كلام

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

الكلم جمع كلمة ممّن قال بأنه جمع: الجوهري في الصحاح: 5-2023)، وابن فارس في المقاييس: 5-121).

 

وقيل: اسم جنس جمعيّ ممّن قال بأنه اسم جنس جمعي يفرق بينه وبين واحده بالتاء غالبا ابن هشام في أوضح المسالك: 1-12، وابن عقيل في شرحه على الألفية: 1-15، والفرق بين اسم الجنس الجمعي والإفرادي أنّ الأول يدلّ على أكثر من اثنين، أمّا الآخر فقد يدلّ على القليل والكثير وذلك مثل ماء- ذهب- كلام ... إلخ.

 

واحده كلمة أمّا الكلام فهو اسم جنس إفراديّ يقع على القليل والكثير، وكلّ ذلك مأخوذ من مادّة (ك ل م) الّتي تدلّ على معنيين أصليّين: الأوّل: نطق مفهم، والآخر: الجرح. ومن الأوّل: الكلام، تقول: كلّمته تكليما، وهو كليمي إذا كلّمك أو كلّمته. قال ابن فارس: ثمّ يتّسعون فيسمّون اللّفظة الواحدة المفهمة كلمة، والقصّة كلمة، والقصيدة بطولها كلمة، ويجمعون الكلمة كلمات وكلما، ومن الأصل الآخر قولهم: الكلم الجرح، والكلام الجراحات، وجمع الكلم كلوم، ورجل كليم (مجروح)، والجمع كلمى (مقاييس اللغة: 5-121).

 

وقد أرجع بعض العلماء معنى الكلام إلى معنى الجرح، وفي ذلك يقول ابن الجوزيّ: الكلام الّذي هو قول من هذا (أي من معنى الجرح) وإنّما سمّي بذلك لأنّه يشقّ الأسماع بوصوله إليها كما يشقّ الكلم الّذي هو الجرح الجلد واللّحم، وقيل: سمّي بذلك لتشقيقه المعاني المطلوبة من أنواع الخطاب وأقسامه (نزهة الأعين النواظر: 523).

 

وقد جمع الرّاغب بين المعنيين (القول والجرح) في أمر واحد هو التّأثير عندما قال: تدلّ المادّة على التّأثير المدرك بإحدى الحاسّتين السّمع أو البصر، فالكلام والكلمة ونحوهما يدرك بحاسّة السّمع والكلم أي الجرح يدرك بحاسّة البصر (المفردات للراغب: 66) بتصرف يسير، وإلى مثل هذا ذهب الفيروزآبادي في بصائر ذوي التمييز: 4-376).

 

وقال الجوهريّ: الكلام اسم جنس يقع على القليل والكثير، أمّا الكلم فلا يكون أقلّ من ثلاث كلمات، ولهذا قال سيبويه: هذا باب علم ما الكلم من العربيّة (انظر الكتاب لسيبويه- تحقيق عبد السلام هارون: 1-6).

 

ولم يقل ما الكلام، فجاء بما لا يكون إلّا جمعا. وحكى الفرّاء في الكلمة ثلاث لغات: كلمة (وهي لغة الحجاز) وكلمة (وهي لغة تميم)، وكلمة (لبعض العرب)، وذلك مثل كبد، وكبد وكبد، والفعل من ذلك: كلّمته تكليما وكلّاما مثل: كذّبته تكذيبا وكذّابا، وتكلّمت كلمة وبكلمة ، وكالمته إذا جاوبته، وتكالمنا بعد التّهاجر.

 

يقال: كانا متصارمين فأصبحا يتكالمان، وقولهم ما أجد متكلّما أي موضع كلام، والكلمانيّ: المنطيق (الصحاح: 5-2023).

 

وقد ذكر الفيروز آباديّ للكلام معاني عديدة فالكلام (عنده): إمّا القول (مطلقا)، أو ما كان مكتفيا بنفسه (وهو الجملة)، أو الكلام: ما كان ألفاظا منظومة تحتها معان مجموعة (بتصرف عن بصائر ذوي التمييز: 4-377).

 

وقد يستعمل الكلام في غير الإنسان كما في قول الشّاعر:

 

فصبّحت والطّير لم تكلّم *** جابية حفّت بسيل مفعم

 

قال ابن منظور: وكأنّ الكلام في هذا الاتّساع محمول على القول، ألا ترى إلى قلّة الكلام وكثرة القول (لسان العرب: 12-523).

 

وقال أيضا: القرآن كلام اللّه، وكلم اللّه وكلماته وكلمته، وكلام اللّه لا يحدّ ولا يعدّ، وهو غير مخلوق، تعالى اللّه عمّا يقول المفترون علوّا كبيرا وكلمات اللّه التّامّات، قال ابن الأثير: قيل: المراد بها القرآن، وإنّما وصف كلامه بالتّمام لأنّه لا يجوز في شيء من كلامه نقص أو عيب كما يكون في كلام النّاس، وقيل معنى التّمام هنا أنّها تنفع المتعوّذ بها وتحفظه من الآفات وتكفيه، أمّا ما جاء في قوله: (سبحان اللّه عدد كلماته) فكلمات اللّه كلامه، وهو صفته، وصفاته تعالى لا تنحصر وذكر العدد هنا مبالغة في الكثرة، وقيل يحتمل أن يكون المراد عدد الأذكار، أو عدد الأجور على ذلك (النهاية: 4-198،199).

 

الكلم والكلام والكلمة اصطلاحا: قال الجرجانيّ: الكلام: ما تضمّن كلمتين بالإسناد (التعريفات: 194). (أي إسناد إحداهما إلى الأخرى) وذلك كما في قولنا: اللّه رحيم. والكلمة: هي اللّفظ الموضوع لمعنى مفرد (التعريفات: 194) والتوقيف على مهمات التعاريف: 283). (كقولنا: محمّد، أسد ... إلخ). 

 

وقال المناويّ: الكلام: إظهار ما في الباطن على الظّاهر لمن يشهد ذلك الظّاهر على نحو من أنحاء الإظهار، وهو في اصطلاح النّحاة: المعنى المركّب الّذي فيه الإسناد التّامّ، وعبّر عنه أيضا بأنّه ما تضمّن من الكلام إسنادا مفيدا مقصودا لذاته (التوقيف على مهمات التعاريف: 283).

 

وقال ابن الجوزيّ: الكلام عند النّحويّين لا يطلق إلّا على المفيد فإن أوقعوه على غير المفيد قيّدوه بصفة فقالوا: كلام مهمل، وكلام متروك ... إلخ (نزهة الأعين النواظر: 523).

 

وقال ابن عقيل: الكلام: هو اللّفظ المفيد فائدة يحسن السّكوت عليها، ولا يتركّب إلّا من اسمين مثل: (سواء أفاد أو لم يفد) (شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك: 1/ 14، 15). وقال الكفويّ: الكلمة: تقع على واحد من الأنواع الثلاثة: الاسم والفعل والحرف وتقع على الألفاظ المنظومة والمعاني المجموعة، ولهذا استعملت في القضيّة والحكم والحجّة، وبجميع هذه المعاني ورد التّنزيل (انظر الكليات للكفوي (4/ 98-99).

 

ومن استعمالها في معنى الكلام كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا (التوبة:40) أي كلامه، ومن ذلك ما جاء في الحديث: “الكلمة الطّيّبة صدقة” أي الكلام. والكلمة (أيضا) لفظ بالقوّة أو بالفعل مستقلّ دالّ بجملته (أي بجملة حروفه) على معنى بالوضع (انظر الكليات للكفوي: 4/ 98- 99).

 

والكلام: في اصطلاح الفقهاء: هو ما تركّب من حرفين فصاعدا، وعلى ذلك فالحرف الواحد ليس بكلام فلا يفسد الصّلاة، والحرفان يفسدانها ويشترط في الكلام القصد، ومن ثمّ لا يسمّى ما ينطق به النّائم والسّاهي وما تحكيه الحيوانات المعلّمة كلاما (الكليات للكفوي: 4-100).

 

ثمّ قال -رحمه اللّه تعالى- والكلام في العرف: صوت مقتطع مفهوم يخرج من الفم، أمّا الكلام عند أهل الكلام (أي علماء التّوحيد): ما يضادّ السّكوت سواء كان مركّبا أو لا، مفيدا فائدة تامّة أو لا (الكليات للكفوي: 4-102).

