رد

2022-10-05 - 1444/03/09

التعريف

رد

العناصر

1- الرد على شبهة النصارى بأن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يبعث إليهم، فلا يجب عليهم اتباعه.

 

2- الرد على قول النصارى بالتثليث، وبيان مدى مخالفته للعقل ولشرائع الأنبياء.

 

3- الرد على النصارى في اعتقادهم في المسيح عليه السلام وبيانُ أنه عبدُ الله.

 

4- بيان حقيقة الروح القدس في التوراة والإنجيل والقرآن.

 

5- بيان فساد أصول النصارى، والرد عليها من نصوص أناجيلهم.

 

6- ذكر اختلاف مؤلفي الأناجيل فيما بينهم، وبيان كذبهم.

 

7- بيان ما يعترض به النصارى على المسلمين.

 

8- بيان البشارات الواردة في رسالة نبينا عليه الصلاة والسلام، وبقاء ملته إلى يوم القيامة.

 

الايات

1- قال الله تعالى: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ...) الآيات [آل عمران:59-61].

 

2- قال تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ...) الآيات [آل عمران:64-68].

 

3- قال تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ...) الآيات [آل عمران:70، 71].

 

4- قال تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ...) الآيتين [النساء:171، 172].

 

5- قال تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ...) الآيات [المائدة:15-19].

 

6- قال تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ...) الآيات [المائدة:59-66].

 

7- قال تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ) [المائدة:68].

 

8- قال تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ...) الآيات [المائدة:77-81].

 

الاحاديث

1- عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تصدقوا أهل الكتاب، ولا تكذبوهم وقولوا: (آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم) "(رواه البخاري).

 

2- قال ابن عباس أخبرنى أبو سفيان بن حرب أن هرقل دعا ترجمانه، ثم دعا بكتاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فقرأه "بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل، و(يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) " الآية.

 

3- عن ابن عمر -رضى الله عنهما- قال أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- برجل وامرأة من اليهود قد زنيا فقال لليهود: "ما تصنعون بهما". قالوا: نسخم وجوههما ونخزيهما. قال (فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين) فجاءوا فقالوا لرجل ممن يرضون: يا أعور اقرأ. فقرأ حتى انتهى على موضع منها فوضع يده عليه. قال: "ارفع يدك". فرفع يده فإذا فيه آية الرجم تلوح فقال: يا محمد إن عليهما الرجم، ولكنا نكاتمه بيننا. فأمر بهما فرجما، فرأيته يجانئ عليها الحجارة.

 

الاثار

1- عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: " يا معشر المسلمين، كيف تسألون أهل الكتاب، وكتابكم الذى أنزل على نبيه - صلى الله عليه وسلم - أحدث الأخبار بالله، تقرءونه لم يشب، وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب بدلوا ما كتب الله وغيروا بأيديهم الكتاب، فقالوا هو من عند الله، ليشتروا به ثمنا قليلا أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مساءلتهم، ولا والله ما رأينا منهم رجلا قط يسألكم عن الذى أنزل عليكم " رواه البخاري.

 

2- عن الضحاك في قوله: (وما كنت تتلو من قبله من كتاب) قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يقرأ ولا يكتب، وكذلك جعل الله نعته في التوراة والإنجيل أنه نبي أمي، لا يقرأ ولا يكتب وهي الآية البينة " تفسير الطبري.

 

3- عن الضحاك في قوله: (وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون) قال: " يعني صفته التي وصف لأهل الكتاب يعرفونه بالصفة " تفسير ابن أبي حاتم.

 

4- عن قتادة قوله: (قل كفى بالله بيني وبينكم شهيداً) قال: " قد كان من أهل الكتاب قوم يشهدون بالحق ويعرفونه " الدر المنثور.

 

5- قال ابن تيمية: " أن دين المسلمين هو الحق دون اليهود والنصارى فإنها مبنية على مقدمتين:

إحداهما: أن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته وهدي أمته أبين وأوضح، تُعلَم بكل طريق تُعلَم بها نبوة موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام وزيادة، فلا يمكن القول بأنهما نبيان دونه لأجل ذلك، وإن شاء الرجل استدل على ذلك بنفس الدعوة وما جاء به، وإن شاء بالكتاب الذي بعث به، وإن شاء بما عليه أمته، وإن شاء بما بعث به من المعجزات؛ فكل طريق من هذه الطرق إذا تبين بها نبوة موسى وعيسى كانت نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بها أبين وأكمل.

