دِين

2022-10-10 - 1444/03/14

التعريف

وردت كلمة " دين " في معاجم اللغة بمعان مختلفة، متقاربة ومتباعدة تباعدا يصل أحيانا إلى حد التناقض؛ فمن معانيها:

الإسلام، العبادة، العادة، الطاعة، الذل، الملك، الداء، الحساب، القهر، الغلبة، الاستعلاء، السلطان، الحكم، السيرة، التدبير، التوحيد، الملة، الورع، المعصية، الإكراه، الحال، القضاء،.. إلى آخره (لسان العرب:1466).

 

 وجملة القول في هذه المعاني اللغوية أن كلمة "الدين" عند العرب تشير إلى علاقة بين طرفين يعظم أحدهما الآخر، ويخضع له؛ فإذا وصف بها الطرف الأول كانت خضوعا وانقيادا، وإذا وصف بها الطرف الثاني كانت أمرا وسلطانا وحكما وإلزاما، وإذا نظر بها إلى الرباط الجامع بين الطرفين كانت هي الدستور المنظم لتلك العلاقة أو المظهر التي يعبر عنها (دراسات في الأديان الوثنية:12)

 

ويمكن القول أن المادة كلها تدور على معنى لزوم الانقياد (تاج العروس:9-208).

العناصر

1- الإسلام دين الأنبياء والمرسلين

 

2- النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- هو خاتم النبيين

 

3- بطلان العمل بالديانات السماوية السابقة

 

4- من مزايا الإسلام على جميع الأديان

 

5- الدين عبادات وتعاملات

 

6- الانفصام بين الدين والعمل

 

7 - مخاطر الدعوة إلى الإبراهيمية الجديدة

 

8 - أخطاء ضخمة في الدعوة إلى وحدة الأديان السماوية

 

9- خطورة الربط بين أخطاء المتدينين وبين الدين نفسه

 

الايات

1- قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[البقرة:127-١٣٢].

 

2- قَالَ تَعَالَى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ)[البقرة:193].

 

3- قَالَ تَعَالَى: (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)[البقرة:217].

 

4- قَالَ تَعَالَى: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)[البقرة:256].

 

5- قال تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ)[آل عمران: 19].

 

6- قال تعالى: (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ * رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْـزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ)[آل عمران:52-53].

 

7- قال تعالى: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)[آل عمران:67].

 

8- قال تعالى: (إِنَّ وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ * وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)[آل عمران: 72-74].

 

9- قال تعالى: (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ * قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[آلِ عِمْرَانَ: 83-85].

 

10- قال تعالى: (مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ)[النساء: 46].

 

11- قال تعالى: (إِنَّ الْمُنَـافِقِينَ فِى الدَّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِللَّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ للَّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ)[النساء:145-146].

 

12- قال تعالى: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا * وَرُسُلا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا)[النساء:163-164].

 

13- قَالَ تَعَالَى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ)[النساء:171].

 

14- قَالَ تَعَالَى: (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)[المائدة: 3].

 

15- قَالَ تَعَالَى: (إِنَّا أَنْـزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا)[المائدة:44].

 

16- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)[المائدة: 51].

 

17- قال تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ) [المائدة:77].

 

18- قَالَ تَعَالَى: (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ)[الْمَائِدَةِ:١١١].

 

19- قَالَ تَعَالَى: (يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)[الْأَنْعَامِ: 78-79].

 

20- قَالَ تَعَالَى: (وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَـادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُواْ عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ)[الأنعام:137].

 

21- قَالَ تَعَالَى لخَاتَمُ الرُّسُلِ وَسَيِّدُ الْبَشَرِ: (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِين * قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)[الْأَنْعَامِ: ١٦٢-١٦٣].

 

22- قَالَ تعالى: (وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)[الْأَعْرَافِ: 29]

 

23- قَالَ تعالى على لسان سحرة فرعون: (وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ)[الْأَعْرَافِ:١٢٦].

 

24- قَالَ تعالى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ) [الأنفال:39].

 

25- قَالَ تعالى: (وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)[الأنفال:72].

 

26- قَالَ تعالى: (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ)[التوبة:5].

 

27- قَالَ تعالى: (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ)[التوبة: 11].

 

28- قَالَ تعالى: (قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ)[التوبة:29].

 

29- قَالَ تعالى: (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)[التوبة:32-33].

 

30- قَالَ تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّـهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّـهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)[التوبة:36].

 

31- قَالَ تعالى: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)[التوبة: 122].

 

32- قَالَ تعالى: (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)[يونس:22-23].

 

33- قَالَ تعالى على لسان مُوسَى: (يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ)[يُونُسَ:٨٤].

 

34- قَالَ تعالى: (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [يونس:90].

 

35- قَالَ تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)[يونس:104-105].

 

36- قَالَ تعالى: (مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)[يوسف: 40].

 

37- قَالَ تعالى: (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)[يُوسُفَ:١٠١].

 

38- قَالَ تعالى: (وَلَهُ مَا فِي الْسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِباً أَفَغَيْرَ اللّهِ تَتَّقُونَ)[النحل:52].

 

39- قَالَ تعالى: (هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ)[الحج:78].

 

40- قَالَ تعالى: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)[النور:2]

 

41- قال تعالى: (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ)[النمل:30].

 

42- قَالَ تعالى على لسان بلْقيس: (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[النمل: ٤٤].

 

43- قال تعالى: (وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)[النمل: ٩١].

 

44- قال تعالى: (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ)[العنكبوت:65].

 

45- قال تعالى: (فأقِمْ وجْهك لِلدِّينِ حنِيفًا فِطْرت اللّهِ الّتِي فطر النّاس عليْها لا تبْدِيل لِخلْقِ اللّهِ ذلِك الدِّينُ الْقيِّمُ ولكِنّ أكْثر النّاسِ لا يعْلمُون * مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)[الروم:30-32].

 

46- قال تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ)[الروم: 43].

 

47- قال تعالى: (ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ)[الأحزاب:33].

 

48- قال تعالى: (وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآياتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ)[لقمان:32].

 

49- قال تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ)[الزمر:2-3].

 

50- قال تعالى: (قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي)[الزمر: 14].

 

51- قال تعالى: (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ * وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ)[الزمر: 11-12].

 

52- قال تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)[غَافِرٍ: 14].

 

53- قال تعالى: (إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ)[غافر:26].

 

54- قال تعالى: (هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)[غافر: 65].

 

55- قال تعالى: (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ)[الشورى:13].

 

56- قال تعالى: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ)[الشورى:21].

 

57- قال تعالى: (قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)[الحجرات:16].

 

58- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ)[المؤمنون:51-52].

 

59- قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا)[الفتح:28].

 

60- قال تعالى: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ)[الممتحنة:8-9].

 

61- قال تعالى: (وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُواْ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُواْ الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيّمَةِ)[البينة:5].

 

62- قال تعالى: (وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا)[النصر: 1-2].

 

63- قال تعالى: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)[الكافرون:6].

 


 

الاحاديث

1- عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنَّ رَجُلًا، مِنَ اليَهُودِ قالَ له: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، آيَةٌ في كِتابِكُمْ تَقْرَؤُونَها، لو عَلَيْنا مَعْشَرَ اليَهُودِ نَزَلَتْ، لاتَّخَذْنا ذلكَ اليومَ عِيدًا. قالَ: أيُّ آيَةٍ؟ قالَ: (اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا)[المائدة: ٣] قالَ عُمَرُ: قدْ عَرَفْنا ذلكَ اليَومَ، والمَكانَ الذي نَزَلَتْ فيه على النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وهو قائِمٌ بعَرَفَةَ يَومَ جُمُعَةٍ (أخرجه البخاري:٤٥، ومسلم:٣٠١٧).

 

2- عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أحبُّ الأديانِ إلى اللهِ تعالى الحَنِيفيَّةُ السَّمحةُ"(أخرجه أحمد:٢١٠٧، والبخاري في الأدب المفرد:٢٨٧، وحسنه الألباني في صحيح الجامع:١٦٠).

 

3- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أرحمُ أمَّتي بأمَّتي أبو بَكرٍ وأشدُّهم في دينِ اللَّهُ عمرُ وأصدقُهم حياءً عثمانُ وأقضاهم عليُّ بنُ أبي طالبٍ وأقرؤُهم لِكتابِ اللَّهِ أبيُّ بنُ كعبٍ وأعلمُهم بالحلالِ والحرامِ معاذُ بنُ جبلٍ وأفرضُهم زيدُ بنُ ثابتٍ ألا وإنَّ لِكلِّ أمَّةٍ أمينًا وأمينُ هذِه الأمَّةِ أبو عبيدةَ بنُ الجرّاحِ"(أخرجه الترمذي:٣٧٩٠، وابن ماجه:١٥٤، وصححه الألباني).

 

4- عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَثَلُ ما بَعَثَنِي اللَّهُ به مِنَ الهُدَى والعِلْمِ، كَمَثَلِ الغَيْثِ الكَثِيرِ أصابَ أرْضًا، فَكانَ مِنْها نَقِيَّةٌ، قَبِلَتِ الماءَ، فأنْبَتَتِ الكَلَأَ والعُشْبَ الكَثِيرَ، وكانَتْ مِنْها أجادِبُ، أمْسَكَتِ الماءَ، فَنَفَعَ اللَّهُ بها النَّاسَ، فَشَرِبُوا وسَقَوْا وزَرَعُوا، وأَصابَتْ مِنْها طائِفَةً أُخْرَى، إنَّما هي قِيعانٌ لا تُمْسِكُ ماءً ولا تُنْبِتُ كَلَأً، فَذلكَ مَثَلُ مَن فَقُهَ في دِينِ اللَّهِ، ونَفَعَهُ ما بَعَثَنِي اللَّهُ به فَعَلِمَ وعَلَّمَ، ومَثَلُ مَن لَمْ يَرْفَعْ بذلكَ رَأْسًا، ولَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الذي أُرْسِلْتُ بهِ"(أخرجه البخاري:٧٩، ومسلم:٢٢٨٢).

