سب

2022-10-12 - 1444/03/16

التعريف

تعريف السب شرعاً:

أولاً: السب: هو الشتم واللعن، أن يشتمه أو يلعنه أو يذمه بالقول الذي يصدر منه.

والدهر: هو الزمن، ومعلوم أن الزمن هو الليل والنهار، فبالليل والنهار يتكون الأسبوع والشهر والسنة، وكله بهذا، والليل والنهار ظرف للحوادث التي تحدث للناس من الخير والشر، وجميع ما يحصل للإنسان فهو بسبب كسبه وعمله، ولكن الله جل وعلا يخبرنا عن ظلم الإنسان وجهله، وهلعه وجزعه [شرح فتح المجيد عبد الله بن محمد الغنيمان (ص 3/110) ] .

العناصر

1- معنى السب .

2- حكم سباب المسلم ولعنه .

3- مضار السب 

4- عقوبة السب في الدنيا والأخرة .

5- أعظم السب .

6- أنواع السب .

7- كفارة السب .

8- الأسباب التى تدفع بالمرء للسب .

9- حالات يجوز فيها جرح الأشخاص .

10- السب من عادات أهل الفسق .

11- تحريم البذاءة بين الأصدقاء وسواهم .

12- كفر من سب الله عزوجل أو النبي صلى الله عليه وسلم .

الايات

1- قَالَ الله تَعَالَى: (وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ) [الأنعام:108].

2- قوله تعالى: (والَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ والْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وإثْماً مُبِيناً) [الأحزاب:58].

3- قال تَعَالَى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَولٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق:18].

الاحاديث

1- عن عقبة بن عامر- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ أنسابكم هذه ليست بسباب على أحد، وإنّما أنتم ولد آدم، طفّ الصّاع لم تملؤوه، ليس لأحد فضل إلّا بالدّين أو عمل صالح. حسب الرّجل أن يكون فاحشا بذيّا بخيلا جبانا» [أحمد (4/ 145) ].

 

2- عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- أنّه قال: إنّ رجلا وقع في أب للعبّاس كان في الجاهليّة فلطمه. فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «لا تسبّوا أمواتنا، فتؤذوا أحياءنا، ألا إنّ البذاء لؤم» [خرجه النسائي بإسناد صحيح (3/ 130) ] .

 

3- عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ليس المؤمن بالطّعّان ولا اللّعّان ولا الفاحش ولا البذيء» [الترمذي (1977) واللفظ له وأحمد (1/ 405) رقم (3839) ] .

 

4- عن أبي الدّرداء- رضي الله عنه- أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإنّ الله ليبغض الفاحش البذيء» [الترمذي (2002) ] .

 

5- عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- «أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، دخل على أمّ السّائب أو أمّ المسيّب فقال: «مالك يا أمّ السّائب أو يا أمّ المسيّب تزفزفين ؟» قالت: الحمّى لا بارك الله فيها. فقال: «لا تسبّي الحمّى، فإنّها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد» [ مسلم (2575) ] .

 

6- عن أبي برزة- رضي الله عنه- قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رجلا إلى حيّ من أحياء العرب، فسبّوه وضربوه، فجاء إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأخبره. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لو أنّ أهل عمان أتيت، ما سبّوك ولا ضربوك» [ مسلم (2544) ] .

 

7- عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «الصّيام جنّة ، فلا يرفث ولا يجهل. وإن امرؤ قاتله أو شاتمه، فليقل: إنّي صائم- مرّتين- والّذي نفسي بيده لخلوف فم الصّائم أطيب عند الله من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصّيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها» [البخاري- الفتح 4 (1894) . ومسلم (1151) ] .

