عبادة

2022-10-08 - 1444/03/12

التعريف

العبادة لغة:

مصدر عبد يعبد عبادة أي أطاع وهذا المصدر مأخوذ من مادّة (ع ب د) الّتي تدلّ على معنيين: الأوّل لين وذلّ، والآخر شدّة وغلظ من هذا الأصل قولهم: العبدة وهي القوّة والصلابة، والعبد وهو الأنفة والحمية انظر في هذا: (مقاييس اللغة لابن فارس:4-206، ولسان العرب:3-275) ومن الأصل الأوّل أخذ العبد وهو المملوك، والجماعة العبيد، وثلاثة أعبد (في جمع القلّة) وهم العباد (في جمع الكثرة)، قال الخليل: إلّا أنّهم اجتمعوا على تفرقة ما بين عباد اللّه والعبيد المملوكين. يقال: هذا عبد بيّن العبودة ولم نسمعهم يشتقّون منه فعلا، ولو اشتقّ لقيل (عبد) أي صار عبدا وأقرّ بالعبودة، ولكنّه أميت الفعل فلم يستعمل، قال (الخليل) وأمّا عبد يعبد عبادة، فلا يقال إلّا لمن يعبد اللّه تعالى، يقال منه عبد يعبد عبادة وعبودة وعبوديّة ومعبدا، وتعبّد يتعبّد تعبّدا، فالمتعبّد: المنفرد بالعبادة، ويقال: استعبدت فلانا: اتّخذته عبدا، ويقال تعبّد فلان فلانا إذا صيّره كالعبد له وإن كان حرّا، ويقال أعبد فلان فلانا أي جعله عبدا، ويقال للمشركين: عبدة الطّاغوت والأوثان، وللمسلمين عبّاد يعبدون اللّه، وذكر بعضهم في جمع عابد عبد، وتأنيث العبد عبدة، والعبدّاء: جماعة العبيد الّذين ولدوا في العبوديّة، ومن الباب البعير المعبّد أي المهنوء بالقطران؛ لأنّ ذلك يذلّه ويخفض منه، ومنه أيضا الطّريق المعبّد وهو المسلوك المذلّل. مقاييس اللغة لابن فارس: (4/205، 206).

 

وقال الرّاغب: العبوديّة: إظهار التّذلّل، والعبادة أبلغ منها لأنّها غاية التّذلّل ولا يستحقّها إلّا من له غاية الإفضال وهو اللّه تعالى وجمع العبد الّذي هو مسترقّ عبيد، وقيل عبدّا، وجمع العبد الّذي هو العابد عباد، فالعبيد إذا أضيف إلى اللّه أعمّ من العباد ولهذا قال: (وَما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) [ق: 29] فنبّه أنّه لا يظلم من يختصّ بعبادته ولا من ينتسب إلى غيره كعبد شمس وعبد اللّات ونحو ذلك. مفردات الراغب: (318).

 

وقال الجوهريّ: العبد خلاف الحرّ، والجمع عبيد وأعبد وعباد وعبدان وعبدان وعبدّان وعبدّا يمدّ ويقصر، ومعبوداء بالمدّ، وأصل العبوديّة: الخضوع والذّلّ، والتّعبيد: الاستعباد، وهو أن يتّخذه عبدا، وكذلك الاعتباد، وفي الحديث: “ورجل اعتبد محرّرا” والإعباد مثله وكذلك التّعبّد، والعبادة الطّاعة، والتّعبّد التّنسّك. الصحاح: (2-502).

 

وقال ابن منظور: العبد: الإنسان حرّا كان أو رقيقا، يذهب بذلك إلى أنّه مربوب لباريه- عزّ وجلّ-، والعبد المملوك: خلاف الحرّ، وأصل العبوديّة الخضوع والذّلّ، ويقال تعبّد اللّه العبد بالطّاعة أي استعبده، أمّا تعبّدت فلانا فمعناه اتّخذته عبدا مثل عبّدته سواء، وكلّ من دان لملك فهو عابد له، والمعبّد: المكرّم المعظّم كأنّه يعبد قال حاتم:

 

تقول: ألا تبقي عليك، فإنّني *** أرى المال عند الممسكين معبّدا؟

 

لسان العرب: (3-2704).

