رقية

2022-10-12 - 1444/03/16

التعريف

الرقى لغة: جمع رقية، وهي العوذة. أو ما يعرف عند العامة ب- "العزيمة"، أو "التعويذة" التي يرقى بها صاحب الآفة - كالحمى والصرع، وتقرأ على المريض أو اللديغ أملا في شفائه. (انظر من كتب اللغة: المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده 6/ 309. ولسان العرب لابن منظور 13/ 332، وتاج العروس للزبيدي 10/ 154).

 

ولا يبعد المعنى الشرعي للرقية عن المعنى اللغوي كثيرا؛ فالرقية شرعا: ما يقرأ على المريض من الآيات القرآنية، أو الأدعية المشروعة، أو غيرها من الأدعية المباحة المجربة. (انظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 1/ 182، 328، 10/ 195).

 

وفي تعريف آخر: "الرقية شرعا هي العوذة بضم العين أي ما يرقى به من الدعاء لطلب الشفاء"(عون المعبود للآبادي شرح سنن أبي داود:10-380)

العناصر

1- بيان معنى الرقية.   2- الرقى الشرعية، وشروطها.   3- حماية النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه من الشرك.

الايات

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ)[يونس:57].   قال الله تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [الإسراء: 82]   قال الله تعالى: (وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ)[الكهف: 39].   قال الله تعالى: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً)[الفرقان:23].   قال الله تعالى: (قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ)[الزمر:39].   قال الله تعالى: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ) [فصلت:44].   قال الله تعالى: (وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ)[الْقَلَمِ:51].   آيات الرقية:   قال الله تعالى: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)[البقرة:254-257].   قال الله تعالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)[البقرة:284-286].   قال الله تعالى: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد ٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ)[الإخلاص].   قال الله تعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)[الفلق].   قال الله تعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ)[الناس].  

