سمع

2022-10-05 - 1444/03/09

التعريف

أولًا: المعنى اللغوي:

 

السمع: مصدر سمع، والسمع: حِسّ الأذن(انظر: المحكم والمحيط الأعظم، ابن سيده ١/٥١١)، يقول الله تعالى: (أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا)[الأعراف: ١٩٥].

 

يقال: "سمعته وسمعت به، واستمعوه وتسامعوا به، واستمع إلى حديثه، وألقى إليه سمعه، وملأ مسمعيه ومسامعه وسامعته، وهو منّي بمرأى ومسمع. وسمّع به: نوّه به. وفعل كذا رياء وسمعة، وإنما يفعل هذا تسمعة وترئية، وذهب سمعه في الناس: صيته"(أساس البلاغة، الزمخشري:١-٤٧٤).

 

والاستماع: الإصغاء بقصد الفهم، يقول الله تعالى: (وَإذَا قُرِئَ القُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)[الأعراف: ٢٠٤](انظر: الفروق اللغوية، العسكري ص:٤٩)، ومنه التسمّع: الإصغاء خفية؛ وهو مصدر تسمّع؛ أي: أصغى إليه خفيةً (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة أحمد مختار عبد الحميد عمر:٢-١١٠٨).

 

ويعتبر أحد الحواس الخمس المعروفة: السمع، البصر، الذوق، اللمس، الشم.

 

ثانيًا: المعنى الاصطلاحي:

 

وقد جاء تعريفه في كتب الاصطلاح أنه: "قوة في الكائن الحي تدرك بها الأصوات بواسطة الأذن"(انظر: عمدة الحفاظ، السمين الحلبي:٢-٢٢، التعريفات، الجرجاني، ص:١٦١).

 

وهذا على عمومه في الكائنات الحية، أما باعتبار تخصيص الإنسان فيمكن تعريفه بأنه: الحاسة التي وهبها الله للإنسان؛ ليتمكن بها من إدراك الكلام والأصوات.

 

وجاء السمع في القرآن على ثلاثة أوجه 7:

 

الأول: سمع الصوت: ومنه قوله تعالى: (وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا)[آل عمران:186].

 

الثاني: سمع القلب وفهمه: ومنه قوله تعالى: (وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا)[الكهف:١٠١]يعني: لا يستطيعون سمعًا بقلوبهم وفهمًا للحق.

 

الثالث: الإجابة والقبول: ومنه قوله: (إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ)[آل عمران: 38] يعني: مجيب الدعاء.

 

 

السماع لغة:

 

مصدر قولهم: سمع يسمع سمعا وسماعا، وهو مأخوذ من مادّة (س م ع) الّتي تدلّ على إدراك الشّيء بالأذن، يقال: سمعت الشّيء سمعا أدركته بأذني، ويعبّر بالسّمع تارة عن الأذن كما في قوله تعالى: (خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ)[البقرة: 7]، وتارة عن الفعل (أي إدراك الشّيء بالأذن) كما في قوله تعالى: (إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ)[الشعراء: 212] وتارة عن الفهم كما في قولهم (لم تسمع ما قلت) أي لم تفهم، وذلك كما في قوله تعالى: (سَمِعْنا وَأَطَعْنا)[النور: 51]، أي فهمنا وارتسمنا، أمّا قوله سبحانه: (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ)[الأنفال: 21]، يجوز أن يكون معناه فهمنا وهم لا يفهمون، وأن يكون معناه فهمنا وهم لا يعملون بموجبه، ومن ثمّ يكونون في حكم من لم يسمع.

 

والاستماع: الإصغاء، ومنه قوله تعالى: (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ)[ق: 41]، ويقال: تسمّعت إليه، فإذا أدغمت قلت: اسّمعت إليه، وقرأ: (لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى)[الصافات: 8] يقال: تسمّعت إليه، وسمعت إليه، وسمعت له كلّه بمعنى، وقول اللّه تعالى: (وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ)[النساء: 46]، أي لا سمعت، وقوله تعالى: (أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ) [الكهف: 26]، أي ما أبصره وأسمعه على التّعجّب، ويقال سمّع به، أي شهّر به.

 

والتّسميع: التّشنيع، ويقال أيضا (في ضدّ ذلك) سمّع به إذا رفعه من الخمول ونشر ذكره، والسّميع: السّامع، والسّميع: المسمّع، وهو من أسماء اللّه- عزّ وجلّ- والسّمع آلة السّمع أو المسامع هنا جمع سمع على غير قياس (مقاييس اللغة لابن فارس:3- 102، ومفردات الراغب:242، ولسان العرب:8-162، والصحاح:3- 123 بتصرف واختصار).