 

وهو عند أهل العروض: ما تضمّن كلمتين أو أكثر سواء حسن السّكوت عليه أو لا، مع الدّلالة على معنى صحيح. أمّا الكلم: فهو جنس الكلمة وحقّه أن يقع على الكثير والقليل ولكن غلب على الكثير ولم يقع إلّا على ما فوق الاثنين (الكليات للكفوي: 4-102).

 

وأمّا التّكلّم: فهو استخراج اللّفظ من العدم إلى الوجود ويعدّى بنفسه (فيقال: تكلّمته)، وبالباء (فيقال تكلّمت به) (الكليات للكفوي: 2-107). زيد قائم، أو اسم وفعل مثل قام زيد. وهو في اصطلاح اللّغويّين: اسم لكلّ ما يتكلّم به مفيدا كان أو غير مفيد. والكلم: ما تركّب من ثلاث كلمات فأكثر .

 

العناصر

1- اعتناء الشريعة الإسلامية بالكلام

 

2- فضل وثواب إطابة الكلام

 

3- طيب الكلام مفهوم واسع يشمل مجالات الخير كلها 

 

4- آداب الكلام

 

5- تربية الناس على حسن الكلام

 

6- أثر الكلام الطيب في نفوس المتلقين

 

7- محاذير ومنهيات في الكلام

 

الايات

1- قَالَ الله تَعَالَى: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا)[الْبَقَرَةِ: 83].

 

2- قَالَ تَعَالَى: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ) [البقرة: 262- 263]. 

 

3- قَالَ تَعَالَى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)[آل عمران: 159].

 

4- قَالَ تَعَالَى: (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ القَولِ وكَانَ اللهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحيطاً) [النساء:108].

 

5- قال تعالى: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ)[النساء: 114]

 

6- قَالَ تَعَالَى: (وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالعُدْوانِ) [المائدة:2].

 

7- قال تَعَالَى: (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ في آيَاتِنا فَأعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا في حَدِيثٍ غَيْرِهِ وإمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ القَومِ الظَّالِمِينَ) [الأنعام:68].

 

8- قال تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)[التَّوْبَةِ: 119].

 

9- قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ * تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ * يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ) [إبراهيم: 24- 27].

 

10- قال تَعَالَى: (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنينَ) [الحجر:88].

 

11- قوله تعالى: (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) [النحل: 125].

 

12- قال تَعَالَى: (وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا)[الْإِسْرَاءِ: 11]

 

13- قال تَعَالَى: (فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا)[الْإِسْرَاءِ: 23].

 

14- قال تَعَالَى: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً) [الإسراء:36].

 

15- قال تعالى: (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا) [الاسراء:53].

 

16- قال تعالى: (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا)[طه: 44]

 

17- قوله تعالى: (يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً) [طه: 108].

 

18- قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ * وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ) [الحج: 23-24].

 

19- قال تَعَالَى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)[المؤمنون: 1-3].

 

20- قوله تعالى: (الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ وَالطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) [النور: 26].

 

21- قوله تعالى: (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَواتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خالاتِكُمْ أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتاتاً فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبارَكَةً طَيِّبَةً كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [النور: 61].

 

22- قوله تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ... الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا)[الْفُرْقَانِ: 63].

 

23- قَالَ تَعَالَى: (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ) [القصص:55].

 

24- قَالَ تَعَالَى: (والَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ والْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وإثْماً مُبِيناً) [الأحزاب:58].

 

25- قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71].

 

26- قوله تعالى: (وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ * وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) [لقمان: 13- 19] .

 

27- قوله تعالى: (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ) [فاطر: 10].

 

28- قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) [فصلت: 30].

 

29- قوله تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)[فصلت: 34].

 

30- قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) [الحجرات: 1- 4] .

 

31- قال تَعَالَى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَولٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق:18].

 

32- قال تَعَالَى: (الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ)[الرحمن:1-4].

 

33- قال تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) [الصف:3].

 

34- قال تَعَالَى: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ)[الانفطار: 10-11].

 

35- قال تَعَالَى: (ألم نجعل له عينين * ولساناً وشفتين)[البلد:8-9].

 

 

الاحاديث

1- عن عدي بن حاتمٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ”(أخرجه البخاري: ٦٥٤٠، ومسلم: ١٠١٦).

 

2- عن أَبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: “وَالكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ”(أخرجه البخاري: ٢٩٨٩، ومسلم (١٠٠٩).

 

3- عن أَبي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لاَ تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئاً، وَلَوْ أنْ تَلْقَى أخَاكَ بوَجْهٍ طَلْقٍ”(رواه مسلم: ٢٦٢٦).

 

4- عن أنسٍ رضي الله عنه: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةً أعَادَهَا ثَلاَثاً حَتَّى تُفْهَمَ عَنْهُ، وَإِذَا أتَى عَلَى قَوْمٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ ثَلاثاً. (رواه البخاري: 95).

 

5- عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كَانَ كَلاَمُ رسول الله صلى الله عليه وسلم كَلاماً فَصْلاً يفهمُهُ كلُّ مَن سَمِعَهُ (رواه أَبُو داود: ٤٨٣٩، وحسنه الألباني).

 

6- عن جرير بن عبدِ اللهِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في حَجَّةِ الْوَدَاعِ: “اسْتَنْصِتِ النَّاسَ” ثُمَّ قَالَ: “لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفّاراً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ”(أخرجه البخاري: ٦٨٦٨، ومسلم: ٦٦).

 

7- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أَوْ لِيَصْمُتْ”(أخرجه البخاري: ٦١٣٨، ومسلم: ٤٧).

 

8- عن أَبي موسى رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رسولَ اللهِ أَيُّ المُسْلمِينَ أفْضَلُ؟ قَالَ: “مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ”(رواه البخاري ١١، ومسلم: ٤٢).

 

9- عن سهل بن سعد، قَالَ: قَالَ رسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: “مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الجَنَّةَ”(رواه البخاري: ٦٤٧٤).

 

10- عن أَبي هريرة رضي الله عنه: أنَّه سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: “إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا يَزِلُّ بِهَا إِلَى النَّارِ أبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ”(رواه البخاري ٦٤٧٧، ومسلم: ٢٩٨٨).

 

11- وعنه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ الله تَعَالَى مَا يُلْقِي لَهَا بَالاً يَرْفَعُهُ اللهُ بِهَا دَرَجاتٍ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلَمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ تَعَالَى لا يُلْقِي لَهَا بَالاً يَهْوِي بِهَا في جَهَنَّمَ”(رواه البخاري: ٦٤٧٨).

 

12- عن سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رسولَ الله حدِّثني بأَمْرٍ أَعْتَصِمُ بِهِ قَالَ: “قلْ: رَبِّيَ اللهُ ثُمَّ اسْتَقِمْ” قُلْتُ: يَا رسولَ اللهِ، مَا أخْوَفُ مَا تَخَافُ عَلَيَّ؟ فَأَخَذَ بِلِسانِ نَفْسِهِ، ثُمَّ قَالَ: “هَذَا”(رواه الترمذي: ٢٤١٠، وصححه الألباني).

 

13- عن أَبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ وَقَاهُ اللهُ شَرَّ مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ، وَشَرَّ مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ دَخَلَ الجَنَّةَ”(رواه الترمذي: ٢٤٠٩، وقال الألباني: حسن صحيح).

 

14- عن عقبة بن عامرٍ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رسولَ اللهِ مَا النَّجَاةُ؟ قَالَ: “أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ”(رواه الترمذي: ٢٤٠٦، وصححه الألباني).

 

15- عن أَبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “إِذَا أصْبَحَ ابْنُ آدَمَ، فَإنَّ الأعْضَاءَ كُلَّهَا تَكْفُرُ اللِّسانَ، تَقُولُ: اتَّقِ اللهَ فِينَا، فَإنَّما نَحنُ بِكَ؛ فَإنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا، وإنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا”(رواه الترمذي: ٢٤٠٧، وحسنه الألباني).

