فضل

2022-10-10 - 1444/03/14

التعريف

مصدر قولهم: فضل يفضل، وهو مأخوذ من مادّة (ف ض ل) الّتي تدلّ- كما يقول ابن فارس- على زيادة في شيء، من ذلك: الفضل: الزّيادة في الخير. مقاييس اللغة: (4-508). وقال الجوهريّ: الفضل والفضيلة: خلاف النّقص والنّقيصة، والإفضال: الإحسان، والمتفضّل: الّذي يدّعي الفضل على أقرانه. الصحاح: (5-1791). وقال صاحب المفردات: الفضل: الزّيادة عن الاقتصار، وذلك على ضربين: محمود كفضل الحلم والعلم، ومذموم كفضل الغضب على ما يجب أن يكون عليه، والفضل في المحمود أكثر استعمالا والفضول في المذموم المفردات للراغب: (381). (أكثر)، والفضيلة: الدّرجة الرّفيعة في الفضل، والفواضل: الأيادي الجسيمة. انظر: القاموس المحيط: (1348). والفضل والفضالة: البقيّة، والتّفاضل بين القوم: أن يكون بعضهم أفضل من بعض، ورجل فاضل: ذو فضل، ورجل مفضول: قد فضله غيره، وقولهم: فضل فلان على غيره إذا غلب بالفضل عليه، وفي التّنزيل العزيز: (يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ) [المؤمنون: 24] معناه: يريد أن يكون له الفضل عليكم في القدر والمنزلة لسان العرب: 1-524). وقال القرطبيّ: المعنى: يريد أن يترفّع عليكم ويتعاظم بدعوى النّبوّة. تفسير ابن كثير: (3-254). وقال القرطبيّ: المعنى: يسودكم ويشرف عليكم بأن يكون متبوعا وأنتم له تبع. تفسير القرطبي: (12-118). ويقال: فضّلته على غيره تفضيلا: إذا حكمت له بذلك، أو صيّرته كذلك، وأفضل عليه: زاد، قال ذو الإصبع:

لاه ابن عمّك لا أفضلت في حسب *** عنّي ولا أنت ديّاني فتخزوني

 

وأفضل الرّجل على فلان وتفضّل بمعنى أناله من فضله وأحسن إليه، ويقال (أيضا): تفضّلت عليه وأفضلت بمعنى: تطوّلت ، ويقال: رجل مفضال: كثير الفضل والخير والمعروف، وامرأة مفضالة على قومها: إذا كانت ذات فضل سمحة. لسان العرب: (11-524). أمّا قول اللّه عزّ وجلّ: (وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) [هود: 3] فمعناه كما قال ابن كثير: أي (جزاء) فضله في الدّار الآخرة. تفسير ابن كثير: (2-451). وقال أبو حيّان: المعنى: يعطى في الآخرة كلّ من كان له فضل في عمل الخير زيادة تفضّل بها المولى عزّ وجلّ (على ما كان له)، وعلى هذا فالضّمير في فضله يرجع إلى اللّه عزّ وجلّ، ويجوز أن يرجع الضّمير إلى “كل” أي إلى ذي الفضل في الدّنيا، ومن ثمّ يكون المعنى: يعطى جزاء ذلك الفضل الّذي عمله في الدّنيا لا يبخس منه شيء. تفسير البحر المحيط لأبي حيان: 5-202 (بتصرف يسير).

 

الفضل اصطلاحا:

 

قال الرّاغب: الفضل: كلّ عطيّة لا تلزم من يعطي. المفردات للراغب: (ص 382).

 

وقال الجرجانيّ: الفضل: هو ابتداء إحسان بلا علّة. التعريفات للجرجاني: (ص 174).

 

العناصر

1- معنى الفضل.

 

2- أوجه الفضل في القرآن الكريم.

 

3- الفرح بفضل الله ورحمته.

 

4- لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل.

 

5- صور من فضل الله ومنته وإحسانه على خلقه.

 

6- واجبنا نحو فضل الله.

 

الايات

1- قوله تعالى: (وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ أَوْ يُحاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ * يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [آل عمران: 73- 74].

 

2- قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) [المائدة: 54].

 

3- قوله تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ * فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [الحجرات: 7-8].

 

4- قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ * وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [الجمعة: 2-4].

 

5- قوله تعالى: (وَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَما يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً) [النساء: 113].

 

6- قوله تعالى: (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً) [النساء: 37].

 

7- قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [الأنفال: 29].

 

8- قوله تعالى: (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ * وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ) [التوبة: 74-76].

 

9- قوله تعالى: (لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) [الحشر: 8].

 

10- قوله تعالى: (مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ * لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ) [الروم: 44-45].

 

11- قوله تعالى: (فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [البقرة:64].

 

12- قوله تعالى: (وَلَوْلَا ‌فَضْلُ ‌اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ) [النور: 10].

 

13- قوله تعالى: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) [النساء:83].

 

14- قوله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)[يُونُسَ: 58].

 

 

 

15- قوله تعالى: (إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ * وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللَّهِ مِن شَيْءٍ ذَٰلِكَ مِن فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ) [يوسف: 38-39].

 

16- قوله تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلًا) [سبأ: 10].

 

17- قوله تعالى: (وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذابٌ عَظِيمٌ) [النور: 14].

 

18- قوله تعالى: (الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة: 268].

 

19- قوله تعالى: (وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ) [الجمعة: 10].

 

20- قوله تعالى: (يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ) [آل عمران: 171].

 

21- قوله تعالى: (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيراً) [الأحزاب: 47].

 

22- قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ) [البقرة: 243].

 

23- قوله تعالى: (وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ) [الحديد: 29].

 

24- قوله تعالى: (وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ) [يونس: 107].

 

25- قوله تعالى: (لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ) [فاطر: 30].

 

26- قال تعالى: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ)[فَاطِرٍ: 32].

 

27- قال تعالى: (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ * فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)[الْحُجُرَاتِ: 7-8].

 

28- قال تعالى: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)[النُّورِ: 21].

 

29- قال تعالى: (فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ)[النَّمْلِ: 40].

 

30- قال تعالى: (وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ)[الْمُزَّمِّلِ: 20].

 

31- قال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ)[غَافِرٍ: 61].

 

32- قال تعالى: (وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ)[هُودٍ: 3].

 

33- قال تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ)[النِّسَاءِ: 175].

 

34- قال تعالى: (الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ)[فَاطِرٍ: 35].

 

35- قال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ)[الشُّورَى: 22].

 

36- قال تعالى: (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ)[النَّحْلِ: 53].

 

37- قال تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)[الْقَدْرِ: 3].

 

38- قال تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)[آل عمران: 164].

 

39- قال تعالى: (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا)[الأنعام: 160].

 

40- قال تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[البقرة: 261].

 

41- قال تعالى: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ)[الأعراف: 43].

 

42- قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ)[الأعراف: 96].

 

43- قال تعالى: (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)[الحج: 41].

 

44- قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[النحل:97].

 

الاحاديث

1- عن ابن عمر -رضي اللّه عنهما- أنّ رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- كان يقول إذا أخذ مضجعه: “الحمد للّه الّذي كفاني وآواني، وأطعمني وسقاني، والّذي منّ عليّ فأفضل، والّذي أعطاني فأجزل، الحمد للّه على كلّ حال، اللّهمّ ربّ كلّ شيء ومليكه، وإله كلّ شيء، أعوذ بك من النّار” رواه ابو داود: (5058)، وصححه الألباني).

