غش

2022-10-05 - 1444/03/09

التعريف

قال المناوي : الغش ما يخلط الرديء بالجيد .

وقال ابن حجر الهيثمي : الغش المحرم أن يعلم ذوالسلعة من نحو بائع أو مشتر فيها شيئاً لو اطلع مريد أخذها ما أخذ بذلك المقابل وقال الكفوي: الغش سواد القلب ، وعبوس الوجه، ولذا يطلق الغش على الغل والحقد .

 

جاء في تعريف الغش عند الشافعية هو: أن يكتم البائع عن المشتري عيباً في المبيع لو اطلع عليه ما اشتراه بذلك الثمن. وجاء أيضاً في تعريف الغش عند المالكية: الغش أن يوهم وجود مفقود في المبيع أو يكتم فقد موجود مقصود فقده منه.

العناصر

1- حكم الغش .

2- أسباب الغش .

3- من صور الغش .

4- مظاهر الغش .

5- الاتفاق على الغش هو تعاون على الإثم والعدوان .

6- شرع الله لعباده طرقا لتحصيل الأرزاق وتصريفها مبنية على العدل والقصد .

7- أضرار الغش .

8- أهمية التوكل على الله في الامتحانات .

9- على الآباء أن يهتموا بدين أبنائهم كما يهتمون بدنياهم .

10- الغش محرم حتى لغير المسلمين .

11- أثر الغش على الفرد و المجتمع .

12- علاج الغش .

الايات

1- قَالَ الله تَعَالَى: (والَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وإثْماً مُبِيناً) [الأحزاب:58].

2- قوله تعالى: (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً) [النساء: 9] .

3- قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [الأنفال : 27] .

4- قوله تعالى: (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [الأعراف: 85] .

5- قوله تعالى: (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ) [هود : 84] .

6- قوله تعالى: ( وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينْ . الّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُون . وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ) [المطففين:1-3] .

الاحاديث

1- عن أَبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: « مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاَحَ فَلَيْسَ مِنَّا، وَمَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا » [رواه مسلم (164) ]. وفي رواية لَهُ: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ فَأدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا فَنَالَتْ أصابِعُهُ بَلَلاً، فَقَالَ: «مَا هذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ؟» قَالَ: أصَابَتهُ السَّمَاءُ يَا رسول الله. قَالَ: «أفَلاَ جَعَلْتَهُ فَوقَ الطَّعَامِ حَتَّى يرَاهُ النَّاسُ ! مَنْ غشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا» [رواه مسلم (102) ] .

2- عن سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « لا تناجشوا ولا يبع المرء على بيع أخيه ولا يبع حاضر لباد ولا يخطب المرء على خطبة أخيه ولا تسأل المرأة طلاق الأخرى لتكتفئ ما فى إنائها »[رواه مسلم (3525) ] .

3- عن عبد الله بن دينار أنه سمع ابن عمر يقول ذكر رجل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه يخدع فى البيوع فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « من بايعت فقل لا خلابة » [رواه مسلم (3939) ] .

4- عن أبى هريرة قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « من خبب زوجة امرئ أو مملوكه فليس منا »[سنن أبي داود (5172) وقال الألباني صحيح] .

5- قال معقل إنى محدثك حديثا سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لو علمت أن لى حياة ما حدثتك إنى سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول « ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة » [رواه مسلم 0380) ] .

6- عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال : « بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم » [صحيح البخاري الزكاة (1336),صحيح مسلم الإيمان (56),سنن الترمذي البر والصلة (1925),سنن النسائي البيعة (4175),مسند أحمد بن حنبل (4/357),سنن الدارمي البيوع (2540) ] .

الاثار

1- قال عبد الملك بن حبيب ، قلت لمطرف وابن الماجشون لما نهينا عن التصدق بالمغشوش لرواية أشهب فما وجه الصواب عندكما فيمن غش أو نقص من الوزن؟ قالا: يعاقب بالضرب والحبس والإخراج من السوق ، وما كثر من الخبز واللبن ، أو غش من المسك والزعفران فلا يفرق ولا ينهب . قال عبد الملك بن حبيب : ولا يرده الإمام إليه وليؤمن ببيعه عليه من يأمن أن يغش به ، ويكسر الخبز إذا كثر ، ويسلمه لصاحبه ، ويباع عليه العسل ، والسمن واللبن الذي يغشه ممن يأكله ويبين له غشه . هكذا العمل فيما غش من التجارات . قال: وهو إيضاح من استوضحته ذلك من أصحاب مالك وغيرهم[انظر كتاب ' الحسبة في الإسلام' لشيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية، تحقيق محمد زهري النجار، من منشورات المؤسسة السعيدية بالرياض، من صفحة 101 إلى 105] .