 

والمقدمة الثانية: أنه أخبر أن رسالته عامة إلى أهل الأرض من المشركين وأهل الكتاب، وأنه لم يكن مرسلاً إلى بعض الناس دون بعض، وهذا أمر معلوم بالضرورة والنقل المتواتر والدلائل القطعية. وأما اليهود والنصارى فأصل دينهم حق كما قال تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين منهم من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) (البقرة:62) لكن كل من الدينين مدل منسوخ " مجموع الفتاوى.

 

6- قال أيضاً: " إذا صار لليهود دولةٌ في العراق يكون الرّافضة أعظم أعوان لهم ".

 

7- قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن: " ليس بين الرافضة والنصارى إلا نسبة الولد لله " الدرر السنية.

 

8- قال الشيخ الشعرواي: " يأخذون -أي أهل الكتاب- سفهاءنا، ونأخذ فضلاءهم ".

 

القصص

1- قيل: كان أبو معروف الكرخي نصرانيين، فأسلماه إلى مؤدب كان يقول له، قل: ثالث ثلاثة، فيقول معروف: بل هو الواحد، فيضربه، فيهرب، فكان والداه يقولان: ليته رجع، ثم إن أبويه أسلما.

 

2- هذه القصة حدثت في مدينة البصرة في العراق وبطلها يدعى أبو اليزيد وهي مذكورة في التاريخ وذكرها الشيخ الجليل عبدالحميد كشك -رحمه الله- حيث رأى أبا اليزيد في منامه هاتفاً يقول له: قم، وتوضأ، واذهب الليلة إلى دير النصارى، وسترى من آياتنا عجباً فذهب وهو العارف بالله ابو اليزيد البسطاني عندما سمع الهاتف بعد صلاة الفجر توضأ، ودخل الدير عليهم، وعندما بدأ القسيس بالكلام، قال: لا أتكلم وبيننا رجل محمدي، قالوا له: وكيف عرفت؟

 

قال: سيماهم في وجوههم، فكأنهم طلبوا منه الخروج، ولكنه قال: والله لا أخرج حتى يحكم الله بيني وبينكم!

 

قال له البابا: سنسألك عدة أسئلة؛ فإن لم تجبنا على سؤال واحد منها لن تخرج من هنا إلا محمولاً على أكتافنا، فوافق أبو اليزيد على ذلك، وقال له: اسئل ما شئت.

 

قال القسيس: ما هو الواحد الذي لا ثاني له ؟ وما هما الاثنان اللذان لا ثالث لهما؟ ومن هم الثلاثة الذين لا رابع لهم؟ ومن هم الأربعة الذين لا خامس لهم؟ ومن هم الخمسة الذين لا سادس لهم؟ ومن هم الستة الذين لا سابع لهم؟ ومن هم السبعة الذين لا ثامن لهم؟ ومن هم الثمانية الذين لا تاسع لهم؟ ومن هم التسعة الذين لا عاشر لهم؟ وما هي العشرة التي تقبل الزيادة؟ وما هم الاحد عشر أخا؟ وما هي المعجزة المكونة من اثنتى عشر شيئا؟ ومن هم الثلاثة عشر الذين لا رابع عشر لهم؟ وما هي الاربع عشر شيئا اللتي كلمت الله عز وجل؟ وما هو الشيء الذي يتنفس ولا روح فيه؟ وما هو القبر الذي سار بصاحبه؟ ومن هم الذين كذبوا ودخلوا الجنة؟ ومن هم اللذين صدقوا ودخلوا النار؟ وما هو الشيء الذي خلقة الله وأنكره؟ وما هو الشيء الذي خلقة الله واستعظمه؟ وما هي الأشياء التي خلقها الله بدون أب وأم؟ وما هو تفسير الذاريات ذروا، الحاملات وقراً، ثم ما الجاريات يسراً والمقسمات أمراً؟ وما هي الشجرة التي لها اثنا عشر غصناً، وفي كل غصن ثلاثين ورقة، وفي كل ورقة خمس ثمرات؛ ثلاث منها بالظل، واثنان منها بالشمس؟

 

فقال له أبو اليزيد الواثق بالله -تعالى-: الواحد الذي لا ثاني له هو الله -سبحانه وتعالى-، والاثنان اللذان لا ثالث لهما الليل والنهار (وجعلنا الليل والنهار آيتين)، والثلاثة الذين لا رابع لهم أعذار موسى مع الخضر في إعطاب السفينة، وقتل الغلام، وإقامة الجدار، والأربعة الذين لا خامس لهم التوراة والإنجيل والزبور والقرآن الكريم، والخمسة الذين لا سادس لهم الصلوات المفروضة، والستة التي لا سابع لهم هي الأيام التي خلق الله تعالى بها الكون، فقال له البابا: ولماذا قال في آخر الآية: (وما مسنا من لغوب)؟

 

فقال له: لأن اليهود قالوا: أن الله تعب واستراح يوم السبت فنزلت الآية.

