كذب

2022-10-06 - 1444/03/10

التعريف

مصدر قولهم: كذب يكذب، وهو مأخوذ من مادّة (ك ذ ب) الّتي تدلّ على خلاف الصّدق.

قال ابن فارس: "وتلخيص هذا: أنّه لا يبلغ نهاية الكلام في الصّدق. من ذلك: الكذب، خلاف الصّدق، يقال كذب كذبا، وكذّبت فلانا: نسبته إلى الكذب، وأكذبته وجدته كاذبا، وحمل فلان ثمّ كذب وكذّب. أي لم يصدق في الحملة، وقولهم: ما كذّب فلان أن فعل كذا، أي ما لبث، فأمّا قول العرب كذب عليك كذا، وكذبك كذا، بمعنى الإغراء، أي عليك به، أو قد وجب عليك كما جاء في الحديث: "كذب عليكم الحجّ" أي وجب فكذا جاء عن العرب"(مقاييس اللغة:5-168).

 

وقال ابن الأثير: وقد استعملت العرب الكذب في موضع الخطأ، قال الأخطل:

كذبتك عينك أم رأيت بواسط *** غلس الظّلام من الرّباب خيالا

ومنه حديث عروة، قيل له: إنّ ابن عبّاس يقول: إنّ النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- لبث بمكّة بضع عشرة سنة. قال: كذب. أي أخطأ، ومنه قول عمر لسمرة حين قال: المغمى عليه يصلّي مع كلّ صلاة صلاة حتّى يقضيها، فقال: كذبت، ولكنّه يصلّيهنّ معا. أي أخطأت"(النهاية في غريب الحديث:4/159-160).

 

ويأتي الكذب بمعنى الجبن عن الثّبات في الحرب. وبمعنى: معاريض الكلام والتّورية (لسان العرب والصحاح والنهاية: مادة كذب).

 

الكذب اصطلاحا:

 

قال الجرجانيّ: "كذب الخبر عدم مطابقته للواقع. وقيل: هو إخبار لا على ما عليه المخبر عنه"(التعريفات:183).

 

وقال ابن حجر: "الكذب: هو الإخبار بالشّيء على خلاف ما هو عليه سواء كان عمدا أم خطأ"(فتح الباري:6-242).

 

من الألفاظ المرادفة للكذب: "الميْن، والزُّور، والتَّخرُّص، والإفك، والباطل، والخطل، والفند، والتَّزيَّد، واللفت، والانتحال، والبَهت"(الألفاظ المترادفة؛ لأبي الحسن الرماني:61).

 

الفرق بين الكذب وبعض الألفاظ المترادفة

 

- الفرق بين الخرص والكذب:

"أنَّ الخرص هو الحزر، وليس من الكذب في شيء، والخرص ما يحزر من الشيء، يقال: كم خرص نخلك، أي: كم يجئ من ثمرته، وإنما استعمل الخرص في موضع الكذب؛ لأنَّ الخرص يجري على غير تحقيق، فشُبِّه بالكذب، واستُعمل في موضعه.

وأما التكذيب فالتصميم، على أنَّ الخبر كذب بالقطع عليه، ونقيضه التصديق"(الفروق اللغوية؛ لأبي هلال العسكري:214).

 

- الفرق بين الكذب والافتراء والبهتان:

"الكذب: هو عدم مطابقة الخبر للواقع، أو لاعتقاد المخبر لهما على خلاف في ذلك.

والافتراء: أخص منه؛ لأنَّه الكذب في حق الغير بما لا يرتضيه، بخلاف الكذب فإنه قد يكون في حق المتكلم نفسه، ولذا يقال لمن قال: فعلت كذا ولم أفعل كذا. مع عدم صدقه في ذلك: هو كاذب، ولا يقال: هو مفتر، وكذا من مدح أحدًا بما ليس فيه، يقال: إنه كاذب في وصفه، ولا يقال: هو مفتر؛ لأنَّ في ذلك مما يرتضيه المقول فيه غالبًا.

وقال سبحانه حكاية عن الكفار: افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا [الأنعام: 93]؛ لزعمهم أنه أتاهم بما لا يرتضيه الله سبحانه مع نسبته إليه.

وأيضًا قد يحسن الكذب على بعض الوجوه، كالكذب في الحرب، وإصلاح ذات البين، وعدة الزوجة، كما وردت به الرواية، بخلاف الافتراء.

وأما البهتان: فهو الكذب الذي يواجه به صاحبه على وجه المكابرة له"(الفروق اللغوية؛ لأبي هلال العسكري:449).

 

- الفرق بين الكذب والإفك:

(الكذب: اسم موضوع للخبر الذي لا مخبر له على ما هو به، وأصله في العربية التقصير، ومنه قولهم: كذب عن قرنه في الحرب. إذا ترك الحملة عليه، وسواء كان الكذب فاحش القبح، أو غير فاحش القبح.

والإفك: هو الكذب الفاحش القبح، مثل الكذب على الله ورسوله، أو على القرآن، ومثل قذف المحصنة، وغير ذلك مما يفحش قبحه، وجاء في القرآن على هذا الوجه، قال الله تعالى: وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ [الجاثية: 7]" (الفروق اللغوية؛ لأبي هلال العسكري:450).

 

- الفرق بين الخُلف والكذب:

"الكذب فيما مضى، وهو أن تقول: فعلت كذا، ولم تفعله، والخلف لما يستقبل، وهو أن تقول: سأفعل كذا. ولا تفعله"(الفروق اللغوية؛ لأبي هلال العسكري:224).

 

قال أبو عبيد: "المعاريض: أن يريد الرجل أن يتكلم الرجل بالكلام الذي إن صرح به كان كذبًا، فيعارضه بكلام آخر يوافق ذلك الكلام في اللفظ، ويخالفه في المعنى، فيتوهم السامع أنَّه أراد ذلك"(غريب الحديث؛ لأبي عبيد:4-287).

العناصر

 

1- التحذير من الكذب وبيان خطورته .

 

 

2- الكذب كله أسود مظلم مشين .

 

 

3- من أعظم الكذب والفرية أن ينسب إلى الإسلام ما الإسلام بريء منه .

 

 

4- عظم خطر اللسان .

 

 

5- أسباب الكذب .

 

 

6- أمور من الكذب يستهان بها: الكذب على الأطفال، الكذب لمنفعة، شهادة الزور، غش الرعية .

 

 

7- مواطن يجوز فيها الكذب .

 

 

8- التحذير من الكذب في عبادة الله وكيفية ذلك .

 

 

9- الكذب من خصال المنافقين .

 

 

10- أثر الكذب يوم القيامة .