 

واصطلاحا:

اسم جامع لكلّ ما يحبّه اللّه ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظّاهرة. وقيل: هي اسم يجمع كمال الحبّ للّه ونهايته، وكمال الذّلّ للّه ونهايته. وقيل: عبادة اللّه: طاعته بفعل المأمور وترك المحذور. العبودية لابن تيمية: (5)، وتيسير العزيز الحميد:(47)، وقرة عيون الموحدين: (15)، وفتح المجيد: (14).

 

وقال المناويّ: العبادة فعل المكلّف على خلاف هوى نفسه تعظيما لربّه. وقيل: هي الأفعال الواقعة على نهاية ما يمكن من التّذلّل والخضوع المتجاوز لتذلّل بعض العباد لبعض، ولذلك اختصّت بالرّبّ، وهي أخصّ من العبوديّة الّتي تعني مطلق التّذلّل. التوقيف على مهمات التعاريف للمناوي: (234).

 

أمّا العبوديّة فقد عرّفها الجرجانيّ بقوله: هي الوفاء بالعهود، وحفظ الحدود، والرّضا بالموجود، والصّبر على المفقود. التعريفات: (151).

 

العناصر

1- تعريف العبادة.

 

3- أقسام العبادة.

 

4- أركان العبادة.

 

5- الفرق بين العبادة وتوحيد العبادة.

 

6- متى تقبل العبادة؟.

 

7- أهمية الإخلاص والمتابعة.

 

8- صور من الانحراف في تطبيق شرطي العبادة.

 

9- أنواع العبادة.

 

10- أثر إحسان العبادة لله على الفرد.

 

الايات

1- قوله تعالى: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ * الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ)[الفاتحة:1-7].

 

2- قوله تَعَالَى: (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) [البقرة:185].

 

3- قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ)[البقرة: 83].

 

4- قال الله تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً) [النساء:28].

 

5- قوله تعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَراكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ * قالَ يا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ * أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ)[الأعراف: 59- 62].

 

6- قوله تعالى: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ما مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ)[يونس: 3].

 

7- قوله تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ)[النحل: 36].

 

8- قوله تعالى: (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)[هود: 123].

 

9- قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً * وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً)[الجن: 18-19].

 

10- قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ كَذلِكَ إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ * إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللَّهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ * وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ)[فاطر: 28-31].

 

11- قوله تعالى: (إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ * فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ * قالَ يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ * قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ الدِّينِ * قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ * قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ)[ص:71-83].

 

12- قوله تعالى: (أَفَلَمْ يَرَوْا إِلى ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِنَ السَّماءِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ * وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلًا يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ * يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ)[سبأ: 9-13].

 

13- قال الله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات:56].

 

14- قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) [النساء: 48].

 

15- قوله تعالى: (وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأنعام: 88].

 

16- قوله تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) [الأنعام: 153].

 

17- قوله تعالى: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ) [الشورى: 21].

 

18- قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً) [المائدة:3].

 

19- قوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 90].

 

20- قال تعالى: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ) [الزمر: 9].

 

21- قوله تعالى: (قوله تعالى: (هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) [الحج: 78 ].

 

22- قوله تعالى: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) [السجدة: 16].

 

23- قوله تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام: 162].

 

24- قوله تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ) [البينة: 5].

 

 

الاحاديث

1- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه-: أنّ أعرابيّا جاء إلى رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول اللّه، دلّني على عمل إذا عملته دخلت الجنّد. قال: “تعبد اللّه لا تشرك به شيئا، وتقيم الصّلاة المكتوبة، وتؤدّي الزّكاة المفروضة، وتصوم رمضان” قال: والّذي نفسي بيده! لا أزيد على هذا شيئا أبدا، ولا أنقص منه. فلمّا ولّى. قال النّبيّ -صلى الله عليه وسلم-: “من سرّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا” رواه البخاري: (1397)، ومسلم:14).

 

2- عن أبي أيوب الأنصاريّ -رضي اللّه عنه- قال: إنّ رجلا قال للنّبيّ -صلى الله عليه وسلم-: أخبرني بعمل يدخلني الجنّة. قال: ماله ماله. وقال النّبيّ -صلى الله عليه وسلم-: “أرب ماله، تعبد اللّه ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصّلاة، وتؤتي الزّكاة، وتصل الرّحم” رواه البخاري: (1396)، ومسلم: (14).