الاحاديث

1- عن زينب، امرأة عبد الله عن عبد الله، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الرقى، والتمائم، والتولة شرك" قالت: قلت: لم تقول هذا؟ والله لقد كانت عيني تقذف وكنت أختلف إلى فلان اليهودي يرقيني فإذا رقاني سكنت، فقال عبد الله: إنما ذاك عمل الشيطان كان ينخسها بيده فإذا رقاها كف عنها، إنما كان يكفيك أن تقولي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أذهب البأس رب الناس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما"(رواه أبو داود:3883، وصححه الألباني).   2- عن عوف بن مالك الأشجعي، قال: كنا نرقي في الجاهلية فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك فقال: "اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك"(رواه مسلم:2200).   3- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الْعَيْنُ حَقٌّ، وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابِقُ الْقَدَرِ سَبَقَتِ الْعَيْنُ، وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا"(رواه مسلم:2188).   9- عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَرَجَ وَسَارُوا مَعَهُ نَحْوَ مَكَّةَ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِشِعْبِ الْحَرَّارِ مِنَ الْجُحْفَةِ اغْتَسَلَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ، وَكَانَ رَجُلًا أَبْيَضَ حَسَنَ الْجِسْمِ وَالْجِلْدِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ - أَخُو بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ- وَهُوَ يَغْتَسِلُ فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ! فَلِيطَ سَهْلٌ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ لَكَ فِي سَهْلٍ، وَاللَّهِ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَلَا يُفِيقُ؟ قَالَ: "هَلْ تَتَّهِمُونَ فِيهِ مَنْ أَحَدٍ؟" قَالُوا: نَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامِرًا فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ وَقَالَ: "عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ؟ هَلَّا إِذَا رَأَيْتَ مَا يُعْجِبُكَ بَرَّكْتَ" ثُمَّ قَالَ لَهُ: "اغْتَسِلْ لَهُ" فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَمَرْفِقَيْهِ وَرُكْبَتَيْهِ وَأَطْرَافَ رِجْلَيْهِ وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ فِي قَدَحٍ، ثُمَّ صُبَّ ذَلِكَ الْمَاءُ عَلَيْهِ، فَصَبَّهُ رَجُلٌ عَلَى رَأْسِهِ وَظَهْرِهِ مِنْ خَلْفِهِ ثُمَّ يَكْفَأُ الْقَدَحَ وَرَاءَهُ، فَفَعَلَ ذَلِكَ فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ النَّاسِ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ (رواه أحمد:3/ 486، 487، ورواه مالك في الموطأ:2-228، وابن ماجه:3509، وصححه الألباني).   10- عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ جِبْرِيلَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ؟ قَالَ: "نعم" قال: باسم اللَّهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ اللَّهُ يَشْفِيكَ (رواه مسلم:2186).   11- عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا مَرِضَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ نَفَثَ عَلَيْهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، فَلَمَّا مَرِضَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، جَعَلْتُ أَنْفُثُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُهُ بِيَدِ نَفْسِهِ، لِأَنَّهَا كَانَتْ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْ يَدِي. (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).   12- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.   13- عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا اشْتَكَى الْإِنْسَانُ الشَّيْءَ مِنْهُ، أَوْ كَانَتْ بِهِ قَرْحَةٌ أَوْ جُرْحٌ، قَالَ: النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بِإِصْبَعِهِ هَكَذَا، وَوَضَعَ سُفْيَانُ سَبَّابَتَهُ بِالْأَرْضِ، ثُمَّ رَفَعَهَا "بِاسْمِ اللهِ، تُرْبَةُ أَرْضِنَا، بِرِيقَةِ بَعْضِنَا، لِيُشْفَى بِهِ سَقِيمُنَا، بِإِذْنِ رَبِّنَا". صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ   14- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: نَزَلْنَا مَنْزِلًا فَأَتَتْنَا امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: إِنَّ سَيِّدَ الْحَيِّ سَلِيمٌ لُدِغَ، فَهَلْ فِيكُمْ مِنْ رَاقٍ؟ فَقَامَ مَعَهَا رَجُلٌ مِنَّا، مَا كُنَّا نَظُنُّهُ يُحْسِنُ رُقْيَةً، فَرَقَاهُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَبَرَأَ، فَأَعْطَوْهُ غَنَمًا، وَسَقَوْنَا لَبَنًا، فَقُلْنَا: أَكُنْتَ تُحْسِنُ رُقْيَةً؟ فَقَالَ: مَا رَقَيْتُهُ إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ قَالَ فَقُلْتُ: لَا تُحَرِّكُوهَا حَتَّى نَأْتِيَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: "مَا كَانَ يُدْرِيهِ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟ اقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ مَعَكُمْ"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).   15- عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن عاد مريضًا لم يَحضُرْ أجَلُهُ فقال عنده سَبْعَ مِرارٍ: أسأَلُ اللهَ العظيمَ رَبَّ العَرْشِ العظيمِ أنْ يشفيَكَ، إلّا عافاه اللهُ مِن ذلك المَرَضِ"(أخرجه أبو داود:٣١٠٦، واللفظ له، والترمذي:٢٠٨٣، وصححه الألباني).   16- عَنْ عُثْمانَ بنِ أَبِي العاصِ الثَّقَفِيِّ، أنَّهُ شَكا إلى رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعًا يَجِدُهُ في جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ فَقالَ له رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ضَعْ يَدَكَ على الذي تَأَلَّمَ مِن جَسَدِكَ، وَقُلْ باسْمِ اللهِ ثَلاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرّاتٍ أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحاذِرُ"(رواه مسلم:٢٢٠٢).   17- عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذُ الحَسَنَ والحُسَيْنَ، ويقولُ: "إنَّ أَباكُما كانَ يُعَوِّذُ بها إسْماعِيلَ وإسْحاقَ: أَعُوذُ بكَلِماتِ اللَّهِ التّامَّةِ، مِن كُلِّ شيطانٍ وهامَّةٍ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ"(رواه البخاري:٣٣٧١).   18- عن خولة بنت حكيم رضي الله عنه قال: "مَن نَزَلَ مَنْزِلًا، ثُمَّ قالَ: أَعُوذُ بكَلِماتِ اللهِ التّامّاتِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ شيءٌ، حتّى يَرْتَحِلَ مِن مَنْزِلِهِ ذلكَ"(رواه مسلم:٢٧٠٨).   19- عن جد عمرو بن شعيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا فزعَ أحدُكُم في النَّومِ فليقُلْ: أعوذُ بِكَلِماتِ اللَّهِ التّامّاتِ من غَضبِهِ وعقابِهِ وشرِّ عبادِهِ، ومن همَزاتِ الشَّياطينِ وأن يحضُرونِ فإنَّها لن تضُرَّهُ"(رواه الترمذي:٣٥٢٨، وصححه الألباني).   