صيام

2022-10-07 - 1444/03/11

التعريف

الصيام في اللغة: أصله الإمساك، تقول: صام عن الكلام إذا أمسك عنه، وصام عن السير إذا وقف، وصام عن الأكل والشرب إذا أمسك عنهما.

فأصل الصيام في لغة العرب الإمساك، ومنه قوله تعالى: ( فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا ) [مريم:26] أي: إمساكاً عن الكلام، ويقولون: صامت الخيل. إذا أمسكت عن الصهيل، ومنه قول الشاعر:

خيل صيام وخيل غير صائمة *** تحت العجاج وأخرى تعلك اللُجم

فقوله: (خيل صيام): أي: ممسكة عن الصهيل.

والصيام في الشرع : الإمساك عن الطعام والشراب والجماع - يعني عن المفطرات - بنية من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

وعُرِّف أيضاً بأنه : التعبد لله سبحانه وتعالى بالإمساك عن الأكل والشرب وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. [شرح كتاب الصيام من زاد المستقنع عبد الكريم بن عبدالله الخضير ص4] .

العناصر

  1. تعريف الصيام وبيان أركانه .
  2. فضل الصيام .
  3. أقسام الصيام .
  4. فضل صيام شهر رمضان والحكمة من مشروعية صومه .
  5. شروط وجوب صيام شهر رمضان .
  6. وقت النية في الصوم وحكمها .
  7. الأعذار المبيحة للفطر في رمضان .
  8. مفطرات الصائم .
  9. ما يستحب فعله للصائم.
  10. ما يكره فعله للصائم .
  11. ما يكره ويحرم من الصيام .
  12. أيام وأوقات يستحب فيها الصيام وحال السلف في ذلك .

الايات

  1. قَالَ الله تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُم الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدَىً لِلنَّاسِ وَبَيّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُم الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أيَّامٍ أُخَر يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) [البقرة: 183-185] .
  2. قوله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ* فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [الدخان:3- 6].
  3. قوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) [القدر:1-5] .