 

3- عن أنس -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-: “إذا أراد اللّه بعبد خيرا استعمله” قيل:كيف يستعمله يا رسول اللّه؟ قال: “يوفّقه لعمل صالح قبل الموت ثم يقبضه عليه”. رواه الترمذي: (2142)، وصححه الألباني.

 

4- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-: “إنّ اللّه يرضى لكم ثلاثا، ويكره لكم ثلاثا. فيرضى لكم: أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل اللّه جميعا ولا تفرّقوا، ويكره لكم: قيل وقال وكثرة السّؤال، وإضاعة المال”. رواه مسلم: (1715).

 

5- عن ابن عمر -رضي اللّه عنهما- عن النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: “بني الإسلام على خمس، على أن يعبد اللّه ويكفر بما دونه، وإقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، وحجّ البيت، وصوم رمضان”. رواه البخاري: (8)، ومسلم: (16).

 

6- عن معقل بن يسار -رضي اللّه عنه- عن النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: “العبادة في الهرج كهجرة إليّ”. رواه مسلم: (2948).

 

7- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- عن النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: “قال اللّه- عزّ وجلّ-: أعددت لعبادي الصّالحين مالا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. مصداق ذلك في كتاب اللّه: (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) [السجدة:17] رواه البخاري: (3244)، ومسلم: (2824).

 

8- عن معاذ بن جبل -رضي اللّه عنه- قال: قلت: يا رسول اللّه! أخبرني بعمل يدخلني الجنّة ويباعدني من النّار. قال: “لقد سألتني عن عظيم، وإنّه ليسير على من يسّره اللّه عليه. تعبد اللّه ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصّلاة، وتؤتي الزّكاة، وتصوم رمضان، وتحجّ البيت”. ثمّ قال: “ألا أدلّك على أبواب الخير: الصّوم جنّة، والصّدقة تطفأ الخطيئة كما يطفأ الماء النّار، وصلاة الرّجل من جوف اللّيل”. قال: ثمّ تلا: (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ حتّى بلغ يَعْمَلُونَ). رواه الترمذي:(2616)، وصححه الألباني.

 

9- عن معدان بن أبي طلحة اليعمريّ؛ قال: لقيت ثوبان مولى رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-. فقلت: أخبرني بعمل أعمله يدخلني اللّه به الجنّة. أو قال: قلت: بأحبّ الأعمال إلى اللّه. فسكت، ثمّ سألته فسكت. ثمّ سألته الثّالثة، فقال: سألت عن ذلك رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-. فقال: “عليك بكثرة السّجود للّه. فإنّك لا تسجد سجدة إلّا رفعك اللّه بها درجة. وحطّ عنك بها خطيئة”. رواه مسلم: (488).

 

10- عن عائشة رضي الله عنها: أنَّ النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- دخل عَلَيْهَا وعِندها امرأةٌ، قَالَ: “مَنْ هذِهِ؟” قَالَتْ: هذِهِ فُلاَنَةٌ تَذْكُرُ مِنْ صَلاتِهَا. قَالَ: “مهْ، عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ، فَواللهِ لاَ يَمَلُّ اللهُ حَتَّى تَمَلُّوا” وكَانَ أَحَبُّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَا دَاوَمَ صَاحِبُهُ عَلَيهِ. رواه البخاري: (30).

 

11- عن أنس رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ ثَلاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أزْوَاجِ النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم-، يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فَلَمَّا أُخْبِروا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا وَقَالُوا: أَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وَقدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأخَّرَ. قَالَ أحدُهُم: أمَّا أنا فَأُصَلِّي اللَّيلَ أبداً. وَقالَ الآخَرُ: وَأَنَا أصُومُ الدَّهْرَ أَبَداً وَلا أُفْطِرُ. وَقالَ الآخر: وَأَنا أعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلاَ أتَزَوَّجُ أبَداً. فجاء رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إليهم، فَقَالَ: “أنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا؟ أَمَا واللهِ إنِّي لأخْشَاكُمْ للهِ، وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أصُومُ وَأُفْطِرُ، وأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّساءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي” رواه البخاري: (5063).

 

12- عن ابن مسعود رضي الله عنه: أنّ النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: “هَلَكَ المُتَنَطِّعُونَ” قالها ثَلاثاً رواه مسلم: (2670).

