زيارة

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

أولاً: في اللغة: مأخوذة من الزور وهو الميل، فالزاء والواو والراء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على المَيْل والعدول، فمن زار قوماً فقد مال إليهم بنفسه(معجم مقاييس اللغة، 3-27) ، وتأتي بمعنى: الإتيان بقصد الالتقاء(المعجم العربي الأساسي: ص 593)،  أوهي:  في العرف قصد المزور إكراماً له واستئناساً به(المصباح المنير كتاب الزاي) .

 

ثانياً: في الاصطلاح العام: لا تخرج عن معناها في اللغة وهو الإتيان بمعنى الالتقاء (انظر: الكشف المبدي لتمويه أبي الحسن السبكي، لمحمد بن حسين بن سليمان بن إبراهيم الفقيه، ص: 60).

 

العناصر

1- تعريف الزيارة

 

2- الزيارة الواجبة

 

3- الزيارة المستحبة

 

4- آداب الزيارة في الإسلام 

 

5- فضائل الزيارة في الإسلام

 

الايات

1- قَالَ الله تَعَالَى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) [الكهف:28] 

 

2- قالَ تَعَالَى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً) إِلَى قوله تَعَالَى: (قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً) [الكهف:60 - 66].

 

3- قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلك خير لكم لعلكم تذكرون) [النور 27].

 

4- قوله تعالى: (وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا) [مريم:64].

 

الاحاديث

1- عن أبي موسى الأشعريّ -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: “أطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفكّوا العاني”(رواه البخاري: 5649).

 

2- عن أبي سعيد الخدريّ -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: “عودوا المرضى، واتبعوا الجنائز تذكّركم الآخرة”(رواه أحمد: 3-48. والبيهقي في كتاب الجنائز: 3-379، وإسناده صحيح، وصححه الشيخ أحمد شاكر: 1197).

 

3- عن البراء -رضي اللّه عنه- قال: أمرنا النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- بسبع ونهانا عن سبع: أمرنا بعيادة المريض، واتّباع الجنازة، وتشميت العاطس، وإجابة الدّاعي، وردّ السّلام، ونصر المظلوم، وإبرار المقسم. ونهانا عن سبع: عن خاتم الذّهب- أو قال حلقة الذّهب- وعن لبس الحرير، والدّيباج، والسّندس، والمياثر”(رواه البخاري: 6222).

 

4- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: “خمس تجب للمسلم على أخيه: ردّ السّلام، وتشميت العاطس، وإجابة الدّعوة، وعيادة المريض، واتّباع الجنائز”. وفي رواية أخرى ذكر الحقوق ستّا، فيها: “وإذا استنصحك فانصح له ...”(رواه مسلم: 2162).

 

5- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: “إنّ اللّه عزّ وجلّ يقول يوم القيامة: يا بن آدم، مرضت فلم تعدني، قال يا ربّ، كيف أعودك وأنت ربّ العالمين؟! قال: أما علمت أنّ عبدي فلانا مرض فلم تعده، أما علمت أنّك لو عدته لوجدتني عنده؟. يا بن آدم، استطعمتك فلم تطعمني، قال يا ربّ، وكيف أطعمك وأنت ربّ العالمين؟! قال: أما علمت أنّه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، أما علمت أنّك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟. يا بن آدم، استسقيتك فلم تسقني، قال يا ربّ، كيف أسقيك وأنت ربّ العالمين؟! قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما إنّك لو سقيته لوجدت ذلك عندي؟”(رواه مسلم: 2569).

 

6- عن عثمان بن عفّان -رضي اللّه عنه- في خطبة له: “إنّا- واللّه- قد صحبنا رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- في السّفر والحضر، وكان يعود مرضانا، ويتبع جنائزنا، ويغزو معنا، ويواسينا بالقليل والكثير”(رواه أحمد: 1-70، وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح).

 

7- عن أمّ سلمة -رضي اللّه عنها- قالت: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: “إذا حضرتم المريض، أو الميّت، فقولوا خيرا، فإنّ الملائكة يؤمّنون على ما تقولون” قالت: فلمّا مات أبو سلمة أتيت النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- فقلت: يا رسول اللّه، إنّ أبا سلمة قد مات، قال: قولي: اللّهمّ اغفر لي وله، وأعقبني منه عقبى حسنة” قالت: فقلت، فأعقبني اللّه من هو خير لي منه، محمّدا -صلّى اللّه عليه وسلّم-. (رواه مسلم: 919).

 

8- عن عائشة -رضي اللّه عنها- أنّ رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- كان إذا أتى مريضا أو أتي به إليه قال عليه الصّلاة والسّلام: “أذهب الباس، ربّ النّاس اشف وأنت الشّافي، لا شفاء إلّا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما”(رواه البخاري: 5675؛ ومسلم: 2191).

 

9- عن عائشة -رضي اللّه عنها- أنّ النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوّذات، وينفث، فلمّا اشتدّ وجعه كنت أقرأ عليه، وأمسح عنه بيده، رجاء بركتها.(رواه مسلم: 2192).

 

10- عن عائشة- رضي اللّه عنها- أنّ رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- كان إذا اشتكى الإنسان الشّيء منه، أو كانت به قرحة أو جرح قال النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- بإصبعه هكذا. ووضع سفيان سبّابته بالأرض ثمّ رفعها “باسم اللّه. تربة أرضنا، بريقة  بعضنا، ليشفى به سقيمنا، بإذن ربّنا” قال ابن أبي شيبة: “يشفى” وقال زهير: “ليشفى سقيمنا” وفي رواية الإمام أحمد “كان يقول في المريض (رواه مسلم: 2194 واللفظ له؛ والبخاري: 5746).

 

11- عن ابن عبّاس -رضي اللّه عنهما- عن النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- أنّه قال: “ما من عبد مسلم يعود مريضا لم يحضر أجله فيقول سبع مرّات: أسأل اللّه العظيم ربّ العرش العظيم أن يشفيك، إلّا عوفي”(رواه أبو داود: 3106، وأحمد: 1-239؛ وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح).