 

5- عن تميم الداري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الدينَ النصيحةُ، إن الدينَ النصيحةُ، إن الدينَ النصيحةُ. قالوا: لمَن يا رسولَ اللهِ؟ قال: للهِ، وكتابِه، ورسولِه، وأئمةِ المؤمنين وعامَّتِهم، وأئمةِ المسلمين وعامَّتِهم"(رواه أبو داود:٤٩٤٤، وصححه الألباني).

 

6- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ هذا الدينَ يسرٌ، ولن يشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبهُ، فسدِّدوا وقارِبوا وأبشِروا ويسِّروا واستعينُوا بالغَدوةِ والروحةِ وشيءٍ من الدُّلجةِ"(رواه النسائي ٥٠٤٩، الألباني).

 

7- عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: قالَ لي رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- غداةَ العقبةِ وَهوَ على راحلتِه: "هاتِ القِطْ لي". فلقطتُ لَهُ حصياتٍ هنَّ حصى الخَذفِ، فلمّا وضعتُهنَّ في يدِه، قال: "بأمثالِ هؤلاءِ، وإيّاكم والغلوَّ في الدِّين، فإنَّما أَهلَكَ من كان قبلَكمُ الغلوُّ في الدِّينِ"(رواه النسائي:٣٠٥٧، وصححه الألباني).

 

8- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ"(أخرجه البخاري:٥٠٩٠، ومسلم:١٤٦٦).

 

9- عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- دَخَلَ الخَلاءَ، فَوَضَعْتُ له وَضُوءًا قالَ: "مَن وضَعَ هذا؟" فَأُخْبِرَ فَقالَ: "اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ في الدِّينِ"(رواه البخاري:١٤٣، ومسلم:٢٤٧٧). وعند أحمد زيادة (٢٣٩٧): "وعلِّمْهُ التَّأويلَ".

 

10- عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لَنْ يَبْرَحَ هذا الدِّينُ قائِمًا، يُقاتِلُ عليه عِصابَةٌ مِنَ المُسْلِمِينَ، حتّى تَقُومَ السّاعَةُ"(رواه مسلم:١٩٢٢).

 

11- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لَوْ كانَ الدِّينُ عِنْدَ الثُّرَيّا، لَذَهَبَ به رَجُلٌ مِن فارِسَ، أوْ قالَ، مِن أبْناءِ فارِسَ حتّى يَتَناوَلَهُ"(أخرجه البخاري:٤٨٩٧، ومسلم:٢٥٤٦).

 

12- عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: أَتاهُ رَجُلانِ في فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَقالا: إنَّ النّاسَ صَنَعُوا وأَنْتَ ابنُ عُمَرَ، وصاحِبُ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فَما يَمْنَعُكَ أنْ تَخْرُجَ؟ فَقالَ: يَمْنَعُنِي أنَّ اللَّهَ حَرَّمَ دَمَ أخِي. فَقالا: ألَمْ يَقُلِ اللَّهُ: (وَقاتِلُوهُمْ حتّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ)، فَقالَ: قاتَلْنا حتّى لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ، وكانَ الدِّينُ لِلَّهِ، وأَنْتُمْ تُرِيدُونَ أنْ تُقاتِلُوا حتّى تَكُونَ فِتْنَةٌ، ويَكونَ الدِّينُ لِغَيْرِ اللَّهِ (رواه البخاري:٤٥١٣).

 

13- عن معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ، واللَّهُ المُعْطِي وأَنا القاسِمُ، ولا تَزالُ هذِه الأُمَّةُ ظاهِرِينَ على مَن خالَفَهُمْ حتّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ، وهُمْ ظاهِرُونَ"(أخرجه البخاري:3116، ومسلم:١٠٣٧).

 

14- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما مِن مَوْلُودٍ إلّا يُولَدُ على الفِطْرَةِ، فأبَواهُ يُهَوِّدانِهِ أوْ يُنَصِّرانِهِ أوْ يُمَجِّسانِهِ، كما تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعاءَ، هلْ تُحِسُّونَ فيها مِن جَدْعاءَ، ثُمَّ يقولُ: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتي فَطَرَ النّاسَ عليها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلكَ الدِّينُ القَيِّمُ) (أخرجه البخاري:٤٧٧٥، ومسلم:٢٦٥٨).

 

15- عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا مَعْشَرَ النِّساءِ، تَصَدَّقْنَ وأَكْثِرْنَ الاسْتِغْفارَ، فإنِّي رَأَيْتُكُنَّ أكْثَرَ أهْلِ النّارِ" فَقالتِ امْرَأَةٌ منهنَّ جَزْلَةٌ: وما لنا يا رَسولَ اللهِ، أكْثَرُ أهْلِ النّارِ؟ قالَ: "تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وتَكْفُرْنَ العَشِيرَ، وما رَأَيْتُ مِن ناقِصاتِ عَقْلٍ ودِينٍ أغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ" قالَتْ: يا رَسولَ اللهِ، وما نُقْصانُ العَقْلِ والدِّينِ؟ قالَ: "أمّا نُقْصانُ العَقْلِ: فَشَهادَةُ امْرَأَتَيْنِ تَعْدِلُ شَهادَةَ رَجُلٍ فَهذا نُقْصانُ العَقْلِ، وتَمْكُثُ اللَّيالِيَ ما تُصَلِّي، وتُفْطِرُ في رَمَضانَ فَهذا نُقْصانُ الدِّينِ"(رواه مسلم:٧٩).

 

16- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يَذْهَبُ اللَّيْلُ والنَّهارُ حتّى تُعْبَدَ اللّاتُ والْعُزّى فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنْ كُنْتُ لأَظُنُّ حِينَ أنْزَلَ اللَّهُ: (هو الذي أرْسَلَ رَسوله بالهُدى ودِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ على الدِّينِ كُلِّهِ ولو كَرِهَ المُشْرِكُونَ)[الصف: ٩] أنَّ ذلكَ تامًّا قالَ إنَّه سَيَكونُ مِن ذلكَ ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا طَيِّبَةً، فَتَوَفّى كُلَّ مَن في قَلْبِهِ مِثْقالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِن إيمانٍ، فَيَبْقى مَن لا خَيْرَ فِيهِ، فَيَرْجِعُونَ إلى دِينِ آبائِهِمْ"(رواه مسلم:٢٩٠٧).

 

17- عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، يَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ وأَنِّي رَسولُ اللَّهِ، إلّا بإحْدى ثَلاثٍ: النَّفْسُ بالنَّفْسِ، والثَّيِّبُ الزّانِي، والمارِقُ مِنَ الدِّينِ التّارِكُ لِلْجَماعَةِ"(رواه البخاري:٦٨٧٨).

 

18- عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: بُعِثَ إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- بشيءٍ فَقَسَمَهُ بيْنَ أرْبَعَةٍ، وقالَ: "أتَأَلَّفُهُمْ؟" فَقالَ رَجُلٌ: ما عَدَلْتَ، فَقالَ: "يَخْرُجُ مِن ضِئْضِئِ هذا قَوْمٌ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ"(أخرجه البخاري:٤٦٦٧، ومسلم:١٠٦٤).

 

19- عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: إِذا حَدَّثْتُكُمْ عن رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فَلأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّماءِ أَحَبُّ إلَيَّ مِن أَنْ أَقُولَ عليه ما لَمْ يَقُلْ، وإذا حَدَّثْتُكُمْ فِيما بَيْنِي وبيْنَكُمْ فإنَّ الحَرْبَ خَدْعَةٌ سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يقولُ: "سَيَخْرُجُ في آخِرِ الزَّمانِ قَوْمٌ أَحْداثُ الأسْنانِ، سُفَهاءُ الأحْلامِ يقولونَ مِن خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ، يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ لا يُجاوِزُ حَناجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كما يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَإِذا لَقِيتُمُوهُمْ فاقْتُلُوهُمْ، فإنَّ في قَتْلِهِمْ أَجْرًا، لِمَن قَتَلَهُمْ عِنْدَ اللهِ يَومَ القِيامَةِ"(أخرجه البخاري:٣٦١١، ومسلم:١٠٦٦).

 

20- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- دَخَلَ عَلَيْها وعِنْدَها امْرَأَةٌ، قالَ: "مَن هذِه؟" قالَتْ: فُلانَةُ، تَذْكُرُ مِن صَلاتِها، قالَ: "مَهْ، علَيْكُم بما تُطِيقُونَ، فَواللَّهِ لا يَمَلُّ اللَّهُ حتّى تَمَلُّوا وكانَ أحَبَّ الدِّينِ إلَيْهِ مادامَ عليه صاحِبُهُ"(رواه البخاري:٤٣).

 

21- عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بَيْنا أنا نائِمٌ رَأَيْتُ النّاسَ عُرِضُوا عَلَيَّ، وعليهم قُمُصٌ، فَمِنْها ما يَبْلُغُ الثَّدْيَ، ومِنْها ما يَبْلُغُ دُونَ ذلكَ، وعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ وعليه قَمِيصٌ اجْتَرَّهُ،" قالوا: فَما أوَّلْتَهُ يا رَسولَ اللَّهِ قالَ: "الدِّينَ"(أخرجه البخاري:٣٦٩١، ومسلم:٢٣٩٠).

 

22- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالَتْ: لَمْ أعْقِلْ أبَوَيَّ إلّا وهُما يَدِينانِ الدِّينَ، ولَمْ يَمُرَّ عَلَيْنا يَوْمٌ إلّا يَأْتِينا فيه رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، طَرَفَيِ النَّهارِ: بُكْرَةً وعَشِيَّةً، ثُمَّ بَدا لأبِي بَكْرٍ، فابْتَنى مَسْجِدًا بفِناءِ دارِهِ، فَكانَ يُصَلِّي فيه ويَقْرَأُ القُرْآنَ، فَيَقِفُ عليه نِساءُ المُشْرِكِينَ وأَبْناؤُهُمْ، يَعْجَبُونَ منه ويَنْظُرُونَ إلَيْهِ، وكانَ أبو بَكْرٍ رَجُلًا بَكّاءً، لا يَمْلِكُ عَيْنَيْهِ إذا قَرَأَ القُرْآنَ، فأفْزَعَ ذلكَ أشْرافَ قُرَيْشٍ مِنَ المُشْرِكِينَ (رواه البخاري:٤٧٦).