 

أما السبعة التي لا ثامن لهم - فهي السبع سموات (الذي خلق سبع سموات طباقاً ما ترى من خلق الرحمن من تفاوت)، والثمانية الذين لا تاسع لهم هم حملة عرش الرحمن (ويحمل عرش ربك يومئذٍ ثمانية)، والتسعة التي لا عاشر لها وهي معجزات سيدنا موسى عليه السلام، فقال له البابا: اذكرها.

 

فأجاب أنها اليد، والعصا، والطمس، والسنين، والجراد، والطوفان، والقمل، والضفادع، والدم.

 

أما العشرة التي تقبل الزيادة فهي الحسنات - (من جاء بالحسنة فله عشرة أمثالها) والله يضاعف الأجر لمن يشاء.

 

وأما الأحد عشر الذين لا ثاني عشر لهم - فهم أخوة يوسف عليه السلام.

 

أما المعجزة المكونة من اثنا عشر شيئاً - فهي معجزة موسى عليه السلام (وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنا عشر عيناً).

 

أما الثلاثة عشرة الذين لا رابع عشر لهم - فهم إخوة يوسف عليه السلام وأمه وأباه.

 

أما الأربع عشر شيئاً اللتي هي كلمة الله - فهي السماوات السبع والاراضين السبع (فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين)

 

وأما الذي يتنفس ولا روح فيه - فهو الصبح (والصبح إذا تنفس).

 

أما القبر الذي سار بصاحبه - فهو الحوت الذي التقم سيدنا يونس عليه السلام..

 

وأما الذين كذبوا ودخلوا الجنة - فهم إخوة يوسف -عليه السلام- عندما قالوا لأبيهم: ذهبنا لنستبق، وتركنا يوسف عند متاعنا، فأكله الذئب، وعندما انكشف كذبهم، قال أخوهم: (لا تثريب عليكم) وقال أبوهم يعقوب: (سأستغفر لكم).

 

أما اللذين صدقوا ودخلوا النار - فقال له اقرأ قوله تعالى: (وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء)..

 

وأما الشيء الذي خلقه الله وأنكره - فهو صوت الحمير (إن أنكر الأصوات لصوت الحمير).

 

وأما الشيء الذي خلقه الله واستعظمه - فهو كيد النساء (إن كيدهن عظيم).

وأما الأشياء التي خلقها الله، وليس لها أب أو أم فهم آدم عليه السلام، والملائكة الكرام، وناقة صالح، وكبش إسماعيل -عليه السلام-.

 

ثم قال له: إني مجيبك على تفسير الآيات قبل سؤال الشجرة.

 

فمعنى الذاريات ذرواً هي الرياح، أما الحاملات وقراً فهي السحب التي تحمل الأمطار، وأما الجاريات يسراً فهي الفلك في البحر، وأما المقسمات أمراً فهي الملائكة المختصة بالأرزاق، والموت، وكتابة السيئات والحسنات.

 

وأما الشجرة التي بها اثنا عشر غصناً، وفي كل غصن ثلاثين ورقة، وفي كل ورقة خمس ثمرات؛ ثلاث منها بالظل، واثنان منها بالشمس - فالشجرة هي السنة، والأغصان هي الأشهر، والأوراق هي أيام الشهر، والثمرات الخمس هي الصلوات، وثلاث منهن ليلاً واثنتان منهن في النهار.

 

وهنا تعجب كل من كانوا في الكنيسة فقال له أبو اليزيد: إني سوف أسألك سؤالاً واحداً فأجبني إن استطعت، فقال له البابا: اسأل ما شئت، فقال: ما هو مفتاح الجنة؟

 

عندها ارتبك القسيس، وتلعثم، وتغيرت تعابير وجهه، ولم يفلح في إخفاء رعبه، وطلب منه الحاضرون بالكنيسة أن يرد عليه، ولكنه رفض، فقالوا له: لقد سألته كل هذه الأسئلة، وتعجز عن رد جواب واحد فقط، فقال: إني أعرف الإجابة، ولكني أخاف منكم، فقالوا له: نعطيك الأمان، فأجاب عليه بقوله: هي أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله!

 

وهنا أسلم القسيس، وكل من كان بالكنيسة، فقد منَّ الله تعالى عليهم، وحفظهم بالإسلام، وعندما آمنوا بالله حولوا الدير إلى مسجد يذكر فيه اسم الله.

 

3- قصة حقيقية وقعت في أمريكا لشاب سعودي ملتزم.