 

13- عن أَبي هريرةَ رضي الله عنه، عن النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: “إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة” رواه البخاري: (39).

 

14- عن أنس رضي الله عنه، قَالَ: دَخَلَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- المَسْجِدَ فَإِذَا حَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ، فَقَالَ: “مَا هَذَا الحَبْلُ؟” قالُوا: هَذَا حَبْلٌ لِزَيْنَبَ، فَإِذَا فَتَرَتْ تَعَلَّقَتْ بِهِ. فَقَالَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: “لا حلوه ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد” رواه البخاري:1150).

 

15- عن عائشة رضي الله عنها: أنَّ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: “إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ يُصَلِّي فَلْيَرْقُدْ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّومُ، فإِنَّ أحدكم إِذَا صَلَّى وَهُوَ نَاعِسٌ لا يَدْرِي لَعَلَّهُ يَذْهَبُ يَسْتَغْفِرُ فَيَسُبُّ نَفْسَهُ” رواه البخاري: (212).

 

16- عن أَبي عبد الله جابر بن سمرة رضي الله عنهما، قَالَ: “كُنْتُ أصَلِّي مَعَ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- الصَّلَوَاتِ، فَكَانتْ صَلاتُهُ قَصْداً وَخُطْبَتُهُ قَصْداً” رواه مسلم: (866).

 

17- عن أبي جُحَيْفَة وَهْب بنِ عبد اللهِ رضي الله عنه، قَالَ: آخَى النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بَيْنَ سَلْمَانَ وَأَبي الدَّرْداءِ، فَزارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرداءِ فَرَأى أُمَّ الدَّرداءِ مُتَبَذِّلَةً، فَقَالَ: مَا شَأنُكِ؟ قَالَتْ: أخُوكَ أَبُو الدَّردَاءِ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ في الدُّنْيَا، فَجاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَصَنَعَ لَهُ طَعَاماً، فَقَالَ لَهُ: كُلْ فَإِنِّي صَائِمٌ، قَالَ: مَا أنا بِآكِلٍ حَتَّى تَأكُلَ فأكل، فَلَمَّا كَانَ اللَّيلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّردَاءِ يَقُومُ فَقَالَ لَهُ: نَمْ، فنام، ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ فَقَالَ لَهُ: نَمْ.فَلَمَّا كَانَ من آخِر اللَّيلِ قَالَ سَلْمَانُ: قُم الآن، فَصَلَّيَا جَمِيعاً فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: إنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقّاً، وَإِنَّ لِنَفْسِكَ عَلَيكَ حَقّاً، وَلأَهْلِكَ عَلَيكَ حَقّاً، فَأعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فَأَتَى النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَذَكَرَ ذلِكَ لَهُ فَقَالَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: “صَدَقَ سَلْمَانُ” رواه البخاري: (1145).

 

18- عن ابن شهاب أخبرنى سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه يقول لأقومن الليل ولأصومن النهار ما عشت. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- “آنت الذى تقول ذلك”. فقلت له قد قلته يا رسول الله. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- “فإنك لا تستطيع ذلك فصم وأفطر ونم وقم وصم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها وذلك مثل صيام الدهر”. قال قلت فإني أطيق أفضل من ذلك. قال: “صم يوما وأفطر يومين”. قال قلت: فإني أطيق أفضل من ذلك يا رسول الله قال “صم يوما وأفطر يوما وذلك صيام داود - عليه السلام - وهو أعدل الصيام” قال قلت: فإني أطيق أفضل من ذلك. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا أفضل من ذلك” قال عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما: لأن أكون قبلت الثلاثة الأيام التي قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحب إلى من أهلي ومالي. رواه مسلم: (2786).

 

19- عن أبى عثمان النهدي عن حنظلة الأسيدي قال - وكان من كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال - لقيني أبو بكر فقال كيف أنت يا حنظلة قال قلت نافق حنظلة قال سبحان الله ما تقول قال قلت نكون عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأى عين فإذا خرجنا من عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيرا قال أبو بكر فوالله إنا لنلقى مثل هذا. فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قلت نافق حنظلة يا رسول الله. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- “وما ذاك”. قلت يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأى عين فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيرا. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- “والذى نفسى بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي وفى الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفى طرقكم ولكن يا حنظلة ساعة وساعة”. ثلاث مرات رواه مسلم: (7142).