 

23- عن أبي بن كعب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ اللَّهَ أمرَني أن أقرأَ عليكَ فقرأَ عليهِ: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ فقرأَ فيها: إنَّ ذاتَ الدِّينِ عندَ اللَّهِ الحَنيفيَّةُ المُسْلِمَةُ لا اليَهوديَّةُ، ولا النَّصرانيَّةُ، مَن يعمَلْ خيرًا فَلن يُكْفرَهُ، وقرأَ عليهِ: ولَو أنَّ لابنِ آدمَ واديًا مِن مالٍ لابتَغى إليهِ ثانيًا، ولو لَهُ ثانيًا لابتَغى إليهِ ثالثًا، ولا يملأُ جَوفَ ابنِ آدمَ إلاَّ التُّرابُ، ويتوبُ اللَّهُ على من تابَ (رواه الترمذي:٣٧٩٣، وصححه الألباني).

 

24- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: أمَرَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: بلالًا فَنادى بالنّاسِ: "إنَّه لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ إلّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، وإنَّ اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ هذا الدِّينَ بالرَّجُلِ الفاجِرِ"(أخرجه البخاري:٣٠٦٢، ومسلم:١١١).

 

25- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ هذا الدينَ متينٌ، فأوْغِلُوا فيه بِرِفْقٍ "(حسنه الألباني في صحيح الجامع:٢٢٤٦).

 

26- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "سيُشَدَّدُ هذا الدِّينُ برِجالٍ ليس لهمْ عند اللهِ خلاقٌ"(أخرجه البزار:٦٦٤٨، وصححه الألباني في صحيح الجامع:٣٦٥٦).

 

27- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نَفسي بيدِهِ ! لا تَدْخُلوا الجنةَ حتى تُسْلِمُوا، ولا تُسْلِمُوا حتى تَحابُّوا، وأَفْشُوا السلامَ تَحابُّوا، وإِيّاكُمْ والبُغْضَةَ؛ فإنَّها هيَ الحالِقَةُ، لا أَقُولُ لَكُمْ: تَحْلِقُ الشَّعْرَ، ولكنْ تَحْلِقُ الدِّينَ"(رواه البخاري في الأدب المفرد:١٩٧، وحسنه الألباني).

 

28- عن أبي عنبة الخولاني -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يزالُ اللَّهُ يغرسُ في هذا الدِّينِ غرسًا يستعملُهم في طاعتِه"(رواه ابن ماجه:٨، وحسنه الألباني).

 

29- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يزالُ الدِّينُ ظاهرًا ما عجَّلَ النّاسُ الفِطرَ لأنَّ اليَهودَ والنَّصارى يؤخِّرونَ"(رواه أبو داود:٢٣٥٣، وحسنه الألباني).

 

30- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: كانَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يقولُ: "اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لي دُنْيايَ الَّتي فِيها معاشِي، وَأَصْلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فِيها معادِي، واجْعَلِ الحَياةَ زِيادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، واجْعَلِ المَوْتَ راحَةً لي مِن كُلِّ شَرٍّ"(رواه مسلم:٢٧٢٠).

 

31- عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: كانَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يُعَلِّمُنا الِاسْتِخارَةَ في الأُمُورِ كُلِّها، كالسُّورَةِ مِنَ القُرْآنِ: إذا هَمَّ بالأمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يقولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعاقِبَةِ أمْرِي - أوْ قالَ: في عاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - فاقْدُرْهُ لِي، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعاقِبَةِ أمْرِي - أوْ قالَ: في عاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - فاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كانَ، ثُمَّ رَضِّنِي به، ويُسَمِّي حاجَتَهُ (أخرجه البخاري:٦٣٨٢).

 

32- عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله، فيقولان: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ قال: فيقول: هو رسول اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فيقولان: وما يدريك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت"(أخرجه أبو داود:٤٧٥٣، وصححه الألباني).

 

33- عن عبدالله بن فيروز الديلمي -رضي الله عنه- قال: وقعَ في نفسي شيءٌ من هذا القدرِ خشيتُ أن يُفسِدَ عليَّ ديني وأمري فأتيتُ أبيَّ بنَ كعبٍ فقلتُ أبا المنذرِ: إنَّهُ قد وقعَ في نفسي شيءٌ من هذا القدرِ فخشيتُ على ديني وأمري فحدِّثني من ذلكَ بشيءٍ لعلَّ اللَّهَ أن ينفعَني بهِ فقالَ: لو أنَّ اللَّهَ عذَّبَ أهلَ سماواتِهِ وأهلَ أرضِهِ لعذَّبَهم وهوَ غيرُ ظالمٍ لهم ولو رحِمهم لكانت رحمتُه خيرًا لهم من أعمالِهم ولو كانَ لكَ مثلُ جبلِ أحدٍ ذهبًا أو مثلُ جبلِ أحدٍ تنفقُهُ في سبيلِ اللَّهِ ما قبلَ منكَ حتّى تؤمِنَ بالقدرِ فتعلمَ أنَّ ما أصابكَ لم يكن ليخطئكَ وأنَّ ما أخطأكَ لم يكن ليصيبَكَ وأنَّكَ إن متَّ على غيرِ هذا دخلتَ النّار ولا عليكَ أن تأتِيَ أخي عبدَ اللَّهِ بنَ مسعودٍ فتسألَهُ فأتيتُ عبدَ اللَّهِ فسألتُه فذَكرَ مثلَ ما قالَ أبيٌّ وقالَ لي ولا عليكَ أن تأتيَ حذيفةَ فأتيتُ حذيفةَ فسألتُه فقالَ مثلَ ما قالا وقالَ ائتِ زيدَ بنَ ثابتٍ فاسألْهُ فأتيتُ زيدَ بنَ ثابتٍ فسألتُه فقالَ سمعتُ رسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يقولُ: "لو أنَّ اللَّهَ عذَّبَ أهلَ سماواتِهِ وأهلَ أرضِهِ لعذَّبَهم وهوَ غيرُ ظالمٍ لهم ولو رحِمهم لكانت رحمتُه خيرًا لهم من أعمالِهم ولو كانَ لكَ مثلُ أحدٍ ذهبًا أو مثلُ جبلِ أحدٍ ذهبًا تنفقُهُ في سبيلِ اللَّهِ ما قَبِلَهُ منكَ حتّى تؤمِنَ بالقدرِ كلِّهِ فتعلمَ أنَّ ما أصابكَ لم يكن ليخطئَكَ وما أخطأكَ لم يكن ليصيبَكَ وأنَّكَ إن متَّ على غيرِ هذا دخلتَ النّارَ"(رواه ابن ماجه:٦٢، وصححه الألباني).

 

34- عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: بعثَنا رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنا والزُّبَيْرَ والمِقدادَ بنَ الأسوَدِ فقالَ: انْطَلِقُوا حتّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خاخٍ، فإنَّ بها ظَعِينَةً، ومعها كِتابٌ فَخُذُوهُ منها، فانْطَلَقْنا تَعادى بنا خَيْلُنا حتّى انْتَهَيْنا إلى الرَّوْضَةِ، فَإِذا نَحْنُ بالظَّعِينَةِ، فَقُلْنا أخْرِجِي الكِتابَ، فَقالَتْ: ما مَعِي مِن كِتابٍ، فَقُلْنا: لَتُخْرِجِنَّ الكِتابَ أوْ لَنُلْقِيَنَّ الثِّيابَ، فأخْرَجَتْهُ مِن عِقاصِها، فأتَيْنا به رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَإِذا فيه مِن حاطِبِ بنِ أبِي بَلْتَعَةَ إلى أُناسٍ مِنَ المُشْرِكِينَ مِن أهْلِ مَكَّةَ يُخْبِرُهُمْ ببَعْضِ أمْرِ رَسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: يا حاطِبُ ما هذا؟، قالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، لا تَعْجَلْ عَلَيَّ إنِّي كُنْتُ امْرَأً مُلْصَقًا في قُرَيْشٍ، ولَمْ أكُنْ مِن أنْفُسِها، وكانَ مَن معكَ مِنَ المُهاجِرِينَ لهمْ قَراباتٌ بمَكَّةَ يَحْمُونَ بها أهْلِيهِمْ وأَمْوالَهُمْ، فأحْبَبْتُ إذْ فاتَنِي ذلكَ مِنَ النَّسَبِ فيهم، أنْ أتَّخِذَ عِنْدَهُمْ يَدًا يَحْمُونَ بها قَرابَتِي، وما فَعَلْتُ كُفْرًا ولا ارْتِدادًا، ولا رِضًا بالكُفْرِ بَعْدَ الإسْلامِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: لقَدْ صَدَقَكُمْ، قالَ عُمَرُ: يا رَسولَ اللَّهِ دَعْنِي أضْرِبْ عُنُقَ هذا المُنافِقِ، قالَ: إنَّه قدْ شَهِدَ بَدْرًا، وما يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ أنْ يَكونَ قَدِ اطَّلَعَ على أهْلِ بَدْرٍ فَقالَ: اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ فقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ"(أخرجه البخاري:٣٠٠٧، ومسلم:٢٤٩٤).