 

السماع اصطلاحا:

 

قال المناويّ: السّماع فهم (السّامع) ما كوشف به من البيان (التوقيف على مهمات التعاريف ص:197).

 

وقال ابن القيّم: وحقيقة السّماع تنبيه القلب على معاني المسموع وتحريكه عنها طلبا أو هربا، وحبّا أو بغضا (مدارج السالكين:1-517).

 

الصلة بين السمع والاستماع:

في اللغة السمع يكون بدون قصد، بينما الاستماع مصحوبًا بقصد.

 

وقيل: السمع هو صفة موهوبة، والاستماع فعل مكتسب (انظر: الفروق اللغوية، العسكري ص ٤٩، معجم الصواب اللغوي أحمد مختار عمر:١-١١٧).

العناصر

1- السمع أول حاسة خلقها في الإنسان نعمة السمع

 

2- السمع من أعظم نعم الله

 

3- أقسام مسموعات الآذان والواجب نحوها

 

4- لماذا تأثر السلف عند سماع القرآن ونحن لا نتأثر؟

 

5- عقاب الله لمن عطل سمعه

 

6- فوائد السمع

 

7- صون السمع عن سماع الباطل والمحرم

 

8- فضل الإنصات

 

9- أسباب عدم الإنصات وسوء الاستماع

الايات

1- قال الله تعالى: (خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)[الْبَقَرَةِ:7].

 

2- قال تعالى: (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ * مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ * صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ * أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ * يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[الْبَقَرَةِ:14-20].

 

3- قال تعالى: (أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)[البقرة:75].

 

4- قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)[البقرة:93].

 

5- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[البقرة:104].

 

6- قال تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[البقرة: 127].

 

7- قال تعالى: (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[البقرة: 137].

 

8- قال تعالى: (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ)[البقرة:171].

 

9- قال تعالى: (فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)[البقرة:181].

 

10- قال تعالى: (وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ * لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فاؤُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)[البقرة: 224-227].

 

11- قال تعالى: (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لَا انْفِصامَ لَها وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)[البقرة: 256].

 

12- قال تعالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)[البقرة:285].

 

13- قال تعالى: (إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ * فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ)[آل عمران:34- 37].

 

14- قال تعالى: (هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ)[آل عمران: 38]. يعني: مجيب الدعاء.

 

15- قال تعالى: (وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)[آل عمران:186].

 

15- قال تعالى: (رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ)[آلِ عِمْرَانَ:193].

 

16- قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا)[النساء:46].

 

17- قال تعالى: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا)[النساء:140].

 

18- قال تعالى: (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ)[المائدة:83].

 

19- قال تعالى: (إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ)[الأنعام:36].

 

20- قال تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ)[الأنعام:46].

 

21- قال تعالى: (أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ)[الأعراف:100].

 

22- قال تعالى: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)[الأعراف:179].

 

23- قال تعالى: (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ * وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ)[الأعراف:196-197].

 

24- قال تعالى: (وَإذَا قُرِئَ القُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)[الأعراف:204].

 

25- قال تعالى: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ * إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ)[الأنفال:21-23].

 

26- قال تعالى: (وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ)[التوبة:6].

 

27- قال تعالى: (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[التوبة:61].

 

28- قال تعالى: (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ)[يونس:31-32].

 

29- قال تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ)[يونس:67].

 

30- قال تعالى: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[النَّحْلِ: 78].

 

31- قال تعالى: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)[الإسراء: 36].

 

32- قال تعالى: (وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا * الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا)[الكهف:100-101]. يعني: لا يستطيعون سمعًا بقلوبهم وفهمًا للحق.

 

33- قال تعالى: (قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى)[طه: 45-46].

 

34- قال تعالى: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ)[الأنبياء:1-3].

 

35- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ)[الْحَجِّ: 73].

 

36- قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ * لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ * لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ * وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ * وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ)[النور:11-16].

 

37- قال تعالى: (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ)[النور:51-52].

 

38- قال تعالى: (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ)[الشُّعَرَاءِ: 221-223].

 

39- قال تعالى: (إِنَكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُمَ الدُعَاء إِذَا وَلَوْا مُدْبِرِينَ * وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُسْلِمُونَ)[النمل:76-81].

 

40- قال تعالى: (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ)[القصص:55].

 

41- قال تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ)[السجدة: 12].

 

42- قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ)[لقمان: 6]

 

43- قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ)[فاطر:22].

 

44- قال تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)[ص:37].

 

45- قال تعالى: (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ)[الزُّمَرِ: 18].

 

46- قال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ)[فصلت:26].

 

47- قال تعالى: (حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ)[فصلت:20-22].

 

48- قال تعالى: (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ)[الزخرف:80].