الايات

  1. قال الله تعالى: (فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)[البقرة:10].
  2. قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)[البقرة:39].
  3. قال الله تعالى: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)[آلعمران:61].
  4. قال الله تعالى: (وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)[آلعمران:75].
  5. قال لله تعالى: (فَمَنِ افْتَرَىَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)[آلعمران:94].
  6. قال الله تعالى: (قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ)[آلعمران:137].
  7. قال الله تعالى: (انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُّبِينًا)[النساء:50].
  8. قال الله تعالى: (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا)[النساء:112].
  9. قال الله تعالى: (وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا) [النساء:156].
  10. قال الله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)[الأنعام:21].
  11. قال الله تعالى: (وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)[الأنعام:27-28].
  12. قال الله تعالى: (وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) [الأنعام:١١٦].
  13. قال الله تعالى: (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ) [الأنعام:١٤٨].
  14. قال الله تعالى: (لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاَّتَّبَعُوكَ وَلَكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ)[التوبة:42-43].
  15. قال الله تعالى: (فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ)[التوبة:77].
  16. قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)[التوبة:107].
  17. قال الله تعالى: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ)[يونس:17].
  18. قال الله تعالى: (قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ)[يونس:69].
  19. قال الله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ)[هود:18].
  20. قال الله تعالى: (وَجَاؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ)[يوسف:18].
  21. قال الله تعالى: (وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَإِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ)[يوسف:25-28].
  22.  قال الله تعالى: (وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ۖ لَوْلَا أَن تُفَنِّدُونِ) [يوسف:٩٤].
  23. قال الله تعالى: (وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لاَ جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ الْنَّارَ وَأَنَّهُم مُّفْرَطُونَ)[النحل:62].
  24. قال الله تعالى: (وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِن دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ * وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ)[النحل:86-87].
  25.  قال الله تعالى: (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ)[النحل:105].
  26. قال الله تعالى: (وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ)[النحل:116].
  27. قال الله تعالى: (مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً)[الكهف:5].
  28. قال الله تعالى: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً)[الكهف:15].
  29. قال الله تعالى: (قَالَ لَهُم مُّوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى)[طه:61].
  30. قال الله تعالى: (بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الأَوَّلُونَ * قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ * لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ * قُل لِّمَنِ الأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ..) إلى قوله: (بَلْ أَتَيْنَاهُم بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)[المؤمنون:81-90].
  31. قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلاَّ أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ * وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ * وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ)[النور:6-10].
  32. قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ * لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ * لَوْلا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُولَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ * وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ * وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ)[النور:11-12].
  33. قال الله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاؤُوا ظُلْمًا وَزُورًا * وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلا * قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا) [الفرقان:٤-6].
  34. قال الله تعالى: (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ)[الشعراء: 221-223].
  35. قال الله تعالى: (قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ)[النمل:27].
  36. قال الله تعالى: (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)[العنكبوت:3].
  37. قال الله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)[العنكبوت:12].
  38. قال الله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ)[العنكبوت:68].
  39. قال الله تعالى: (فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ * أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ * أَلا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ * وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * أَفَلا تَذَكَّرُونَ * أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ * فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ * سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ)[الصافات:149-159].
  40. قال الله تعالى: (وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ)[السجدة:20].
  41. قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا * وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) [الأحزاب:٥٧-٥٨].
  42. قال الله تعالى: (وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ)[سبأ:42].
  43. قال الله تعالى: (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ)[الزمر:3].
  44. قال الله تعالى: (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ)[الزمر:60].
  45. قال الله تعالى: (وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ)[غافر:28].
  46. قال الله تعالى: (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى)[النجم:11].
  47. قال الله تعالى: (الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) [المجادلة:٢]
  48. قال الله تعالى: (أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُوا لا يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنصَرُونَ)[المجادلة:11-12].
  49. قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ * لَّن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ)[المجادلة:14-18].
  50. قال الله تعالى: (وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ) [الممتحنة:١٢].
  51.  قال الله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)[الصف:7].
  52. قال الله تعالى: (إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ)[المنافقون:1].
  53. قال الله تعالى: (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا)[الجن:5].
  54. قال الله تعالى: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى * أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَى * أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى * أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى * أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى * كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ * فَلْيَدْعُ نَادِيَه * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ * كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ)[العلق:9-19].
  55. (زَعَمَ الّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا)[التغابن:7].
  56. (وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) [الحج:٣٠].