20- عن عبدالرحمن بن خنبش رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاني جبريلُ، فقال: يا محمدُ: قُلْ، قُلْتُ: وما أَقُولُ؟ قال: قُلْ: أعوذُ بكلماتِ اللهِ التّامّاتِ، التي لا يُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فاجِرٌ من شرِّ ما خلقَ، وذَرَأَ، وبَرَأَ ومن شرِّ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ، ومن شرِّ ما يَعْرُجُ فيها، ومن شرِّ ما ذَرَأَ في الأرضِ وبرأَ، ومن شرِّ ما يخرجُ مِنْها، ومن شرِّ فِتَنِ الليلِ والنَّهارِ، ومن شرِّ كلِّ طارِقٍ، إلّا طارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ، يا رَحْمَنُ"(أخرجه أحمد:١٥٤٩٩، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة:٨٤٠).   21- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كانَ أَبُو صالِحٍ يَأْمُرُنا، إذا أَرادَ أَحَدُنا أَنْ يَنامَ، أَنْ يَضْطَجِعَ على شِقِّهِ الأيْمَنِ، ثُمَّ يقولُ: "اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَواتِ وَرَبَّ الأرْضِ وَرَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ، رَبَّنا وَرَبَّ كُلِّ شيءٍ، فالِقَ الحَبِّ والنَّوى، وَمُنْزِلَ التَّوْراةِ والإِنْجِيلِ والْفُرْقانِ، أَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ كُلِّ شيءٍ أَنْتَ آخِذٌ بناصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الأوَّلُ فليسَ قَبْلَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فليسَ بَعْدَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الظّاهِرُ فليسَ فَوْقَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الباطِنُ فليسَ دُونَكَ شيءٌ، اقْضِ عَنّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنا مِنَ الفَقْرِ". وَكانَ يَرْوِي ذلكَ عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم (رواه مسلم:٢٧١٣).   22- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: كانَ إذا اشْتَكى رَسولُ اللهِ صَلّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ رَقاهُ جِبْرِيلُ، قالَ: "باسْمِ اللهِ يُبْرِيكَ، وَمِنْ كُلِّ داءٍ يَشْفِيكَ، وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إذا حَسَدَ، وَشَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ"(رواه مسلم:٢١٨٥).   23- عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري قال مرَّ عامرُ بنُ ربيعةَ بسَهلِ بنِ حنيفٍ وَهوَ يغتسلُ فقالَ: لم أرَ كاليومِ ولا جِلدَ مُخبَّأةٍ فما لبثَ أن لُبِطَ بِهِ فأتيَ بِهِ النَّبيَّ صَلّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فقيلَ لَهُ: أدرِك سَهلًا صريعًا. قالَ: "من تتَّهمونَ بِهِ؟" قالوا: عامرَ بنَ ربيعةَ، قالَ: "علامَ يقتلُ أحدُكم أخاهُ إذا رأى أحدُكم من أخيهِ ما يعجبُهُ فليدعُ لَهُ بالبرَكةِ" ثمَّ دعا بماءٍ فأمرَ عامرًا أن يتوضَّأَ فيغسلَ وجْهَهُ ويديْهِ إلى المرفقينِ ورُكبتيْهِ وداخلةَ إزارِهِ وأمرَهُ أن يصبَّ عليْهِ (أخرجه ابن ماجه:٣٥٠٩، واللفظ له، وأحمد:١٥٩٨٠، وصححه الألباني).   24- عن محمد بن علي ابن الحنفية رضي الله عنه قال: لدَغَتِ النبيَّ صَلّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عقربٌ وهو يُصلِّي فلما فرغ قال: لعن اللهُ العقربَ لا تدعُ مُصلِّيًا ولا غيرَه ثم دعا بماءٍ ومِلحٍ وجعل يمسح عليها ويقرأُ ب (قُلْ يا أَيُّها الْكافِرُونَ) و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَق) و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ) (السلسلة الصحيحة:٥٤٨  وقال الألباني: فيه ابن فضيل هو ثقة من رجال الشيخين وكذا من فوقه إلا أن المنهال لم يخرج له مسلم وله شاهد من حديث ابن مسعود يتقوى به).   25- عن أنس بن مالك رضي الله عنها رَخَّصَ رَسولُ اللهِ صَلّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في الرُّقْيَةِ مِنَ العَيْنِ، والْحُمَةِ، والنَّمْلَةِ (رواه البخاري:٢٥٦، ومسلم:٢١٩٦).   26- عن أم ابن أبي حثمة قال: أخَذ بيدي عليُّ بنُ الحُسينِ فانطلَقْنا إلى شيخٍ مِن قُريشٍ يُقالُ له: ابنُ أبي حَثْمَةَ يُصَلِّي إلى أُسطوانةٍ فجلَسْنا إليه فلمّا رأى عليًّا انصرَف إليه فقال له عليٌّ: حدِّثْنا حديثَ أمِّكَ في الرُّقيةِ قال: حدَّثَتْني أمِّي أنَّها كانت تَرقي في الجاهليَّةِ فلمّا جاء الإسلامُ قالت: لا أَرقي حتّى أستأذِنَ رسولَ اللهِ صَلّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فأتَتْه فاستأذَنَتْه فقال لها رسولُ اللهِ صَلّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: "ارقِي ما لَمْ يكُنْ فيها شِرْكٌ"(رواه ابن حبان في صحيحه:٦٠٩٢، وقال شعيب الأرناؤوط: صحيح بطرقه وشواهده).   27- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن رأى شيئًا يُعْجِبُهُ فقال: ما شاء اللهُ، لا قوةَ إلا باللهِ، لم تَضُرَّهُ العينُ"(أخرجه البزار:٧٣٣٩، وابن عدي في الكامل في الضعفاء:٣-٣٢٥، وابن السني في عمل اليوم والليلة:٢٠٧ باختلاف يسير، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع:5588).   28- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَوْا عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ العَرَبِ فَلَمْ يَقْرُوهُمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ لُدِغَ سَيِّدُ أُولَئِكَ، فَقَالُوا: هَلْ مَعَكُمْ مِنْ دَوَاءٍ أَوْ رَاقٍ؟ فَقَالُوا: إِنَّكُمْ لَمْ تَقْرُونَا، وَلاَ نَفْعَلُ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلًا، فَجَعَلُوا لَهُمْ قَطِيعًا مِنَ الشَّاءِ، فَجَعَلَ يَقْرَأُ بِأُمِّ القُرْآنِ، وَيَجْمَعُ بُزَاقَهُ وَيَتْفِلُ، فَبَرَأَ فَأَتَوْا بِالشَّاءِ، فَقَالُوا: لاَ نَأْخُذُهُ حَتَّى نَسْأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلُوهُ فَضَحِكَ وَقَالَ: "وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ، خُذُوهَا وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ"(رواه البخاري:5736).   29- عن عثمان بن أبي العاص قال: لما استعملني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الطائف جعل يعرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ابن أبي العاص" قلت: نعم يا رسول الله قال: "ما جاء بك؟" قلت: يا رسول الله عرض لي شيء في صلواتي حتى ما أدري ما أصلي قال: "ذاك الشيطان ادنه" فدنوت منه فجلست على صدور قدمي قال: فضرب صدري بيده وتفل في فمي وقال: "اخرج عدو الله" ففعل ذلك ثلاث مرات ثم قال الحق بعملك قال فقال عثمان فلعمري ما أحسبه خالطني بعد"(رواه ابن ماجه:3548، وصححه الألباني).   30- عن ذيال بن عتبة ابن حنظلة قال: رأيت حنظلة يؤتى بالإنسان الوارم وجهه، أو البهيمة الوارمة الضرع فيتفل على يديه ويقول: بسم الله، ويضع يده على رأسه، ويقول: على موضع كف رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمسحه عليه. قال ذيال: فيذهب الورم (رواه الطبراني في الكبير:4-1326، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة:6-1107).   31- عن عمران بن حصين، رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا رقية إلا من عين أو حمة"(رواه البخاري:5705).  