 

49- قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)[الشورى: 11].

 

50- قال تعالى: (وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)[الجاثية:7-8].

 

51- قال تعالى: (وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ)[الأحقاف:26].

 

52- قال تعالى: (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ)[الحجرات:12]؛ فمن استمع للغيبة اشترك في الإثم.

 

53- قال تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)[التغابن:16].

 

54- قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ)[الملك:23].

 

55- قال تعالى: (لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ)[الحاقة:١٢].

 

56- قال تعالى: (فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا)[الجن:1].

 

57- قال تعالى: (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً * إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً * إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً)[الإنسان:1-3].

الاحاديث

1- عن ابن عبّاس -رضي اللّه عنهما- قال: انطلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشّياطين وبين خبر السّماء- وأرسلت عليهم الشّهب، فرجعت الشّياطين فقالوا: ما لكم؟ فقالوا: حيل بيننا وبين خبر السّماء وأرسلت علينا الشّهب. قال: ما حال بينكم وبين خبر السّماء إلّا ما حدث. فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الأمر الّذي حدث؟ فانطلقوا فضربوا مشارق الأرض ومغاربها ينظرون ما هذا الأمر الّذي حال بينهم وبين خبر السّماء؟ قال: فانطلق الّذين توجّهوا نحو تهامة إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. بنخلة وهو عامد إلى سوق عكاظ، وهو يصلّي بأصحابه صلاة الفجر، فلمّا سمعوا القرآن تسمّعوا له. فقالوا: هذا الّذي حال بينكم وبين خبر السّماء، فهنالك رجعوا إلى قومهم فقالوا (يا قومنا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً)[الجن: 1-2] وأنزل اللّه- عزّ وجلّ- على نبيّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ)[الجن: 1] وإنّما أوحي إليه قول الجنّ (أخرجه البخاري:4921، ومسلم:4921).

 

2- عن أسيد بن حضير- رضي اللّه عنه- بينما هو ليلة، يقرأ في مربده إذ جالت فرسه فقرأ. ثمّ جالت أخرى. فقرأ ثمّ جالت أيضا. قال أسيد: فخشيت أن تطأ يحيى فقمت إليها، فإذا مثل الظّلّة فوق رأسي، فيها أمثال السّرج، عرجت في الجوّ حتّى ما أراها. قال: فغدوت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقلت: يا رسول اللّه بينما أنا البارحة من جوف اللّيل أقرأ في مربدي، إذ جالت فرسي. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم "اقرإ ابن حضير!" قال: فقرأت، ثمّ جالت أيضا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم "اقرإ ابن حضير!" فقرأت، ثمّ جالت أيضا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم "اقرأ ابن حضير". قال: فانصرفت. وكان يحيى قريبا منها، خشيت أن تطأه، فرأيت مثل الظّلّة فيها أمثال السّرج. عرجت في الجوّ حتّى ما أراها، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "تلك الملائكة كانت تستمع لك، ولو قرأت لأصبحت يراها النّاس، ما تستتر منهم"(رواه البخاري:5018 معلقا، ومسلم:796).

 

3- عن أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يغير إذا طلع الفجر، وكان يستمع الأذان، فإن سمع أذانا أمسك. وإلّا أغار، فسمع رجلا يقول: اللّه أكبر. اللّه أكبر، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "على الفطرة" ثمّ قال: أشهد أن لا إله إلّا اللّه. أشهد أن لا إله إلّا اللّه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم “خرجت من النّار". فنظروا فإذا هو راعي معزى. (أخرجه البخاري:2943، ومسلم:382).

 

4- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: "من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة، ثمّ راح فكأنّما قرّب بدنة، ومن راح في السّاعة الثّانية فكأنّما قرّب بقرة، ومن راح في السّاعة الثّالثة فكأنّما قرّب كبشا أقرن، ومن راح في السّاعة الرّابعة فكأنّما قرّب دجاجة، ومن راح في السّاعة الخامسة فكأنّما قرّب بيضة. فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذّكر"(أخرجه البخاري:٨٨١، ومسلم:٨٥٠).

 

5- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "من توضّأ فأحسن الوضوء. ثمّ أتى الجمعة فاستمع وأنصت. غفر له ما بينه وبين الجمعة. وزيادة ثلاثة أيّام. ومن مسّ الحصى فقد لغا"(أخرجه مسلم:٨٥٧).