 

يقول: عندما كان يدرس في إحدى جامعات أمريكا وتعرفون أن التعليم هناك مختلط ين الشباب والفتيات ولا بد من ذلك وكان لا يكلم الفتيات ولا يطلب منهم شيء ولا يلتفت إليهم عند تحدثهم وكان الدكتور يحترم رغبتي هذه ويحاول أن لا يضعني في أي موقف يجعلني احتك بهم أو أكلمهم.

 

يقول: سارت الأمور على هذا الوضع وإلى أن وصلنا إلى المرحلة النهائية فجاءني الدكتور، وقال لي: أعرف وأحترم رغبتك في عدم الاختلاط بالفتيات، ولكن هناك شيء لابد منه، وعليك التكيف معه الفترة المقبلة وهو بحث التخرج؛ لأنكم ستقسمون إلى مجموعات مختلطة؛ لتكتبوا البحث الخاص بكم، وسيكون من ضمن مجموعتكم فتاة أمريكية؛ فلم أجد بداً من الموافقة.

 

يقول: استمرت اللقاءات بيننا في الكلية على طاولة واحدة، فكنت لا أنظر إلى الفتاة، وإن تكلمت أكلمها بدون النظر إليها، وإذا ناولتني أي ورقة آخذها منها كذلك، ولا أنظر إليها.

 

صبرت الفتاة مدة على هذا الوضع وفي يوم هبَّت، وقامت بسبي وسب العرب، وأنكم لا تحترمون النساء، ولستم حضاريين ومنحطين، ولم تدع شيئاً في القاموس إلا قالته، وتركتُها حتى انتهت وهدأت ثورتها، ثم قلت لها: لو كان عندك قطعة من الألماس الغالية ألا تضعينها في قطعة من المخمل بعناية وحرص، ثم تضعينها داخل الخزنة، وتحفظينها بعيدة عن الأعين؟ قالت: نعم، قال: كذلك المرأة عندنا فهي غالية، ولا تكشف إلا على زوجها؛ هي لزوجها وزوجها لها، لا علاقات جنسية قبل الزواج، ولا صداقات؛ يحافظ كل طرف على الآخر، وهناك حب واحترام بينهم؛ فلا يجوز للمرأة أن تنظر لغير زوجها، وكذلك الزوج.

 

أما عندكم هنا فإن المرأة مثل سيجارة الحشيش يأخذ منها الإنسان نفساً أو نفسين، ثم يمررها إلى صديقه، وصديقه يمررها إلى الآخر، ثم إلى آخر، وكذلك حتى تنتهي، ثم يُرمى بها بين الأرجل، وتداس، ثم يبحث عن أخرى، وهلم جراً.

 

بعد النقاش انقطعت عن المجموعة لمدة أسبوع أو أكثر، وفي يوم جاءت امرأة متحجبة وجلست في آخر الفصل استغربْت؛ لأنه لم تكن معنا طوال الدراسة في الجامعة أي امرأة محجبة، وعند انتهاء المادة تحدثت معنا.

 

فكانت المفاجأة أنها لم تكن سوى الفتاة الأمريكية، والتي كانت من ضمن مجموعتنا، والتي تناقشت معي، وقالت بأنها تشهد أن لا اله إلا الله وأن محمد رسول الله دخلت في الإسلام؛ لأنها -وحسب قولها- هزتها الكلمات فكانت في الصميم.

 

 

الاشعار

1- قال ابن القيم: 

وإليه قد رفع المسيح حقيقة *** ولسوف ينزل كي يرى بعيان

 

2- قال أحدهم:

جاء المسيح من الإله رسولا *** فأبى أقل العالمين عقولا

قوم رأوا بشراً كريماً فادعوا *** من جهلهم -بالله- فيه حلولا

وعصابة ما صدقته وأكثرت *** بالإفك والبهتان فيه القيلا

لم يـأت فيـه مُفـرَِط *** بالحـق تجريحـاً ولا تعديـلا

فكأنما جاء المسيح إليهم *** ليكذبوا التوراة والإنجيلا

فاعجب لأمته التي قد صيرت *** تنزيهها لإلهها: التنكيلا

وإذا أراد الله فتنة معشر *** وأضلهم رأوا القبيح جميلا

هم يجلوه بباطل فابتزه *** أعداؤه بالباطل التبجيلا

وتقطعوا أمر العقائد بينهم *** زمراً ألم تر عقدها محلولا ؟

هو آدم فى الفضل إلا أنه *** لم يعط حال النفخة التكميلا

أسمعتم أن الإله لحاجة *** يتناول المشروب والمأكولا

وينام من تعب ويدعو ربه *** ويرود من حر الهجير مقيلا

ويمسه الألم الذي لم يستطع *** صرفا له عنه ولا تحويلا؟

يا ليت شعري حين مات بزعمهم *** من كان بالتدبير عنه كفيلا؟

هل كان هذا الكون دبر نفسه *** من بعده؟ أم آثر التعطيلا؟

زعموا الإله فدى العبيد بنفسه *** وأراه كان القاتل المقتولا

اجزوا اليهود بصلبه خيراً ولا *** تجزوا الآخذ البرطيـلا

أيكون قوم في الجحيم ويصطفى *** منهم كليماً ربنا وخليلا؟

وأجل روحاً قامت الموتى به *** عن أن يُرى بيد اليهود قتيلا

فدعوا حديث الصلب عنه دونكم *** من كتبكم ما وافق التنزيلا

شهد الزبور بحفظه ونجاته *** أفتجعلون دليلا مدخولا؟

أيكون من حفظ الإله مضيّعاً *** أو من أشيد بنصره مخذولا؟

أيجوز قول منزه لإلهه *** سبحان قاتل نفسه. فأقولا؟

أو جلّ عن جعل اليهود بزعمكم *** شوك القتاد لرأسه إكليلا

ومضى لحبل صلبه مستسلما *** للموت مكتوف اليدين ذليلا؟

كم ذا أبكتكم ولم تستنكفوا *** أن تسمعوا التبكيت والتخجيلا

ضل النصارى فى المسيح وأقسموا *** لا يهتدون إلى الرشاد سبيلا

جعلوا الثلاثة واحدا ولو اهتدوا *** لم يجعلوا العدد الكثير قليلا

عبدوا إلها من إله كائنا *** ذا صورة ضلوا بها، وهيولا

لُعن اليهود مع النصارى لا تكن *** بهم على طريق الهدى مدلولا

فالمُدّعو التثليث لا تحفلْ بهم *** قد خالفوا المنقول والمعقولا

والعابدون العجل قد فتنوا به *** ودّوا اتخاذ المرسلين عجولا

فإذا أتت بشرى إليهم كذبوا *** بهوى النفوس وقتّلوا تقتيلا

أبناء حيات ألم تر أنهم *** يجدون درباق السموم قتولا؟

أخلوا كتاب الله من أحكامه *** غدراً وكان العامر المأهولا

جعلوا الحرام به حلالا والهدى *** غيا وموصولا التقى مفصولا

كتموا العبادة والمعاد وما ادعوا *** للحق تعجيلا ولا تأجيلا

ودعاهم ما ضيّعوا من فضله *** أن يملأوه من الكرام فضولا

وكفاهم أن مثلوا معبودهم *** -سبحانه- بعباده تمثيلا

وبأنهم دخلوا له في قبّة *** إذ أزمعوا نحو الشام رحيلا

وبأن إسرائيل صارع ربه *** فرمى به شكراً لإسرائيل

وبأنهم سمعوا كلام إلههم *** وسبيلهم أن يسمعوا سيقولا

وبأنهم ضربوا ليسمع ربهم *** في الحرب بوقات له وطبولا

وبأن إسرائيل صارع رب *** فرمى به واستقبلوه عليلا

وبأنه من أجل آدم وابنه *** ضرب اليدين ندامة وذهولا

وأن رب العالمين بدا له *** في خلق آدم يا له تجهيلا

وبأن إبراهيم حاول أكله *** خبزاً ورام لرجله تغسيلا

وبأن أموال الطوائف حللت *** لهم رباً وخيانة وغلولا

وبأنهم لم يخرجوا من أرضهم *** فكأنما حسبوا الخروج دخولا

لم ينتهوا عن قذف داود ولا *** لوط فكيف بقذفهم رأوبيلا

وعزُوا إلى يعقوب من أولاده *** ذكراً من الفعل القبيح مهولا

وإلى المسيح وأمه وكفى بها *** صديقة حملت به وبتولا

ولمن تعلق بالصليب بزعمهم *** لعنا يعود عليهم مكفولا

وأبيك ما أعطى يهوذا خاتماً *** لزنا بمحضة ولا منديلا

لوّوا بغير الحق ألسنة بما *** قالوه في ليا وفي راحيلا

ودعوا سليمان الحكيم النبى بكافر *** واستهونوا إفكا عليه مقولا

وجنوا على هرون بالعجل الذي *** نسبوا له تصويره تضليلا

وبأن موسى صور الصور التي *** ما حل منها نهيه معقولا

ورضوا له غضب الإله، فلا عدا *** غضب الإله عدوه الضليلا

وبأن سحراً ما استطاع -لأنه *** مناه- وما استطاعن له تبديلا

وبأن ما أبدى لهم من آية *** أبدوا إليه بمثله تخييلا

إلا البعوض ولا يزال معاندا *** لإلهه ببعوضة مخذولا

ورضوا لموسى أن يقول فواحشا *** ختمت وصيته بهن فضولا

نقلوا فواحش عن كليم الله لم *** يك مثلها عن مثله منقولا

وأظنهم قد خالفوه فعجلت *** لهم العقوبة بالخنا تعجيلا

فشكت رجالهم مصادر ذيلها *** ونساؤهم غير البعول بعولا

لُعن الذين رأوا سبيل محمد *** والمؤمنين به أضل سبيلا

 

