زينة

2022-10-05 - 1444/03/09

التعريف

التزين هو:

اتخاذ الزينة، وهي في اللغة: اسم جامع لكل شيء يتزين به، من باب إطلاق اسم المصدر وإرادة المفعول. وفي قوله عز وجل: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) [النور : 31] معناه لا يبدين الزينة الباطنة كالقلادة والخلخال والدملج والسوار، والذي يظهر هو الثياب وزينة الوجه. [لسان العرب، والمصباح المنير، والصحاح مادة: " زين ". وانظر ابن عابدين 2 / 617، وحاشية القليوبي 3 / 208، 209] .

قال القرطبي: الزينة المكتسبة ما تحاول المرأة أن تحسن نفسها به، كالثياب والحلي والكحل والخضاب (1) ، ومنه قوله تعالى: (خذوا زينتكم عند كل مسجد) [تفسير القرطبي 12 / 229، وانظر تفسير ابن كثير 2 / 210، 3 / 304] .

العناصر

1- حكم التزين . 2- شروط الزينة . 3- آداب الزينة . 4- جمع الله لأهل الجنة بين نوعي الزينة الظاهرة والباطنة . 5- يستحب للرجل أن يتجمل في صلاته ما استطاع من ثيابه وطيبه . 6- ضرورة أخذ النفوس بالاقتصاد، وحمايتها من الإفراط في الزينة واللذيذ من العيش . 7- استحباب إظهار الزينة لصلاة الجمعة والعيدين . 8- النهي عن المبالغة في التطيب . 9- ما يحرم من الزينة على النساء. 10- حكم بيع ما يتزين به .

الايات

  1. قال الله تعالى: (وقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور:31].
  2. قوله تعالى: (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ) [الحجرات:7].
  3. قوله تعالى: (عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا * إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا) [الإنسان:21-22].
  4. قوله تعالى: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ) [الأعراف:32].
  5. قوله تعالى: (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً) [الإسراء:29].
  6. قوله تعالى: (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الأحزاب:59].
  7. قوله تعالى: (وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُناحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [النور:60].
  8. قوله تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً * وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً) [الأحزاب: 33- 34].

الاحاديث

1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال» [البخاري: (10/ 280) ] . 2- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا» [رواه مسلم (2128) ] . 3- عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كان له شعر فليكرمه» [سنن أبي داود (4163) وقال الألباني صحيح] . 4- عن جابر بن عبد الله، قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى رجلا شعثا قد تفرق شعره فقال: «أما كان يجد هذا ما يسكن به شعره، ورأى رجلا آخر وعليه ثياب وسخة، فقال أما كان هذا يجد ماء يغسل به ثوبه» [سنن أبي داود (4062) وقال الألباني صحيح] . 5- عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث به إلى اليمن قال: «إياك والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين» [رواه أحمد (5 / 243، 244) وقال الألباني صحيح انظر الصحيحة (353) ] . 6- عن حميد الحميري وهو ابن عبد الرحمن، قال: لقيت رجلا صحب النبي صلى الله عليه وسلم كما صحبه أبو هريرة، قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمتشط أحدنا كل يوم، أو يبول في مغتسله» [سنن أبي داود (28) وقال اللباني صحيح] . 7- عن غنيم بن قيس، عن الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيما امرأة استعطرت، فمرت بقوم ليجدوا ريحها فهي زانية» رواه أحمد في المسند (19711) وقال شعيب الأرناؤوط إسناده حيد] . 8- عن أبي هريرة، قال: لقيته امرأة وجد منها ريح الطيب ينفح، ولذيلها إعصار، فقال: يا أمة الجبار، جئت من المسجد؟ قالت: نعم، قال: وله تطيبت؟ قالت: نعم، قال: إني سمعت حبي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تقبل صلاة لامرأة تطيبت لهذا المسجد، حتى ترجع فتغتسل غسلها من الجنابة». قال أبو داود: «الإعصار غبار» [سنن أبي داود (4174) وقال الألباني صحيح] . 9- عن أنس رضي الله عنه قال: «نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزعفر الرجل» [رواه البخاري (5846) ] . 10- عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه «نهى عن خاتم الذهب» رواه البخاري (5864) ] . 11- قال أبو رجاء العطاردي قال: خرج علينا عمران بن حصين وعليه مطرف من خز لم نره عليه قبل ذلك ولا بعده فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أنعم الله عليه نعمة، فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على خلقه» [رواه أحمد في المسند (19934) وقال شعيب الأرناؤوط إسناده صحيح] .