 

6- عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- في قوله تعالى- (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ)[القيامة: 16] قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يعالج من التّنزيل شدّة، وكان ممّا يحرّك شفتيه، فقال ابن عبّاس: فأنا أحرّكها لكم كما كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يحرّكهما وقال سعيد: أنا أحرّكهما كما رأيت ابن عبّاس يحرّكهما فحرّك شفتيه، فأنزل اللّه تعالى: (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ* إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) قال: جمعه لك في صدرك وتقرؤه (فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) قال: فاستمع له وأنصت ( ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ ) ثمّ إنّ علينا أن تقرأه. فكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع، فإذا انطلق جبريل قرأه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كما قرأه (أخرجه البخاري:٤٩٢٨، ومسلم:448).

 

7- عن زيد بن ثابت -رضي اللّه عنه- قال: سمعت رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- يقول: "نضَّرَ اللَّهُ امرأً سمعَ منّا حديثًا فحفظَهُ حتّى يبلِّغَهُ فربَّ حاملِ فقْهٍ إلى من هوَ أفقَهُ منْهُ وربَّ حاملِ فقْهٍ ليسَ بفقيهٍ"(رواه أبو داود:٣٦٦٠، وصححه الألباني).

 

8- عن عبدالله بن حنطب -رضي الله عنه- أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلّى اللّه عليه وسلّم- رأى أبا بَكرٍ وعمرَ فقالَ: "هذانِ السَّمعُ والبصَرُ"(رواه الترمذي:٣٦٧١، وصححه الألباني)؛ أي: هُما في المُسلِمينَ كالسَّمْعِ والبَصَرِ في أهمِّيَّتِهِ للجِسْمِ، وحاجَتِهِ إليه.

 

9- عن علي بن أبي طالب -رضي اللّه عنه- عن رَسولِ اللهِ -صلّى اللّه عليه وسلّم-، أنَّهُ كانَ إذا رَكَعَ قالَ: اللَّهُمَّ لكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لكَ سَمْعِي وَبَصَرِي، وَمُخِّي، وَعَظْمِي وَعَصَبِي. وإذا رَفَعَ قالَ: اللَّهُمَّ رَبَّنا لكَ الحَمْدُ مِلْءَ السَّمَواتِ وَمِلْءَ الأرْضِ، وَمِلْءَ ما بيْنَهُما وَمِلْءَ ما شِئْتَ مِن شَيءٍ بَعْدُ. وإذا سَجَدَ قالَ: اللَّهُمَّ لكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخالِقِينَ. ثُمَّ يَكونُ مِن آخِرِ ما يقولُ بيْنَ التَّشَهُّدِ والتَّسْلِيمِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ، وَما أَسْرَرْتُ وَما أَعْلَنْتُ، وَما أَسْرَفْتُ، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلّا أَنْتَ"(رواه مسلم:٧٧١).

 

10- عن الجعيد بن عبد الرّحمن قال: رَأَيْتُ السّائِبَ بنَ يَزِيدَ، ابْنَ أرْبَعٍ وتِسْعِينَ، جَلْدًا مُعْتَدِلًا، فَقالَ: قدْ عَلِمْتُ: ما مُتِّعْتُ به سَمْعِي وبَصَرِي إلّا بدُعاءِ رَسولِ اللَّهِ -صلّى اللّه عليه وسلّم-، إنَّ خالَتي ذَهَبَتْ بي إلَيْهِ، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ ابْنَ أُخْتي شاكٍ، فادْعُ اللَّهَ له، قالَ: فَدَعا لِي (رواه البخاري:٣٥٤٠).

 

11- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: "إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شَيءٍ أنا فاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ؛ يَكْرَهُ المَوْتَ، وأنا أكْرَهُ مَساءَتَهُ"(رواه البخاري:٦٥٠٢).

 

12- عن ابْنَ عَبّاسٍ -رضي الله عنه- أنَّه باتَ لَيْلَةً عِنْدَ رَسولِ اللهِ -صلّى اللّه عليه وسلّم-، قالَ: فَقامَ رَسولُ اللهِ -صلّى اللّه عليه وسلّم- إلى القِرْبَةِ، فَسَكَبَ منها فَتَوَضَّأَ وَلَمْ يُكْثِرْ مِنَ الماءِ، وَلَمْ يُقَصِّرْ في الوُضُوءِ وَساقَ الحَدِيثَ، وَفِيهِ قالَ: وَدَعا رَسولُ اللهِ -صلّى اللّه عليه وسلّم- لَيْلَتَئِذٍ تِسْعَ عَشْرَةَ كَلِمَةً. قالَ سَلَمَةُ: حدَّثَنيها كُرَيْبٌ، فَحَفِظْتُ منها ثِنْتَيْ عَشْرَةَ، وَنَسِيتُ ما بَقِيَ، قالَ رَسولُ اللهِ -صلّى اللّه عليه وسلّم-: "اللَّهُمَّ اجْعَلْ لي في قَلْبِي نُورًا، وفي لِسانِي نُورًا، وفي سَمْعِي نُورًا، وفي بَصَرِي نُورًا، وَمِنْ فَوْقِي نُورًا، وَمِنْ تَحْتي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ شِمالِي نُورًا، وَمِنْ بَيْنِ يَدَيَّ نُورًا، وَمِنْ خَلْفِي نُورًا، واجْعَلْ في نَفْسِي نُورًا، وَأَعْظِمْ لي نُورًا"(رواه مسلم:٧٦٣).