 

20- عن ابن عباس قال: بينما النبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب إذا هو برجل قائم في الشمس فسأل عنه قالوا: هذا أبو إسرائيل نذر أن يقوم ولا يقعد ولا يستظل ولا يتكلم ويصوم. قال: “مروه فليتكلم وليستظل وليقعد وليتم صومه” رواه أبو داود: (3302)، وصححه الألباني.

 

21- عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- “من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد” رواه مسلم: (1718).

 

22- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق” أخرجه البخاري وغيره، رواه البخاري: (2).

 

5- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “قال الله تعالى: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته” أخرجه البخاري: 231).

 

الاثار

1-كتب أبو الدّرداء إلى مسلمة بن مخلد: “أمّا بعد: فإنّ العبد إذا عمل بطاعة اللّه أحبّه اللّه، فإذا أحبّه اللّه، حبّبه إلى خلقه، وإنّ العبد إذا عمل بمعصية اللّه أبغضه اللّه، فإذا أبغضه اللّه بغّضه إلى خلقه” الزهد، للإمام وكيع بن الجراح: (3-847).

 

2- سئلت عائشة- رضي اللّه عنها- عن الهجرة. فقالت: لا هجرة اليوم، كان المؤمنون يفرّ أحدهم بدينه إلى اللّه- تعالى- وإلى رسوله مخافة أن يفتن عليه، فأمّا اليوم فقد أظهر اللّه الإسلام، واليوم يعبد ربّه حيث شاء، ولكن جهاد ونيّة. (رواه البخاري: (3900)، ومسلم: (1864).

 

3- عن وهب بن منبّه، قال: “ما عبد اللّه بمثل الخوف” التخويف من النار لابن رجب: (7).

 

4- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: “الاقتصاد في السنة أحسن من الاجتهاد في البدع” رواه الحاكم موقوفا بإسناد صحيح وانظر الترغيب والترهيب: (1-60).

 

5- عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه: عليكم بالسبيل والسنّـة؛ فإنه ما على الأرض عبد على السبيل والسنّة، ذكر الرحمن، ففاضت عيناه من خشية الله فيعذبه، وما على الأرض عبد على السبيل والسنة ذكر الله في نفسه فاقشعرّ جلده من خشية الله، إلا كان مثله كمثل شجرة يبس ورقها فهي كذلك إذ أصابها ريح شديد فتحاتَّ عنها ورقُها، إلا حطّ الله عنه خطاياه، كما تحاتّ عن تلك الشجرة ورقها. وإن اقتصاداً في سبيل الله وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل الله وسنة، فانظروا أن يكون عملكم إن كان جهاداً أو اقتصاداً أن يكون ذلك على منهاج الأنبياء وسنتهم شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة للالكائي أبو القاسم: (10).

 

6- قال أبو الدرداء رضي الله عنه: "إن العبد إذا عمل بطاعة الله أحبَّه اللهُ، وإذا أحبَّه اللهُ حبَّبَه إلى خلقه" الزهد للإمام أحمد؛ (ص: 111)

 

7- قال أبو سليمان الداراني: "أهلُ الطاعة في طاعتهم ألذُّ من أهل اللهو في لَهْوهم" لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف؛ (ص: 368)

 

8- عن يحيى بن أبي كثير، قال: كان يقال: "ما أكرم العبادُ أنفسَهم بمثل طاعة الله، ولا أهانَ العبادُ أنفسَهم بمثل معصية الله" شعب الإيمان: (ج5-451).

 

9-  قال الإمام ابن قتيبة رحمه الله: "من أراد عِزًّا بلا عشيرةٍ، وهيبةً بلا سلطان، فليخرج من ذُلِّ معصية الله إلى عِزِّ طاعة الله" الزواجر عن اقتراف الكبائر: (29).

 

10- قال أبو بكر رضي الله عنه: "من كان يعبد محمدا، فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله، فإن الله حي لا يموت" رواه البخاري: (١٢٤٢).

 

القصص

1- كان عليّ بن الحسين إذا توضّأ اصفرّ وتغيّر، فيقال: مالك؟ فيقول: أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم؟ مختصر منهاج القاصدين للمقدسي: (314).

 

2- عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، قال: كان عبد اللّه بن مسعود، إذا هدأت العيون، قام فسمعت له دويّا كدويّ النّحل. الزهد، للإمام وكيع بن الجراح: (1-391).