الاحاديث

  1. عن أَبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قَالَ اللهُ عز وجل: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَام، فَإنَّهُ لِي وَأنَا أجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَإذَا كَانَ يَومُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ فإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي صَائِمٌ. وَالذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ. لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أفْطَرَ فَرِحَ بفطره، وَإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ» [متفقٌ عَلَيْهِ، وهذا لفظ روايةِ البُخَارِي 1805] .وفي روايةٍ لَهُ: (1795) «يَتْرُكُ طَعَامَهُ، وَشَرَابَهُ، وَشَهْوَتَهُ مِنْ أجْلِي، الصِّيَامُ لي وَأنَا أجْزِي بِهِ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا». وفي رواية لمسلم: (2763) «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يضاعَفُ، الحسنةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِئَةِ ضِعْفٍ. قَالَ الله تَعَالَى: إِلاَّ الصَّوْمَ فَإنَّهُ لِي وَأنَا أجْزِي بِهِ؛ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أجْلِي. للصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ. وَلَخُلُوفُ فِيهِ أطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ».
  2. وعنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «مَنْ أنْفَقَ زَوْجَيْنِ في سَبِيلِ اللهِ نُودِيَ مِنْ أبْوَابِ الجَنَّةِ، يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا خَيرٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أهْلِ الصَّلاَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أهْلِ الجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: بِأبي أنْتَ وَأُمِّي يَا رسولَ اللهِ! مَا عَلَى مَنْ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ مِنْ ضَرورةٍ، فهل يُدْعى أحَدٌ مِنْ تِلْكَ الأبوَابِ كُلِّهَا؟ فَقَالَ: «نَعَمْ، وَأرْجُو أنْ تَكُونَ مِنْهُمْ» [رواه البخاري ( 1798 ) ومسلم (2418) ] .
  3. عن سهل بن سعد رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «إنَّ في الجَنَّةِ بَاباً يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أحدٌ غَيْرُهُمْ، يقال: أيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لاَ يَدخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ» [رواه البخاري (1797) ومسلم ( 2766 ) ] .
  4. عن أَبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْماً في سَبِيلِ اللهِ إِلاَّ بَاعَدَ اللهُ بِذَلِكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفَاً» [رواه مسلم ( 2767 ) ] .
  5. عن أَبي هريرة رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إيمَاناً وَاحْتِسَاباً، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» [رواه البخاري ( 38 ) ومسلم (759) ] .
  6. وعنه رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ، فُتِحَتْ أبْوَاب الجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أبْوَابُ النَّارِ، وَصفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ» [رواه البخاري (1800) و مسلم (2547) ] .
  7. وعنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأفْطِرُوا لِرُؤيَتِهِ، فَإنْ غَبِيَ عَلَيْكُمْ، فَأكمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاَثِينَ) [ رواه البخاري (1810) ] .
  8. عن ابن عباس رضي الله عنهما، قَالَ: كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أجْوَدَ مَا يَكُونُ في رَمَضَانَ حِيْنَ يَلْقَاهُ جِبْريلُ، وَكَانَ جِبْريلُ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، حِيْنَ يَلْقَاهُ جِبرِيلُ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِن الرِّيحِ المُرْسَلَةِ. [رواه البخاري (1803) ومسلم (6149) ] .
  9. عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ العَشْر أحْيَا اللَّيْلَ، وَأيْقَظَ أهْلَهُ، وجد وَشَدَّ المِئْزَرَ. [رواه مسلم ( 2844 ) ] .
  10. عن أَبي هريرة رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «لاَ يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُم رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ، إِلاَّ أنْ يَكُونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَومَهُ، فَليَصُمْ ذَلِكَ اليَوْمَ» [رواه البخاري (1815) ] .
  11. عن أنس رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «تَسَحَّرُوا؛ فَإنَّ في السُّحُورِ بَرَكَةً» [رواه البخاري( 1823 ) ومسلم (2603) ] .
  12. عن زيدِ بن ثابتٍ رضي الله عنه، قَالَ: تَسَحَّرْنَا مَعَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قُمْنَا إِلَى الصَّلاَةِ. قِيلَ: كَمْ كَانَ بينهما؟ قَالَ: قَدْرُ خَمْسين آيةً. [رواه مسلم ( 2606) ] .
  13. عن عمرو بن العاص رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وصِيَامِ أهْلِ الكِتَابِ، أكْلَةُ السَّحَرِ» [رواه مسلم ( 2604) ] .
  14. وعن أَبي عطِيَّة، قَالَ: دَخَلْتُ أنَا وَمَسْرُوقٌ عَلَى عائشة رضي الله عنها، فَقَالَ لَهَا مَسْرُوق: رَجُلاَنِ مِنْ أصْحَابِ محَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، كِلاَهُمَا لا يَألُو عَنِ الخَيْرِ؛ أحَدُهُمَا يُعَجِّلُ المَغْرِبَ وَالإفْطَارَ، وَالآخَرُ يُؤَخِّرُ المَغْرِبَ وَالإفْطَارَ؟ فَقَالَتْ: مَنْ يُعَجِّلُ المَغْرِبَ وَالإفْطَارَ؟ قَالَ: عَبْدُ اللهِ - يعني: ابن مسعود - فَقَالَتْ: هكَذَا كَانَ رسولُ اللهِ يَصْنَعُ. [رواه مسلم ( 2611 ) ] .قَوْله: (لا يَألُو) أيْ: لاَ يُقَصِّرُ في الخَيْرِ .
  15. عن أَبي إبراهيم عبدِ الله بنِ أَبي أوفى رضي الله عنهما، قَالَ: سِرْنَا مَعَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ صَائِمٌ، فَلَمَّا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، قَالَ لِبَعْضِ القَوْمِ: «يَا فُلاَنُ انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا»، فَقَالَ: يَا رسول الله، لَوْ أمْسَيْتَ؟ قَالَ: «انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا» قَالَ: إنَّ عَلَيْكَ نَهَاراً، قَالَ: «انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا» قَالَ: فَنَزَلَ فَجَدَحَ لَهُمْ فَشَرِبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: «إِذَا رَأَيْتُمُ اللَّيْلَ قَدْ أقْبَلَ مِنْ هاهُنَا، فَقَدْ أفْطَرَ الصَّائِمُ» وَأشَارَ بِيَدِهِ قِبَلَ المَشْرِقِ. [رواه مسلم (2613) ] . قَوْله: (اجْدَحْ) بِجيم ثُمَّ دال ثُمَّ حاءٍ مهملتين، أيْ: اخْلِطِ السَّويقَ بِالمَاءِ.
  16. عن أنس رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُفْطِرُ قَبْلَ أنْ يُصَلِّي عَلَى رُطَبَاتٍ، فَإنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَتُمَيْرَاتٌ، فَإنْ لَمْ تَكُنْ تُمَيْرَاتٌ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ. [رواه الترمذي (696)، وقال: حديث حسن وقال الألباني صحيح ، الإرواء ( 922 ) ، الصحيح ( 2040 ) ] .
  17. عن أَبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يجهل، فَإنْ جهل عليه أحَدٌ فَلْيَقُلْ: إنِّي امرؤ صَائِمٌ» [رواه أحمد في المسند (7827) إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل فإن جهل عليه أحد فليقل إني امرؤ صائم قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين ] .
  18. وعنه، قَالَ: قَالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «<span