 

8- عن المعرور بن سويد- رحمه الله تعالى- قال: مررنا بأبي ذرّ بالرّبذة . وعليه برد وعلى غلامه مثله. فقلنا: يا أبا ذرّ لو جمعت بينهما كانت حلّة، فقال: إنّه كان بيني وبين رجل من إخواني كلام، وكانت أمّه أعجميّة، فعيّرته بأمّه، فشكاني إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فلقيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: «يا أبا ذرّ إنّك امرؤ فيك جاهليّة» قلت: يا رسول الله، من سبّ الرّجال سبّوا أباه وأمّه. قال: «يا أبا ذرّ، إنّك امرؤ فيك جاهليّة، هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم، فأطعموهم ممّا تأكلون، وألبسوهم ممّا تلبسون، ولا تكلّفوهم ما يغلبهم فإن كلّفتموهم فأعينوهم» [البخاري- الفتح 1 (30) . ومسلم (1661) واللفظ له] .

 

9- عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من الكبائر شتم الرّجل والديه» . قالوا: يا رسول الله، وهل يشتم الرّجل والديه؟ قال: «نعم، يسبّ أبا الرّجل فيسبّ أباه ويسبّ أمّه فيسبّ أمّه» [ البخاري- الفتح 10 (5973) ، ومسلم (90) واللفظ له ] .

 

10- عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا تسبّوا أصحابي، لا تسبّوا أصحابي. فو الّذي نفسي بيده لو أنّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا، ما أدرك مدّ أحدهم ، ولا نصيفه» البخاري- الفتح 7 (3673) من حديث أبي سعيد. ومسلم (2540) واللفظ له] .

 

11- عن زيد بن خالد الجهنيّ- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا تسبّوا الدّيك، فإنّه يوقظ للصّلاة» [أبو داود (5101) ] .

 

12- عن زبيد، قال: سألت أبا وائل عن المرجئة، فقال: حدثني عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر» [رواه البخاري (48) ] .

 

13- عن أَبي ذرٍ رضي الله عنه: أنهُ سَمِعَ رسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يرمي رجل رجلاً بالفسق أو الكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك» [رواه البخاري (6045) ] .

الاثار

1- عن مالك بن دينار قال: قرأت في الحكم: أن الله تعالى يقول: (أنا ملك الملوك، قلوب الملوك بيدي، فمن أطاعني جعلتهم عليه رحمة، ومن عصاني جعلتهم عليه نقمة، فلا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك، ولكن توبوا إلي أعطفهم عليكم [الجواب الكافي لابن القيم] .

 

2- قال عاصم بن أبي النجود: ما سمعت أبا وائل شقيق بن سلمة سبَّ إنساناً قط ولا بهيمة.

 

3- عن المثنى بن الصباح قال: لبث وهب بن منبه أربعين سنة لم يسب شيئاً فيه روح.

القصص

1- عن الزبرقان قال: كنت عند أبي وائل، فجعلت أسب الحجاج وأذكر مساوئه، فقال: لا تسبُّه، وما يدريك لعله قال: اللهم اغفر لي، فغفر له.

 

2- عن هشام بن عروة، قال: قدم عروة على عبد الملك بن مروان، فأجلسه معه على السرير، فجاء قوم فوقعوا في عبد الله بن الزبير، فخرج عروة وقال للآذن: إن عبد الله أخي، فإذا أردتم أن تقعوا فيه فلا تأذنوا لي عليكم. فذكروا ذلك لعبد الملك، فقال له عبد الملك: حدثوني بما قلت، وإن أخاك لم نقتله لعداوة، ولكنه طلب أمراً وطلبناه، فقتلناه، وإن أهل الشام من أخلاقهم أن لا يقتلوا رجلاً إلا شتموه، فإذا أذنا لأحد قبلك، فقد جاء من يشتمه، فانصرف.

 

3- عن عاصم قال: ما رأيت أبا وائل ملتفتا في صلاة ولا في غيرها، ولا سمعته يسب دابة قط؛ إلا أنه ذكر الحجاج يوماً، فقال: اللهم أطعم الحجاج من ضريع، لا يسمن ولا يغني من جوع؛ ثم تداركها، فقال: إن كان ذاك أحب إليك؛ فقلت: وتستثنى في الحجاج؟ فقال: نعدها ذنباً.