الاحاديث

  1. عن ابن مسعود -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إِلَى الجَنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقاً. وإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّاباً"(رواه البخاري:٦٠٩٤، مسلم ٢٦٠٧).
  2. عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-: أن النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "أرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ، كَانَ مُنَافِقاً خَالِصاً، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ، كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ نِفاقٍ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا أؤْتُمِنَ خانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ"(رواه البخاري:٣١٧٨، ومسلم:٥٨).
  3. عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: " من تحلَّمَ بحلمٍ لم يرَهُ كُلِّفَ أن يعقدَ بين شعيرتيْنِ، ولن يفعل"(رواه البخاري:٧٠٤٢).
  4. عن واثلة بن الأسقع الليثي أبي فسيلة -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ مِن أعظمِ الفِرى أن يَدَّعيَ الرَّجلَ إلى غيرِ أبيه، أو يُرِيَ عينَه ما لم تَرَه، أو يقولَ على رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ما لم يقُلْ"(رواه البخاري:٣٥٠٩).
  5. عن سَمُرَةَ بنِ جُنْدُبٍ -رضي الله عنه- قَالَ: إن النبي -صلى الله عليه وسلم-- قال لنا ذَات غَدَاةٍ: "إنَّهُ أَتَانِيَ اللَّيْلَةَ آتِيَانِ، وإنَّهُمَا قَالا لِي: انْطَلِقْ، وإنِّي انْطَلَقتُ مَعَهُمَا، فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لِقَفَاهُ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِكَلُّوبٍ مِنْ حَديدٍ، وَإِذَا هُوَ يَأتِي أحَدَ شِقَّيْ وَجْهِهِ فَيُشَرْشِرُ شِدْقَهُ إِلَى قَفَاهُ، ومِنْخَرَهُ إِلَى قَفَاهُ، وعَيْنَهُ إِلَى قَفَاهُ، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلَى الجانبِ الآخَرِ، فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ بالجَانِبِ الأوَّلِ، فَمَا يَفْرَغُ مِنْ ذَلِكَ الجانبِ حَتَّى يَصِحَّ ذَلِكَ الجانبُ كما كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلَ فِي المرَّةِ الأُوْلَى" قَالَ: "قُلْتُ: سُبْحَانَ اللهِ! مَا هذانِ؟ قالا لي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ.." إلى أن قال: "وأمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أتَيْتَ عَلَيْهِ يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إِلَى قَفَاهُ، ومِنْخَرُهُ إِلَى قَفَاهُ، وَعَيْنُهُ إِلَى قَفَاهُ، فإنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ فَيَكْذِبُ الكِذْبَةَ تَبْلُغُ الآفاقَ"(رواه البخاري:٧٠٤٧).
  6. عن أسماء -رَضِيَ اللهُ عنها-: أنَّ امْرأةً قالت: يَا رسولَ الله، إنَّ لِي ضَرَّةً فهل عَلَيَّ جُنَاحٌ إنْ تَشَبَّعْتُ مِنْ زَوْجِي غَيْرَ الَّذِي يُعْطِيني؟ فَقَالَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "المُتَشَبِّعُ بِما لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ"(رواه البخاري:٥٢١٩، ومسلم:٢١٣٠).
  7. عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: "ثلاثٍ من حَدَّثَكَهُنَّ فقدْ كذَبَ: منْ حدَّثَكَ أنَّ محمدًا -صلى الله عليه وسلم- رأى ربَّهُ فقدْ كذَبَ، ثم قرَأتْ: (لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ). وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ. ومنْ حدثَكَ أنَّهُ يعلمُ ما في غدٍ فقدْ كَذَبَ، ثم قَرَأَتْ: (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا)، ومنْ حدَّثَك أنَّهُ كَتَمَ فقدْ كذب ثمَّ قرأتْ (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّك). الآيةُ، ولكنهُ رأى جبريلَ -عليهِ السلامُ- في صورتِهِ مرَّتينِ"(رواه البخاري:٤٨٥٥).
  8. عن أم كلثوم بنت عقبة -رضي الله عنها- قالت: ما سمعتُ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يرخصُ في شيءٍ من الكذبِ إلا في ثلاثٍ كان رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يقولُ: "لا أعدُّه كاذبًا الرجلُ يصلحُ بين الناسِ يقولُ القولَ ولا يريدُ به إلا الإصلاحَ، والرجلُ يقولُ في الحربِ، والرجلُ يحدثُ امرأتَه، والمرأةُ تحدثُ زوجَها"(أخرجه أبو داود:٤٩٢١، واللفظ له، والنسائي في "السنن الكبرى":٩١٢٤، وأحمد:٢٧٢٧٥، وصححه الألباني).
  9. عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: سمعتُ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يقول: "مَن لَمْ يَدَعِ الخَنَا والكذِبَ فلا حاجةَ للهِ في أنْ يدَعَ طعامَه وشرابَه"(أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط":٣٦٢٢، وقال ابن حجر في فتح الباري: رجاله ثقات، وقال الألباني: حسن لغيره).
  10. عن عائشة أم المؤمنين  ما كان خُلُقٌ أَبْغَضَ إلى رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- من الكَذِبِ، ولقد كان الرجلُ يُحَدِّثُ عند النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- بالكِذْبَةِ، فما يَزَالُ في نفسِهِ، حتى يَعْلَمَ أنه قد أَحْدَثَ منها توبةً"(رواه الترمذي:١٩٧٣، وحسنه، وأحمد:25224، وصححه الألباني).
  11. عن عبدالله بن عامر بن ربيعة -رضي الله عنهما- قال: دعتني أمي يوما ورسول اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قاعد في بيتنا فقالت: ها تعال أعطيك، فقال لها رسول اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "وما أردت أن تعطيه؟" قالت: أعطيه تمرا، فقال لها رسول اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أما إنك لو لم تعطيه شيئا كتبت عليك كذبة"(أخرجه أبو داود:٤٩٩١، وأحمد:١٥٧٤٠، وحسنه الألباني).
  12. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ قال لِصَبِيٍّ: تَعالَ هاكَ، ثُمَّ لمْ يُعْطِهِ، فهيَ كَذْبَةٌ"(رواه أحمد:٩٨٣٦، واللفظ له، وابن وهب في "الجامع":٥١٤، وابن أبي الدنيا في "الصمت":٥١٩، وحسنه الألباني لغيره).
  13. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ أُفْتِىَ بِغيرِ عِلمٍ كان إثْمُهُ على مَنْ أفْتاهُ، ومَنْ أشارَ على أخيهِ بأمْرٍ يعلمُ أنَّ الرُّشْدَ في غيرِهِ فقدْ خانَهُ"(أخرجه أبو داود:٣٦٥٧، واللفظ له، وابن ماجه:٥٣، وأحمد:٨٢٦٦، وحسنه الألباني).
  14. عن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- قال: قال رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-:  إنَّ كذبًا عليَّ ليسَ كَكذبٍ على أحدٍ؛ فمن كذَبَ عليَّ متعمِّدًا فليتبوَّأ مقعدَه منَ النَّار"(رواه البخاري:١٢٩١، ومسلم في المقدمة).
  15. عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-، قَالَ: قَالَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "إن الذي يكذبُ عليَّ يُبنى له بيتٌ في النارِ"(رواه أحمد:4742، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح).
  16. عن أبي قتادة -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "إيَّاكُم وَكثرةَ الحديثِ عنِّي، فمن قالَ عليَّ، فليقُلْ حقًّا أو صدقًا، ومن تقوَّلَ عليَّ ما لم أقُلْ، فليتبوَّأ مقعدَهُ منَ النَّارِ"(رواه ابن ماجه:٣٣، وأحمد:22591، وحسنه الألباني).
  17. عن أبي حميد و أبي أسيد -رضي الله عنهما- قَالَا: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا سمعتُمُ الحديثَ عني تعرفُه قلوبُكم، وتلينُ له أشعارُكم وأبشارُكم، وترون أنه منكم قريبٌ فأنا أوْلاكم به، وإذا سمعتُمُ الحديثَ عني تُنكِره قلوبُكم، وتنفِرُ منه أشعارُكم وأبشارُكم، وترون أنه بعيدٌ منكم، فأنا أبعدُكم منه"(أخرجه أحمد:١٦١٠٢، وابن سعد في "الطبقات الكبرى":١-٣٨٧، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار":٦٠٦٧، وحسنه الألباني).
  18. عن نفيع بن الحارث الثقفي أبي بكرة -رضي الله عنه- قَال: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ألا أنبِّئُكم بأَكبَرِ الكبائرِ". قُلنا: بلَى يا رسولَ اللَّهِ، قالَ: "الإشراكُ باللَّهِ، وعقوقُ الوالدينِ -وَكانَ متَّكِئًا فجلسَ فقالَ- ألا وقولُ الزُّورِ وشَهادةُ الزُّورِ، ألا وقولُ الزُّورِ وشَهادَةُ الزُّورِ". فما زالَ يقولُها، حتَّى قلتُ: لا يسكتُ(رواه البخاري:٥٩٧٦، ومسلم:٨٧).
  19. عن معاوية بن حيدة القشيري -رضي الله عنه- قَال: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ويلٌ للذي يحدِّثُ بالحديثِ ليُضحكَ به القومَ فيكذبُ ويلٌ له ويلٌ له"(أخرجه أبو داود:٤٩٩٠، والترمذي:٢٣١٥، واللفظ له، والنسائي في "السنن الكبرى":١١١٢٦، وأحمد:٢٠٠٤٦، وحسنه الألباني).
  20. عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قَال: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ألا هل عسَى رجلٌ منكم أن يتكلَّمَ بالكلمةِ يُضحِكُ بها القومَ فيسقُطَ بها أبعدَ من السَّماءِ، ألا هل عسَى رجلٌ منكم يتكلَّمُ بالكلمةِ يُضحِكُ بها أصحابَه، فيسخَطُ اللهُ بها عليه لا يرضَى عنه حتَّى يُدخِلَه النَّارَ (رواه أحمد:9209 , وابن حبان:5716، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب:2877).
  21. عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ -رضي الله عنه- قال: "لا يصلحُ الكذبُ في جدٍّ ولا هزلٍ، ولا أن يَعِدَ أحدُكم ولدَه شيئًا ثم لا يُنجزُ له"(رواه البخاري في الأدب المفرد:387، وابن أبي شيبة في مصنفه:25601، وصححه الألباني).
  22. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قَال: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تقومُ الساعةُ حتى يَقْتَتِلَ فِئَتَانِ، فَيَكونُ بينَهما مقْتَلَةٌ عظِيمةٌ، دَعْوَاهُما واحدةٌ. ولا تقومُ الساعةُ حتى يُبْعَثَ دجالونَ كذابونَ، قريبًا من ثلاثينَ، كلُّهم يزعُمُ أنه رسولُ اللهِ"(رواه البخاري:٣٦٠٩، ومسلم:١٥٧).
  23. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قَال: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يكونُ في آخِرِ الزمانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ. يأتونَكم من الأحاديثِ بما لم تَسْمَعُوا أنتم ولا آباؤُكم. فإيَّاكم وإيَّاهم. لا يُضِلُّونَكم ولا يَفْتِنُونَكم"(رواه مسلم في المقدمة:٧).
  24. عن المقداد -رضي الله عنه-، قال: "أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نحثو في وجوه المداحين التراب"(رواه مسلم:٣٠٠٢).
  25. عن عبد الله بن أبي أوفى -رضي الله عنهما-: أن رجلًا أقام سلعة في السوق، فحلف فيها، لقد أعطى بها ما لم يعطه، ليوقع فيها رجلًا من المسلمين، فنزلت: (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً)[آل عمران:77](رواه البخاري:٤٥٥١).
  26. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قَال: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثةٌ لا يكلمُهم اللهُ يومَ القيامةِ ولا ينظرُ إليهم: رجلٌ حلف على سلعةٍ لقد أعطى بها أكثرَ مما أعطى وهو كاذبٌ، ورجلٌ حلف على يمينٍ كاذبةٍ بعد العصرِ ليقتطعَ بها مالَ رجلٍ مسلمٍ..."(رواه البخاري:٢٣٦٩، ومسلم:١٠٨).
  27. عن ثابت بن الضحاك -رضي الله عنه- قَال: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من حلَفَ بملَّةٍ غيرِ الإسلامِ كاذِبًا فَهوَ كما قالَ"(رواه البخاري:٦١٠٥، ومسلم:١١٠).
  28. عن الحسن بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- قَال: حفِظْتُ من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "دعْ ما يَريبُكَ إلى مَا لا يَريبُكَ فإنَّ الصدقَ طمَأْنِينَةُ والكذِبَ رِيبَةٌ"(أخرجه الترمذي:٢٥١٨، واللفظ له، وأحمد:١٧٢٣، وصححه الألباني).
  29. عن عبدالله بن مسعود أو حذيفة بن اليمان -رضي الله عنهما-: "بِئسَ مَطيَّةُ الرَّجُلِ زعَموا"(أخرجه أبو داود:٤٩٧٢، وأحمد:٢٣٤٥١، وصححه الألباني).
  30. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قَال: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كفى بالمرءِ كذبًا أن يُحَدِّثَ بكلِّ ما سمِع"(رواه مسلم في المقدمة:٥).
  31. عن معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- قَال: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أيما امرأةٍ زادت في رأسِها شعرًا ليس منه فإنه زورٌ تزيد فيه"(رواه النسائي:٥١٠٨، وصححه الألباني).
  32. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قَال: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من لمْ يَدَعْ قولَ الزورِ والعملَ بِهِ والجَهلَ، فليسَ للهِ حاجَةٌ في أنِ يَدَعَ طعَامَهُ وشرَابَهُ"(رواه البخاري:٦٠٥٧).
  33. عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: أن عبد الله بن سلام قال: يا رسولَ اللهِ، إن اليهود قوم بهت، فاسألهم عني قبل أن يعلموا بإسلامي، فجاءت اليهود، فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "أي رجلٌ عبد الله بن سلام فيكم؟". قالوا: خيرنا وابن خيرنا، وأفضلنا وابن أفضلنا. فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام". قالوا: أعاذه الله من ذلك، فأعاد عليهم فقالوا مثل ذلك، فخرج إليهم عبد الله فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، قالوا: شرنا وابن شرنا، وتنقصوه، قال: هذا كنتُ أخاف يا رسولَ اللهِ (رواه البخاري:٣٩٣٨).