الاثار

  1. مرّ الحسن البصري بقوم وهم يضحكون فقال: إن الله عز وجل جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه يستبقون فيه لطاعته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف قوم فخابوا، فالعجب كل العجب للضاحك اللاعب في اليوم الذي فاز فيه السابقون، وخاب فيه المبطلون، أما والله لو كشف الغطاء لاشتغل المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته .[إحياء علوم الدين] .
  2. قال إبراهيم بن أدهم: إذا كنت بالليل نائماً، وبالنهار سائماً، وفي المعاصي دائماً؛ فكيف ترضي من هو بأمرك قائماً .[مواعظ الإمام إبراهيم بن أدهم للشيخ محمد الحمد] .

القصص

  1. عن الحسن أن عامراً كان يقول: من أُقرئ؟ فيأتيه ناس، فيقرئهم القرآن، ثم يقوم فيصلي إلى الظهر، ثم يصلي إلى العصر، ثم يقرئ الناس إلى المغرب، ثم يصلي مابين العشائين، ثم ينصرف إلى منزله، فيأكل رغيفاً، وينام نومة خفيفة، ثم يقوم لصلاته، ثم يتسحر رغيفاً ويخرج .قال قتادة: لما احتضر عامر بن عبد قيس بكى، فقيل مايبكيك؟ قال: ما أبكي جزعاً من الموت، ولا حرصاً على الدنيا، ولكن أبكي على ظمأ الهواجر، وقيام الليل .
  2. سئل الشعبي عن الأسود بن يزيد فقال: كان صواماً قواماً حجاجاً .
  3. قيل للأحنف: إنك كبير، والصوم يضعفك. قال إني أعده لسفر طويل .
  4. عن سليمان بن المغيرة قال: سمعت ثابتاً البناني يقول: لا يسمى عابداً أبداً عابداً وإن كان فيه كل خصلة خير حتى تكون فيه هاتان الخصلتان: الصوم والصلاة ؛ لأنهما من لحمه ودمه .
  5. قال شعبة: كان ثابت البناني يقرأ القرآن في كل يوم وليلة، ويصوم الدهر .