 

16- عن مُعَاذٍ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْني بِعَمَلٍ يُدْخِلُني الجَنَّةَ وَيُبَاعِدُني مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: “لَقَدْ سَألتَ عَنْ عَظيمٍ، وإنَّهُ لَيَسيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ: تَعْبُدُ الله لا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ، وتُؤتِي الزَّكَاةَ، وتَصُومُ رَمَضَانَ، وتَحُجُّ البَيْتَ” ثُمَّ قَالَ: “ألاَ أدُلُّكَ عَلَى أبْوابِ الخَيْرِ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الخَطِيئَةَ كَما يُطْفِئُ المَاءُ النَّارَ، وَصَلاَةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ” ثُمَّ تَلا: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ) حَتَّى بَلَغَ (يَعْمَلُونَ) [النور: 16] ثُمَّ قَالَ: “ألا أُخْبِرُكَ بِرَأسِ الأَمْرِ، وَعَمُودِهِ، وَذِرْوَةِ سِنَامِهِ” قُلْتُ: بَلَى يَا رسولَ اللهِ، قَالَ: “رَأسُ الأمْر الإسْلامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ، وَذِرْوَةِ سِنَامِهِ الجِهادُ” ثُمَّ قَالَ: “ألاَ أُخْبِرُكَ بِمِلاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ!” قُلْتُ: بلَى يَا رَسولَ اللهِ، فَأخَذَ بِلِسانِهِ وقال: “كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا” قُلْتُ: يَا رسولَ الله وإنَّا لَمُؤاخَذُونَ بما نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فقالَ: “ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ! وَهَلْ يَكُبُّ الناسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ”(رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح).

 

17- عن زرّ بن حبيش قال: أتيت صفوان ابن عسّال المراديّ فقال: ما جاء بك؟ فقلت: ابتغاء العلم قال: فإنّ الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب. قلت: حكّ في نفسي مسح على الخفّين أو في صدري- بعد الغائط والبول، وكنت امراء من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فأتيتك أسألك هل سمعت منه في ذلك شيئا؟ قال: نعم كان يأمرنا إذا كنّا سفرا أو مسافرين أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيّام ولياليهنّ إلّا من جنابة ولكن من غائط وبول ونوم. قال: قلت له: هل سمعته يذكر الهوى؟ قال: نعم، بينما نحن معه في مسيره إذ ناداه أعرابيّ بصوت جهوريّ فقال: يا محمّد، فقلنا: ويحك اغضض من صوتك فإنّك قد نهيت عن ذلك. فقال: واللّه لا أغضض من صوتي فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “هاء” ، وأجابه على نحو من مسألته- أو نحوا ممّا تكلّم به- فقال: أرأيت رجلا أحبّ قوما ولمّا يلحق بهم؟ قال: “هو مع من أحبّ” قال: ثمّ لم يزل يحدّثنا حتّى قال: “إنّ من قبل المغرب لبابا مسيرة عرضه سبعون أو أربعون عاما فتحه اللّه- عزّ وجلّ- للتّوبة يوم خلق السّماوات والأرض ولا يغلقه حتّى تطلع الشّمس منه”(رواه أحمد: 4-240 واللفظ له، والترمذي (3536) وقال: حسن صحيح).

 

18- عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما- قال: إنّ هذه الآية الّتي في القرآن: (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً)[الأحزاب: 45]. قال في التّوراة: “يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدا ومبشّرا ونذيرا وحرزا  للأمّيّين ، أنت عبدي ورسولي سمّيتك المتوكّل ، ليس بفظّ ولا غليظ ولا سخّاب  بالأسواق، ولا يدفع السّيّئة بالسّيّئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه اللّه حتّى يقيم به الملّة العوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلّا اللّه، فيفتح به أعينا عميا، وآذانا صمّا، وقلوبا غلفا”(رواه البخاري: 4838).

 

19- عن أنس بن مالك -رضي اللّه عنه- أنّه قال: إنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، افتقد ثابت بن قيس، فقال رجل: يا رسول اللّه أنا أعلم لك علمه، فأتاه فوجده جالسا في بيته منكّسا رأسه، فقال له: ما شأنك؟

 

فقال: شرّ، كان يرفع صوته فوق صوت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقد حبط عمله وهو من أهل النّار، فأتى الرّجل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فأخبره أنّه قال: كذا وكذا، فرجع إليه المرّة الآخرة ببشارة عظيمة، فقال: “اذهب إليه فقل له إنّك لست من أهل النّار ولكنّك من أهل الجنّة”(رواه البخاري: 4846).

 

20- عن أبي سعيد الخدريّ -رضي اللّه عنه- أنّه قال: اعتكف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة، فكشف السّتر وقال: “ألا إنّ كلّكم مناج ربّه، فلا يؤذينّ بعضكم بعضا، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة” أو قال: “في الصّلاة”(رواه أبو داود: 1332).

 

21- عن المقداد -رضي اللّه عنه- أنّه قال: أقبلت أنا وصاحبان لي، وقد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الجهد  فجعلنا نعرض أنفسنا على أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. فليس أحد منهم يقبلنا. فأتينا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فانطلق بنا إلى أهله. فإذا ثلاثة أعنز. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: “احتلبوا هذا اللّبن بيننا” قال: فكنّا نحتلب فيشرب كلّ إنسان منّا نصيبه. ونرفع للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم نصيبه. قال: فيجيء من اللّيل فيسلّم تسليما لا يوقظ نائما. ويسمع اليقظان. قال: ثمّ يأتي المسجد فيصلّي. ثمّ يأتي شرابه فيشرب. فأتاني الشّيطان ذات ليلة، وقد شربت نصيبي. فقلت: محمّد يأتي الأنصار فيتحفونه، ويصيب عندهم. ما به حاجة إلى هذه الجرعة. فأتيتها فشربتها. فلمّا أن وغلت في بطني  وعلمت أنّه ليس إليها سبيل. قال: ندّمني الشّيطان. فقال: ويحك! ما صنعت؟ أشربت شراب محمّد؟ فيجيء فلا يجده فيدعو عليك فتهلك. فتذهب دنياك وآخرتك. وعليّ شملة إذا وضعتها على قدميّ خرج رأسي وإذا وضعتها على رأسي خرج قدماي، وجعل لا يجيئني النّوم. وأمّا صاحباي فناما ولم يصنعا ما صنعت. قال: فجاء النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فسلّم كما كان يسلّم. ثمّ أتى المسجد فصلّى. ثمّ أتى شرابه فكشف عنه فلم يجد فيه شيئا. فرفع رأسه إلى السّماء فقلت: الآن يدعو عليّ فأهلك .. فقال: “اللّهمّ أطعم من أطعمني. وأسق من أسقاني” قال: فعمدت إلى الشّملة فشددتها عليّ. وأخذت الشّفرة فانطلقت إلى الأعنز أيّها أسمن فأذبحها لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فإذا هي حافلة. وإذا هنّ حفّل كلّهنّ، فعمدت إلى إناء لآل محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم ما كانوا يطمعون أن يحتلبوا فيه، قال: فحلبت فيه حتّى علته رغوة. فجئت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. فقال: “أشربتم شرابكم اللّيلة؟” قال: قلت: يا رسول اللّه اشرب، فشرب ثمّ ناولني. فقلت يا رسول اللّه اشرب. فشرب ثمّ ناولني، فلمّا عرفت أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قد روي، وأصبت دعوته، ضحكت حتّى ألقيت إلى الأرض. قال: فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: “إحدى سوآتك يا مقداد” فقلت: يا رسول اللّه كان من أمري كذا وكذا، وفعلت كذا، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: “ما هذه إلّا رحمة من اللّه أفلا كنت آذنتني، فنوقظ صاحبينا فيصيبان منها” قال: فقلت: والّذي بعثك بالحقّ ما أبالي إذا أصبتها وأصبتها معك. من أصابها من النّاس. (رواه مسلم: 2055).

 

22- عن أنس بن مالك -رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: “لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل”. قالوا: وما الفأل؟ قال: “كلمة طيّبة”(رواه البخاري: 5776). ومسلم: 2224).

 

23- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- أنّه أتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللّه، إذا رأيتك طابت نفسي، وقرّت عيني، فأنبئني عن كلّ شيء. فقال: “كلّ شيء خلق من ماء” قال: فأنبئني بعمل إن عملت به دخلت الجنّة. قال: “أفش السّلام، وأطب الكلام، وصل الأرحام، وقم باللّيل والنّاس نيام تدخل الجنّة بسلام”(رواه أحمد (2-493)، وقال الشيخ أحمد شاكر (4/ 104): إسناده صحيح).

 

24- وعن عديّ بن حاتم قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: “اتّقوا النّار”، ثمّ أعرض وأشاح ، ثمّ قال: “اتّقوا النّار”، ثمّ أعرض وأشاح ثلاثا حتّى ظننّا أنّه ينظر إليها، ثمّ قال: “اتّقوا النّار ولو بشقّ تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيّبة”(رواه البخاري: 6540، 6563 واللفظ له، ومسلم: 1016).

