رعية

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

رِعي: اسم

الجمع: أَرعاءٌ

الرِّعْيُ: ما ترعاه الماشيَةُ

رَعيّة: اسم

الجمع : رَعِيَّات

و رَعايا رَعيّة: عامَّة النَّاس الذين عليهم والٍ يرعى مصالحهم وأمورهم .

رعيَّة معطَّلة : ليس لها والٍ يسوسها بالعدل والحكمة فهي أشقى الرَّعايا .

رَعايانا : أَيْ خُدَّامُنا الخاضِعونَ لأَوامِرِنا

الرَّعِيَّةَ: الماشِيةُ الرَّاعيَة

رَعي: اسم رَعْيًا لك :دعاء بأن يحفظك الله ويرعاك ، وهو مفعول مطلق، سَقْيًا لك

ورَعْيًا: دعاء له بالسقيا والمرعى الخصيب تربية أنواع خاصَّة من الماشية يعتمد عليها الإنسان في الحصول على ضروريات حياته مجتمَعٌ يعتمد على الرَّعْي .

رِعية: اسم

الرِّعْيَةُ: الحالَةُ التي يكون عليها الرَّعْي أَو الرِّعاية

الرِّعْيَةُ: أَرضٌ فيها حجارة ناتِئة تعوق المحراث

الرِّعْيَةُ: ما يُنْبِتُهُ الله من المَرعى

رَعّ: اسم رَعّ: مصدر رَعَّ أصل الفعل رعي ويعني المراقَبة والحِفظ، رعَيْتُ الشَّيءَ، رقَبتُه؛ ورَعَيْته، إذا لاحَظْتَه.

العناصر

 

1- استقامة الرعية باستقامة السلطان .

 

 

2- واجب ولاة الأمر .

 

 

3- إذا علم الله من الرعية الصلاح، ولى عليهم الأخيار .

 

 

4- عظم مسئولية الولاية .

 

 

5- حكم الرعية بالعدل تقي من حرارة شمس يوم القيامة .

 

 

6- حقوق الولاة على الرعية .

 

 

7- الواجب على الرعية السمع والطاعة لولي الأمر في غير معصية الله .

 

 

8- أهمية النصيحة لولي الأمر .

 

 

9- آداب النصيحة لولاة الأمر .

 

الايات

1- قَالَ الله تَعَالَى: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا) [طـه:132].
2- قالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً) [التحريم: 6].
3- قال سبحانه واصفاً نبيه إسماعيل عليه السلام: (وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ) [مريم:55].
4- قال تعالى: (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ * ...) الآية [البقرة:132، 133].
5- قال تعالى: (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ * ...) الآية [هود:42، 43].
6- قال تعالى عن لقمان: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ...) الآيات [لقمان:13-19].

الاحاديث

1- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: أخذ الحسن بن علي رضي الله عنهما تَمْرَةً مِنْ تَمْر الصَّدَقَةِ فَجَعَلَهَا في فِيهِ، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: (كَخْ كَخْ إرْمِ بِهَا، أمَا عَلِمْتَ أنَّا لا نَأكُلُ الصَّدَقَةَ !؟) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وفي رواية: (أنَّا لا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ).
وقوله: (كَخْ كَخْ) يقال: بإسكان الخاء، ويقال: بكسرها مَعَ التنوين وهي كلمة زجر للصبي عن المستقذراتِ، وكان الحسن رضي الله عنه صبِيّاً.
2- عن أَبي حفص عمر بن أَبي سلمة عبد الله بن عبد الأسدِ ربيبِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: كُنْتُ غلاَماً في حجر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَكَانَتْ يَدي تَطِيشُ في الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: (يَا غُلامُ، سَمِّ الله تَعَالَى، وَكُلْ بيَمِينكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ) فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِعْمَتي بَعْدُ. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
(وَتَطِيشُ ): تدور في نواحِي الصحفة.
3- عن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: سمعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتهِ: الإمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ رَاعٍ في أهْلِهِ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأةُ رَاعِيَةٌ في بيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالخَادِمُ رَاعٍ في مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
4- عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدهِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: (مُرُوا أوْلادَكُمْ بِالصَّلاةِ وَهُمْ أبْنَاءُ سَبْعِ سِنينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا، وَهُمْ أبْنَاءُ عَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ في المضَاجِعِ) حديث حسن رواه أَبُو داود بإسناد حسن.
5- عن أَبي ثُرَيَّةَ سَبْرَةَ بن معبدٍ الجُهَنِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: (عَلِّمُوا الصَّبِيَّ الصَّلاةَ لِسَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُ عَلَيْهَا ابْنَ عَشْرِ سِنِينَ) حديث حسن رواه أَبُو داود والترمذي، وَقالَ: (حديث حسن).
ولفظ أَبي داود: (مُرُوا الصَّبِيَّ بِالصَّلاةِ إِذَا بَلَغَ سَبْعَ سِنِينَ).