 

35- عن أم سلمة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: فقال لهمُ النَّجاشي: ما هذا الدِّينُ الَّذي فارقتُمْ فيهِ قومَكُم، ولم تدخُلوا في ديني ولا في دينِ أحدٍ من النّاسِ؟ فقال جعفرُ: أيُّها الملِكُ، كنّا أَهْلَ جاهليَّةٍ نعبدُ الأصنامَ، وَنَأْكلُ الميتةَ وَنَأْتي الفواحشَ، ونقطعُ الأرحامَ، ونُسيءُ الجوارَ ويأكلُ القويُّ منّا الضَّعيفَ، حتّى بعثَ اللَّهُ إلينا رسولًا منّا نعرفُ نسبَهُ، وصدقَهُ، وأمانتَهُ، وعفافَهُ، فدعانا لتوحيدِ اللَّهِ وأن لا نُشرِكَ بهِ شيئًا، ونخلَعَ ما كنّا نعبدُ من الأصنامِ، وأمرَنا بصدقِ الحديثِ، وأداءِ الأمانةِ، وصلةِ الرَّحمِ، وحُسنِ الجوارِ، والكفِّ عنِ المحارمِ، والدِّماءِ، ونَهانا عنِ الفواحشِ، وقولِ الزُّورِ، وأَكْلِ مالَ اليتيمِ، وأمرَنا بالصَّلاةِ، والصِّيام، وعدَّدَ علَيهِ أمورَ الإسلامِ، وقال جعفرٌ فآمنّا بهِ وصدقناه، وحرَّمنا ما حرَّمَ علينا، وحلَّلنا ما أحلَّ لَنا، فتعدّى علينا قومُنا، فعذَّبونا وفتَنونا عن دينِنا ليردُّونا إلى عبادةِ الأوثانِ، فلمّا قَهَرونا وظلَمونا، وحالوا بينَنا وبينَ دينِنا، خرجنا إلى بلادِكَ، واخترناكَ على مَن سواكَ، ورجَونا أن لا نُظلَمَ عندَكَ فقالَ النَّجاشيُّ: هل معَكَ مِمّا جاءَ بهِ عنِ اللَّهِ شيءٌ؟ قالَ: نعَم، قرأَ علَيهِ صدرًا من سورةِ مريَمَ فبَكى النَّجاشيُّ وأساقفتُهُ وقال النَّجاشيُّ: إنَّ هذا والَّذي جاءَ بهِ عيسى يخرجُ من مشكاةٍ واحدةٍ، انطلقا واللَّهِ لا أسلمُهُمِ إليكُما أبدًا، يخاطِبُ عمرَو بنَ العاصِ وصاحبَهُ فخَرجا وقال عمرٌو لعبدِ اللَّهِ بنُ أبي ربيعةَ واللَّهِ لآتيَنَّهُ غدًا بما يُبيدُ خَضراءَهم فلمّا كان الغدُ، قالَ للنَّجاشيِّ: إن هؤلاء يقولونَ في عيسى بن مريمَ قولًا عظيمًا، فأرسلِ النجاشي يسألُهُم عن قولِهم: في المسيحِ؟ فقالَ جعفرُ: نقولُ فيهِ الَّذي جاءَنا بهِ نبيُّنا: هوَ عبدُ اللَّهِ ورسولُهُ، وروحُهُ وَكَلمتُهُ ألقاها إلى مريمَ العذراءِ البتولِ، فأخذ النَّجاشيُّ عودًا من الأرضِ، وقالَ: ماعَدا [ماعدا الصواب ما عدا] عيسى ما قلتَ قدرَ هذا العودِ، فنخرَت بطارقتُهُ فقالَ: وإن نَخرتُمْ وقال للمسلِمين اذهَبوا، فأنتُمْ آمِنونَ ما أحبُّ أنَّ لي جبلًا من ذهبٍ وأنني آذيتُ رجلًا منكُم وردَّ هديَّةَ قُريشٍ وقال: ما أخذَ اللَّهُ الرِّشوةَ منِّي حتّى آخُذَها منكُم ولا أطاعَ النّاسَ فيَّ، حتى أطيعَهُم فيهِ. (فقه السيرة:١١٥، وقال الألباني: إسناده صحيح).

 

36- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أولُ ما تَفْقِدُونَ من دِينِكُمُ الأَمانَةُ، وآخرُه الصلاةُ"(صححه الألباني بشواهده في السلسة في الصحيحة:١٧٣٩).

 

37- عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: بيْنَما نَحْنُ عِنْدَ رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ذاتَ يَومٍ؛ إذْ طَلَعَ عليْنا رَجُلٌ شَدِيدُ بَياضِ الثِّيابِ، شَدِيدُ سَوادِ الشَّعَرِ، لا يُرى عليه أثَرُ السَّفَرِ، ولا يَعْرِفُهُ مِنّا أحَدٌ، حتّى جَلَسَ إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فأسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إلى رُكْبَتَيْهِ، ووَضَعَ كَفَّيْهِ على فَخِذَيْهِ. وَقالَ: يا مُحَمَّدُ أخْبِرْنِي عَنِ الإسْلامِ، فقالَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: الإسْلامُ أنْ تَشْهَدَ أنْ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، وتُقِيمَ الصَّلاةَ، وتُؤْتِيَ الزَّكاةَ، وتَصُومَ رَمَضانَ، وتَحُجَّ البَيْتَ إنِ اسْتَطَعْتَ إلَيْهِ سَبِيلًا، قالَ: صَدَقْتَ، قالَ: فَعَجِبْنا له يَسْأَلُهُ، ويُصَدِّقُهُ، قالَ: فأخْبِرْنِي عَنِ الإيمانِ، قالَ: أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ، قالَ: صَدَقْتَ، قالَ: فأخْبِرْنِي عَنِ الإحْسانِ، قالَ: أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَراهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَراهُ فإنَّه يَراكَ، قالَ: فأخْبِرْنِي عَنِ السّاعَةِ، قالَ: ما المَسْؤُولُ عَنْها بأَعْلَمَ مِنَ السّائِلِ قالَ: فأخْبِرْنِي عن أمارَتِها، قالَ: أنْ تَلِدَ الأمَةُ رَبَّتَها، وأَنْ تَرى الحُفاةَ العُراةَ العالَةَ رِعاءَ الشّاءِ يَتَطاوَلُونَ في البُنْيانِ، قالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا، ثُمَّ قالَ لِي: يا عُمَرُ أتَدْرِي مَنِ السّائِلُ؟ قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: فإنَّه جِبْرِيلُ أتاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ"(رواه مسلم:٨).

 

38- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سمعَ أصواتًا فقالَ: "ما هذا الصَّوتُ"؟ قالوا: النَّخلُ يؤبِّرونَها فقالَ: "لَو لَم يفعَلوا لصلُحَ" فلم يؤبِّروا عامَئذٍ فصارَ شَيصًا فذَكَروا للنَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فقالَ: "إن كانَ شيئًا من أمرِ دُنْياكم فشأنُكُم بهِ وإن كانَ من أمرِ دينِكُم فإليَّ"(رواه ابن ماجه:٢٠١٩، وصححه الألباني).

 

39- عن عبدالله بن يزيد الخطمي -رضي الله عنه- قال: كانَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إذا أرادَ أن يستودِعَ الجيشَ قالَ: "أستودعُ اللَّهَ دينَكم وأمانتَكم وخواتيمَ أعمالِكم"(أخرجه أبو داود:٢٦٠١، وصححه الألباني).

 

40- عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا تبايعتُم بالعينةِ وأخذتم أذنابَ البقرِ، ورضيتُم بالزَّرعِ وترَكتمُ الجِهادَ سلَّطَ اللَّهُ عليْكم ذلاًّ لاَ ينزعُهُ حتّى ترجعوا إلى دينِكُم"(رواه أبو داود:٣٤٦٢، وصححه الألباني).

 

41- عن طارق بن شهاب -رضي الله عنه- قال: قالَ يَهوديٌّ لعمرَ: لو علَينا نزلَت هذِهِ الآيةُ لاتَّخذناهُ عيدًا الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ قالَ عمرُ: قد عَلِمْتُ اليومَ الَّذي أُنْزِلَت فيهِ، واللَّيلةَ الَّتي أُنْزِلَت: ليلةَ الجمعةِ، ونحنُ معَ رسولِ اللَّهِ بعرَفاتٍ"(رواه النسائي:٣٠٠٢، وصححه الألباني).

 

42- عن عمار بن أبي عمار قال: قرأَ ابنُ عبّاسٍ: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا) وعندَهُ يَهوديٌّ فقالَ: لو أُنْزِلَت هذِهِ الآية علَينا لا تخذنا يومَها عيدًا، فقالَ ابنُ عبّاسٍ: فإنَّها نزلت في يومِ عيدَينِ: في يومِ الجمعةِ، ويومِ عَرفةَ"(رواه الترمذي ٣٠٤٤، وصححه الألباني).

 

43- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما أظُنُّ فُلانًا وفُلانًا يَعْرِفانِ مِن دِينِنا شَيئًا" قالَ اللَّيْثُ: كانا رَجُلَيْنِ مِنَ المُنافِقِينَ"(رواه البخاري:٦٠٦٧).

 

44- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لِتَعلمَ يَهودُ أنَّ في دينِنا فُسحةً، إنِّي أُرسِلْتُ بحَنيفيَّةٍ سَمحةٍ"(أخرجه أحمد:٢٤٨٥٥، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده قوي).

