شباب

2022-10-07 - 1444/03/11

التعريف

الشباب في اللغة: جمع شابٍّ، وكذلك الشُبَّان (الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية للجوهري (1 / 151) مادة (شبب)

تقول: شب الغلام يشب بالكسر، شبابا وشبيبة، ومادة الكلمة (شَبَّ) تدُلُّ عَلَى نَمَاءِ الشَّيْءِ، وَقُوَّتِهِ فِي حَرَارَةٍ تَعْتَرِيهِ فَالْأَصْلُ هَذَا ثُمَّ اشْتُقَّ مِنْهُ الشَّبَابُ، الَّذِي هُوَ خِلَافُ الشَّيْبِ (معجم مقاييس اللغة لابن فارس:3-177).

 

تعريف الشباب اصطلاحًا: "هي مرحلة عمرية تبدأ مع سن البلوغ، وتنتهي مع بداية الكهولة أو الشيخوخة، على خلاف بين العلماء في تحديد هذه السن"(الشباب في السنَّة النبوية دراسة موضوعية أ. د. نافذ حسين حماد أ. وليد الغرباوي ص: 4).

العناصر

1- أهمية الشباب في المجتمع الشباب

 

2- أثر الشباب في أممهم سلبا وإيجابا

 

3- وجوب الاهتمام في الشباب

 

4- من أسباب عودة الشباب المسلم إلى الطريق الصحيح

 

5- الهداية من الله والإرشاد والتربية من العبد

الايات

1- قال الله -عز وجل-: (رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ)[آلِ عِمْرَانَ:38].

 

2- قال الله -عز وجل-: (نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ)[الْأَنْعَامِ:151].

 

3- قال الله تعالى: (إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)[الكهف:10].

 

4- قال الله تعالى: (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)[الكهف: 13]

 

5- قال الله تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا)[الْكَهْفِ: 46]

 

 

6- قال تعالى: (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا)[مريم:12].

 

7- قال الله -عز وجل-: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى)[طه: 132].

 

8- قال تعالى: (قَالُوا مَن فَعَلَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ * قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ)[الأنبياء:59-60].

 

9- قال تعالى: (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)[الْفُرْقَانِ:74].

 

10- قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ * وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ)[لقمان: 13-19].

 

12- قال تعالى: (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي)[الْأَحْقَافِ: 15]

 

13- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)[التَّحْرِيمِ: 6].

الاحاديث

1- عن أبي سعيدٍ الخدري -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "سيأتيكم أقوامٌ يطلبون العلم، فإذا رأيتُموهم فقولوا لهم: مرحبًا مرحبًا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، واقْنُوهم"، قلت للحكم: ما اقْنُوهم؟ قال: علِّموهم؛ (رواه ابن ماجه:247، وحسنه الألباني).

 

2- عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ ربَّكَ ليعجبُ للشابِّ لا صبوةَ لهُ"(السلسلة الصحيحة ٢٨٤٣).

 

3- عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ اللهَ لَيَعجَبُ مِنَ الشابِّ ليست له صَبْوةٌ"(أخرجه أحمد:١٧٣٧١، وقال شعيب الأرنؤوط: حسن لغيره).

 

4- أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخلَ على شابٍّ وَهوَ في الموتِ، فقالَ: "كيفَ تَجدُكَ؟" قالَ: أرجو اللَّهَ يا رسولَ اللَّهِ وأَخافُ ذنوبي، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يجتَمعانِ في قَلبِ عَبدٍ في مثلِ هذا الموطنِ، إلّا أعطاهُ اللَّهُ ما يَرجو، وآمنَهُ مِمّا يخافُ"(أخرجه الترمذي:٩٨٣، وابن ماجه:٤٢٦١ وحسنه الألباني).

 

5- عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: بعثَني رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إلى اليمنِ، فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ تبعثُني وأَنا شابٌّ أقضي بينَهُم، ولا أدري ما القضاءُ؟ قالَ: فضربَ بيدِهِ في صَدري، ثمَّ قالَ: "اللَّهمَّ اهدِ قلبَهُ، وثبِّتْ لسانَهُ"، قالَ: فما شَكَكتُ بعدُ في قضاءٍ بينَ اثنَينِ (أخرجه أبو داود:٣٥٨٢، وابن ماجه:٢٣١٠، وصححه الألباني).