الاثار

1- قال الأحنف: " لا ينبغي للأمير الغضب؛ لأن الغضب في القدرة لقاح السيف والندامة " سير أعلام النبلاء.
2- عن خالد بن عبد الله القسري قال: " لا يحتجب الأمير عن الناس إلا لثلاث: لعي، أو لبخل، أو اشتمال على سوءة ".
3- قال ابن القيم رحمه الله : " من أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى - فقد أساء إليه غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغاراً، فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم " تحفة الودود بأحكام المولود.

القصص

1- قال عبد الرحمن بن شماسة قال: دخلت على عائشة، فقالت: ممن أنت ؟ قلت: من أهل مصر.
قالت: كيف وجدتم ابن حديج في غزاتكم هذه قلت: خير أمير، ما يقف لرجل منا فرس ولا بعير إلا أبدل مكانه بعيراً، ولا غلامٌ إلا أبدل مكانه غلاماً.
2- عن عطية بن قيس قال: خطبنا معاوية فقال: إن في بيت مالكم فضلاً عن عطائكم، وأنا قاسمه بينكم.
3- عن عطية بن قيس، قال: دخل أبو مسلم على معاوية، فقام بين السماطين، فقال: السلام عليك أيها الأجير، فقالوا: مه.
قال: دعوه، فهو أعرف بما يقول، وعليك السلام يا أبا مسلم.
ثم وعظه، وحثه على العدل.
4- عن عمرو بن قيس، سمع يزيد يقول على المنبر: إن الله لا يؤاخذ عامة بخاصة إلا أن يظهر منكر فلا يغير، فيؤاخذ الكل، وقيل: قام إليه ابن همام فقال: أجرك الله يا أمير المؤمنين على الرزية، وبارك لك في العطية، وأعانك على الرعية، فقد رزئت عظيماً، وأعطيت جزيلاً، فاصبر واشكر، فقد أصبحت ترعى الأمة، والله يرعاك.
5- عن الأعمش قال لي أبو وائل: يا سليمان ما في أمرائنا هؤلاء واحدة من اثنتين: ما فيهم تقوى الإسلام، ولا عقول أهل الجاهلية.
6- عن الواقدي: أن عثمان بن عفان كتب إلى معاوية: أن أغز الصائفة رجلا مأمونا على المسلمين، رفيقا بسياستهم.
فعقد لابي بحرية عبد الله بن قيس - وكان فقيها ناسكا، يحمل عنه الحديث - حتى مات في خلافة الوليد.
وقد كان معاوية وخلفاء بني أمية يعظمونه.
7- قال عمران بن حدير: تناول عكرمة عمامة له خلقا، فقال رجل: ما تريد إلى هذه ؟ عندنا عمائم نرسل إليك بواحدة، قال: لا آخذ من الناس شيئا، إنما آخذ من الأمراء.
8- قيل: رأى سليمان بن عبد الملك بالموسم الخلق، فقال لعمر بن عبد العزيز: أما ترى هذا الخلق الذين لا يحصيهم إلا الله، ولا يسع رزقهم غيره ؟! قال: يا أمير المؤمنين ! هؤلاء اليوم رعيتك، وهم غداً خصماؤك، فبكى وقال: بالله أستعين.
9- عن عمر بن ذر أن مولى لعمر بن عبد العزيز قال له بعد جنازة سليمان: مالي أراك مغتماً؟ قال: لمثل ما أنا فيه فليغتم، ليس أحد من الأمة إلا، وأنا أريد أن أوصل إليه حقه غير كاتب إلي فيه، ولا طالبه مني.
10- عن الزهري قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى سالم ليكتب إليه بسيرة عمر في الصدقات، فكتب إليه بذلك، وكتب إليه: إنك إن عملت بمثل عمل عمر في زمانه ورجاله في مثل زمانك ورجالك، كنت عند الله خيراً من عمر.
قال الذهبي: هذا كلام عجيب، أنى يكون خيرا من عمر؟ حاشى وكلا، ولكن هذا القول محمول على المبالغة، وأين عز الدين بإسلام عمر؟ وأين شهوده بدراً؟ وأين فرق الشيطان من عمر؟ وأين فتوحات عمر شرقا وغرباً؟ وقد جعل الله لكل شئ قدراً.
11- قال ميمون بن مهران: إن الله كان يتعاهد الناس بنبي بعد نبي، وإن الله تعاهد الناس بعمر بن عبد العزيز.
12- كره عمير بن هانئ ظلم الحجاج وفارقه، وقال: كان إذا كتب إلي في رجل أحده حددته، وإذا كتب فيمن أقتله، لم أقتله.
13- عن أبي إسحاق الفزاري يقول: ما رأيت مثل الاوزاعي والثوري!. فأما الاوزاعي، فكان رجل عامة، وأما الثوري، فكان رجل خاصة نفسه، ولو خيرت لهذه الأمة لاخترت لها الأوزاعي - يريد الخلافة.
14- أحضر هارون الرشيد أبا بكر بن عياش من الكوفة، فجاء ومعه وكيع، فدخل ووكيع يقوده، فأدناه الرشيد، وقال له: قد أدركت أيام بني أمية وأيامنا، فأينا خير؟ قال: أنتم أقوم بالصلاة، وأولئك كانوا أنفع للناس.
قال: فأجازه الرشيد بستة آلاف دينار، وصرفه، وأجاز وكيعاً بثلاثة آلاف.
15- ودخل أخي نظام الملك عليه، فقعد بين يديه، وتواضع له، فقال لأخي: أيها الرجل! إنك سلطك الله على عباده، فانظر كيف تجيبه إذا سألك عنهم.