الاشعار

  • 1- رحم الله من قال:
  • ألا إِنَّ شَهْرَ الصَّوْمِ عَنْكُمْ قَدْ انْقَضَى *** فَهَلْ مَرْجِعٌ مِنْكُم لِوَشْكِ انْصِرامِهِ
  • وَهَلْ فِيكُـمُ مُسْتَوْحِـشٌ لِفِرَاقِـهِ *** وَمَا فَاتَهُ مِـنْ صَوْمِـهِ وَقِيَامِـهِ
  • فَلا تُهْمِلُـوا يَا قَومُ إِخْـرَاجَ حَقِّهِ *** وَأَدُّوا زَكَـاةَ الْفِطْـرِ عِنْدَ تَمَامِهِ
  • وَمَا شُرِعَـتْ إِلاَّ لِتَكْفِيـرِ لَغْـوِهِ *** وَلَمْ تُفْرَضْ إِلا طُهْـرَةً لِصِيامِـهِ
  • فَقَدْ فَازَ مَـنْ زَكَّـى وَصَلَّى لِرَبِّـهِ *** وَحَازَ بِشَهْرِ الصَّوْمِ تَكْفِيرَ عَامِـهِ
  • 2- غالب الغرناطيّ
  • لا تَجْعَلَنْ رَمَضَانَ شَهْـرَ فُكَاهَـةٍ *** تُلْهِيكَ فِيـه مِـنَ الْقَبِيحِ فُنونُـهُ
  • وَاعْلَـمْ بِأَنَّـكَ لا تَنَـالُ قَبُـولَـهُ *** حَتَّى تُكَـرِّمَ صَوْمَـهُ وَتَصُونُـهُ
  • 3- رحم الله من قال:
  • دَعِ الْبُكَاءَ عَلَى الأَطْـلالِ وَالـدَّارِ *** وَاذْكُرْ لِمَنْ بَانَ مِنْ خِلٍّ وَمِنْ جَارِ
  • وَأَذْرِ الدُّمُوعَ نَحِيبًا وَابْكِ مِنْ أَسَفٍ *** عَلَى فِـرَاقِ لَيـالٍ ذَاتٍ أَنْـوَارِ
  • عَلَى لَيالٍ لِشَهْـرِ الصَّوْمِ مَا جُعِلَتْ *** إِلا لِتَمْـحِـيـصِ آثَـامٍ وَأَوْزَارِ
  • شَهْرٌ بِـهِ يُعْتِـقُ الله العُصاةَ وَقَـدْ *** أَشْفُوا عَلَـى جُرُفٍ مِنْ خَطِّةِ النَّارِ
  • 4- رحم الله من قال:
  • إِذَا حَاوَلْتَ صَـوْمَ الدَّهْـرِ فَاقْصُدْ *** صِيَـامَ ثَلاثَـةٍ مِـنْ كُلِّ شَهْـرِ
  • وَشَهْرُ الصَّـبْـرِ إِنَّ الصَّـوْمَ فِيـهِ *** يُكَفِّـرُ كُـلَّ مَعْصِـيَـةٍ وَوِزْهِ
  • وَيَجْزِي الرَّبُّ فِعْلَ الْعَبْـدِ فَضْـلاً *** وَلُطْفًـا مِنْـهُ وَاحِـدَةً بِعَشْـرِ
  • 5- قال محمد جنيدى:
  • رَمَضانُ ياشَهْرَ الْفَضائِلِ والسَّخاءِ *** يا خَيْرَ آتٍ حَامِلاً بُشْرَى السَّماءِ
  • هَلَّتْ لَيالِيكَ الْكِرامُ فَمَنْ لَها *** ونَضارَةُ الْإصْباحِ تَسْبَحُ فِى الْفَضاءِ
  • تَأتِى بِمِسْكِ الصَّوْمِ تَدْعُو لِلتُّقَى *** لِقِيامِ لَيْلٍ واتِّحادٍ واصْطِفاءِ
  • ياشَهْرُ أُنْزِلَ فِيكَ قُرْآنُ السَّما *** فِيه الْهُدَى وشِفائُنا مِنْ كُلِّ داءِ
  • والنَّصْرُ فِيكَ كَآيَةٍ دَامَتْ لَنا *** وكَأنَّهُ عَهْدٌ وَفَصْلٌ لِلْقَضـاءِ

الدراسات

1- قام الكثير من العلماء والباحثين على دراسة أسراره الطبية، وخرجوا بنتائج يطول شرحها، وخلصوا إلى نتيجة هي أن الصوم ضروري لحياة الإنسان وصحته، وأن أي مخلوق إذا امتنع عن الصوم فلابد من أن يصاب ببعض الأمراض، لأن الصوم يساعد الجسم على تنشيط وظائفه «البيولوجية» فعند الصيام تقل كمية الطعام وعدد الوجبات الغذائية، مما يؤدي إلى المساعدة في تنظيم التنفس، لأن الأمعاء بما فيها من طعام قليل لن يضغط على الصدر والقلب، ومن ثم يحدث التنفس بصورة مريحة، ويقل عدد ضربات القلب ومرات التنفس لأن الجسم في أثناء الصوم يكون في غير حاجة لبذل مجهود كبير، أو دفع كمية كبيرة من الدم إلى الجهاز الهضمي، وذلك للمساعدة في هضم الكميات الهائلة من الطعام كما هو الحال في الأيام الإفطار العادية، والجسم أثناء الصوم يستهلك كمية أقل من الغذاء لتزويده بالطاقة الحرارية اللازمة، فإن هذا يعني حصول الجهاز الهضمي، وغدده على فترة من الراحة تسمح له بتجديد خلاياه وأنسجته التالفة، هذا بالإضافة إلى تقليل العبء الواقع على الجهاز القلبي والدوراني والدم، بحيث تقل كمية الطعام المهضوم الممتص الذي يحمله الدم عبر الأوعية الدموية إلى جميع أجزاء الجسم -كل حسب نوعه- وبالطبع ينجم عن هذا قلة الفضلات الناجمة عن عمليات التمثيل الغذائي التي يسبب وجودها إرهاقا للكليتين .     2- من الحقائق التي توصل إليها العلماء كفوائد للصوم أن الإنسان عندما يفرط في تناول الأغذية والأدوية، فإنه قد يصاب بالتسمم بالعناصر الداخلة في تركيبها وأنه أحوج مايكون إلى الصوم أياما متتالية، بل أسابيع لطرد هذه المواد الدخيلة على الجسم .     3- إن الدراسات الحديثة تشير إلى أن أول الأعضاء التي يتغذي عليها جسم الإنسان في أثناء الصوم الأعضاء المصابة بالأمراض والشيخوخة، وخاصة المحتقنة، والمتقيحة، والملتهبة، إذ تكون أول الخلايا المستهلكة، وأول ما يتأكسد من أنسجة الجسم ويحترق لذلك، فإنه في الصوم يصغر حجم الخلايا التالفة، والأورام، والزوائد اللحمية، والأكياس الدهنية، والأورام الليفية.وإضافة إلى ذلك، فإن الذي يقول: إن الصوم يعطل التئام الجروح والكسور يكون مخطئا، إذ أثبتت الدراسات العكس تماما، فإن الجسم يستنفد أنسجته الأقل أهمية في إصلاح الأنسجة الأكثر أهمية .     4- أكدت الدراسات الطبية أن المخ أثناء الصيام يفرز مادة الفيلادين ومادة الأندرفرين اللتين تعملان على ضبط الأعصاب واستعادة توازنها، وتهدئة الإنسان دون الاستعانة بالمهدئات، كما أن هاتين المادتين يزداد إفرازهما عندما يصبر المسلم، ويجاهد نفسه، ويواجه الأمور بعزم مستمسكا بعقيدته، ويزداد تدفقها مما يوقف استمرار تيار الألم في العضو المصاب، ومنعه من الانتقال عبر الأنسجة العصبية إلى الجزء الخاص في المخ بتفسير الألم والإحساس به، أي أن الصوم يعتبر من أعظم طرق الطب الطبيعي لإزالة حالات الشعور بالألم، أو تقليل حدوثه على الأقل.     5- الصوم علاج أساسي لكثير من الأمراض القلبية، والجهاز الهضمي، والكبد، والكلى، والمسالك البولية، فضلا عن دوره في علاج بعض الأمراض الجلدية، والضعف الجنسي .     6- أظهرت الدراسة أن الصوم عن العصائر تحت الإشراف الطبي ساعد على الحد بشكل كبير من آلام المفاصل لدى بعض المرضى خلال 15 يوماً، تحسنت وظائف المفاصل لدى المرضى كما تحسنت صحتهم بشكل عام. شملت الدراسة 36 رجلاً وأمراة يعانون إلتهابا روماتيزميا بالركبة أو الفخذ أو الأصابع , وأجريت لهم الفحوص قبل وبعد العلاج بالصوم. أشار المركز إلى وجود صلة بين ما يتناوله المريض من مواد غذائية وتدهور حالته الصحية , وتحتوي الاغذية الحيوانية على نسبة عالية من حمض الأراكيدونيك الذي قد يؤدي إلى الاصابة بآلام المفاصل. نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن خبراء قولهم: إن الاثار الإيجابية للعلاج استمرت لمدة ثلاثة أشهر بعد انتهاء الدراسة . يمكن للمرضى الاستغناء عن العقاقير أو على الأقل الحد من كمية الأقراص التي يتناولونها بفضل نظام الحمية الغذائية الجديد.