الاثار

  1. عن عمر -رضي الله عنه- أنه قال: إذا أوسع الله فأوسعوا، جمع رجل عليه ثيابه، وصلى رجل في إزار وبرد، أو في إزار وقميص. في إزار وقباء، في سراويل ورداء، في سراويل وقميص، في سراويل وقباء، في تبان وقميص (الموسوعة الفقهية:11/269).
  2. عن عمر -رضي الله عنه-: أنه رأى نافعا يصلي في ثوب واحد، قال: ألم تكتس ثوبين: قلت: بلى. قال: فلو أرسلت في الدار، أكنت تذهب في ثوب واحد؟ قلت: لا. قال: فالله أحق أن يزين له أو الناس؟ قلت: بل الله (الموسوعة الفقهية:11/269).
  3. قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "إني لأحب أن أتزين للمرأة كما أحب أن تتزين لي؛ لأن الله تعالى يقول: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الذي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) [البقرة:228]، وحق الزوج عليها أعظم درجة من حقها؛ لقوله تعالى: (وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) [البقرة:228]" (الموسوعة الفقهية:11/271).
  4. كان محمد بن الحسن يلبس الثياب النفيسة، ويقول: "إن لي نساء وجواري، فأزين نفسي كي لا ينظرن إلى غيري" (الموسوعة الفقهية:11/271).
  5. قال أبو يوسف: "يعجبني أن تتزين لي امرأتي، كما يعجبها أن أتزين لها" (الموسوعة الفقهية:11/271).
  6. عن إسماعيل بن أبي خالد عن ماهان في قوله تعالى: (إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) [النور:31]، قال: الثياب. عن الحسن قال: "الوجه والثياب". وقال ابن عمر: "الزينة الظاهرة: الوجه والكفان"، وعن عطاء: "الزينة الظاهرة: الخضاب والكحل". وعن سعيد بن جبير: "الخاتم والخضاب والكحل"، وعن أبي الأحوص عن عبد الله قال: "الزينة زينتان: زينة ظاهرة وزينة باطنة لا يراها إلا الزوج وأما الزينة الظاهرة فالثياب، وأما الزينة الباطنة فالكحل والسوار والخاتم"، وعن عكرمة قال: "الوجه وثغرة النحر". (المصنف في الأحاديث والآثار لابن أبي شيبة:3/546).
  7. عن بن طاووس عن أبيه في قول الله -عز وجل-: (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) قال: "هي الثياب"، وقال طاووس: "هي الشملة من الزينة" (المصدر السابق:3/204).
  8. عن علي بن أبي حميد أن طاووسا كان لا يدع جارية له سوداء ولا ( غيرها ) الا أمرهن فيخضبن أيديهن وأرجلهن ليوم الفطر ويوم الاضحى يقول يوم عيد (المصدر السابق:3/332).
  9. عن الثوري عن عبد العزيز بن المسيب قال: "المطلقة والمتوفى عنها حالهما واحد في الزينة"، وعن الثوري عن مغيرة عن إبراهيم أنه كان يكره الزينة للتي لا رجعة له عليها من المطلقات، وعن عطاء أنه قال: "إن كان على المتوفى عنها حلي من فضة حين مات عنها زوجها فلا تنزعه إن شاءت وإن لم يكن عليها حين مات فلا تلبسه هي حينئذ تريد الزينة"، وكان يكره الذهب كله ويقول: "هو زينة" ويكرهه للمتوفى عنها ولغيرها، وعن بن جريج قال: قلت لعطاء المتوفى عنها تزين الجارية من جواريها ترسلها في الحاجة فقال: لا بأس بذلك إنما نهيت عن الزينة، وسألته عن السابري قال: يشف فكرهه للنساء كلهن.   وعن ابن جريج قال: "قلت لعطاء الفضة يموت زوجها وهي عليها الزينة هي ما لم تحدثها قال: لا، قلت: فتوفي عنها وعليها خلخالا فضة ودملوجان وقلبان وقلادة وخواتم كل ذلك فضة قال: لا تنتزعه إن شاءت ليس ذلك بزينة، قلت: اللؤلؤ، قال: زينة، قلت: فإن كان في خواتيم الفضة فصوص فيروزية أو ياقوت، قال: فلا تنزعه إن شاءت وإن كان في شيء من ذلك ذهب فلتنزعه إن شاءت إلا أن يكون خاتما يسيرا وهو يكره الذهب لها ولغيرها"، وعن ابن جريج قال: "قال إنسان لعطاء خلخالا الذهب تحت الثياب، قال: زينة". (المصدر السابق:7/42- 45-51-52).
  10. عن سليمان بن يسار قال: استأذنت عائشة -رضي الله عنها- فقالت: من هذا؟ فقلت: سليمان، قالت: كم بقي عليك من مكاتبتك؟ قلت: عشر أواق، قالت: أدخل فإنك عبد ما بقي عليك درهم. وروينا عن القاسم بن محمد أنه قال: إن كانت أمهات المؤمنين يكون لبعضهن المكاتب فتكشف له الحجاب ما بقي عليه درهم فإذا قضي أرخته دونه. وكان الحسن والشعبي وطاوس ومجاهد يكرهون أن ينظر العبد إلى شعر سيدته وكأنهم عدوا الشعر من الزينة التي لا تبديها لعبدها كما عده بن عباس -رضي الله عنهما- فيما رويناه من الزينة التي لا تبديها لمحارمها. وروينا عن إبراهيم الصائغ قال: قلت لنافع: يخرجها عبدها، قال: لا لأنهم يرون العبد ضيعة وظاهر الكتاب أولى بالاتباع مع ما فيه من السنة. (سنن البيهقي الكبرى:7/95).
  11. عن عمران بن حصين قال: "إياكم والحمرة فإنها أحب الزينة إلى الشيطان" (المعجم الكبير 18/148).
  12. عن أمّ الضّياء أنّها قالت لعائشة-رضي الله عنهما-: يا أمّ المؤمنين ما تقولين في الخضاب والصّباغ والقرطين والخلخال وخاتم الذّهب وثياب الرّقاق؟ فقالت لها -رضي الله عنها-: "يا معشر النّساء قصّتكنّ كلّها واحدة أحلّ اللّه لكنّ الزّينة غير متبرّجات" أي لا يحلّ لكنّ أن يروا منكنّ محرّما (تفسير ابن كثير:3/304).