 

3- قال أبو البختريّ -رحمه اللّه-: “لوددت أنّ اللّه تعالى يطاع وأنّي عبد مملوك” الزهد لابن المبارك: (69).

 

4- قال ابن مسعود رضي الله عنه: “إني إذا صمت ضعفت عن قراءة القرآن، وقراءة القرآن أحب إلي” تهذيب الآثار للطبري: (815).

 

 

 

الاشعار

1- قال ابن القيّم -رحمه اللّه-:

فعبادة الرّحمن غاية حبّه *** مع ذلّ عابده هما قطبان

وعليهما فلك العبادة دائر *** ما دار حتّى قامت القطبان

الدر النضيد للشيخ سليمان الحمدان: (9).

 

2- قال ابن القيّم -رحمه اللّه-:

حقّ الإله عبادة بالأمر *** لابهوى النّفوس فذاك للشّيطان

من غير إشراك به شيئا هما *** سببا النّجاة فحبّذا السّببان

لم ينج من غضب الإله وناره *** إلّا الّذي قامت به الأصلان

والنّاس بعد فمشرك بإلهه *** أو ذو ابتداع أو له الوصفان

قرة عيون الموحدين: (22).

 

3- قال ابن القيّم -رحمه اللّه-:

أما والّذي حجّ المحبّون بيته *** ولبّوا له عند المهلّ وأحرموا

وقد كشفوا تلك الرّؤوس تواضعا *** لعزّة من تعنوا الوجوه وتسلم

يهلّون بالبيداء لبّيك ربّنا *** لك الملك والحمد الّذي أنت تعلم

دعاهم فلبّوه رضا ومحبّة *** فلمّا دعوه كان أقرب منهم

تراهم على الأنضاء شعثا رؤوسهم *** وغبرا وهم فيها أسرّ وأنعم

ميمية ابن القيم: (5).

 

متفرقات

1- قال ابن تيميّة -رحمه اللّه- كلّما ازداد العبد تحقيقا للعبوديّة ازداد كماله، وعلت درجته، ومن توهّم أنّ المخلوق يخرج من العبوديّة بوجه من الوجوه، أو أنّ الخروج عنها أكمل، فهو من أجهل الخلق بل من أضلّهم”(العبودية، لابن تيمية:34).

 

2- قال ابن تيميّة -رحمه اللّه-: “التّوحيد الّذي جاءت به الرّسل إنّما يتضمّن إثبات الإلهيّة للّه وحده بأن يشهد أن لا إله إلّا اللّه: لا يعبد إلّا إيّاه، ولا يتوكّل إلّا عليه، ولا يوالي إلّا له، ولا يعادي إلّا فيه، ولا يعمل إلّا لأجله”(فتح المجيد:15).

 

3- قال ابن القيّم -رحمه اللّه- العبادة مدارها على خمس عشرة قاعدة. من كمّلها كمّل مراتب العبوديّة. وبيان ذلك: أنّ العبادة منقسمة على القلب واللّسان والجوارح. والأحكام الّتي للعبوديّة خمسة: واجب، ومستحبّ، وحرام، ومكروه، ومباح. وهنّ لكلّ واحد من القلب واللّسان والجوارح”(فتح المجيد:18).

 

4- قال ابن رجب: “إن فيها -أي أحاديث الاقتصاد في العبادة- إشارة إلى أن أحب الأعمال إلى الله عز وجل شيئان:

أحدهما: ما داوم عليه صاحبه وإن كان قليلاً، وهكذا كان عمل النبي -صلى الله عليه وسلم- وعمل آله وأزواجه من بعده، وكان ينهى عن قطع العمل.

 

والثاني: أن أحب الأعمال إلى الله ما كان على وجه السداد والاقتصاد والتيسير، دون ما كان على وجه التكلف والاجتهاد والتعسير؛ فإن طريق الاقتصاد والمقاربة أفضل من غيرها، فمن سلكها فليبشر بالوصول؛ فإن الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في غيرها.

 

وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ فمن سلك طريقه كان أقرب إلى الله من غيره، وليست الفضائل بكثرة الاعمال البدنية، لكن بكونها خالصة لله عز وجل، صواباً على متابعة السنة، وبكثرة معارف القلوب وأعمالها؛ فمن كان بالله أعلم وبدينه وأحكامه وشرائعه، وله أخوف وأحب وأرجى - فهو أفضل ممن ليس كذلك وإن كان أكثر منه عملاً بالجوارح” مجموع رسائل الحافظ ابن رجب الجنبلي: (409).