الاثار

  1. عن ابن مسعود قال: "عدلت شهاده الزور الشرك بالله، وقرأ: (فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور)"(صحيح الترغيب:٢٣٠١، وقال الألباني: صحيح موقوف).
  2. عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: "كلُّ الخِلالِ يُطبعُ عليها المؤمنُ إلَّا الخيانةَ والكذبَ"(رواه ابن أبي شيبة في "الإيمان":81، وأبو عبيد في "الإيمان":٦٩، وقال الألباني: صحيح موقوفا).
  3. قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "لأن يضعني الصدق وقلَّما يفعل، أحب إليَّ من أن يرفعني الكذب وقلَّما يفعل"(أدب الدنيا والدين:264).
  4. عن عِمرانَ بنِ الحُصَيْنِ، أنَّهُ قالَ: "إنَّ في المعاريضِ لَمندوحةً، عنِ الكَذِبِ"(رواه البخاري في "الأدب المفرد":857، وابن أبي شيبة:5-282/26096، وصحح وقفه الألباني في صحيح "الأدب المفرد":662).
  5. قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "ما في المعاريض ما يغنى الرجل عن الكذب"(رواه البيهقي في "السنن الكبرى":10-335/20841).
  6. قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: "أعظم الخطايا الكذب، ومن يعفَّ يعفُ الله عنه"(رواه أبو نعيم في الحلية:1-138).
  7. قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "الكذب فجور، والنَّمِيمَة سحرٌ، فمن كذب فقد فجر، ومن نمَّ فقد سحر"(عيون الأخبار؛ لابن قتيبة:2-31).
  8. عن مطرف بن عبد الله العمري قال: "ما يسرني أني كذبت كذبة وأن لي الدنيا وما فيها "(سير أعلام النبلاء:4-195).
  9. عن شعبة بن الحجاج قال: " خذوا عن أهل الشرف؛ فإنهم لا يكذبون "(سير أعلام النبلاء:7-217).
  10. قال إبراهيم الحربي: "لو كان الكذب حلالاً تركه هارون الحمال تنزُّهاً"(سير أعلام النبلاء:12-216).
  11. قال سفيان -رضي الله عنه-: "فو الله لولا الحياء من أن يأثروا عليَّ كذباً لكذبت عنه"(رواه البخاري:٧، ومسلم:١٧٧٣).
  12. روى شعبة عن سلمة بن كهيل عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: " المسلم يطبع على كل طبيعة غير الخيانة والكذب "(الكبرى للبيهقي:١٠-١٩٧، وقال: موقوف وهو الصحيح).
  13. قال ابن السمَّاك: "ما أحسبني أؤجر على ترك الكذب؛ لأني أتركه أنفة"(المحاسن والأضداد؛ للجاحظ:1-59).
  14. قال الشعبي: "عليك بالصدق حيث ترى أنه يضرك؛ فإنه ينفعك، واجتنب الكذب حيث ترى أنه ينفعك؛ فإنه يضرك"(المحاسن والأضداد؛ للجاحظ:1-59).
  15. قال الفضيل: " أكذب الناس العائد في ذنبه"(سير أعلام النبلاء:8-427).
  16. عن شريح قال: "زعموا كنيةُ الكذب"(رواه ابن سعد في الطّبقات:6-141).
  17. عن مالك قال: "اعلم أنه فسادٌ عظيم أن يتكلم الإنسان بكل ما يسمع"(سير أعلام النبلاء:8-66).
  18. قال الإمام أحمد: "الكذب لا يصلح منه جدّ ولا هزل" (الآداب الشرعية:1-20).

