صدق

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

الصدق لغة: مصدر قولهم صدق يصدق صدقا وهو مأخوذ من مادّة (ص د ق) الّتي تدلّ على قوّة في الشّيء قولا أو غير قول، من ذلك الصّدق خلاف الكذب لقوّته في نفسه ولأنّ الكذب لا قوّة له، وهو باطل، وأصل هذا من قولهم. شيء صدق، أي صلب، ورمح صدق، ويقال صدقوهم القتال، وفي خلاف ذلك كذبوهم، وقال الرّاغب: الصّدق والكذب أصلهما في القول ماضيا كان أو مستقبلا وعدا كان أو غيره، ولا يكونان في القول إلّا في الخبر دون غيره من أصناف الكلام ولذلك قال تعالى (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً ) [النساء: 87]. وقال ابن منظور: الصّدق: نقيض الكذب، يقال: صدقه الحديث: أنبأه بالصّدق، وصدقت القوم: قلت لهم صدقا، ورجل صدوق أبلغ من الصّادق، والصّدّيق الدّائم التّصديق، ويكون أيضا الّذي يصدّق قوله بالعمل، والصّدّيق المبالغ في الصّدق [المقاييس (3/ 339)، والمفردات للراغب (277)، ولسان العرب لابن منظور 10/ 192].

 

والصّدّيقون في قوله تعالى (فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) [النساء: 69] جمع صدّيق، وهو المبالغ في الصّدق أو التّصديق أو هو الّذي يحقّق بفعله ما يقوله بلسانه، وقيل: هم فضلاء أتباع الأنبياء الّذين يسبقون إلى تصديقهم كأبي بكر رضي اللّه عنه [باختصار وتصرف يسير عن القرطبي (5/ 272)].

أمّا الصّادقون الّذين أمرنا المولى بأن نكون معهم في قوله سبحانه: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة: 119] فهم الّذين خرجوا مع النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- لا مع المنافقين، والمعنى: كونوا على مذهب الصّادقين وسبيلهم، وقيل: هم الأنبياء، وقيل: هم الموفون بما عاهدوا، وقيل: هم المهاجرون، وقيل: هم الّذين استوت ظواهرهم مع بواطنهم [باختصار وتصرف يسير عن القرطبي (8/288)] والّذي جاء بالصّدق وصدّق به في قوله تعالى: (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [الزمر: 33] فقد قيل في تفسيره: الّذي جاء بالصّدق هو رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-، وقيل: جبريل عليه السّلام. أمّا الّذي جاء به فهو محمّد -صلّى اللّه عليه وسلّم- جاء بالصّدق أي جاء ب "لا إله إلّا اللّه" وروي عن مجاهد قوله "الّذي جاء بالصّدق وصدّق به" هم أصحاب القرآن والمؤمنون يجيئون يوم القيامة فيقولون: هذا ما أعطيتمونا فعملنا فيه بما أمرتمونا" قال ابن كثير: وهذا القول عن مجاهد يشمل كلّ المؤمنين، فإنّ المؤمنين يقولون الحقّ ويعملون به، والرّسول -صلّى اللّه عليه وسلّم- أولى النّاس بالدّخول في هذه الآية؛ لأنّه جاء بالصّدق وصدّق المرسلين وآمن بما أنزل إليه من ربّه والمؤمنون كلّ آمن باللّه وملائكته وكتبه ورسله. وحكي عن زيد بن أسلم: أنّ الّذي جاء بالصّدق هو الرّسول -صلّى اللّه عليه وسلّم- وأنّ الّذي صدّق به هم المسلمون [تفسير ابن كثير (4/ 58- 59)].

 

الصدق اصطلاحا: قال الرّاغب: الصّدق مطابقة القول الضّمير والمخبر عنه معا، ومتى انخرم شرط من ذلك لم يكن صدقا تامّا، بل إمّا ألّا يوصف بالصّدق، وإمّا أن يوصف تارة بالصّدق وتارة بالكذب على نظرين مختلفين، كقول كافر إذا قال من غير اعتقاد: محمّد رسول اللّه، فإنّ هذا يصحّ أن يقال: صدق لكون المخبر عنه كذلك، ويجوز أن يقال كذب لمخالفة قوله ضميره، وبالوجه الثّاني، إكذاب اللّه المنافقين حيث قالوا (نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ) [المنافقون:1] [المفردات للراغب (277)].وقال الجرجانيّ: مطابقة الحكم للواقع، وهذا هو ضدّ الكذب [التعريفات للجرجاني (132)].

وقيل: استواء السّرّ والعلانية والظّاهر والباطن بألّا تكذّب أحوال العبد أعماله، ولا أعماله أحواله. وجعلوا الإخلاص لازما، والصّدق أعمّ، فقالوا: كلّ صادق مخلص، وليس كلّ مخلص صادقا. وسئل الجنيد رحمه اللّه عن الصّدق والإخلاص أهما واحد أم بينهما فرق؟ فقال: بينهما فرق. الصّدق أصل، والإخلاص فرع، والصّدق أصل كلّ شيء، والإخلاص لا يكون إلّا بعد الدّخول في الأعمال، والأعمال لا تكون مقبولة إلّا بهما [دليل الفالحين (1/202)]. قال القشيريّ: الصّدق أن لا يكون في أحوالك شوب، ولا في اعتقادك ريب، ولا في أعمالك عيب.وقد لخّص الماورديّ رحمه اللّه دواعي الصّدق فقال:

1- العقل: من حيث كونه موجبا لقبح الكذب.