متفرقات

1- قال النووي: والأفضل صومُها – ثلاثة أيام من كل شهر- في الأيام البيض وهي الثالثَ عشر والرابعَ عشر والخامسَ عشر، وقِيل: الثاني عشر، والثالِثَ عشر، والرابعَ عشر، والصحيح المشهور هُوَ الأول . [رياض الصالحين] .     2- قال الذهبي: وعند المؤمنين مقرر أن تارك صوم رمضان بلا مرض أنه شر من الزاني ومدمن الخمر، بل يشكون في إسلامه، ويظنون به الزندقة . [فقه السنة] .

التحليلات

الإحالات

1- نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم المؤلف : عدد من المختصين بإشراف الشيخ/ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي الناشر : دار الوسيلة للنشر والتوزيع، جدة الطبعة : الرابعة (7/26/47) . 2- آيات التقوى في القرآن الكريم الدكتور: حسين علي خليف الجبوري بحث متعدد الأغراض في التقوى بمعانيها المختلفة كما وردت في القرآن الكريم (1/59) . 3- أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن المؤلف : محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (المتوفى : 1393هـ) الناشر : دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع بيروت – لبنان عام النشر : 1415 هـ - 1995 مـ (1/73) . 4- أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير المؤلف : جابر بن موسى بن عبد القادر بن جابر أبو بكر الجزائري الناشر : مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية الطبعة : الخامسة، 1424هـ/2003م (1/159) . 5- الأنوار الساطعات لآيات جامعات تَأْلِيفُ : الفَقِير إلى عَفْوِ رَبِّهِ عَبدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ السّلمانِ المدرس في معهد إمام الدعوة بالرياض (سابقًا) (1/86) . 6- التحرير والتنوير المعروف بتفسير ابن عاشور المؤلف : محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى : 1393هـ) الناشر : مؤسسة التاريخ العربي، بيروت – لبنان الطبعة : الأولى، 1420هـ/2000م (2/152) . 7- التفسير المنير فى العقيدة والشريعة والمنهج المؤلف : وهبة بن مصطفى الزحيلى الموضوع : فقهى و تحليلى القرن : الخامس عشر الناشر : دار الفكر المعاصر مكان الطبع : بيروت دمشق سنة الطبع : 1418 ق (2/53) . 8- الاستذكار المؤلف : أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة الأولى ، 1421 – 2000 تحقيق : سالم محمد عطا ، محمد علي معوض (3/275) . 9- تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي المؤلف : محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري أبو العلا الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت (3/291) . 10- شرح السنة ـ للإمام البغوى المؤلف : الحسين بن مسعود البغوي دار النشر : المكتب الإسلامي - دمشق ـ بيروت ـ 1403هـ - 1983م عدد الأجزاء / 15 الطبعة : الثانية تحقيق : شعيب الأرناؤوط - محمد زهير الشاويش (6/212) . 11- فتح الباري المؤلف : أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى : 852هـ) المحقق : عبد العزيز بن عبد الله بن باز ومحب الدين الخطيب رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه وذكر أطرافها : محمد فؤاد عبد الباقي الناشر : دار الفكر (4/102) . 12- نيل الأوطار من أحاديث سيد الأخيار شرح منتقى الأخبار المؤلف : محمد بن علي بن محمد الشوكاني الناشر : إدارة الطباعة المنيرية مع الكتاب : تعليقات يسيرة لمحمد منير الدمشقي (4/565) . 13- مقالات موقع الدرر السنية المؤلف: مجموعة من المؤلفين الناشر: موقع الدرر السنية dorar.net الصيام محمد الخضر حسين (ت:1377هـ) نُشر عام 1322 هـ (1/28) . 14- مجلة البحوث الإسلامية - مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد المؤلف: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد فضل صيام رمضان وقيامه مع بيان أحكام مهمة قد تخفى على بعض الناس (94/56) . 15- أسرار المحبين في رمضان المؤلف: أبو العلاء محمد بن حسين بن يعقوب السلفي المصري الناشر: مكتبة التقوى ومكتبة شوق الآخرة الطبعة: الأولى، 1426 هـ - 2005 م .