3- قال الآخر:

والله لو صاحب المرء جبريل *** لم يسلم المرء من قال وقيلَ

قد قيل فى الله أقوالاً مصنفهً *** تتلى إذا رتل القرآن ترتيلا

قد قيل أن له ولداً وصاحبهً *** زوراً عليه وبهتاناً وتضليلا

هذا قولهم فى الله خالقهم *** فكيف لو قيل فينا بعض ما قيلا

 

متفرقات

1- تقول آمال بنت عبد العزيز العمرو: لقد رد كثير من الأئمة على قول النصارى بالتثليث، وبينوا مدى مخالفته للعقل ولشرائع الأنبياء، ومن وجوه الرد عليهم:

أولاً: أنه لا يوجد في كلام الأنبياء ما يدل على ما ذكروه من التثليث، بل إثبات ما ادعوه من التثليث والتعبير عنه بهذه الألفاظ هو مما ابتدعوه لم يدل عليه لا شرع ولا عقل (انظر: الجواب الصحيح (3-184)، بل التوراة التي يؤمنون بها ليس فيها أي ذكر للتثليث.

 

ثانياً: يقال لهم: أخالق العالم عندكم خالق واحد، وهو إله واحد، أم للعالم ثلاثة آلهة خالقون؟ فإن قالوا إن الخالق واحد، وهم ثلاثة آلهة خالقون، كما أنهم في كثير من كلامهم يصرحون بثلاثة آلهة، وثلاثة خالقين، ثم يقولون إله واحد، وخالق واحد، فيقال هذا تناقض ظاهر، فإما هذا وإما هذا، وإذا قلتم الخالق واحد له ثلاث صفات، لم ننازعكم في أن الخالق له صفات لكن لا يختص بثلاثة، فإن قالوا بثلاثة آلهة خالقين، كما قد كثر منهم في كثير من كلامهم، بان أن شركهم أعظم من كل شرك في العالم، فغاية المجوس الثنوية إثبات اثنين نور وظلمة، وهؤلاء يثبتون ثلاثة، ثم الأدلة السمعية في التوراة، والإنجيل والزبور وسائر كلام الأنبياء، مع الأدلة العقلية المبينة لكون الخالق واحداً، كثيرة جداً لا يمكن حصرها (انظر: الجواب الصحيح (4-271).

 

ثالثاً: أنهم اضطربوا واختلفوا في معنى أقنوم الابن، تارة يقولون هو علم الله، وتارة يقولون هو حكمة الله، وتارة يقولون هو كلمة الله، وتارة يقولون هو نطق الله. وروح القدس تارة يقولون هو حياة الله، وتارة يقولون هو قدرة الله. والكتب المنقولة عن الأنبياء عندهم، ليس فيها تسمية شيء من صفات الله، لا باسم ابن، ولا باسم روح القدس، فلا يوجد أن أحداً من الأنبياء سمى علم الله، وحكمته، وكلامه، ابناً، ولا سمى حياة الله، أو قدرته، روح القدس3. فشرك النصارى وكفرهم ظاهر في قولهم بالتثليث، وهو مما حرفوا به دين عيسى عليه السلام (الألفاظ والمصطلحات المتعلقة بتوحيد الربوبية تأليف: آمال بنت عبد العزيز العمرو).

 

2- قال أبو الفرج ابن الجوزي في قوله: (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ)، قال المفسرون: معنى الآية: أن النصارى قالوا بأن الإلهية مشتركة بين الله وعيسى ومريم، كل واحد منهم إله. وذكر عن الزجاج: الغلو: مجاوزة القدر في الظلم، وغلو النصارى في عيسى قول بعضهم: هو الله، وقول بعضهم: هو ابن الله، وقول بعضهم: هو ثالث /ثلاثة، فعلماء النصارى الذين فسروا قولهم: هو ابن الله بما ذكروه من أن الكلمة هي الابن، والفرق الثلاث متفقة على ذلك، وفساد قولهم معلوم بصريح العقل من وجوه:

 

أحدها: أنه ليس في شيء من كلام الأنبياء تسمية صفة الله ابنا ـ لا كلامه ولا غيره ـ فتسميتهم صفة الله ابنا تحريف لكلام الأنبياء عن مواضعه، وما نقلوه عن المسيح من قوله: عمدوا الناس باسم الأب والابن وروح القدس، لم يُرَد بالابن: صفة الله التي هي كلمته، ولا بروح القدس: حياته، فإنه لا يوجد في كلام الأنبياء إرادة هذا المعنى، كما قد بسط هذا في الرد على النصارى.