2- الشّرع: حيث ورد بوجوب اتّباع الصّدق وحظر الكذب، واللّه سبحانه لم يشرع إلّا كلّ خير.

3- المروءة: لأنّها مانعة من الكذب باعثة على الصّدق.

4- حبّ الاشتهار بالصّدق: فمن يتمتّع بهذا الاشتهار بين النّاس، لا يردّ عليه قوله، ولا يلحقه ندم [أدب الدنيا والدين (261- 262)] [انظر نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم (6/2473)].

العناصر

1- فضل الصدق.

2- الصدق صفة من صفات أهل الإيمان. 

3- الحث على الصدق والتحذير من الكذب. 

4- وصية الآباء والأمهات بتربية أبنائهم على الصدق ومجانبة الكذب. 

5- أنواع صدق اللسان. 

6- أعظم صدق يتخلق به المسلم صدقه فيما يخبر به عن الله ورسوله. 

7- الصدق في الأقوال يؤدي بصاحبه إلى الصدق في الأعمال والصلاح في الأحوال.

8- صور من صدق الصحابة مع الله في العمل والجهاد والدعوة إليه. 

9 - الصدق أساس النجاح في التجارة.

10- من صدق مع الله صدق الله معه. 

11- وجوب ملازمة الصدق وإن شق؛ فإن عاقبته الى خير ما لم يخف منه فتنة.

الايات

1- قال الله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [البقرة:177].

 

2- قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً * لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً أَلِيماً) [الأحزاب: 7- 8].

 

3- قوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ * إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) [الحجرات: 15- 18].

 

4- قوله تعالى: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعامِ وَالْحَرْثِ ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ * قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ * الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذابَ النَّارِ * الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ) [آل عمران:14-17].

 

5- قوله تعالى: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً * ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ عَلِيماً) [النساء:70].

 

6- قوله تعالى: (قالَ اللَّهُ هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [المائدة:119].

 

7- قوله تعالى: (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى) [الليل:5-7].

 

8- قوله تعالى: (لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌ رَحِيمٌ * وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة:117-119].

 

9- قوله تعالى: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) [الأحزاب:35].

 

10- قوله تعالى: (وَما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ وَلكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ * لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) [الحشر:6-8].

الاحاديث

1- عن عبد اللّه بن مسعود -رضي اللّه عنه- عن النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-، قال: "إنّ الصّدق يهدي إلى البرّ، وإنّ البرّ يهدي إلى الجنّة، وإنّ الرّجل ليصدق حتّى يكون صدّيقا، وإنّ الكذب يهدي إلى الفجور، وإنّ الفجور يهدي إلى النّار، وإنّ الرّجل ليكذب حتّى يكتب عند اللّه كذّابا" [البخاري- الفتح 10 (6094) واللفظ له، مسلم (2607)].

 

2- عن أبي محمّد، الحسن بن عليّ بن أبي طالب- رضي اللّه عنهما- قال: حفظت من رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإنّ الصّدق طمأنينة، والكذب ريبة" [رواه الترمذي (2518) واللفظ له، وقال: حديث حسن صحيح.والنسائي (8/ 327، 328) وقال محقق جامع الأصول (6/ 443، 444): إسناده صحيح].

 

3- عن أبي سفيان صخر بن حرب- رضي اللّه عنه- في حديثه في قصّة هرقل قال هرقل: فماذا يأمركم؟- يعني النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال أبو سفيان قلت: يقول: اعبدوا اللّه وحده ولا تشركوا به شيئا، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصّلاة، والصّدق، والعفاف، والصّلة"...الحديث [البخاري- الفتح 1 (7) واللفظ له.ومسلم (1773)].

 

4- عن سهل بن حنيف أنّ النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: "من سأل اللّه الشّهادة بصدق بلّغه اللّه منازل الشّهداء، وإن مات على فراشه" [مسلم (1909)].

 

5- عن حكيم بن حزام- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: "البيّعان بالخيار ما لم يتفرّقا- أو قال: حتّى يتفرّقا- فإن صدقا وبيّنا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما" [البخاري- الفتح 4 (2079) واللفظ له.ومسلم (1532)].

 

6- عن أبي كبشة الأنماريّ- رضي اللّه عنه- أنّه سمع رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- يقول: "ثلاثة أقسم عليهنّ وأحدّثكم حديثا فاحفظوه، قال: ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلّا زاده اللّه عزّا، ولا فتح عبد باب مسألة إلّا فتح اللّه عليه باب فقر أو كلمة نحوها، وأحدّثكم حديثا فاحفظوه، قال: إنّما الدّنيا لأربعة نفر: عبد رزقه اللّه مالا وعلما فهو يتّقي فيه ربّه، ويصل فيه رحمه، ويعلم للّه فيه حقّا، فهذا بأفضل المنازل.وعبد رزقه اللّه علما ولم يرزقه مالا، فهو صادق النّيّة يقول: لو أنّ لي مالا لعملت بعمل فلان فهو نيّته فأجرهما سواء.وعبد رزقه اللّه مالا ولم يرزقه علما، فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتّقي فيه ربّه، ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم للّه فيه حقّا، فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه اللّه مالا ولا علما فهو يقول: لو أنّ لي مالا لعملت بعمل فلان فهو نيّته، فوزرهما سواء" [أحمد (4/ 230).والترمذي (2325) وقال: حديث حسن صحيح- وهذا لفظه.وابن ماجة برقم (4228) بلفظ قريب.وقال محقق جامع الأصول (11/ 10) كما قال الترمذي].