 

25- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “كلّ سلامى  من النّاس عليه صدقة كلّ يوم تطلع فيه الشّمس: يعدل بين الاثنين صدقة ، ويعين الرّجل على دابّته فيحمل عليها- أو يرفع عليها متاعه- صدقة، والكلمة الطّيّبة صدقة، وكلّ خطوة يخطوها إلى الصّلاة صدقة، ويميط الأذى عن الطّريق صدقة”(رواه البخاري: 2989) واللفظ له، ومسلم: 1009).

 

26- عن سمرة بن جندب عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: “إذا حدّثتكم حديثا فلا تزيدنّ عليه”، وقال: “أربع من أطيب الكلام، وهنّ من القرآن، لا يضرّك بأيّهنّ بدأت: سبحان اللّه، والحمد للّه، ولا إله إلّا اللّه، واللّه أكبر ...” الحديث (رواه مسلم: 2137، وأحمد (5/ 11) واللفظ له، ولفظ مسلم: “أحب الكلام إلى اللّه أربع: ...).

 

27- عن أبي ذرّ -رضي اللّه عنه- قال: سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أيّ الكلام أفضل؟ قال: “ما اصطفاه اللّه- عزّ وجلّ- لعباده: سبحان اللّه وبحمده”(أحمد (5/ 148) واللفظ له وقال شعيب الأرناؤوط إسناده صحيح على شرط مسلم، والترمذي (3593) ولفظه “أي الكلام أحب إلى اللّه عزّ وجلّ ...”. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح).

 

28- عن أبي طلحة -رضي اللّه عنه- قال: كنّا قعودا بالأفنية نتحدّث، فجاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقام علينا، فقال: “ما لكم ولمجالس الصّعدات ؟ اجتنبوا مجالس الصّعدات” فقلنا: إنّما قعدنا لغير ما باس. قعدنا نتذاكر ونتحدّث. قال: “إمّا لا  فأدّوا حقّها: غضّ البصر، وردّ السّلام، وحسن الكلام”(رواه مسلم: 2120).

 

29- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: “إنّ العبد ليتكلّم بالكلمة من رضوان اللّه لا يلقي لها بالا يرفعه اللّه بها درجات، وإنّ العبد ليتكلّم بالكلمة من سخط اللّه لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنّم”(رواه البخاري: 6478).

 

30- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: “من قال: لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير، في يوم مائة مرّة. كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيّئة، وكانت له حرزا من الشّيطان يومه ذلك، حتّى يمسي. ولم يأت أحد أفضل ممّا جاء به إلّا أحد عمل أكثر من ذلك. ومن قال: سبحان اللّه وبحمده في يوم مائة مرّة حطّت خطاياه، ولو كانت مثل زبد البحر”(رواه البخاري: 6403، ومسلم: 2691).

 

31- قال ابن أبي مليكة -رحمه اللّه تعالى-: كاد الخيّران أن يهلكا -أبو بكر وعمر- لمّا قدم على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وفد بني تميم أشار أحدهما بالأقرع بن حابس التّميميّ الحنظليّ أخي بني مجاشع، وأشار الآخر بغيره، فقال أبو بكر لعمر: إنّما أردت خلافي، فقال عمر: ما أردت خلافك، فارتفعت أصواتهما عند النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فنزلت: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ) إلى قوله (عَظِيمٌ) [الحجرات: 2- 3]، قال ابن أبي مليكة: قال ابن الزّبير: فكان عمر بعد- ولم يذكر عن أبيه يعني أبا بكر- إذا حدّث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بحديث حدّثه كأخي السّرار لم يسمعه حتّى يستفهمه . (رواه البخاري: 7302).

 

الاثار

1- قال عمر رضي الله عنه: “من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه”(تاريخ دمشق).

 

2- قال ابن مسعود رضي الله عنه: “إياكم وفضول الكلام حسب امرئ ما بلغ حاجته”(جامع العلوم والحكم).

 

3- قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه لامرأة حجت مصمتة: “إن هذا لا يحل هذا من عمل الجاهلية”(رواه البخاري).

 

4- قال ابن عباس رضي الله عنهما: “يكتب كل ما تكلم به من خير وشر حتى إنه ليكتب قوله: أكلتُ وشربتُ وذهبتُ وجئتُ ورأيتُ حتى إذا كان يوم الخميس عرض قوله وعمله فأقر منه ما كان فيه من خير وشر وأُلقي سائره فذلك قوله تعالى: (يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)”(أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره).

 

5- قال أبو ذر رضي الله عنه: “الصاحب الصالح خير من الوحدة , والوحدة خير من الصاحب السوء , ومُملي الخير خير من الصامت والصامت خير من مملي الشر , والأمانة خير من الخاتم , والخاتم خير من ظن السوء “(أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه).

 

6- روي عن علي بن الحسين أنه قال: “صوم الصمت حرام”(جامع العلوم والحكم).

 

7- قال إبراهيم بن أدهم: “الكلام يظهر حمق الأحمق، وعقل العاقل”(حلية الأولياء).

 

8- قال النخعي: “يهلك الناس في فضول المال والكلام”(جامع العلوم والحكم).

 

9- قال الفضيل بن عياض: “نعمت الهدية الكلمة الطيبة من الحكمة يحفظها الرجل حتى يلقيها إلى أخيه”(مواعظ الإمام الفضيل بن عياض للشيخ محمد الحمد).

 

10- قيل لمحمد بن كعب: أي خصال المؤمن أوضع له؟، فقال: “كثرة الكلام، وإفشاء السر، وقبول قول كل أحد”(إحياء علوم الدين).

 

11- عن عطاء بن أبي رباح قال: “إن الرجل ليحدثني بالحديث، فأنصت له كأني لم أسمعه، وقد سمعته قبل أن يولد”(الآداب الشرعية).

 

12- قال يونس بن عبيد: “ليست خلة من خلال الخير تكون في الرجل هي أحرى أن تكون جامعة لأنواع الخير كلها من حفظ اللسان”(الأمثال لابن سلام).

 

13- قال قسامة بن زهير: “يا معشر الناس، إن كلامكم أكثر من صمتكم، فاستعينوا على الكلام بالصمت، وعلى الصواب بالفكر”(البيان والتبيين للجاحظ).

 

14- قال أبو بكر بن أبي داود: سمعت أبي يقول: “خير الكلام ما دخل الأذن بغير إذن”(سير أعلام النبلاء).

 

15- قال أبو حيان في رسالة له: سمعت الشيخ أبا حامد يقول لطاهر العباداني: “لا تعلق كثيرا مما تسمع منا في مجالس الجدل؛ فإن الكلام يجري فيها على ختل الخصم ومغالطته ودفعه ومغالبته، فلسنا نتكلم لوجه الله خالصاً، ولو أردنا لكان خطونا إلى الصمت أسرع من تطاولنا في الكلام، وإن كنا في كثير من هذا نبوء بغضب الله، فإنا نطمع في سعة رحمة الله “(طبقات الشافعية الكبرى).

 

16- عن أبي العالية قال: “أنتم أكثر صلاة وصياماً ممن كان قبلكم، ولكن الكذب قد جرى على ألسنتكم”(سير أعلام النبلاء).

 

17- عن شعبة بن الحجاج قال: “خذوا عن أهل الشرف؛ فإنهم لا يكذبون”(سير أعلام النبلاء).

 

18- عن ابن سيرين قال: “لقد أتى على الناس زمان وما يُسأل عن إسناد الحديث، فلما وقعت الفتنة، سُئل عن إسناد الحديث، فيُنظر من كان من أهل البدع ترك حديثه”(سير أعلام النبلاء).

 

19- عن سعيد بن عبد العزيز قال: “لا خير في الحياة إلا لأحد رجلين: صموتِ واعٍ، وناطق عارف”(سير أعلام النبلاء).

 

20- عن الفضيل: “من استوحش من الوحدة، واستأنس بالناس، لم يسلم من الرياء، ولا حجَّ ولا جهاد أشدُّ من حبس اللسان، وليس أحدٌ أشد غمًّا ممن سجن لسانه”(سير أعلام النبلاء).

 

21- عن الفضيل قال: “احفظ لسانك، وأقبِلْ على شأنك، واعرف زمانك، وأخف مكانك”(حلية الأولياء).