 

13- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: أن رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- سَأَلَ زَيْنَبَ بنْتَ جَحْشٍ عن أمْرِي، فَقالَ لِزَيْنَبَ: "مَاذَا عَلِمْتِ، أوْ رَأَيْتِ". فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ أحْمِي سَمْعِي وبَصَرِي، واللَّهِ ما عَلِمْتُ إلَّا خَيْرًا، قالَتْ عَائِشَةُ: وهي الَّتي كَانَتْ تُسَامِينِي مِن أزْوَاجِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَعَصَمَهَا اللَّهُ بالوَرَعِ (رواه البخاري:٤١٤١، ومسلم:٢٧٧٠).

 

14- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قال: "كَفى بالمَرْءِ كَذِبًا أنْ يُحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمِعَ"(رواه مسلم:٥).

 

15- عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أن رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قال: "ما أحَدٌ أصْبَرُ على أذًى سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ، يَدَّعُونَ له الوَلَدَ، ثُمَّ يُعافيهم ويَرْزُقُهُمْ"(رواه البخاري:٧٣٧٨).

 

16- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أن رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قال: "الحمدُ للَّهِ الَّذي وسِعَ سمعُهُ الأصواتَ، لقد جاءتِ المُجادِلةُ إلى النَّبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، وأَنا في ناحيةِ البَيتِ، تَشكُو زوجَها، وما أسمَعُ ما تَقولُ، فأُنزِلَ اللَّهُ: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها"(الألباني (ت ١٤٢٠)، (أخرجه ابن ماجه:١٨٨، والنسائي:٣٤٦٠، وأحمد:٢٤١٩٥، وأخرجه البخاري معلقا قبل:٧٣٨٦).

 

17- عن شكل بن حميد العبسي -رضي الله عنه- أن رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قال: "اللهمَّ إنَّي أعوذُ بك من شرِّ سمْعي، ومن شرِّ بصري، ومن شرِّ لساني، ومن شرِّ قلْبي، ومن شرِّ منيَّتي"(أخرجه أبو داود:١٥٥١، وأحمد:١٥٥٨٠، وصححه الألباني).

 

 

الاثار

1- قال الثوري: "من سمع من مبتدع لم ينفعه الله بما سمع"(تلبيس ابليس:23).

 

2- قال محمد بن النضر الحارثي: "من أصغى سمعه إلى صاحب وهو يعلم أنه صاحب بدعة؛ نزعت منه العصمة وَوُكِّلَ إلى نفسه"(أخرجه اللالكائي:1-153).

 

3- قال الحسن البصري -رحمه الله-: "لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم"(شعب الإيمان 1-9 ج:7، ص: 61).

القصص

1- كان ابن طاووس جالسا فجاء رجل من المعتزلة، قال: فجعل يتكلم، قال: فأدخل ابن طاووس إصبعيه في أذنيه قال: وقال لابنه: أي بني، أدخل إصبعيك في أذنيك واشدد ولا تسمع من كلامه شيئاً. قال معمر: يعني أن القلب ضعيف"(أخرجه اللالكائي:1-152).

 

الاشعار

1- رحم الله من قال:

وكل اجتهاد في سواك مضيّع *** وكلّ كلام لا بذكرك آفات

وكل اشتغال لا بحبك باطل *** وكل سماع لا لقولك زلات

وكل وقوف لا لبابك خيبة *** وكل عكوف لا إليك جنايات

وكل اهتمام دون وصلك ضائع *** وكل اتجاه لا إليك ضلالات

وكل رجاء دون فضلك آيس *** وكل حديث عن سواك خطيئات

(المنتخب من الشعر والبيان لأمير بن محمد المدري ص 15)

 

2- وقال آخر:

 وسمعك صن عن سماع القبيح *** كصون اللسان عن النطق به

فإنك عند سماع القبيح *** شريك لقائله فانتبه

 (المنتخب من الشعر والبيان لأمير بن محمد المدري ص 163)

الحكم

1- قال الشّعبيّ، فيما يصف به عبد الملك ابن مروان: "واللّه ما علمته إلّا آخذا بثلاث، تاركا لثلاث، آخذا بحسن الحديث إذا حدّث، وبحسن الاستماع إذا حدّث، وبأيسر المؤونة إذا خولف، تاركا لمجاوبة اللّئيم، ومماراة السّفيه، ومنازعة اللّجوج"(انظر العقد الفريد:4-55).