القصص

  1. عن سفينة أبي عبد الرحمن: أن رجلا أضاف علي بن أبي طالب فصنع له طعاما فقالت فاطمة لو دعونا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأكل معنا فدعوه فجاء فوضع يده على عضادتي الباب فرأى القرام - القرام الستر كره الزينة والتصنع - قد ضرب به في ناحية البيت فرجع فقالت فاطمة لعلي الحقه فانظر ما رجعه فتبعته فقلت يارسول الله ما ردك؟ فقال "إنه ليس لي أو لنبي أن يدخل بيتا مزوقا" (سنن أبي داود:3755، وقال الشيخ الألباني: حسن).
  2. عن عبد الله بن بريدة: أن رجلا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- رحل إلى فضالة بن عبيد وهو بمصر فقدم عليه فقال: أما إني لم آتك زائرا ولكني سمعت أنا وأنت حديثا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجوت أن يكون عندك منه علم قال ما هو؟ قال كذا وكذا قال: فما لي أراك شعثا وأنت أمير الأرض؟ قال إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان ينهانا عن كثير من الإرفاه (في الهامش قال أبو عبيد الإرفاه الإرفة ا.هـ. وهي الاستكثار من الزينة). قال: فما لي لا أرى عليك حذاء؟ قال كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يأمرنا أن نحتفي أحيانا (سنن أبي داود:4160، وقال الشيخ الألباني: صحيح).