 

22- سئل ابن المبارك عن قول لقمان لابنه: “إن كان الكلام من فضة فإن الصمت من ذهب “؟ فقال: “معناه لو كان الكلام بطاعة الله من فضة فإن الصمت عن معصيته من ذهب”(جامع العلوم والحكم).

 

23- عن أبي بكر بن عياش قال: “أدنى نفع السكوت السلامة، وكفى به عافية، وأدنى ضرر المنطق الشهرة، وكفى به بلية”(سير أعلام النبلاء).

 

24- عن الحسن بن صالح قال: “فتشت الورع فلم أجده في شيء أقلَّ من اللسان”(سير أعلام النبلاء).

 

25- قال عبد الله بن المبارك لرجل: “اترك فضول الكلام توفق للحكمة”(مواعظ الإمام عبدالله بن المبارك للشيخ صالح الشامي).

 

26- قال بعضهم: كان ابن عبيدة الريحاني المتكلم الفصيح صاحب التصانيف يقول: “الصمت أمان من تحريف اللفظ، وعصمة من زيغ المنطق، وسلامة من فضول القول”.

 

27- قال أبو عبيد الله كاتب المهدي: “كن على التماس الحظ بالسكوت أحرص منك على التماسه بالكلام”(العقد الفريد لابن عبد ربه).

 

28- قال حاتم الأصم: “لو أن صاحب خبر جلس إليك ليكتب كلامك - لاحترزت منه، وكلامك يعرض على الله جل وعلا فلا تحترز “. قال الذهبي معلقا على هذا الكلام: “هكذا كانت نكت العارفين وإشاراتهم”(سير أعلام النبلاء).

 

29- قال المهلب لبنيه: “اتقوا زلة اللسان؛ فإني وجدت الرجلَ تعثُر قدمُه فيقوم من عثْرتِه، ويزلُّ لسانه فيكون فيه هلاكه”(المحاسن والمساوئ لإبراهيم البيهقي).

 

30- قال ابن مسعود -رضي اللّه عنه-: ينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيا محزونا حكيما حليما سكينا، ولا ينبغي لحامل القرآن أن يكون جافيا ولا غافلا ولا صخّابا ولا صيّاحا ولا حديدا. [الفوائد (144).

 

31- عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: قوله- عزّ وجلّ-: (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها) [الإسراء: 110] قالت: أنزل ذلك في الدّعاء. (رواه البخاري: 4723).

 

32- قال ابن زيد -رحمه اللّه-: “لو كان رفع الصّوت خيرا ما جعله اللّه للحمير”(زاد المسير (6/ 323).

 

33- قال ابن قتيبة -رحمه اللّه تعالى-: عرّف لقمان ابنه قبح رفع الصّوت في المخاطبة والملاحاة بقبح أصوات الحمير”(زاد المسير: 6-323).

 

34- قال المبرّد -رحمه اللّه تعالى-: “إنّ الجهر بالصّوت ليس بمحمود وإنّه داخل في باب الصّوت المنكر”(زاد المسير” 6-323).

 

35- عن مجاهد في قوله (وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ) [الحجرات: 2] الآية، قال: لا تنادوه نداء، ولكن قولوا قولا ليّنا يا رسول اللّه”(الدر المنثور: 7-548).

 

36- قال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قوله تعالى (وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا) [الإسراء: 110] قال: أهل الكتاب يخافتون، ثمّ يجهر أحدهم بالحرف، فيصيح به، ويصيحون هم به وراءه، فنهاه أن يصيح كما يصيح هؤلاء، وأن يخافت كما يخافت القوم، ثمّ كان السّبيل الّذي بين ذلك الّذي سنّ له جبريل من الصّلاة”(تفسير ابن كثير: 3-69).

 

37- عن الحسن قال: إن كان الرّجل لقد جمع القرآن وما يشعر به النّاس، وإن كان الرّجل لقد فقه الكثير وما يشعر به النّاس، وإن كان الرّجل ليصلّي الصّلاة الطّويلة في بيته وعنده الزّور وما يشعرون به، ولقد أدركنا أقواما ما كان على الأرض من عمل يقدرون أن يعملوه في السّرّ فيكون علانية أبدا، ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدّعاء وما يسمع لهم صوت إن كان إلّا همسا بينهم وبين ربّهم وذلك أنّ اللّه تعالى يقول: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً وذلك أنّ اللّه ذكر عبدا صالحا رضي فعله فقال: (إِذْ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا) [مريم: 3]، (تفسير ابن كثير: 2-221).

 

38- قال ابن جريج: “يكره رفع الصّوت والنّداء والصّياح في الدّعاء، ويؤمر بالتّضرّع والاستكانة”(تفسير ابن كثير: 2-221).

 

39- عن ابن عبّاس -رضي اللّه عنهما- في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً ..) الآية [إبراهيم: 24] قال: "كلمة طيّبة شهادة أن لا إله إلّا اللّه كشجرة طيّبة وهو المؤمن"(تفسير الطبري (12/ 135).

 

40- قال مجاهد وابن جريج: "الكلمة الطّيّبة الإيمان". وعن الرّبيع بن أنس: "هي المؤمن نفسه"، قال القرطبيّ: "يجوز أن يكون المعنى أصل الكلمة في قلب المؤمن وهو الإيمان، شبّهه بالنّخلة في المنبت، وشبّه ارتفاع عمله في السّماء بارتفاع فروع النخلة، وثواب اللّه له بالثّمر"(تفسير الطبري: 9-359، وانظر أيضا البحر المحيط حيث نقل أبو حيان هذه الأقوال في: 5-410).

 

41- نقل أبو حيّان قول بعضهم أنّ المراد بالكلمة الطّيّبة جميع الطّاعات أو القرآن، وقيل: هي دعوة الإسلام، وقيل هي الثّناء على اللّه تعالى، أو التّسبيح والتّنزيه"(انظر في هذه الآراء في البحر المحيط: 5-410).

 

42- عن عطيّة العوفيّ في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً ..)  الآية [إبراهيم: 24] قال: ذلك مثل المؤمن، لا يزال يخرج منه كلام طيّب وعمل صالح يصعد إليه، وقوله تعالى: (وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ) قال: ذلك مثل الكافر، لا يصعد له كلم طيّب ولا عمل صالح (الدر المنثور: 5-21 والتفسير القيّم لابن القيّم: 329، وتفسير الطبري: 12-136).

 

43- وعن عكرمة- رضي اللّه عنه- في قوله تعالى: (كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ) قال: هي النخلة، لا يزال فيها شيء ينتفع به، إمّا ثمرة وإمّا حطب، قال: وكذلك الكلمة الطّيّبة، تنفع صاحبها في الدّنيا والآخرة"(الدر المنثور: 5-23).

 

44- عن ابن عبّاس -رضي اللّه عنهما- (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ): هو قولهم: الحمد للّه الّذي صدقنا وعده، يلهمهم اللّه ذلك -أي في الآخرة- (تفسير غرائب القرآن للنيسابوري (بهامش الطبري: 17-79).

 

45- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- في قوله تعالى: (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ) قال: الكلم الطّيّب ذكر اللّه. (وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) قال: أداء الفرائض، فمن ذكر اللّه في أداء فرائضه حمل عمله ذكر اللّه فصعد به إلى اللّه، ومن ذكر اللّه ولم يؤدّ فرائضه حمل كلامه على عمله وكان عمله أولى به. (الدر المنثور 7-9؛ وقد ذكر الطبري نفس الأثر- مع اختلاف طفيف منسوبا لابن عباس، انظر تفسير الطبري: 22-80).

 

46- عن أبي العالية في قوله تعالى: (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ) [الحج: 24] قال: في الخصومة، إذ قالوا: اللّه مولانا ولا مولى لكم . (الدر المنثور: 6-24).

 

47- عن الضّحّاك في قوله تعالى: (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ) قال: الطّيّب من القول هو الإخلاص (الدر المنثور: 6-24).