 

6- عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنه- قال: كنا عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فجاء شابٌّ فقال: يا رسولَ اللهِ أُقبِّلُ وأنا صائمٌ؟ قال: "لا". فجاء شيخٌ فقال: أُقبِّلُ وأنا صائمٌ؟ قال: "نعم". قال: فنظر بعضُنا إلى بعضٍ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الشيخَ يملِكُ نفسَه"(السلسلة الصحيحة ٤‏-١٣٨ وقال الألباني: إسناده لا بأس به في الشواهد).

 

7- عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: كُنّا نَغْزُو مع رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ليسَ لَنا نِساءٌ، فَقُلْنا: أَلا نَسْتَخْصِي؟ فَنَهانا عن ذلكَ، ثُمَّ رَخَّصَ لَنا أَنْ نَنْكِحَ المَرْأَةَ بالثَّوْبِ إلى أَجَلٍ، ثُمَّ قَرَأَ عبدُ اللهِ: (يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ)[المائدة:٨٧]. بهذا الإسْنادِ، مِثْلَهُ. وَقالَ: ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْنا هذِه الآيَةَ، وَلَمْ يَقُلْ: قَرَأَ عبدُ اللَّهِ. [وفي رواية]: كُنّا وَنَحْنُ شَبابٌ، فَقُلْنا: يا رَسولَ اللهِ، أَلا نَسْتَخْصِي؟ وَلَمْ يَقُلْ: نَغْزُو (رواه مسلم:١٤٠٤).

 

8- عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحسَنُ والحُسَيْنُ سيِّدا شَبابِ أَهْلِ الجنَّةِ"(أخرجه الترمذي:٣٧٦٨، وصححه الألباني).

 

9- عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا شبابَ قريشٍ ! احفَظوا فروجَكم، لا تَزْنوا، ألا من حفِظَ فرجَه، فله الجنَّةُ"(حسنه الألباني في صحيح الترغيب:٢٤١٠).

 

10- عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- قال: "كنّا نَنامُ على عَهْدِ رسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- في المسجِدِ ونحنُ شبابٌ"(أخرجه الترمذي:٣٢١، وصححه الألباني).

 

11- عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: كُنّا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ: "مَنِ اسْتَطاعَ الباءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أغَضُّ لِلْبَصَرِ، وأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجاءٌ"(رواه البخاري:١٩٠٥ ومسلم:١٤٠٠).

 

12- عن علي بن أبي طالب قال: واستفتته جارية شابة من خثعم فقالت إن أبي شيخ كبير قد أدركته فريضة الله في الحج أفيجزئ أن أحج عنه قال: "حجي عن أبيك" قال: ولوى عنق الفضل. فقال العبّاسُ: يا رسولَ اللهِ، لمَ لَويتَ عُنُقَ ابنِ عَمِّكَ؟ قال: "رأَيتُ شابًّا وشابَّةً، فلم آمَنِ الشَّيطانَ عليهما"(رواه الترمذي ٨٨٥، وحسنه الألباني).

 

13- عن عمرو بن ميمون قال: "وجاء رجل شاب فقال أبشر يا أمير المؤمنين -يعني عمر رضي الله عنه- ببشرى الله لك من صحبة رسول الله عليه وسلم وقدم في الإسلام ما قد علمت ثم وليت فعدلت ثم شهادة قال وددت أن ذلك كفاف لا علي ولا لي فلما أدبر إذا إزاره يمس الأرض قال: "ردوا الغلام قال يا ابن أخي ارفع ثوبك فإنه أبقى لثوبك وأتقى لربك"(رواه البخاري:٣٧٠٠).

 

 

14- عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال لرَجلٍ وهو يَعِظُهُ: "اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك"(أخرجه ابن أبي الدنيا في قصر الأمل:١١١، والحاكم:٧٨٤٦، والبيهقي في شعب الإيمان:١٠٢٤٨).

 

15- عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "يا فتيان قريش  لا تزنوا فإنه من سلم له شبابه دخل الجنة"(حسنه الألباني في صحيح الترغيب:٢٤١٠).

 

16- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "من يدخل الجنة ينعم لا يبأس لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه"(رواه مسلم:٢٨٣٦).