 

7- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-، قال: "إذا اقترب الزّمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب.وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا.ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزءا من النّبوّة.والرّؤيا ثلاثة: فرؤيا الصّالحة بشرى من اللّه.ورؤيا تحزين من الشّيطان.ورؤيا ممّا يحدّث المرء نفسه.فإن رأى أحدكم ما يكره، فليقم فليصلّ، ولا يحدّث بها النّاس" [البخاري- الفتح 12 (7017)، ومسلم (2263) واللفظ له].

 

8- عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما- أنّ رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: "أربع إذا كنّ فيك فلا عليك ما فاتك في الدّنيا: حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفّة في طعمة" [أحمد (2/ 177) واللفظ له، وقال أحمد شاكر (10/ 6652): إسناده صحيح.قال المنذري في الترغيب (3/ 589): إسناده حسن.والحاكم في المستدرك (4/ 314) من رواية عبد اللّه بن عمر وسكت هو والذهبي عليه].

 

9- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: "لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمّهاتكم ولا بالأنداد، ولا تحلفوا إلّا باللّه، ولا تحلفوا باللّه- عزّ وجلّ- إلّا وأنتم صادقون" [أبو داود (3248) واللفظ له.وقال الألباني (2/ 627): صحيح وفي صحيح سنن النسائي (3529) والنسائي (7/ 5).قال محقق جامع الأصول: إسناده صحيح.انظر جامع الأصول (11/ 655)].

 

10- عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة- رضي اللّه عنهما- أنّ رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- قام حين جاء وفد هوازن مسلمين فسألوه أن يردّ إليهم أموالهم وسبيهم، فقال لهم رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: "أحبّ الحديث إليّ أصدقه، فاختاروا إحدى الطّائفتين، إمّا السّبي وإمّا المال فقد كنت استأنيت بهم"...الحديث" [البخاري- الفتح 4 (2307، 2308)].

الاثار

1- قال عليّ بن أبي طالب- رضي اللّه عنه-: من كانت له عند النّاس ثلاث وجبت له عليهم ثلاث، من إذا حدّثهم صدقهم، وإذا ائتمنوه لم يخنهم، وإذا وعدهم وفّى لهم، وجب له عليهم أن تحبّه قلوبهم، وتنطق بالثّناء عليه ألسنتهم، وتظهر له معونتهم [الآداب الشرعية: (1/ 29)].

 

2- وقيل للقمان الحكيم: ألست عبد بني فلان؟ قال: بلى.قيل: فما بلغ بك ما أرى؟ قال: تقوى اللّه- عزّ وجلّ-، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وترك ما لا يعنيني، ثمّ قال: ألا ربّ من تغتشّه لك ناصح...ومؤتمن بالغيب غير أمين [الآداب الشرعية (1/ 39)].

 

3- قال الفضيل بن عياض: لم يتزين الناس بشيء أفضل من الصدق، وطلب الحلال [الدر المنثور - عبد الرحمن بن الكمال جلال الدين السيوطي الناشر: دار الفكر - بيروت ، 1993].

 

4- قال أيضاً: عاملوا الله عز وجل بالصدق في السر؛ فإن الرفيع من رفعه الله، وإذا أحب الله عبداً أسكن محبته في قلوب العباد [حلية الأولياء وطبقات الأصفياء - أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني الناشر: السعادة 1394ه - 1974م (8/88)].

 

5- قال أيضاً: والله ما صدق اللهَ في عبوديته مَنْ لأحدٍ من المخلوقين عليه ربانيَّة [الزهد والورع والعبادة - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الناشر: مكتبة المنار – الأردن الطبعة الأولى ، 1407 تحقيق: حماد سلامة ,‏محمد عويضة (1/37)].

 

6- قال أبو مجلز: قال رجل لقومه: عليكم بالصدق فإنه نجاة [مكارم الأخلاق - عبد الله بن محمد أبو بكر القرشي الناشر: مكتبة القرآن - القاهرة ، 1411 – 1990 تحقيق: مجدي السيد إبراهيم (1/52)].

 

7- قال الشعبي: عليك بالصدق حيث ترى أنه يضرك؛ فإنه ينفعك، واجتنب الكذب حيث ترى أنه ينفعك؛ فإنه يضرك [البيان والتبيين - الجاحظ (معتزلي) الناشر: دار صعب – بيروت الطبعة الأولى ، 1968 تحقيق: المحامي فوزي عطوي (1/315)].