 

2- قال بعض الحكماء لابنه: "يا بنيّ، تعلّم حسن الاستماع كما تتعلّم حسن الحديث، وليعلم النّاس أنّك أحرص على أن تسمع منك على أن تقول، فاحذر أن تسرع في القول فيما يجب عنه الرّجوع بالفعل، حتّى يعلم النّاس أنّك على فعل ما لم تقل أقرب منك إلى قول ما لم تفعل"(انظر العقد الفريد:4-55).

 

3- قالوا: من حسن الأدب أن لا تغالب أحدا على كلامه، وإذا سئل غيرك فلا تجب عنه وإذا حدّث بحديث فلا تنازعه إيّاه، ولا تقتحم عليه فيه ولا تره أنّك تعلمه، وإذا كلّمت صاحبك فأخذته حجّتك فحسّن مخرج ذلك عليه، ولا تظهر الظّفر به وتعلّم حسن الاستماع، كما تعلّم حسن الكلام"(انظر العقد الفريد:2-264).

 

4- قالت الحكماء: رأس الأدب كلّه حسن الفهم والتّفهّم والإصغاء للمتكلّم. (انظر العقد الفريد:2-264).

متفرقات

1- قال الله تعالى: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)[الأعراف:204]؛ قال الطبري رحمه الله عند قوله تعالى: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)[الأعراف:204]: "يقول تعالى ذكره للمؤمنين به، المصدقين بكتابه، الذين القرآنُ لهم هدى ورحمة: إذا قُرئ عليكم أيها المؤمنون القرآن، أصغوا له سمعكم؛ لتتفهَّموا آياته وتعتبروا بمواعظه، لتعقلِوه وتتدبَّروه، ولا تَلغوا فيه، فلا تعقلوه، لعل الله يرحمكم باتعاظكم بمواعظه، واعتباركم بعِبَره، واستعمالكم ما بيَّنه لكم ربُّكم من فرائضه"(تفسير الطبري).

 

2- قال ابن سعدي رحمه الله: "إن هذه الآية عامة في كل مَن سمِع كتابَ الله يُتلى، فإنه مأمور بالاستماع له والإنصات، والفرق بين الاستماع والإنصات أن الإنصات في الظاهر بترك التحدث، أو الاشتغال بما يشغل عن الاستماع.

 

وأما الاستماع له، فهو أن يُلقي سمعه وقلبَه، ويتدبر ما يستمع، فإن مَن لازم على هذين الأمرين حين يُتلى كتاب الله، فإنه ينال خيرًا كثيرًا، وعلمًا غزيرًا، وإيمانًا مستمرًا متجددًا، وهدى متزايدًا، وبصيرة في دينه، ولهذا رتب الله حصولَ الرحمة عليهما، فدلَّ ذلك على أن من تُلي عليه كتاب الله، فلم يستمع له ولم يُنصت، أنه محروم الحظ من الرحمة، قد فاته خيرٌ كثير"(تفسير السعدي).

 

3- قال الشوكاني في تفسيره لقول الله تعالى: (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا...) الآية [الأنعام:68]: "وفي هذه الآية موعظة عظيمة لمن يتمسح بمجالسة المبتدعة الذين يحرفون كلام الله، ويتلاعبون بكتابه وسنة رسوله، ويردون ذلك إلى أهوائهم المضلة، وبدعهم الفاسدة. فإنه إذا لم يُنْكِر عليهم ويُغَيِّر ما هم فيه، فَأَقَلُّ الأحوال أن يترك مجالستهم، وذلك يسير غير عسير. وقد يجعلون حضوره معهم مع تنزهه عما يتلبسون به شبهةً يشبهون بها على العامة، فيكون حضوره مفسدة زائدة على مجرد سماع المنكر"(فتح القدير).