القصص

1- مر عمر رضي الله عنه يتفقد رعيته ليلاً، فيسمع امرأة تقول لابنة لها: اخلطي الماء باللبن، فقالت البنت: لقد نهانا عمر عن ذلك، فقالت أمها: وما يدري عمر؟! قالت البنت: إن كان عمر غائباً فإن ربه حاضر. فوقعت هذه الكلمة في قلبه، فيجمع ولده، ويعزم على أحدهم أن يتزوج هذه الفتاة، فيتزوجها ولده عاصم، فيكون من ولده عمر بن عبد العزيز الذي ملأ الدنيا عدلاً.

2- قال المغيرة بن شعبة: لم يخدعني غير غلام من بني الحرث بن كعب، فإني ذكرت امرأة منهم لأتزوجها فقال الغلام: أيها الأمير لا خير لك فيها، فقلت: ولم؟ فقال: رأيت رجلاً يقبلها، فأعرض عنها المغيرة، فتزوجها الغلام فقال له المغيرة: ألم تخبرني أنك رأيت رجلا يقبلها؟، فقال الغلام نعم! رأيت أباها يقبلها.

3- عن إبراهيم بن جرير البجلي عن أبيه قال غدا أبو عبد الله إلى الكناسة ليبتاع منها دابة وغدا مولى له فوقف في ناحية السوق فجعلت الدواب تمر عليه فمر به فرس فأعجبه فقال لمولاه انطلق فاشتر ذلك الفرس فانطلق مولاه فأعطى صاحبه به ثلاثمائة درهم فأبى صاحبه أن يبيعه فماكسه فأبى صاحبه أن يبيعه فقال هل لك أن تنطلق إلى صاحب لنا ناحية السوق قال لا أبالي فانطلقا إليه فقال له مولاه اني أعطيت هذا بفرسه ثلاثمائة درهم فأبى وذكر أنه خير من ذلك قال صاحب الفرس صدق أصلحك الله فترى ذلك ثمنا قال لا فرسك خير من ذلك تبيعه بخمسمئة حتى بلغ سبعمئة درهم أو ثمانمئة فلما أن ذهب الرجل أقبل على مولاه فقال له ويحك انطلقت لتبتاع لي دابة فأعجبتني دابة رجل فأرسلتك تشتريها فجئت برجل من المسلمين يقوده وهو يقول ما ترى ما ترى وقد بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم [الطبراني في معجمه الكبير ج 2/ ص 335 حديث رقم: 2395] .

الاشعار

1- قال المتنبي:

لَقَـدْ أَبَاحَـكَ غِشًّا فِي مُعَامَلَـةٍ *** مَنْ كُنْتَ مِنْهُ بِغَيْرِ الصِّدْقِ تَنْتَفِعُ

 

2- قال أبوطالب:

بِمِيـزَانِ قِسْطٍ لا يُخِـسُّ شَعِيـرَةً *** لَهُ شَاهِـدٌ مِنْ نَفْسِهِ غَيْرُ عَائِـلِ

متفرقات

1- قال ابن حجر الهيثيمي : ولهذه القبائح - أي الغش - التي ارتكبها التجار والمتسببون وأرباب الحرف والبضائع سلط الله عليهم الظلمة فأخذوا أموالهم ، وهتكوا حريمهم ، وبل وسلط عليهم الكفار فأسروهم واستعبدوهم ، وأذاقوهم العذاب والهوان ألواناً . وكثرة تسلط الكفار على المسلمين بالأسر والنهب، وأخذ الأموال والحريم إنما حدث في هذه الأزمنة المتأخرة لّما أن أحدث التجار وغيرهم قبائح ذلك الغش الكثيرة والمتنوعة ، وعظائم تلك الجنايات والمخادعات والتحايلات الباطلة على أخذ أموال الناس بأي طريق قدروا عليها ، لا يرقبون الله المطلع عليهم .[الغش لزاهر الشهري] .

الإحالات

1- تنبية الغافلين من أعمال الجاهلين - ابن النحاس ص 159 الطبعة الثالثة 1407 .

2- خطب مختارة ص 441 الإفتاء 1407 .

3- موارد الطمآن لدروس الزمان - عبد العزيز السلمان 3/610 الطبعة الثامنة 1408 .