 

8- عن يوسف بن أسباط قال: للصادق ثلاث خصال: الحلاوة، والملاحة، والمهابة [الدر المنثور في التفسير بالماثور - عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي تحقيق: مركز هجر للبحوث الناشر: دار هجر – مصر سنة النشر: 1424ه 2003م (7/591)].

 

9- عن معروف قال: ما أكثرَ الصالحين، وما أقل الصادقين [تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام- شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي.دار النشر: دار الكتاب العربي.مكان النشر: لبنان/ بيروت.سنة النشر: 1407ه - 1987م.الطبعة: الأولى.تحقيق: د.عمر عبد السلام تدمري.(13/402)].

 

10- عن حسين بن شُفَي قال: كنا عند عبد الله بن عمرو، فأقبل تبيع بن عامر، فقال: أتاكم أعرف من عليها، ثم قال: يا تبيع! أخبرنا عن الخيرات الثلاث، والشرات الثلاث قال: نعم؛ الخيرات الثلاث: لسانٌ صادق، وقلبٌ نقي، وامرأة صالحة، والشرات الثلاث: لسانٌ كذوب، وقلبٌ فاجر، وامرأة سوء [تاريخ دمشق - ابن عساكر الطبعة: الاولى 1419 - ه - 1998 م دار الفكر - بيروت – لبنان (11/32)].

 

11- عن يزيد بن المهلب قال: من عُرِف بالصدق جاز كذبه، من عُرِف بالكذب لم يجز صدقه [سير أعلام النبلاء (4/504)].

 

12- قيل: الصدق ميزان الله الذي يدور عليه العدل، والكذب مكيال الشيطان الذي يدور عليه الجور [البلدان تأليف: أحمد بن محمد بن إسحاق الهمذاني المعروف بابن الفقيه (1/465)].

القصص

1- قال: الأصمعي: أتى رجل إلى الحجاج فقال: إن ربعي بن حراش زعموا لا يكذب، وقد قدم ولداه عاصيين قال: فبعث إليه الحجاج فقال: ما فعل ابناك؟ فقال: هما في البيت، والله المستعان، فقال الحجاج بن يوسف: هما لك.وأعجبه صدقه [سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد الذَهَبي المحقق: مجموعة محققين بإشراف شعيب الأرناؤوط الناشر: مؤسسة الرسالة (7/405)].

 

2- قال سعيد بن عبد العزيز: كانوا يُؤخرون الصلاة زمن الوليد، ويستحلفون الناس أنهم ما صلوا فأتى عبد الله بن أبي زكريا فاستُحلف ما صَلى فحلف، وأتي مكحول فقال: فلم جئنا إذاً؟ قال: فتُرك [سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد الذَهَبي المحقق: مجموعة محققين بإشراف شعيب الأرناؤوط الناشر: مؤسسة الرسالة (9/188)].

 

3- قال المنصور لهشام بن عروة: يا أبا المنذر تذكر يوم دخلت عليك وإخواني مع أبي وأنت تشرب سويقاً بقصبه يراع؟ فلما خرجنا قال: أبونا: اعرفوا لهذا الشيخ حقه فإنه لا يزال في قومكم بقية ما بقي لله قال: لا أذكر ذلك يا أمير المؤمنين قال: فليم في ذلك فقال: لم يعودني الله في الصدق إلا خيراً [كوثَر المَعَاني الدَّرَارِي في كَشْفِ خَبَايا صَحِيحْ البُخَاري - محمَّد الخَضِر بن سيد عبد الله بن أحمد الجكني الشنقيطي (المتوفى: 1354ه) الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت الطبعة: الأولى، 1415 ه - 1995 م (1/207)].

 

4- يقول الشيخ عبدالقادر الجيلاني رحمه الله: بنيت أمري - حين ما نشأت - على الصدق، وذلك أني خرجت من مكة إلى بغداد أطلب العلم، فأعطتني أمي أربعين ديناراً أستعين بها على النفقة، وعاهدتني على الصدق، فلما وصلنا أرض همدان خرج علينا جماعة من اللصوص، فأخذوا القافلة، فمر واحد وقال لي: ما معك؟ قلت أربعين ديناراً، فظن أني أهزأ به فتركني، فرآني رجل آخر فقال: ما معك؟ فأخبرته بما معي، فأخذني إلى كبيرهم، فسألني فأخبرته فقال: ما حملك على الصدق؟ قلت: عاهدتني أمي على الصدق، فأخاف أن أخون عهدها !! فأخذت الخشية رئيس اللصوص، فصاح ومزق ثيابه وقال: أنت تخاف أن تخون عهد أمك، وأنا لا أخاف أن أخون عهد الله؟! ثم أمر برد ما أخذوه من القافلة، وقال: أنا تائب لله على يديك، فقال من معه: أنت كبيرنا في قطع الطريق، وأنت اليوم كبيرنا في التوبة، فتابوا جميعاً ببركة الصدق [نزهة المجالس ومنتخب النفائس - عبد الرحمن بن عبد السلام بن عبد الرحمن بن عثمان الصفوري دار النشر: دار المحبة - دار آية - بيروت - دمشق - 2001 / 2002 تحقيق: عبد الرحيم مارديني (1/160)].