 

5- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “فإن المشروع المأمور به الذي يحبه الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- هو الاقتصاد في العبادة..” إلى أن قال: “فمتى كانت العبادة توجب له ضرراً يمنعه عن فعل واجب انفع له منها، كانت محرمة، مثل أن يصوم صوماً يضعفه عن الكسب الواجب أو يمنعه عن العمل أو الفهم الواجب، أو يمنعه عن الجهاد الواجب.

 

وكذلك اذا كانت توقعه في محل محرم لا يقاوم مفسدته مصلحتها، مثل أن يخرج ماله كله، ثم يستشرف إلى أموال الناس، يسألهم، وأما إن أضعفته عما هو أصلح منها، وأوقعته في مكروهات، فإنها مكروهة” مجموع الفتاوى (ج15-121).

 

6- قال رحمه الله: “ومما ينبغي أن يعرف أن الله ليس رضاه أو محبته في مجرد عذاب النفس وحملها على المشاق، حتى يكون العمل كلما كان أشق كان أفضل، كما يحسب كثير من الجهال أن الأجر على قدر المشقة، في كل شيء، لا! ولكن الأجر على قدر منفعة العمل، ومصلحته، وفائدته، وعلى قدر طاعة أمر الله ورسوله، فأي العملين كان أحسن، وصاحبه أطوع، وأتبع - كان أفضل؛ فإن الأعمال لا تتفاضل بالكثرة، وإنما تتفاضل بما يحصل في القلوب حال العمل” مجموع الفتاوى.

 

7- قال أيضاً: “وقد يكون ذلك أيسر العملين، وقد يكون أشدهما؛ فليس كل شديد فاضلاً ولا كل يسير مفضولاً” مجموع الفتاوى (ج15-126).

 

8- قال الشاطبي: “المشقة ليس للمكلف أن يقصدها في التكليف نظراً إلى عظم أجرها، وله أن يقصد العمل الذي يعظم أجره؛ لعظم مشقته من حيث هو عمل، أمَّا هذا الثاني فلأنَّه شأن التكليف في العمل كله؛ لأنَّه إنَّما يقصد نفس العمل المترتب عليه الأجر، وهذا هو قصد الشارع بوضع التكليف به وما جاء على موافقة قصد الشارع هو المطلوب وأما الأول فإن الأعمال بالنيات والمقاصد معتبرة فى التصرفات.. فلا يصلح منها إلا ما وافق قصد الشارع، فإذا كان قصد المكلف إيقاع المشقة فقد خالف قصد الشارع من حيث إن الشارع لا يقصد بالتكليف نفس المشقة وكل قصد يخالف قصد الشارع باطل فالقصد إلى المشقة باطل فهو إذاٍ من قبيل ما ينهى عنه وما ينهى عنه لا ثواب فيه، بل فيه الإثم إن ارتفع النهي عنه إلى درجة التحريم فطلب الأجر بقصد الدخول في المشقة قصد مناقض” الموافقات: (2-222).

 

9- قال العز بن عبد السلام: “إن قيل ما ضابط الفعل الشاق الذي يؤجر عليه أكثر مما يؤجر على الخفيف قلت: إذا اتحدا في الشرف والشرائط والسنن والأركان وكان أحدهما شاقا فقد استويا في أجرهما لتساويهما في جميع الوظائف وانفرد أحدهما بتحمل المشقة لأجل الله سبحانه وتعالى على تحمل المشقة لا على عين المشاق إذ لا يصح التقرب بالمشاق لأن القرب كلها تعظيم للرب سبحانه وتعالى وليس عين المشاق تعظيما ولا توقيراً.. وذلك كالاغتسال في الصيف والربيع بالنسبة إلى الاغتسال في شدة برد الشتاء فإن أجرهما سواء لتساويهما في الشرائط والسنن والأركان ويزيد اجر الاغتسال في الشتاء؛ لأجل تحمل مشقة البرد فليس التفاوت في نفس الغسلين، وإنما التفاوت فيما لزم عنهما، وكذلك مشاق الوسائل فيمن يقصد المساجد والحج والغزو من مسافة قريبة، وآخر يقصد هذه العبادات من مسافة بعيدة - فإنهما يتفاوتان بتفاوت الوسيلة، ويتساويان من جهة القيام بسنن هذه العبادات، وشرائطها، وأركانها؛ فإن الشرع يثيب على الوسائل إلى الطاعات كما يثيب على المقاصد، مع تفاوت أجور الوسائل والمقاصد” قواعد الأحكام في مصالح الأنام: (28).