 

12- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: “من عاد مريضا نادى مناد من السّماء: طبت وطاب ممشاك، وتبوّأت من الجنّة منزلا”(رواه الترمذي 2009 وقال: حسن غريب، وابن ماجة برقم (1443)،. وفي سنده سنان (اسمه عيسى بن سنان)، والحديث أورده السيوطي في الجامع وحسن إسناده الشيخ الألباني رقم (6163).

 

13- عن أنس رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ أَبُو بكر لِعُمَرَ رضي الله عنهما بَعْدَ وَفَاةِ رسولِ الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أُمِّ أيْمَنَ رضي الله عنها نَزُورُهَا كَمَا كَانَ رَسُول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم- يَزُورُهَا، فَلَمَّا انْتَهَيَا إِلَيْهَا، بَكَتْ، فَقَالاَ لَهَا: مَا يُبْكِيكِ؟ أمَا تَعْلَمِينَ أنَّ مَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لرَسُولِ الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-، فَقَالَتْ: مَا أبْكِي أَنْ لاَ أَكُونَ أَعْلَم أنَّ مَا عِنْدَ الله تَعَالَى خَيْرٌ لرسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-، ولَكِنْ أبكي أنَّ الوَحْيَ قدِ انْقَطَعَ مِنَ السَّماءِ، فَهَيَّجَتْهُمَا عَلَى البُكَاءِ، فَجَعَلا يَبْكِيَانِ مَعَهَا. (رواه مسلم).

 

14- عن أَبي هريرة -رضي الله عنه- عن النَّبيِّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-: “أنَّ رَجُلاً زَارَ أَخَاً لَهُ في قَريَة أُخْرَى، فَأرْصَدَ الله تَعَالَى عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكاً، فَلَمَّا أتَى عَلَيهِ، قَالَ: أيْنَ تُريدُ؟ قَالَ: أُريدُ أخاً لي في هذِهِ القَريَةِ. قَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيهِ مِنْ نِعْمَة تَرُبُّهَا عَلَيهِ؟ قَالَ: لا، غَيْرَ أنِّي أحْبَبْتُهُ في الله تَعَالَى، قَالَ: فإنِّي رَسُول الله إلَيْكَ بَأنَّ الله قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أحْبَبْتَهُ فِيهِ”(رواه مسلم).

 

يقال: (أرْصَدَهُ) لِكَذَا: إِذَا وَكَّلَهُ بِحِفْظِهِ، وَ( المَدْرَجَةُ) بِفْتْحِ الميمِ والرَّاءِ: الطَّرِيقُ، ومعنى (تَرُبُّهَا): تَقُومُ بِهَا، وَتَسْعَى في صَلاحِهَا.

 

15- وعنه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-: “مَنْ عَادَ مَرِيضاً أَوْ زَارَ أخاً لَهُ في الله، نَادَاهُ مُنَادٍ: بِأنْ طِبْتَ، وَطَابَ مَمْشَاكَ، وَتَبَوَّأتَ مِنَ الجَنَّةِ مَنْزِلاً”(رواه الترمذي، وَقالَ: حديث حسن).

 

16- عن أَبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أن النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم-، قَالَ: “إِنَّمَا مَثلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ، كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ: إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ، وَإمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحاً طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ: إمَّا أنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحاً مُنْتِنَةً”(مُتَّفَقٌ عَلَيهِ). (يُحْذِيكَ): يُعْطِيكَ.

 

17- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-، قَالَ: “تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاك”(مُتَّفَقٌ عَلَيهِ).

ومعناه: أنَّ النَّاسَ يَقْصدونَ في العَادَة مِنَ المَرْأةِ هذِهِ الخِصَالَ الأرْبَعَ، فَاحْرَصْ أنتَ عَلَى ذَاتِ الدِّينِ، وَاظْفَرْ بِهَا، وَاحْرِصْ عَلَى صُحْبَتِها.

 

18- عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، قَالَ: قَالَ النَّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- لِجبريل: “مَا يَمْنَعُكَ أنْ تَزُورنَا أكثَر مِمَّا تَزُورَنَا؟” فَنَزَلَتْ: (وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ) [مريم: 64] (رواه البخاري).

 

19- عن أَبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النَّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-، قَالَ: “لا تُصَاحِبْ إلاَّ مُؤْمِناً، وَلاَ يَأْكُلْ طَعَامَكَ إلاَّ تَقِيٌّ”(رواه أَبُو داود والترمذي بإسناد لا بأس بِهِ).

 

20- عن أَبي هريرة رضي الله عنه: أن النَّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-، قَالَ: (الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَليَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ”(رواه أَبُو داود والترمذي بإسناد صحيح، وَقالَ الترمذي: حديث حسن).

 

21- عن أَبي موسى الأشعري رضي الله عنه: أن النَّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-، قَالَ: (المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. وفي رواية: قيل للنبي -صلّى اللّه عليه وسلّم-: الرَّجُلُ يُحبُّ القَومَ وَلَمَّا يَلْحَقْ بِهِمْ؟ قَالَ: “المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ”.

 

22- عن أنس رضي الله عنه: أنَّ أعرابياً قَالَ لرسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ رَسُول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-: “مَا أعْدَدْتَ لَهَا؟” قَالَ: حُبَّ الله ورسولهِ، قَالَ: “أنْتَ مَعَ مَنْ أحْبَبْتَ”(مُتَّفَقٌ عَلَيهِ، وهذا لفظ مسلم). وفي رواية لهما: مَا أعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثيرِ صَوْمٍ، وَلاَ صَلاَةٍ، وَلاَ صَدَقَةٍ، وَلَكِنِّي أُحِبُّ الله وَرَسُولَهُ.