القصص

1- قال خصم لشريح: قد علمتُ من أين أتيت؟ فقال شريح: لعن الله الراشي والمرتشي والكاذب. 2- عن مطرف بن عبد الله العامري قال: " إن الرجل ليكذب مرتين، يقال له ما هذا، فيقول: لا شيء إلا شيء ليس بشيء ". 3- عن ابن شبرمة: سُئل الشعبي عن شيء فلم يجب فيه، فقال عنده: أبو عمرو يقول فيه كذا وكذا، فقال الشعبي: هذا من المحيا، فأنت في الممات عليّ أكذب. 4- عن عيسى بن دينار قال: سألت أبا جعفر عن المختار، فقال: قام أبي على باب الكعبة، فلعن المختار، فقيل له: تلعنه، وإنما ذبح فيكم؟ قال: إنه كان يكذب على الله ورسوله. 5- قيل: إن عبد الصمد عم المنصور، دخل على سفيان يعوده، فحول وجهه إلى الحائط، ولم يرد السلام، فقال عبد الصمد: يا سيف! أظن أبا عبد الله نائما. قال: أحسب ذاك -أصلحك الله- فقال سفيان: لا تكذب، لست بنائم. فقال عبد الصمد: يا أبا عبد الله! لك حاجة؟ قال: نعم، ثلاث حوائج: لا تعود إلي ثانية، ولا تشهد جنازتي، ولا تترحم علي. فخجل عبد الصمد، وقام، فلما خرج، قال: والله لقد هممت أن لا أخرج إلا ورأسه معي. 6- قال نعيم بن حماد: قلت لعبد الرحمن بن مهدي: كيف تعرف الكذاب؟ قال: كما يعرف الطبيب المجنون. 7- كان الغازي بن قيس الأندلسي المقرئ يقول: ما كذبتُ منذ احتلمت. 8- عن أصبغ بن خليل: سمع الغازي يقول: والله ما كذبت كذبة قط منذ اغتسلت، ولولا أنَّ عمر بن عبد العزيز قاله ما قلته. 10- قال محمد بن يونس الكديمي: سمعت عبد الله بن داود يقول: ما كذبت قط إلا مرة واحدة، قال لي أبي: قرأت على المعلم؟ قلت: نعم وما كنت قرأت عليه. 11- وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: هو ثقة، وقد سئل إبراهيم الحربي مرة عنه، فقال: هو أكبر مني بثلاث سنين، وأنا قد لقيت حسين بن محمد، أفلا يلقاه هو؟ لو أن الكذب حلال، ما كذب إسحاق بن الحسن الحربي. 12- وقال السلفي: قال لي أبو الخطاب ابن الجراح: صليت بالمستظهر في رمضان، فقرأت: (إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ) [يوسف:81]، رواية رويناها عن الكسائي، فلما سلمت، قال: هذه قراءة حسنة، فيه تنزيه أولاد الأنبياء عن الكذب. قلت: كيف بقولهم: (فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ) (وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ)؟! 13- قال مغيرة: كان إبراهيم النخعي إذا طلبه إنسان لا يحب لقاءه، خرجت الجارية، فقالت: اطلبوه في المسجد. 14- عن الأعمش عن إبراهيم النخعي قال:أتى رجل فقال: إني ذكرت رجلاً بشيء فبلغه عني، فكيف أعتذر إليه؟ قال: تقول: والله إن الله ليعلم ما قلت من ذلك من شيء. 15- عن أبي نصر التمار قال: كان جرير بن حازم يُحدث، فإذا إنسان لا يشتهي أن يحدثه، ضرب بيده إلى ضره، وقال: أوه. 16- استأذن رجلٌ على أبي الوليد الطيالسي، فوضع رأسه على الوسادة، ثم قال للأمة: قولي له: الساعة وضع رأسه. 17- حدثنا إسحاق بن هانئ، قال: كنا عند أحمد بن حنبل في منزله، ومعه المروذي، ومهنى، فدق داق الباب، وقال: آلمروذي ههنا؟ فكأن المروذي كره أن يعلم موضعه، فوضع مهنى أصبعه في راحته، وقال: ليس المروذي ههنا، وما يصنع المروذي ههنا؟ فضحك أحمد، ولم ينكر. 18- عن محمد بن سيرين: أنه كان يُحدِّثه الرجل، فلا يُقْبل عليه، ويقول: ما اتهمك ولا الذي يحدثك، ولكن من بينكما اتهمه. 19- عن الأعمش قال: ما رأيت أحداً أردّ لحديث لم يسمعه من إبراهيم النخعي. 20- قال حفص بن غياث: قلت لسفيان الثوري: يا أبا عبد الله، إن الناس قد أكثروا في المهدي، فما تقول فيه؟ قال: إن مرَّ على بابك، فلا تكن فيه في شيء، حتى يجتمع الناس عليه. 21- نهض المخزومي مع محمد بن عبد الله بن حسن، وظنه المهدي، ثم إنه ندم فيما بعد، وقال: لا غرَّني أحد بعده. 22- قال أبو زكريا –يعني ابن معين-: ما أعلم أحداً قدم علينا من خراسان كان أفضل من ابن شقيق، وكانوا كتبوا في أمره كتاباً أنه يرى الإرجاء، فقلنا له، فقال: لا أجعلكم في حلّ.

الاشعار

وما شيء إذا فكرت فيه *** بأذهب للمروءة والجمال من الكذب الذي لا خير *** وأبعد بالبهاء من الرجال [...........] لي حيلة فيمن ينـم *** وليس في الكذاب حيلهْ من كان يخلق ما يقو *** ل فحيلتي فيـه قليـلهْ [منصور الفقيه] كم حسيب كريم ذا شرف قد شانه الكذب وسط الحي عمدا وآخر كان صعلوكا فشرفه صدق الحديث وقول جانب الفندا فصار هذا شريفا فوق صاحبه وصـار هذا وضيعاً تحتـه أبـدا [...........]