 

2- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: كان رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- إذا كان في سفر فأسحر يقول: “سمع سامع بحمد اللّه ونعمته وحسن بلائه علينا، اللّهمّ صاحبنا فأفضل علينا، عائذا باللّه من النّار”. رواه مسلم: (2718).

 

3- عن أبي أمامة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- “يا ابن آدم، إنّك أن تبذل الفضل خير لك، وأن تمسكه شرّ لك، ولا تلام على كفاف، وابدأ بمن تعول. واليد العليا خير من اليد السّفلى”. رواه مسلم: (1036).

 

4- عن سالم بن عبد اللّه عن أبيه -رضي اللّه عنهما- أنّه أخبره أنّه سمع رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- يقول: "إنّما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشّمس، أوتي أهل التّوراة التّوراة، وأوتي أهل الإنجيل الإنجيل، فعملوا إلى صلاة العصر، ثمّ عجزوا، فأعطوا قيراطا قيراطا، ثمّ أوتينا القرآن فعملنا إلى غروب الشّمس، فأعطينا قيراطين قيراطين، فقال أهل الكتابين: أي ربّنا أعطيت هؤلاء قيراطين قيراطين، وأعطيتنا قيراطا قيراطا، ونحن كنّا أكثر عملا، قال: قال اللّه عزّ وجلّ: هل ظلمتكم من أجركم من شيء؟ قالوا: لا، قال: فهو فضلي أوتيه من أشاء”. رواه البخاري: (577).

 

5- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: سمعت رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- يقول: لن يدخل أحدا عمله الجنّة، قالوا: ولا أنت يا رسول اللّه؟ قال: لا، ولا أنا، إلّا أن يتغمّدني اللّه بفضل ورحمة، فسدّدوا، وقاربوا، ولا يتمنّين أحدكم الموت، إمّا محسنا، فلعلّه أن يزداد خيرا، وإمّا مسيئا فلعلّه أن يستعتب”. رواه البخاري: (5673) واللفظ له، ومسلم. (2816).

 

6- عن أبي سعيد الخدريّ -رضي اللّه عنه- قال: بينا نحن في سفر مع النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- إذ جاء رجل على راحلة له، قال: فجعل يصرف بصره يمينا وشمالا، فقال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: “من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد، فليعد به على من لا زاد له” قال (أبو سعيد) فذكر من أصناف المال ما ذكر حتّى رأينا أنّه لا حقّ لأحد منّا في فضل”. رواه مسلم: (1728).

 

7- عن أبي حميد أو عن أبي أسيد: قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: “إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللّهمّ إنّي أسألك من فضلك”. رواه مسلم: (713).

 

8- عن أبي سعيد الخدريّ -رضي اللّه عنه- قال: قيل: يا رسول اللّه، أيّ النّاس أفضل؟ فقال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: “مؤمن يجاهد في سبيل اللّه بنفسه وماله”، قالوا: ثمّ من؟ قال: “المؤمن في شعب من الشّعاب يتّقي اللّه، ويدع النّاس من شرّه” رواه البخاري: (2786).

 

9- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: “إذا سمعتم صياح الدّيكة فاسألوا اللّه من فضله فإنّها رأت ملكا، وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوّذوا باللّه من الشّيطان فإنّه رأى شيطانا”. رواه البخاري: (3303).

 

10- عن زيد بن خالد الجهنيّ -رضي اللّه عنه- قال: صلّى بنا رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- الصّبح بالحديبية في إثر السّماء كانت من اللّيل، فلمّا انصرف أقبل على النّاس فقال: “هل تدرون ماذا قال ربّكم؟” قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قال: “قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأمّا من قال: مطرنا بفضل اللّه ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأمّا من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فهو كافر بي مؤمن بالكوكب”. رواه البخاري: (846)، ومسلم: (71) واللفظ له).

 

11- أنَّ فُقَراءَ المُهاجِرِينَ أَتَوْا رَسولَ اللهِ صَلّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالوا: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بالدَّرَجاتِ العُلى، والنَّعِيمِ المُقِيمِ، فَقالَ: "وَما ذاكَ؟" قالوا: يُصَلُّونَ كما نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كما نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ وَلا نَتَصَدَّقُ، وَيُعْتِقُونَ وَلا نُعْتِقُ، فَقالَ رَسولَ اللهِ صَلّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: "أَفلا أُعَلِّمُكُمْ شيئًا تُدْرِكُونَ به مَن سَبَقَكُمْ وَتَسْبِقُونَ به مَن بَعْدَكُمْ؟ وَلا يَكونُ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنكُم إلّا مَن صَنَعَ مِثْلَ ما صَنَعْتُمْ" قالوا: بَلى، يا رَسولُ اللهِ قالَ: "تُسَبِّحُونَ، وَتُكَبِّرُونَ، وَتَحْمَدُونَ، دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ مَرَّةً. قالَ أَبُو صالِحٍ: فَرَجَعَ فُقَراءُ المُهاجِرِينَ إلى رَسولِ اللهِ صَلّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالوا: سَمِعَ إخْوانُنا أَهْلُ الأمْوالِ بما فَعَلْنا، فَفَعَلُوا مِثْلَهُ، فَقالَ رَسولِ اللهِ صَلّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: "ذلكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشاءُ". رواه مسلم: (٥٩٥).

 

12- عن أم سلمة أم المؤمنين -رضي اللّه عنها- قالت: يا رسولَ اللَّهِ، يغزو الرِّجالُ ولا تَغزوا النِّساءُ وإنَّما لنا نِصفُ الميراثِ فأنزلَ اللَّهُ تبارَك وتعالى (وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ). رواه الترمذي: (٣٠٢٢)، وصححه الألباني.

 

13- عن عبدالله بن مسعود -رضي اللّه عنه- قال: أصابَ النَّبيُّ -صلّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- ضيفًا فأرسلَ إلى أزواجِهِ يبتَغي عندَهُنَّ طعامًا فلَم يجِدْ عندَ واحدةٍ منهنَّ فقالَ: "اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ مِن فضلِكَ ورحمتِكَ؛ فإنَّهُ لا يملِكُهُا إلّا أنتَ فأُهْديَت لهُ شاةٌ مَصليَّةٌ فقالَ هذِهِ مِن فضلِ اللَّهِ ونحنُ ننتَظرُ الرَّحمةَ". أخرجه الطبراني (١٠-٢٢٠) (١٠٣٧٩)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (٥-٣٦) واللفظ له، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة: (٤-٥٧): إسناده صحيح.

 

14- عنِ ابنِ عبّاسٍ -رضي اللّه عنه- قالَ: (لا يستوي القاعدونَ منَ المؤمنينَ غيرُ أولي الضَّرر) عن بدرٍ والخارجونَ إلى بدرٍ لمّا نزلت غزوةُ بدرٍ قالَ عبدُ اللهِ بنُ جحشِ وابنُ أمِّ مَكتومٍ: إنّا أعميانِ يا رسولَ اللهِ فَهل لنا رخصةٌ فنزلت (لا يستوي القاعدونَ منَ المؤمنينَ غيرُ أولي الضَّررِ والمجاهدونَ في سبيلِ اللَّهِ بأموالِهم وأنفسِهم فضَّلَ اللَّهُ المجاهدينَ بأموالِهم وأنفسِهم على القاعدينَ درجةً وَكلًّا وعدَ اللَّهُ الحسنى وفضَّلَ اللَّهُ المجاهدينَ على القاعدينَ أجرًا عظيمًا) فَهؤلاءِ القاعدونَ غيرُ أولي الضَّررِ وفضَّلَ اللَّهُ المجاهدينَ على القاعدينَ أجرًا عظيمًا درجاتٍ منهُ على القاعدينَ منَ المؤمنينَ غيرِ أولي الضَّررِ. رواه الترمذي: (٣٠٣٢) وصححه الألباني.