 

23- عن ابن مسعود رضي الله عنه، قَالَ: جاء رجلٌ إلى رَسُولِ الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، كَيْفَ تَقُولُ في رَجُلٍ أَحَبَّ قَوْماً وَلَمْ يَلْحَقْ بِهِمْ؟ فَقَالَ رَسُول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-: “المَرْءُ مَعَ مَنْ أحَبَّ”(مُتَّفَقٌ عَلَيهِ).

 

24- عن أَبي هريرة -رضي الله عنه- عن النَّبيِّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-، قَالَ: “النَّاسُ مَعَادِنٌ كَمَعَادِنِ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ، خِيَارُهُمْ في الجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ في الإسْلاَمِ إِذَا فَقهُوا، وَالأرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، ومَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ”(رواه مسلم). 

 

25- عن أُسَيْر بن عمرو، ويقال: ابن جابر وَهُوَ - بضم الهمزة وفتح السين المهملة - قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ -رضي الله عنه- إِذَا أتَى عَلَيهِ أمْدَادُ أهْلِ اليَمَنِ سَألَهُمْ: أفِيكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ؟ حَتَّى أتَى عَلَى أُوَيْسٍ رضي الله عنه، فَقَالَ لَهُ: أنْتَ أُوَيْسُ ابْنُ عَامِر؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَكَانَ بِكَ بَرَصٌ، فَبَرَأْتَ مِنْهُ إلاَّ مَوْضِعَ دِرْهَمٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: لَكَ وَالِدةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-، يقول: “يَأتِي عَلَيْكُمْ أُويْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أمْدَادِ أهْلِ اليَمَنِ مِنْ مُرَادٍ، ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ كَانَ بِهِ بَرَصٌ، فَبَرَأَ مِنْهُ إلاَّ موْضِعَ دِرْهَمٍ، لَهُ وَالدةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ لَوْ أقْسَمَ عَلَى الله لأَبَرَّهُ، فإنِ اسْتَطَعْتَ أنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَل” فَاسْتَغْفِرْ لي فَاسْتَغْفَرَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أيْنَ تُريدُ؟ قَالَ: الكُوفَةَ، قَالَ: ألاَ أكْتُبُ لَكَ إِلَى عَامِلِهَا؟ قَالَ: أكُونُ في غَبْرَاءِ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيَّ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ العَامِ المُقْبِلِ حَجَّ رَجُلٌ مِنْ أشْرَافِهِمْ، فَوافَقَ عُمَرَ، فَسَألَهُ عَنْ أُوَيْسٍ، فَقَالَ: تَرَكْتُهُ رَثَّ البَيْتِ قَليلَ المَتَاع، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-، يقولُ: “يَأتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أمْدَادٍ مِنْ أهْلِ اليَمَنِ مِنْ مُرَادٍ، ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ، كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إلاَّ مَوضِعَ دِرْهَمٍ، لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ لَوْ أقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ، فَإنِ اسْتَطْعتَ أنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ، فَافْعَلْ” فَأتَى أُوَيْساً، فَقَالَ: اسْتَغْفِرْ لِي. قَالَ: أنْتَ أحْدَثُ عَهْداً بسَفَرٍ صَالِحٍ، فَاسْتَغْفِرْ لي. قَالَ: لَقِيتَ عُمَرَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فاسْتَغْفَرَ لَهُ، فَفَطِنَ لَهُ النَّاسُ، فَانْطَلَقَ عَلَى وَجْهِهِ. (رواه مسلم).

 

وفي رواية لمسلم أيضاً عن أُسَيْر بن جابر رضي الله عنه: أنَّ أهْلَ الكُوفَةِ وَفَدُوا عَلَى عُمَرَ رضي الله عنه، وَفِيهمْ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ يَسْخَرُ بِأُوَيْسٍ، فَقَالَ عُمَرُ: هَلْ هاهُنَا أَحَدٌ مِنَ القَرَنِيِّينَ؟ فَجَاءَ ذلِكَ الرَّجُلُ، فَقَالَ عمرُ: إنَّ رَسُول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم- قَدْ قَالَ: “إنَّ رَجُلاً يَأتِيكُمْ مِنَ اليَمَنِ يُقَالُ لَهُ: أُوَيْسٌ، لاَ يَدَعُ باليَمَنِ غَيْرَ أُمٍّ لَهُ، قَدْ كَانَ بِهِ بَيَاضٌ فَدَعَا الله تَعَالَى، فَأذْهَبَهُ إلاَّ مَوضِعَ الدِّينَارِ أَو الدِّرْهَمِ، فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ، فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمْ”.

 

وفي رواية لَهُ: عن عمر رضي الله عنه، قَالَ: إنِّي سَمِعْتُ رَسُول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-، يقول: “إنَّ خَيْرَ التَّابِعِينَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أُوَيْسٌ، وَلَهُ وَالِدَةٌ وَكَانَ بِهِ بَيَاضٌ، فَمُرُوهُ، فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمْ”.

 

قوله: “غَبْرَاءِ النَّاسِ” بفتح الغين المعجمة، وإسكان الباءِ وبالمد: وهم فُقَرَاؤُهُمْ وَصَعَالِيكُهُمْ وَمَنْ لا يُعْرَفُ عَيْنُهُ مِنْ أخلاطِهِمْ “وَالأَمْدَادُ” جَمْعُ مَدَدٍ: وَهُمُ الأَعْوَانُ وَالنَّاصِرُونَ الَّذِينَ كَانُوا يُمدُّونَ المُسْلِمِينَ في الجهَاد.

 

26- عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قَالَ: اسْتَأذَنْتُ النَّبيَّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- في العُمْرَةِ، فَأذِنَ لِي، وَقالَ: “لاَ تَنْسَنا يَا أُخَيَّ مِنْ دُعَائِكَ” فَقَالَ كَلِمَةً مَا يَسُرُّنِي أنَّ لِي بِهَا الدُّنْيَا وفي رواية: وَقالَ: “أشْرِكْنَا يَا أُخَيَّ في دُعَائِكَ”(رواه أَبُو داود والترمذي، وَقالَ: حديث حسن صحيح).