متفرقات

  1. قال النووي: "اعلَمْ أنَّ الكَذِبَ، وإنْ كَانَ أصْلُهُ مُحَرَّماً، فَيَجُوزُ في بَعْضِ الأحْوَالِ بِشُروطٍ قَدْ أوْضَحْتُهَا في كتاب: الأَذْكَارِ ، ومُخْتَصَرُ ذَلِكَ: أنَّ الكلامَ وَسيلَةٌ إِلَى المَقَاصِدِ، فَكُلُّ مَقْصُودٍ مَحْمُودٍ يُمْكِنُ تَحْصِيلُهُ بِغَيْرِ الكَذِبِ يَحْرُمُ الكَذِبُ فِيهِ، وإنْ لَمْ يُمْكِنْ تَحْصِيلُهُ إِلاَّ بالكَذِبِ، جازَ الكَذِبُ. ثُمَّ إنْ كَانَ تَحْصِيلُ ذَلِكَ المَقْصُودِ مُبَاحاً كَانَ الكَذِبُ مُبَاحاً، وإنْ كَانَ وَاجِباً، كَانَ الكَذِبُ وَاجِباً. فإذا اخْتَفَى مُسْلِمٌ مِنْ ظَالِمٍ يُريدُ قَتْلَهُ، أَوْ أَخذَ مَالِهِ وأخفى مالَه وَسُئِلَ إنْسَانٌ عَنْهُ، وَجَبَ الكَذِبُ بإخْفَائِه. وكذا لو كانَ عِندَهُ وديعَةٌ، وأراد ظالمٌ أخذها، وجبَ الكذبُ بإخفائها. وَالأحْوَطُ في هَذَا كُلِّهِ أن يُوَرِّيَ. ومعْنَى التَّوْرِيَةِ: أنْ يَقْصِدَ بِعِبَارَتِهِ مَقْصُوداً صَحيحاً لَيْسَ هُوَ كَاذِباً بالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ، وإنْ كَانَ كَاذِباً في ظَاهِرِ اللَّفْظِ، وبالنِّسْبَةِ إِلَى مَا يَفْهَمُهُ المُخَاطَبُ، وَلَوْ تَرَكَ التَّوْرِيَةَ وَأطْلَقَ عِبَارَةَ الكَذِبِ، فَلَيْسَ بِحَرَامٍ في هَذَا الحَالِ. وَاسْتَدَل العُلَمَاءُ بِجَوازِ الكَذِبِ في هَذَا الحَالِ بِحَديثِ أُمِّ كُلْثُومٍ -رَضِيَ اللهُ عنها-ا، أنها سمعتْ رسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول: "لَيْسَ الكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ، فَيَنْمِي خَيْراً أَوْ يَقُولُ خَيْراً" (متفق عَلَيْهِ). زاد مسلم في رواية: قالت أُمُّ كُلْثُومٍ: وَلَمْ أسْمَعْهُ يُرَخِّصُ في شَيْءٍ مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ إِلاَّ في ثَلاَثٍ، تَعْنِي: الحَرْبَ، والإصْلاَحَ بَيْنَ النَّاسِ، وَحَديثَ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ، وَحديثَ المَرْأَةِ زَوْجَهَا" (رياض الصالحين: كتاب الأمور المنهي عنها، باب تحريم الكذب).
  2. قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في قول سفيان -رضي الله عنه-: "فوالله لولا الحياء من أن يأثروا عليَّ كذباً لكذبت عنه" قال: "وفيه دليل على أنهم كانوا يستقبحون الكذب إما بالأخذ عن الشرع السابق، أو بالعرف ‏.‏ وفي قوله: " يؤثروا " دون قوله: يكذبوا دليل على أنه كان واثقاً منهم بعدم التكذيب أن لو كذب لاشتراكهم معه في عداوة النبي - -صلى الله عليه وسلم-- لكنه ترك ذلك استحياء وأنفة من أن يتحدثوا بذلك بعد أن يرجعوا فيصير عند سامعي ذلك كذاباً"(فتح الباري:1-33).
  3. قال النووي في أسماء -رَضِيَ اللهُ عنها-ا: أنَّ امْرأةً قالت: يَا رسولَ الله، إنَّ لِي ضَرَّةً فهل عَلَيَّ جُنَاحٌ إنْ تَشَبَّعْتُ مِنْ زَوْجِي غَيْرَ الَّذِي يُعْطِيني؟ فَقَالَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "المُتَشَبِّعُ بِما لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ" (متفق عَلَيْهِ). (وَالمُتَشَبِّعُ): هُوَ الَّذِي يُظْهِرُ الشَّبَعَ وَلَيْسَ بِشَبْعَان. ومعناهُ هُنَا: أنْ يُظْهِرَ أنَّهُ حَصَلَ لَهُ فَضيلَةٌ وَلَيْسَتْ حَاصِلَةً. (وَلابِسُ ثَوْبَي زُورٍ) أيْ: ذِي زُورٍ، وَهُوَ الَّذِي يُزَوِّرُ عَلَى النَّاسِ، بِأنْ يَتَزَيَّى بِزِيِّ أهْلِ الزُّهْدِ أَو العِلْمِ أَو الثَّرْوَةِ؛ لِيَغْتَرَّ بِهِ النَّاسُ وَلَيْسَ هُوَ بِتِلْكَ الصِّفَةِ. وَقَيلَ غَيرُ ذَلِكَ واللهُ أعْلَمُ (رياض الصالحين: كتاب الأمور المنهي عنها، باب تحريم الكذب).
  4. قال ابن القيّم: "فإنّ الكاذب يصوّر المعدوم موجودا والموجود معدوما. والحقّ باطلا، والباطل حقّا، والخير شرّا والشّرّ خيرا، فيفسد عليه تصوّره وعلمه عقوبة له، ثمّ يصوّر ذلك في نفس المخاطب"(الانتفاع بالقرآن؛ لابن القيم:169).
  5. قال ابن القيّم: "إنّ أوّل ما يسري الكذب من النّفس إلى اللّسان فيفسده، ثمّ يسري إلى الجوارح فيفسد عليها أعمالها، يعمّ الكذب أقواله وأعماله وأحواله، فيستحكم عليه الفساد ويترامى داؤه إلى الهلكة (الانتفاع بالقرآن؛ لابن القيم:169).
  6. قال النووي في شرح حديث النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "من تحلَّمَ بحلمٍ لم يرَهُ كُلِّفَ أن يعقدَ بين شعيرتيْنِ، ولن يفعل" قوله: "تَحَلَّم": أيْ قَالَ إنَّه حلم في نومه ورأى كذا وكذا، وَهُوَ كاذب"(رياض الصالحين، كتاب الأمور المنهي عنها، باب تحريم الكذب).
  7. قال الماوردي -رحمه الله-: "والكذب جماع كل شر وأصل كل ذم لسوء عواقبه وخبث نتائجه، لأنه ينتج النميمة، والنميمة تنتج البغضاء، والبغضاء تؤول إلى العداوة، وليس مع العداوة أمن ولا راحة، ولذلك قيل من قل صدقه قل صديقه"(أدب الدنيا والدين:262).
  8. قال ابن القيم: "إياك والكذب؛ فإنه يفسد عليك تصور المعلومات على ما هي عليه، ويفسد عليك تصويرها وتعليمها للناس"(الفوائد:135).
  9. قال أبو حامد الغزالي: "وكذلك كلُّ ما ارتبط به غرضٌ مقصودٌ صحيح له أو لغيره، فالذي له، مثل أن يأخذَه ظالم، ويسألَه عن ماله ليأخذَه، فله أن ينكرَه، أو يسألَه السلطانُ عن فاحشةٍ بينَه وبينَ الله تعالى ارتكبَها، فله أن ينكرَها ويقول: ما زنيتُ، أو ما شربتُ مثلًا. وقد اشتهرتِ الأحاديث بتلقين الذين أقرُّوا بالحدود الرجوع عن الإِقرار. وأما غرضُ غيره، فمثل أن يُسأَل عن سرِّ أخيه فينكرَهُ ونحو ذلك، وينبغي أن يُقابِلَ بين مَفسدةِ الكذب والمفسدةِ المترتبة على الصدق، فإن كانت المفسدةُ في الصدق أشدَّ ضررًا، فله الكذبُ، وإن كان عكسُه، أو شكَّ، حَرُم عليه الكذب، ومتى جازَ الكذب، فإن كان المبيحُ غرضًا يتعلَّق بنفسه، فيستحبُّ أن لا يكذبَ، ومتى كان متعلقًا بغيره، لم تجزِ المسامحةُ بحقِّ غيره، والحزمُ تركه في كلِّ موضعٍ أُبيحَ، إلا إذا كان واجبًا"(الأذكار:377، وانظر: إحياء علوم الدين؛ للغزالي:3-137).
  10. قال ابن عثيمين: "الكذب على الله نوعان: النوع الأول أن يقول: قال الله كذا، وهو يكذب. والنوع الثاني: أن يفسر كلام الله بغير ما أراد الله، لأن المقصود من الكلام معناه، فإذا قال: أراد الله بكذا كذا وكذا، فهو كاذب على الله، شاهد على الله بما لم يرده الله عزَّ وجلَّ، لكن الثاني إذا كان عن اجتهاد وأخطأ في تفسير الآية، فإنَّ الله تعالى يعفو عنه؛ لأنَّ الله قال:(وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)[الحج: 78] وقال: (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا)[البقرة:286]، وأما إذا تعمَّد أن يفسِّر كلام الله بغير ما أراد الله، اتباعًا لهواه أو إرضاء لمصالح أو ما أشبه ذلك، فإنَّه كاذب على الله عزَّ وجلَّ"(شرح رياض الصالحين؛ لابن عثيمين:6-156؛ بتصرف).
  11. قال ابن عثيمين: "وأكثر الناس كذبًا على رسول الله هم الرافضة الشيعة، فإنه لا يوجد في طوائف أهل البدع أحد أكثر منهم كذبًا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كما نص على هذا علماء مصطلح الحديث رحمهم الله، لما تكلموا على الحديث الموضوع قالوا: إن أكثر من يكذب على الرسول هم الرافضة الشيعة، وهذا شيء مشاهد ومعروف لمن تتبع كتبهم"(شرح رياض الصالحين؛ لابن عثيمين:6/156-157).
  12.  قال ابن عثيمين عن الكذب على الناس بادِّعاء الإيمان: "كذب يظهر الإنسان فيه أنَّه من أهل الخير والصلاح، والتقى والإيمان، وهو ليس كذلك، بل هو من أهل الكفر والطغيان - والعياذ بالله - فهذا هو النفاق، النفاق الأكبر الذين قال الله فيهم: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ) [البقرة:8] لكنَّهم يقولون بألسنتهم، ويحلفون على الكذب وهم يعلمون، وشواهد ذلك في القرآن والسنة كثيرة، إنهم - أعني المنافقين أهل الكذب يكذبون على الناس في دعوى الإيمان وهم كاذبون، وانظر إلى قول الله تعالى في سورة (المنافقون) حيث صدر هذه السورة ببيان كذبهم حيث قال تعالى: إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ [المنافقون:1] أكدوا هذه الجملة بكم مؤكد؟ بثلاثة مؤكدات، (نشهد) (إن) (اللام) ثلاثة مؤكدات، يؤكدون أنهم يشهدون أنَّ محمدًا رسول الله، فقال الله تعالى: وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ [المنافقون:1] في قولهم (نشهد إنك لرسول الله) هذا أيضًا من أنواع الكذب، وهو أشدُّ أنواع الكذب على الناس؛ لأنَّ فاعله والعياذ بالله منافق"(شرح رياض الصالحين؛ لابن عثيمين:6-157).