 

15- جابر بن عبدالله السلمي -رضي اللّه عنه- قال: كانَ رَسولُ اللَّهِ -صلّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ-  يُعَلِّمُ أصْحابَهُ الِاسْتِخارَةَ في الأُمُورِ كُلِّها، كما يُعَلِّمُهُمُ السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ يقولُ: "إذا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ فإنَّكَ تَقْدِرُ ولا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هذا الأمْرَ - ثُمَّ تُسَمِّيهِ بعَيْنِهِ - خَيْرًا لي في عاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - قالَ: أوْ في دِينِي ومعاشِي وعاقِبَةِ أمْرِي - فاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بارِكْ لي فِيهِ، اللَّهُمَّ وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّه شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعاقِبَةِ أمْرِي -أوْ قالَ: في عاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ- فاصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كانَ ثُمَّ رَضِّنِي بهِ". رواه البخاري: (٧٣٩٠).

 

16- عن أبي حميد أو أبي أسيد الساعدي -رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: “إذا دَخَلَ أحَدُكُمُ المَسْجِدَ، فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ افْتَحْ لي أبْوابَ رَحْمَتِكَ، وإذا خَرَجَ، فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ". رواه مسلم: (٧١٣).

 

17- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: “مَن سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، وأَنْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ". أخرجه البخاري (٥٩٨٥).

 

18- عن جابر بن عبدالله -رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: “صلاةٌ في مَسْجِدِي أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فِيما سِواهُ إلا المسجِدَ الحرامَ، وصلاةٌ في المسْجِدِ الحرامِ أفضلُ من مِائةِ ألفِ صلاةٍ فِيما سِواهُ". أخرجه ابن ماجه (١٤٠٦)، وصححه الألباني.

 

19- عن عائشة أم المؤمنين -رضي اللّه عنها- أنّ النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: “صِلَةُ الرَّحِمِ، وحُسنُ الخُلُقِ، وحُسنُ الجِوارِ، يُعَمِّرْنَ الدِّيارَ، ويَزِدْنَ في الأعمارِ". أخرجه أحمد: (٢٥٢٥٩)، وصححه الألباني في صحيح الجامع: (٣٧٦٧). 

 

20- عن عبدالله بن عمر -رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: “صَلاةُ الجَماعَةِ أَفْضَلُ مِن صَلاةِ الفَذِّ بسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً". أخرجه البخاري: (٦٤٥)، ومسلم: (٦٥٠).

 

21- عن أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو -رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: “من غسَّلَ يومَ الجمعةِ واغتسلَ ثمَّ بَكَّرَ وابتَكرَ ومشى ولم يرْكب ودنا منَ الإمامِ فاستمعَ ولم يلغُ كانَ لَهُ بِكلِّ خطوةٍ عملُ سنةٍ أجرُ صيامِها وقيامِها". رواه أبو داود: (٣٤٥)، وصححه الألباني.

 

22- عن أبي ذر الغفاري -رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: “يُصْبِحُ على كُلِّ سُلامى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحى". أخرجه مسلم: (٧٢٠).

 

23- عن عبدالله بن عباس -رضي اللّه عنهما- أنّ النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: “تابِعوا بينَ الحجِّ والعُمرةِ، فإنَّهُما ينفيانِ الفقرَ والذُّنوبَ، كما ينفي الكيرُ خبثَ الحديدِ". أخرجه النسائي: (٢٦٣٠)، وحسنه الألباني.

 

24- عن أنس بن مالك -رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: “من صلى الفجرَ في جماعةٍ ثم قعدَ يذكُرُ اللهَ حتى تطلُعُ الشمسُ ثم صلى ركعتين كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعمرةٍ. قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: تامَّةٍ، تامَّةٍ، تامَّةٍ". رواه الترمذي: (٥٨٦)، وحسنه الألباني.

 

25- عن أبي أمامة الباهلي -رضي اللّه عنه- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "من غدا إلى مسجدٍ لا يريدُ إلا أن يتعلَّمَ خيرًا أو يُعلِّمَه، كان له كأجرِ حاجٍّ، تامًّا حجَّتُه". أخرجه ابن حبان في المجروحين: (٢-١٥٦)، والطبراني: (٨-١١١) (٧٤٧٣)، وأبو نعيم في حلية الأولياء: (٦-٩٧) مطولاً. وقال الألباني في صحيح الترغيب (٨٦): حسن صحيح.

 

26- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ". أخرجه البخاري: (٢٠١٤)، ومسلم: (٧٦٠).

 

27- عن عبدالله بن عباس -رضي اللّه عنهما- قال: لَمّا رَجَعَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-مِن حَجَّتِهِ قالَ لِأُمِّ سِنانٍ الأنْصارِيَّةِ: "ما مَنَعَكِ مِنَ الحَجِّ؟" قالَتْ: أبو فُلانٍ -تَعْنِي زَوْجَها- كانَ له ناضِحانِ، حَجَّ على أحَدِهِما، والآخَرُ يَسْقِي أرْضًا لَنا. قالَ: "فإنَّ عُمْرَةً في رَمَضانَ تَقْضِي حَجَّةً -أوْ حَجَّةً مَعِي-". أخرجه البخاري: (١٨٦٣) ومسلم: (١٢٥٦).

 

28- عن أبي أمامة الباهلي -رضي اللّه عنه- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَن خرجَ من بيتِه متطَهرًا إلى صلاةٍ مَكتوبةٍ فأجرُه كأجرِ الحاجِّ المحرمِ ومَن خرجَ إلى تسبيحِ الضُّحى لا ينصبُه إلّا إيّاهُ فأجرُه كأجرِ المعتمرِ وصلاةٌ على أثرِ صلاةٍ لا لغوَ بينَهما كتابٌ في علِّيِّينَ". أخرجه أبو داود (٥٥٨)، وحسنه الألباني. واللفظ له.

 

29- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "المؤذِّنُ يُغفرُ لَه مدى صوتِه. ويستغفرُ لَه كلُّ رطبٍ ويابسٍ. وشاهدُ الصَّلاةِ يُكتبُ لَه خمسٌ وعشرونَ حسنةً ويُكفَّرُ له ما بينَهما". رواه ابن ماجه: (٥٩٨)، وقال الألباني: حسن صحيح.

 

30- عن أبي أيوب الأنصاري -رضي اللّه عنه- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ". رواه مسلم: (١١٦٤).

 

31- عن أبي ذر الغفاري -رضي اللّه عنه- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَن صامَ من كلِّ شهرٍ ثلاثةَ أيّامٍ فذلِكَ صيامُ الدَّهرِ فأنزلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ تصديقَ ذلِكَ في كتابِهِ: (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أمْثالِها) اليومُ بعشرةِ أيّامٍ". أخرجه الترمذي: (٧٦٢)، وصححه الألباني.