الاشعار

  • 1- قال الشّاعر:
  • بنيّة إن أردت ثياب حسن *** تزيّن من تشا جسما وعقلا
  • فانبذي عادة التّبرّج نبذا *** فجمال النّفوس أسمى وأعلى
  • (بواسطة التبرج لنعمان صدقي:34).
  • 2- وقال آخر:
  • قل للجميلة أرسلت أظفارها *** إنّي لخوفي كدت أمضي هاربا
  • إنّ المخالب للوحوش تخالها *** فمتى رأينا للظّباء مخالبا؟
  • بالأمس أنت قصصت شعرك غيلة *** ونقلت عن وضع الطّبيعة حاجبا
  • وغدا نراك نقلت ثغرك للقفا *** وأزحت أنفك رغم أنفك جانبا
  • من علّم الحسناء أنّ جمالها *** في أن تخالف خلقها وتجانبا؟
  • (المصدر السابق).

الدراسات

متفرقات

  1. قال ابن كثير -رحمه الله- تعالى عند تفسير قوله تعالى: (وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا) أي: لا يظهرن شيئًا من الزينة للأجانب إلا ما لا يمكن إخفاؤه، قال ابن مسعود: كالرداء والثياب، يعني على ما كان يتعاطاه نساء العرب من المقنعة التي تجلل ثيابها وما يبدو من أسافل الثياب، فلا حرج عليها فيه؛ لأن هذا لا يمكنها إخفاؤه، وقال ابن عباس: وجهها وكفيها والخاتم، وهذا يحتمل أن يكون تفسيرًا للزينة التي نهين عن إبدائها؛ كما قال عبد اللَّه بن مسعود: الزينة زينتان، فزينة لا يراها إلا الزوج: الخاتم والسوار، وزينة يراها الأجانب، وهي الظاهر من الثياب. وقال مالك: (إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا): الخاتم والخلخال، ويحتمل أن ابن عباس ومن تابعه أرادوا تفسير ما ظهر منها بالوجه والكفين، وهذا هو المشهور، ويستأنس له بالحديث الذي رواه أبو داود عن عائشة -رضي الله عنها- أن (أسماء بنت أبي بكر) دخلت على النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها وقال: "يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا، وأشار إلى وجهه وكفيه" (رواه أبو داود وهو حديث مرسل لأن خالد بن دريك لم يسمع من عائشة". اهـ. (تفسير القرآن العظيم: 6/47)
  2. وانظر تضعيف الحديث بالتفصيل لابن عثيمين في "رسالة الحجاب" ومما قاله أثابه اللَّه تعالى فوق ذلك: "وأيضًا فإن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها- كان لها حين هجرة النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سبع وعشرون سنة، فهي كبيرة السن، فيبعد أن تدخل على النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بثياب رقاق تصف منها ما سوى الوجه والكفين، واللَّه أعلم، ثم على تقدير الصحة يحمل على ما قبل الحجاب؛ لأن نصوص الحجاب ناقلة عن الأصل فتقدم عليه".
  3. قال القرطبي عند قوله تعالى: (وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ): "الزينة على قسمين: خِلقية ومكتسبة، فالخلقية: وجهها، فإنه أصل الزينة وجمال الخلقة، ومعنى الحيوانية لما فيه من المنافع وطرق العلوم، وأما الزينة المكتسبة: فهي ما تحاوله المرأة في تحسين خلقتها كالثياب والحلي والكحل والخضاب، ومنه قوله تعالى: (خُذُواْ زِينَتَكُمْ) [الأعراف: 31]" (الجامع لأحكام القرآن: 5/224).
  4. قال ابن عبد البر -رحمه الله- تعالى: "وأما الذين يأتون إلى المسجد في هيئة رثة، ورائحة كريهة، وثياب المهنة، ورداء العمل، وملابس النوم؛ فلا شك أن هؤلاء لم يكلفوا أنفسهم الاعتناء بأخذ الأدب اللازم في بيوت الله تعالى، وهم قد خالفوا قول الله: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) [الأعراف:31] (التمهيد:6/369).