 

4- قال ابن القيّم -رحمه اللّه تعالى-: "اعلم أنّ الرّجل قد يكون له قلب وقّاد، مليء باستخراج العبر. واستنباط الحكم. فهذا قلبه يوقعه على التّذكّر والاعتبار. فإذا سمع الآيات كانت له نورا على نور. وهؤلاء أكمل خلق اللّه. وأعظمهم إيمانا وبصيرة. حتّى كأنّ الّذي أخبرهم به الرّسول مشاهد لهم، لكن لم يشعروا بتفاصيله وأنواعه. حتّى قيل: إنّ مثل حال الصّدّيق مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، كمثل رجلين دخلا دارا. فرأى أحدهما تفاصيل ما فيها وجزئيّاته. والآخر: وقعت يده على ما في الدّار ولم ير تفاصيله ولا جزئيّاته. لكن علم أنّ فيها أمورا عظيمة، لم يدرك بصره تفاصيلها. ثمّ خرجا. فسأله عمّا رأى في الدّار؟ فجعل كلّما أخبره بشيء صدّقه، لما عنده من شواهده. وهذه أعلى الدّرجات الصّدّيقيّة. ولا تستبعد أن يمنّ اللّه المنّان على عبد بمثل هذا الإيمان. فإنّ فضل اللّه لا يدخل تحت حصر ولا حسبان. فصاحب هذا القلب إذا سمع الآيات وفي قلبه نور من البصيرة: ازداد بها نورا إلى نوره. فإن لم يكن للعبد مثل هذا القلب فألقى السّمع وشهد قلبه ولم يغب حصل له التّذكّر أيضا (فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ)[البقرة:265]. والوابل والطّلّ في جميع الأعمال وآثارها، وموجباتها. وأهل الجنّة سابقون مقرّبون، وأصحاب يمين، وبينهما في درجات التّفضيل ما بينهما. حتّى إنّ شراب أحد النّوعين الصّرف يطيب به شراب النّوع الآخر، ويمزج به مزجا. قال اللّه تعالى (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)[سبأ:6]. فكلّ مؤمن يرى هذا. ولكنّ رؤية أهل العلم له لون، ورؤية غيرهم له لون آخر"(مدارج السالكين:1/476-477).

 

5- قال ابن القيّم- رحمه اللّه-: في قول اللّه تعالى: (وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ * إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)[ق:36-37].

 

النّاس ثلاثة: رجل قلبه ميّت. فذلك الّذي لا قلب له. فهذا ليست هذه الآية ذكرى في حقّه.

 

الثّاني: رجل له قلب حيّ مستعدّ، لكنّه غير مستمع للآيات المتلوّة، الّتي يخبر بها اللّه عن الآيات المشهودة: إمّا لعدم ورودها، أو لوصولها إليه، ولكنّ قلبه مشغول عنها بغيرها. فهو غائب القلب، ليس حاضرا. فهذا أيضا لا تحصل له الذّكرى، مع استعداده ووجود قلبه.

 

والثّالث: رجل حيّ القلب مستعدّ. تليت عليه الآيات. فأصغى بسمعه، وألقى السّمع وأحضر قلبه.ولم يشغله بغير فهم ما يسمعه. فهو شاهد القلب. ملق السّمع. فهذا القسم هو الّذي ينتفع بالآيات المتلوّة والمشهودة.

 

فالأوّل بمنزلة الأعمى الّذي لا يبصر.

 

والثّاني بمنزلة البصير الطّامح ببصره إلى غير جهة المنظور إليه، فكلاهما لا يراه.

 

والثّالث بمنزلة البصير الّذي قد حدّق إلى جهة المنظور، وأتبعه بصره وقابله على توسّط من البعد والقرب. فهذا هو الّذي يراه. فسبحان من جعل كلامه شفاء لما في الصّدور. (مدارج السالكين:1/476-477).

 

6- استنبط العلماء المعاصرون من تقديم السمع على البصر حِكَمًا عديدة، منها:

فضل السمع على البصر إذ تعتبر حاسة السمع أهم للإنسان من حاسة البصر؛ لأن الفرد الأعمى يعتبر معزولًا عن عالم الأشياء، أما الأصم فإنه يعتبر معزولًا عن عالم البشر (انظر: الإدراك الحسي البصري والسمعي، السيد علي سيد أحمد وفائقة محمد بدر، ص: ٢٥٣.).

 

7- "تأكيد الدور الذي تقوم به الأذن؛ إذ إن الاحساسات الصوتية التي يسمعها الإنسان بأذنيه تصل مستوى الوعي أحسن من تلك التي تصله عن غير طريقهما كالبصر مثلًا، والذاكرة السمعية أرسخ من الذاكرة البصرية (انظر: الإعجاز العلمي للقرآن الكريم في السمع والبصر، صادق الهلالي، مجلة الإعجاز، ص: ٩-١٠).

 

8- "وما أجمل الوصف القرآني للدور الإيجابي الذي تقوم به الأذن في وعي المؤمن إذ يقول تعالى: (لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ)[الحاقة:١٢].

 

وفي تقديم السمع على البصر لمحة إعجازية طبية إذ ثبت علميا أن «جهاز السمع يتطور ويتكامل جنينيًّا قبل جهاز البصر" (انظر: الإعجاز العلمي للقرآن الكريم فى السمع والبصر، صادق الهلالي، مجلة الإعجاز، ص: 7).