 

45- عن شقيق بن سلمة قال: قامَ سَهْلُ بنُ حُنَيْفٍ يَومَ صِفِّينَ، فَقالَ: أَيُّها النّاسُ، اتَّهِمُوا أَنْفُسَكُمْ، لقَدْ كُنّا مع رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَومَ الحُدَيْبِيَةِ ولو نَرى قِتالًا لَقاتَلْنا، وَذلكَ في الصُّلْحِ الذي كانَ بيْنَ رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وبيْنَ المُشْرِكِينَ، فَجاءَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ، فأتى رَسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، أَلَسْنا على حَقٍّ وَهُمْ على باطِلٍ؟ قالَ: "بَلى"، قالَ: أَليسَ قَتْلانا في الجَنَّةِ وَقَتْلاهُمْ في النّارِ؟ قالَ: "بَلى"، قالَ: فَفِيمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ في دِينِنا، وَنَرْجِعُ، وَلَمّا يَحْكُمِ اللَّهُ بيْنَنا وبيْنَهُمْ؟! فَقالَ: "يا ابْنَ الخَطّابِ، إنِّي رَسولُ اللهِ وَلَنْ يُضَيِّعَنِي اللَّهُ أَبَدًا"، قالَ: فانْطَلَقَ عُمَرُ فَلَمْ يَصْبِرْ مُتَغَيِّظًا، فأتى أَبا بَكْرٍ، فَقالَ: يا أَبا بَكْرٍ أَلَسْنا على حَقٍّ وَهُمْ على باطِلٍ؟ قالَ: بَلى، قالَ: أَليسَ قَتْلانا في الجَنَّةِ وَقَتْلاهُمْ في النّارِ؟ قالَ: بَلى، قالَ: فَعَلامَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ في دِينِنا، وَنَرْجِعُ وَلَمّا يَحْكُمِ اللَّهُ بيْنَنا وبيْنَهُمْ؟ فَقالَ: يا ابْنَ الخَطّابِ، إنَّه رَسولُ اللهِ وَلَنْ يُضَيِّعَهُ اللَّهُ أَبَدًا، قالَ: فَنَزَلَ القُرْآنُ على رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بالفَتْحِ، فأرْسَلَ إلى عُمَرَ، فأقْرَأَهُ إيّاهُ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، أَوْ فَتْحٌ هُو؟ قالَ: "نَعَمْ"، فَطابَتْ نَفْسُهُ وَرَجَعَ (رواه مسلم:١٧٨٥).

 

46- عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قلَّما كانَ رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يقومُ من مَجلسٍ حتّى يدعوَ بِهَؤلاءِ الكلِماتِ لأصحابِهِ: "اللَّهمَّ اقسِم لَنا من خشيتِكَ ما يَحولُ بينَنا وبينَ معاصيكَ، ومن طاعتِكَ ما تبلِّغُنا بِهِ جنَّتَكَ، ومنَ اليقينِ ما تُهَوِّنُ بِهِ علَينا مُصيباتِ الدُّنيا، ومتِّعنا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوَّتنا ما أحييتَنا، واجعَلهُ الوارثَ منّا، واجعَل ثأرَنا على من ظلمَنا، وانصُرنا على من عادانا، ولا تجعَل مُصيبتَنا في دينِنا، ولا تجعلِ الدُّنيا أَكْبرَ همِّنا ولا مبلغَ عِلمِنا، ولا تسلِّط علَينا مَن لا يرحَمُنا"(رواه الترمذي:٣٥٠٢، وحسنه الألباني).

 

47- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أنا أوْلى الناسِ بعيسى ابنِ مَريَمَ في الدُّنيا والآخِرةِ، والأنبياءُ إخوةٌ لِعَلّاتٍ؛ أُمَّهاتُهم شَتّى، ودِينُهم واحِدٌ"(رواه البخاري:٣٤٤٣، ومسلم:٢٣٦٥).

 

48- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أُمِرْتُ أنْ أُقاتِلُ النّاسَ حتّى يَشْهَدُوا أنْ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ، ويُؤْمِنُوا بي، وبِما جِئْتُ به، فإذا فَعَلُوا ذلكَ، عَصَمُوا مِنِّي دِماءَهُمْ، وأَمْوالَهُمْ إلّا بحَقِّها، وحِسابُهُمْ على اللَّهِ"(رواه مسلم:٢١).

 


 

الاثار

1- قال علي بن أبي طالب: "لو كان الدين بالرأي لكان مسح باطن القدم أولى من ظاهره"( أخرجه أبو داود:162، وصححه الألباني).

 

2- عن قتادة في تفسير آية النساء أنه قال: "أولئك أعداء الله اليهود والنصـارى، آمنـت اليهـود بـالتوراة وموسى وكفروا بالإنجيل وعيسى، وآمنت النصارى بالإنجيل وعيسى وكفروا بالقرآن وبمحمد -صلى الله عليه وسلم-؛ فاتخذوا اليهودية والنصرانية، وهما بدعتان ليستا من الله وتركوا الإسلام، وهو دين الله الذي بعث به رسله"(تفسير الطبري، النساء: تفسير قوله تعالى: (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول).

 

3- قال الحسن البصري: "من نافسك في دينك فنافسه، ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره"(إحياء علوم الدين:3-253).

 

4- قال عمر بن عبد العزيز: "إن الدين ليس بالطنطنة من آخر الليل، ولكن الدين الورع"(كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال:3-8784).

 

5- عن قتادة في قوله: (إنّ الدين عندَ الله الإسلام)، "والإسلام: شهادة أنّ لا إله إلا الله، والإقرار بما جاء به من عند الله، وهو دين الله الذي شرع لنفسه، وبعث به رسله، ودلّ عليه أولياءه، لا يقبل غيرَه ولا يجزى إلا به"(تفسير الطبري).

 

6- عن أبي العالية في قوله: (إن الدين عند الله الإسلام)، قال:"الإسلام، الإخلاص لله وحده، وعبادته لا شريك له، وإقامُ الصّلاة، وإيتاءُ الزكاة، وسائرُ الفرائض لهذا تَبعٌ"(تفسير الطبري).

 

7- عن قتادة في قوله: (أفغير دين الله يبغون) الآية "فأما المؤمن فأسلم طائعًا فنفعه ذلك، وقُبِل منه، وأما الكافر فأسلم كارهًا حين لا ينفعه ذلك، ولا يقبل منه"(تفسير الطبري).

 

8- عن ابن عباس في قوله: (من الذين هادوا يحرّفون الكلم عن مواضعه)، إلى قوله: (وطعنًا في الدين) " فإنهم كانوا يستهزئون، ويلوون ألسنتهم برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويطعنون في الدين"(تفسير الطبري).

 

9- عن الربيع في قوله تعالى (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ): "صاروا فريقين: فريق غلَوا في الدين، فكان غلوهم فيه الشك فيه والرغبة عنه، وفريق منهم قصَّروا عنه، ففسقوا عن أمر ربهم"(تفسير الطبري).

 

 

 

 


 

القصص

1- كان ذر الغفاري -رضي الله عنه- يعبد صنما لا يفارقه حضرا ولا سفرا فخرج يوما إلى السفر فذهب لحاجته فقال أيها الصنم احفظ متاعي فلما ذهب جاء الثعلب وبال عليه فلما رجع أبو ذر وجده مبلولا فقال واعجبا السماء لم تمطر فوجد أثر الثعلب فرمق بطرفه نحو السماء وقال:

أرب يبول الثعلبان برأسه *** لقد ذل من بالت عليه الثعالب

فلو كان ربا كان يمنع نفسه *** فلا خير في رب نأته المطالب

برئت من الأصنام يا رب كلها *** وآمنت بإله الذي هو غالب

(نزهة المجالس ومنتخب النفائس؛ للصفوري:1-20)

 

2- قال بن إسحاق في المغازي: كان عمرو بن الجموح سيداً من سادات بني سلمة، وشريفاً من أشرافهم، وكان قد اتخذ في داره صنماً من خشب يعظمه، فلما أسلم فتيان بني سلمة منهم ابنه معاذ ومعاذ بن جبل كانوا يدخلون على صنم عمرو فيطرحونه في بعض حفر بني سلمة فيغدو عمرو فيجده منكباً لوجهه في العذرة، فيأخذه، ويغسله، ويطيبه، ويقول: لو أعلم من صنع هذا بك لأخزينه، ففعلوا ذلك مراراً، ثم جاء بسيفه فعلقه عليه، وقال: إن كان فيك خيراً، فامتنع؟ فلما أمسى أخذوا كلباً ميتاً، فربطوه في عنقه، وأخذوا السيف، فأصبح فوجده كذلك، فأبصر رشده، وأسلم، وقال في ذلك أبياتا منها:

 

تالله لو كُنت إلهاً لم تكُنْ *** أنت وكلبٌ وسْطَ بِئْرٍ في قرن

أُفٍ لمثواك إلهاً مُسْتَندَاً *** فالآن فتشناك عن شــرّ الغبنْ

 

وقال بن الكلبي: كان عمرو بن الجموح آخر الأنصار إسلاماً.

وعن عكرمة قال: قدم مصعب بن عمير المدينة يعلم الناس، فبعث إليه عمرو بن الجموح، ما هذا الذي جئتمونا؟ قالوا: إن شئت جئناك فأسمعناك القرآن، قال: نعم، فقرأ صدراً من سورة يوسف، فقال عمرو: إن لنا مآمرة في قومنا، وكان سيد بني سلمة، فخرجوا، ودخل على مناف، فقال: يا مناف، تعلم والله ما يريد القوم غيرك، فهل عندك من نكير؟ قال: فقلده السيف، وخرج، فقام أهله، فأخذوا السيف، فلما رجع، قال: أين السيف يا مناف؟ ويحك إن العنز لتمنع إستها، والله ما أرى في أبي جعار غداً من خير، ثم قال لهم: إني ذاهب إلى مالي فاستوصوا بمناف خيراً، فذهب، فأخذوه، فكسروه، وربطوه مع كلب ميت، وألقوه في بئر، فلما جاء، قال: كيف أنتم؟ قالوا: بخير يا سيدنا،  طهر الله بيوتنا من الرجس، قال: والله إني أراكم قد أسأتم خلافتي في مناف، قالوا: هو ذاك انظر إليه في ذلك البئر، فأشرف، فرآه، فبعث إلى قومه، فجاؤوا، فقال: ألستم على ما أنا عليه؟! قالوا: بلى، أنت سيدنا، قال: فأشهدكم أني قد آمنت بما أنزل على محمد، قال فلما كان يوم أحد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين". فقام وهو أعرج، فقال: والله لأقحزن عليها في الجنة، فقاتل حتى قتل.