الاثار

روى أبو بكر بن أبي شيبة بإسناده عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت لا ترى بأساً أن تعوذ بالماء ثم يصب على المريض"(الآداب الشرعية4/103، 104).

القصص

1- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: نَزَلْنَا مَنْزِلًا فَأَتَتْنَا امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: إِنَّ سَيِّدَ الْحَيِّ سَلِيمٌ لُدِغَ، فَهَلْ فِيكُمْ مِنْ رَاقٍ؟ فَقَامَ مَعَهَا رَجُلٌ مِنَّا، مَا كُنَّا نَظُنُّهُ يُحْسِنُ رُقْيَةً، فَرَقَاهُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَبَرَأَ، فَأَعْطَوْهُ غَنَمًا، وَسَقَوْنَا لَبَنًا، فَقُلْنَا: أَكُنْتَ تُحْسِنُ رُقْيَةً؟ فَقَالَ: مَا رَقَيْتُهُ إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ قَالَ فَقُلْتُ: لَا تُحَرِّكُوهَا حَتَّى نَأْتِيَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: "مَا كَانَ يُدْرِيهِ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟ اقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ مَعَكُمْ"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).   2- قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: "لقد مر بي وقت في مكة سقمت فيه، ولا أجد طبيباً ولا دواء فكنت أعالج نفسي بالفاتحة، فأرى لها تأثيراً عجيباً، آخذ شربة من ماء زمزم وأقرؤها عليها مراراً ثم أشربه فوجدت بذلك البرء التام، ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع فأنتفع به غاية الانتفاع، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألماً فكان كثير منهم يبرأ سريعاً"(زاد المعاد:4-178).  

الاشعار

1- قال الشيخ حافظ بن حكمي: ثُمَّ الرُّقَى مِنْ حُمَّةٍ أَوْ عَيْنِ *** فَإِنْ تَكُنْ مِنْ خَالِصِ الْوَحْيَيْنِ فَذَاكَ مِنْ هَدْيِ النَّبِيِّ وَشِرْعَتِهْ *** وَذَاكَ لَا اخْتِلَافَ فِي سُنِّيَّتِهْ (معارج القبول:2-501).   2- قال الشيخ حافظ بن حكمي: أَمَّا الرُّقَى الْمَجْهُولَةُ الْمَعَانِي *** فَذَاكَ وَسْوَاسٌ مِنَ الشَّيْطَانِ وَفِيهِ جَاءَ الْحَدِيثُ أَنَّهُ *** شِرْكٌ بِلَا مِرْيَةٍ فَاحْذَرْنَهُ إِذْ كُلُّ مَنْ يَقُولُهُ لَا يَدْرِي *** لَعَلَّهُ يَكُونُ مَحْضَ الْكُفْرِ أَوْ هُوَ مَنْ سِحْرِ الْيَهُودِ مُقْتَبَسْ *** عَلَى الْعَوَامِّ لَبَّسُوهُ فَالْتَبَسْ (معارج القبول:2-503).