 

32- عن زيد بن خالد الجهني -رضي اللّه عنه- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَن فطَّرَ صائمًا كانَ لَهُ مثلُ أجرِهِ، غيرَ أنَّهُ لا ينقُصُ من أجرِ الصّائمِ شيئًا". رواه الترمذي: (٨٠٧).

 

33- عن عمران بن الحصين -رضي اللّه عنه- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مُقامُ الرجلِ في الصَّفِّ في سبيلِ اللهِ، أفضلُ مِنْ عبادةِ ستينَ سنةً". أخرجه الدارمي: (٢٣٩٦)، والبزار: (٣٥٠٩)، والطبراني: (١٨/١٦٨) (٣٧٧) واللفظ له، وصححه الألباني في صحيح الجامع: (٥٨٨٦).

 

34- عن سلمان الفارسي -رضي اللّه عنه- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَن رابطَ يومًا وليلةً في سبيلِ اللَّهِ كانَ لَهُ كأجرِ صيامِ شَهْرٍ وقيامِهِ، ومَن ماتَ مرابطًا أُجْريَ لَهُ مثلُ ذلِكَ منَ الأجرِ، وأُجْريَ علَيهِ الرِّزقُ، وأمِنَ منَ الفتّانِ". رواه النسائي: (٣١٦٧)، وصححه الألباني.

 

35- عن جويرية بنت الحارث أم المؤمنين -رضي اللّه عنها- أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ مِن عِندِها بُكْرَةً حِينَ صَلّى الصُّبْحَ وَهي في مَسْجِدِها، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحى وَهي جالِسَةٌ، فَقالَ: "ما زِلْتِ على الحالِ الَّتي فارَقْتُكِ عَلَيْها؟" قالَتْ: نَعَمْ، قالَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "لقَدْ قُلتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِماتٍ ثَلاثَ مَرّاتٍ، لو وُزِنَتْ بما قُلْتِ مُنْذُ اليَومِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدادَ كَلِماتِهِ". رواه مسلم: (٢٧٢٦).

 

36- عن عبدالله بن عمر -رضي اللّه عنهما- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفعُهُمْ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ تُدخِلُهُ على مُسلِمٍ، أو تَكشِفُ عنهُ كُربةً، أو تَقضِيَ عنهُ دَيْنًا، أو تَطرُدَ عنهُ جُوعًا، ولَأَنْ أمْشِيَ مع أخِي المسلمِ في حاجةٍ أحَبُّ إليَّ من أنْ أعتكِفَ في المسجدِ شهْرًا، ومَنْ كفَّ غضَبَهُ، سَتَرَ اللهُ عوْرَتَهُ، ومَنْ كظَمَ غيْظًا، ولوْ شاءَ أنْ يُمضِيَهُ أمْضاهُ، مَلأَ اللهُ قلْبَهُ رضِىَ يومَ القيامةِ، ومَنْ مَشى مع أخيهِ المسلمِ في حاجَتِه حتى يُثْبِتَها لهُ، أثْبتَ اللهُ تعالى قدَمِه يومَ تَزِلُّ الأقْدامُ، وإنَّ سُوءَ الخُلُقِ لَيُفسِدُ العملَ، كَما يُفسِدُ الخَلُّ العَسَلَ". أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط: (٦٠٢٦)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع: (١٧٦).

 

37-  عن أبي أمامة الباهلي -رضي اللّه عنه- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أربعةٌ تجري عليهم أجورُهم بعد الموتِ: من ماتَ مرابطًا في سبيلِ اللهِ، ومن علَّم علمًا أُجريَ له عملُه ماعُمِلَ به، ومن تصدَّق بصدقةٍ فأجرها يجري له ما وجدتْ، ورجلٌ ترك ولدًا صالحًا فهو يدعو له". أخرجه أحمد: (٢٢٣٠١)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع: (٨٧٧).

 

38- عن عبدالله بن عباس -رضي اللّه عنهما- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ما من أيّامٍ العملُ الصّالحُ فيها أحبُّ إلى اللَّهِ من هذِهِ الأيّامِ" -يعني العَشرَ- قالوا: يا رسولَ اللَّهِ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ؟ قالَ: "ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ إلّا رجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ فلم يرجِع من ذلِكَ بشيءٍ". أخرجه ابن ماجه: (١٧٢٧)، وصححه الألباني. 

 

39- عن عبدالله بن عباس -رضي اللّه عنهما- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الحَسَناتِ والسَّيِّئاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذلكَ، فمَن هَمَّ بحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها، كَتَبَها اللَّهُ له عِنْدَهُ حَسَنَةً كامِلَةً، فإنْ هو هَمَّ بها فَعَمِلَها، كَتَبَها اللَّهُ له عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَناتٍ، إلى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، إلى أضْعافٍ كَثِيرَةٍ، ومَن هَمَّ بسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها، كَتَبَها اللَّهُ له عِنْدَهُ حَسَنَةً كامِلَةً، فإنْ هو هَمَّ بها فَعَمِلَها، كَتَبَها اللَّهُ له سَيِّئَةً واحِدَةً". أخرجه البخاري: (٦٤٩١) ومسلم: (١٣١).

 

40- عن عبدالله بن مسعود -رضي اللّه عنه- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ آخِرَ أهْلِ الجَنَّةِ دُخُولًا الجَنَّةَ، وآخِرَ أهْلِ النّارِ خُرُوجًا مِنَ النّارِ رَجُلٌ يَخْرُجُ حَبْوًا، فيَقولُ له رَبُّهُ: ادْخُلِ الجَنَّةَ، فيَقولُ: رَبِّ الجَنَّةُ مَلْأى، فيَقولُ له ذلكَ ثَلاثَ مَرّاتٍ، فَكُلُّ ذلكَ يُعِيدُ عليه الجَنَّةُ مَلْأى، فيَقولُ: إنَّ لكَ مِثْلَ الدُّنْيا عَشْرَ مِرارٍ". رواه البخاري: (٧٥١١)، ومسلم: (١٨٦).

 

41- عن أنس بن مالك -رضي اللّه عنه- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "من صلّى عليَّ صلاةً واحدةً صلّى اللَّهُ عليهِ عشرَ صلواتٍ، وحُطَّت عنهُ عَشرُ خطيئاتٍ، ورُفِعَت لَهُ عشرُ درجاتٍ". أخرجه النسائي: (١٢٩٧)، وصححه الألباني.  

 

الاثار

1- عن ابن عمر -رضي اللّه عنهما- أنّ رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- كان يقول إذا أخذ مضجعه: “الحمد للّه الّذي كفاني وآواني، وأطعمني وسقاني، والّذي منّ عليّ فأفضل، والّذي أعطاني فأجزل، الحمد للّه على كلّ حال، اللّهمّ ربّ كلّ شيء ومليكه، وإله كلّ شيء، أعوذ بك من النّار” رواه ابو داود: (5058)، وصححه الألباني).

 

2- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: كان رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- إذا كان في سفر فأسحر يقول: “سمع سامع بحمد اللّه ونعمته وحسن بلائه علينا، اللّهمّ صاحبنا فأفضل علينا، عائذا باللّه من النّار”. رواه مسلم: (2718).

 

3- عن أبي أمامة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- “يا ابن آدم، إنّك أن تبذل الفضل خير لك، وأن تمسكه شرّ لك، ولا تلام على كفاف، وابدأ بمن تعول. واليد العليا خير من اليد السّفلى”. رواه مسلم: (1036).