 

5- قيل: إن ربعي بن حراش لم يكذب كذبة قط، وكان له ابنان عاصيان على الحجاج فطلبهما فلم يعثر عليهما، فقيل للحجاج: إن أباهما لم يكذب كذبة قط؛ لو أرسلت إليه فسألته عنهما، فاستدعى أباهما، فقال: أين أبناؤك؟ قال هما في البيت، فاستغرب الحجاج وقال لأبيهما: ما حملك على هذا، وأنا أريد قتلهما، فقال: لقد كرهت أن ألقى الله تعالى بكذبة، فقال الحجاج: قد عفونا عنهما بصدقك [إيقاظ أولي الهمم العالية عبدالعزيز آل محمد السلمان (1/141)].

 

6- لما جلس الحجاج لقتل بعض الأسرى قام رجل منهم فقال: أصلح الله الأمير إن لي عليك حق، قال وما حقك! قال سبك ابن الاشعث يوما فرددت عليه، قال: ومن يعلم ذلك؟ فقام رجل من الأسرى فقال: قد كان ذلك أيها الأمير، فقال خلوا سبيله، ثم قال للشاهد ما منعك أن ترد على ابن الأشعث كما فعل صاحبك، فقال الشاهد: لقديم بغضي إياك فقال الحجاج: خلوا عن هذا لصدقه [موسوعة خطب المنبر عددها أكثر من 5000 خطبة، معظمها مخرجة الأحاديث، والعديد منها بأحكام الشيخ الألباني - طيب الله ثراه - http://www.alminbar.net]. 

 

7- خطب الحجاج الثقفى يوماً فأطال، فقال له رجل: الصلاة! فإن الوقت لا ينتظرك، والرب لا يعذرك! فأمر الحجاج بحبسه، فأتاه أهل الرجل، وزعموا أنه مجنون، وسألوه أن يخلى سبيله، فقال الحجاج: إن أقر بالجنون خليته.فقيل للرجل في ذلك، فقال: معاذ الله! لا أزعم أن الله ابتلاني، وقد عافاني!، فخلى سبيله [موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق - ياسر عبد الرحمن الناشر: مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة، القاهرة الطبعة: الأولى، 1428 ه - 2007 م (1/40)].

الاشعار

1- رحم الله من قال:

إذا ما المرء أخطأه ثلاث *** فبعه ولو بكف من رماد

سلامة صدره والصدق منه *** وكتمان السرائر في الفؤاد

[المنتخب من الشعر والبيان – امير بن محمد المدري (ص: 288)].

 

2- قال ديسم بن ظالم الأعْصريّ:

إِذَا قَالَتْ حَذَامِ فَصَدِّقُوهَا *** فَإِنَّ الْقَولَ مَا قَالَتْ حَذَامِ

[تفسير القرطبي دار احياء التراث العربي بيروت - لبنان 1405 ه (7/354)].

 

3- رحم الله من قال:

عُوِّدْ لِسَانَكَ قَوْلَ الصِّدْقِ تَحْظَ بِهِ *** إِنَّ اللِّسَانَ لِمَا عَوَّدْتَ مُعْتَادُ

[روضة العقلاء ونزهة الفضلاء - محمد بن حبان البستي أبو حاتم الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت ، 1397 – 1977 تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد (1/51)]

 

4- قال طَرَفَة بن العبْد:

وَفِي الْحِلْمِ إِدْهَانٌ وَفِي الْعَفْوِ دُرْبَةٌ *** وَفِي الصِّدْقِ مَنْجَاةٌ مِنَ الشَّرِّ فَاصْدُقِ

وَالصِّدْقُ يَأْلَفُهُ الْكَرِيمُ الْمُرتَجِي *** وَالْكِذْبُ يَأَلَفُهُ الدَّنِيُّ الأَخْيَبُ

[الشعر والشعراء - ابن قتيبة الدينوري 01/32) ترقيم الشاملة].

 

5- رحم الله من قال:

إِذَا نَحْنُ قُلْنَا صَدَّقَ الْقَوْلَ فِعْلُنَا *** وَكَمْ قَائِلٍ قَوْلاً يُكَذِّبُهُ الْفِعْلُ

[الزهرة - ابن داود الأصبهاني (1/193) ترقيم الشاملة].

 

6- قال أبو العتاهية:

الْحَمْدُ للهِ كُلٌّ ذُو مُكَاذَبَةٍ *** أَمْسَى التَّصَادُقُ لا يُسْقَى بِهِ الْمَاءُ

[مجموعة القصائد الزهديات - أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد المحسن السلمان - الناشر: مطابع الخالد للأوفسيت – الرياض الطبعة: الأولى، 1409 ه (2/242)].

 

7- قال أحمد شوقي:

وَالْمَرْءُ لَيْسَ بِصَادِقٍ فِي قَوْلِهِ *** حَتَّى يُؤَيِّدُ قَوْلَهُ بِفِعَالِهِ

[مجمع الحكم والأمثال - أحمد قبش (ص: 1)].

 

8- قال علي التَنُوخيّ:

الصَّبْرُ خَيْرٌ وَخَيرُ الْقَوْلِ أَصْدَقُهُ *** وَكَثْرَةُ الْمَزْحِ مِفْتَاحُ الْعَدَوَاتِ

[معجم الأدباء - ياقوت الحموي (2/125) ترقيم الشاملة].