 

27- عن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: كَانَ النَّبيُّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- يزور قُبَاءَ رَاكِباً وَمَاشِياً، فَيُصَلِّي فِيهِ رَكْعَتَيْنِ. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. وفي رواية: كَانَ النَّبيُّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- يَأتي مَسْجِد قُبَاءَ كُلَّ سَبْتٍ رَاكباً، وَمَاشِياً وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَفْعَلُهُ.

 

28- عن نافع، أن ابن عمر، كان يقول عن النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم-: “إذا دعا أحدكم أخاه، فليجب عرسا كان أو نحوه”(رواه مسلم: 1429).

 

29- عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال قال -صلّى اللّه عليه وسلّم- “قال الله تعالى: “حقت محبتي للمتحابين في، وحقت محبتي للمتواصلين في وحقت محبتي للمتناصحين في وحقت محبتي للمتزاورين في، وحقت محبتي للمتباذلين في”(رواه أحمد في المسند: 22032 وانظر صحيح الجامع: 2-4321).

 

30- عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-: “ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة؟ النبي في الجنة، والصديق في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والرجل يزور أخاه في ناحية المصرلا يزوره إلا لله عز وجل، ونساؤكم من أهل الجنة الودود الولود العؤود على زوجها التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها، وتقول: لا أذوق غمضا حتى ترضى” (أخرجه تمام الرازي في الفوائد (ق 202 / 1) وعنه ابن عساكر (2 / 87 / 2) بتمامه، وأبو بكر الشافعي في “ الفوائد “ (ق 115 - 116) وانظر السلسلة الصحيحة: 287).

 

31- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: “زار رجل أخا له في قرية فأرصد الله له ملكا على مدرجته، فقال: أين تريد؟ قال: أخا لي في هذه القرية. فقال هل له عليك من نعمة تربها؟ قال: لا إني أحبه في الله. قال فأني رسول الله إليك أن الله أحبك كما أحببته”(رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني).

 

32- عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-: “إِذَا دَخَلْتُمْ بَيْتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهِ، وَإِذَا خَرَجْتُمْ فَأَوْدِعُوا أَهْلَهُ السَّلَامَ”(شعب الإيمان للبيهقي: 459 وانظر صحيح الجامع: (1-526).

 

33- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال -صلّى اللّه عليه وسلّم- “إذا زار أحدكم أخاه فجلس عنده فلا يقومن حتى يستأذنه”(رواه أبو الشيخ في “ تاريخ أصبهان “ (113) وصححه الألباني. انظر الصحيح الجامع: 1-583).

 

34- عن مالك بن الحويرث، قال: كان يأتينا في مصلانا، فقيل له: تقدم فصل، فقال: ليصل بعضكم حتى أحدثكم لم لم أصل بكم، فلما صلى القوم قال: قال رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-: “إذا زار أحدكم قوما، فلا يصل بهم ليصل بهم رجل منهم”(رواه أحمد في المسند: 15603، وصححه الألباني. انظر صحيح الجامع: 1-584).

 

35- عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-: “إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه”(رواه ابن ماجه: 3712 وصححه الألباني).

 

36- عن سلمان -رضي الله عنه- أن النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم-: “نهى عن التكلف للضيف”(صحيح الجامع: 2-6871).

 

37- عن أبي شريح الخزاعي، قال: سمع أذناي ووعاه قلبي: النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- يقول: “الضيافة ثلاثة أيام، جائزته” قيل: ما جائزته؟ قال: “يوم وليلة، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت”(رواه البخاري: 6476).

 

38- عن سهل بن سعد قال: إنا كنا نفرح بيوم الجمعة، كانت لنا عجوزٌ تأخذ من أصول سلقٍ - والسلق نبات معروف- لنا كنا نغرسه في أربعائنا -والأربعاء: هو الجدول، أو النهر الصغير، أو الساقية- فتجعله في قدرٍ لها، فتجعل فيه حباتٍ من شعير لا أعلم إلا أنه قال: ليس فيها شحبٌ، ولا ودكٌ - لا لحم ولا دهن ولا شيء، مجرد سلق عليه شيء من الشعير- فإذا صلينا الجمعة زرناها -أي: زرنا العجوز بعد صلاة الجمعة- فقربته إلينا، فكنا نفرح بيوم الجمعة من أجل ذلك. (رواه البخاري في صحيحه).

 

39- عن عطاء قال: دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة فقالت لعبيد بن عمير: قد آن لك أن تزورنا فقال: أقول يا أمه كما قال الأول: زر غبا تزدد حبا قال: فقالت: دعونا من رطانتكم هذه قال ابن عمير: أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فسكتت ثم قالت: لما كان ليلة من الليالي قال: (يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي) قلت: والله إني لأحب قربك وأحب ما سرك قالت: فقام فتطهر ثم قام يصلي قالت: فلم يزل يبكي حتى بل حجره قالت: ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل لحيته قالت: ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله لم تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر؟ قال: (أفلا أكون عبدا شكورا لقد نزلت علي الليلة آية ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها (إن في خلق السموات والأرض .... ) الآية كلها [آل عمران: 190]. (التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان: 619، وقال الألباني: حسن. انظر الصحيحة: 68).

 

40- عن أنس -رضي الله عنه- قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يزور الأنصار، ويُسلم على صبيانهم، ويمسح رءوسهم (رواه النسائي بسند صحيح).

 

 

الاثار

1- قال عمر بن الخطاب - -رضي الله عنه- -: “ما أعطي عبدٌ بعد الإسلام خيراً من أخٍ صالح”(قوت القلوب).

 

2- وقال أيضاً: “إذا أصاب أحدُكم ودّاً من أخيه فليتمسَّك به، فقلما يصيب ذلك”(إحياء علوم الدين).