  5. قال ابن عابدين في حاشيته ما نصه: اعلم أنه لا تلازم بين قصد الجمال وقصد الزينة، فالقصد الأول: لدفع الشين وإقامة ما به الوقار وإظهار النعمة، شكرا لا فخرا، وهو أثر أدب النفس وشهامتها. وأما الثاني: وهو قصد الزينة أثر ضعفها، وقالوا بالخضاب وردت السنة ولم يكن لقصد الزينة. ثم بعد ذلك إن حصلت زينة فقد حصلت في ضمن قصد مطلوب فلا يضره إذا لم يكن ملتفتا إليه. ولهذا قال في الولوالجية: لبس الثياب الجميلة مباح إذا كان لا يتكبر؛ لأن التكبر حرام، وتفسيره أن يكون معها كما كان قبلها (حاشية ابن عابدين:2/113).
  6. قال أزهري أحمد محمود: "إلى أولئك اللاتي خرجن من بيوتهن يتبخترن في زينتهن، ويعجبهن أن يتحدث الناس عنهن بما يرونه عليهن من الثياب والزينة!!   أختاه: لقد نسيت هذه المسكينة أن الزينة وإن جلبت إليها الأنظار؛ فحالاً ما تنقلب هذه الأنظار إلى أسود متوحشة تطعن في عفتها وحيائها وتضفها بكل قبيح!   نعم إن زينة المرأة لزوجها دعا إليها الإسلام، وحثت عليها الشريعة.. وأما تزينها للأجانب وليراها الناس، فهو حرام ومنكر شنيع.   ولتتأملي أختاه قول النبي  -صلى الله عليه وسلم- في ذلك: "صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا" (رواه مسلم).   أختي المسلمة: فلتتق الله تعالى، ولتعلمي أنك غدًا واقفة بين يدي ربك تعالى، فسائلك عن ما قدمت يداك من خير أو شر؛ فاحذري أختاه عذاب الله تعالى، فقد حذرك الله تعالى عذابه: (إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) [هود:102] وقال تبارك وتعالى: (فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ) [الفجر:25-26].   أختاه: إن المعصية تؤدي بصاحبها إلى النار، لا ريب إنها عظيمة وخطيرة! فلتبادري أختاه بالتوبة الصادقة.. واعلمي أختاه أن الموت قريب.. وما بعد الموت أختاه أعظم وأشد!   يا نائم الليل مسرورًا بأوله *** إن المصائب يأتين أسحارا   فبادري أختاه.. بادري.. فلطالما رأيت من تقدّمك إلى الدار الآخرة.. فلا تكوني أختاه من الغافلات فتخسري الدنيا والآخرة!" (رسالة عاجلة إلى الأخت المسلمة:1/18).
  7. قال أبو بكر محمد بن أبي إسحاق إبراهيم بن يعقوب الكلاباذي البخاري: فإذا كانت الزينة سبب إعجاب المرء بنفسه لإعجابه بها من المهلكات، والهلاك شقاء، كانت الخفة في الزينة سبب ازدرائه بها، فكان ذلك فوزا ونجاة، وهو السعادة. الاختيار في التوسط في التزين وترك المبالغة فيها من لباس، ودار، ومركب، وكلام، ومشي، وفي جميع ما يتزين المرء به، وقد ورد في كل شيء من هذا أخبار... وقال والأخبار دالة على كراهة المبالغة في الزينة، وكره للرجال ما ظهر لونه من الطيب، فكل ما أدى إلى الإعجاب بالنفس فهو شقاء، والسعادة بخلافه، ففي خفة اللحية خفة الزينة، وفي خفة الزينة السعادة، والله أعلم (بحر الفوائد المشهور بمعاني الأخبار:1/50-51 بتصرف يسير).
  8. قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: وأمَّا شَعر اللحية ففيه منافع، منها: الزينة والوقار والهيبة، ولهذا لا يرى على الصبيان والنساء من الهيبة والوقار ما يُرى على ذوي اللحى (انظر: التبيان في أقسام القرآن:198).
  9.  قال عبد الهادي بن محمد بن عبد الهادي البكري: وأما ظهور المرأة للأسواق في اللباس الجميل وإظهار الزينة من خواتم وغيرها وتطيبها عند خروجها فهو حرام وهو تبرج الجاهلية الذي نهى الله -سبحانه وتعالى- عنه وذمه في محكم كتابه العزيز وإذا تطيبت والحالة هذه فهي أعظم إثمًا كما في الحديث "إذا خرجت المرأة متطيبة فهي زانية" (رواه بمعناه أبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح)؛ أي في الإثم وإن كان خروجها بغير إذن زوجها فهي أعظم إثمًا كما ورد في الحديث "إذا خرجت المرأة بغير إذن زوجها لعنتها الملائكة حتى ترجع" (رواه الطبراني). (المصدر السابق، وانظر تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد:1/161).