 

17- عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "لاَ تزولُ قدَمُ ابنِ آدمَ يومَ القيامةِ من عندِ ربِّهِ حتّى يسألَ عن خمسٍ: عن عمرِهِ فيمَ أفناهُ، وعن شبابِهِ فيما أبلاَهُ، وعن مالِهِ من أينَ اكتسبَهُ وفيمَ أنفقَهُ، وماذا عملَ فيما علِمَ"(رواه الترمذي:٢٤١٦، وصححه الألباني).

 

18- عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ ربَّكَ ليعجبُ للشابِّ لا صبوةَ لهُ"(السلسلة الصحيحة ٢٨٤٣: إسناده جيد).

 

19- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما أكرم شاب شيخا لسنه إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه"(أخرجه الترمذي:٢٠٢٢، وضعفه الألباني).

 

20- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له"(رواه مسلم:١٦٣١).

 

21- عن مالك بن الحويرث -رضي الله عنه- قال: أتينا النبي -صلى الله عليه وسلم- ونحن شببة متقاربون فأقمنا عنده عشرين ليلة فظن أنا اشتقنا أهلنا وسألنا عمن تركنا في أهلنا فأخبرناه وكان رفيقا رحيما، فقال: "ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم ومروهم وصلوا كما رأيتموني أصلي وإذا حضرت الصلاة،  فليؤذن لكم أحدكم ثم ليؤمكم أكبركم"(أخرجه البخاري:٦٠٠٨، ومسلم:٦٧٤).

 

22- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنَّ فاطِمَةَ عَلَيْها السَّلامُ اشْتَكَتْ ما تَلْقى مِنَ الرَّحى ممّا تَطْحَنُ، فَبَلَغَها أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أُتِيَ بسَبْيٍ، فأتَتْهُ تَسْأَلُهُ خادِمًا، فَلَمْ تُوافِقْهُ، فَذَكَرَتْ لِعائِشَةَ، فَجاءَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-، فَذَكَرَتْ ذلكَ عائِشَةُ له، فأتانا، وقدْ دَخَلْنا مَضاجِعَنا، فَذَهَبْنا لِنَقُومَ، فَقالَ: "على مَكانِكُما". حتّى وجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ على صَدْرِي، فَقالَ: "أَلا أَدُلُّكُما على خَيْرٍ ممّا سَأَلْتُماهُ، إذا أَخَذْتُما مَضاجِعَكُما فَكَبِّرا اللَّهَ أَرْبَعًا وثَلاثِينَ، واحْمَدا ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وسَبِّحا ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فإنَّ ذلكَ خَيْرٌ لَكُما ممّا سَأَلْتُماهُ"(رواه البخاري:٣١١٣).

 

23- عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد لا يعدمك من صاحب المسك إما تشتريه أو تجد ريحه وكير الحداد يحرق بدنك أو ثوبك أو تجد منه ريحا خبيثة"(أخرجه البخاري:٢١٠١، ومسلم:٢٦٢٨).

 

24- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل وشاب نشأ في عبادة الله..."(أخرجه البخاري:٦٦٠، ومسلم:١٠٣١).

 

25- عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة"(رواه البخاري:٥٠٥٧).

 

26- عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنه- قال: قال لي النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم-: "يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكَ كلِماتٍ، احفَظِ اللَّهَ يحفَظكَ، احفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تجاهَكَ، إذا سأَلتَ فاسألِ اللَّهَ، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللَّهِ، واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعت على أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ لَكَ، وإن اجتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ"(رواه الترمذي:٢٥١٦، وصححه الألباني).

 

27- عن معقل رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة"(رواه مسلم:١٤٢).

 

28- عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه قال:  كُنْتُ في حِجْرِ رَسولِ اللهِ صَلّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَكانَتْ يَدِي تَطِيشُ في الصَّحْفَةِ، فَقالَ لِي: "يا غُلامُ، سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بيَمِينِكَ، وَكُلْ ممّا يَلِيكَ"( أخرجه البخاري:٥٣٧٦، ومسلم:٢٠٢٢).