الاشعار

عَوِّد بنيك على الآداب في الصِّغَر *** كيما تَقَرَّ بهم عيناك في الكِبَر
فإنما مَثَل الآداب تجمعها *** في عنفوان الصبا كالنقش في الحَجَر
[...........]

ربوا بنيكم ،علموهم، هذبوا *** فتياتكم، فالعلم خير قـوام
والعلم مال المعدمين إذا هموا *** خرجوا إلى الدنيا بغـير حطام
وأخو الجهالة في الحياة كأنـه *** ساع إلى حرب بغيـر حسام
فالجهل يخفض أمـة ويذلــها *** والعلم يرفعها أجل مقام
[الهراوي]

متفرقات

1- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وكثيرا ما يقع الظلم من الولاة والرعية : هؤلاء يأخذون ما لا يحل وهؤلاء يمنعون ما يجب كما قد يتظالم الجند والفلاحون وكما قد يترك بعض الناس من الجهاد ما يجب ويكنز الولاة من مال الله مما لا يحل كنزه وكذلك العقوبات على أداء الأموال فإنه قد يترك منها ما يباح أو يجب وقد يفعل ما لا يحل والأصل في ذلك: أن كل من عليه مال يجب أداؤه كرجل عنده وديعة أو مضارة أو شركة أو مال لموكله أو مال يتيم أو مال وقف أو مال لبيت المال أو عنده دين هو قادر على أدائه فإنه إذا امتنع من أداء الحق الواجب من عين أو دين وعرف أنه قادر على أدائه فإنه يستحق العقوبة حتى يظهر المال - أو يدل على موضعه - فإذا عرف المال وصير في الحبس فإنه يستوفي الحق من المال ولا حاجة إلى ضربه به وإن امتنع من الدلالة على مال ومن الإيفاء ضرب حتى يؤدي الحق أو يمكن من أدائه وكذلك لو امتنع من أداء النفقة الواجبة عليه مع القدرة عليها لما روى عمر بن الشريد عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: «لي الواجد يحل عرضه عقوبته» [رواه أهل السنن]، وقال صلى الله عليه و سلم: «مطل الغني ظلم» [أخرجاه في الصحيحين]