  10. قال الشّيخ عبد الرّحمن ناصر بن السّعديّ في قوله تعالى: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ) [النور:31] "وهذا لكمال الاستتار، ويدلّ ذلك على أنّ الزّينة الّتي يحرم إبداؤها يدخل فيها جميع البدن. وذلك كما في قوله تعالى: (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ) كالثّياب الجميلة، وجميع البدن كلّه من الزّينة" تفسير الكريم المنان:5/ 201-202).
  11. قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "وحقيقة الأمر أنّ اللّه جعل الزّينة زينتين: زينة ظاهرة، وزينة غير ظاهرة، ويجوز لها إبداء زينتها الظّاهرة لغير الزّوج وذوي المحارم وكانوا قبل أن تنزّل آية الحجاب كان النّساء يخرجن بلا جلباب يرى الرّجل وجهها ويديها، وكانت إذ ذاك يجوز لها أن تظهر الوجه والكفّين وكان حينئذ يجوز النّظر إليها؛ لأنّه يجوز لها إظهاره ثمّ لمّا أنزل اللّه آية الحجاب بقوله: (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ) [الأحزاب:59] حجب النّساء عن الرّجال" ثمّ قال: "والجلباب هو الملاءة وهو الّذي يسمّيه ابن مسعود وغيره الرّداء وتسمّيه العامّة الإزار، وهو الإزار الكبير الّذي يغطّي رأسها وسائر بدنها ثمّ قال فإذا كنّ مأمورات بالجلباب؛ لئلّا يعرفن وهو ستر الوجه أو ستر الوجه بالنّقاب كان الوجه واليدان من الزّينة الّتي أمرت أن لا تظهرها للأجانب، فما بقي يحلّ للأجانب النّظر أي إلى الثّياب الظّاهرة" (مجموعة رسائل في الحجاب والسفور:98- 99).
  12. وقال أيضا: "المرأة يجب أن تصان وتحفظ بما لا يجب مثله في الرّجل ولهذا خصّت بالاحتجاب، وترك إبداء الزّينة وترك التّبرّج. فيجب في حقّها الاستتار باللّباس والبيوت ما لا يجب في حقّ الرّجل، لأنّ ظهور النّساء سبب الفتنة، والرّجال قوّامون عليهنّ" (المصدر السابق:23).
  13. قال الذّهبيّ -رحمه الله تعالى-: "من الأفعال الّتي تلعن عليها المرأة إظهار الزّينة والذّهب واللّؤلؤ تحت النّقاب، وتطيّبها بالمسك والعنبر والطّيب إذا خرجت، ولبسها الصّباغات والأزر الحريريّة والأقبية القصار، مع تطويل الثّوب وتوسعة الأكمام وتطويلها، وكلّ ذلك من التّبرّج الّذي يمقت اللّه عليه، ويمقت فاعله في الدّنيا والآخرة، ولهذه الأفعال الّتي غلبت على أكثر النّساء قال عنهنّ النّبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "اطّلعت على النّار فرأيت أكثر أهلها النّساء" (الكبائر:135).

التحليلات

الإحالات

  1. زينة المرأة المسلمة - عبد الله الفوزان دار المسلم.
  2.  اللباس والزينة في الشريعة الإسلامية - محمد عبد العزيز عمرو دار الرسالة - دار الفرقان الطبعة الثانية 1405.
  3. اللباس والزينة من السنة المطهرة - محمد عبد الحكيم القاضي دار الحديث الطبعة الأولى 1409.
  4. رسالة عاجلة إلى الأخت المسلمة المؤلف: أزهري أحمد محمود الناشر: دار ابن خزيمة.
  5. أخبار النساء - جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ) شرح وتحقيق: الدكتور نزار رضا الناشر: دار مكتبة الحياة، بيروت - لبنان عام النشر: 1982.
  6. أحكام الزينة المؤلف: عبير بنت علي المديفر مجلدان الطبعة الأولى - 1423هـ / 2002م الناشر: جامعة الإمام محمد بن سعود.
  7.  أحكام الزينة للنساء المؤلف: عمرو عبد المنعم سليم مجلد واحد، الطبعة الأولى 1416 –   1996 الناشر: مكتبة السوادي للتوزيع.