 

4- قال الزهري: أراد ابن عمر أن يلعن خادمه، فقال: اللهم الع؛ فلم يتمها، وقال: هذه كلمة ما أحب أن أقولها.

الاشعار

أحبّ مكارم الأخلاق جهدي *** وأكره أن أعيب وأن أعابا

وأصفح عن سباب النّاس حلما *** وشرّ النّاس من يهوى السّبابا

[الترغيب والترهيب (ص 469) ] .

الدراسات

متفرقات

1- قال النووي: لا يجوز للمسبوب أن ينتصر إلا بمثل ما سبه ما لم يكن كذباً أو قذفاً أو سباً لأسلافه. فمن صور المباح: أن ينتصر بيا ظالم يا أحمق، أو جافي، أو نحو ذلك؛ لأنه لا يكاد أحد ينفك من هذه الأوصاف. قالوا: وإذا انتصر المسبوب استوفى ظلامته، وبرئ الأول من حقه، وبقي عليه إثم الابتداء، أو الإثم المستحق لله تعالى. وقيل: يرتفع عنه جميع الإثم بالانتصار منه، ويكون معنى على البادئ: أي عليه اللوم والذم لا الإثم [شرح صحيح البخاري] .

 

2- قال ابن بطال: سباب المسلم فسوق؛ لأن عرضه حرام كتحريم دمه وماله، والفسوق في لسان العرب: الخروج من الطاعة، فينبغي للمؤمن أن لا يكون سباباً ولا لعاناً للمؤمنين، ويقتدي في ذلك بالنبي عليه السلام؛ لأن السب سب الفرقة والبغض، وقد من الله على المؤمنين بما جمعهم عليه من ألفة الإسلام فقال: (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم) الآية، وقال: (إنما المؤمنون إخوة) فكما لا ينبغي سب أخيه في النسب كذلك لا ينبغي سب أخيه في الإسلام، ولا ملاحاته. ألا ترى أن الله تعالى رفع معرفة ليلة القدر عن عباده، وحرمهم علمها؛ عقوبة لتلاحي الرجلين بحضرة النبي - عليه السلام. قال عليه السلام لأبى ذر لما سب الرجل الذي أمه أعجمية: « إنك امرؤ فيك جاهلية » . وهذا غاية في ذم السب وتقبيحه؛ لأن أمور الجاهلية حرام منسوخة بالإسلام، فوجب على كل مسلم هجرانها واجتنباها [شرح ابن بطال] .

 

3- قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله مبيناً حكم استحلال سب الصحابة: .. ومن خص بعضهم بالسب فإن كان ممن تواتر النقل في فضله وكماله ...كالخلفاء فإن اعتقد حقية سبه أو إباحته فقد كفر لتكذيبه ما ثبت قطعاً عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومكذبه كافر، وإن سبه من غير اعتقاد حقية سبه، أو إباحته فقد تفسق لأن سباب المسلم فسوق وقد حكم البعض فيمن سب الشيخين بالكفر مطلقاً والله أعلم [الرد على الرافضة / 19] .

 

4- قال النووي اتفق العلماء على تحريم تلقيب الإنسان بما يكرهه سواء كان صفة له كالأعمش، والأعرج والأحول والأصفر، أو كان صفة لأبيه أو لأمه، أو غير ذلك مما يكرهه [تنبيه الغافلين، لابن النحاس الدمشقي، ص 149] .

 

5- قال ابن دقيق العيد: أعراض الناس حفرة من حفر النار وقف عليها المحدثون والحكام [جامع العلوم والحكم، (1/294) ] .

التحليلات

الإحالات

1- الآداب الشرعية - ابن مفلح الحنبلي 1/9 مؤسسة قرطبة .

2- موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين القاسمي ص 287 دار النفائس الطبعة الرابعة 1405 .