 

29- عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: إنَّ فَتًى شابًّا أتى النَّبيَّ صَلّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فقال: يا رسولَ اللهِ، ائْذَنْ لي بالزِّنا، فأقبَلَ القَومُ عليه فزَجَروه وقالوا: مَهْ، مَهْ! فقال: "ادْنُهْ"، فدَنا منه قَريبًا، قال: فجَلَسَ، قال: "أتُحِبُّه لأُمِّكَ؟" قال: لا واللهِ، جَعَلَني اللهُ فِداءَكَ، قال: "ولا النّاسُ يُحِبُّونَه لأُمَّهاتِهم"، قال: "أفتُحِبُّه لابنتِكَ؟" قال: لا واللهِ، يا رسولَ اللهِ، جَعَلَني اللهُ فِداءَكَ، قال: "ولا النّاسُ يُحِبُّونَه لبَناتِهم"، قال: "أفتُحِبُّه لأُختِكَ؟" قال: لا واللهِ، جَعَلَني اللهُ فِداءَكَ، قال: "ولا النّاسُ يُحِبُّونَه لأَخَواتِهم"، قال: "أفتُحِبُّه لعَمَّتِكَ؟" قال: لا واللهِ، جَعَلَني اللهُ فِداءَكَ، قال: "ولا النّاسُ يُحِبُّونَه لعَمّاتِهم"، قال: "أفتُحِبُّه لخالتِكَ؟" قال: لا واللهِ، جَعَلَني اللهُ فِداءَكَ، قال: "ولا النّاسُ يُحِبُّونَه لخالاتِهم"، قال: فوَضَعَ يدَه عليه وقال: "اللَّهُمَّ اغفِرْ ذَنبَه، وطَهِّرْ قَلبَه، وحَصِّنْ فَرْجَه"، قال: فلمْ يَكُنْ بعدَ ذلك الفَتى يَلتفِتُ إلى شيءٍ (أخرجه أحمد (٢٢٢١١، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح).

 

30- روى الإمام أحمد في مسنده عن أنس -رضي الله عنه- قال: "كان شباب من الأنصار سبعين رجلاً، يقال لهم: القراء، قال: "كانوا يكونون في المسجد، فإذا امسكوا انتحوا ناحية من المدينة فيتدارسون ويصلون، يحسبهم أهلوهم أنهم في المسجد، ويحسب أهل المسجد أنهم في أهليهم، حتى إذا كانوا في وجه الصبح، استعذبوا من الماء واحتطبوا من الحطب، فجاؤوا به، فاسندوه إلى حجرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فبعثهم النبي -صلى الله عليه وسلم­ جميعاً، فأصيبوا، يوم بئر معونة، فدعا النبي -صلى الله عليه وسلم­ على قتلتهم خمسة عشر يوماً في صلاة الغداة".

الاثار

1- عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ -رضي الله عنه- أنَّه كان إذا رأى الشَّبابَ قال: "مرحبًا بوصيَّةِ رسولِ اللهِ -صلّى اللهُ عليه وسلَّم-، أمرنا أن نحفظَكم الحديثَ ونُوسِعَ لكم في المجالسِ"(أخرجه الرامهرمزي في المحدث الفاصل:٢٠، والبيهقي في شعب الإيمان:١٧٤١، وقال ابن القطان في الوهم والإيهام ٥‏/٢١٦: رجاله ثقات).

 

2- كان أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- يقبل على الشاب فيقول له: "يا ابن أخي إذا شككت في شيء فـسلني حتى تستيقن فإنك إن تنصرف على اليقين أحبُّ إليَّ من أن تنصرف على الشك"(أخرجه البيهقي في كتابه شعب الإيمان:1610).

 

3- عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- يقول إذا رأى الشباب يطلبون العلم: "مرحبًا بِيَنابيع الحكمة، ومصابيح الظُّلَم، جُدَد القلوب، حلس البيوت، ريحان كلِّ قبيلة"(أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله:256).

 

4- قال أبو إسحاق السبيعي: "يا معشر الشباب، اغتَنِموا -يعني: قوتكم وشبابكم- قلَّما مرَّت بي ليلة إلا وأنا أقرأ فيها ألف آية، وإني لأقرأ البقرة في ركعة، وإني لأصوم الأشهر الحرم، وثلاثة أيام من كلِّ شهر، والاثنين والخميس، ثم تلا: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)[الضحى:11]"(أخرجه الحاكم في المستدرك:3947).

 

5- عن عمرو بن ميمون ، قال : كان يلقى الرجل من إخوانه فيقول : لقد رزقني الله البارحة من الصلاة كذا ورزق من الخير كذا"(أخرجه الحاكم في المستدرك:3948).