 

الوجه الثاني: أن هذه الكلمة ـ التي هي الابن ـ أهي صفة الله قائمة به ؟ أم هي جوهر قائم بنفسه ؟ فإن كانت صفته؛ بطل مذهبهم من وجوه: أحدها: أن الصفة لا تكون إلهًا يخلق ويرزق ويحيي ويميت، والمسيح عندهم إله يخلق ويرزق، ويحيي ويميت، فإذا كان الذي تدرعه ليس بإله؛ فهو أولى ألا يكون إلهًا. الثاني: أن الصفة لا تقوم بغير الموصوف فلا تفارقه، وإن قالوا: نزل عليه كلام الله أو قالوا: إنه الكلمة أو غير ذلك، فهذا قدر مشترك بينه وبين سائر الأنبياء. 

 

الثالث: أن الصفة لا تتحد، وتتدرع شيئًا إلا مع الموصوف، فيكون الأب نفسه هو المسيح، والنصارى متفقون على أنه ليس هو الأب، فإن قولهم متناقض ينقض بعضه بعضًا، يجعلونه إلها يخلق ويرزق، ولا يجعلونه الأب الذي هو الإله، ويقولون: إله واحد، وقد شبهه بعض متكلميهم كيحيي بن عدي بالرجل الموصوف بأنه طبيب وحاسب وكاتب، وله بكل صفة حكم، فيقال: هذا حق، لكن قولهم ليس نظير هذا، فإذا قلتم: إن الرب موجود حي عالم، وله بكل صفة حكم، فمعلوم أن المتحد إن كان هو الذات المتصفة، فالصفات كلها تابعة لها، فإنه إذا تدرع زيد الطبيب الحاسب الكاتب درعًا كانت الصفات كلها قائمة به، وإن كان المتدرع صفة دون صفة عاد المحذور، وإن قالوا: المتدرع الذات بصفة دون صفة، لزم افتراق الصفتين، وهذا ممتنع؛ فإن الصفات القائمة بموصوف واحد ـ وهي لازمة له ـ لا تفترق، وصفات المخلوقين قد يمكن عدم بعضها مع بقاء الباقي، بخلاف صفات الرب ـ تبارك وتعالى.

 

الرابع: أن المسيح ـ نفسه ـ ليس هو كلمات الله، ولا شيئًا من صفاته، بل هو مخلوق بكلمة الله، وسمي كلمة؛ لأنه خلق بكن من غير الحَبَلِ المعتاد، كما قال تعالى: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدم خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) [آل عمران: 59]، وقال تعالى: (ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ) [مريم: 34، 35]، ولو قدر أنه نفسه كلام الله، كالتوراة والإنجيل وسائر كلام الله، لم يكن كلام الله، ولا شيء من صفاته خالقًا ولا ربًا ولا إلها.

 

فالنصارى إذا قالوا: إن المسيح هو الخالق، كانوا ضالين من جهة جعل الصفة خالقة، ومن جهة جعله هو نفس الصفة، وإنما هو مخلوق بالكلمة، ثم قولهم بالتثليث وإن الصفات ثلاث باطل، وقولهم ـ أيضًا ـ بالحلول والاتحاد باطل، فقولهم يظهر بطلانه من هذه الوجوه وغيرها.

 

فلو قالوا: إن الرب له صفات قائمة به، ولم يذكروا اتحادًا ولا حلولًا، كان هذا قول جماهير المسلمين المثبتين للصفات، وإن قالوا: إن الصفات أعيان قائمة بنفسها، فهذا مكابرة، فهم يجمعون بين المتناقضين.

 

وأيضًا، فجعلهم عدد الصفات ثلاثة باطل؛ فإن صفات الرب أكثر من ذلك، فهو ـ سبحانه ـ موجود حي عليم قدير. والأقانيم عندهم التي جعلوها الصفات ليست إلا ثلاثة؛ ولهذا تارة يفسرونها بالوجود والحياة والعلم، وتارة يفسرونها بالوجود والقدرة والعلم، واضطرابهم كثير، فإن قولهم في نفسه باطل، ولا يضبطه عقل عاقل؛ ولهذا يقال: لو اجتمع عشرة من النصارى، لافترقوا على أحد عشر قولا (انظر المفصل في شرح آية الولاء والبراء جمع وإعداد: علي بن نايف الشحود الباحث في القرآن والسنة (1-266).