 

 

الاشعار

1- قال عبد الله الأندلسي:

لا تَقْذِفَـنَّ الْمُحْصَنَاتِ وَلا تَقُـلْ *** مَا لَيْسَ تَعْلَمُـهُ مِـنَ البُهْتَـانِ

 

2- قال منصور بن إسماعيل:

لي حيلة فيمن ينم *** وليس في الكذاب حيلة

من كان يخلق ما يقو *** ل فحيلتي فيه طويلة

 

3- قال الميداني:

يا كاذبا أصبح أعجوبة *** أعجوبة أية أعجوبه

وناطقا ينطق في لفظة *** واحدة سبعين أكذوبه

شبهك الناس بعرقوبهم *** لما رأوا أخذك أسلوبه

فقلت كلا إنه كاذب *** عرقوب لا يبلغ عرقوبه

 

4- قال زُهَيْر بن أَبِي سُلْمَى:

وَمَنْ يَجْعَلِ الْمَعْرُوفَ مِنْ دُونِ عِرْضِهِ *** يَفِـرْهُ وَمَـنْ لا يَتَّقِ الشَّتْمَ يُشْتَمِ

 

5- قال مُحَمَّد بن حَازِم:

مَـنْ يُخَبِّـرْكَ بِشَـتْـمٍ عَـنْ أَخٍ *** فَهُـوَ الشَّـاتِمُ لا مَـنْ شَتَمَكْ

ذَاكَ أَمْـرٌ لَمْ يُـوَاجِـهْـكَ بِـهِ *** إِنَّمَا اللَّـوْمُ عَلَى مَـنْ أَعْلَمَـكْ

 

6- قال أحدهم:

تَـوَقَّ مُـلاحَاةَ الرِّجَـالِ وَذَمَّهُمْ *** فَإِنَّ لَهُمْ عِلْمًا بِسُـوءِ الْمَثَـالِبِ

 

7- قال الْمُؤمِّل بْن أَهيل:

وَلَلْكَفُّ عَـنْ شَتْـمِ اللَّئِيمِ تَكَـرُّمًا *** أَضَـرُّ مِـنْ شَتْمِـهِ حِيْنَ يُشْتَمُ

 

8- قال أحدهم:

إِذَا الْكَلْبُ لا يُـؤْذِيكَ إِلا نِبَاحُـهُ *** فَـدَعْهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَـةِ يَنْبَـحُ

 

9- قال أحدهم:

وَأَصْفَحُ عَـنْ سِبَابِ النَّـاسِ حِلْمًا *** وَشَـرُّ النَّاسِ مَنْ يَهْـوَى السِّبَابَا

 

10- قال شَمِر بن عَمْرو:

وَلَقَـدْ مَـرَرْتُ عَلَى اللَّئِيمِ يَسُبُّنِي *** فَمَضَيْـتُ ثُمَّتَ قُلْـتُ لا يَعْنِينِي

 

11- قال صَلاح الدِّينِ الصَّفَدِيّ:

وَإِنْ بُلِيتَ بِشَخْـصٍ لا خَـلاقَ لَهُ *** فَكُنْ كَأَنَّكَ لَمْ تَسْمَـعْ وَلَمْ يَقُلِ

 

12- قال أحدهم:

وَإِنَّـكَ قَـدْ سَابَبْتَنِـي فَغَلَبْتَنِـي *** هَنِيئًا مَرِيئًا أَنْتَ بِالسَّبِ أَحْـذَقُ

 

13- قال أحدهم:

وَمَا كُـلُّ كَلْبٍ نَابِـحٌ يَسْتَفِـزُّنِي *** وَلا كُلَّمَـا طَـنَّ الذُّبَـابُ أُرَاعُ

 

14- قال أحدهم:

وَسَبٌّ يَـوَدُّ الْمَـرْءُ لَوْ مَاتَ قَبْلَـهُ *** كَصَـدْعِ الصَّفَا قَلَّعْتَهُ بِالـمَعَاوِلِ

 

15- قال حَاتِم الطَّائِيّ:

وَأَغْفِـرُ عَـوْرَاءَ الْكَـرِيمِ اِدِّخَارَهُ *** وَأُعْـرِضُ عَـنْ شَتْمِ اللَّئِيمِ تَكَرُّمَا

 

16- قال القاضي منصور الأزدي: 

إِذَا كُنْـتَ ذَا عِلْـمٍ وَمَارَاكَ جَاهِلٌ *** فَأَعْـرِضْ فَفِي تَرْكِ الْجَـوابِ جَوَابُ

وَإِنْ لَمْ يُصِبْ فِي الْقَوْلِ فَاسْكُتْ فَإِنَّمَا *** سُكُـوتُكَ عَنْ غَيْرِ الصَّـوابِ صَوابُ

 

17- قال الهاشمي:

وَلا تُجَـادِلْ جَهُولاً لَيْسَ يَفْهَمُ مَا *** تَقُـولُ فَالشَّـرُّ كُلُّ الشَّرِّ فِي الْجَدَلِ

 

18- قال أحدهم:

فَإِيَّـاكَ إِيَّـاكَ الْـمِـرَاءَ فَـإِنَّـهُ *** إِلَى السَّبِّ دَعَّـاءٌ ولِلصَّـرْمِ جَـالِبُ

 

19- قال مسعر بن كدام:

إِنِّي مَنَحْتُـكَ يَا كِـدَامُ نَصِيحَتِي *** فَـاسْمَعْ لِقَـوْلِ أَبٍّ عَلَيْـكَ شَفِيـقِ

أَمَّـا الْمُـزَاحَةُ وَالْمِـرَاءُ فَدَعْهُمَا *** خُلُقَـانِ لا أَرْضَـاهُـمَـا لِصَـدِيقِ

إِنِّـي بَلَوْتُهُمَـا فَلَـمْ أَحْمَدْهُمَـا *** لِـمُـجَـاوِرٍ جَـارًا ولا لِـرَفِيـقِ

 

20- قال أحدهم:

وَأَحْبِبْ حَبِيبَ الصِّدْقِ وَاحْذَرْ مِرَاءَهُ *** تَنَـلْ مِنْهُ صَفْـوَ الْـوُدِّ مَا لَمْ تُمَارِهِ

 

21- قال أبو مسلم الجهني:

وَإِذَا بُلِيـتُ بِجَـاهِـلٍ مُتَحَامِـلٍ *** يَجِـدُ الْمُحَـالَ مِـنَ الأُمُورِ صَوَابَا

أَوْلَيْتُـهُ مِنِّـي السُّكُـوتَ وَرُبَّمَـا *** كَـانَ السُّكُوتُ عَلَى الْجَوابِ جَوَابَـا

 

22- قال عبد الله الأندلسي:

لا تُفْنِ عُمْرَكَ فِي الْجِدَالِ مُخَاصِمًا *** إِنَّ الْجِـدَالَ يُـخِـلُّ بِـالأَدْيَـانِ

وَاحْـذَرْ مُجَادَلَـةَ الرِّجَـالِ فَإِنَّهَا *** تَـدْعُـو إِلَى الشَّحْنَـاءِ وَالشَّنَـآنِ

وَإِذَا اضْطُرِرْتَ إِلَى الْجِدَالِ وَلَمْ تَجِدْ *** لَكَ مَهْـرَبًـا وَتَـلاقَتِ الصَّـفَّـانِ

فَاجْعَلْ كِتَـابَ اللهِ دِرْعًـا سَابِغًـا *** وَالشَّـرْعَ سَيْفَـكَ وَابْـدُ فِي الْمَيْدَانِ

 

23- قال أحدهم:

الْقَدْحُ لَيْـسَ بِغِيبَـةٍ فِـي سِتَّـةٍ *** مُتَظَلِّـمٍ وَمُعَـرِّفٍ وَمُـحَـذِّرٍ

ولِمُظْهِـرٍ فِسْقًا وَمُسْتَفْـتٍ وَمَـنْ *** طَلَبَ الإِعَانَـةَ فِـي إِزَالَةِ مُنْكَرِ

 

24- قال أحدهم:

يُرِيـكَ النَّصِيحَـةَ عِنْـدَ اللِّقَـاءِ *** وَيَبْـرِيكَ فِي السِّـرِّ بَرْيَ الْقَلَمْ

 

25- قال محمود الورَّاق:

وسَمْعَكَ صُنْ عَنْ سَمَـاعِ الْقَبِيـ *** ح كَصَـوْنِ اللِّسَانِ عَنِ النُّطْقِ بِهْ

فَـإِنَّـكَ عِنْـدَ اسْتِمَـاعِ الْقَبِيـ *** حِ شَـرِيـكٌ لِقَـائِلِـهِ فَانْتَبِـهْ

 

26- قال أحدهم:

تُـدْلِي بِـوِدٍّ إِذا لاقَيْتَنِي كَـذِبًـا *** وَإِنْ أَغِـبْ فَـأَنْتَ الْهَامِزُ اللُّمَزْ

 

27- قال أحدهم:

ويَـأَخُذُ عَيْبَ النَّاسِ مَنْ عَيْبِ نَفْسِهِ *** مُـرَادٌ لَعَمْـرِي مَا أَرَادَ قَـرِيبُ

 

28- قال الأمير الصنعاني:

إِيَّاكَ إِيَّـاكَ أَعْـرَاضَ الـرِّجَالِ وَإِنْ *** رَاقَتْ بِفِيكَ فَإِنَّ السُّمَّ فِي الدَّسَمِ

 

29- قال أحدهم:

وَأَجْـرَأُ مَـنْ رَأَيْتُ بِظَهْـرِ غَيْبٍ *** عَلَى عَيْبِ الرِّجَـالِ أَخُو الْعُيُوبِ

 

30- قال أحدهم:

تَحَبَّبْ ذَوِي الأَضْغَانِ تَسْبِ نُفُوسَهُمْ *** تَحَبُّبَـكَ الْقُرْبَى فَقَدْ تُرْقَعُ النَّعَلْ

وَإِنْ دَحَسُوا بِالْكُـرْهِ فَاعْـفُ تَكَرُّمًا *** وَإِنْ غَيِّبُوا عَنْكَ الْحَدِيثَ فَلا تَسَلْ

فَإِنَّ الَّـذِي يُـؤْذِيكَ مِنْهُ سَمَاعُـهُ *** وَإِنَّ الَّذِي قَالُوا وَرَاءَكَ لَمْ يَقُـلْ

 

31- قال المقنع الكندي

فَإِنْ أَكَلُوا لَحْمِي وَفَرْتُ لُحُـومَهُمْ *** وَإِنْ هَدَمُوا مَجْدِي بَنَيْتُ لَهُمْ مَجْدَا

 

32- قال أبو العتاهية:

إِيَّـاكَ وَالْغِـيـبَـةَ وَالنَّمِيـمَـهْ *** فَـإِنَّـهَـا مَـنْـزِلَـةٌ ذَمِيمَهْ

 

33- قال أحدهم:

لا تَهْتِكَنْ مِنْ مَسَاوِي النَّاسِ مَا سَتَرُوا *** فَيَهْتِكَ اللهُ سِتْـرًا مِنْ مَسَاوِيكًـا

وَاذْكُرْ مَحَاسِنَ مَا فِيهُمْ إِذَا ذُكِـرُوا *** وَلا تَعِبْ أَحَدًا مِنْهُـمْ بِمَا فِيكَـا

 

34- قال قَعْنَب بن أم صاحب:

صُمٌّ إِذَا سَمِعُوا خَيْـرًا ذُكِـرْتُ بِهِ *** وَإِنْ ذُكِرْتُ بِسُوءٍ عِنْدَهُمْ أَذِنُـوا

 

الدراسات

1- أكدت أحدث دراسة نفسية أجراها د.جون كلارك أستاذ علم النفس بجامعة «بافلو» الأمريكية؛ حيث تنصح دراسة جون كل من يعاني بالتشتت الذهني والحيرة وعدم الاستقرار النفسي بقليل من «الصوم عن الكلام»، والانعزال والتأمل والاسترخاء يوميا؛ حيث يختلي الإنسان بنفسه؛ ليفكر ويتأمل بهدوء، مراعياً «الفراغ» أو فاعلاً «لا شيء»؛ ليطهر نفسه، ويريح عقله الذي يعاني من الازدحام، وتكدس المعلومات التي يتلقى منها الملايين بمقياس الكومبيوتر في الدقيقة الواحدة، وسيجد أن تلك الطريقة أفضل من الاعتماد على الأدوية والعقاقير، فالصمت يكسبنا الكثير من الفضائل والقيم الإنسانية، على حد تعبير جون.

 

2- يرى د.محمد سيد خليل أستاذ علم النفس بآداب عين شمس أن ميكانيزم عمل الصوم عن الكلام مع الاسترخاء يتلخص في توجيه التركيز على صورة ساكنة، أو شيء رتيب لتقوية سلطة النصف الأضعف من الدماغ المسؤول عن الخيالات، وهو (النصف الأيمن عادة)، لدى 90% من البشر وإراحة النصف الأقوى من الدماغ (الأيسر) المسؤول عن العقل والمنطق والتحليل.

 

3- يوضح د.خليل أن فترة الاسترخاء الذهني والعضلي؛ حينما يجلس الإنسان صامتاً وحيداً في جو هادئ؛ هي الفترة التي ينفتح فيها العقل الواعي على العقل الباطن؛ فتذوب عوامل الكبت ومظاهر القلق، ويكون التخلص من أي نازع خفي يكون مستتراً تحت الشعور دون وعي منه، ويستخدم هذا التكنيك العلاجي؛ لعلاج العديد من الاضطرابات النفسية والعصبية كالقلق، الوسواس القهري، المخاوف الهيستيرية، والفوبيا، وغيرها ويمكن أن يستخدم هذا التكنيك كبديل للعلاج الدوائي، أو يستخدم جنباً إلى جنب مع العلاج بالأدوية، وغالباً ما يأتي العلاج بالاسترخاء أو الصوم عن الكلام بنتيجة أفضل وأطول مفعولاً وأكثر إيجابية على صحة الفرد؛ حيث تضيف الكثير لصفاته الإيجابية، وتخلق عوامل جديدة تنمي شخصيته.

 

4- قالت الدكتورة منى حافظ أستاذة علم الاجتماع بآداب عين شمس، مؤكدة حاجة الإنسان للصوم عن الكلام، والخلاص المؤقت من الضغوط الاجتماعية والنفسية؛ أصبحت احتياجاً أساسياً هذه الأيام، وليست مجرد راحة مؤقتة نبحث عنها، أو نستشعرها لفترة، ثم يزول أثرها، فلا شك أن عصرنا الحديث بتشابكاته وتعقيداته يدفع العقل الإنساني إلى البلبلة، والنفسَ إلى السأم، والبدنَ إلى التعب والكسل. فمن حق الفرد أن ينفرد بذاته، ولو وقتاً قصيراً يومياً؛ حيث يصمت أو يرتاح سلبياً، أو يتأمل نفسه وملكوت الله، أو يحاسب ذاته قبل أن يخلد إلى النوم. إنها لحظات اختلاء واسترخاء تبدو قصيرة من حيث الوقت، ولكن نفعها وقيمتها وتأثيرها كبير ومستمر.

 

متفرقات

1- وأما اللفظات، فحفظها بأن لا يُخرِجَ لفظةً ضائعةً، بل لا يتكلّم إلا فيما يرجو فيه الربح والزيادة في دينه. فإذا أراد أن يتكلم بالكلمة نظر: هل فيها ربح وفائدة أم لا؛ فإنْ لم يكن فيها ربح أمسك عنها، وإن كان فيها ربح نظر: هل يفوته بها كلمة هي أربح منها، فلا يضيّعها بهذه. وإذا أردت أن تستدلّ على ما في القلب، فاستدِلَّ عليه بحركة اللسان، فإنّه يُطلِعُ ما في القلب (1)، شاء صاحبه أم أبى (الجواب الكافي 1/363).

 

2- قال أبو عثمانَ عمرو بنُ بحرٍ الجاحظُ: أحسن الكلام ما كان قليله يغنيك عن كثيره، ومعناه في ظاهر لفظه، وكأن الله (عز وجل) قد ألبسه من الجلالة، وغشاه من نور الحكمة، على حسب نية صاحبه، وتقوى قائله (البيان والتبيين (ج 1ص47) ط / دار الكتب العلمية).

 

3- قال بَكْرُ المُزَنيُّ: إيَّاك مِنَ الكلام ما إنْ أصبتَ فيه لَم تُؤجَر، وإنْ أخطأتَ فيه أثِمْتَ، وهو سوءُ الظنِّ بأخيك .

 

4- ينبغى للخطيب إذا ارتجل خطبة، والبليغ إذا افتتح رسالة، أن يكون ابتداء كلامه دالأ على انتهائه، فالابتدأء أول ما يقرع السمع، فإن كان عذبا، حسن التركيب، صحيح المعنى، أقبل السامع على الكلام فوعاه، وإلا أعرض عنه، وإن كان الباقى فى غاية الحسن (الوشاح للكرمى (3/ 254 ط1375هـ).