متفرقات

1- قَالَ الْبُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: بَابُ الرُّقَى بِالْقُرْآنِ وَالْمُعَوِّذَاتِ، وَذَكَرَ فِيهِ حَدِيثَ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَنْفُثُ عَلَى نَفْسِهِ فِي الْمَرَضِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، فَلَمَّا ثَقُلَ كُنْتُ أَنْفُثُ عَلَيْهِ بِهِنَّ وَأَمْسَحُ بِيَدِ نَفْسِهِ لِبَرَكَتِهَا (رواه البخاري).   2- قال حافظ بن حكمي: الرُّقَى لَا تَجُوزُ إِلَّا بِاجْتِمَاعِ ثَلَاثَةِ شُرُوطٍ، فَإِذَا اجْتَمَعَتْ فِيهَا كَانَتْ رُقْيَةً شَرْعِيَّةً، وَإِنِ اخْتَلَّ مِنْهَا شَيْءٌ كَانَ بِضِدٍّ ذَلِكَ: الْأَوَّلُ: أَنْ تَكُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، فَلَا تَجُوزُ مِنْ غَيْرِهِمَا. الشَّرْطُ الثَّانِي: أَنْ تَكُونَ بِاللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ، مَحْفُوظَةً أَلْفَاظُهَا مَفْهُومَةً مَعَانِيهَا، فَلَا يَجُوزُ تَغْيِيرُهَا إِلَى لِسَانٍ آخَرَ. الثَّالِثُ: أَنْ يَعْتَقِدَ أَنَّهَا سَبَبٌ مِنَ الْأَسْبَابِ، لَا تَأْثِيرَ لَهَا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَلَا يَعْتَقِدُ النَّفْعَ فِيهَا لِذَاتِهَا، بَلْ فِعْلُ الرَّاقِي السَّبَبُ، وَاللَّهُ هُوَ الْمُسَبِّبُ إِذَا شَاءَ.   3- قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وقد أجمع العلماء على جواز الرقى، عند اجتماع ثلاثة شروط: أن يكون بكلام الله تعالى، وبأسمائه وصفاته. وباللسان العربي، أو بما يعرف عناه من غيره. وأن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها، بل بذات الله تعالى. (فتح الباري لابن حجر:10-166).   4- قال ابن القيم رحمه الله: "لو أحسن العبد التداوي بالفاتحة لرأى لها تأثيرا عجيبا في الشفاء ومكثت بمكة مدة تعتريني أدواء ولا أجد طبيبا ولا دواء فكنت أعالج نفسي بالفاتحة فأري لها تأثيرا عجيبا فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألما وكان كثير منهم يبرأ سريعا. ولكن هاهنا أمر ينبغي التفطن له وهو أن الأذكار والآيات أو الأدعية التي يستشفى بها ويرقى بها هي في نفسها نافعة شافية ولكن تستدعى قبول المحل وقوة همة الفاعل وتأثيره فمتى تخلف الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل أو لعدم قبول المنفعل أو لمانع قوي فيه يمنع أن ينجع فيه الدواء كما يكون ذلك في الأدوية والأدواء الحسية فإن عدم تأثيرها قد يكون لعدم قبول الطبيعة لذلك الدواء وقد يكون لمانع قوي يمنع من اقتضائه أثره فإن الطبيعة إذا أخذت الدواء بقبول تام كان انتفاع البدن به بحسب ذلك القبول فكذلك القلب إذا أخذ الرقى والتعاويذ بقبول تام وكان للراقي نفس فعالة وهمة مؤثرة في إزالة الداء"(زاد المعاد: ٤/١٧٦-١٧٨).   5- قال ابن التين: "الرقي بالمعوذات وغيرها من أسماء الله هو الطب الروحاني، إذا كان على لسان الأبرار من الخلق حصل الشفاء -بإذن الله تعالى- فلما عز هذا النوع فزع الناس إلى الطب الجسماني وتلك الرقى المنهي عنها التي يستعملها المعزم وغيره ممن يدعي تسخير الجن له، فيأتي بأمور مشتبهة مركبة من حق وباطل، يجمع إلى ذكر الله وأسمائه ما يشوبه من ذكر الشياطين والاستعانة بهم والتعوذ بمردتهم... فلذلك كره من الرقى ما لم يكن بذكر الله وأسمائه خاصة وباللسان العربي الذي يعرف معناه، ليكون بريئا من الشرك، وعلى كراهة الرقى بغير كتاب الله علماء الأمة"(فتح الباري:11-167).   6- قال حافظ الحكمي رحمه الله: "أما الرقى التي ليست بعربية الألفاظ ولا مفهومة المعاني ولا مشهورة ولا مأثورة في الشرع البتة: فليست من الله في شيء، ولا من الكتاب والسنة في ظل ولا فيء، بل هي وسواس من الشيطان أوحاها إلى أوليائه، كما قال تعالى: وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ - وعليه يحمل قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود: إن الرقى والتمائم والتولة شرك - وذلك لأن المتكلم به لا يدري أهو من أسماء الله تعالى، أو من أسماء الملائكة، أو من أسماء الشياطين، ولا يدري هل فيه كفر أو إيمان، وهل هو حق أو باطل، أو فيه نفع أو ضر أو رقية أو سحر"(معارج القبول بشرح سلم الوصول الى علم الأصول في التوحيد:278).   7- قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله عند قوله تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ) قال: "القرآن مشتمل على الشفاء والرحمة، وليس ذلك لكل أحد، وإنما ذلك للمؤمنين به، المصدقين بآياته، العاملين به، وأما الظالمون بعدم التصديق به أو عدم العمل به، فلا تزيدهم آياته إلا خسارًا، إذ به تقوم عليهم الحجة، فالشفاء الذي تضمنه القرآن عام لشفاء القلوب، من الشبه، والجهالة، والآراء الفاسدة، والانحراف السيئ، والقصود السيئة؛ فإنه مشتمل على العلم اليقيني، الذي تزول به كل شبهة وجهالة، والوعظ والتذكير، الذي يزول به كل شهوة تخالف أمر الله، ولشفاء الأبدان من آلامها وأسقامها"(تيسير الكريم الرحمن).   