 

9- "فبعد تبصرنا في الحقائق العلمية التي عرفت حديثا في علوم الأجنة والتشريح والفيزولوجيا والطب اتضح لنا الإعجاز العلمي في الآيات الكريمة التي تقدم فيها السمع على البصر، وخلاصة ما قاله العلماء في هذا المجال: هو أن القرآن الكريم قدم حاسة السمع على حاسة البصر ليشير إلى حقيقة علمية تتعلق بزمن تكون حاسة كل منهما وتشكلها، فحاسة السمع تتكون وتتشكل قبل حاسة البصر حسب الآتي:

 

جهاز السمع يتطور جنينيًّا قبل جهاز البصر، ويتكامل وينضج حتى يصل حجمه في الشهر الخامس من حياة الجنين الحجم الطبيعي له عند البالغين، بينما لا يتكامل نضوج العينين إلا عند السنة العاشرة من العمر.

 

يبدأ الجنين بسماع الأصوات وهو في رحم أمه وفي الشهر الخامس من حياته الجنينية، ولكنه لا يبصر النور والصور إلا بعد ولادته.

 

تتطور وتنضج كل المناطق والطرق السمعية العصبية قبل تطور ونضوج مثيلاتها البصرية بفترة طويلة نسبيًّا. فكل الآيات التي تشير إلى خلق الإنسان ونشأته وذكر فيها السمع والبصر، قدم السمع على البصر؛ قد يكون -والله أعلم- الغاية منه إظهار هذا الإعجاز العلمي الذي لم نهتد لمعرفته إلا مؤخرًا بعد سبر غور الحقائق العلمية الحديثة التي أثبتت قوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)[فصلت:٥٣](انظر: الإعجاز العلمي في السمع والبصر في القرآن الكريم، صادق الهلالي، وحسين اللبيدي، هيئة الإعجاز العلمي، جدة ١٤٢٧/٢٠٠٦، ط٣، ص: ١٧-٢٨).

 

10- "آيات القرآن فصلت بين الأعضاء (العين والأذن)، وبين القوى المدركة (السمع والبصر) وفي صنعة الله ما يطابق ذلك، فهناك أعضاء حس لاستقبال المؤثرات الحسية، وهناك مراكز داخل المخ البشري تتم فيها عملية الإدراك والفهم لهذه المؤثرات الحسية.

 

وأيضًا من ناحية الترتيب نجد أن الحق سبحانه رتب الآيات: العين قبل الأذن، والسمع قبل البصر، في غالب القرآن وها هو العلم اليقيني قد أثبت أنه بينما تتقدم العين الأذن في رأس الإنسان، فإننا نجد عكس ذلك الترتيب بالنسبة للمراكز، فمركز السمع يتقدم مركز الإبصار في قشرة المخ البشري. إذن طابق كلام الله صنعة الله، إنه الإعجاز"(انظر: الإعجاز العلمي في السمع والبصر في القرآن الكريم، صادق الهلالي، وحسين اللبيدي، هيئة الإعجاز العلمي، ص ٥١).

 

11- "قد جاء ذكر سمع الله تعالى مقترنًا بأمور هي:

اقترنت صفة السمع في معظم آيات القرآن بصفة العلم، بل تقدمت عليها28، كما في قوله تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[البقرة:١٢٧].

 

اقترنت أحيانًا صفة السمع بالبصر كما في قوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)[الشورى:١١].

 

اقترنت صفة السمع بالقرب، كما في قوله تعالى: (وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ)[سبأ:٥٠].

 

ولعل اقتران صفة السمع بصفات البصر والعلم والقرب للدلالة على حضور هذه الصفة في كل آن وفي كل مكان، فكما أن الله تعالى يرى ويعلم كل شيء، وهو قريب من كل شيء، فهو كذلك يسمع كل شيء، سبحانه ما أعظم شأنه وما أجل سلطانه"(الفريق العلمي في موسوعة التفسير الموضوعي).

 

12- "وإنما خص السمع والأبصار والأفئدة؛ لأنه يتعلق بها المنافع الدينية والدنيوية ما لا يتعلق بغيرها، ومقدمة منافعها أن يعملوا أسماعهم وأبصارهم في آيات الله وأفعاله، ثم ينظروا ويستدلوا بقلوبهم، ومن لم يعملها فيما خلقت له؛ فهو بمنزلة عادمها، ومقدمة شكر النعمة فيها الإقرار بالمنعم بها، وأن لا يجعل له ندّ ولا شريك"(الكشاف؛ للزمخشري:٣/١٩٨-١٩٩).

 

 

الإحالات

1- حاسة السمع في الخطاب الديني؛ لجمال أبو الرُّب.