 

3- قال ابن كثير في تفسير في قوله تعالى: (وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السموات والأرض) [البقرة: 116]: اشتملت هذه الآية الكريمة والتي تليها على الرد على النصارى عليهم لعائن الله وكذا من أشبههم من اليهود ومن مشركي العرب ممن جعل الملائكة بنات الله فأكذب الله جميعهم في دعواهم وقولهم إن لله ولدا، فقال تعالى: (سبحانه) أي تعالى وتقدس وتنزه عن ذلك علوا كبيرا (تفسير القرآن العظيم (1/ 211-212).

 

 

الإحالات

1- إفحام النصارى مختصر مهذب من رسالة: (الأجوبة الفاخرة) للقرافي فيه الرد: على شبهات النصارى في عدم كفرهم إعداد: سليمان بن صالح الخراشي.

 

2- الألفاظ والمصطلحات المتعلقة بتوحيد الربوبية تأليف: آمال بنت عبد العزيز العمرو.

 

3- الروح القدس في عقيدة النصارى " دراسة نقدية في ضوء المصادر الدينية " د. عبد الله بن عبد العزيز الشعيبي أستاذ الشريعة المساعد - قسم العلوم الإنسانية كلية الملك خالد العسكرية.

 

4- المختار في الرد على النصارى المؤلف: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير الجاحظ (المتوفى: 255هـ) المحقق: د / محمد عبد الله الشرقاوي الناشر: دار الجيل – بيروت الطبعة: الأولى، 1411 هـ - 1991 م.

 

5- غاية المقصود في الرد على النصارى واليهود المؤلف: السموأل بن يحيى بن عباس المغربي (المتوفى: نحو 570هـ) تحقيق ودراسة: د. إمام حنفي سيد عبد الله الناشر: دار الآفاق العربية – القاهرة الطبعة: الأولى 1427 هـ - 2006 م.

 

6- الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح ابن تيمية ت728هـ دراسة وتحقيق: علي بن حسن بن ناصر الألمعي وغيره الناشر: دار الفضيلة، الرياض، المملكة العربية السعودية الطبعة الأولى، 1424هـ/ 2004م.

 

7- تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب تأليف: عبد الله الترجمان.

 

8- هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى الناشر: دار ابن زيدون، بيروت، لبنان الأولى: 1410هـ/1990م.

 

التعريف

قال أبو جعفر الطبري رحمه الله تعالى: القول في تأويل قوله عز وجل: (وَالنَّصَارَى) و"النصارى" جمع، واحدهم نصران، كما واحد السكارى سكران، وواحد النشاوى نشوان. وكذلك جمع كل نعت كان واحده على "فعلان" فإن جمعه على "فعالى". إلا أن المستفيض من كلام العرب في واحد "النصارى" "نصراني".

 

وقد حكى عنهم سماعا "نصران" بطرح الياء، ومنه قول الشاعر:

 

تراه إذا زار العشي مُحَنِّفًا *** ويضحي لديه وهو نصران شامس

 

وسمع منهم في الأنثى: "نصرانة"، 

 

قال الشاعر:

فَكِلْتَاهُمَا خَرَّتْ وَأَسْجَدَ رَأْسُهَا *** كَمَا سَجَدَتْ نَصْرَانَةٌ لَمْ تَحَنَّفِ

 

يقال: أسجد، إذا مال. وقد سمع في جمعهم "أنصار"، بمعنى النصارى.

 

قال الشاعر:

 

لَمَّا رَأَيْتُ نَبَطًا أَنْصَارَا *** شَمَّرْتُ عَنْ رُكْبَتِيَ الإِزَارَا

 

كُنْتُ لَهُمْ مِنَ النَّصَارَى جَارَا وهذه الأبيات التي ذكرتها، تدل على أنهم سموا "نصارى" لنصرة بعضهم بعضا، وتناصرهم بينهم. وقد قيل إنهم سموا "نصارى"، من أجل أنهم نزلوا أرضا يقال لها "ناصرة".

 

ويقول آخرون: لقوله: (مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ) [سورة الصف: 14].

 

وقد ذكر عن ابن عباس من طريق غير مرتضًى أنه كان يقول: إنما سميت النصارى نصارى، لأن قرية عيسى ابن مريم كانت تسمى "ناصرة"، وكان أصحابه يسمون الناصريين، وكان يقال لعيسى: "الناصري".

 

وعن قتادة قال: إنما سموا نصارى، لأنهم كانوا بقرية يقال لها ناصرة ينزلها عيسى ابن مريم، فهو اسم تسموا به، ولم يؤمروا به.

 

وعن قتادة في قوله: (الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى) [المائدة: 22].

 

قال: تسموا بقرية يقال لها "ناصرة"، كان عيسى ابن مريم ينزلها (انظر تفسير الطبري 2-143).