شرف

2022-10-10 - 1444/03/14

التعريف

تعريف الشعر: الشعر في اللغة واحد الأشعار، قال الراغب: هو في الأصل اسم للعلم الدقيق في قولهم ليت شعري. وسمى الشاعر شاعراً لفطنته ودقة معرفته [غريب القرآن _ص262 _طبعة المكتبة المرتضوية] .

 

وفي اصطلاح الأدباء هو كما قال ابن خلدون: الكلام الموزون المقفى، ومعناه الذي تتكون أوزانه كلها على روي واحد وهو القافية. قال: وأساليب الشعر تناسبها اللوذعية وخلط الجد بالهزل والإطناب في الأوصاف وضرب الأمثال وكثرة التشبيهات والاستعارات [المقدمة ص532] .

ومن هنا نعرف الفرق بين الشعر والنثر حيث أن الأول يعتمد على الوزن والقافية ويكسو المعاني من جمال التشبيه وحسن الاستعارة وبراعة الكناية وضروب المجاز حللا خيالية بخلاف الثاني. والغرض المقصود من توحيد الوزن والقافية الحفاظ على جرس اللفظ لسلاسته في النطق وخفته على السمع والارتياح لقبوله. وربما أطلق العرب الشعر على النثر المسجوع المشتمل على الخيال المؤثر المسجوع المشتمل على الخيال المؤثر في الوجدان، ومنه ما ورد أن حسان بن ثابت رضي الله عنه سمع ابنه يصف زنبورا لسعه بقوله: كأنه ملتفٌ في يزدي حبره فقال له: شعر ورب الكعبة . والشعر عند العرب صفة قديمة لهم ولا يمكن تحديد بدء ظهوره فإنه ما سمع في التاريخ القديم إلا وهو محكم مقصّد وإن كان تهذب أسلوبه وتشعبت مناحيه وتطور فنه حينما اختلفت العُصُر وبدت الحوادث ورقي بني الإنسان في عالم المادة.

قال الأديب الكبير أحمد حسن الزيات ومما يدل على أن الشعر قديم العهد قول امرئ القيس:

عودا على الطلل القديم لعلنا *** نبكي الديار كما بكى ابن حزام وقول عنترة: هل غادر الشعراء من متردّم . وقول زهير:

ما أرانا نقول إلا معارا *** أو معارا من قولنا مكرورا

[تاريخ الأدب العربي ص28 _طبعة دار نهضة مصر]، [انظر الشعر في ضوء الشريعة الإسلامية بحث كتبه الشيخ محمد عبد الرحمن شميلة الأهدل مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة (13/427) .

العناصر

1- الشرف كل الشرف هو الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم .

 

 

2- الناس عند الله سواسية كأسنان المشط وقيمة الناس عند الله بتقواهم، وإيمانهم لا بأحسابهم، ولا بأنسابهم .

 

 

3- نهى الإسلام عن الفخر والتفاخر ولو كان بحق .

 

 

4- ليت الذين يفتخرون بأبائهم قدّموا ولو شيئاً يسيراً مما قدّم آبائهم وأجدادهم من فتوحات وبطولات .

 

 

5- لم ينتفع أبو طالب من كونه عمّ للنبي صلى الله عليه وسلم وممن يدافعون عنه بكل قوة، فهو من أهل النار .

 

 

6- إذا أنعم الله على العبد بصدق اللهجة وطيب الحديث وجمال المنطق فقد شرف قدره، وحمدت سيرته، وحسنت عاقبته .

 

 

7- ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة، ويقدم الأفضل فالأفضل من القول والعمل .

 

 

8- شرف الغاية يقتضي شرف الوسيلة .

 

الايات

1- قوله تعالى: ( وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلًا ) [الإسراء: 70 ] .

 

 

2- قوله تعالى : ( يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) [الحجرات: 13 ] .