 

4- عن سالم بن عبد اللّه عن أبيه -رضي اللّه عنهما- أنّه أخبره أنّه سمع رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- يقول: "إنّما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشّمس، أوتي أهل التّوراة التّوراة، وأوتي أهل الإنجيل الإنجيل، فعملوا إلى صلاة العصر، ثمّ عجزوا، فأعطوا قيراطا قيراطا، ثمّ أوتينا القرآن فعملنا إلى غروب الشّمس، فأعطينا قيراطين قيراطين، فقال أهل الكتابين: أي ربّنا أعطيت هؤلاء قيراطين قيراطين، وأعطيتنا قيراطا قيراطا، ونحن كنّا أكثر عملا، قال: قال اللّه عزّ وجلّ: هل ظلمتكم من أجركم من شيء؟ قالوا: لا، قال: فهو فضلي أوتيه من أشاء”. رواه البخاري: (577).

 

5- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: سمعت رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- يقول: لن يدخل أحدا عمله الجنّة، قالوا: ولا أنت يا رسول اللّه؟ قال: لا، ولا أنا، إلّا أن يتغمّدني اللّه بفضل ورحمة، فسدّدوا، وقاربوا، ولا يتمنّين أحدكم الموت، إمّا محسنا، فلعلّه أن يزداد خيرا، وإمّا مسيئا فلعلّه أن يستعتب”. رواه البخاري: (5673) واللفظ له، ومسلم. (2816).

 

6- عن أبي سعيد الخدريّ -رضي اللّه عنه- قال: بينا نحن في سفر مع النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- إذ جاء رجل على راحلة له، قال: فجعل يصرف بصره يمينا وشمالا، فقال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: “من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد، فليعد به على من لا زاد له” قال (أبو سعيد) فذكر من أصناف المال ما ذكر حتّى رأينا أنّه لا حقّ لأحد منّا في فضل”. رواه مسلم: (1728).

 

7- عن أبي حميد أو عن أبي أسيد: قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: “إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللّهمّ إنّي أسألك من فضلك”. رواه مسلم: (713).

 

8- عن أبي سعيد الخدريّ -رضي اللّه عنه- قال: قيل: يا رسول اللّه، أيّ النّاس أفضل؟ فقال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: “مؤمن يجاهد في سبيل اللّه بنفسه وماله”، قالوا: ثمّ من؟ قال: “المؤمن في شعب من الشّعاب يتّقي اللّه، ويدع النّاس من شرّه” رواه البخاري: (2786).

 

9- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: “إذا سمعتم صياح الدّيكة فاسألوا اللّه من فضله فإنّها رأت ملكا، وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوّذوا باللّه من الشّيطان فإنّه رأى شيطانا”. رواه البخاري: (3303).

 

10- عن زيد بن خالد الجهنيّ -رضي اللّه عنه- قال: صلّى بنا رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- الصّبح بالحديبية في إثر السّماء كانت من اللّيل، فلمّا انصرف أقبل على النّاس فقال: “هل تدرون ماذا قال ربّكم؟” قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قال: “قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأمّا من قال: مطرنا بفضل اللّه ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأمّا من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فهو كافر بي مؤمن بالكوكب”. رواه البخاري: (846)، ومسلم: (71) واللفظ له).

 

11- أنَّ فُقَراءَ المُهاجِرِينَ أَتَوْا رَسولَ اللهِ صَلّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالوا: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بالدَّرَجاتِ العُلى، والنَّعِيمِ المُقِيمِ، فَقالَ: "وَما ذاكَ؟" قالوا: يُصَلُّونَ كما نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كما نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ وَلا نَتَصَدَّقُ، وَيُعْتِقُونَ وَلا نُعْتِقُ، فَقالَ رَسولَ اللهِ صَلّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: "أَفلا أُعَلِّمُكُمْ شيئًا تُدْرِكُونَ به مَن سَبَقَكُمْ وَتَسْبِقُونَ به مَن بَعْدَكُمْ؟ وَلا يَكونُ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنكُم إلّا مَن صَنَعَ مِثْلَ ما صَنَعْتُمْ" قالوا: بَلى، يا رَسولُ اللهِ قالَ: "تُسَبِّحُونَ، وَتُكَبِّرُونَ، وَتَحْمَدُونَ، دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ مَرَّةً. قالَ أَبُو صالِحٍ: فَرَجَعَ فُقَراءُ المُهاجِرِينَ إلى رَسولِ اللهِ صَلّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالوا: سَمِعَ إخْوانُنا أَهْلُ الأمْوالِ بما فَعَلْنا، فَفَعَلُوا مِثْلَهُ، فَقالَ رَسولِ اللهِ صَلّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: "ذلكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشاءُ". رواه مسلم: (٥٩٥).

 

12- عن أم سلمة أم المؤمنين -رضي اللّه عنها- قالت: يا رسولَ اللَّهِ، يغزو الرِّجالُ ولا تَغزوا النِّساءُ وإنَّما لنا نِصفُ الميراثِ فأنزلَ اللَّهُ تبارَك وتعالى (وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ). رواه الترمذي: (٣٠٢٢)، وصححه الألباني.

 

13- عن عبدالله بن مسعود -رضي اللّه عنه- قال: أصابَ النَّبيُّ -صلّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- ضيفًا فأرسلَ إلى أزواجِهِ يبتَغي عندَهُنَّ طعامًا فلَم يجِدْ عندَ واحدةٍ منهنَّ فقالَ: "اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ مِن فضلِكَ ورحمتِكَ؛ فإنَّهُ لا يملِكُهُا إلّا أنتَ فأُهْديَت لهُ شاةٌ مَصليَّةٌ فقالَ هذِهِ مِن فضلِ اللَّهِ ونحنُ ننتَظرُ الرَّحمةَ". أخرجه الطبراني (١٠-٢٢٠) (١٠٣٧٩)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (٥-٣٦) واللفظ له، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة: (٤-٥٧): إسناده صحيح.

 

14- عنِ ابنِ عبّاسٍ -رضي اللّه عنه- قالَ: (لا يستوي القاعدونَ منَ المؤمنينَ غيرُ أولي الضَّرر) عن بدرٍ والخارجونَ إلى بدرٍ لمّا نزلت غزوةُ بدرٍ قالَ عبدُ اللهِ بنُ جحشِ وابنُ أمِّ مَكتومٍ: إنّا أعميانِ يا رسولَ اللهِ فَهل لنا رخصةٌ فنزلت (لا يستوي القاعدونَ منَ المؤمنينَ غيرُ أولي الضَّررِ والمجاهدونَ في سبيلِ اللَّهِ بأموالِهم وأنفسِهم فضَّلَ اللَّهُ المجاهدينَ بأموالِهم وأنفسِهم على القاعدينَ درجةً وَكلًّا وعدَ اللَّهُ الحسنى وفضَّلَ اللَّهُ المجاهدينَ على القاعدينَ أجرًا عظيمًا) فَهؤلاءِ القاعدونَ غيرُ أولي الضَّررِ وفضَّلَ اللَّهُ المجاهدينَ على القاعدينَ أجرًا عظيمًا درجاتٍ منهُ على القاعدينَ منَ المؤمنينَ غيرِ أولي الضَّررِ. رواه الترمذي: (٣٠٣٢) وصححه الألباني.