 

3- قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه‏: “ثلاث يصفين لك ود أخيك‏:‏ تسلم عليه إذا لقيته، وتوسع له فى المجلس، وتدعوه بأحب أسمائه إليك‏”(منهاج القاصدين).

 

4- قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: “ثلاثة لا أكافئهم: رجل بدأني بالسلام، ورجل وسع لي في المجلس، ورجل اغبرت قدماه من المشي إليَّ ؛ إرادة التسليم عليَّ.

أما الرابع فلا يكافئه عني إلا الله “. قيل: من هو؟

قال: “رجل نزل به أمر فبات ليلته يفكر بمن ينزله، ثم رآني أهلاً لحاجته فأنزلها بي”(شعب الإيمان).

 

5- قال الحسن البصري: “استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة”(معارج القبول).

 

6- قال عمر بن عبد العزيز: “لا تصحبْ مِنَ الأصحاب مَنْ خَطَرُك عنده على قدر قضاء حاجته، فإذا انقضت حاجته انقطعت أسباب مودته، واصحب من الأصحاب ذا العلا في الخير، والإفادة في الحق”.

 

7- قال الأحنف: “من حق الصديق أن يحتمل له ظلم الغضب، وظلم الدَّالَةِ، وظلم الهفوة”(الصداقة والصديق لأبي حيان التوحيدي).

 

8- قال الفضيل بن عياض: “من المعروف أن ترى المنة لأخيك عليك إذا أخذ منك شيئاً؛ لأنه لولا أخذه منك ما حصل لك الثواب، وأيضاً فإنه خصك بالسؤال، ورجى فيك الخير دون غيرك”(مواعظ الإمام الفضيل بن عياض لمحمد الحمد).

 

9- وقال أيضاً: “من علامة المنافق أن يحب المدح بما ليس فيه، ويكره الذم بما فيه، ويبغض من يبصره بعيوبه، ويفرح إذا سمع بعيب أحد من أقرانه”(مواعظ الإمام الفضيل بن عياض لمحمد الحمد).

 

10- قال ابن عائشة: “جزعُك في مصيبة صديقك أحسن من صبرك، وصبرك في مصيبتك أحسن من جزعك”(الصداقة والصديق لأبي حيان التوحيدي).

 

11- قال ابن مناذر: “كنت أمشي مع الخليل فانقطع شِسْعُ نعلي فخلع نعله، فقلت له: ما تصنع؟ قال: أواسيك بالحفاء”(الصداقة والصديق لأبي حيان التوحيدي).

 

12- قال حاتم الأصم: “أربعة تُذهب الحقد بين الإخوان: المعاونة بالبدن، واللطف باللسان، والمواساة بالمال، والدعاء في الغيب”.

 

13- قال الشافعي رحمه الله: “ضياع العالم أن يكون بلا إخوان، وضياع الجاهل قلة عقله، وأضيع منهما من واخى لا عقل له”.

 

14- وقال أيضاً: “ليس سرور يعدل صُحبةَ الأخوان ولا غمّ يعدل فراقهم”(شعب الإيمان.

 

15- قال أبو حيان التوحيدي: “سمعت أبا دُلَف الخزرجي يقول: أنا أستجفي الشاعر الذي يقول:

والله لا كنت في حسابي *** إلا إذا كنت في حسابكْ

فإن تزرني أَزُرْكَ أو إن *** تقف ببابي أقف ببابكْ

 

وكان يقول: “ما هذه الغلظة، والفظاظة؟! وما هذه المكايسة والمصادقة؟! أفليس لو قابلك صاحبك بمثل هذا الأمر وقف الأمر بينكما؟ وانتكث حبل المودة عنكما؟ ودبَّت الشحناء في طي حالكما؟”(الصداقة والصديق لأبي حيان التوحيدي).

 

16- قيل للعتابي: إنك تلقى الناسَ كلَّهم بالبشر!. قال: “دفع ضغينة بأيسر مؤونة، واكتساب إخوان بأيسر مبذول”.

 

17- كان أحمد بن حرب -رحمه الله تعالى- يقول: “ليس شيء أنفع لقلب العبد من مخالطة الصالحين والنظر إلى أفعالهم، وليس شيء أضر على القلب من مخالطة الفاسقين والنظر إلى أفعالهم”.

 

18- قال بعض أهل العلم: “دواء القلب بخمسة أشياء: قراءة القرآن بتدبر، خلاء البطن، قيام الليل، التضرع عند السحر، مجالسة الصالحين “.

 

19- قال ابن حزم: “إياك ومخالفة الجليس، ومعارضةَ أهلِ زمانك فيما لا يضرك في دنياك ولا أخراك وإن قل؛ فإنك تستفيد بذلك الأذى والمنافرة، والعداوة. وربما أدى ذلك إلى المطالبة والضرر العظيم دون منفعة أصل”(الأخلاق والسير لابن حزم الأندلسي).

 

20- قال أعرابي: “السؤال عن الصديق أحدُ السؤالين”(الصداقة والصديق لأبي حيان التوحيدي).

 

21- قال أرسطو طاليس: “تعهَّدِ الإخوانَ بإحياء الملاطفة؛ فإن التاركَ متروك، ثم تَعَهَّدْ إخوانَ الإخوان؛ فإن إخوانَ الإخوان من الإخوان، وهم منزلة العَلَم المستَدَلِّ به على الوفاء، ثم تعهدْ أهلَ المكاشرة المتشبهين بالإخوان بالصبر عليهم؛ إما طمعاً في تحويل ذلك منهم صدقاً، وإما اتقاء كلمة فاجر وقعت في سمع مائق ذي دولة”(الصداقة والصديق لأبي حيان التوحيدي).

 

22- قال فيلسوف: “لا تقطع أحداً إلا بعد عجز الحيلة عن استصلاحه، ولا تُتْبِعْهُ بعد القطيعة وقيعة؛ فينسد طريقه عن الرجوع إليك؛ فلعل التجارب ترده إليك، وتصلحه لك”(الصداقة والصديق لأبي حيان التوحيدي).