 

الاحاديث

1- عن عروة بن الزّبير- رضي اللّه عنهما- أنّ امرأة سرقت في عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في غزوة الفتح، ففزع قومها إلى أسامة بن زيد يستشفعونه. قال عروة: فلمّا كلّمه أسامة فيها تلوّن وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: «أتكلّمني في حدّ من حدود اللّه؟». قال أسامة: استغفر لي يا رسول اللّه. فلمّا كان العشيّ قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خطيبا فأثنى على اللّه بما هو أهله، ثمّ قال: «أمّا بعد فإنّما أهلك النّاس قبلكم أنّهم كانوا إذا سرق فيهم الشّريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضّعيف أقاموا عليه الحدّ. والّذي نفس محمّد بيده، لو أنّ فاطمة بنت محمّد سرقت لقطعت يدها». ثمّ أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بتلك المرأة فقطعت يدها. فحسنت توبتها بعد ذلك وتزوّجت. قالت عائشة: فكانت تأتيني بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم . [البخاري- الفتح 7 (4304) واللفظ له. ومسلم (1688) ] .

 

 

2- عن عبد اللّه بن حبشيّ الخثعميّ- رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، سئل: أيّ الأعمال أفضل؟ قال: «طول القيام». قيل: فأيّ الصّدقة أفضل؟ قال: «جهد المقلّ». قيل: فأيّ الهجرة أفضل؟ قال: «من هجر ما حرّم اللّه عليه». قيل: فأيّ الجهاد أفضل؟ قال: «من جاهد المشركين بماله ونفسه». قيل: فأيّ القتل أشرف؟ قال: «من أهريق دمه وعقر جواده» [أبو داود (1449) وقال الشيخ ناصر الألباني (1/ 372): صحيح ] .

 

 

3- عن سهل بن سعد- رضي اللّه عنه- قال: جاء جبريل إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا محمّد! عش ما شئت فإنّك ميّت، واعمل ما شئت فإنّك مجزيّ به وأحبب ما شئت فإنّك مفارقه، واعلم أنّ شرف المؤمن قيام اللّيل، وعزّه استغناؤه عن النّاس . [المنذري في الترغيب (1/ 588) وقال: رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن، وأخرجه الحاكم (4/ 324- 325) وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي، ولكن هو ضعيف بسند الحاكم، والحديث بمجموع طرقه حسن، وراجع السلسلة الصحيحة (831) ] .

 

 

4- عن سهل بن سعد السّاعديّ- رضي اللّه عنه- أنّه قال: مرّ رجل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال لرجل عنده جالس: «ما رأيك في هذا؟». فقال: رجل من أشراف النّاس، هذا واللّه حريّ إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يشفّع. قال: فسكت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. ثمّ مرّ رجل، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما رأيك في هذا؟ فقال: يا رسول اللّه! هذا رجل من فقراء المسلمين، هذا حريّ إن خطب أن لا ينكح، وإن شفع أن لا يشفّع، وإن قال أن لا يسمع لقوله. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «هذا خير من ملء الأرض من مثل هذا»  [البخاري- الفتح 11 (6447) ] .

 

 

5- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: أتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يوما بلحم. فرفع إليه الذّراع وكانت تعجبه. فنهس  منها نهسة فقال: «أنا سيّد النّاس يوم القيامة. وهل تدرون بم ذاك؟ يجمع اللّه يوم القيامة الأوّلين والآخرين في صعيد واحد فيسمعهم الدّاعي، وينفذهم البصر. وتدنو الشّمس فيبلغ النّاس من الغمّ والكرب ما لا يطيقون.وما لا يحتملون. فيقول بعض النّاس لبعض: ألا ترون ما أنتم فيه؟ ألا ترون ما قد بلغكم؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربّكم؟ فيقول بعض النّاس لبعض: ائتوا آدم. فيأتون آدم. فيقولون: يا آدم! أنت أبو البشر. خلقك اللّه بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك. اشفع لنا إلى ربّك. ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم: إنّ ربّي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله. ولن يغضب بعده مثله. وإنّه نهاني عن الشّجرة فعصيته، نفسي. نفسي. اذهبوا إلى غيري. اذهبوا إلى نوح.فيأتون نوحا فيقولون: يا نوح! أنت أوّل الرّسل إلى الأرض. وسمّاك اللّه عبدا شكورا. اشفع لنا إلى ربّك.ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم: إنّ ربّي قد غضب غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله. وإنّه قد كانت لي دعوة دعوت بها على قومي، نفسي. نفسي. اذهبوا إلى إبراهيم صلّى اللّه عليه وسلّم. فيأتون إبراهيم فيقولون: أنت نبيّ اللّه وخليله من أهل الأرض. اشفع لنا إلى ربّك. ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم إبراهيم: إنّ ربّي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله!، ولا يغضب بعده مثله. وذكر كذباته، نفسي. نفسي.اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى. فيأتون موسى صلّى اللّه عليه وسلّم فيقولون: يا موسى أنت رسول اللّه. فضّلك اللّه، برسالاته وبتكليمه، على النّاس. اشفع لنا إلى ربّك. ألا ترى إلى ما نحن فيه؟. ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم موسى صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ ربّي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله. وإنّي قتلت نفسا لم أومر بقتلها، نفسي. نفسي. اذهبوا إلى عيسى صلّى اللّه عليه وسلّم. فيأتون عيسى فيقولون: يا عيسى! أنت رسول اللّه، وكلّمت النّاس في المهد. وكلمة منه ألقاها إلى مريم، وروح منه. فاشفع لنا إلى ربّك. ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم عيسى صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ ربّي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله. ولم يذكر له ذنبا. نفسي. نفسي. اذهبوا إلى غيري. اذهبوا إلى محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم. فيأتونّي فيقولون: يا محمّد! أنت رسول اللّه وخاتم الأنبياء. وغفر اللّه لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر.اشفع لنا إلى ربّك ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فأنطلق فاتي تحت العرش فأقع ساجدا لربّي.ثمّ يفتح اللّه عليّ ويلهمني من محامده وحسن الثّناء عليه شيئا لم يفتحه لأحد قبلي. ثمّ يقال: يا محمّد! ارفع رأسك، سل تعطه. اشفع تشفّع. فأرفع رأسي فأقول: يا ربّ! أمّتي. أمّتي. فيقال: يا محمّد! أدخل الجنّة من أمّتك من لا حساب عليه، من الباب الأيمن من أبواب الجنّة. وهم شركاء النّاس  فيما سوى ذلك من الأبواب. والّذي نفس محمّد بيده! إنّ ما بين المصراعين من مصاريع الجنّة  لكما بين مكّة وهجر  أو كما بين مكّة وبصرى » [البخاري- الفتح 8 (4712). ومسلم (194) واللفظ له ] .

 

 

6- عن البراء بن عازب- رضي اللّه عنهما- قال: اشترى أبو بكر من عازب سرجا بثلاثة عشر درهما، قال: فقال أبو بكر لعازب: مر البراء فليحمله إلى منزلي، فقال: لا، حتّى تحدّثنا كيف صنعت حين خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأنت معه، قال فقال أبو بكر ... الحديث، وفيه: ومضى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأنا معه حتّى قدمنا المدينة، فتلقّاه النّاس فخرجوا في الطّريق وعلى الأجاجير ، فاشتدّ الخدم والصّبيان في الطّريق يقولون: اللّه أكبر، جاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، جاء محمّد، قال: وتنازع القوم أيّهم ينزل عليه، قال: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أنزل اللّيلة على بني النّجّار أخوال عبد المطّلب لأكرمهم بذلك، فلمّا أصبح غدا حيث أمر. قال البراء بن عازب: أوّل من كان قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير أخو بني عبد الدّار، ثمّ قدم علينا ابن أمّ مكتوم الأعمى أخو بني فهر، ثمّ قدم علينا عمر بن الخطّاب في عشرين راكبا، فقلنا: ما فعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟ فقال: هو على أثري، ثمّ قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأبو بكر معه» [رواه أحمد (1/ 403) وأصله في الصحيحين. وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح (1/ 154، 156) رقم (3) ] .

 

 

7- عن بريدة بن الحصيب- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ أحساب أهل الدّنيا الّذي يذهبون إليه: المال»  [أخرجه النسائي (6/ 64) في النكاح. وقال محقق «جامع الأصول» (11/ 466): إسناده حسن، ورواه الحاكم (2/ 163)، (4/ 425)، والبيهقي (7/ 135- 136)، وأحمد (5/ 353، 361)، والنسائي (2/ 71) وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن النسائي(3225) ] .

 

 

8- عن جبير بن مطعم- رضي اللّه عنه-قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ للقرشيّ مثلي قوّة الرّجل من غير قريش». قيل للزّهريّ: ما عنى بذلك قال: «نبل الرّأي» [أحمد (4/ 81) (16788) وقال شعيب الأرنؤوط إسناده صحيح على شرط البخاري، والهيثمي في المجمع (10/ 26)، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح] . 