 

15- جابر بن عبدالله السلمي -رضي اللّه عنه- قال: كانَ رَسولُ اللَّهِ -صلّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ-  يُعَلِّمُ أصْحابَهُ الِاسْتِخارَةَ في الأُمُورِ كُلِّها، كما يُعَلِّمُهُمُ السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ يقولُ: "إذا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ فإنَّكَ تَقْدِرُ ولا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هذا الأمْرَ - ثُمَّ تُسَمِّيهِ بعَيْنِهِ - خَيْرًا لي في عاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - قالَ: أوْ في دِينِي ومعاشِي وعاقِبَةِ أمْرِي - فاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بارِكْ لي فِيهِ، اللَّهُمَّ وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّه شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعاقِبَةِ أمْرِي -أوْ قالَ: في عاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ- فاصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كانَ ثُمَّ رَضِّنِي بهِ". رواه البخاري: (٧٣٩٠).

 

16- عن أبي حميد أو أبي أسيد الساعدي -رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: “إذا دَخَلَ أحَدُكُمُ المَسْجِدَ، فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ افْتَحْ لي أبْوابَ رَحْمَتِكَ، وإذا خَرَجَ، فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ". رواه مسلم: (٧١٣).

 

17- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: “مَن سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، وأَنْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ". أخرجه البخاري (٥٩٨٥).

 

18- عن جابر بن عبدالله -رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: “صلاةٌ في مَسْجِدِي أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فِيما سِواهُ إلا المسجِدَ الحرامَ، وصلاةٌ في المسْجِدِ الحرامِ أفضلُ من مِائةِ ألفِ صلاةٍ فِيما سِواهُ". أخرجه ابن ماجه (١٤٠٦)، وصححه الألباني.

 

19- عن عائشة أم المؤمنين -رضي اللّه عنها- أنّ النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: “صِلَةُ الرَّحِمِ، وحُسنُ الخُلُقِ، وحُسنُ الجِوارِ، يُعَمِّرْنَ الدِّيارَ، ويَزِدْنَ في الأعمارِ". أخرجه أحمد: (٢٥٢٥٩)، وصححه الألباني في صحيح الجامع: (٣٧٦٧). 

 

20- عن عبدالله بن عمر -رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: “صَلاةُ الجَماعَةِ أَفْضَلُ مِن صَلاةِ الفَذِّ بسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً". أخرجه البخاري: (٦٤٥)، ومسلم: (٦٥٠).

 

21- عن أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو -رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: “من غسَّلَ يومَ الجمعةِ واغتسلَ ثمَّ بَكَّرَ وابتَكرَ ومشى ولم يرْكب ودنا منَ الإمامِ فاستمعَ ولم يلغُ كانَ لَهُ بِكلِّ خطوةٍ عملُ سنةٍ أجرُ صيامِها وقيامِها". رواه أبو داود: (٣٤٥)، وصححه الألباني.

 

22- عن أبي ذر الغفاري -رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: “يُصْبِحُ على كُلِّ سُلامى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحى". أخرجه مسلم: (٧٢٠).

 

23- عن عبدالله بن عباس -رضي اللّه عنهما- أنّ النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: “تابِعوا بينَ الحجِّ والعُمرةِ، فإنَّهُما ينفيانِ الفقرَ والذُّنوبَ، كما ينفي الكيرُ خبثَ الحديدِ". أخرجه النسائي: (٢٦٣٠)، وحسنه الألباني.

 

24- عن أنس بن مالك -رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: “من صلى الفجرَ في جماعةٍ ثم قعدَ يذكُرُ اللهَ حتى تطلُعُ الشمسُ ثم صلى ركعتين كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعمرةٍ. قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: تامَّةٍ، تامَّةٍ، تامَّةٍ". رواه الترمذي: (٥٨٦)، وحسنه الألباني.

 

25- عن أبي أمامة الباهلي -رضي اللّه عنه- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "من غدا إلى مسجدٍ لا يريدُ إلا أن يتعلَّمَ خيرًا أو يُعلِّمَه، كان له كأجرِ حاجٍّ، تامًّا حجَّتُه". أخرجه ابن حبان في المجروحين: (٢-١٥٦)، والطبراني: (٨-١١١) (٧٤٧٣)، وأبو نعيم في حلية الأولياء: (٦-٩٧) مطولاً. وقال الألباني في صحيح الترغيب (٨٦): حسن صحيح.

 

26- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ". أخرجه البخاري: (٢٠١٤)، ومسلم: (٧٦٠).

 

27- عن عبدالله بن عباس -رضي اللّه عنهما- قال: لَمّا رَجَعَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-مِن حَجَّتِهِ قالَ لِأُمِّ سِنانٍ الأنْصارِيَّةِ: "ما مَنَعَكِ مِنَ الحَجِّ؟" قالَتْ: أبو فُلانٍ -تَعْنِي زَوْجَها- كانَ له ناضِحانِ، حَجَّ على أحَدِهِما، والآخَرُ يَسْقِي أرْضًا لَنا. قالَ: "فإنَّ عُمْرَةً في رَمَضانَ تَقْضِي حَجَّةً -أوْ حَجَّةً مَعِي-". أخرجه البخاري: (١٨٦٣) ومسلم: (١٢٥٦).

 

28- عن أبي أمامة الباهلي -رضي اللّه عنه- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَن خرجَ من بيتِه متطَهرًا إلى صلاةٍ مَكتوبةٍ فأجرُه كأجرِ الحاجِّ المحرمِ ومَن خرجَ إلى تسبيحِ الضُّحى لا ينصبُه إلّا إيّاهُ فأجرُه كأجرِ المعتمرِ وصلاةٌ على أثرِ صلاةٍ لا لغوَ بينَهما كتابٌ في علِّيِّينَ". أخرجه أبو داود (٥٥٨)، وحسنه الألباني. واللفظ له.

 

29- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "المؤذِّنُ يُغفرُ لَه مدى صوتِه. ويستغفرُ لَه كلُّ رطبٍ ويابسٍ. وشاهدُ الصَّلاةِ يُكتبُ لَه خمسٌ وعشرونَ حسنةً ويُكفَّرُ له ما بينَهما". رواه ابن ماجه: (٥٩٨)، وقال الألباني: حسن صحيح.

 

30- عن أبي أيوب الأنصاري -رضي اللّه عنه- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ". رواه مسلم: (١١٦٤).

 

31- عن أبي ذر الغفاري -رضي اللّه عنه- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَن صامَ من كلِّ شهرٍ ثلاثةَ أيّامٍ فذلِكَ صيامُ الدَّهرِ فأنزلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ تصديقَ ذلِكَ في كتابِهِ: (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أمْثالِها) اليومُ بعشرةِ أيّامٍ". أخرجه الترمذي: (٧٦٢)، وصححه الألباني.

 

32- عن زيد بن خالد الجهني -رضي اللّه عنه- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَن فطَّرَ صائمًا كانَ لَهُ مثلُ أجرِهِ، غيرَ أنَّهُ لا ينقُصُ من أجرِ الصّائمِ شيئًا". رواه الترمذي: (٨٠٧).

 

33- عن عمران بن الحصين -رضي اللّه عنه- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مُقامُ الرجلِ في الصَّفِّ في سبيلِ اللهِ، أفضلُ مِنْ عبادةِ ستينَ سنةً". أخرجه الدارمي: (٢٣٩٦)، والبزار: (٣٥٠٩)، والطبراني: (١٨/١٦٨) (٣٧٧) واللفظ له، وصححه الألباني في صحيح الجامع: (٥٨٨٦).