(الإصابة:2/529-530). والسير:1-252). وأسد الغابة:4/206-208).

 

 


 

الاشعار

1- قال أبو الفتح البستي:

كل الذنوب فإن الله يغفرها *** عن شبع المرء إخلاص وإيمان

وكل كسر فإن الله يجبره *** وما لكسر قناة الدين جبران

(تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام:9-246)

 

2- قال د. عبد الرحمن العشماوي:

من الإسلامِ ينبثق السلامُ  *** ويُبنى من مبادئه النظامُ

وتشرَبُ نورَه الصافي قلوبٌ   *** وينهَلُ من مكارمِهِ الكِرامُ

هو الغيثُ الذي يروي عُقولاً  *** بأنقَى ما يجودُ به الغَمَامُ

هوَ النَّهرُ الذي يسقِي قلوبًا *** فينمو الحُبُّ فيها والوِئَامُ

هو الغصنُ الوَرِيفُ يَمُدُّ ظلاًّ *** يفيئنا إذا احْتَدَمَ الزِّحَامُ

لو التفتتْ إليهِ قلوبُ قَومِي *** لما أزرَى بأقصانا اللئَامُ

ولا عانَى من البَاغِي عِرَاق *** ولا عانتْ من الباغي شآمُ

ولا لعبتْ بِنَا رومُ وفُرْسٌ *** ولا أزرَى بعروتنا انفصَامُ

ولا انقطعتْ حِبَالُ القُدسِ عنَّا *** ولا ضاعتْ ولا انفلَتَ الزِّمَامُ

هو الإسلامُ فيضٌ من يَقينِ *** تطيبُ بهِ النفُوسُ ولا تُضَامُ

له في الهند تاريخ عظيم *** وفي السند البطولات الجسامُ

وفي أفريقيا السوداء هَديٌ *** وإيمان به يُمحى الأثامُ

له في تركيا أسوارُ مجدٍ *** تَهاوى دُونَ عزّتِها الطَّغامُ

غضبتُ لديننا من كل ثغرٍ *** يشوّهُه، وليس له لجامُ

غضبتُ لأمتي فيهَا رجالٌ *** على أبوابِ حَيْرتِهم أقاموا

لهم في منهج الإسلامِ نورٌ *** ويشغلهم عن النور الظلامُ

مضوا، لكنْ بِلاَ وعي فضلُّوا *** وفي بحر الهوى واللَّهوِ عَامُوا

ثقافتهم ثقافة سامِريٍّ *** له مالٌ وليسَ لهُ ذِمَامُ

غضبتُ لأمتي، فيها نِسَاءٌ *** سحائبهن في الدَّعوَى جَهَامُ

لهنَّ من الهُدَى ظلٌ ظليلٌ *** ويصرفهُنَّ في البيدِ القَتَامُ

غضبت لهن، لا رأيٌ حكيمٌ *** ولا فعلٌ يطيبُ ولا كلامُ

وهُنَّ مدارس الأجيال فيها *** معالم عزّ أمتِنَا تُقامُ

غضبتُ لقومنا، شُغِلُوا بِوَهْمٍ *** فضَاعوا في مسالِكِه وهَامُوا

تَساقَوْا من كؤوسِ الغَربِ حتَّى *** أصابَ عقولَهم منها السّقَامُ

وأشغلهُم صراعٌ مذهبيٌ *** تصيبُ ظهورَنَا منه السِّهَامُ

خِصامٌ فرَّق الأوطانَ حتَّى *** أراقَ دماءنَا هذا الخِصَامُ

غضبتُ لنَا، يجمعُنَا هُدَانَا *** وما زلنا يفرِّقُنَا انقسامُ

هو الإسلامُ، يمنحنَا كُنوزَاً *** من التقوى إذا كثر الحُطام

جميل أن نمد له جسورًا *** وأن يأوي لدوحته الحَمامُ

فهذا ديننا فجرٌ مبينٌ *** وهذي عندنا الهِمَمُ العِظَامُ

وهذا عندنا حرم عظيم *** وكعبتنا وزمزم والمقامُ

هو الإسلامُ، أشجارٌ وظلُ *** يطيب لمن تُفيّئُه المُقَامُ

هو البستانُ تعشَقهُ الروابي *** وتألفه البلابلُ واليَمَامُ

هو الأفقُ الفسيحُ فلا انطواءٌ *** يحاصِرُ مشرِقَيْهِ ولا انهزامُ

هو الإسلامُ منهجهُ سلامٌ *** على الدنيا، ومنْطِقُهُ سلامُ

(مجلة حراء)

 


 

الحكم

1- قال مصطفى السباعي: "الدين لا يمحو الغرائز ولكن يروضها"(هكذا علمتني الحياة:41).

 

2- قال الشيخ ابن عثيمين: "عرض محاسن الدين أفضل من الرد على شبهات المعارضين".

 

متفرقات

1- قال ابن تيمية -رحمه الله-: "ولا يلزم من كونهم مولودين على الفطرة أن يكونوا حين الولادة معتقدين للإسلام بالفعل؛ فإنَّ الله أخرجنا من بطون أمهاتنا لا نعلم شيئًا، ولكنْ سلامةُ القلب وقبولُه وإرادته للحق الذي هو الإسلام، بحيث لو تُرِكَ من غير مُغيِّر لَمَا كان إلَّا مُسلمًا)"(مجموع الفتاوى:4-247).

 

2- قال ابن القيم: "ومِمَّا ينبغي أن يعلم أنه إذا قيل: إنه وُلِدَ على الفطرة أو على الإسلام أو "على هذه الملة" أو "خُلِقَ حنيفًا"، فليس المراد به أنه حين خرج من بطن أُمِّه يعلم هذا الدِّينَ ويريده؛ فإن الله تعالى يقول: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا)[النحل:78]، ولكن فطرته موجبة ومقتضية لدين الإسلام لمعرفته ومحبته، فنفسُ الفطرة تستلزم الإقرار بخالقه ومحبته وإخلاص الدِّين له، وموجبات الفطرة ومقتضياتها تحصل شيئًا بعد شيء بحسب كمال الفطرة إذا سَلِمَت من المُعارِض"(شفاء العليل:288-289).

 

3- قال ابن كثير عند قوله تعالى: (إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)[يونس:72] قال: "أَيْ: وأنا ممتثل ما أمرت به مِنَ الْإِسْلَامِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالْإِسْلَامُ هُوَ دِينُ جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ أَوَّلِهِمْ إِلَى آخِرِهِمْ، وَإِنْ تَنَوَّعَتْ شَرَائِعُهُمْ وَتَعَدَّدَتْ مَنَاهِلُهُمْ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا)[الْمَائِدَةِ: ٤٨]. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: سَبِيلًا وَسُنَّةً؛ فَهَذَا نُوحٌ يَقُولُ: (وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)[النَّمْلِ: ٩١]، وَقَالَ تَعَالَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ: (إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[الْبَقَرَةِ:١٣١-١٣٢]، وَقَالَ يُوسُفُ: (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)[يُوسُفَ:١٠١]، وَقَالَ مُوسَى: (يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ)[يُونُسَ:٨٤]، وَقَالَتِ السَّحَرَةُ: (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ)[الْأَعْرَافِ:١٢٦]، وَقَالَتْ بلْقيس: (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[النَّمْلِ: ٤٤]، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (إِنَّا أَنزلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا)[الْمَائِدَةِ: ٤٤]، وَقَالَ تَعَالَى: (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ)[الْمَائِدَةِ: ١١١] وَقَالَ خَاتَمُ الرُّسُلِ وَسَيِّدُ الْبَشَرِ: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)[الْأَنْعَامِ: ١٦٢-١٦٣]؛ أَيْ: مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ؛ وَلِهَذَا قَالَ فِي الْحَدِيثِ الثَّابِتِ عَنْهُ: "نَحْنُ مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ أَوْلَادُ عَلات، دِينُنَا وَاحِدٌ"؛ أَيْ: وَهُوَ عِبَادَةُ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَإِنْ تَنَوَّعَتْ شَرَائِعُنَا، وَذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ: "أَوْلَادُ عَلَّاتٍ"، وَهُمُ: الْإِخْوَةُ مِنْ أُمَّهَاتٍ شَتَّى وَالْأَبُّ وَاحِدٍ"(تفسير ابن كثير).

 

4- قال ابن كثير: "هذه أكبرُ نِعَم الله تعالى على هذه الأمَّة حيث أكمل تعالى لهم دينَهم فلا يحتاجون إلى دينٍ غيره، ولا إلى نبيٍّ غيرِ نبيِّهم صلواتُ الله وسلامُه عليه؛ ولهذا جَعَله اللهُ خاتَمَ الأنبياء، وبَعَثه إلى الإنس والجنِّ، فلا حلال إلَّا ما أحلَّه، ولا حرام إلَّا ما حرَّمه، ولا دينَ إلَّا ما شَرَعه، وكلُّ شيءٍ أخبر به فهو حقٌّ وصدقٌ لا كَذِبَ فيه ولا خُلْفَ، كما قال تعالى: (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا)[الأنعام: 115] أي: صدقًا في الأخبار وعدلًا في الأوامر والنواهي، فلمَّا أكمل الدينَ لهم تمَّت النعمةُ عليهم؛ ولهذا قال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)[المائدة: 3] أي: فارْضَوْه أنتم لأَنْفُسكم، فإنه الدِّينُ الذي أحبَّه اللهُ ورَضِيَه وبَعَث به أَفْضَلَ الرسل الكرام، وأنزل به أَشْرَفَ كُتُبه"(تفسير ابن كثير).

 

5- قال ابن خلدون: "إن العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية أو ولاية أو أثر عظيم من الدين بسبب خلق التوحش المتأصل فيهم، وهم أصعب الأمم انقيادا بعضهم لبعض للغلظة والأنفة وبعد الهمة والمنافسة في الرئاسة فقلما تجتمع أهواءهم"(مقدمة ابن خلدون:9).