 

 

9- عن المسور- رضي اللّه عنه- أنّه بعث إليه حسن بن حسن يخطب ابنته فقال له: قل له فليلقني في العتمة. قال: فلقيه فحمد المسور اللّه وأثنى عليه وقال: أمّا بعد، واللّه ما من نسب ولا سبب ولا صهر أحبّ إليّ من سببكم وصهركم، ولكنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «فاطمة مضغة منّي، يقبضني ما قبضها، ويبسطني ما بسطها، وإنّ الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي وسببي وصهري، وعندك ابنتها، ولو زوّجتك لقبضها ذلك»، قال: فانطلق عاذرا له . [أحمد (4/ 323) وأصله في الصحيحين، والبخاري. الفتح (3767)، ومسلم (2449) ] .

 

 

10-عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «تنكح المرأة لأربع: لما لها، ولحسبها ، ولجمالها، ولدينها. فاظفر بذات الدّين تربت يداك » [البخاري- الفتح 9 (5090). ومسلم (1466) واللفظ له ] .

 

الاثار

1- عن عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- قال: كرم المؤمن تقواه، ودينه حسبه، ومروءته خلقه، والجرأة والجبن غرائز يضعها اللّه حيث شاء، فالجبان يفرّ عن أبيه وأمّه والجريء يقاتل عمّا لا يؤوب به إلى رحله، والقتل حتف من الحتوف، والشّهيد من احتسب نفسه على اللّه. [تنوير الحوالك (2/ 19) ] .

 

 

2- عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- قال: كان عمر يقول: أبو بكر سيّدنا وأعتق سيّدنا، يعني بلالا.  [المنتقى من مكارم الأخلاق (115) ] .  

 

 

 3- عن ابن عمر- رضي اللّه عنهما- قال: ما رأيت أحدا كان أسود من معاوية بن أبي سفيان . قال: قلت ولا عمر؟ قال: كان عمر خيرا من معاوية رضي اللّه عنهما- وكان معاوية أسود منه. [المنتقى من مكارم الأخلاق (115) ] .

 

 

4- عن حكيم بن قيس بن عاصم عن أبيه أنّه أوصى ولده عند موته، قال: اتّقوا اللّه- عزّ وجلّ- وسوّدوا أكبركم؛ فإنّ القوم إذا سوّدوا أكبرهم خلفوا أباهم.- فذكر الحديث- فلا تنوحوا عليّ فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لم ينح عليه. [أحمد (5/ 61) ] .

 

5- عن عكرمة قال: السّيّد: الّذي لا يغلبه الغضب . [المنتقى من مكارم الأخلاق (115) ] .

 

 

6- وقال الضّحّاك: السّيّد: الحليم التقيّ . [المنتقى من مكارم الأخلاق (115) ] .

 

 

7- وقال مرّة: السّيّد: الحسن الخلق . [المنتقى من مكارم الأخلاق (115) ] .

 

 

8- عن هشام الكلبيّ قال: قيل لمعاوية : من أسود النّاس؟ فقال: أسخاهم نفسا حين يسأل وأحسنهم في المجالس خلقا، وأحلمهم حين يستجهل . [المنتقى من مكارم الأخلاق (116) ] .

 

 

9- عن عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- قال: تفقّهوا قبل أن تسودوا. قال أبو عبد اللّه (أي البخاريّ) وبعد أن تسودوا. [فتح الباري (1/ 199) ] .

 

القصص

قد روي من طرق ذكرها الصّوليّ والجريريّ وغير واحد؛ أنّ هشام بن عبد الملك حجّ في خلافة أبيه وأخيه الوليد، فطاف بالبيت، فلمّا أراد أن يستلم الحجر لم يتمكّن حتّى نصب له منبر فاستلم وجلس عليه، وقام أهل الشّام حوله، فبينما هو كذلك إذ أقبل عليّ بن الحسين، فلمّا دنا من الحجر ليستلمه تنحّى عنه النّاس إجلالا وهيبة واحتراما، وهو في بزّة حسنة، وشكل مليح، فقال أهل الشّام لهشام: من هذا؟ فقال: لا أعرفه استنقاصا به، واحتقارا، لئلّا يرغب فيه أهل الشّام، فقال الفرزدق وكان حاضرا: أنا أعرفه، فقالوا: ومن هو؟ فأشار الفرزدق يقول:

هذا الّذي تعرف البطحاء وطأته *** والبيت يعرفه والحلّ والحرم

 

هذا ابن خير عباد اللّه كلّهم *** هذا التّقيّ النّقيّ الطّاهر العلم

 

إذا رأته قريش قال قائلها ... إلى مكارم هذا ينتهي الكرم

 

ينمى إلى ذروة العزّ الّتي قصرت *** عن نيلها عرب الإسلام والعجم

 

يكاد يمسكه عرفان راحته *** ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم

 

يغضي حياء ويغضى من مهابته *** فما يكلّم إلّا حين يبتسم

 

بكفّه خيزران ريحها عبق *** من كفّ أروع في عرنينه شمم

 

مشتقّة من رسول اللّه نبعته *** طابت عناصرها والخيم والشّيم

 

ينجاب نور الهدى من نور غرّته ***  كالشّمس ينجاب عن إشراقها الغيم

 

حمّال أثقال أقوام إذا فدحوا *** حلو الشّمائل تحلو عنده نعم

 

هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله *** بجدّه أنبياء اللّه قد ختموا

 

من جدّه دان فضل الأنبياء له *** وفضل أمّته دانت له الأمم

 

عمّ البريّة بالإحسان فانقشعت  ***  عنها الغواية والإملاق والظّلم

 

كلتا يديه غياث عمّ نفعهما *** يستوكفان ولا يعروهما العدم

 

سهل الخليقة لا تخشى بوادره *** يزينه اثنان حسن الحلم والكرم

 

لا يخلف الوعد ميمون نقيبته *** رحب الفناء أريب حين يعتزم

 

من معشر حبّهم دين وبغضهم ***  كفر وقربهم منجى ومعتصم

 

يستدفع السّوء والبلوى بحبّهم *** ويستزاد به الإحسان والنّعم

 

مقدّم بعد ذكر اللّه ذكرهم *** في كلّ حكم ومختوم به الكلم

 

إن عدّ أهل التّقى كانوا أئمّتهم *** أو قيل: من خير أهل الأرض قيل: هم

 

لا يستطيع جواد بعد غايتهم *** ولا يدانيهم قوم وإن كرموا

 

هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت *** والأسد أسد الشّرى والبأس محتدم

 

يأبى لهم أن يحلّ الذمّ ساحتهم *** خيم كرام وأيد بالنّدى هضم

 

لا ينقص العدم بسطا من أكفّهم *** سيّان ذلك إن أثروا وإن عدموا

 

أيّ الخلائق ليست في رقابهم *** لأوّلية هذا أوله نعم

 

فليس قولك من هذا بضائره *** العرب تعرف من أنكرت والعجم

 

من يعرف اللّه يعرف أوّلية ذا *** فالدّين من بيت هذا ناله الأمم

 

قال: فغضب هشام من ذلك وأمر بحبس الفرزدق بعسفان، بين مكّة والمدينة، فلمّا بلغ ذلك عليّ بن الحسين بعث إلى الفرزدق باثني عشر ألف درهم، فلم يقبلها وقال: إنّما قلت ما قلت للّه- عزّ وجلّ- ونصرة للحقّ، وقياما بحقّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في ذرّيّته، ولست أعتاض عن ذلك بشيء. فأرسل إليه عليّ بن الحسين يقول: قد علم اللّه صدق نيّتك في ذلك، وأقسمت عليك باللّه لتقبلنّها فتقبّلها منه ثمّ جعل يهجو هشاما [ديوان الفرزدق. ورواية البيت الأخير فيه:

من يشكر اللّه يشكر أوّليّة ذا ... فالدين من بيت هذا ناله الأمم

والقصيدة بهذا الترتيب في البداية والنهاية (9/ 180، 109) ] .

 

الاشعار

1- قال علي رضي الله عنه :

 

الناس من جهة الآباء أكفاء *** فإن يك لهم من أصلهم شرف

 

 

وقيمة المرء ما قد كان يحسنه *** فقم بالعلم ولا تقبل له بدلاً

 

 

أبوهم آدم ، والأم حواء *** يفاخرون به فالطين والماء

 

 

والجاهلون لأهل العلم أعداء *** فالناس موتى، وأهل العلم أحياء

 

[أبي الإسلام لخالد الراشد ص22] .

 

2- قال بعض الأنصار:

 

وقال رسول اللّه والقول قوله *** لمن قال منّا من تسمّون سيّدا

 

 

فقالوا له جدّ بن قيس على الّتي *** نبخّله فيها وإن كان أسودا

 

 

فسوّد عمرو بن الجموح لجوده *** وحقّ لعمرو بالنّدى أن يسوّدا

 

[فتح الباري (5/ 211) ] .

 

3- قال الشّعبيّ:

 

لا نرفع العبد فوق سنّته *** ما دام فينا بأرضنا شرف

 

[لسان العرب (9/ 170) ] .

 

4- قال النّابغة الذّبيانيّ:

 

ولست بمستبق أخا لا تلمّه *** على شعث أيّ الرّجال المهذّب

 

[أدب الدنيا والدين (174) ] .

 

5- قال المتنبّي:

 

لا يسلم الشّرف الرّفيع من الأذى *** حتّى يراق على جوانبه الدّم

 

[تاريخ الأدب العربي عمر فروح (2/ 477) ] .

 

18- قال الشّاعر:

 

ومن ذا الّذي ترضى سجاياه كلّها *** كفى المرء نبلا أن تعدّ معايبه

 

[أدب الدنيا والدين (174) ] .

 

متفرقات

1- قال الماورديّ- رحمه اللّه-: من يعين ولا يستعين، فهو كريم الطّبع، مشكور الصّنع، وقد حاز فضيلتي الابتداء والاكتفاء، فلا يرى ثقيلا في نائبة، ولا يقعد عن نهضة في معونة، فهذا أشرف الإخوان نفسا وأكرمهم طبعا . [أدب الدنيا والدين (173) ] .

الإحالات

1- نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم المؤلف : عدد من المختصين بإشراف الشيخ/ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي الناشر : دار الوسيلة للنشر والتوزيع، جدة الطبعة : الرابعة (1/506) .

2- تجريد المنطق المؤلف : نصير الدين الطوسي : موقع الوراق

http://www.alwarraq.com (1/22) . 3- في تاريخ الأدب الجاهلي دراسة وتحقيق:د علي الجندي الناشر:مكتبة دار التراث طبعة دار التراث الأول 1412هـ - 1991م .

4- مجلة علوم إنسانية السنة الخامسة: العدد 35: خريف 2007 - توظيف حدّ ( الشعر ) في الشعر العربي الحديث ( بين التصريح و الرمز ) " دراسة نقدية تطبيقية مقارنة بين رامز النويصري و أحمد الخطيب د. عماد علي سليم أحمد أستاذ مساعد بقسم اللغة العربية و آدابها- جامعة البلقاء التطبيقية – الأردن .

5- النظرية النقدية والبلاغية في كتاب "منهاج البلغاء" للقرطاجني بحث مقدم لنيل الإجازة العالية (الليسانس) إعداد الطالب: فخر الدين بن شاكر سماعيلوفيتش تحت إشراف: الأستاذ الدكتور محمد فايد هيكل (1/23) .

6- تاريخ النقد الأدبي عند العرب المؤلف : إحسان عباس الطبعة : 4 تاريخ النشر : 1983الناشر : دار الثقافة عنوان الناشر : بيروت – لبنان (1/64) .

7- فن التحرير العربي ضوابطه وأنماطه المؤلف : محمد صالح الشنطي الناشر : دار الأندلس للنشر والتوزيع - السعودية / حائل الطبعة : الخامسة 1422 هـ - 2001 م (1/231) .

8- موسوعة العروض والقافية المؤلف: سعد بن عبد الله الواصل (1/6) .

9- التعريف ببعض علوم الإسلام الحنيف الشيخ:عبد الله نجيب سالم الكويت ـ وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية (1/86) .

10- خواطر تأليف: الشيخ د. محمد بن إبراهيم الحمد 30-12-1428هـ (1/37) .

11- مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة المؤلف : الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الناشر : موقع الجامعة على الإنترنت http://www.iu.edu.sa/Magazine - الشعر في ضوء الشريعة الإسلامية بحث كتبه الشيخ محمد عبد الرحمن شميلة الأهدل الطالب بقسم الدراسات العليا _ شعبة السنة بالجامعة الإسلامية (13/427) .