 

10- قال العلَّامة العثيمين رحمه الله: "لا تنظر إلى تقصيرك باعتبار زمانك، فإنك إن فعلت فقد تُعجب بنفسك، أنك قد ترى كلَّ من حولك أقلَّ منك في عبادة الله؛ لكن انظر إلى تقصيرك بالنسبة لمن سبقك، انظر إلى حال النبي صلى الله عليه وسلم وحال الصحابة رضي الله عنهم، عمر بن الخطاب لما سمع القارئ يقرأ: (إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ) [الطور: 7-8] مرض حتى صار يُعاد من خوفه من الله عز وجل، ونحن تمرُّ على قلوبنا هذه وكأنها قطعة ثلج لا يهتمُّ بها الإنسان...ونحن إذا نظرنا إلى حال الصحابة وحال التابعين وجدنا أن بيننا وبينهم كما بين الثرى والثُّريَّا، وعرَفنا تقصيرنا تمامًا" شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام: (ج2-403).

 

11- قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "قوله عليه الصلاة والسلام: "لَنْ يُشادَّ الدِّينَ أحَدٌ إلَّا غَلَبَهُ" المعنى: لا يتعمق أحد في الأعمال الدينية ويترك الرفق إلا عجز، وانقطع فيغلب. قال ابن المنير: في هذا الحديث علم من أعلام النبوَّة، فقد رأينا ورأى الناس قبلنا أن كل مُتَنَطِّع في الدِّين ينقطع فتح الباري: (ج2-88).

 

12- قال الإمام ابن عبدالبر رحمه الله: "أنتم متى تكلفتم من العبادة ما لا تطيقون، لحقكم المَلَل، وأدرككم الضعف والسآمة، وانقطع عملكم، فانقطع عنكم الثواب لانقطاع العمل، يحضُّهم صلى الله عليه وسلم على القليل الدائم، ويخبرهم أن النفوس لا تحتمل الإسراف عليها" التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد: (1-175).

 

13- قال الإمام النووي رحمه الله: "فيه الحَثُّ على القصد في العبادة، وأنه ينبغي للإنسان ألَّا يحتمل من العبادة إلا ما يطيق الدوام عليه، ثم يحافظ عليه" شرح صحيح مسلم: (ج3-21).

 

14- قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "الجهر بالعبادة قد يكون في بعض المواضع أفضلَ من الإسرار، وهو عند التعليم، وإيقاظ الغافل، ونحو ذلك. العمل الصالح...قد يستحبُّ إظهارُه ممَّن يُقتدَى به على إرادته الاقتداء به، ويقدر ذلك بقدر الحاجة" فتح الباري: (ج2-112)..

 

15-قال العلَّامة العثيمين رحمه الله: "قد تكون هناك علامات لمن تقبَّل الله منهم من الحُجَّاج والصائمين والمتصدِّقين والمصلِّين، وهي انشراح الصدر، وسرور القلب، ونور الوجه، فإن للطاعات علامات تَظهَر على بدن صاحبها؛ بل هي ظاهره وباطنه أيضًا، وذكر بعض السلف أن من علامات قبول الحسنة: أن يُوفَّق الإنسان لحَسَنةٍ بعدها، فإن توفيق الله إيَّاه لحَسَنة بعدها يدل على أن الله عز وجل قَبِل عمَلَه الأوَّل، ومنَّ عليه بعمل آخر يرضى به عنه" مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين: (ج24-108).

 

 

الإحالات

1- العبادة؛ المؤلف: لعبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني.

 

2- العبادة في الإسلام؛ د. يوسف القرضاوي.

 

3- العبادة دراسة منهجية شاملة في ضوء الكتاب والسنة؛ لفتح الدين محمد أبو الفتح البيانوني.

 

4- العبادة وأثرها على الفرد والمجتمع في القرآن الكريم؛ لعبدالعزيز الرويلي.