 

5- قال النووي: وروّينا عن الأستاذ أبي القاسم القشيريّ رحمه الله قال: الصّمت بسلامة وهو الأصل والسّكوت في وقته صفة الرّجال كما أنّ النّطق في موضعه من أشرف الخصال قال وسمعت أبا عليّ الدّقّاق يقول من سكت عن الحقّ فهو شيطان أخرس قال فأمّا إيثار أصحاب المجاهدة السّكوت فلما علموا ما في الكلام من الآفات ثمّ ما فيه من حظّ النّفس وإظهار صفات المدح والميل إلى أن يتميّز من بين أشكاله بحسن النّطق وغير هذا من الآفات (شرح النووي على مسلم للنووي (2/ 19 - 20). (فليس الكلام مأمورًا به على الإطلاق، ولا السّكوت كذلك، بل لابدّ من الكلام بالخير والسّكوت عن الشّرّ، وكان السّلف كثيرًا يمدحون الصّمت عن الشّرّ، وعمّا لا يعني لشدّته على النّفس، وذلك يقع فيه النّاس كثيرًا، فكانوا يعالجون أنفسهم، ويجاهدونها على السّكوت عمّا لا يعنيهم) (جامع العلوم والحكم لزين الدين الحنبلي (ص: 341). (ومن مدح الصمت، فاعتباراً بمن يسيء في الكلام، فيقع منه جنايات عظيمة في أمور الدين والدنيا. فإذا ما اعتبرا بأنفسهما، فمحال أن يقال في الصمت فضل، فضلا أن يخاير بينه وبين النطق. وسئل حكيم عن فضلهما فقال: الصمت أفضل حتى يحتاج إلى النطق وسئل آخر عن فضلهما فقال: الصمت عن الخنا، أفضل من الكلام بالخطا) (محاسن التأويل للقاسمي (9/ 100).

 

6- قال شمس الدين السفاريني: المعتمد أنّ الكلام أفضل لأنّه من باب التّحلية، والسّكوت من التّخلية، والتّحلية أفضل، ولأنّ المتكلّم حصل له ما حصل للسّاكت وزيادةٌ، وذلك أنّ غاية ما يحصل للسّاكت السّلامة وهي حاصلةٌ لمن يتكلّم بالخير مع ثواب الخير (غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب للسفاريني (1/ 74).

 

7- قال ابن تيمية رحمه الله: فالتكلم بالخير خير من السكوت عنه، والصمت عن الشر خير من التكلم به، فأما الصمت الدائم فبدعة منهي عنها، وكذلك الامتناع عن أكل الخبز واللحم وشرب الماء، فذلك من البدع المذمومة أيضا، كما ثبت في صحيح البخاري ‍ عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا قائما في الشمس، فقال: ما هذا؟ فقالوا: أبو إسرائيل نذر أن يقوم في الشمس، ولا يستظل، ولا يتكلم، ويصوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مروه فليجلس، وليستظل، وليتكلم، وليتم صومه (الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لابن تيمية (ص: 61).

 

8- قال ابن كثير -رحمه اللّه تعالى- عند تفسير قوله تعالى: (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ) [لقمان: 19] أي لا تبالغ في الكلام ولا ترفع صوتك فيما لا فائدة فيه، ولهذا قال: إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ، وقال مجاهد إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ: أي غاية من رفع صوته أنّه يشبّه بالحمير في علوّه ورفعه، ومع هذا فهو بغيض إلى اللّه، والتّشبيه في هذا بالحمير يقتضي تحريمه وذمّه غاية الذّمّ"(التفسير: 3/ 446).

 

9- قال ابن جرير في قوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً) [الأعراف: 55] تضرّعا تذلّلا واستكانة لطاعته. وخفية يقول: بخشوع قلوبكم، وصحّة اليقين بوحدانيّة وربوبيّته فيما بينكم وبينه لا جهارا مراءاة. (تفسير ابن كثير (3/ 69).

 

10- قال ابن القيّم -رحمه اللّه تعالى- في قوله عزّ وجلّ :(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً ..)  الآية [ إبراهيم: 24]: شبّه سبحانه الكلمة الطّيّبة بالشّجرة الطّيّبة، لأنّ الكلمة الطّيّبة تثمر العمل الصّالح والشّجرة الطّيّبة تثمر الثّمر النّافع، وهذا ظاهر على قول جمهور المفسّرين الّذين يقولون: الكلمة الطّيّبة: هي شهادة ألّا إله إلّا اللّه، فإنّها تثمر جميع الأعمال الصّالحة، الظّاهرة والباطنة، فكلّ عمل صالح مرضيّ للّه تعالى فهو ثمرة هذه الكلمة.(التفسير القيّم (327) ].

 

11- قال ابن القيّم -رحمه اللّه تعالى-: "أخبر المولى عزّ وجلّ عن فضله وعدله في الفريقين: أصحاب الكلم الطّيّب، وأصحاب الكلم الخبيث، فأخبر أنّه يثبّت الّذين آمنوا بإيمانهم بالقول الثّابت أحوج ما يكونون إليه في الدّنيا والآخرة، وأنّه يضلّ الظّالمين وهم المشركون عن القول الثّابت، فأضلّ هؤلاء بعدله لظلمهم وثبّت المؤمنين بفضله لإيمانهم"(التفسير القيّم: 332).

 

12- قال الطّبريّ في تفسير الآية: (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ) : يعني هداهم ربّهم في الدّنيا إلى شهادة ألّا إله إلّا اللّه. (تفسير القرطبي (17/ 102).

 

13- قال الإمام النّوويّ: " ينبغي لمن أراد أن ينطق أن يتدبّر ما يقول قبل أن ينطق، فإن ظهرت فيه مصلحة تكلّم وإلّا أمسك . (فتح الباري (11/ 317)، في شرح الحديث «إن العبد ليتكلم بالكلمة»).

 

14- قال الماورديّ: معنى حسن الخلق أن يكون المسلم سهل العريكة، ليّن الجانب، طلق الوجه، قليل النفور، طيّب الكلمة . (انظر أدب الدنيا والدين (237) وما بعدها).

 

الإحالات

1- اللباب في علوم الكتاب المؤلف: أبو حفص عمر بن علي ابن عادل الدمشقي الحنبلي دار النشر : دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان - 1419 هـ -1998 م الطبعة : الأولى تحقيق : الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض (2/194) .

2- الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي المؤلف: محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ) حققه: مُحَمَّد أجمل الإصْلاَحي خرج أحاديثه: زائد بن أحمد النشيري الناشر: مجمع الفقه الإسلامي بجدة، ط دار عالم الفوائد بجدة الطبعة: الأولى، 1429 (1/363) .

3- وصايا الآباء للأبناء المؤلف: وائل حافظ خلف الناشر: طُبع بدار جنا بالإسكندرية - دار الدعوة بمحرم بك - دار ابن القيم بالإسكندرية (1/68) .

4- دُرَرُ الكَلمِ وَغُرَرُ الحِكَمِ إنشاءُ عَلاَّمةِ الزَّمان الشَّيخِ جلال الدِّين السيوطي، رَحِمَهُ اللَّهُ تقديم وتحقيق الدكتور فايز عبد النبي القيسي قسم اللُّغة العربَّية وآدابها/ كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية جامعة الإمارات العربية المتحدة .

5- مجلة الثقافة السورية أصدرها: خليل بن أحمد مختار مردم بك (المتوفى: 1379هـ) وآخرون – سحر الألفاظ (3/27) .

6- موسوعة المفاهيم الإسلامية العامة المؤلف: المجلس الأعلى للشئون الإسلامية – مصر - براعة الاستهلال (1/76) .

7- مجموع رسائل الحافظ ابن رجب الحنبلي المؤلف: زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن، السَلامي، البغدادي، ثم الدمشقي، الحنبلي (المتوفى: 795هـ) المحقق: أبو مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني الناشر: الفاروق حديثة للطباعة والنشر الطبعة: جـ 1، 2/ الثانية، 1424 هـ - 2003 م جـ 3/ الأولى، 1424 هـ - 2003 م جـ 4/ الأولى، 1425 هـ - 2004 (1/259) .

8- موسوعة الأخلاق الإسلامية إعداد: مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي بن عبد القادر السقاف الناشر: موقع الدرر السنية على الإنترنت

dorar.net (2/444) . 9- عودة الروح ويقظة الإيمان المؤلف: مجدي الهلالي الناشر: دار السراج الطبعة: الأولى، 1430 هـ - 2009 م (1/18) .