 

23- مرض قيس بن سعد بن عبادة -رضي اللّه عنهما- مرّة، فاستبطأ إخوانه في العيادة، فسأل عنهم، فقالوا: إنّهم كانوا يستحيون ممّا لك عليهم من الدّين. فقال أخزى اللّه مالا يمنع الإخوان من الزّيارة. ثمّ أمر مناديا ينادي: من كان لقيس عليه مال فهو منه في حلّ. فما أمسى حتّى كسرت عتبة بابه لكثرة من عاده. (مدارج السالكين: 2-304).

 

24- عن حذيفة -رضي اللّه عنه- قال: لكلّ أمّة مجوس، ومجوس هذه الأمّة الّذين يقولون لا قدر، من مات منهم فلا تشهدوا جنازته، ومن مرض منهم فلا تعودوهم، وهم شيعة الدّجّال، وحقّ على اللّه أن يلحقهم بالدّجّال. (سنن أبي داود: 4692).

 

25- عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال: لا تعودوا شرّاب الخمر إذا مرضوا. ( فضل اللّه الصمد 1 (529) (ص 626).

 

26- قال المهلّب: لا نقص على الإمام في عيادة مريض من رعيّته ولو كان أعرابيّا جافيا، ولا على العالم في عيادة الجاهل ليعلّمه ويذكّره بما ينفعه، ويأمره بالصّبر لئلّا يتسخّط قدر اللّه فيسخط عليه، ويسلّيه عن ألمه، بل يغبطه بسقمه، إلى غير ذلك من جبر خاطره وخاطر أهله. (فتح الباري: 10-124).

 

27- قال الأثرم: قيل لأبي عبد اللّه: فلان مريض، وكان عند ارتفاع النّهار في الصّيف، فقال: ليس هذا وقت عيادة. (فتح الباري: 10-118، والآداب الشرعية لابن مفلح: 2-200).

 

28- قال الأعمش: كنّا نقعد في المجلس فإذا فقدنا الرّجل ثلاثة أيّام سألنا عنه فإن كان مريضا عدناه. (غذاء الألباب: 2-8).

 

29- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أنه سأل أقرانه وأصحابه هل تتزاورون؟ قالوا: نعم، حتى إن أحدنا ليزور أخاه في ناحية الكوفة. [رواه الدارمي في سننه] .

 

القصص

1- كان طاوس بن كيسان أحد التابعين العباد كان يصلي في الحرم صلاة العصر, ثم يستقبل ويجثو على ركبتيه, ويرفع يديه فيبقى يدعو من صلاة العصر إلى صلاة المغرب, قالوا: وسقطت قلنسوته وهو يبكي في الدعاء فما شعر أن قلنسوته سقطت، ذهب في السحر قبل الفجر يزور أخاً له, فطرق عليه الباب, فوجد أخاه نائماً, فخرج أخوه وقال: ما لك يا طاوس؟ قال: أتيت أزورك, قال: في السحر كنت نائماً, قال: والله ما ظننت أن مسلماً ينام في السحر, قال: كيف؟ قال: لأنَّا روّينا في الحديث -أي: أخبرونا في الحديث أن الله عز وجل “ينزل إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير, فيقول: هل من سائل فأعطيه؟ هل من داعٍ فأجيبه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟”.

 

2- عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه قال: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلةً فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليست له حاجةٌ في الدنيا فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاماً فقال: كل قال: فإني صائم قال: ما آنا بآكلٍ حتى تأكل قال: فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، قال: نم، فنامَ، ثم ذهب يقوم، فقال: نم فلما كان من آخر الليل قال سلمان: قم الآن، فصليّا، فقال له سلمان: إن لربك عليك حقاً، ولنفسك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، فأعط كل ذي حقٍ حقه، فأتى أبو الدرداء النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صدق سلمان. (رواه البخاري). 

 

3- قال خارجة بن زيد النحوي: دخلت على محمد بن سيرين بيته زائراً فوجدته جالساً بالأرض، فألقى إليّ وسادة، فقلتُ له: إني قد رضيت لنفسي ما رضيت لنفسك -أنت جالس من غير وسادة فأريد أن أجلس من غير وسادة- فقال: إني لا أرضى لك في بيتي ما أرضى به لنفسي، واجلس حيث تؤمر، فلعل الرجل في بيته شيءٌ يكره أن تستقبله، وكذلك نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن رد الوسائد إذا أعطاك وسادة لتستعملها.

 

4- أرسل النبي عليه الصلاة والسلام معاذاً وأبا موسى إلى اليمن فقال لهما: (يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا) فانطلقا، فقال معاذ لـ أبي موسى: [كيف تقرأ القرآن؟ قال: قائماً وقاعداً وعلى راحلتي وأتفوقه تفوقاً، قال: أما أنا فأنام وأقوم، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي، وضرب فسطاطاً] وفي رواية الإمام أحمد: فكان لكل واحد منهما فسطاط: مكان يأتيه فيه الناس ليتعلموا. وفي صحيح البخاري: (فجعلا يتزاوران) مع أنهما رسولا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فزار معاذ أبا موسى فإذا رجلٌ موثقٌ فقال: ما هذا؟ قال أبو موسى: يهوديٌ أسلم ثم ارتد، فقال معاذ: لأضربن عنقه، لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (من بدل دينه فاقتلوه) (صحيح البخاري).