 

34- عن سلمان الفارسي -رضي اللّه عنه- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَن رابطَ يومًا وليلةً في سبيلِ اللَّهِ كانَ لَهُ كأجرِ صيامِ شَهْرٍ وقيامِهِ، ومَن ماتَ مرابطًا أُجْريَ لَهُ مثلُ ذلِكَ منَ الأجرِ، وأُجْريَ علَيهِ الرِّزقُ، وأمِنَ منَ الفتّانِ". رواه النسائي: (٣١٦٧)، وصححه الألباني.

 

35- عن جويرية بنت الحارث أم المؤمنين -رضي اللّه عنها- أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ مِن عِندِها بُكْرَةً حِينَ صَلّى الصُّبْحَ وَهي في مَسْجِدِها، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحى وَهي جالِسَةٌ، فَقالَ: "ما زِلْتِ على الحالِ الَّتي فارَقْتُكِ عَلَيْها؟" قالَتْ: نَعَمْ، قالَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "لقَدْ قُلتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِماتٍ ثَلاثَ مَرّاتٍ، لو وُزِنَتْ بما قُلْتِ مُنْذُ اليَومِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدادَ كَلِماتِهِ". رواه مسلم: (٢٧٢٦).

 

36- عن عبدالله بن عمر -رضي اللّه عنهما- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفعُهُمْ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ تُدخِلُهُ على مُسلِمٍ، أو تَكشِفُ عنهُ كُربةً، أو تَقضِيَ عنهُ دَيْنًا، أو تَطرُدَ عنهُ جُوعًا، ولَأَنْ أمْشِيَ مع أخِي المسلمِ في حاجةٍ أحَبُّ إليَّ من أنْ أعتكِفَ في المسجدِ شهْرًا، ومَنْ كفَّ غضَبَهُ، سَتَرَ اللهُ عوْرَتَهُ، ومَنْ كظَمَ غيْظًا، ولوْ شاءَ أنْ يُمضِيَهُ أمْضاهُ، مَلأَ اللهُ قلْبَهُ رضِىَ يومَ القيامةِ، ومَنْ مَشى مع أخيهِ المسلمِ في حاجَتِه حتى يُثْبِتَها لهُ، أثْبتَ اللهُ تعالى قدَمِه يومَ تَزِلُّ الأقْدامُ، وإنَّ سُوءَ الخُلُقِ لَيُفسِدُ العملَ، كَما يُفسِدُ الخَلُّ العَسَلَ". أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط: (٦٠٢٦)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع: (١٧٦).

 

37-  عن أبي أمامة الباهلي -رضي اللّه عنه- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أربعةٌ تجري عليهم أجورُهم بعد الموتِ: من ماتَ مرابطًا في سبيلِ اللهِ، ومن علَّم علمًا أُجريَ له عملُه ماعُمِلَ به، ومن تصدَّق بصدقةٍ فأجرها يجري له ما وجدتْ، ورجلٌ ترك ولدًا صالحًا فهو يدعو له". أخرجه أحمد: (٢٢٣٠١)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع: (٨٧٧).

 

38- عن عبدالله بن عباس -رضي اللّه عنهما- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ما من أيّامٍ العملُ الصّالحُ فيها أحبُّ إلى اللَّهِ من هذِهِ الأيّامِ" -يعني العَشرَ- قالوا: يا رسولَ اللَّهِ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ؟ قالَ: "ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ إلّا رجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ فلم يرجِع من ذلِكَ بشيءٍ". أخرجه ابن ماجه: (١٧٢٧)، وصححه الألباني. 

 

39- عن عبدالله بن عباس -رضي اللّه عنهما- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الحَسَناتِ والسَّيِّئاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذلكَ، فمَن هَمَّ بحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها، كَتَبَها اللَّهُ له عِنْدَهُ حَسَنَةً كامِلَةً، فإنْ هو هَمَّ بها فَعَمِلَها، كَتَبَها اللَّهُ له عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَناتٍ، إلى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، إلى أضْعافٍ كَثِيرَةٍ، ومَن هَمَّ بسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها، كَتَبَها اللَّهُ له عِنْدَهُ حَسَنَةً كامِلَةً، فإنْ هو هَمَّ بها فَعَمِلَها، كَتَبَها اللَّهُ له سَيِّئَةً واحِدَةً". أخرجه البخاري: (٦٤٩١) ومسلم: (١٣١).

 

40- عن عبدالله بن مسعود -رضي اللّه عنه- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ آخِرَ أهْلِ الجَنَّةِ دُخُولًا الجَنَّةَ، وآخِرَ أهْلِ النّارِ خُرُوجًا مِنَ النّارِ رَجُلٌ يَخْرُجُ حَبْوًا، فيَقولُ له رَبُّهُ: ادْخُلِ الجَنَّةَ، فيَقولُ: رَبِّ الجَنَّةُ مَلْأى، فيَقولُ له ذلكَ ثَلاثَ مَرّاتٍ، فَكُلُّ ذلكَ يُعِيدُ عليه الجَنَّةُ مَلْأى، فيَقولُ: إنَّ لكَ مِثْلَ الدُّنْيا عَشْرَ مِرارٍ". رواه البخاري: (٧٥١١)، ومسلم: (١٨٦).

 

41- عن أنس بن مالك -رضي اللّه عنه- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "من صلّى عليَّ صلاةً واحدةً صلّى اللَّهُ عليهِ عشرَ صلواتٍ، وحُطَّت عنهُ عَشرُ خطيئاتٍ، ورُفِعَت لَهُ عشرُ درجاتٍ". أخرجه النسائي: (١٢٩٧)، وصححه الألباني.  

 

الاشعار

قال أحدهم:

ما زال فضلُ اللهِ يغمر ساحتي *** ويظهر لي من حيث أتلمَّحُ

ولكنني من فضله أستزيده *** وإن كنتُ في أبحُر الجُود أسبَحُ

 

متفرقات

1- قال الإمام البخاريّ: “أهل العلم والفضل أحقّ بالإمامة أي إمامة النّاس في الصّلاة”. البخاري- الفتح: (ج 2 ص 192).

 

2- قال ابن القيّم: “أنفع النّاس لك رجل مكّنك من نفسه حتّى تزرع فيه خيرا أو تصنع إليه معروفا، فإنّه نعم العون لك على منفعتك وكمالك، فانتفاعك به في الحقيقة مثل انتفاعه بك أو أكثر، وأضرّ النّاس عليك رجل مكّن نفسه منك حتّى تعصي اللّه فيه فإنّه عون لك على مضرّتك ونقصك”. الفوائد: (260).

 

3- قال القرطبيّ في تفسير قوله تعالى: (الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة: 268] “المغفرة هي السّتر على عباده في الدّنيا والآخرة. والفضل: هو الرّزق في الدّنيا، والتّوسعة والنّعيم في الآخرة”. تفسير القرطبي (3-329).

 

4- قال ابن الجوزيّ: “الأصل في الفضل: الزّيادة، ويستعار في مواضع تدلّ عليها القرينة، وقد ذكر أهل التّفسير أنّ الفضل في القرآن الكريم على ثمانية أوجه:

الأوّل: الإنعام بالإسلام كما في قوله تعالى: (قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ) [آل عمران: 73].

