حيوان

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

العناصر

1- الحكمة الإلهية في خلق الحيوان

 

2- أنواع الحيوانات وخصائصها

 

3- الحيوان في المثل القرآني

 

4- مقارنة بين طباع الحيوان وأخلاق الناس

 

5- تأثر الإنسان بطباع الحيوان

 

6- ضوابط الانتفاع بالحيوان 

 

7- الزكاة في بعض أصناف الحيوانات

 

8- حقوق الحيوان في الإسلام

 

الايات

1- قال الله تعالى: (وإذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكم أنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قالُوا أتَتَّخِذُنا هُزُؤًا قالَ أعُوذُ بِاللَّهِ أنْ أكُونَ مِنَ الجاهِلِينَ * قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هي قالَ إنَّهُ يَقُولُ إنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ ولا بِكْرٌ عَوانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فافْعَلُوا ما تُؤْمَرُونَ * قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما لَوْنَها قالَ إنَّهُ يَقُولُ إنَّها بَقَرَةٌ صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها تَسُرُّ النّاظِرِينَ * قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هي إنَّ البَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا وإنّا إنْ شاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ * قالَ إنَّهُ يَقُولُ إنَّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأرْضَ ولا تَسْقِي الحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها قالُوا الآنَ جِئْتَ بِالحَقِّ فَذَبَحُوها وما كادُوا يَفْعَلُونَ [البقرة: 67-71].

 

2- قال تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ)[البقرة: 164].

 

3- قال تعالى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ) [المائدة: 3].

 

4- قال تعالى: (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ)[المَائدة: 60].

 

5- قال تعالى: (وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ)[الأنعام: 38].

 

6- قال تعالى: (وجَعَلُوا لِلَّهِ مِمّا ذَرَأ مِنَ الحَرْثِ والأنْعامِ نَصِيبًا فَقالُوا هَذا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وهَذا لِشُرَكائِنا فَما كانَ لِشُرَكائِهِمْ فَلا يَصِلُ إلى اللَّهِ وما كانَ لِلَّهِ فَهْوَ يَصِلُ إلى شُرَكائِهِمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ * وكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ المُشْرِكِينَ قَتْلَ أوْلادِهِمْ شُرَكاءُهم لِيُرْدُوهم ولِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهم ولَوْ شاءَ اللَّهُ ما فَعَلُوهُ فَذَرْهم وما يَفْتَرُونَ * وقالُوا هَذِهِ أنْعامٌ وحَرْثٌ حِجْرٌ لا يَطْعَمُها إلّا مَن نَشاءُ بِزَعْمِهِمْ وأنْعامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُها وأنْعامٌ لا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْها افْتِراءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِما كانُوا يَفْتَرُونَ * وقالُوا ما في بُطُونِ هَذِهِ الأنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا ومُحَرَّمٌ عَلى أزْواجِنا وإنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهم فِيهِ شُرَكاءُ سَيَجْزِيهِمْ وصْفَهم إنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ * قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أوْلادَهم سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وحَرَّمُوا ما رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِراءً عَلى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وما كانُوا مُهْتَدِينَ)[الأنعام: 136-140].

 

7- قال تعالى: (ومِنَ الأنْعامِ حَمُولَةً وفَرْشًا كُلُوا مِمّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ولا تَتَّبِعُوا خُطْواتِ الشَّيْطانِ إنَّهُ لَكم عَدُوٌّ مُبِينٌ * ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * ومِنَ الإبِلِ اثْنَيْنِ ومِنَ البَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أمِ الأُنْثَيَيْنِ أمّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أرْحامُ الأُنْثَيَيْنِ أمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إذْ وصّاكُمُ اللَّهُ بِهَذا فَمَن أظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي القَوْمَ الظّالِمِينَ * قُلْ لا أجِدُ في ما أُوحِيَ إلَيَّ مُحَرَّمًا عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إلّا أنْ يَكُونَ مَيْتَةً أوْ دَمًا مَسْفُوحًا أوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإنَّهُ رِجْسٌ أوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنُ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ ولا عادٍ فَإنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وعَلى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ ومِنَ البَقَرِ والغَنَمِ حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما إلّا ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما أوِ الحَوايا أوْ ما اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْناهم بِبَغْيِهِمْ وإنّا لَصادِقُونَ * فَإنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكم ذُو رَحْمَةٍ واسِعَةٍ ولا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ القَوْمِ المُجْرِمِينَ [الأنعام: 142-147].

 

8- قال تعالى: (قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [الأعراف: 73]. إلى أن قال: (فَعَقَرُوا النّاقَةَ وعَتَوْا عَنْ أمْرِ رَبِّهِمْ وقالُوا يا صالِحُ ائْتِنا بِما تَعِدُنا إنْ كُنْتَ مِنَ المُرْسَلِينَ * فَأخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأصْبَحُوا في دارِهِمْ جاثِمِينَ)[الأعراف: 77-78].

 

9- قال تعالى: (وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ) [الْأَعْرَافِ: 148].

 

10- قال تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصْ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)[الأعراف: 175-176].

 

11- قال تعالى: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ إذانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)[الأعراف: 179].

 

12- قال تعالى: (فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ)[يونس: 24].

 

13- قال تعالى: (قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ)[يوسف:13].

 

14- قال تعالى: (والأنْعامَ خَلَقَها لَكم فِيها دِفْءٌ ومَنافِعُ ومِنها تَأْكُلُونَ * ولَكم فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وحِينَ تَسْرَحُونَ * وتَحْمِلُ أثْقالَكم إلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إلّا بِشِقِّ الأنْفُسِ إنَّ رَبَّكم لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ * والخَيْلَ والبِغالَ والحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وزِينَةً * وعَلى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ ومِنها جائِرٌ ولَوْ شاءَ لَهَداكم أجْمَعِينَ)[النحل: 5-9].

 

15- قال تعالى: (أَوَ لَمْ يَرَوْاْ إِلَى مَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلاَلُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالْشَّمَآئِلِ سُجَّدًا لِلّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ* وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ)[النحل: 48-49].

 

16- قال تعالى: (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَآئِغًا لِلشَّارِبِينَ)[النحل: 66].

 

17- قال تعالى: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ)[الإسراء: 44].

 

18- قال تعالى: (وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلاًّ آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ) [الأنبياء: 78-79].

 

19- قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ)[الحج: 18].

 

20- قال تعالى: (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ* وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ)[المؤمنون: 21-22].

 

21- قال تعالى: (قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ * مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ * وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ * فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ * فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ)[الشُّعَرَاءِ: 153-158].

 

22- قال تعالى: (حَتَّى إذا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)[النمل: 18].

 

23- قال تعالى على لسان الهدهد:  (فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ)[النمل: 22].

 

24- قال تعالى: (وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ * أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)[النمل: 24-26].

 

25- قال تعالى: (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ)[لُقْمَانَ: 18-19]. 

 

26- قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ)[فاطر: 28].

 

27- قال تعالى: (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ)[الزُّمَرِ: 6].

 

28- قال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ * وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَأَيَّ آَيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ)[غافر: 79-81].

 

29- قال تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ)[محمد: 12].

 

30- قال تعالى: (وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[الذاريات: 49].

 

31- قال تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الحِمَارِ يَحْمِلُ... أَسْفَاراً) [الجمعة: 5]. 

 

32- قال تعالى: (فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ * فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ)[المدثر:49-52].

 

33- قال تعالى: (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ)[النازعات: 30-33].

 

34- قال تعالى: (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً * فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً * وَعِنَباً وَقَضْباً * وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْباً * وَفَاكِهَةً وَأَبّاً * مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ)[عبس: 24-32].

 

35- قال تعالى: (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ)[التكوير:5].

 

36- قال تعالى: (أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ)[الغاشية: 17].

 

37- قال تعالى: (ألَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأصْحابِ الفِيلِ * ألَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهم في تَضْلِيلٍ * وأرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أبابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهم كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ)[الفيل]

 

الاحاديث

1- عن سعيد بن المسيب عن عائشة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: “خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم: الحية والغراب الأبقع والفأرة والكلب العقور والحدأة”(رواه ابن ماجه: 3087 وصححه الألباني).

 

2- عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الهوام من الجن، من رأى شيئا في بيته فَلْيُحَرِّجْ عليه ثلاث مرات، فإن عاد وإلا فليقتله فإنه شيطان”(رواه مسلم: 2236).

 

3- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: “اقتلوا الأسودين في الصلاة الحية والعقرب”(رواه أبو داود: 921، وصححه الألباني) .

 

4- عن عائشة رضي الله عنها قالت : “أمر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بقتلِ الأبترِ، وقال: إنه يُصيبُ البَصَرَ ، ويُذهب الحبَلَ”. وفي رواية قال: “اقتلوا ذا الطُّفْيَتَيْن، فإنه يلتمس البصر، ويصيب الحبل”. وفي أخرى “الأبترَ وذا الطفيتين”(رواه البخاري 3308 ، ومسلم: 2232).

 

5- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النّارَ في هِرَّةٍ رَبَطَتْها، فَلَمْ تُطْعِمْها، ولَمْ تَدَعْها تَأْكُلُ مِن خَشاشِ الأرْضِ"(أخرجه البخاري: ٣٣١٨، ومسلم: ٢٢٤٢).

 

6- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أحْسَنَ النّاسِ خُلُقًا، وكانَ لي أخٌ يُقالُ له: أبُو عُمَيْرٍ، قالَ: أحْسِبُهُ، قالَ: كانَ فَطِيمًا، قالَ: فَكانَ إذا جاءَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرَآهُ، قالَ: "أبا عُمَيْرٍ ما فَعَلَ النُّغَيْرُ" قالَ: فَكانَ يَلْعَبُ بهِ (أخرجه البخاري ٦١٢٩، ومسلم: ٢١٥٠).

7- عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا قامَ أحَدُكُمْ يُصَلِّي، فإنّه يَسْتُرُهُ إذا كانَ بيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ، فإذا لَمْ يَكُنْ بيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ، فإنّه يَقْطَعُ صَلاتَهُ الحِمارُ، والمَرْأَةُ، والكَلْبُ الأسْوَدُ". قُلتُ: يا أبا ذَرٍّ، ما بالُ الكَلْبِ الأسْوَدِ مِنَ الكَلْبِ الأحْمَرِ مِنَ الكَلْبِ الأصْفَرِ؟ قالَ: يا ابْنَ أخِي، سَأَلْتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كما سَأَلْتَنِي فقالَ: "الكَلْبُ الأسْوَدُ شيطانٌ"(رواه مسلم: ٥١٠).

 

8- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اعْتَدِلُوا في السُّجُودِ ولا يَبْسُطْ أحَدُكُمْ ذِراعَيْهِ انْبِساطَ الكَلْبِ. وفي حَديثِ: "ابْنِ جَعْفَرٍ ولا يَتَبَسَّطْ أحَدُكُمْ ذِراعَيْهِ انْبِساطَ الكَلْبِ"(أخرجه البخاري: ٨٢٢، ومسلم: ٤٩٣).

 

9- عن رافع بن خديج رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “شَرُّ الكَسْبِ مَهْرُ البَغِيِّ، وثَمَنُ الكَلْبِ، وكَسْبُ الحَجّامِ"(رواه مسلم: ١٥٦٨).

 

10- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا شَرِبَ الكَلْبُ في إناءِ أحَدِكُمْ، فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرّاتٍ"(أخرجه البخاري: ١٧٢، ومسلم: ٢٧٩).

 

11- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنِ اقْتَنى كَلْبًا، إلّا كَلْبَ ماشِيَةٍ، أوْ كَلْبَ صَيْدٍ، نَقَصَ مِن عَمَلِهِ كُلَّ يَومٍ قِيراطٌ" قالَ عبدُ اللهِ، وقالَ أبو هُرَيْرَةَ: أوْ كَلْبَ حَرْثٍ (أخرجه البخاري: ٥٤٨١، ومسلم: ١٥٧٤).

 

12- عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَثَلُ الذي يَرْجِعُ في صَدَقَتِهِ، كَمَثَلِ الكَلْبِ يَقِيءُ، ثُمَّ يَعُودُ في قَيْئِهِ فَيَأْكُلُهُ"(رواه مسلم: ١٦٢٢).

 

13- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: أكَلْنا زَمَنَ خَيْبَرَ الخَيْلَ، وحُمُرَ الوَحْشِ، ونَهانا النبيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الحِمارِ الأهْلِيِّ (رواه مسلم: ١٩٤١).

 

14- عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: أنّهُ أقْبَلَ يَسِيرُ على حِمارٍ، ورَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قائِمٌ بمِنًى في حَجَّةِ الوَداعِ يُصَلِّي بالنّاسِ، فَسارَ الحِمارُ بيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصَّفِّ، ثُمَّ نَزَلَ عنْه فَصَفَّ مع النّاسِ (رواه البخاري: ٤٤١٢).

 

15- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا سَمِعْتُمْ صِياحَ الدِّيَكَةِ فاسْأَلُوا اللهَ مِن فَضْلِهِ، فإنّها رَأَتْ مَلَكًا، وإذا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الحِمارِ فَتَعَوَّذُوا باللهِ مِنَ الشَّيْطانِ، فإنّه رَأى شيطانًا"(رواه البخاري: ٣٣٠٣، ومسلم: ٢٧٢٩).

 

16- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أما يَخْشى أحَدُكُمْ إذا رَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلَ الإمامِ، أنْ يَجْعَلَ اللهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمارٍ؟! أوْ يَجْعَلَ اللهُ صُورَتَهُ صُورَةَ حِمارٍ"(رواه البخاري: ٦٩١).

 

17- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ عليه حِمارٌ قدْ وُسِمَ في وجْهِهِ فَقالَ: "لَعَنَ اللهُ الذي وسَمَهُ"(رواه مسلم: ٢١١٧).

 

18- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما استكبر من أكل معه خادمُه، وركب الحمارَ بالأسواقِ، واعتقل الشاةَ فحلبَها"(أخرجه البخاري في الأدب المفرد:٥٥٠، وحسنه الألباني).

 

19- عن أبي عقرب البكري الكناني رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا على عتبة بن أبي لهب فقال: "اللَّهمَّ سلِّط علَيهِ كَلبًا من كلابِكَ فقتلَهُ الأسدُ"(أخرجه الحاكم: ٣٩٨٤، وأبو نعيم في معرفة الصحابة: ٦٩٢٦، والبيهقي: ١٠٣٤٦ مطولًا باختلاف يسير. وحسنه ابن حجر العسقلاني في فتح الباري لابن حجر: ٤-٤٨).

 

20- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: بينا رجل يمشي فاشتد عليه العطش فنزل بئرا فشرب منها ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي فملأ خفه ثم أمسكه بفيه ثم رقي فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له قالوا يا رسول الله وإن لنا في البهائم أجرا قال في كل كبد رطبة أجر"(رواه البخاري: 2363 ومسلم: 2244).

 

21- عن شداد بن أوس -رضي الله عنه- قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ"(رواه مسلم: 1955).

 

22- عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: مَرَّ ابْنُ عُمَرَ بِفِتْيَانٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ نَصَبُوا طَيْرًا وَهُمْ يَرْمُونَهُ وَقَدْ جَعَلُوا لِصَاحِبِ الطَّيْرِ كُلَّ خَاطِئَةٍ مِنْ نَبْلِهِمْ فَلَمَّا رَأَوْا ابْنَ عُمَرَ تَفَرَّقُوا فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَنْ فَعَلَ هَذَا لَعَنْ اللَّهُ مَنْ فَعَلَ هَذَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ مَنْ اتَّخَذَ شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا"(رواه البخاري: 5514 ومسلم: 1958).

 

23- عن جابر -رضي الله عنه- قال: "أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بِقَتْلِ الْكِلَابِ حَتَّى إِنَّ الْمَرْأَةَ تَقْدَمُ مِنْ الْبَادِيَةِ بِكَلْبِهَا فَنَقْتُلُهُ ثُمَّ نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِهَا وَقَالَ عَلَيْكُمْ بِالْأَسْوَدِ الْبَهِيمِ ذِي النُّقْطَتَيْنِ فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ"(رواه مسلم: 1572).

 

24- عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِ أَرْبَعٍ مِنْ الدَّوَابِّ النَّمْلَةِ وَالنَّحْلَةِ وَالْهُدْهُدِ وَالصُّرَدِ"(رواه الإمام أحمد: 3057 وغيره بإسناد صحيح).

 

25- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال "نَزَلَ نَبِيٌّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ تَحْتَ شَجَرَةٍ فَلَدَغَتْهُ نَمْلَةٌ فَأَمَرَ بِجَهَازِهِ فَأُخْرِجَ مِنْ تَحْتِهَا ثُمَّ أَمَرَ بِبَيْتِهَا فَأُحْرِقَ بِالنَّارِ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ فَهَلَّا نَمْلَةً وَاحِدَةً"(رواه البخاري: 3319 ومسلم: 2241).

 

26- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "الْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي الْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْوَبَرِ وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ"(رواه البخاري: 3499 ومسلم: 52).

 

27- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "الْخَيْلُ لِثَلَاثَةٍ لِرَجُلٍ أَجْرٌ وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ وَعَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ فَأَمَّا الَّذِي لَهُ أَجْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ... وَرَجُلٌ رَبَطَهَا تَغَنِّيًا وَتَعَفُّفًا وَلَمْ يَنْسَ حَقَّ اللَّهِ فِي رِقَابِهَا وَلَا ظُهُورِهَا فَهِيَ لَهُ سِتْرٌ وَرَجُلٌ رَبَطَهَا فَخْرًا وَرِيَاءً فَهِيَ عَلَى ذَلِكَ وِزْرٌ..."(رواه البخاري: 7356 ومسلم: 987).

 

28- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا رَعَى الْغَنَمَ فَقَالَ أَصْحَابُهُ وَأَنْتَ فَقَالَ نَعَمْ كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لِأَهْلِ مَكَّةَ"(رواه البخاري: 2262).

 

29- عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: انتهيت إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو جالسٌ في ظلِّ الكعبة، فلمَّا رآني قال: "هم الأخسرون وربِّ الكعبة" قال: فجئت حتى جلست، فلم أتقارَّ أن قمت، فقلت: يا رسول الله، فداك أبي وأمي، مَن هم؟ قال: "هم الأكثرون أموالًا، إلَّا مَن قال هكذا وهكذا وهكذا -مِن بين يديه ومِن خلفه وعن يمينه وعن شماله- وقليلٌ ما هم، ما مِن صاحب إبلٍ، ولا بقرٍ، ولا غنمٍ لا يؤدِّي زكاتها إلَّا جاءت يوم القيامة أعظم ما كانت، وأسمنه تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها، كلَّما نفدت أخراها، عادت عليه أولاها، حتى يُقْضَى بين النَّاس"(رواه البخاري: 6638، و مسلم: 990).

 

30- عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: بينما نحن في سفرٍ مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجلٌ على راحلةٍ له، قال: فجعل يصرف بصره يمينًا وشمالًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن كان معه فضل ظهرٍ، فليعد به على مَن لا ظهر له، ومَن كان له فضلٌ مِن زاد، فليعد به على مَن لا زاد له"(رواه مسلم: 1728).

 

31- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينما امرأتان معهما ابنان لهما، جاء الذئب فأخذ أحد الابنين، فتحاكمتا إلى داود، فقضى به للكبرى، فخرجتا فدعاهما سليمان، فقال: هاتوا السِّكين أشقُّه بينهما. فقالت الصُّغرى: يرحمك الله، هو ابنها، لا تشقَّه، فقضى به للصُّغرى"(رواه البخاري: 3427، ومسلم: 1720).

 

الاثار

1- عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه قال : "لو ماتت شاة على شط الفرات ضائعة لظننت أن الله تعالى سائلي عنها يوم القيامة"(حلية الأولياء:١-٥٣).

 

2- قال أحمد : "لا يشوى السمك بالنار وهو حي"(جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي؛ شرح حديث رقم:١٧).

 

3- عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أنَّ اللَّهَ تَعالى لَمّا أنْزَلَ قَوْلَهُ (إنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبابًا ولَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وإنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئًا لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنهُ)[الحج:٧٣] وقَوْلُهُ (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أوْلِياءَ كَمَثَلِ العَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا)[العنكبوت:٤١] قالَ المُشْرِكُونَ: أرَأيْتُمْ أيَّ شَيْءٍ يُصْنَعُ بِهَذا فَأنْزَلَ اللَّهُ (إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها)"(التحرير والتنوير؛ لابن عاشور).

 

4- رُوِيَ عَنِ الحَسَنِ وقَتادَةَ أنَّ اللَّهَ لَمّا ذَكَرَ الذُّبابَ والعَنْكَبُوتَ في كِتابِهِ وضَرَبَ بِها المَثَلَ ضَحِكَ اليَهُودُ وقالُوا: ما يُشْبِهُ أنْ يَكُونَ هَذا كَلامَ اللَّهِ، فَأنْزَلَ اللَّهُ (إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أن يضرب مثلا ما بعوضة ..)" الآيَةَ (التحرير والتنوير؛ لابن عاشور).

 

5- قال سفيان بن عيينة: "ما في الأرض آدمي إلا وفيه شبه من البهائم"(تفسير ابن القيم).

 

6- قال ابن قتيبة: " (أمم أمثالكم) في طلب الغذاء وابتغاء الرزق وتوقي المهالك"(تفسير ابن القيم).

القصص

1- عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، قال: "لما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم من العرج، فكان فيما بين العرج والطلوب ، نظر إلى كلبةٍ تهر على أولادها وهم حولها يرضعونها، فأمر رجلاً من أصحابه يقال له جعيل بن سراقة أن يقوم حذاءها، لا يعرض لها أحدٌ من الجيش ولأولادها"(المغازي للواقدي:325).

 

2- عن أبي عثمان الثقفي، قال: كان لعمر بن عبد العزيز غلام يعمل على بغل له يأتيه بدرهم كل يوم، فجاءه يوماً بدرهم ونصف، فقال: ما بدالك؟ فقال: نفقت السوق، قال: لا ولكنك أتعبت البغل، أرحه ثلاثة أيام"(رواه أحمد في الزهد).

 

3- كتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله إلى حيَّان بمصر: "إنَّه بلغني أنَّ بمصر إبلًا نقالات، يحمل على البعير منها ألف رطل، فإذا أتاك كتابي هذا، فلا أعرفنَّ أنَّه يحمل على البعير أكثر من ستمائة رطل، وكتب إلى صاحب السكك أن لا يحملوا أحدًا بلجام ثقيل من هذه الرستنية، ولا ينخس  بمقرعة  في أسفلها حديدة"(رواه الإمام ابن عبد الحكم في سيرة عمر بن عبدالعزیز).

 

4- روي عن مجاهد نحوه وقال عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم "أن أول جبار كان في الأرض النمرود فبعث الله عليه بعوضة فدخلت في منخره فمكث أربعمائة سنة يضرب رأسه بالمطارق وأرحم الناس به من جمع يديه فضرب بهما رأسه وكان جبارا فعذبه الله أربعمائة سنة كملكه ثم أماته وهو الذي بنى الصرح إلى السماء الذي قال الله تعالى: (فأتى الله بنيانهم من القواعد)"(تفسير ابن كثير).

 

5- قال ابن كثير: "قصة بلعام بن باعوراء وكان يعرف اسم الله الأعظم وكان مستجاب الدعوة , ولما نزل موسى عليه السلام في أرض بني كنعان من أرض الشام , أتى قوم بلعام إليه فقالوا له هذا موسى بن عمران في بني إسرائيل قد جاء يخرجنا من بلادنا ويقتلنا ويحلها بني إسرائيل وإنا قومك وليس لنا منزل وأنت رجل مجاب الدعوة فأخرج فادع الله عليهم قال ويلكم نبي الله معه الملائكة والمؤمنون كيف أذهب أدعو عليهم وأنا أعلم من الله ما أعلم قالوا له مالنا من منزل فلم يزالوا به يرققونه ويتضرعون إليه حتى فتنوه فافتتن فركب حمارة له متوجها إلى الجبل الذي يطلعه على عسكر بني إسرائيل وهو جبل حسبان فلما سار عليها غير كثير ربضت به فنزل عنها فضربها حتى إذا أزلقها قامت فركبها فلم تسر به كثيرا حتى ربضت به فضربها حتى إذا أزلقها أذن لها فكلمته حجة عليه فقالت ويحك يابلعم أين تذهب أما ترى الملائكة أمامي تردني عن وجهي هذا تذهب إلى نبي الله والمؤمنين لتدعو عليهم فلم ينزع عنها فضربها فخلى الله سبيلها حين فعل بها ذلك فانطلقت به حتى إذا أشرفت به على رأس حسبان على عسكر موسى وبني إسرائيل جعل يدعو عليهم ولا يدعو عليهم بشر إلا صرف الله لسانه إلى قومه ولا يدعو لقومه بخير إلا صرف لسانه إلى بني إسرائيل فقال له قومه أتدري يابلعم ما تصنع إنما تدعو لهم وتدعو علينا قال فهذا ما لا أملك هذا شيء قد غلب الله عليه قال واندلع لسانه فوقع على صدره فقال لهم قد ذهبت مني الآن الدنيا والآخرة ولم يبق إلا المكر والحيلة فسأمكر لكم وأحتال جملوا النساء وأعطوهن السلع ثم أرسلوهن إلى العسكر يبعنها فيه ومروهن فلا تمنع امرأة نفسها من رجل أرادها فإنهم إن زنى رجل منهم واحد كفيتموهم ففعلوا فلما دخل النساء العسكر مرت امرأة من الكنعانيين أسمها كسبتى ابنة صور رأس أمته برجل من عظماء بني إسرائيل وهو زمري بن شلوم رأس سبط شمعون بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام فلما رآها أعجبته فقام فأخذ بيدها وأتى بها موسى وقال إني أظنك ستقول هذا حرام عليك لا تقربها قال أجل هي حرام عليك قال فوالله لا أطيعك في هذا فدخل بها قبته فوقع عليها وأرسل الله عز وجل الطاعون في بني إسرائيل وكان فنحاص بن العيزار بن هارون صاحب أمر موسى وكان غائبا حين صنع زمري بن شلوم ماصنع فجاء والطاعون يجوس فيهم فأخبر الخبر فأخذ حربته وكانت من حديد كلها ثم دخل القبة وهما متضاجعان فانتظمهما بحربته ثم خرج بهما رافعهما إلى السماء والحربة قد أخذها بذراعه واعتمد بمرفقه على خاصرته وأسند الحربة إلى لحيته وكان بكر العيزار وجعل يقول اللهم هكذا نفعل بمن يعصيك ورفع الطاعون فحسب من هلك من بني إسرائيل في الطاعون فيما بين أن أصاب زمري المرأة إلى أن قتله فنحاص فوجدوه قد هلك منهم سبعون ألفا والمقلل لهم يقول عشرون ألفا في ساعة من النهار فمن هنالك تعطى بنو إسرائيل ولد فنحاص من كل ذبيحة ذبحوها الرقبة والذراع واللحى والبكر من كل أموالهم وأنفسها لأنه كان بكر أبيه العيزار .

وقد اندلع لسان بلعام على صدره فتشبيهه بالكلب في لهيثه في كلتا حالتيه إن زجر وإن ترك ظاهر وقيل معناه فصار مثله في ضلاله واستمراره فيه وعدم انتفاعه بالدعاء إلى الإيمان وعدم الدعاء كالكلب في لهيثه في حالتيه إن حملت عليه وإن تركته هو يلهث في الحالين فكذلك هذا لا ينتفع بالموعظة والدعوة إلى الإيمان ولاعدمه"(تفسير ابن كثير).

 

6- قال ابن كثير: "كان ذا نواس آخر ملوك حمير وكان مشركا وهو الذي قتل أصحاب الأخدود وكانوا نصارى وكانوا قريبا من عشرين ألفا فلم يفلت منهم إلا دوس ذو ثعلبان فذهب فاستغاث بقيصر ملك الشام وكان نصرانيا فكتب له إلى النجاشي ملك الحبشة لكونه أقرب إليهم فبعث معه أميرين أرياط وأبرهة بن الصباح أبا يكسوم في جيش كثيف فدخلوا اليمن فجاسوا خلال الديار واستلبوا الملك من حمير وهلك ذو نواس غريقا في البحر واستقل الحبشة بملك اليمن وعليهم هذان الأميران أرياط وأبرهة فاختلفا في أمرهما وتصاولا وتقاتلا وتصافا فقال أحدهما للآخر إنه لا حاجة بنا إلى اصطدام الجيشين بيننا ولكن ابرز إلي وأبرز إليك فأينا قتل الآخر استقل بعده بالملك فأجابه إلى ذلك فتبارزا وخلف كل واحد منهما قناة فحمل أرياط على أبرهة فضربه بالسيف فشرم أنفه وفمه وشق وجهه وحمل عتودة مولى أبرهة على أرياط فقتله ورجع أبرهة جريحا فداوى جرحه فبرأ واستقل بتدبير جيش الحبشة باليمن فكتب إليه النجاشي يلومه على ما كان منه ويتوعده ويحلف ليطأن بلاده ويجزن ناصيته فأرسل إليه أبرهة يترقق له ويصانعه وبعث مع رسوله بهدايا وتحف وبجراب فيه من تراب اليمن وجز ناصيته فأرسلها معه ويقول في كتابه ليطأ الملك على هذا الجراب فيبر قسمه وهذه ناصيتي قد بعثت بها إليك فلما وصل ذلك إليه أعجبه منه ورضي عنه وأقره على عمله وأرسل أبرهة يقول للنجاشي إني سأبني لك كنيسة بأرض اليمن لم يبن قبلها مثلها فشرع في بناء كنيسة هائلة بصنعاء رفيعة البناء عالية الفناء مزخرفة الأرجاء سمتها العرب القليس لارتفاعها لأن الناظر إليها تكاد تسقط قلنسوته عن رأسه من ارتفاع بنائها وعزم أبرهة الأشرم على أن يصرف حج العرب إليها كما يحج إلى الكعبة بمكة ونادى بذلك في مملكته فكرهت العرب العدنانية والقحطانية ذلك وغضبت قريش لذلك غضبا شديدا حتى قصدها بعضهم وتوصل إلى أن دخلها ليلا فأحدث فيها وكر راجعا فلما رأى السدنة ذلك الحدث رفعوا أمره إلى ملكهم أبرهة وقالوا له إنما صنع هذا بعض قريش غضبا لبيتهم الذي ضاهيت هذا به فأقسم أبرهة ليسيرن إلى بيت مكة وليخربنه حجرا حجرا وذكر مقاتل بن سليمان أن فتية من قريش دخلوها فأججوا فيها نارا وكان يوما فيه هواء شديد فاحترقت وسقطت إلى الأرض فتأهب أبرهة لذلك وصار في جيش كثيف عرمرم لئلا يصده أحد عنه واستصحب معه فيلا عظيما كبير الجثة لم ير مثله يقال له محمود وكان قد بعثه إليه النجاشي ملك الحبشة لذلك ويقال كان معه أيضا ثمانية أفيال وقيل اثنا عشر فيلا غيره فالله أعلم يعني ليهدم به الكعبة بأن يجعل السلاسل في الأركان وتوضع في عنق الفيل ثم يزجر ليلقي الحائط جملة واحدة فلما سمعت العرب بمسيره أعظموا ذلك جدا ورأوا أن حقا عليهم المحاجبة دون البيت ورد من أراده بكيد فخرج إليه رجل من أشراف أهل اليمن وملوكهم يقال له ذو نفر فدعا قومه ومن أجابه من سائر العرب إلى حرب أبرهة وجهاده عن بيت الله وما يريده من هدمه وخرابه فأجابوه وقاتلوا أبرهة فهزمهم لما يريده الله عز وجل من كرامة البيت وتعظيمه وأسر ذو نفر فاستصحبه معه ثم مضى لوجهه حتى إذا كان بأرض خثعم اعترض له نفيل بن حبيب الخثعمي في قومه شهران وناهس فقاتلوه فهزمهم أبرهة وأسر نفيل بن حبيب فأراد قتله ثم عفا عنه واستصحبه معه ليدله في بلاد الحجاز فلما اقترب من أرض الطائف خرج إليه أهلها ثقيف وصانعوه خيفة على بيتهم الذي عندهم الذي يسمونه اللات فأكرمهم وبعثوا معه أبا رغال دليلا فلما انتهى أبرهة إلى المغمس وهو قريب من مكة نزل به وأغار جيشه على سرح أهل مكة من الإبل وغيرها فأخذوه وكان في السرح مائتا بعير لعبد المطلب وكان الذي أغار على السرح بأمر أبرهة أمير المقدمة وكان يقال له الأسود بن مقصود فهجاه بعض العرب , وبعث أبرهة حناطة الحميري إلى مكة وأمره أن يأتيه بأشرف قريش وأن يخبره أن الملك لم يجيء لقتالكم إلا أن تصدوه عن البيت فجاء حناطة فدل على عبد المطلب بن هاشم وبلغه عن أبرهة ما قال فقال له عبد المطلب والله ما نريد حربه وما لنا بذلك من طاقة هذا بيت الله الحرام وبيت خليله إبراهيم فإن يمنعه منه فهو بيته وحرمه وإن يخل بينه وبينه فوالله ما عندنا دفع عنه فقال له حناطة فاذهب معي إليه فذهب معه فلما رآه أبرهة أجله وكان عبد المطلب رجلا جسيما حسن المنظر ونزل أبرهة عن سريره وجلس معه على البساط وقال لترجمانه قل له ما حاجتك فقال للترجمان إن حاجتي أن يرد علي الملك مائتي بعير أصابها لي فقال أبرهة لترجمانه قل له لقد كنت أعجبتني حين رأيتك ثم قد زهدت فيك حين كلمتني أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه لا تكلمني فيه فقال له عبد المطلب إني أنا رب الإبل وإن للبيت ربا سيمنعه قال ما كان ليمتنع مني قال أنت وذاك ويقال إنه ذهب مع عبد المطلب جماعة من أشراف العرب فعرضوا على أبرهة ثلث أموال تهامة على أن يرجع عن البيت فأبى عليهم ورد أبرهة على عبد المطلب إبله ورجع عبد المطلب إلى قريش فأمرهم بالخروج من مكة والتحصن في رؤوس الجبال تخوفا عليهم من معرة الجيش ثم قام عبد المطلب فأخذ بحلقة باب الكعبة وقام معه نفر من قريش يدعون الله ويستنصرون على أبرهة وجنده فقال عبد المطلب وهو آخذ بحلقة باب الكعبة.

 

لاهم إن المرء يمنع رحله فامنع رحالك *** لا يغلبن صليبهم ومحالهم أبدا محالك

 

ثم أرسل عبد المطلب حلقة الباب ثم خرجوا إلى رؤوس الجبال و تركوا عند البيت مائة بدنة مقلدة لعل بعض الجيش ينال منها شيئا بغير حق فينتقم الله منهم فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة وهيأ فيله وكان اسمه محمودا وعبأ جيشه فلما وجهوا الفيل نحو مكة أقبل نفيل بن حبيب حتى قام إلى جنبه ثم أخذ بإذنه وقال ابرك محمود وارجع راشدا من حيث جئت فإنك في بلد الله الحرام ثم أرسل أذنه فبرك الفيل وخرج نفيل بن حبيب يشتد حتى أصعد في الجبل وضربوا الفيل ليقوم فأبى فضربوا في رأسه بالطبرزين وأدخلوا محاجن لهم في مراقه فنزعوه بها ليقوم فأبى فوجهوه راجعا إلى اليمن فقام يهرول ووجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك ووجهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك ووجهوه إلى مكة فبرك وأرسل الله عليهم طيرا من البحر أمثال الخطاطيف والبلسان مع كل طائر منها ثلاثة أحجار يحملها حجر في منقاره وحجران في رجليه أمثال الحمص والعدس لا يصيب منهم أحدا إلا هلك وليس كلهم أصابت وخرجوا هاربين يبتدرون الطريق ويسألون عن نفيل ليدلهم على الطريق هذا ونفيل على رأس الجبل مع قريش وعرب الحجاز ينظرون ماذا أنزل الله بأصحاب الفيل من النقمة"(تفسير ابن كثير).

الاشعار

1- قال أحمد شوقي:

الحَيوانُ خَلقُ *** لَهُ عَلَيكَ حَقُّ

سَخَّرَهُ اللَهُ لَكا *** وَلِلعِبادِ قَبلَكا

حَمولَةُ الأَثقالِ *** وَمُرضِعُ الأَطفالِ

وَمُطعِمُ الجَماعَه *** وَخادِمُ الزِراعَه

مِن حَقِّهِ أَن يُرفَقا *** بِهِ وَأَلّا يُرهَقا

إِن كَلَّ دَعهُ يَستَرِح *** وَداوِهِ إِذا جُرِح

وَلا يَجُع في دارِكا *** أَو يَظمَ في جِوارِكا

بَهيمَةٌ مِسكينُ *** يَشكو فَلا يُبينُ

لِسانُهُ مَقطوعُ *** وَما لَهُ دُموعُ

(ديوان أحمد شوقي)

 

2- قال أحمد شوقي:

مَمْلَكَةٌ مُدَبَّرَة بِامْرَأَةٍ مُؤَمَّرَة *** تَحْمِلُ فِي الْعُمَّالِ وَالصُّنَّاعِ عِبْءَ السَّيْطَرَة

فَاعْجَبْ لِعُمَّالٍ يُوَلُّ ونَ عَلَيْهِمْ قَيْصَرَة *** تَحْكُمُهُمْ رَاهِبَةٌ ذَكَّارَةٌ مُغَبِّرَة

عَاقِدَةٌ زُنَّارَهَا عَنْ سَاقِهَا مُشَمِّرَة *** تَلَثَّمَتْ بِالْأُرْجُوَا نِ وَارْتَدَتْهُ مِئْزَرَة

وَارْتَفَعَتْ كَأَنَّهَا شَرَارَةٌ مُطَيَّرَة *** وَوَقَعَتْ لَمْ تَخْتَلِجْ كَأَنَّهَا مُسَمَّرَة

مَخْلُوقَةٌ ضَعِيفَةٌ مِنْ خُلُقٍ مُصَوَّرَة *** يَا مَا أَقَلَّ مُلْكَهَا وَمَا أَجَلَّ خَطَرَهْ

قِفْ سَائِلِ النَّحْلَ بِهِ بِأَيِّ عَقْلٍ دَبَّرَهْ *** يُجِبْكَ بِالْأَخْلَاقِ وَهْ يَ كَالْعُقُولِ جَوْهَرَة

تُغْنِي قُوَى الْأَخْلَاقِ مَا تُغْنِي الْقُوَى الْمُفَكِّرَة *** وَيَرْفَعُ اللهُ بِهَا مَنْ شَاءَ حَتَّى الْحَشَرَة

أَلَيْسَ فِي مَمْلَكَةِ النَّ حْلِ لِقَوْمٍ تَبْصِرَة *** مُلْكٌ بَنَاهُ أَهْلُهُ بِهِمَّةٍ وَمَجْدَرَة

لَوِ الْتَمَسْتَ فِيهِ بَطَّ الَ الْيَدَيْنِ لَمْ تَرَهْ *** تُقْتَلُ أَوْ تُنْفَى الْكُسَا لَى فِيهِ غَيْرَ مُنْذَرَة

تَحْكُمُ فِيهِ قَيْصَرَة فِي قَوْمِهَا مُوَقَّرَة *** مِنَ الرِّجَالِ وَقُيُو دِ حُكْمِهِمْ مُحَرَّرَة

لَا تُورِثُ الْقَوْمَ وَلَوْ كَانُوا الْبَنِينَ الْبَرَرَة *** الْمُلْكُ لِلْإِنَاثِ فِي الدُّ سْتُورِ لَا لِلذِّكَرَة

نَيِّرَةٌ تَنْزِلُ عَنْ هَالَتِهَا لِنَيِّرَة *** فَهَلْ تُرَى تَخْشَى الطَّمَاعَ فِي الرِّجَالِ وَالشَّرَهْ

فَطَالَمَا تَلَاعَبُوا بِالْهَمَجِ المُصَيَّرَة *** وَعَبَرُوا غَفْلَتَهَا إِلَى الظُّهُورِ قَنْطَرَة

وَفِي الرِّجَالِ كَرَمُ الضَّ عْفِ وَلُؤْمُ الْمَقْدِرَة *** وَفِتْنَةُ الرَّأْيِ وَمَا وَرَاءَهَا مِنْ أَثَرَة

أُنْثَى وَلَكِنْ فِي جَنَا حَيْهَا لَبَاةٌ مُخْدِرَة *** ذَائِدَةٌ عَنْ حَوْضِهَا طَارِدَةٌ مَنْ كَدَّرَهْ

تَقَلَّدَتْ إِبْرَتَهَا وَادَّرَعَتْ بِالْحَبَرَة *** كَأَنَّهَا تُرْكِيَّةٌ قَدْ رَابَطَتْ بِأَنْقَرَة

كَأَنَّهَا «جَانْدَارْكُ» فِي كَتِيبَةٍ مُعَسْكِرَة *** تَلْقَى الْمُغِيرَ بِالْجُنُو دِ الْخُشُنِ الْمُنَمَّرَة

السَّابِغِينَ شِكَّةً الْبَالِغِينَ جَسَرَة *** قَدْ نَثَرَتْهُمْ جَعْبَةً وَنَفَضَتْهُمْ مِئْبَرَة

مَنْ يَبْنِ مُلْكًا أَوْ يَذُدْ فَبِالْقَنَا الْمُجَرَّرَة *** إِنَّ الْأُمُورَ هِمَّةٌ لَيْسَ الْأُمُورُ ثَرْثَرَة

مَا الْمُلْكُ إِلَّا فِي ذُرَا الْ أَلْوِيَةِ الْمُنَشَّرَة *** عَرِينُهُ مُذْ كَانَ لَا يَحْمِيهِ إِلَّا قَسْوَرَة

رَبُّ النُّيُوبِ الزُّرْقِ وَالْ مَخَالِبِ الْمُذَكَّرَة  *** مَالِكَةٌ عَامِلَةٌ مُصْلِحَةٌ مُعَمِّرَة

الْمَالُ فِي أَتْبَاعِهَا لَا تَسْتَبِينُ أَثَرَهْ *** لَا يَعْرِفُونَ بَيْنَهُمْ أَصْلًا لَهُ مِنْ ثَمَرَة

لَوْ عَرَفُوه عَرَفُوا مِنَ الْبَلَاءِ أَكْثَرَهْ *** وَاتَّخَذُوا نِقَابَةً لِأَمْرِهِمْ مُسَيِّرَة

سُبْحَانَ مَنْ نَزَّهَ عَنْ هُ مُلْكَهُمْ وَطَهَّرَهْ *** وَسَاسَهُ بِحُرَّةٍ عَامِلَةٍ مُسَخَّرَة

صَاعِدَةٍ فِي مَعْمَلