل عليه هذا الكتاب ببيانه وفصاحته لا يؤمنون به"(تفسير ابن كثير).

 

2- قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسير هذه الآية: "(فقد جاءكم من الله) على لسان محمد -صلى الله عليه وسلم- النبي العربي قرآن عظيم فيه بيان للحلال والحرام وهدى لما في القلوب ورحمة من الله لعباده الذين يتبعونه ويقتفون ما فيه"(تفسير ابن كثير).

 

3- قال ابن كثير -رحمه الله- عند قوله تعالى: (فإنما يسرناه بلسانك) قال: "أي إنما يسرنا هذا القرآن الذي أنزلناه سهلا واضحا بينا جليا بلسانك الذي هو أفصح اللغات وأجلاها وأحلاها وأعلاها"(تفسير ابن كثير).

 

4- يقول ابن جني: "إن اللغة العربية لغـة نبيك التي فضلها الله عز وجل على سائر اللغات، وفَرَعَ بها فيه سامي الدرجات"(المحتسب:1-32).

 

5- "وما من لغة تستطيع أن تطاول اللغة العربية في شرفها؛ فهي الوسيلة التي اختيرت لتحمل رسالة الله النهائية، وليست منزلتها الروحية هي وحدها التي تسمو بها على ما أودع الله في سائر اللغات من قوة وبيان، أما السَّعة فالأمر فيها واضح، ومَن يتبع جميع اللغات لا يجد فيها - على ما سمعته - لغةً تضاهي اللغة العربية"(الجندي، أنور، الفصحى لغة القرآن:306).

 

6- يقول الفارابي: "هذا اللسان كلام أهل الجنة، وهو المنزَّه من بين الألسنة من كل نقيصة، والمُعلَّى من كل خسيسة، والمهذب من كل ما يستهجن أو يستشنع، فبنى مباني باين بها جميع اللغات؛ من إعراب أوجده الله له، وتأليف بين حركة وسكون حلاَّه به"(ينظر: السيوطي، جلال الدين، المزهر:1-272).

 

7- يقول الثعالبي في مقدمة: "مَن أحب الله تعالى، أحب رسوله محمدًا، ومن أحب الرسول العربي أحب العرب، ومن أحب العرب أحب العربية، ومن أحب العربية عُنِيَ بها، وثابر عليها، وصرف همته إليها، ومن هداه الله للإسلام، وشرح صدره للإيمان، وآتاه حسن سريرة فيه، اعتقد أن محمدًا خير الرسل، والعرب خير الأمم، والعربية خير اللغات والألسنة، والإقبال على تفهمها من الديانة؛ إذ هي أداة العلم، ومفتاح التفقه في الدين، وسبب إصلاح المعاش والمعاد، ولو لم يكن في الإحاطة بخصائصها، والوقوف على مجاريها ومصارفها، والتبحر في جلائلها ودقائقها، إلا قوة اليقين في معرفة إعجاز القرآن، وزيادة البصيرة في إثبات النبوة التي هي عمدة الإيمان، لكفى بهما فضلاً يحسن فيهما أثره، ويطيب في الدارين ثمره"(ينظر: مقدمة كتابه فقه اللغة وسر العربية).

 

8- قال ابن تيمية رحمه الله: "اعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيرًا قويًّا بينًا... وأيضًا فإن نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ثم منها ما هو واجب على الأعيان، ومنها ما هو واجب على الكفاية"(اقتضاء الصراط المستقيم:207).

 

9- قال ابنُ خلدون: "فلمَّا جاء الإسلامُ، وفارقوا الحجاز... وخالطوا العجمَ - تغيرت تلك الملكةُ بما ألقى إليها السَّمعُ من المخالفاتِ التي للمستعربين من العجم؛ والسمع أبو الملكات اللسانية؛ ففسدت بما أُلقي إليها مما يغايرها لجنوحِها إليه باعتبارِ السمع، وخشي أهلُ الحلوم منهم أن تفسدَ تلك الملكة رأسًا بطولِ العهد؛ فينغلق القرآنُ والحديث على الفهوم، فاستنبطوا من مجاري كلامِهم قوانين لتلك الملكة مطَّردة شبه الكليات والقواعد، يقيسون عليها سائرَ أنواعِ الكلام، ويلحقون الأشباه منها بالأشباه"(مقدمة ابن خلدون:426).

 

10- قال ابن فارس: "فلما خَصَّ - جل ثناؤه - اللسانَ العربيَّ بالبيانِ، عُلِمَ أن سائر اللغات قاصرةٌ عنه، وواقعة دونه"(الصاحبي في فقه اللغة:1-4).

 

11- قال السيوطي: "... لأنَّا لو احتجنا إلى أنْ نعبر عن السيفِ وأوصافه باللغةِ الفارسية، لما أمكننا ذلك إلا باسمٍ واحد؛ ونحن نذكرُ للسيفِ بالعربية صفاتٍ كثيرة، وكذلك الأسد والفرس وغيرهما من الأشياءِ المسميات بالأسماء المترادفة، فأين هذا من ذاك؟! وأين سائرُ اللغات من السَّعةِ ما للغةِ العرب؟! هذا ما لا خفاءَ به على ذي نُهية"(المزهر:1-321).

 

12- قال شيخُ الإسلام عن سببَ قول عمر -رضي الله عنه-: "تفقهوا في السنةِ، وتفقهوا في العربية"؛ حيث قال: "لأنَّ الدِّينَ فيه فقهُ أقوال وأعمال، ففقه العربية هو الطريقُ إلى فقه الأقوال، وفقه الشريعة هو الطريقُ إلى فقه الأعمال"(اقتضاء الصراط المستقيم:1-425).

 

13- قال ابن سلام: "وكان أبو الأسود أول من استن العربية، وفتح بابها، وأنهج سبيلها ووضع القياس"(طبقات فحول الشعراء:1-12).

 

14- قال شيخ الإسلام ابن تيميّة: "فإنّ اللسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميّزون"(اقتضاء الصراط المستقيم:203).

 

15- قال شيخ الإسلام ابن تيميّة: "معلومٌ أنّ تعلمَ العربية وتعليمَ العربية فرضٌ على الكفاية، وكان السلف يؤدّبون أولادهم على اللحن، فنحن مأمورون أمرَ إيجابٍ أو أمرَ استحبابٍ أن نحفظ القانون العربي، ونُصلح الألسن المائلة عنه، فيحفظ لنا طريقة فهم الكتاب والسنّة، والاقتداء بالعرب في خطابها، فلو تُرك الناس على لحنهم كان نقصاً وعيباً"(مجموع الفتاوى:32-252).

 

16- قال شيخ الإسلام ابن تيميّة: "اعلم أنّ اعتياد اللغة يؤثر في العقلِ والخلقِ والدينِ تأثيراً قويّاً بيّناً، ويؤثر أيضاً في مشابهةِ صدرِ هذه الأمّةِ من الصحابةِ والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقلَ والدينَ والخلقَ، وأيضاً فإنّ نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرضٌ واجبٌ، فإنّ فهم الكتاب والسنّة فرضٌ، ولا يُفهم إلاّ بفهم اللغة العربية، وما لا يتمّ الواجب إلاّ به فهو واجب"(اقتضاء الصراط المستقيم:207).

 

17- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فإن الله لما أنزل كتابه باللسان العربي وجعل رسوله مبلغاً عنه الكتاب والحكمة بلسانه العربي، وجعل السابقين إلى هذا الدين متكلمين به لم يكن سبيل إلى ضبط الدين ومعرفته إلا بضبط هذا اللسان، وصارت معرفته من الدين، وصار اعتياد التكلم به أسهل على أهل الدين في معرفة دين الله وأقرب إلى شعائر الدين وأقرب إلى مشابهتهم للسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار في جميع أمورهم، ولذلك كان أهل بلاد فارس أقرب العجم إلى فهم الدين لقرب لغتهم من اللغة العربية. ونلاحظ أنه لم ينبغ منهم نابغة في العلم إلا بعد تعلمه اللسان العربي"(اقتضاء الصراط المستقيم:162).

 

18- قال الشافعي رحمه الله: "من جهل هذا من لسانها وبلسانها نزل الكتاب وجاءت السنة فتكلف القول في علمها تكلف ما يجهل بعضه ومن تكلف ما جهل وما لم تثبته معرفته كانت موافقته للصواب إن وافقه من حيث لا يعرفه غير محمودة والله أعلم وكان بخطئه غير معذور وإذا ما نطق فيما لا يحيط علمه بالفرق بين الخطأ والصواب فيه"(الرسالة:٥٣).

 

19- قال الشاطبي -رحمه الله-: "وعلى الناظر في الشريعة والمتكلم فيها أصولاً وفروعاً أمران:

أحدهما: ألا يتكلم في شيء من ذلك حتى يكون عربياً أو كالعربي في كونه عارفاً باللسان العربي، بالغاً فيه مبلغ العرب" ثم قال الشاطبي معقبا على كلام الشافعي السابق: "وما قاله حق، فإن القول في القرآن والسنة بغير علم تكلف، وقد نهينا عن التكلف، وقد قال صلى الله عليه وسلم:" حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا"، لأنهم إذا لم يكن لهم لسان عربي يرجعون إليه في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم رجع إلى فهمه الأعجمي وعقله المجرد عن التمسك بدليل يضل عن الجادة، قال الحسن البصري رحمه الله:" أهلكتهم العجمة يتأولونه على غير تأويله". ثانيهما: إذا أشكل عليه شيء فإنه يسأل أهل العربية"(الاعتصام:2-297).

 

20- قال الشافعي -رحمه الله-: "من تبحر في النحو اهتدى إلى كل العلوم"، وقال أيضاً: "لا أسأل عن مسألة من مسائل الفقه إلا أجبت عنها من قواعد النحو"(شذرات الذهب لابن العماد:231).

 

21- قال الشافعي أيضاً: "ما أردت بها -يعني علوم العربية- إلا الاستعانة على الفقه"(سير أعلام النبلاء:1-75).

 

22- قال الإمام الشافعي -رحمه الله-: "وما ازداد -أي المتفقه- من العلم باللسان الذي جعله الله لسان من ختم به نبوته وأنزل به آخر كتبه كان خيراً له"(الرسالة:49).

 

23- ذكر بعض العلماء أن معرفة متون مختصرة في علوم العربية تكفي للمجتهد وفيه ما فيه، قال الشوكاني رحمه الله: "ومن جعل المقدار المحتاج إليه في هذه الفنون هو معرفة مختصر من مختصراتها أو كتاب متوسط من المؤلفات الموضوعة فيها فقد أبعد، بل الاستكثار من الممارسة لها، والتوسع في الاطلاع على مطولاتها مما يزيد المجتهد قوة في البحث، وبصراً في الاستخراج، وبصيرة في حصول مطلوبه. والحاصل أنه لا بد أن تثبت له الملكة القوية في هذه العلوم، وإنما تثبت هذه الملكة بطول الممارسة، وكثرة الملازمة لشيوخ هذه الفنون"(إرشاد الفحول:2/1031-1032).

 

24- قال الشاطبي -رحمه الله-: "وإذا فرضنا مبتدئاً في فهم العربية فهو مبتدئ في فهم الشريعة، أو متوسطاً فهو متوسط في فهم الشريعة، والمتوسط لم يبلغ درجة النهاية، فإذا انتهى إلى الغاية في العربية كان كذلك في الشريعة، فكان فهمه فيها حجة، كما كان فهم الصحابة وغيرهم من الفصحاء الذين فهموا القرآن حجةً، فمن لم يبلغ شأوه فقد نقصه من فهم الشريعة بمقدار التقصير عنهم، وكل من قصر فهمه لم يكن حجة، ولا كان قوله مقبولاً"(الموافقات:4-83).

 

25- قال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله:"لا بُدّ في تفسير القرآن والحديث من أن يُعرَف ما يدلّ على مراد الله ورسوله من الألفاظ، وكيف يُفهَم كلامُه، فمعرفة العربية التي خُوطبنا بها ممّا يُعين على أن نفقه مرادَ اللهِ ورسولِه بكلامِه، وكذلك معرفة دلالة الألفاظ على المعاني، فإنّ عامّة ضلال أهل البدع كان بهذا السبب، فإنّهم صاروا يحملون كلامَ اللهِ ورسولِه على ما يَدّعون أنّه دالٌّ عليه، ولا يكون الأمر كذلك"(الإيمان:111).

 

26- قال ابن قيّم الجوزيّة رحمه الله: "وإنّما يعرف فضل القرآن مَنْ عرف كلام العرب، فعرف علم اللغة وعلم العربية، وعلم البيان، ونظر في أشعار العرب وخطبها ومقاولاتها في مواطن افتخارها، ورسائلها"(الفوائد المشوق إلى علوم القرآن:7).

 

27- قال مالك رحمه الله: "لا أوتى برجل غير عالم بلغة العرب يفسر كتاب الله إلا جعلته نكالاً"(محيط المحيط:1-17).

 

28- قال ابن الصلاح: "وحق على طالب الحديث أن يتعلم من النحو واللغة ما يتخلص به من شين اللحن والتحريف ومعرتهما"(المقدمة:400).

 

29- قال الحافظ أبو الحجّاج يوسف ابن الزكي المِزِّي في مقدمة كتابه تهذيب الكمال: "ينبغي للناظر في كتابنا هذا أن يكون قد حصل طرفاً صالحاً من علم العربية، نحوها ولغتها وتصريفها، ومن علم الأصول والفروع، ومن علم الحديث والتواريخ وأيام الناس"(تهذيب الكمال في أسماء الرجال:1-24).

 

30- نقل عن الرحبي أنه قال: سمعت بعض أصحابنا يقول: "إذا كتب لحَّان، فكتب عن اللحان لحَّان آخر، فكتب عن اللحان لحَّان آخر صار الحديث بالفارسية"(الجامع للخطيب:2-8).

 

31- قال ابن فارس رحمه الله: "وقد كان الناس قديماً يجتنبون اللحن فيما يكتبونه أو يقرأونه اجتنابهم بعض الذنوب، فأما الآن فقد تجوزوا حتى إن المحدث يحدث فيلحن والفقيه يؤلف فيلحن فإذا نبها قالا: ما ندري ما الإعراب وإنما نحن محدثون وفقهاء فهما يسران بما يساء به اللبيب. ولقد كلمت بعض من يذهب بنفسه ويراها من فقه الشافعي بالرتبة العليا في القياس فقلت له: ما حقيقة القياس ومعناه؟ ومن أي شيء هو؟ فقال: ليس علي هذا، وإنما علي إقامة الدليل على صحته. فقلَّ الآن في رجل يروم إقامة الدليل على صحة شيء لا يعرف معناه، ولا يدري ما هو. ونعوذ بالله من سوء الاختيار"(التعالم:66).

 

32- ذكر الشافعيِّ أَنّ على الخاصَّة الّتي تقومُ بكفاية العامة فيما يحتاجون إليه لدينهم الاجتهاد في تعلّم لسان العرب ولغاتها، التي بها تمام التوصُّل إلى معرفة ما في الكتاب والسُّنن والآثار، وأقاويل المفسّرين من الصحابة والتابعين، من الألفاظ الغريبة، والمخاطباتِ العربيّة، فإنّ من جَهِلَ سعة لسان العرب وكثرة ألفاظها، وافتنانها في مذاهبها جَهِلَ جُملَ علم الكتاب، ومن علمها، ووقف على مذاهبها، وفَهِم ما تأوّله أهل التفسير فيها، زالت عنه الشبه الدَّاخلةُ على من جَهِلَ لسانها من ذوي الأهواء والبدع (التهذيب؛ للأزهري:1-5 المقدمة).

 

33- قال العلامة الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله: "احذر اللحن.. ابتعد عن اللحن في اللفظ والكتب، فإن عدم اللحن جلالة، وصفاء ذوق ووقوف على ملاح المعاني لسلامة المباني"(حلية طالب العلم:104).

 

34- قال ابن جني: "إن أكثر من ضل من أهل الشريعة عن القصد فيها وحاد عن الطريقة المثلى إليها، فإنما استهواه واستخف حلمه ضعفُه في هذه اللغة الكريمة الشريفة التي خوطب الكافة بها"(الخصائص:3-245).

 

35- من أمثلة التفاسير الخاطئة المبنية على الجهل بالعربية قول من زعم أنه يجوز للرجل نكاح تسع حرائر مستدلاً بقوله تعالى: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ)[النساء:3] فالمجموع تسع نسوة، قال الشاطبي: ولم يشعر بمعنى فُعال ومفعل وأن معنى الآية: فانكحوا إن شئتم اثنتين اثنتين أو ثلاثاً ثلاثاً أو أربعاً أربعاً

ومن ذلك قول من قال إن المحرم من الخنزير إنما هو اللحم، وأما الشحم فحلال؛ لأن القرآن إنما حرم اللحم دون الشحم، ولو عرف أن اللحم يطلق على الشحم بخلاف الشحم فلا يطلق على اللحم لما قال ما قال (الاعتصام:304)

 

36- هناك من استدل في حديث:" لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر، يقلب الليل والنهار"، بأن فيه مذهب الدهرية وهذا جهل، فإن المعنى لا تسبوا الدهر إذا أصابتكم مصائب ولا تنسبوها إليه فإن الله هو الذي أصابكم فإنكم إذا سببتم الدهر وقع السب على الفاعل لا على الدهر (فتح المجيد:358).

 

37- قال الشاطبي -رحمه الله-: "فقد ظهر بهذه الأمثلة كيف يقع الخطأ في العربية في كلام الله سبحانه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن ذلك يؤدي إلى تحريف الكلم عن مواضعه، والصحابة رضوان الله عليهم براء من ذلك لأنهم عرب لم يحتاجوا في فهم كلام الله تعالى إلى أدوات ولا تعلم. ثم من جاء بعدهم ممن هو ليس بعربي اللسان تكلف ذلك حتى علمه"(الاعتصام:304).

 

38- قال ابن تيمية: "وما ذكرنا من حكم اللسان العربي وأخلاق العرب يثبت لمن كان كذلك، وإن كان أصله فارسياً، وينتفي عمن لم يكن كذلك وإن كان أصله هاشمياً"(اقتضاء الصراط المستقيم:168).

 

39- قال أبو بكر الزبيدي: "ولم تزل العرب تنطق على سجيتها في صدر إسلامها وماضي جاهليتها، حتى أظهر الله الإسلام على سائر الأديان، فدخل الناس فيه أفواجا، وأقبلوا إليه أرسالا، واجتمعت فيه الألسنة المتفرقة، واللغات المختلفة، ففشا الفساد في اللغة العربية، واستبان منه الإعراب الذي هو حليها، والموضح لمعانيها، فتفطن لذلك من نافر بطباعه سوء أفهام الناطقين من دخلاء الأمم بغير المتعارف من كلام العرب، فعظم الإشفاق من فشو ذلك وغلبته حتى دعاهم الحذر من ذهاب لغتهم وفساد كلامهم إلى أن سببوا الأسباب في تقييدها لمن ضاعت عليه، وتثقيفها لمن زاغت عنه"(طبقات النحويين واللغويين:11).

 

40- قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- بعد أن ذكر إجماع أهل السنة والجماعة على أن جنس العرب أفضل من جنس العجم،  عبرانيهم وسريانيهم وروميهم وفرسيهم وساق الأدلة على ذلك ثم قال: "وسبب هذا الفضل والله أعلم ما اختصوا به في عقولهم وألسنتهم وأخلاقهم وأعمالهم. وذلك أن الفضل: إما بالعلم النافع، وإما بالعمل الصالح، والعلم له مبدأ وهو: قوة العقل الذي هو الفهم والحفظ، وتمام، وهو: قوة المنطق، الذي هو البيان والعبارة. والعرب هم أفهم من غيرهم، وأحفظ وأقدر على البيان والعبارة. ولسانهم أتمّ الألسنة بياناً وتمييزاً للمعان، جمعاً وفرقاً، يجمع المعاني الكثيرة في اللفظ القليل، إذا شاء المتكلم الجمع، ثم يميز بين كل شيئين مشتبهين بلفظ آخر مميز مختصر"(اقتضاء الصراط المستقيم:١-٤٤٧).

 

41- قال أحد الحكام الفرنسيين في الجزائر: "إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرؤون القرآن ويتكلمون العربية، فيجب أن نزيل القرآن من وجودهم، وأن نقتلع العربية من ألسنتهم"(آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي:1-7).

 

42- قال الثعالبي: "إن من أحب الله أحب رسوله المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، ومن أحب النبي أحب العرب، ومن أحبَّ العرب أحب اللغة العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب، ومن أحب العربية عني بها وثابر عليها، وصرف همّته إليها"(فقه اللغة وسرّ العربية:15).

 

43- قال الرافعي: "اللغة هي صورة وجود الأمة بأفكارها ومعانيها وحقائق نفوسها ، وجودًا متميزًا قائمًا بخصائصه ؛ فهي قومية الفكر، تتحد بها الأمة في صور التفكير وأساليب أخذ المعنى من المادة ؛ والدقة في تركيب اللغة دليل على دقة الملكات في أهلها ، وعمقها هو عمق الروح ودليل الحس على ميل الأمة إلى التفكير والبحث في الأسباب والعلل ، وكثرة مشتقاتها برهان على نزعة الحرية وطموحها ؛ فإن روح الاستعباد ضيق لا يتسع ، ودأبه لزوم الكلمة والكلمات القليلة.

وإذا كانت اللغة بهذه المنزلة ، وكانت أمتها حريصة عليها ، ناهضة بها ، متسعة فيها ، مُكبرة شأنها ، فما يأتي ذلك إلا من كون شعبها سيد  ومحقق وجوده ، ومستعمل قوته ، والآخذ بحقه ، فأما إذا كان منه التراخي والإهمال وترك اللغة للطبيعة السوقية، وإصغار أمرها ، وتهوين خطرها ، وإيثار غيرها بالحب والإكبار ؛ فهذا شعب خادم لا مخدوم ، تابع لا متبوع ، ضعيف عن تكاليف السيادة  ، لا يطيق أن يحمل عظمة ميراثه ، مجتزئ ببعض حقه ، مكتفٍ بضرورات العيش ، يوضع لحكمه القانون الذي أكثره للحرمان وأقله للفائدة التي هي كالحرمان

 

لا جرم كانت لغة الأمة هي الهدف الأول للمستعمرين ؛ فلن يتحول الشعب أول ما يتحول إلا من لغته ؛ إذ يكون منشأ التحول من أفكاره وعواطفه وآماله ، وهو إذا انقطع من نسب لغته انقطع من نسب ماضيه ، ورجعت قوميته صورة محفوظة في التاريخ ، لا صورة محققة في وجوده ؛ فليس كاللغة نسب للعاطفة والفكر حتى أن أبناء الأب الواحد لو اختلفت ألسنتهم فنشأ منهم ناشئ على لغة ، ونشأ الثاني على أخرى ، والثالث على لغة ثالثة ، لكانوا في العاطفة كأبناء ثلاثة آباء .

وقد استشعر هذا الخطر كثير من الدول ففرضت قيوداً صارمة من اجل الحفاظ على الكيان اللغوي من التشظي والذوبان والتماهي في كيانات أخرى واتخذت خطوات إيجابية للمحافظة على لغتها ؛ منها :

جعلها لغة للتخاطب والحديث في كل شئون الحياة .

 

تشكيل مؤسسات علمية لرعاية اللغة ومتابعة المتكلمين بها ، وبحث ما يعترضهم من مشكلات .

 

توجيه وسائل الإعلام للمحافظة على اللغة وعدم استخدام المستويات الهابطة منها .

 

فعلينا -أبناء اللغة العربية- توخي الحذر من محاولات إضعاف لغتنا العربية. وما ذلت لغة شعب إلا ذل، ولا انحطت إلا كان أمره في ذهاب وإدبار؛ ومن هنا يفرض الأجنبي المستعمر لغته فرضاً على الأمة المستعمرة، ويشعرهم عظمته فيها ؛ فيحكم عليهم أحكاماً ثلاثة في عمل واحد : أما الأول فحبس لغتهم في لغته سجناً مؤبداً ؛ وأما الثاني فالحكم على ماضيهم محواً ونسياناً؛ وأما الثالث فتقييد مستقبلهم في الأغلال التي يصنعها؛ فأمرهم من بعده لأمره تبع"(وحي القلم:26-27).

 

44- قال محمد الغزالي: "ولا أعني بالعربي دما مخصوصا، بل أعني كل متحدث بالعربية، منتسب لأمتها، معتنق لرسالتها، أو مسالم لهذه الرسالة، غير مشاق لأهلها، ولا متول لأعدائها. فمن أعوزته هذه المواهب، ولو ولد في بطحاء مكة؛ فليس بأهل للعروبة. ومن استجمعها من الزنوج فهو عربي أصيل لا يعيبه لون ولا يؤخره جنس.

 

وقد قامت الأمة الإسلامية منذ العصور الأولى على جعل الاستعراب موردا لا يغيض في إمدادها بالحياة والنماء، لا في دينها فحسب، بل في أدبها من شعر ونثر. فنبغ في علوم الدين وفنون الأدب جم غفير من الأعاجم، وتولى مناصب الفتوى والقضاء والإدارة والحكم رجال منهم كثير"(ظلام الغرب:56).

 

45- قال محمد الغزالي: "وأعداء هذا الدين يدركون أن إضاعة العربية، وإماتة آدابها، وإفناء مميزاتها، وإنشاء أخلاف متنكرين لتراثهم وتاريخهم هو الخطوة الخطيرة نحو إضاعة الإسلام نفسه، وتضييع كتابه وإلحاق أمته كلها بمن باد واختفى من الأقدمين الهالكين"().

 

46- يشترط في من يريد التفقه في الدين أن يعلم كل ما يعينه في فهم نصوص الوحيين من علوم النحو والصرف والغريب والتراكيب العربية. وقد شرطه الجماهير من الأصوليين كالشافعي والغزالي والجويني والآمدي والقرافي والفتوحي والطوفي والشوكاني وغيرهم بل نجد ابن حزم رحمه الله يصرح بوجوب تعلم النحو للمفتي، حتى لا يقع في الخطأ وإضلال الناس جراء الفهم السقيم للنصوص (كما في كتاب إبطال الاستحسان في خاتمة الأم 7-274، والرسالة:509-511، والمستصفى:2-352، والبرهان 2/869-870، وفواتح الرحموت 2-363 وشرح الكوكب المنير:4-581، والإحكام:4-170، والذخيرة:137، وشرح مختصر الروضة:3-581، وإرشاد الفحول:2-1031، والمهذب:5-2325).

 

عن مالك بن أنس إمام دار الهجرة قوله: "الإعراب حلي اللسان؛ فلا تمنعوا ألسنتكم حليها"(طبقات النحويين واللغويين:13).

 

47- لمحة تاريخية

تباينت آراء المؤرخين حول عمر اللغة العربية وإذا ما كانت هي أصل اللغات أم أحد فروعها فقط، ومن أبرز ما ورد في هذا الشأن أن اللغة العربية كانت موجودة من قبل وجود العرب، كما تعتبر اللغة العربية لغة آدم عليه السلام في الجنة.

 

بينما ذهب البعض إلى القول بأن أول من فتق لسانه عنها وسميت نسبة إلى اسمه هو يعرب بن قحطان، ومن الجدير بالذكر أن يعرب وقبيلته المعروفة باسم قحطان قد سكنوا شمال الجزيرة العربية، حيث وجدت في هذه المنطقة بعض الكتابات القديمة بعدة لغات مختلفة عن اللغة العربية من حيث القواعد والبناء، بينما ذهب البعض الآخر إلى القول أن سيدنا إسماعيل عليه السلام يعد من أول الأنبياء التي جرت في لسانهم اللغة العربية.

 

وقد رويت العديد من الأحاديث النبوية في هذا الشأن لكن لم نصل إلى صحة سندها.

 

والرأي السائد لدى قدماء علماء اللغة أن نشأة اللغة العربية قد ارتبطت من حيث التاريخ بظهور الشعر الجاهلي، وكان ذلك في القرن السادس الميلادي، ووفقاً لنصوص القرآن الكريم كان ذلك في القرن السابع الميلادي.

 

ولهذا فمن الراجح أنها ولدت زمن دعوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في قريش، حيث كانت باللغة العربية، وتعتبر نصوص القرآن الكريم من أقدم النصوص العربية.

 

كما أصبحت اللغة العربية بعد ذلك لغة التراث العربي الإسلامي، وهي اللغة العربية المعروفة في وقتنا الحاضر في الهيئات والمؤسسات التعليمية (ليلى جبريل: موقع ملزمتي).

 

48- اللهجات العربية

اختلفت اللهجات العربية وتعددت في عصر ما قبل الإسلام، حيث كان العدنانيين والقحطانيين والحميريين لهجات مختلفة فيما بينهم، حيث كان الاختلاف في طبيعة الأسلوب والمفردات والتراكيب.

 

لكن كانت هناك لهجة موحدة وكانت هي المعتمدة في كتابة القصائد والمواثيق والعهود، وقد أخذت هذه اللهجة في الاستمرار حتى في عصر ما بعد ظهور الإسلام، وهي التي نزل بها القرآن الكريم وكانت اللغة المشتركة تعرف باللهجة الموحدة وهي اللغة التي استخدمتها قريش، ونذكر على سبيل المثال من لهجات العرب لهجة تغلب وأسد وتميم وقبائل اليمن وقيس (ليلى جبريل: موقع ملزمتي).

 

49- أبواب وعلوم اللغة العربية

 

للغة العربية عدة أبواب ويعد كل باب بمثابة علم مستقل بذاته يتفرد من حيث فروعه ومعجمه، وكذلك علمائه ولكل باب وظيفته التي تساهم في فهم ونقد النص العربي أو بنائه هذا وتنقسم علوم اللغة العربية إلى ما يأتي:

 

أولًا: علم اللغة

وهو العلم الذي يختص بالمفردات من حيث جوهرها وأصلها وكذلك تطورها التاريخي، بالإضافة إلى ذلك مطابقة المعاني لمدلولاتها، وأيضًا الوقوف على كلام العرب وبحث طريقتهم من حيث بناء الخطاب اللغوي وكذلك تبيان المعاني وتعلم التفنن في الحديث والكلام.

 

ثانيًا: علم النحو

وهو العلم الذي يختص بدراسة وتحديد أساليب تشكيل الجمل بالإضافة إلى قواعد الإعراب ودراسة وتحليل صفات وسمات كل كلمة في التركيب اللغوي، سواء كانت هذه السمات عبارة عن أحكام نحوية مثل الإعراب والبناء والتأخير والتقديم أو كانت هذه السمات خصائص نحوية مثل الفاعلية والابتداء والظرفية.

 

ثالثًا: علم البلاغة

وهو العلم الذي يختص ببحث ودراسة المعاني المستفادة من الأسلوب الأدبي واللغوي. وينقسم علم البلاغة إلى ثلاثة فروع وهى علم المعاني وعلم البديع وعلم البيان.

 

رابعًا: علم العروض والقوافي

وهو العلم المختص ببحث ودراسة أوزان الشعر العربي. وقد قام بوضع علم العروض العالم اللغوي الخليل الفراهيدي.

 

خامسًا: علم الاشتقاق

وهو العلم المختص باقتطاع أو أخذ بعض كلمات من كلمات أخرى، بتغيير بسيط على حروفها مع الاحتفاظ بتصريف الكلمات الأصلية.

 

على سبيل المثال اشتقاق اسم الفاعل من المصدر الصريح، ويعتبر أول من أفرد تصنيف كامل قام فيه بتناول أسس وضوابط هذا العلم هو بن دريد وقد تضمن الكثير من مسائله.

 

سادسًا: علم التصريف

وهو العلم المختص ببحث ودراسة بنية الكلمة وما قد يطرأ عليها من تغيير اشتقاقي يفيد معاني مختلفة، ويحدث هذا التغيير نتيجة لأسباب معنوية أو لفظية.

 

سابعا: علم قوانين الكتابة

وهو العلم الذي يختص برسم ونقش الحروف ووضع القلم، بالإضافة إلى الجانب الذي يبتدئ منه الكتابة، وقد تناول صبح الأعشى بابًا مفصلاً بحث فيه كل ما يتعلق بعلم الإنشاء.

 

ثامنًا: علم قوانين القراءة

وهو العلم الذي يختص بتصنيف وتمييز العلامات المرسومة للحروف المشتركة في السطور فيما بينها في الصور، وما يتشابه من أشكال ونقط وعلامات القطع والوصل والإدغام والمد والقصر.

 

تاسعًا: علم إنشاء الرسائل والخطب

وهو العلم الذي يختص ببحث ودراسة القوالب الفنية المستخدمة في إنشاء النثر الفني والمتفرع عنه فن إنشاء الرسائل والخطب.

 

عاشرًا: علم المحاضرات

وهو العلم الذي يختص بتحصيل ملكة إيجاد كلام يناسب المقام وفقاً لصحة المعاني ودقة التراكيب، وهدفه الاحتراز وتجنب الوقوع في الخطأ أثناء الكلام حسب ما يفرضه مقام التخاطب على المتكلم.

(ليلى جبريل: موقع ملزمتي)

 

50- خصائص اللغة العربية

تتميز اللغة العربية بأنها متعددة الخصائص التي تجعلها فريدة عن غيرها من اللغات:

 

* مرونة الاشتقاق والجذور المتناسقة:

حيث تعتبر كل كلمة جذراً أصلياً.

 

* الإعراب:

ويعد من أهم عناصر اللغة العربية وأبرز خصائصها ويقصد به تغيير الحالة النحوية للكلمة، وذلك بعد تغير ما يدخل عليها من عوامل وتكمن أهمية الإعراب في نقل المفاهيم والأفكار والتعبير عن الذات بالإضافة إلى دفع الغموض وفهم المراد (ليلى جبريل: موقع ملزمتي).

 

* الاشتقاق:

ويعتبر أحد خصائص اللغة العربية النادرة ويعد المادة الأصلية التي ينقسم عنها فروع المعاني والكلمات.

 

* الترادف والتضاد:

حيث يعتبر كلاً من الترادف والتضاد أهم مظاهر اللغة العربية، ونعني بالترادف تلك الحالة التي يطلق فيها ألفاظ متعددة للمعنى الواحد، أم التضاد فيعني دلالة اللفظ الواحد على معنيين متضادين على سبيل المثال النهار والليل.

 

* الأصوات:

حيث بلغت اللغة العربية حد الكمال والإعجاز خصوصاً فيما يتعلق بالأصوات بالإضافة إلى ذلك، فهي لن تتعرض إلى ما أصاب اللغات الأخرى من سقم وانحدار داخلي. حيث ظلت اللغة العربية محتفظة بجميع المقومات الصوتية وتعد مخارج الحروف وصفاتها المحسنة دليل على الأصوات، على سبيل المثال الانفتاح والإطباق والتفخيم والترقيق والقلقلة واللين والغنة والهمس والجهر والاستعلاء والاستفعال والشدة والرخاوة وغيرها.

 

* دقة التعبير:

تتميز اللغة العربية بالرصانة والفصاحة وجودة وسلامة التراكيب. التعريب ويقصد بالتعريب تهذيب الكلمة التي تخرج حسب الأوزان العربية وأبنيتها.

 

* التعريب:

ويقصد بالتعريب تهذيب الكلمة التي تخرج حسب الأوزان العربية وأبنيتها.

 

(موقع: ملزمتي)

 

الإحالات

1- منزلة اللغة العربية بين اللغات المعاصرة؛ أ. د. عبد المجيد الطيب عمر.

 

2- العتاب لمن تكلم بغير لغة الكتاب؛ لتركي البنعلي.

 

3- العربية الفصحى؛ لعودة الله منيع القيسي.

 

4- اللغة العربية والتنمية.. الميسرات والمعيق؛ د. بوجمعة وعلي.

 

5- أهمية اللغة العربية في فهم القرآن والسنة؛ د. محمود محمد الزبن.

 

6- أهمية اللغة العربية ومناقشة دعوى صعوبة النحو؛ لعائض القرني.