 

الثّاني: الإنعام بالنّبوّة، ومنه قوله عزّ وجلّ (وَكانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً) [النساء: 113].

 

الثّالث: الرّزق في الدّنيا، ومنه قوله سبحانه: (وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ) [الجمعة: 10].

 

الرّابع: الرّزق في الجنّة، ومنه قول اللّه عزّ وجلّ (يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ) [آل عمران: 171].

 

الخامس: الجنّة ومنه قوله تعالى: (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيراً) [الأحزاب: 47].

 

السّادس: المنّة والنّعمة، ومن ذلك قول اللّه عزّ وجلّ (ذلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنا وَعَلَى النَّاسِ) [يوسف: 38].

 

السّابع: الخلف (ممّا ينفق في سبيل اللّه)، ومن ذلك قول اللّه تعالى (وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا) [البقرة: 268].

 

الثّامن: التّجاوز (بالعفو عن السّيّئات) ومنه قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ) [البقرة: 243].

 

التّاسع: المعجزة والكرامة، كما في قوله تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلًا) [سبأ: 10].

 

العاشر: تأخير العذاب، وذلك كما في قوله تعالى (وَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذابٌ عَظِيمٌ) [النور: 14].

 

الحادي عشر: الظّفر والغنيمة، وذلك كما في قوله تعالى: (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ) [آل عمران: 174].

 

الثّاني عشر: قبول التّوبة والإنابة، وذلك كما في قوله تعالى: (وَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) [النور: 20].

 

الثّالث عشر: زيادة الثّواب والكرامة، ومنه قول اللّه تعالى: (وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ) [الحديد: 29].

 

الرّابع عشر: المعروف والإحسان كما في قوله تعالى (وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى) [النور: 22].

 

الخامس عشر: الشّفاعة في الآخرة، ومن ذلك قوله سبحانه: (لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ) [فاطر: 30].

 

السّادس عشر: الخير والنّعمة، كما في قوله تعالى: (وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ) [يونس: 107].

 

السّابع عشر: التّميّز في الخلق أو الرّزق، وذلك كما في قوله سبحانه: (وَما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ) [هود: 27]”. انظر: نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- (7/3110،3111).

 

5- قال أهل العلم: "مضاعفة الأجر على الأعمال تكون بحسب ما يكون في القلب من الإخلاص، ومن إتقان العمل، وبحسب الزمان والمكان، وبحسب الحاجة إليها".

 

 

 

الإحالات

1- نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم المؤلف : عدد من المختصين بإشراف الشيخ/ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي الناشر : دار الوسيلة للنشر والتوزيع، جدة الطبعة : الرابعة .

2- السنن الواردة في الفتن وغوائلها والساعة وأشراطها المؤلف : أبو عمرو عثمان بن سعيد المقرئ الداني الناشر : دار العاصمة – الرياض الطبعة الأولى ، 1416 تحقيق : د. ضاء الله بن محمد إدريس المباركفوري (2/439) .

3- التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج المؤلف : د وهبة بن مصطفى الزحيلي الناشر : دار الفكر المعاصر – دمشق الطبعة : الثانية ، 1418 هـ (4/45) .

4- سلسلة آيات الحج في القرآن الكريم للشيخ: صالح بن عواد المغامسي إمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة النبوية (1/8) .

5- تفسير الماتريدي (تأويلات أهل السنة) المؤلف: محمد بن محمد بن محمود، أبو منصور الماتريدي (المتوفى: 333هـ) المحقق: د. مجدي باسلوم الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، لبنان الطبعة: الأولى، 1426 هـ - 2005 م (1/531) .

6- أحكام القرآن لابن العربي المؤلف : محمد بن عبد الله الأندلسي ( ابن العربي ) الناشر : دار الكتب العلمية (5/244) .

7- الأحكام الشرعية الكبرى المؤلف : أبو محمد عبد الحق الإشبيلي (510هـ - 581هـ) المحقق : أبو عبد الله حسين بن عكاشة الناشر : مكتبة الرشد - السعودية / الرياض الطبعة : الأولى ، 1422هـ - 2001م (2/420) .

8- الورع المؤلف : أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج المرُّوذي- سنة الوفاة 275هـ الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة الأولى ، 1403 – 1983 تحقيق : د. زينب إبراهيم القاروط (1/73) .

9- فتح الباري المؤلف : أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى : 852هـ) المحقق : عبد العزيز بن عبد الله بن باز ومحب الدين الخطيب رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه وذكر أطرافها : محمد فؤاد عبد الباقي الناشر : دار الفكر (2/331) .

10- مجلة البحوث الإسلامية - مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد - معها ملحق بتراجم الأعلام والأمكنة المؤلف : الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد (33/181) .

11- الإيمانُ والعملُ الصالحُ سَببُ النَّجاحِ والفلاحِ جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنة علي بن نايف الشحود وفي هذا الكتاب قد جمعت جميع الآيات القرآنية التي قرنت الإيمان بالعمل الصالح . (1/64) .

12- موسوعة خطب المنبر موسوعة شاملة للخطب التي تم تفريغها في موقع شبكة المنبر http://www.alminbar.net حتى تاريخ 15/6/2007م، ويبلغ عددها أكثر من 5000 خطبة، معظمها مخرجة الأحاديث، والعديد منها أحكام الشيخ الألباني - طيب الله ثراه - وهي مفهرسة بعنوان الخطبة واسم الخطيب حتى يسهل الوصول إلى موضوع معين. (1/935) .

الحكم

1- "لِكُلِّ غَدٍ طَعَامٌ". يضرب في التوكُّلِ على ‌فضل ‌الله عز وجل. مجمع الأمثال: (2-202).

 

2- "قَيِّدُوا ‌نِعَمَ ‌الله بالشُّكْرِ". مجمع الأمثال: (2-129).

 

3- "‌‌ذهبوا أيادي سبأ". الذهاب معروف يقال: ذهب بالفتح يذهب ذهابا والأيادي جمع أيد والأيدي جمع يد وهو بمعنى الجارحة وبمعنى النعمة وبمعنى الطريق. وتسمى البلدة سبأ باسم سكانها وكانت أخصب بلاد الله كما الله تعالى: (جنتانِ عن يمينٍ وشمال). قيل: وكانت مسافة شهر في شهر للراكب المجد يسير الماشي في الجنان من أولها إلى آخرها لا يفارقه الظل، مع تدفق الماء وصفاء الهواء واتساع الفضاء. فمكثوا مدة في أمن لا يعاني ملك إلاّ قصموه. وكانت في بدء الأمر تركبها السيول فجمع ملك حمير أهل مملكته وشاورهم فاتخذوا سدا في بدء جريان الماء ورصفوه بالحجارة والحديد وجعلوا فيه مخارق للماء. فإذا جاءت السيول انقسمت على وجه يعمهم نفعه في الجنات والمزروعات. ويقال بانيه لقمان بن عاد ووقع في شعر الأعشى أنَّ حميرا هو بناه حيث قال:

رخام بنته لهم حمير *** إذا جاء ماؤها لم يرم

فلما كفرو ‌نعم ‌الله تعالى ورأوا ملكهم لا يبيده شيء وعبدوا الشمس سلط الله على سدهم فأرة فخرقته وأرسل عليهم السيل فمزقهم الله كل ممزق وأباد خضراءهم. زهر الأكم في الأمثال والحكم: (3-16).