 

6- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وإذا قيل: إنه وُلد على فطرة الإسلام، أو خلق حنيفًا ونحو ذلك. فليس المراد به أنه حين خرج من بطن أمه يعلم هذا الدين ويريده؛ فإن الله تعالى يقول: (وَاللهُ أَخرَجَكُم مِن بُطُونِ أُمهاتِكم لا تَعلَمُون شيئًا) [سورة النحل:78]. ولكن فطرته مقتضية موجبة لدين الإسلام، لمعرفته ومحبته. فنفس الفطرة تستلزم الإقرار بخالقه ومحبته وإخلاص الدين له، وموجبات الفطرة ومقتضاها تحصل شيئًا بعد شيء، بحسب كمال الفطرة، إذا سلمت عن المعارض"(درء تعارض العقل والنقل:8-383).

 

7- قال ابن عبد البر: "وأما اختلاف العلماء في الفطرة المذكورة في هذا الحديث وما كان مثله فقالت فرقة : الفطرة في هذا الموضع أريد بها الخلقة التي خلق عليها المولود من المعرفة بربه فكأنه قال : "كل مولود يولد على خلقة يعرف بها ربه إذا بلغ مبلغ المعرفة" يريد خلقة مخالفة لخلقة البهائم التي لا تصل بخلقتها إلى معرفة ذلك"(درء تعارض العقل والنقل:8-383).

 

8- قال البربهاري: "اعلم -رحمك الله- أنَّ الدين إنما جاء من قِبَل الله تبارك وتعالى، لم يوضع على عقول الرجال وآرائهم، وعلمُه عند الله وعند رسوله، فلا تتَّبع شيئًا بهواك فتمرقَ من الدين فتخرجَ من الإسلام، فإنه لا حجَّة لك، فقد بيَّن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لأمَّته السنَّة، وأوضحها لأصحابه وهُم الجماعة، وهُم السواد الأعظم، والسواد الأعظم: الحقُّ وأهله، فمن خالف أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلم في شيءٍ من أمر الدين فقد كفر"(شرح السنَّة:1-35).

 

9- قال سيد قطب: "تلك الوحدة الكبرى بين الرسالات، وبين الرسل جميعا، هي قاعدة التصور الإسلامي، وهي التي تجعل الأمة المسلمة الأمة الوارثة لترات العقيدة- القائمة على دين الله في الأرض، الموصولة بهذا الأصل العريق، السائرة في الدرب على هدى ونور، والتي تجعل من النظام الإسـلامي النظام العالمي الذي يملك الجميع الحيـاة في ظلـه دون تعصب ولا اضطهاد، والتي تجعل من المجتمع الإسلامي مجتمعا مفتوحا للناس جميعا في مودة وسلام"(في ظلال القرآن: تفسير سورة البقرة - الآية 285).

 

10- قال سيد قطب: "وهكذا تتلقى الأمة المسلمة تراث الرسالة كله، وتقوم على دين الله في الأرض، ويشعر المسلمون- من ثم- بضخامة دورهم في هذه الأرض إلى يوم القيامة؛ فهم الحراس على أعز رصيد عرفته البشرية في تاريخها الطويل، وهم المختارون لحمـل راية الله- ورايـة الله وحـدها- في الأرض، يواجهون بها رايات الجاهلية المختلفة الشارات، من قـومية ووطنية وجنسية وعنصرية وصهيونية وصليبية واستعمارية وإلحادية... إلى آخر شارات الجاهلية التي يرفعها الجاهليون في الأرض، على اختلاف الأسماء والمصطلحات، واختلاف الزمان والمكان"(في ظلال القرآن: تفسير سورة البقرة - الآية 285).

 

11- قال سيد قطب: "وكلهم دعا إلى عبادة الله الواحد.. دعا إلى هذه الحقيقة التي تلقاها وأمر أن يبلغها.. وكان إدراكهم لها هو المنطق الفطري الناشئ من إيقاع الناموس الواحد في الفطرة الواصلة. كما كان نهوضهم لتبليغها هو النتيجة الطبيعية لإيمانهم المطلق بكونها الحقيقة وبكونها صادرة إليهم من الله الواحد، الذي لا يمكن- وفق الإيقاع القوي الصادق الملزم الذي تلقته فطرتهم- أن يتعدد! وهذا الإلزام الملح الذي تستشعره فطرة الرسل يبدو أحياناً في كلمات الرسل التي يحكيها عنهم هذا القرآن، أو التي يصفهم بها في بعض الأحيان.

نجده مثلاً في حكاية قول نوح- عليه السلام لقومه: (قالَ: يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي، وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ، أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ؟ وَيا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مالاً إِنْ أَجرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ. وَما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ، وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ. وَيا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ؟ أَفَلا تَذَكَّرُونَ؟)..

 

ونجده في حكاية قول صالح- عليه السلام : (قالَ: يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي مِنْهُ رَحْمَةً، فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ؟ فَما تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ)..

 

ونجده في سيرة إبراهيم- عليه السلام : (وَحاجَّهُ قَوْمُهُ قالَ أَتُحاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدانِ وَلا أَخافُ ما تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ * وَكَيْفَ أَخافُ ما أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)...

 

ونجده في قصة شعيب- عليه السلام : (قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَما أُرِيدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إِلى ما أَنْهاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)..

 

ونجدها في قول يعقوب- عليه السلام لبنيه: (إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ)

 

وهكذا وهكذا نجد في أقوال الرسل وأوصافهم أثر ذلك الإيقاع العميق الملح على فطرتهم، والذي تشي كلماتهم بما يجدونه منه في أعماق الضمير! ويوماً بعد يوم تكشفت للمعرفة الإنسانية الخارجية ظواهر تشير من بعيد إلى قانون الوحدة في هذا الوجود"(في ظلال القرآن: تفسير سورة البقرة - الآية 253).

 

12- قال سيد قطب: "إن التوحيد المطلق لله سبحانه يقتضي توحيد دينه الذي أرسل به الرسل للبشر، وتوحيد رسله الذين حملوا هذه الأمانة للناس . . وكل كفر بوحدة الرسل أو وحدة الرسالة هو كفر بوحدانية الله في الحقيقة؛ وسوء تصور لمقتضيات هذه الوحدانية . فدين الله للبشر ومنهجه للناس، هو هو لا يتغير في أساسه كما أنه لا يتغير في مصدره؛ لذلك عبر السياق هنا عمن يريدون التفرقة بين الله ورسله بأن يؤمنوا بالله ويكفروا بالرسل، وعمن يريدون التفرقة بين الرسل بأن يؤمنوا ببعضهم ويكفروا ببعضهم عبر عن هؤلاء وهؤلاء بأنهم (الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ)، وعد تفرقتهم بين الله ورسله، وتفرقتهم بين بعض رسله وبعض، كفرا بالله وبرسله.

 

إن الإيمان وحدة لا تتجزأ، الإيمان بالله إيمان بوحدانيته -سبحانه- ووحدانيته تقتضي وحدة الدين الذي ارتضاه للناس لتقوم حياتهم كلها -كوحدة- على أساسه، ويقتضي وحدة الرسل الذين جاءوا بهذا الدين من عنده -لا من عند أنفسهم ولا في معزل عن إرادته ووحيه- ووحدة الموقف تجاههم جميعا، ولا سبيل إلى تفكيك هذه الوحدة إلا بالكفر المطلق؛ وإن حسب أهله أنهم يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض.

 

أما المسلمون فهم الذين يشتمل تصورهم الاعتقادي على الإيمان بالله ورسله جميعا؛ بلا تفرقة فكل الرسل عندهم موضع اعتقاد واحترام؛ وكل الديانات السماوية عندهم حق -ما لم يقع فيها التحريف فلا تكون عندئذ من دين الله، وإن بقي فيها جانب لم يحرف؛ إذ أن الدين وحدة- وهم يتصورون الأمر - كما هو في حقيقته -: إلها واحدا، ارتضى للناس دينا واحدا؛ ووضع لحياتهم منهجا واحدا، وأرسل رسله إلى الناس بهذا الدين الواحد وهذا المنهج الواحد، وموكب الإيمان -في حسهم- موصول، يقوده نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد وإخوانهم من الرسل -صلوات الله وسلامه عليهم جميعا- ونسبهم هم إلى هذا الموكب الموصول عريق؛ وهم حملة هذه الأمانة الكبرى، وهم ورثة هذا الخير الموصول على طول الطريق المبارك.. لا تفرقة ولا عزلة ولا انفصام، وإليهم وحدهم انتهى ميراث الدين الحق، وليس وراء ما عندهم إلا الباطل والضلال"(في ظلال القرآن، تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ...) ؛ سورة النساء).

 

13- قال سيد قطب: "وهو كتاب واحد في حقيقته، جاء به الرسل جميعاً. فهو كتاب واحد في أصله، وهي ملة واحدة في عمومها، وهو تصور واحد في قاعدته : إله واحد، ورب واحد، ومعبود واحد، ومشرّع واحد لبني الإنسان.

 

ثم تختلف التفصيلات بعد ذلك وفق حاجات الأمم والأجيال؛ ووفق أطوار الحياة والارتباطات؛ حتى تكون الصورة الأخيرة التي جاء بها الإسلام، وأطلق الحياة تنمو في محيطها الواسع الشامل بلا عوائق. بقيادة الله ومنهجه وشريعته الحية المتجددة في حدود ذلك المحيط الشامل الكبير.

 

وهذا الذي يقرره القرآن في أمر الكتاب هو النظرية الإسلامية الصحيحة في خط سير الأديان والعقائد.. كل نبي جاء بهذا الدين الواحد في أصله، يقوم على القاعدة الأصيلة : قاعدة التوحيد المطلق.. ثم يقع الانحراف عقب كل رسالة، وتتراكم الخرافات والأساطير، حتى يبعد الناس نهائياً عن ذلك الأصل الكبير، وهنا تجيء رسالة جديدة تجدد العقيدة الأصيلة، وتنفي ما علق بها من الانحرافات، وتراعي أحوال الأمة وأطوارها في التفصيلات.. وهذه النظرية أولى بالإتباع من نظريات الباحثين في تطور العقائد من غير المسلمين، والتي كثيرا ما يتأثر بها باحثون مسلمون، وهم لا يشعرون، فيقيمون بحوثهم على أساس التطور في أصل العقيدة وقاعدة التصور، كما يقول المستشرقون وأمثالهم من الباحثين الغربيين الجاهليين!