واللي هو المطل والظالم يستحق العقوبة والتعزير وهذا أصل متفق عليه : أن كل من فعل محرما أو ترك واجبا استحق العقوبة فإن لم تكن مقدرة بالشرع كان تعزيرا يجتهد فيه ولي الأمر فيعاقب الغني المماطل بالحبس فإن أصر عوقب بالضرب حتى يؤدي الواجب وقد نص على ذلك الفقهاء من أصحاب مالك و الشافعي و أحمد وغيرهم رضي الله عنهم ولا أعلم فيه خلافا . وقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم لما صالح أهل خيبر على الصفراء والبيضاء والسلاح سأل بعض اليهود وهو سعية عم حيي بن أخطب عن كنز مال حيي بن أخطب فقال أذهبته النفقات والحروب فقال: «العهد قريب والمال أكثر من ذلك» فدفع النبي صلى الله عليه و سلم سعية إلى الزبير فمسه بعذاب فقال: قد رأيت حييا يطوف في خربة ههنا فذهبوا فطافوا فوجدوا المسك في الخربة وهذا الرجل كان ذميا والذمي لا تحل عقوبته إلا بحق وكذلك كل من كتم ما يجب إظهاره من دلالة واجبة ونحو ذلك يعاقب على ترك الواجب . وما أخذ ولاة الأموال وغيرهم من مال المسلمين بغير حق فلولي الأمر العادل استخراجه منهم كالهدايا التي يأخذونها بسبب العمل قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: هدايا العمال غلول وروى إبراهيم الحربي في كتاب الهدايا عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: «هدايا الأمراء غلول» وفي الصحيحين عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال: استعمل النبي صلى الله عليه و سلم رجلا من الأزد يقال له ابن اللتبية على الصدقة فلما قدم قال: هذا لكم وهذا أهدي إلي فقال النبي صلى الله عليه و سلم: «ما بال الرجل نستعمله على العمل مما ولانا الله فيقول : هذا لكم وهذا أهدي إلي فهلا جلس في بيت أبيه أو بيت أمه فينظر أيهدى إليه أم لا ؟ والذي نفسي بيده لا يأخذ منه شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته إن كان بعيرا له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتي إبطيه اللهم هل بلغت ؟ اللهم هل بلغت ؟ ثلاثا» وكذلك محاباة الولاة في المعاملة من المبايعة والمؤاجرة والمضاربة والمساقاة والمزارعة ونحو ذلك من الهداية ولهذا شاطر عمر بن الخطاب رضي الله عنه من عماله من كان له فضل ودين لا يتهم بخيانة وإنما شاطرهم لما كانوا خصوا به لأجل الولاية من محاباة وغيرها وكان الأمر يقتضي ذلك لأنه كان إمام عدل يقسم بالسوية فلما تغير الإمام والرعية كان الواجب على كل إنسان أن يفعل من الواجب ما يقدر عليه ويترك ما حرم عليه ولا يحرم عليه ما أباح الله له، وقد يبتلى الناس من الولاة بمن يمتنع من الهداية ونحوها ليتمكن بذلك من استيفاء المظالم منهم ويترك ما أوجبه الله من قضاء حوائجهم فيكون من أخذ منهم عوضا على كف ظلم وقضاء حاجة مباحة أحب إليهم من هذا فإن الأول قد باع آخرته بدنيا غيره وأخسر الناس صفقة من باع آخرته بدنيا غيره وإنما الواجب كف الظلم عنهم بحسب القدرة وقضاء حوائجهم التي لا تتم مصلحة الناس إلا بها من تبليغ ذي السلطان حاجاتهم وتعريفه بأمورهم ودلالته على مصالحهم وصرفه عن مفاسدهم بأنواع الطرق اللطيفة وغير اللطيفة كما يفعل ذوو الأغراض من الكتاب ونحوهم في أغراضهم ففي حديث هند بن أبي هالة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان يقول: «أبلغوني حاجة من لا يستطيق إبلاغها فإنه من أبلغ ذا سلطان حاجة من لا يستطيع إبلاغها ثبت الله قدميه على الصراط يوم تزل الأقدام » . وقد روى الإمام أحمد و أبو داود في سننه عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «من شفع لأخيه شفاعة فأهدى له عليها هدية فقبلها فقد أتى بابا عظيما من أبواب الربا» وروى إبراهيم الحربي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: السحت أن يطلب الحاجة للرجل فيقضي له فيهدى إليه فيقبلها وروى أيضا عن مسروق أنه كلم ابن زياد في مظلمة فردها فأهدى له صاحبها وصيفا فرده عليه وقال: سمعت ابن مسعود يقول: من رد عن مسلم مظلمة فرزأه عليها قليلا أو كثيرا فهو سحت فقلت: يا أبا عبد الرحمن ما كنا نرى السحت إلا الرشوة في الحكم قال: ذاك كفر ، فأما إذا كان ولي الأمر يستخرج من العمال ما يريد أن يختص به هو وذووه فلا ينبغي إعانة واحد منهما إذ كل منهما ظالم كلص سرق من لص وكالطائفتين المقتتلتين على عصبية ورئاسة ولا يحل للرجل أن يكون عونا على ظلم [السياسة الشرعية في اصلاح الراعي والرعية (1/66) ] .