 

9- قال طرفة بن العبد:

وَالصِّدْقُ يَأْلَفُهُ الْكَرِيمُ الْمُرْتَجَى *** وَالْكَذِبُ يَأْلَفُهُ الدَّنِيُّا لأَخْيَبُ

[الشعر والشعراء - ابن قتيبة الدينوري (1/32)].

 

10- قال محمد بن زنجي البغدادي:

إذَا مَا الْمَرْءَ أَخَطَأَهُ ثَلاثٌ *** فَبِعْهُ وَلَوْ بِكَفٍ مِنْ رَمَادِ

سَلامَةُ صَدْرِهِ وَالصِّدْقُ مِنْهُ *** وَكِتْمَانُ السَّرَائِرِ فِي الْفُؤَادِ

[روضة العقلاء ونزهة الفضلاء - محمد بن حبان البستي أبو حاتم الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت ، 1397 – 1977 تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد (1/53)].

 

11- قال أبو العتاهية:

الْحَمْدُ للهِ كُلٌّ ذُو مُكَاذَبَةٍ *** أَمْسَى التَّصَادُقُ لا يُسْقَى بِهِ المَاءُ

[بهجة المجالس وأنس المجالس - ابن عبد البر (1/126) ترقيم الشاملة].

 

12- قال ابن شرف القيرواني:

وَلا خَيْرَ فِي عَيْشٍ يَكُونُ قِوَامُهُ *** بِمِنْحَةِ مَكْذُوبٍ وَمِدْحَةِ كَذَّابِ

[جريدة القصر وجريدة العصر - العماد الأصبهاني (3/36) ترقيم الشاملة].

 

13- قال عمر بن أبي ربيعة:

للنَّاسِ فَضْلُكَ فِي حُسْنِ الصَّفَاءِ وَفِي *** صِدْقِ الْحَدِيثِ وَشَرُّ الْخُلَّةِ الْكَذِبُ

[دواوين الشعر العربي على مر العصور - موقع أدب (17/113)].

 

14- قال بشار بن بُرْد:

الصِّدْقُ أَفْضَلُ مَا حَضَرْتَ بِهِ *** وَلَرُبَّمَا ضَرَّ الْفَتَى كَذِبُهْ

[دواوين الشعر العربي على مر العصور - موقع أدب رقم القصيدة: (8467)].

 

15- قال محمود الورَّاق:

إِذَا عُرِفَ الْكَذَّابُ بِالْكَذْبِ لَمْ يَكَدْ *** يُصَدَّقُ فِي شَيءٍ وَإِنْ كَانَ صَادِقًا

وَمِنْ آفَةِ الْكَذَّابِ نِسْيَانُ كِذْبِهِ *** وَتَرَاهُ ذَا حِفظٍ إِذَا كَانَ حَاذِقًا

[أدب الدنيا والدين (1/327) ترقيم الشاملة].

 

16- قال الشاعر:

حَسْبُ الْكَذُوبِ مِنَ الْبَلِيَّةِ *** بَعْضُ مَا يُحْكَى عَلَيْهِ

مَهْمَا سَمْعْتَ بِكِذْبَةٍ *** مِنْ غَيْرِهِ نُسِبَتْ إِلَيْهِ

[المستطرف في كل فن مستظرف - شهاب الدين محمد بن أحمد أبي الفتح الأبشيهي الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة الثانية ، 1986 تحقيق: د.مفيد محمد قميحة (2/17)].

 

17- قال منصور بن إسماعيل:

لِي حِيلَةٌ فِي مَنْ يَنُمّ *** وَلَيْسَ فِي الكَذَّابِ حِيلَةْ

مَنْ كَانَ يَخْلُقُ مَا يَقُول *** فَحِيلَتِي فِيْهِ قَلِيلَهْ

[تاريخ بغداد - أحمد بن علي أبو بكر الخطيب البغدادي الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت (2/319)].

 

18- قال الشاعر:

لا يَكْذِبُ الْمَرءُ إِلاَّ مِنْ مَهَانَتِهِ *** أَوْ عَادَةِ السُّوءِ أَوْ مِنْ قِلَّةِ الأَدَبِ

[نهاية الأرب في فنون الأدب - شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان - 1424 ه - 2004 م الطبعة: الأولى تحقيق: مفيد قمحية وجماعة (3/333)].

 

19- رحم الله من قال:

الْكذْبُ عَارٌ وَخَيْرُ الْقَوْلِ أَصْدَقُهُ *** وَالْحَقُّ مَا مَسَّهُ مِنْ بَاطِلٍ زَهَقَا

[الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة - أمين بن عبد الله الشقاوي (4/116)].

 

20- قال علي بن أبي طالب:

وَدَعِ الْكَذُوبَ فَلا يَكُنْ لَكَ صَاحِبًا *** إِنَّ الْكَذُوبَ لَبِئْسَ خِلاًّ يُصْحَبُ

[مفسدات الأخوة تأليف: أبي عاصم هشام بن عبد القادر بن محمد آل عقدة (1/135)].