 

فقال الحاكم بعد هذين الأثرين: "فرحم الله عمرو بن عبيد الله السبيعي، وعمرو بن ميمون الأودي ، فلقد نبها لما يرغب الشباب في العبادة".

 

6- عن حماد بن زيد قال: دخلنا على أنس بن سيرين في مرضه فقال: "اتقوا الله يا معشر الشباب وانظروا عمن تأخذون هذه الأحاديث فإنها من دينكم"(الكفاية في علم الرواية؛ للخطيب البغدادي: الصفحة ١٥٠).

 

7- عن ابن شوذب قال: "إن من نعمة الله على الشاب إذا تنسك أن يواخي صاحب سنة يحمله عليها"( أخرجه ابن بطة في الإبانة الكبرى: 1/204 رقم: 42).

 

8- قال عمرو بن قيس الملائي: "إذا رأيت الشاب أول ما نشأ مع أهل السنة والجماعة ، فارجُ خيره، وإذا رأيته مع أهل البدع فايأس منه؛ فإن الشاب على أول نشوئه"(أخرجه ابن بطة في الإبانة الكبرى: 1/204 رقم: 43).

 

9- قال عمرو بن قيس: "إن الشاب لينشأ فإن آثر أن يجالس أهل العلم كاد أن يسلم وإن مال إلى غيرهم كاد أن يعطب"(أخرجه ابن بطة في الإبانة الكبرى: 1/204 رقم: 44)

 

10- قال مالك بن دينار: "إنما الخيرُ في الشباب"(أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع).

 

11- قال سفيان الثوري: "يا معشر الشباب تعجلوا بركة هذا العلم؛ فإنكم لا تدرون لعلكم لا تبلغون ما تؤملون منه ليُفِدْ بعضكم بعضا"(أخرجه أبو نعيم في كتابه حلية الأولياء6-370).

 

12- قال الإمام أحمد: "ما شبهت الشباب إلا بشيء كان في كمي فسقط"(سير أعلام النبلاء:11-305).

 

13- قال عون بن عبد الله: "معشر الشباب، قد رأينا الشباب يموتون فما ينتظر بالحصاد إذا بلغ المنجل" ويمس لحيته (العمر والشيب لابن أبي الدنيا:42).

 

14- عن عبد الله بن عبيدة قال: لما رأى إبراهيم الشيب قال: "مرحبا بالحلم والعلم، الحمد لله الذي أخرجني من الشباب سالما"(موسوعة رسائل ابن أبي الدنيا:1-6 ج3، ص48).

 

15- قال الحسن البصري -رحمه الله-: "يا معشر الشباب، عليكم بالآخرة فاطلبوها؛ فكثيرًا رأينا من طلب الآخرة فأدركها مع الدنيا، وما رأينا أحدًا طلب الدنيا فأدرك الآخرة مع الدنيا"(الزهد الكبير للبيهقي:65).

 

16- عن عكرمة: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)[التين: 4] قال: "الشباب" (ثم رددناه أسفل سافلين)[التين: 5] قال: "الهرم" (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات)[العصر: 3] قال: "المؤمن إذا رد إلى أرذل العمر  كتب له أحسن ما كان يعمل في صحته وشبابه"(العمر والشيب:15).

 

17- سأل الحسن البصري رحمه الله ذات يوم جلساءه: "يا معشر الشيوخ ماذا ينتظر بالزرع إذا بلغ؟ قالوا: الحصاد. قال: يا معشر الشباب إن الزرع قد تدركه العاهة قبل أن يبلغ"(أخرجه البيهقي في كتاب الزهد:500).

 

18- عن قابوس بن أبي ظبيان، قال: "صلينا يوما خلف أبي ظبيان صلاة الأولى ونحن شباب كلنا من الحي إلا المؤذن فإنه شيخ فلما سلم التفت إلينا ثم جعل يسأل الشباب من أنت؟ من أنت؟ فلما سألهم قال: "إنه لم يبعث نبي إلا وهو شاب ولم يؤت العلم خير منه وهو شاب"(أخرجه أبو خيثمة في كتاب العلم:80).

 

19- قال أيوب السختياني: "يا معشر الشباب! احترفوا، لا تحتاجون أن تأتوا أبواب هؤلاء. وذكر من يكره"(كتاب الورع:94).

 

20- قال جعفر: كان ثابت يخرج إلينا وقد جلسنا في القبلة، فيقول: "يا معشر الشباب، حلتم بيني وبين ربي أن أسجد له! " وكان قد حببت إليه الصلاة (حلية الأولياء:2-322).