 

5- عن أبي وائل قال: قال: غدونا إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يوماً بعدما صلينا الغداة فسلمنا في الباب! فأذن لنا، فمكثنا بالباب هنيةً قال: فخرجت الجارية فقالت: ألا تدخلون؟ فدخلنا فإذا هو جالسٌ يُسبح فقال: ما منعكم أن تدخلوا وقد أُذن لكم، فقلنا: لا. إلا أننا ظننا أن بعض أهل البيت نائم قال: ظننتم بآل أم عبد غفلة؟ قال: ثم أقبل يسبح -أي: أنه لم يقطع العبادة لأجل الزيارة، حتى ظن أن الشمس قد طلعت، قال: يا جارية! انظري هل طلعت؟ فنظرت فإذا هي قد طلعت، فقال: الحمد لله الذي أقالنا يومنا هذا، قال مهدي بن ميمون: أحسبه قال: ولم يهلكنا بذنوبنا، فقال رجلٌ من القوم: قرأت البارحة المفصل كله، فقال عبد الله: هذاً كهذ الشعر؟. (رواه مسلم).

 

6- عن أنس رضي الله عنه قال: قال أبو بكر لـعمر -رضي الله عنهما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم-: انطلق بنا إلى أم أيمن رضي الله عنها نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها. (رواه مسلم في صحيحه).

 

7- كان قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنهما من الأجواد المعروفين حتى إنه مرض مرة فاستبطأ إخوانه في العيادة فسأل عنهم فقالوا: إنهم كانوا يستحيون مما لك عليهم من الدين فقال: أخزى الله مالا يمنع الإخوان من الزيارة ثم أمر مناديا ينادي: من كان لقيس عليه مال فهو منه في حل فما أمسى حتى كسرت عتبة بابه لكثرة من عاده.

 

8- قال أبو غسان غناة بن كليب: اجتمعت أنا ومحمد بن النضر الحارثي وعبدالله بن المبارك والفضيل ورجل آخر، فصنعت لهم طعاماً، فلم يخالف محمد بن النضر علينا في شيء، فقال له ابن المبارك: ما أقلَّ خِلافكَ، فأنشد:

وإذا صاحبتَ فاصحبْ ماجداً *** ذا حياءٍ وعفافٍ وكرمْ

قوله للشيء لا إن قلـت لا *** وإذا قلـت نعم قال نعم

 

9- قالوا: كان الإمام أحمد إذا بلغه عن شخص صلاح، أو زهد، أو قيام بحق أو اتباع للأمر - سأل عنه، وأحب أن يجري بينه وبينه معرفة، وأحب أن يعرف أحواله.

 

 

 

الاشعار

1- قال الشاعر:

إذا شئت أن تقلى فزر متواتراً *** وإن شئت أن تزدد حباً فزر غباً

 

2- وقال آخر:

إني رأيتك لي محباً وإلي حين أغيب صباً *** فهجرت لا لملالةٍ حدثت ولا استحدثت ذنباً

إلا لقول نبينا زوروا على الأيام غباً *** ولقوله من زار غباً منكم يزداد حباً

 

3- قال محمد الخضر حسين:

جفا الصديق فناجيت الفؤاد بأن *** يبيت في جفوة تلقاء جفوته

أبى وقال أصون العهد متَّئِداً *** فَرًبَّ ودٍّ صفا من بعد غُـبرته

عاد الصديق فأصفى ودَّه فإذا *** حديث نواي منسوخٌ برمَّـته

إن تلقَ طبعاً رقيقاً فاغرسَنَّ به *** مودةً يُسْقِها من ماء رقَّـته

 

4- قال ابن عباس رضي الله عنه:

إذا طارقاتُ الهمِّ ضاجعت الفتى *** وأعمل فكرَ الليلِ والليلُ عاكرُ

وباكرني في حاجة لم يجد بـها *** سواي ولا من نكبة الدهر ناصرُ

فرجت بمالي همـه من مقـامه *** وزايلـه همٌّ طـروقٌّ مسامـرُ

وكـان له فضل علي بظنـه *** بي الخير إني للـذي ظـن شاكرُ

 

5- قال محمد الخضر حسين:

فأبيت أن أرد الظلال وصاحبـي *** يلقى وهيج الشمس في غلوائه

ولو احتسى الماءَ الزُّعاقَ حسوته *** عَبَّاً ولو جـاء الفرات بمـائه

سايرت خـلاً في الهجير فحـادَ *** عن ظـلٍّ وآثرني ببرد هـوائه

والـود إن شابَتْه يومـاً أثـرةٌ *** ذهبت معـالمُ صدقه ووفـائه

 

6- قال الشافعي:

أحبُّ من الإخوان كل مُواتِ *** وكل غضيض الطرف عن عثراتي

يساعدني في كـل أمـر أحبه *** ويحفظنـي حيـاً وبعـد مماتي

فمن لي بهذا ليت أني وجدته *** فقاسـمته ما لي مـن الحسنات

 

7- قال أحدهم:

القَ بالبشر مَنْ لقيت من النا *** س جميعاً ولاقهم بالطلاقهْ

تَجْنِ منهم به جناءَ ثمارٍ طيباً *** طعمُـه لذيـذَ المذاقـهْ

ودعِ التيهَ والعبوسَ عن النا *** س فإن العبوسَ رأسُ الحماقهْ

كلما شئت أن تعاديَ عاديـ *** ـت صديقاً وقد تعز الصداقهْ

 

8- قال أحدهم:

ولا تصحب أخا الجهل *** وإيـاك وإيـاه

فكم من جاهل أردى *** حليماً حين يلقاه

يقـاس المـرء بالمرء *** إذا مـاهو ماشاه

 

9- قال أحدهم:

إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم *** ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي

 

10- قال الشّافعيّ -رضي اللّه عنه-:

مرض الحبيب فعدته *** فمرضت من حذري عليه

فأتى الحبيب يعودني *** فشفيت من نظري إليه

(الاداب الشرعية لابن مفلح (2/ 200).

 

11- ذكر ابن الصّيرفيّ الحرّانيّ في نوادره قول بعض الشّعراء:

لا تضجرنّ عليلا في مساءلة *** إنّ العيادة يوم بين يومين

بل سله عن حاله وادع الإله له *** واجلس بقدر فواق بين حلبين

من زار غبّا أخا دامت مودّته *** وكان ذاك صلاحا للخليلين

(غذاء الألباب (2/ 10).