 

وهذا الثبات في أصل التصور الإيماني، هو الذي يتفق مع وظيفة الكتاب الذي أنزله الله بالحق، ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، في كل زمان، ومع كل رسول، منذ أقدم الأزمان"(في ظلال القرآن، سورة هود:١١٩).

 

14- قال سيد قطب: "والإسلام إنما يتشدد هذا التشدد في توحيد العقيدة في الله ورسله، لأن هذا التوحيد هو الأساس اللائق بتصور المؤمن لإلهه -سبحانه- كما أنه هو الأساس اللائق بوجود منظم، غير متروك للتعدد والتصادم . ولأنه هو العقيدة اللائقة بإنسان يرى وحدة الناموس في هذا الوجود أينما امتد بصره . ولأنه هو التصور الكفيل بضم المؤمنين جميعا في موكب واحد، يقف أمام صفوف الكفر، وفي حزب واحد يقف أمام أحزاب الشيطان . . ولكن هذا الصف الواحد ليس هو صف أصحاب الاعتقادات المحرفة -ولو كان لها أصل سماوي- إنما هو صف أصحاب الإيمان الصحيح والعقيدة التي لم يدخلها انحراف..

 

ومن ثم كان الإسلام هو الدين، وكان المسلمون (خير أمة أخرجت للناس) المسلمون المعتقدون عقيدة صحيحة، العاملون بهذه العقيدة؛ لا كل من ولد في بيت مسلم، ولا كل من لاك لسانه كلمة الإسلام!

 

وفي ظل هذا البيان يبدو الذين يفرقون بين الله ورسله، ويفرقون بين بعض الرسل وبعض، منقطعين عن موكب الإيمان، مفرقين للوحدة التي جمعها الله، منكرين للوحدانية التي يقوم عليها الإيمان بالله"(في ظلال القرآن، سورة النساء:158).

 

15- قال محمد قطب: "القرآن الكريم قد يحكي تارة عن قوم معينين بأنهم كذبوا الرسل مع أنهم لم يرسل إليهم إلا رسول واحد ليوحي التعبير بأن تكذيب الرسول الواحد هو بمثابة تكذيب الرسل كلهم . لأنهم كلهم يقولون ذات الشيء بلا تغيير فمن كذب واحدا منهم فقد كذبهم جميعا . وتارة يقول عن أقوام متعددين أنهم عصوا رسول ربهم فيوضح ذلك أن كل أمة كذبت رسولها، ويوحي في ذات الوقت أنه كأنما هو رسول واحد الذي بعث إلي هذه الأقوام جميعاً . لأنهم – علي اختلاف أقوامهم وأزمانهم وأماكنهم ولغاتهم – قد قالوا ذات الكلمة، وعرضوا ذات القضية، ومن هنا فالرسل جميعا كأنهم رسول واحد يتكرر لكل قوم من الأقوام"(دراسات قرآنية:102).

 

16- قال البشير الإبراهيمي: "أمَّا رأس المال في الدين فهو تصحيح العقائد، وتصحيح العبادات، وتصحيح الأخلاق الصالحة، واتِّباع سنَّة نبيِّنا صلَّى الله عليه وسلَّم في كلِّ ما فعل وترك، والمحافظة عليها والانتصار لها، ونبذ البدع المخالفة لها، ثمَّ صرفُ الوقت الزائد على ذلك في الأعمال النافعة في الدنيا، فإنَّ الله لا يرضى لعبده المؤمن أن يكون ذليلًا حقيرًا، وإنما يرضى له بعد الإيمان الصحيح أن يكون عزيزًا شريفًا عاملًا لدينه ودنياه، معينًا لإخوانه على الخير، ناصحًا لهم، آخذًا بيد ضعيفهم، محسنًا لهم بيده ولسانه وبجاهه وماله. فصحِّحوا عقائدكم في الله، واعلموا أنه واحدٌ أحدٌ، فردٌ صمدٌ، لا شريك له في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، هو المتفرد بالخلق والرزق والإعطاء والمنع والضرِّ والنفع. فأخلِصوا له الدعاء والعبادة، ولا تدعوا معه أحدًا ولا من دونه أحدًا، وطهِّروا أنفسكم وعقولكم من هذه العقائد الباطلة الرائجة بين المسلمين اليوم، فإنها أهلكتهم وأضلَّتهم عن سواء السبيل، وإيَّاكم والبِدعَ في الدين فإنها مُفسدةٌ له، وكلُّ ما خالف السنَّةَ الثابتة عن نبيِّنا صلَّى الله عليه وسلَّم فهو بدعةٌ. وصحِّحوا عباداتِكم بمعرفة أحكامها وشروطها ومعرفة ما هو مشروعٌ وما هو غير مشروعٍ، فإنَّ الله تعالى لا يقبل منكم إلَّا ما شرعه لكم على لسان نبيِّه صلَّى الله عليه وسلَّم"(آثار البشير الإبراهيمي:1-406).

 

17- قال البشير الإبراهيمي: "أقام سلفنا الصالح دين الله كما يجب أن يقام، واستقاموا على طريقته أتم استقامة، وكانوا يقفون عند نصوصه من الكتاب والسنة، ولا يتعدونها ولا يتناولونها بالتأويل، وكانت أدواتهم لفهم القرآن، روح القرآن، وبيان السنة، ودلالة اللغة والاعتبارات الدينية العامة، ومن وراء ذلك فطرة سليمة وذوق متمكن ونظر سديد وإخلاص غير مدخول واستبراء للدين، قد بلغ من نفوسهم غايته، وعزوف عن فتنة الرأي وفتنة التأويل، أدبهم قوله تعالى: (أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ)[الشورى: 13] وقوله تعالى (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ)[النساء: 59] فكانوا أحرص الناس على وفاق، وكانوا كلما طاف بهم طائف الخلاف في مسألة دينية بادروه بالرد إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله فانحسم الداء وانجابت الحيرة"(آثار البشير الإبراهيمي:1-164).

 

18- قال محمَّد الطيِّب العقبي: "إنَّنا نعتقد ولم نَزَلْ نعتقد في إيمانٍ وإخلاصٍ بأنَّ الدين وحده هو الذي ينهض بهذه الأمَّة حديثًا كما نهض بها قديمًا، بالدين فقط نصل إلى حيث نأمل ونبلغ كلَّ ما نرجوه ونتمنَّاه، والدين هو رأس مالنا الذي لا خسارة معه، ولا ندامة تلحق العاملين به والمعتصمين بحبله المتين، وإذن فالدين قبل كلِّ شيءٍ"(جريدة الإصلاح (العدد 46، 18 جمادى الأولى 1366ه/ 01-04-1947م).

 

19- قال محمَّد البشير الإبراهيمي: "إنَّ شيوع ضلالات العقائد، وبدع العبادات، والخلاف في الدين هو الذي جرَّ على المسلمين هذا التحلل من الدين، وهذا البعد من أصليه الأصليين، وهو الذي جرَّدهم من مزاياه وأخلاقه حتى وصلوا إلى ما نراه، وتلك الخلال من إقرار البدع والضلالات هي التي مهدت السبيل لدخول الإلحاد على النفوس، وهيأت النفوس لقبول الإلحاد، ومحال أن ينفذ الإلحاد إلى النفوس المؤمنة، فإن الإيمان حصن حصين للنفوس التي تحمله، ولكن الضلالات والبدع ترمي الجد بالهويْنا، وترمي الحصانة بالوهن، وترمي الحقيقة بالوهم، فإذا هذه النفوس كالثغور المفتوحة لكل مهاجم"(آثار البشير الإبراهيمي:4-201).

 

20- قال علي الطنطاوي: "المسلم من علم أن الإسلام لا يشبه الأديان ولا يقاس عليها؛ لأنه دين وشريعة وسياسة وأخلاق"(صور وخواطر).

 

21- قال محمد الغزالي: "إننا لسنا مكلفين بنقل تقاليد عبس وذبيان إلى أمريكا وأستراليا، إننا مكلفون بنقل الإسلام و حسب"(في حوار هادئ مع محمد الغزالي؛ لسلمان العودة).

 

22- قال ابن تيمية: "إذا ضعف العقل وقل العلم بالدين وفي النفس محبة انبسطت النفس بحمقها"(مجموع الفتاوى:6-113)

 

23- قال عباس محمود العقاد: "إن الدين لم يكن أصدق عقيدة وكفى، بل كان كذلك أصدق فلسفة"( الله؛ لعباس محمود العقاد:295).

 

24- قال محمد الغزالي: "الإسلام دين الفطرة السليمة، وكل ما يسمو بالجسد ويوفر له السناء والجمال مطلوب"(الاسلام دين الفطرة:55).

 

25- قال غوستاف لوبون: "إن العرب هم الذين علموا العالم كيف تتفق حرية الفكر مع استقامة الدين"(الغزو الفكري في المناهج الدراسية:3).


 

الإحالات

1- الإسلام دين الفطرة والحرية؛ لعبد العزيز جاويش.

 

2- الإسلام الدين العظيم؛ لعبد العزيز بن محمد العويد.

 

3- الدين.. بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان؛ لمحمد عبد الله دراز.

 

4- عظمة الدين الاسلامي؛ للسيد محمد حسن ترحيني.

 

5- هـذا الـديــن؛ لسيد قطب.

 

6- الإسلام هو الدين الحق؛ لعزام حدبا.

 

7- تجديد الدين (مفهومه وضوابطه وآثاره)؛ لمحمد بن عبد العزيز بن أحمد العلي.