 

21- عن أبي سوقة، قال: "لقيني ميمون بن مهران فقلت: حياك الله، فقال: هذه تحية الشباب، قل بالسلام"(حلية الأولياء:4-86).

 

22- قال ميمون بن مهران لمن حوله: "يا معشر الشباب قوتكم اجعلوها في شبابكم ونشاطكم في طاعة الله"(حلية الأولياء:4-87).

 

23- قالت حفصة بنت سيرين: "يا معشر الشباب، خذوا من أنفسكم وأنتم شباب، فإني ما رأيت العمل إلا في الشباب"(أخرجه المروزي في مختصر قيام الليل:49).

 

24- قال الحسن البصري رحمه الله: "يا معشر الشباب، إياكم والتسويف: سوف أفعل، سوف أفعل"(رواه ابن أبي الدنيا في كتابه قِصَر الأمل:212).

 

 

القصص

1- قال الفربي: "كان سفيان الثوري يصلي ثم يلتفت إلى الشباب. فيقول: إذا لم تصلوا اليوم فمتى؟!"(حلية الأولياء:7-59).

 

2- قال محمد بن يوسف: "كان سفيان الثوري يقيمنا بالليل؛ يقول: قوموا يا شباب صلوا ما دمتم شباباً"(الجرح والتعديل للرازي:1-96).

 

3- كان أبو إسحاق السبيعي يحرِّض الشباب فيقول لهم: "ما أستَطِيع أن أستوي قائمًا حتى أعتَمِد على رجُلَيْن، وإذا اعتَدلتُ قائمًا قرأت بألف آية".

 

4- قال ربيعة بن كلثوم رحمه الله: "نظر إلينا الحسن ونحن حوله شباب فقال : يا معشر الشباب أَما تشتاقون إلى الحور العين؟!"(أخرجه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة:312).

 

5- عن أبي الجلد أن عيسى ابن مريم مر بمشيخة فقال: "معاشر الشيوخ أما علمتم أن الزرع إذا ابيض ويبس واشتد فقد دنا حصاده؟ قالوا: بلى قال: فاستعدوا فقد دنا حصادكم. ثم مر بشباب فقال: معاشر الشباب أما تعلمون أن رب الزرع ربما حصده قصيلا؟. قالوا: بلى قال: فاستعدوا؛ فإنكم لا تدرون متى تحصدون"(حلية الأولياء:44).

 

6- عن هشام بن محمد، عن أبيه، أن عبد المطلب أول من خضب بالوسمة من أهل مكة، وذاك أنه قدم اليمن فنظر إليه بعض ملوكها فقال: يا عبد المطلب هل لك أن أغير لك هذا البياض، فتعود شابا؟ قال: ذاك إليك، فخضبه بالحناء، ثم علاه بالوسمة، فلما أراد الانصراف زوده منه شيئا كثيرا، وأقبل عبد المطلب فلما دنا من مكة اختضب، ثم دخل مكة كأن رأسه ولحيته حنك الغراب، فقالت له نتيلة بنت خباب بن كليب أم العباس بن عبد المطلب: يا شيبة الحمد ما أحسن هذا الخضاب لو دام. فقال عبد المطلب:

لو دام لي هذا السواد حمدته *** وكان بديلا من شباب قد انصرم

تمتعت منه والحياة قصيرة *** ولا بد من موت تنوله أو هرم

ومن ذا الذي يجري على المرء خفضه *** ونعمته يوما إذا عرشه انهدم

فموت جهير عاجل لا سوى له *** أحب إلينا من مقالهم حكم

قال: فخضب بعد ذلك أهل مكة

(كشف المشكل لابن الجوزي على صحيح البخاري1-9/ج:5، ص:108)

 

الاشعار

1- عن ابن عائشة لإسماعيل بن يسار قال:

ولقد كنت في الشبيبة ألهو *** بحسان نواعم أتراب

فزجرت الشباب بالحلم حتى *** ركد الشيب في محل الشباب

فانقضت شرتي وأقصر جهلي *** واستراحت عواذلي من عتابي

 

2- كان يزيد بن هارون يتمثل:

أصبحت لا يحمل بعضي بعضا *** كأنما كان شبابي قرضا

فاستودي القرض وكان فرضا *** وصرت عودا ذاويا مرفضا

 