  13. قال المناوي في شرحه لحديث: "ويل للذي يحدث بالحديث، ليضحك به القوم فيكذب، ويل له، ويل له" قال: "كرره إيذانًا بشدة هلكته؛ وذلك لأنَّ الكذب وحده رأس كلِّ مذموم، وجماع كلِّ فضيحة، فإذا انضم إليه استجلاب الضحك الذي يميت القلب، ويجلب النسيان، ويورث الرعونة كان أقبح القبائح، ومن ثم قال الحكماء: إيراد المضحكات على سبيل السخف نهاية القباحة"(فيض القدير:6-368).
  14. قال عبدالرحمن الميداني في الحكمة من النهي عن الحديث لإضحاك القوم: "أنَّه يجر إلى وضع أكاذيب ملفقة على أشخاص معينين، يؤذيهم الحديث عنهم، كما أنه يعطي ملكة التدرب على اصطناع الكذب، وإشاعته فيختلط في المجتمع الحق بالباطل، والباطل بالحق"(الأخلاق الإسلامية؛ لعبدالرحمن الميداني:1-495).
  15. قال الغزالي -رحمه الله-: "تمدح الناس مدرجة إلى الكذب، والمسلم يجب أن يحاذر حينما يثني على غيره، فلا يذكر إلا ما يعلم من خير، ولا يجنح إلى المبالغة في تضخيم المحامد، وطيِّ المثالب، ومهما كان الممدوح جديرًا بالثناء، فإنَّ المبالغة في إطرائه ضرب من الكذب المحرم"(خلق المسلم؛ للغزالي:36).
  16. قال النووي: "اعلم أنَّ مدح الإنسان والثناء عليه بجميل صفاته قد يكون في حضور الممدوح، وقد يكون بغير حضوره، فأمَّا الذي في غير حضوره، فلا منع منه إلا أن يجازف المادح، ويدخل في الكذب، فيحرم عليه بسبب الكذب لا لكونه مدحًا، ويستحب هذا المدح الذي لا كذب فيه إذا ترتب عليه مصلحة، ولم يجرَّ إلى مفسدة، بأن يبلغ الممدوح فيفتتن به، أو غير ذلك"(الأذكار؛ للنووي:276).
  17. قال الغزالي: "الحيف في الشهادة من أشنع الكذب، فالمسلم لا يبالي إذا قام بشهادة ما أن يقرر الحقَّ، ولو على أدنى الناس منه وأحبهم إليه، لا تميل به قرابة ولا عصبية، ولا تزيغه رغبة أو رهبة. وتزكية المرشحين لمجالس الشورى، أو المناصب العامة، نوع من أنواع الشهادة فمن انتخب المغموط في كفايته وأمانته، فقد كذب وزوَّر، ولم يقم بالقسط"(خلق المسلم؛ للغزالي:37).
  18. قال النووي: "اعلم أنَّ هذا الباب من أهم الأبواب، فإنه مما يكثر استعماله، وتعم به البلوى، فينبغي لنا أن نعتني بتحقيقه، وينبغي للواقف عليه أن يتأمله ويعمل به"(الأذكار:380).
  19. قال النووي: "واعلم أن التورية والتعريض معناهما: أن تطلق لفظًا هو ظاهر في معنى، وتريد به معنى آخر يتناوله ذلك اللفظ، لكنه خلاف ظاهره، وهذا ضرب من التغرير والخداع. قال العلماء: فإن دعت إلى ذلك مصلحة شرعية راجحة على خداع المخاطب، أو حاجة لا مندوحة عنها إلا بالكذب، فلا بأس بالتعريض، وإن لم يكن شيء من ذلك فهو مكروه وليس بحرام، إلا أن يتوصل به إلى أخذ باطل أو دفع حقٍّ، فيصير حينئذ حرامًا، هذا ضابط الباب"(الأذكار:380).
  20. قال الشيخ محمد الحمد: لا ريب أنَّ في المعاريض مندوحةً عن الكذب، ولكن هناك من يبالغ في المعاريض، ويتوسَّع فيها توسُّعًا يخرجه عن طوره، ويجعله يدخل فيها ما ليس منها، فتجده يقلب الحقائق، وينال من الآخرين، ويُلبس عليهم، ويحصل على مآربه بالمراوغة والمخاتلة، مما يوقعه في الكذب، فَتُفْقَدُ الثقة به، وبحديثه (الكذب .. مظاهره .. علاجه بتصرف).
  21. قال ابن عثيمين: "أُحذِّر إخواني المسلمين مما يصنعه بعض السفهاء من كذبة إبريل، هذه الكذبة التي تلقوها عن اليهود، والنصارى، والمجوس، وأصحاب الكفر، فهي مع كونها كذبٌ، والكذب محرم شرعًا؛ ففيها تشبه بغير المسلمين، والتشبه بغير المسلمين محرم، وقد قال النَّبي -صلى الله عليه وسلم-: "من تشبه بقومٍ فهو منهم" قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "إسناده جيد، وأقل أحواله التحريم، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم". وهي مع تضمنها لهذين المحظورين فيها إذلالٌ للمسلم أمام عدوه؛ لأنَّ من المعلوم بطبيعة البشر أن المقلد يفخر على من قلده، ويرى أنه أقدر منه، ولذلك ضعف مقلده حتى قلده فهي فيها إذلالٌ للمؤمن بكونه ذليلًا، وتبعًا للكفار، المحظور الرابع: أن غالب هذه الكذبة الخبيثة تتضمن أكلًا للمال بالباطل، أو ترويعًا للمسلم، فإنه ربما يكذب فيكلم أهل البيت ويقول: إن فلانًا يقول: ترى عندنا جماعة اليوم فيطبخون غداءً كثيرًا ولحمًا وما أشبه ذلك، أو ربما يخبرهم بأمرٍ يروعهم، كأن يقول: قيِّمكم دعسته سيارة. وما أشبه ذلك من الأمور التي لا تجوز بدون أن تكون بهذه الحال، فعلى المسلم أن يتقي الله سبحانه وتعالى وأن يكون عزيزًا بدينه فخورًا به"(موقع ابن عثيمين).
  22. قال ابن عثيمين: "والكذب حرام وكلما كانت آثاره أسوأ، كان أشد إثمًا، وليس في الكذب شيء حلالًا وأما ما ادعاه بعض العامة، حيث يقولون: إن الكذب نوعان: أسود، وأبيض، فالحرام هو الأسود، والحلال هو الأبيض، فجوابه: أن الكذب كله أسود، ليس فيه شيء أبيض، لكن يتضاعف إثمه بحسب ما يترتب عليه، فإذا كان يترتب عليه أكل مال المسلم أو غرر على مسلم صار أشد إثمًا، وإذا كان لا يترتب عليه أي شيء من الأضرار فإنه أخف ولكنه حرام"(شرح رياض الصالحين:2-570).
  23. قال ابن أبي الدنيا: "واعلم أن للكذاب قبل خبرته أمارات دالة عليه. فمنها: أنك إذا لقَّنته الحديث تَلَقَّنَه، ولم يكن بين ما لقنته وبين ما أورده فرق عنده. ومنها: أنك إذا شككته فيه تشكَّك حتى يكاد يرجع فيه، ولولاك ما تخالجه الشك فيه. ومنها: أنك إذا رددت عليه قوله حصر وارتبك، ولم يكن عنده نصرة المحتجين، ولا برهان الصادقين. ولذلك قال علي بن أبي طالب: الكذاب كالسراب. ومنها: ما يظهر عليه من ريبة الكذابين وينم عليه من ذلة المتوهمين؛ لأنَّ هذه أمور لا يمكن الإنسان دفعها عن نفسه؛ لما في الطبع من آثارها. ولذلك قالت الحكماء: العينان أنم من اللسان. وقال بعض البلغاء: الوجوه مرايا تريك أسرار البرايا. وقال بعض الشعراء: تريك أعينهم ما في صدورهم *** إنَّ العيون يؤدي سرَّها النظر وإذا اتسم بالكذب نسبت إليه شوارد الكذب المجهولة، وأضيفت إلى أكاذيبه زيادات مفتعلة، حتى يصير الكاذب مكذوبًا عليه، فيجمع بين معرة الكذب منه ومضرة الكذب عليه"(أدب الدنيا والدين؛ للماوردي:264-265).
  24. قال ابن الجوزي في شرح حديث: "كفى بالمرء كذبًا أن يحدِّث بكلِّ ما سمع" قال: "فيه تأويلان، أحدها: أن يروي ما يعلمه كذبًا، ولا يبينه فهو أحد الكاذبين، والثاني: أنَّ يكون المعنى بحسب المرء أن يكذب؛ لأنَّه ليس كلُّ مسموع يصدق به، فينبغي تحديث الناس بما تحتمله عقولهم"(كشف المشكل من حديث الصحيحين:1-340).
  25. قال ابن بطال في شرح حديث "من حلف بملة غير الإسلام كاذبًا متعمدًا فهو كما قال" قال: "ومعنى الحديث النهي عن الحلف بما حلف به من ذلك، والزجر عنه، وتقدير الكلام: من حلف بملة غير الإسلام، كاذبًا متعمدًا، فهو كما قال، يعنى فهو كاذب حقًّا؛ لأنَّه حين حلف بذلك ظنَّ أنَّ إثم الكذب واسمه ساقطان عنه؛ لاعتقاده أنَّه لا حرمة لما حلف به، لكن لما تعمد ترك الصدق في يمينه، وعدل عن الحق في ذلك، لزمه اسم الكذب، وإثم الحلف، فهو كاذب كذبتين: كاذب بإظهار تعظيم ما يعتقد خلافه، وكذب بنفيه ما يعلم إثباته، أو بإثبات ما يعلم نفيه. فإن ظنَّ ظانٌّ أنَّ في هذا الحديث دليلًا على إباحة الحلف بملة غير الإسلام صادقًا، لاشتراطه في الحديث أن يحلف به كاذبًا، قيل له: ليس كما توهمت؛ لورود نهي النَّبي -صلى الله عليه وسلم-، عن الحلف بغير الله، نهيًا مطلقًا، فاستوى في ذلك الكاذب والصادق، وفي النهي عنه"(شرح صحيح البخاري؛ لابن بطال:3-350).
  26. قال ابن رجب في شرح حديث: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك؛ فإنَّ الصدق طمأنينة، والكذب ريبة" قال: "يشير إلى أنَّه لا ينبغي الاعتماد على قول كلِّ قائل، كما قال في حديث وابصة: "وإن أفتاك الناس وأفتوك". وإنما يعتمد على قول من يقول الصدق، وعلامة الصدق أنَّه تطمئن به القلوب، وعلامة الكذب؛ أنه تحصل به الريبة، فلا تسكن القلوب إليه، بل تنفر منه. ومن هنا كان العقلاء في عهد النَّبي -صلى الله عليه وسلم- إذا سمعوا كلامه وما يدعو إليه، عرفوا أنه صادق، وأنه جاء بالحق، وإذا سمعوا كلام مسيلمة، عرفوا أنه كاذب، وأنه جاء بالباطل، وقد روي أن عمرو بن العاص سمعه قبل إسلامه يدعي أنه أنزل عليه: يا وبر يا وبر، لك أذنان وصدر، وإنك لتعلم يا عمرو. فقال: والله إني لأعلم أنك تكذب"(جامع العلوم والحكم:285).
  27. قال ابن خالويه: "الزّعمُ يُستعملُ فيما يُذَمُّ؛ كقوله تعالى: (زَعَمَ الّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا...) حتّى قال بعضُ المفسّرين: الزّعمُ أصلُه الكَذِبُ"(لسان العرب:١٢-٢٦٥-266).
 