8- قال الآلوسي رحمه الله عند قوله تعالى: (وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ) قال: "يفهم من بعض الروايات استحباب قول ذلك عند رؤية ما يعجب مطلقا سواء كان له أو لغيره، وأنه إذا قال ذلك لم تصبه عين الإعجاب".   9- شيخ الإسلام ابن تيمية سأله سائل هل العلاج بالقرآن والرقي مشروع فأجابه "أنه من أفضل الأعمال وهو من أعمال الأنبياء والصالحين فإنه مازال الأنبياء والصالحون يدفعون الشياطين عن بني آدم بما أمر الله ورسوله"(مجموع الفتاوي:19/56-57).   10- قال ابن حجر رحمه الله: "وقد أجمع العُلماءُ على جواز الرُّقى عند اجتماع ثلاثة شُروطٍ: 1- أن يكون بكلام الله تعالى، أو بأسمائه وصفاته. 2- وباللسان العربي، أو بما يُعرفُ معناه من غيره. 3- وأن يُعتقد أن الرُّقية لا تُؤثِّر بذاتها؛ بل بذات الله تعالى. واختلفوا في كونها شرطًا، والراجحُ أنَّه لا بُد من اعتبار الشُّروط المذكورة"(فتح الباري:10-206).   11- ابن الحاج عن القُرطبي قال: "يجبُ على كل مُكلَّفٍ أن يعتقد أن لا شافي على الإطلاق إلا الله تعالى وحده، وقد بيَّن ذلك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "لا شافي إلَّا أنت"، فيعتقد الشِّفاء له وبه ومنه، وأن الأدوية المُستعملة لا توجبُ شفاءً؛ وإنما هي أسبابٌ ووسائطُ"(المدخل:4-121).   12- قال الحطاب رحمه الله: "إن كان يرقيه بالرُّقى العربيَّة جاز، وإن كان بالرُّقى العجمية لم يجُز؛ وفيه خلافٌ، وكان الشيخُ ابن عرفة يقولُ: إن تكرَّر منه النفعُ بذلك جاز"(مواهب الجليل:5-424).   13- قال ابن القيم رحمه الله في الطب النبوي: "وفي الأحاديث الصحيحة الأمر بالتداوي، وأنه لا ينافي التوكل، كما لا ينافيه دفع الجوع والعطش والحر والبرد بأضدادها . بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله مقتضيات لمسبباتها قدراً وشرعاً، وأن تعطيلها يقدح في نفس التوكل، كما يقدح في الأمر والحكمة، ويضعفه من حيث يظن معطلها أن تركها أقوى في التوكل، فإن تركها عجزا ينافي التوكل الذي حقيقته اعتماد القلب على الله في حصول ما ينفع العبد في دينه ودنياه، ودفع ما يضره في دينه ودنياه، ولا بد مع هذا الاعتماد من مباشرة الأسباب والا كان معطلا للحكمة والشرع، فلا يجعل العبد عجزه توكلا ولا توكله عجزا"(زاد المعاد:4-15).   14- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "والفرق بين الراقي والمسترقي: أن المسترقي: سائل، مستعط، ملتفت إلى غير الله بقلبه، والراقي: محسنٌ، نافع"(المستدرك على مجموع فتاوى ابن تيمية:1-18).   15- قال ابن القيم رحمه الله: "وذلك لأن هؤلاء دخلوا الجنة بغير حساب لكمال توحيدهم، ولهذا نفى عنهم الاسترقاء وهو سؤال الناس أن يرقوهم، ولهذا قال: (وعلى ربهم يتوكلون) فلكمال توكلهم على ربهم وسكونهم إليه وثقتهم به ورضاهم عنه وإنزال حوائجهم به لا يسألون الناس شيئا لا رقية ولا غيرها، ولا يحصل لهم طيرة التشاؤم تصدهم عما يقصدونه؛ فإن الطيرة تنقص التوحيد وتضعفه"(زاد المعاد:1-475).   16- قال الإمام النووي رحمه الله: "قَالَ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ الْمُرَادُ بِأَرْضِنَا هُنَا جُمْلَةُ الْأَرْضِ وَقِيلَ أَرْضُ الْمَدِينَةِ خَاصَّةً لِبَرَكَتِهَا وَالرِّيقَةُ أَقَلُّ مِنَ الرِّيقِ وَمَعْنَى الْحَدِيثِ أَنَّهُ يَأْخُذُ مِنْ رِيقِ نَفْسِهِ عَلَى أُصْبُعِهِ السَّبَّابَةِ ثُمَّ يَضَعُهَا عَلَى التُّرَابِ فَيَعْلَقُ بِهَا مِنْهُ شَيْءٌ فَيَمْسَحُ بِهِ عَلَى الْمَوْضِعِ الْجَرِيحِ أَوِ الْعَلِيلِ وَيَقُولُ هَذَا الْكَلَامَ فِي حَالِ الْمَسْحِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ"(شرح صحيح مسلم:14/183-184).   17- قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: "ذكر بعض العلماء أن هذا مخصوص برسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبأرض المدينة فقط وعلى هذا فلا إشكال. ولكن رأى الجمهور أن هذا ليس خاصّا برسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا بأرض المدينة بل هو عام في كل راق وفي كل أرض ولكنه ليس من باب التبرك بالريق المجردة بل هو ريق مصحوب برقية وتربة للاستشفاء وليس لمجرد التبرك"(مجموع فتاوى ورسائل العثيمين:1-109).   