 

متفرقات

1- قال الغزاليّ: ومنها (أي من حقوق المسلم على المسلم): أن يعود مرضاهم ..، وأدب العائد خفّة الجلسة، وقلّة السّؤال، وإظهار الرّقّة، والدّعاء بالعافية، وغضّ البصر عن عورات الموضع، وعند الاستئذان لا يقابل الباب، ويدقّ برفق، ولا يقول: أنا، إذا قيل له: من؟، ولا يقول: يا غلام، ولكن يحمّد ويسبّح. (إحياء علوم الدين: 2-206).

 

2- قال الأستاذ خالد محمّد خالد: إنّ هذا المريض يغالب العلّة وتغالبه، ويصارع السّقم ويصارعه، وهو أكثر النّاس حاجة إلى كلّ ما تستطيعه العلاقات الإنسانيّة من سلوى، وعون، وبثّ للعزيمة والأمل والطّمأنينة والسّرور.

 

هناك عند كلّ مريض تجد باقة من الزّهر النّديّ العطر، مهداة من الرّسول الّذي أرسله اللّه رحمة للعالمين. ومن زهراته الطّيّبات: قوله “من عاد مريضا لم يزل في خرفة الجنّة حتّى يرجع ... الحديث”. ويخبرنا صلّى اللّه عليه وسلّم بما لعيادة المريض من جلال وخطر حين يقول لنا: “إنّ اللّه عزّ وجلّ يقول يوم القيامة: يابن آدم، مرضت فلم تعدني ... الحديث” أيّة صورة من صور الحثّ والتّكريم تفوق الصّورة أو حتّى تضاهيها؟ وأنّى للعلاقات الإنسانيّة أن تجد لها ضميرا كهذا الّذي تجده في كلمات الرّسول؟ ( كما تحدّث الرسول: 2/207-209).

 

3- قال ابن مفلح رحمه الله: ينبغي أن ينظر إلى عرف صاحب المنزل وعادته في ذلك، فلا يجوز له أن يتعداه، هل عرف صاحب المنزل أنه يجلس الضيوف في أي مكان؟ فإذا كان هناك مكان معين عادة أن صاحب البيت يجلس فيه الضيف جلس فيه الزائر، إذا ما عين ولم يتكلم، فإننا ننظر إلى العرف أين المكان فنجلس فيه، فإن لم يكن له عرفٌ ولا عادة فالعرف والعادة في ذلك الجلوس بلا إذنٍ خاص فيه لحصوله للإذن في الدخول، فما دام أنه أدخلك البيت فمعنى ذلك أن تنتقي مكاناً وتجلس فيه إذا لم يكن لصاحب البيت عُرفاً ولا عادة.

 

4- قال ابن الجوزي رحمه الله: ومن آداب الزائر ألاَّ يقترح طعاماً بعينه، وإن خُيِّر بين طعامين اختار الأيسر، إلا أن يعلم أن مضيفه يسر باقتراحه مثلاً، ولا يقصر عن تحصيل ذلك، فإنه يطلب ويعين، وإذا لم يكن عندك شعورٌ بذلك فعرض عليك الخيرة فاختر الأيسر، وإذا لم يخبرك بشيء من الطعام فلا تقل: اصنع لي طعاماً، إلا إذا كان كلامك يسره، ولا يكلف عليه، ويعتبره من الأخوة القوية، فعند ذلك تطلب منه.

 

5- قال ابن بطال رحمه الله: "الصديق الملاطف لا تزيده كثرة الزيارة إلا محبة بخلاف غيره".

 

6- يقول الشيخ محمد صالح المنجد: "ومن المؤسف! وهذا كلامٌ أوجهه إلى الدعاة إلى الله عز وجل أن هناك تقصيراً كبيراً في التزاور بين الدعاة إلى الله سبحانه وتعالى، والزيارة في الله عبادة، وليست مقصورة على قومٍ معينين أو فئةٍ معينة، الزيارة في الله عامة للجميع، وهناك كثيرٌ من الدعاة يقصرون في زيارة بعضهم بعضاً، وقد يكون هناك من الاجتهادات في الدعوة إلى الله ما تجعل أقواماً ينغلقون على بعضهم دون آخرين فلا يزورونهم، والزيارة حق إسلامي وحق شرعي، ونحن أمة واحدة. نعم! أنا قد أزور فلاناً أكثر لأن بيني وبينه روابط مشتركة كثيرة، لكن أترك إخواني في الله والدعاة الآخرين لا أزورهم، يجب أن تكون الزيارة في الله فوق الاختلافات والاجتهادات إذا كانت داخل دائرة الإطار المقبول الصحيح الشرعي المنهجي. يجب أن تكون الزيارة في الله، لا زيارة أهل البدع، والكفار والمنافقين والمشركين، لكن هؤلاء إخوانك في الله، فلا يجوز أن يفرق بينك وبينهم أي نوع من أنواع الاختلاف في الاجتهادات، بل ينبغي أن تزول هذه الحواجز التي تمنع الزيارات. صحيح أنك لا تتدخل في خصوصيات الآخرين، ولا تزور زيارة يُسَاءُ الظن بك فيها، لكن تنتقي الأوقات المناسبة لزيارة إخوانك في الله من الدعاة -جميعاً- مهما كانت مقاصدهم ما دام أنهم يسعون لخدمة الإسلام وهم على السنة وليسوا أصحاب بدع ولا ضلالات".

 

 

الإحالات

1- الآداب؛ البيهقي تحقيق عبد القدوس نذير.

 

2- الآداب الشرعية؛ ابن مفلح الحنبلي.

 

3- الأخلاق الإسلامية؛ عبد الرحمن الميداني.

 

4- بهجة المجالس وأنس المجالس – القرطبي.

 

5- روضة العقلاء ونزهة الفضلاء؛ ابن حبان.

 

6- الزيارة بين النساء؛ خولة درويش.