الإحالات

1- نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم المؤلف : عدد من المختصين بإشراف الشيخ/ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي الناشر : دار الوسيلة للنشر والتوزيع، جدة الطبعة : الرابعة (11/5381) . 2- الحديث الموضوعي كود المادة: GHDT5133 المرحلة: ماجستير المؤلف: مناهج جامعة المدينة العالمية الناشر: جامعة المدينة العالمية (1/316) . 3- فتح المنان شرح وتحقيق كتاب الدارمي أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن المسمّى بـ: المسند الجامع المؤلف: أبو عاصم، نبيل بن هاشم بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد الغمري الناشر: دار البشائر الإسلامية - المكتبة المكية الطبعة: الأولى، 1419 هـ - 1999 م (2/330) . 4- لسان المحدثين المؤلف: محمد خلف سلامة مُعجم يُعنى بـ: شرح مصطلحات المحدثين القديمة والحديثة ورموزهم وإشاراتهم وجملة من مشكل عباراتهم وغريب تراكيبهم ونادر أساليبهم (5/52) . 5- آفات اللسان في ضوء الكتاب والسنة تأليف الفقير إلى الله تعالى: سعيد بن علي بن وهف القحطاني مقدمة الطبعة الثالثة (3/1) . 6- غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب المؤلف : شمس الدين، أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (المتوفى : 1188هـ) الناشر : مؤسسة قرطبة – مصر الطبعة : الثانية ، 1414 هـ / 1993م (1/142) . 7- أحاديث في ذم الكلام وأهله المؤلف : أبو الفضل المقرىء الناشر : دار أطلس للنشر والتوزيع – الرياض الطبعة الأولى ، 1996 تحقيق : د.ناصر بن عبد الرحمن بن محمد الجديع (1/161) . 8- صفة المنافق المؤلف : جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي الناشر : دار الخلفاء للكتاب الإسلامي – الكويت الطبعة الأولى ، 1405 تحقيق : بدر البدر (1/51) . 9- الشريعة المؤلف : أبو بكر محمد بن الحسين الآجري شهرته : الآجري المحقق : عبد الله بن عمر بن سليمان الدميجي دار النشر : دار الوطن البلد : الرياض (1/541) . 10- إيثار الحق على الخلق في رد الخلافات الى المذهب الحق من أصول التوحيد المؤلف : محمد بن إبراهيم بن علي بن المرتضى بن المفضل الحسني القاسمي الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة الثانية ، 1987 (1/68) .