18- قال ابن قيم الجوزية رحمه الله: "فَنَفْسُ الرَّاقِي تُقَابِلُ تِلْكَ النَّفُوسَ الْخَبِيثَةَ، وَتَزِيدُ بِكَيْفِيَّةِ نَفْسِهِ، وَتَسْتَعِينُ بِالرُّقْيَةِ وَبِالنَّفْثِ عَلَى إِزَالَةِ ذَلِكَ الْأَثَرِ، وَكُلَّمَا كَانَتْ كَيْفِيَّةُ نَفْسِ الرَّاقِي أَقْوَى، كَانَتِ الرُّقْيَةُ أَتَمَّ، وَاسْتِعَانَتُهُ بِنَفْثِهِ كَاسْتِعَانَةِ تِلْكَ النُّفُوسِ الرَّدِيئَةِ بِلَسْعِهَا. وَفِي النَّفْثِ سِرٌّ آخَرُ، فَإِنَّهُ مِمَّا تَسْتَعِينُ بِهِ الْأَرْوَاحُ الطَّيِّبَةُ وَالْخَبِيثَةُ، وَلِهَذَا تَفْعَلُهُ السَّحَرَةُ كَمَا يَفْعَلُهُ أَهْلُ الْإِيمَانِ قَالَ تَعَالَى وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ، وَذَلِكَ لِأَنَّ النَّفْسَ تَتَكَيَّفُ بِكَيْفِيَّةِ الْغَضَبِ وَالْمُحَارَبَةِ، وَتُرْسِلُ أَنْفَاسَهَا سِهَامًا لَهَا، وَتَمُدُّهَا بِالنَّفْثِ وَالتَّفْلِ الَّذِي مَعَهُ شَيْءٌ مِنَ الرِّيقِ مُصَاحِبٌ لِكَيْفِيَّةٍ مُؤَثِّرَةٍ، وَالسَّوَاحِرُ تَسْتَعِينُ بِالنَّفْثِ اسْتِعَانَةً بَيِّنَةً، وَإِنْ لَمْ تَتَّصِلْ بِجِسْمِ الْمَسْحُورِ، بَلْ تَنْفُثُ عَلَى الْعُقْدَةِ وَتَعْقِدُهَا، وَتَتَكَلَّمُ بِالسِّحْرِ، فَيَعْمَلُ ذَلِكَ فِي الْمَسْحُورِ بِتَوَسُّطِ الْأَرْوَاحِ السُّفْلِيَّةِ الْخَبِيثَةِ، فَتُقَابِلُهَا الرُّوحُ الزَّكِيَّةُ الطَّيِّبَةُ بِكَيْفِيَّةِ الدَّفْعِ وَالتَّكَلُّمِ بِالرُّقْيَةِ، وَتَسْتَعِينُ بِالنَّفْثِ، فَأَيُّهُمَا قَوِيَ كَانَ الْحُكْمُ لَهُ، وَمُقَابَلَةُ الْأَرْوَاحِ بَعْضِهَا لِبَعْضٍ، وَمُحَارَبَتُهَا وَآلَتُهَا مِنْ جِنْسِ مُقَابَلَةِ الْأَجْسَامِ، وَمُحَارَبَتُهَا وَآلَتُهَا سَوَاءٌ، بَلِ الْأَصْلُ فِي الْمُحَارَبَةِ وَالتَّقَابُلِ لِلْأَرْوَاحِ وَالْأَجْسَامِ آلَتُهَا وَجُنْدُهَا وَلَكِنْ مَنْ غَلَبَ عَلَيْهِ الْحِسُّ لَا يَشْعُرُ بِتَأْثِيرَاتِ الْأَرْوَاحِ وَأَفْعَالِهَا وَانْفِعَالَاتِهَا لِاسْتِيلَاءِ سُلْطَانِ الْحِسِّ عَلَيْهِ، وَبُعْدِهِ مِنْ عَالَمِ الْأَرْوَاحِ، وَأَحْكَامِهَا، وَأَفْعَالِهَا. وَالْمَقْصُودُ: أَنَّ الرُّوحَ إِذَا كَانَتْ قَوِيَّةً وَتَكَيَّفَتْ بِمَعَانِي الْفَاتِحَةِ، وَاسْتَعَانَتْ بِالنَّفْثِ وَالتَّفْلِ، قَابَلَتْ ذَلِكَ الْأَثَرَ الَّذِي حَصَلَ مِنَ النُّفُوسِ الْخَبِيثَةِ، فَأَزَالَتْهُ والله أعلم"(زاد المعاد:4-179).   19- قال الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله: "ليس المقصود من قوله: "لا رقية إلا من عين أو حمة" أن الرقية مقصورة على العين والحمة، بل تكون فيها وفي غيرها، ولكن هذا فيه الإشارة إلى أن الرقية لهذين الشيئين -وهما ما يتعلق بالعين والحمة- أولى وأنفع، لا أن الرقية لا تجوز في غير ذلك، فقد رقى الرسول صلى الله عليه وسلم من بعض الأوجاع التي حصلت لأصحابه رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم من غير العين والحمة. إذاً: فهذا الحديث من الحصر النسبي وليس نفياً عاماً، وهو مثل الحديث الذي صححه الشيخ ناصر: "لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة" فهو لا يدل على نفي الاعتكاف في غيرها، وإنما المعنى: لا اعتكاف أتم وأكمل إلا فيها، وكذلك حديث: "إنما الربا في النسيئة" أي: إنما الربا الأشد، وإلا فربا الفضل لا يجوز أيضاً"(شرح سنن أبي داود:16-437).   20- هل يجوز للمسلم أن يرقي بأي نوع من الرقى؟ الجواب: تجوز الرقية بما ليس فيه شرك، كسور القرآن وآياته، وكالأذكار الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتحرم بما فيه شرك، كتعويذ المريض بذكر أسماء الجن والصالحين، وبما لا يفهم معناه، خشية أن يكون شركا؛ لما ثبت من قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا"(رواه مسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (9120) عضو............. عضو......... نائب رئيس اللجنة............ الرئيس عبد الله بن قعود... عبد الله بن غديان... عبد الرزاق عفيفي... عبد العزيز بن عبد الله بن باز   21- أسئلة عن الرقية والأوراد وأجوبتها للشيخ ابن عثيمين:   السؤال الأول: ما هي صفة "الورد" على الأطفال؟ فأجاب: يجمع كفيه ويقرأ وينفث فيهما، ويمسح على الطفل. أما إن لم يكن الطفل عنده، فيكون دعاءً لا قراءة.   السؤال الثاني: ما حكم أن يرقى الكافر؟ وهل يعارض ذلك قوله تعالى: "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين". فأجاب: لا مانع من رقية المؤمن للكافر. ولعله إن شُفي يكون سبباً في إسلامه. والآية تدل على أنه ينتفع به المؤمنون دون غيرهم.   السؤال الثالث: ما حكم الكتابة على " الحزاة "(5) آيات قرآنية، وما يترتب على ذلك من دخول المراحيض؟ فأجاب: كتابة آية (أَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ) يقضي على الحزاة قضاءً تاماً، كما ثبت بالتجربة، وأما ما يترتب على ذلك فضرورة يعفى عنها إن شاء الله.   السؤال الرابع: امرأة لم تلد، وقد مضى على زواجها خمس سنوات، فذهبت إلى قارئ يقرأ عليها القرآن عدة مرات، وأعطاها أوراقاً فيها كتابات ذكر أنها من القرآن قد خيط عليها، وطلب منها أن تجعلها تحت وسادتها طول عمرها، وطلب منها إذا حملت ألا تأكل اللحم، ولا يجامعها زوجها، وطلب مالاً لقاء عمله، ولم يطلب سوى ما ذكر؛ فما الحكم؟ فأجاب: عليها ألا تستجيب له، لعدم المناسبة بين أكل اللحم والجماع والحمل. كما أننا لو قدرنا أن المكتوب من القرآن فلا تحل إهانته بوضعه تحت الوسادة. فالظاهر أن الرجل مشعوذ   السؤال الخامس: ما حكم الاغتسال بالماء المقروء فيه للاستشفاء؟ فأجاب: يذكر بعض الناس أنه جرب فنفع. وعليه، فلا بأس بذلك من باب إثباته بالتجربة، لا بالشرع.   السؤال السادس: بعض المبتلين بالسحر ونحوه، يُذكر لهم شخص من المعالجين، و يخفى أمره عليهم ؛ هل هو ممن يستخدم الجن على وجهٍ شركي أم لا؟ ولا يطلب منهم أمراً محرماً كما يفعل بعض المشعوذين، سوى المال، ويسأل عن اسم المريض، وربما طلب "أثراً" ثوباً ونحوه. فما حكم قصدهم؟ فأجاب: لا يجوز إلا لمن عُلم أنه من أهل الاستقامة. أما إن كان ممن يقع في بعض المحرمات الظاهرة، كحلق اللحى، والإسبال فلا. وكذلك لو سأل عن اسم أم المريض، فهذا خلاف الشرع، لأن الله تعالى يقول: (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ)   المصدر/ ثمرات التدوين من مسائل الشيخ ابن عثيمين   22- السؤال: هل الرقية تنافي التوكل؟ فأجاب الشيخ  محمد بن صالح العثيمين  رحمه الله بقوله: "التوكل هو صدق الاعتماد على الله عز وجل في جلب المنافع ودفع المضار مع فعل الأسباب التي أمر الله بها، وليس التوكل أن تعتمد على الله بدون فعل الأسباب، فإن الاعتماد على الله بدون فعل الأسباب طعن في الله عز وجل وفي حكمته تبارك وتعالى لأن الله تعالى ربط المسببات بأسبابها، وهنا سؤال: مَنْ أعظم الناس توكلاً على الله؟ الجواب: هو الرسول، عليه الصلاة والسلام. وهل كان يعمل الأسباب التي يتقي بها الضرر؟ الجواب: نعم، كان إذا خرج إلى الحرب يلبس الدروع ليتوقى السهام، وفي غزوة أحد ظاهر بين درعين، أي لبس درعين كل ذلك استعداداً لما قد يحدث. ففِعْل الأسباب لا ينافي التوكل، إذا اعتقد الإنسان أن هذه الأسباب مجرد أسباب فقط لا تأثير لها إلا بإذن الله تعالى وعلى هذا فالقراءة قراءة الإنسان على نفسه، وقراءته على إخوانه المرضى لا تنافي التوكل، وقد ثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان يرقي نفسه بالمعوذات، وثبت أنه كان يقرأ على أصحابه إذا مرضوا، والله أعلم"(مجموع فتاوى ورسائل العثيمين:17-33).   23- قال الشيخ  محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: "النفث في الماء على قسمين: القسم الأول: أن يراد بهذا النفث التبرُّك بريق النافث فهذا لا شك أنه حرام ونوع من الشرك، لأن ريق الإنسان ليس سبباً للبركة والشفاء ولا أحد يُتبرَّك بآثاره إلا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أما غيره فلا يتبرك بآثاره فالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتبرك بآثاره في حياته وكذلك بعد مماته إذا بقيت تلك الا?ثار كما كان عند أم سلمة رضي الله عنها جلجل من فضة فيه شعرات من شعر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يستشفي بها المرضى فإذا جاء مريض صبَّت على هذه الشعرات ماء ثم حركته ثم أعطته الماء، لكن غير النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يجوز لأحد أن يتبرك بريقه، أو بعرقه، أو بثوبه، أو بغير ذلك، بل هذا حرام ونوع من الشرك، فإذا كان النفث في الماء من أجل التبرك بريق النافث فإنه حرام ونوع من الشرك وذلك لأن كل من أثبت لشيء سبباً غير شرعي ولا حسي فإنه قد أتى نوعاً من الشرك، لأنه جعل نفسه مسبباً مع الله، وثبوت الأسباب لمسبباتها إنما يتلقى من قبل الشرع فلذلك كل من تمسك بسبب لم يجعله الله سبباً؛ لا حسًّا ولا شرعاً، فإنه قد أتى نوعاً من الشرك. القسم الثاني: أن ينفث الإنسان بريق تلا فيه القرآن الكريم مثل أن يقرأ الفاتحة والفاتحة رقية وهي من أعظم ما يرقى به المريض فيقرأ الفاتحة وينفث في الماء فإن هذا لا بأس به وقد فعله بعض السلف وهو مجرب ونافع بإذن الله وقد كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينفث في يديه عند نومه ب {قل هو الله أحد}، و {قل أعوذ برب الفلق}، و {قل أعوذ برب الناس} فيمسح بهما وجهه وما استطاع من جسده صلوات الله وسلامه عليه، والله الموفق"(مجموع فتاوى ورسائل العثيمين:17-33).   24- السؤال: في حالة القراءة على الماء للمريض، هل يقرأ بحيث يكون نفسه في الماء أو ينحي الماء عن فمه؟ فأجاب الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله بقوله: "النفس إنما يكون ممن يشرب، فالذي يشرب هو الذي يقع نفسه في الماء؛ لأن النفس يخرج من الأنف، ولكنه يقرأ ثم ينفث فيه، ولا يكون أنفه موجهاً للماء حتى يتنفس فيه، ولا يكون الإناء لاصقاً بفمه حتى لا يخرج نفسه من أنفه على الماء"(شرح سنن أبي داود:35-422).      

الإحالات

1- العلاج بالرقى من الكتاب والسنة؛ للشيخ سعيد بن علي القحطاني.   2- أحكام الرقى والتمائم للدكتور فهد السحيمي.   3- الرقى على ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة لعلي العلياني.   4- الرقية النافعة للأمراض الشائعة المس والصرع؛ لسعيد عبدالعظيم.   5- كيف ترقي نفسك لشخبوط بن صالح المري.   6- الرقية الشرعية الشاملة من الكتاب والسنة النبوية؛ لمحمد بن يوسف الجوراني.