 

2- قال ابن القيم رحمه الله: من أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى - فقد أساء إليه غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغاراً، فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم [تحفة الودود بأحكام المولود] .

 

3- ذكر الإمام الطبري أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لئن عشت إن شاء الله لأسيرن في الرعية حولاً، فإني أعلم أن للناس حوائج تقطع دوني. أما عمالهم فلا يرفعونها إلى، وأما هم فلا يصلون إلى؛ فأسير إلى الشام فأقيم بها شهرين، ثم أسير إلى الجزيرة فأقيم بها شهرين، ثم أسير إلى مصر فأقيم بها شهرين، ثم أسير إلى البحرين فأقيم بها شهرين، ثم أسير إلى الكوفة فأقيم بها شهرين، ثم أسير إلى البصرة فأقيم بها شهرين، والله لنعم الحول هذا [تأريخ الأمم والملوك . جعفر بن جرير الطبري (5 / 18] .

الإحالات

1- السنة المؤلف : عمرو بن أبي عاصم الضحاك الشيباني [ ت : 287] المحقق : محمد ناصر الدين الألباني الناشر : المكتب الإسلامي – بيروت الطبعة : الأولى ، 1400 - باب ما يجب على الرعية من النصح لولاتها (2/516- 523) .

2- السياسة الشرعية في اصلاح الراعي والرعية المؤلف : أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني الناشر : دار المعرفة (1/66) .

3- الموالاة والمعاداة في الشريعة الإسلامية المؤلف : محماس بن عبد الله بن محمد الجلعود (1/391) .

4- شرح العقيدة الطحاوية الناشر : المكتب الإسلامي – بيروت الطبعة الرابعة ، 1391 (1/379) .

5- التحرير والتنوير المعروف بتفسير ابن عاشور المؤلف : محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى : 1393هـ) الناشر : مؤسسة التاريخ العربي، بيروت – لبنان الطبعة : الأولى، 1420هـ/2000م (3/305) .

6- شرح نهج البلاغة - ابن ابي الحديد (معتزلى) المؤلف : أبو حامد عز الدين بن هبة الله بن محمد بن محمد بن أبي الحديد المدائني دار النشر : دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان - 1418هـ - 1998م الطبعة : الأولى تحقيق : محمد عبد الكريم النمري (1/95) .

7- موسوعة البحوث والمقالات العلمية جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنة حوالي خمسة آلاف وتسعمائة مقال وبحث علي بن نايف الشحود .

8- تأريخ الأمم والملوك . جعفر بن جرير الطبري : دار القاموس الحديث؛ بيروت: مكتبة البيان (نسخة مصورة)، ( 5 / 18) .

9- المنهج المسلوك في سياسة الملوك المؤلف : عبد الرحمن بن عبد الله بن نصر بن عبد الرحمن الشيزري ـ سنة الوفاة 589هـ تحقيق : علي عبد الله الموسى الناشر : مكتبة المنار سنة النشر : 1407هـ- 1987م مكان النشر : الزرقاء .

10- تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام المؤلف: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى: 748هـ) المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف الناشر: دار الغرب الإسلامي الطبعة: الأولى، 2003 م .

11- موسوعة الفقه الإسلامي المؤلف: محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري الناشر: بيت الأفكار الدولية الطبعة: الأولى، 1430 هـ - 2009 م (4/567) .