الدراسات

متفرقات

1- قال الألوسي في تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتَّقوا الله وكونوا مع الصَّادقين) في سبب نزولها قولان: أحدهما: أنها نزلت في قصة الثلاثة المتخلِّفين. والثاني: أنها في أهل الكتاب. والمعنى: يا أيها الذين آمنوا بموسى وعيسى اتقوا الله في إيمانكم بمحمد صلى الله. قال القرطبي في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) [التوبة: 119].فيه مسألتان: الاولى - قوله تعالى: (كونوا مع الصادقين) هذا الأمر بالكون مع أهل الصدق حسن بعد قصة الثلاثة حين نفعهم الصدق وذهب بهم عن منازل المنافقين.

قال مطرف: سمعت مالك بن أنس يقول: قلما كان رجل صادقا لا يكذب إلا متع بعقله ولم يصبه ما يصيب غيره من الهرم والخرف. الثانية: حق من فهم عن الله وعقل عنه أن يلازم الصدق في الأقوال، والإخلاص في الأعمال، والصفاء في الأحوال، فمن كان كذلك لحق بالأبرار ووصل إلى رضا الغفار، قال صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا" [أخرجه مسلم في صحيحه (رقم: (6805)].

والكذب على الضد من ذلك، قال صلى الله عليه وسلم: "إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا" [صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب ذم ذي الوجهين وتحريم فعله (4/2013) رقم (2606)]. فالكذب عار وأهله مسلوبو الشهادة، وقد رد صلى الله عليه وسلم شهادة رجل في كذبة كذبها. قال معمر: لا أدري أكذب على الله أو كذب على رسوله أو كذب على أحد من الناس. وسئل شريك بن عبد الله فقيل له: يا أبا عبد الله، رجل سمعته يكذب متعمدا أأصلي خلفه ؟ قال لا. وعن ابن مسعود قال: إن الكذب لا يصلح منه جد ولا هزل، ولا أن يعد أحدكم شيئا ثم لا ينجزه، أقرءوا إن شئتم ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) هل ترون في الكذب رخصة ؟ وقال مالك: لا يقبل خبر الكاذب في حديث الناس وإن صدق في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال غيره: يقبل حديثه. والصحيح أن الكاذب لا تقبل شهادته ولا خبره لما ذكرناه، فإن القبول مرتبة عظيمة وولاية شريفة لا تكون إلا لمن كملت خصاله ولا خصلة هي أشر من الكذب فهي تعزل الولايات وتبطل الشهادات.[الجامع لأحكام القرآن (8/288، 289)].

 

2- قال ابن كثير: لما ذكر تعالى ما فرّج به عن هؤلاء الثلاثة من الضيق والكرب، من هجر المسلمين إياهم نحوا من خمسين ليلة بأيامها، وضاقت عليهم أنفسهم، وضاقت عليهم الأرض بما رَحُبت، أي: مع سعتها، فسدّدت عليهم المسالك والمذاهب، فلا يهتدون ما يصنعون، فصبروا لأمر الله، واستكانوا لأمر الله، وثبتوا حتى فرج الله عنهم بسبب صدقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في تخلفهم، وأنه كان عن غير عذر، فعوقبوا على ذلك هذه المدة، ثم تاب الله عليهم، فكان عاقبة صدقهم خيرا لهم وتوبة عليهم؛ ولهذا قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) أي: اصدُقوا والزموا الصدق تكونوا مع أهله وتنجوا من المهالك ويجعل لكم فرجا من أموركم، ومخرجا.[تفسير ابن كثير (4/230) دار طيبة].

 

3- قال الشافعي رحمه الله: أصلُ العلمِ التثبتُ وثمرتُه السلامة، وأصلُ الورعِ القناعةُ وثمرتُه الراحة، وأصلُ الصبرِ الحزمُ وثمرتُه الظفر، وأصلُ العملِ التوفيقُ وثمرته النجاح، وغايةُ كلِّ أمرٍ الصدق [تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل – أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي تحقيق محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمري الناشر دار الفكر سنة النشر 1995 مكان النشر بيروت (51/408)].

 

4- قال أيضاً رحمه الله: آلات الرياسة خمس: صدق اللهجة، وكتمان السر، والوفاء بالعهد، وابتداء النصيحة، وأداء الأمانة [سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد الذَهَبي المحقق: مجموعة محققين بإشراف شعيب الأرناؤوط الناشر: مؤسسة الرسالة (19/30)].

 

5- عن الفهرجوري قال: الصدقُ موافقة الحق في السر والعلانية، وحقيقة الصدق القول بالحق في مواطن الهلكة " [سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد الذَهَبي المحقق: مجموعة محققين بإشراف شعيب الأرناؤوط الناشر: مؤسسة الرسالة (29/212)].

 

6- قال ابن السمَّاك: ما أحسبني أؤجر على ترك الكذب؛ لأني أتركه أنفة [المحاسن والمساوئ - إبراهيم البيهقي (1/169) ترقيم الشاملة].

 

7- قيل للإمام أحمد رحمه الله: كم بيننا وبين عرش الرحمن؟ قال: دعوة صادقة من قلب صادق. [جواهر ودرر (ص: 1)].

 

8- قال ابن حبان رحمه الله: الصدق يرفع المرء في الدارين، كما أن الكذب يهوي به في الحالين، ولو لم يكن الصدق خصلة تحمد إلا أن المرء إذا عرف به قُبلَ كَذِبُه، وصار صِدْقاً عند من يسمعه - لكان الواجب على العاقل أن يبلغ مجهوده في رياضة لسانه؛ حتى يستقيم له على الصدق ومجانبة الكذب [روضة العقلاء - ابن حبان - الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت ، 1397 – 1977 تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد (1/54)].

 

9- قال ابن القيّم رحمه اللّه: والصّدق ثلاثة: قول وعمل وحال. فالصّدق في الأقوال: استواء اللّسان على الأقوال كاستواء السّنبلة على ساقها. والصّدق في الأعمال: استواء الأفعال على الأمر والمتابعة، كاستواء الرّأس على الجسد. والصّدق في الأحوال: استواء أعمال القلب والجوارح على الإخلاص. واستفراغ الوسع وبذل الطّاقة. فبذلك يكون العبد من الّذين جاءوا بالصّدق. وبحسب كمال هذه الأمور فيه وقيامها به تكون صدّيقيّته. كما فعل أبو بكر رضي اللّه تعالى عنه [مدارج السالكين لابن القيم (2/ 281)].

التحليلات

الإحالات

1- الآداب - البيهقي تحقيق عبد القدوس نذير ص 154 مكتبة الرياض الطبعة الأولى 1407.

2- الآداب الشرعية- ابن مفلح الحنبلي 1/40 مؤسسة قرطبة.

3- الأخلاق الإسلامية - عبد الرحمن الميداني 1/519 , 2/424 دار القلم الطبعة الأولى 1399.

4- أخلاقنا الإجتماعية - مصطفى السباعي ص 81 المكتب الإسلامي الطبعة الثالثة 1397.

5- أدب الدنيا والدين - الماوردي تحقيق مصطفى السقا ص 253 دار الكتب العلمية.

6- أصول الدعوة - عبد الكريم زيدان ص 333 مكتبة المنار الإسلامية 1401.

7- بهجة المجالس وأنس المجالس - القرطبي 2/574 دار الكتب العلمية.

8- ترتيب أحاديث صحيح الجامع الصغير وزيادته - عونى الشريف ، على حسن عبد الحميد 2/409 مكتبة المعارف الطبعة الأولى 1406.

9- الترغيب والترهيب من الحديث الشريف المنذري تحقيق مصطفى عمارة 3/580 دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1406.

10- تكاليف القلب السليم - محمد العلي ص 257 مكتبة الصحابة الإسلامية الطبعة الأولى 1405.

11- تهذيب مدارج السالكين - عبد المنعم العزي ص 395 وزارة العدل والشئون الإسلامية بالإمارات.

12- جامع الأصول - ابن الأثير 6/442 الرئاسة العامة 1389.

13- حلية طالب العلم - بكر أبو زيد ص 43 دار الراية الطبعة الأولى 1408.

14- الخطب الطوالع والحكم الجوامع - إبراهيم الناصر 2/231 الطبعة الثانية 1403.

15- خطب مختارة ص 374 الإفتاء 1407.

16- خلق المسلم - محمد الغزالي ص 35 دار القلم الطبعة الثانية 1400.

17- روضة العقلاء ونزهة الفضلاء - ابن حبان تحقيق محمد عبد الحميد ص 51 دار الكتب العلمية.

18- الرياض الناضرة - عبد الرحمن السعدي ص 26 , 216 مكتبة المعارف الرياض الطبعة الثالثة 1400.

19- في ظلال القرآن - سيد قطب 6/3830 دار الشروق الطبعة الثامنة 1399.

20- الصدق وأثرة في حياة الفرد والأمة - صفوت عبد الفتاح محمود المكتبة الإسلامية الطبعة الأولى 1410.

21- كتاب الزهد - وكيع بن الجراح تحقيق عبد الرحمن الفريوائي ص 695 مكتبة الدار الطبعة الأولى 1404.

22- مختصر منهاج القاصدين - ابن قدامة المقدسي تحقيق على عبد الحميد ص 464 دار الفيحاء – دار عمار الطبعة الأولى 1406.

23- مدارج السالكين - ابن القيم تحقيق محمد حامد الفقي 2/268 دار الكتاب العربي 1392.

24- مكارم الأخلاق – الخرائطي ص 61.

25- مكارم الأخلاق - ابن أبى الدنيا ص 25 مكتبة ابن تيمية.

26- منهاج المسلم - أبو بكر الجزائري الباب 3 الفصل 9.

27- المنهج المسلوك في سياسة الملوك - عبد الرحمن الشيزري ص 295 مكتبة المنار الطبعة الأولى 1407.

28- موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين القاسمي ص 444 دار النفائس الطبعة الرابعة 1405.

29- نحو ثقافة إسلامية أصلية - عمر الأشقر ص 165.

30- نزهة الفضلاء تهذيب سير أعلام النبلاء محمد حسن موسى ص 1743 دار الأندلس جدة الطبعة الأولى 1411.

31- الوصايا المحاسبي ص 254 دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1406.

32- نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم المؤلف: عدد من المختصين بإشراف الشيخ/ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي الناشر: دار الوسيلة للنشر والتوزيع، جدة الطبعة: الرابعة (6/2473).