3- قال أحدهم:

لَيْسَ بِالسِّنِّ تَسْتَحَقُّ الْمَنَايَا *** كَمْ نَجَا بَازَلٌ وَعُوجِلَ بَكْرُ

وَعَوَانٌ حَازَتْ حُلِّيَّ كِعَاب *** فَاجَأَتْهَا مِن الْحَوَادِثِ بِكْرُ

 

4- قال أحدهم:

لا تَغْتَرَّ بِشَبَابٍ نَاعِمٍ خَطِلٍ *** فَكَمْ تَقَدَّمَ قَبْلَ الشِّيب شُبَّانُ

 

5- قال أحدهم:

وَلَقَدْ سَلَوْتَ عَن الشَّبَابِ كَمَا سَلا *** غَيْرِي وَلَكِنْ لِلْحَبِيبِ تَذَكُّرُ

 

6- قال أحدهم:

يُعَمَّرُ وَاحِدٌ فَيَغُرُّ أَلْفًا *** وَيُنْسَى مَنْ يَمُوتُ مِنَ الشَّبَاب

 

7- قال أحدهم:

وينشَأُ ناشِئُ الفِتيان منَّا *** على ما كانَ عوَّدَه أبُوه

وما دانَ الفتى بحجىً ولكن *** يعودُه التدينَ أقربُوه

 

8- قال أحدهم:

أُهدِي الشبابَ تحيَّةَ الإكبارِ ***  هم كنزُنا الغالِي وسرُّ فخارِ

هل كان أصحابُ النبيِّ محمدٍ *** إلا شبابًا شامِخَ الأفكارِ

 

9- قال أحدهم:

كذلك أخرجَ الإسلامُ قومِي *** شبابًا مُخلِصًا حُرًّا أمينًا

وقد دانُوا بأعظَمهم يقينًا *** وعلمًا لا بأجرأهم عيونًا

 

10- قال أحدهم:

حيُّوا الشبابَ الحُرَ يُحيِيه الأمل *** قد لوَّن التأريخَ فخرًا بالعمل

هم يصنَعون غدًا بروحِ فريقِه *** هم يبعَثون حياةَ فخرٍ مُكتمَل

 

الحكم

قال فتية من الحكماء: "تعالوا حتى ندع كل شهوة ولذة تبيد من قبل أن يدرك الكبر الشباب فتسترخي المفاصل التي كانت فيها كفة الشهوات"(العمر والشيب:73).

متفرقات

1- قال ابن الجوزي رحمه الله: "يجب على من لا يدري متى يبغته الموت أن يكون مستعداً. ولا يغترر بالشباب والصحة، فإن أقل من يموت الأشياخ، وأكثر من يموت الشبان. ولهذا يندر من يكبر"(صيد الخاطر:240).

 

2- قال ابن السماك: "إخواني ألا متأهب فيما يوصف له أمامه، ألا مستعد ليوم فقره وفاقته، ألا شاب عازم مبادر لمنيته ليس يغره شباب سنه، ولا شدة قوته، ولا انبساط أمل مثله"(العمر والشيب:٧١).

 

3- قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: "كم ممن شقي ولدهُ وفلذة كبدهِ في الدنيا والآخرة بإهماله وترك تأديبه وإعانته على شهواته، ويزعم أنه يُكرمه وقد أهانه، وأنه يرحمه وقد ظلمه، ففاتَه انتفاعُه بولده وفوَّت عليه حظَّه في الدنيا والآخرة، وإذا تفكرت في فساد الأولاد رأيتَ أن عامته مِنْ قِبَل الآباء".. وقال الإمام الغزالي -رحمه الله-: "إن الصبي أمانة عند والديه وقلبه الطاهر جوهرةٌ نفيسةٌ خاليةٌ من كل نقش، وهو قابل لكل ما يُنقش فيه، فإن عُوِّدَ الخيرَ نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة، هو وكل معلِّم له ومؤدب، وإن عُوِّدَ الشرَّ وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة مربيه والقيِّم عليه"().

 

 


 

الإحالات

1- العمر والشيب؛ لابن أبي الدنيا.

 

2- الشباب العربي ومشكلاته؛ عزت حجازي.

 

3- الشباب والفتن المعاصرة؛ لعادل العبد العالي.

 

4- تربية الشباب الأهداف والوسائل؛ د. محمد الدويش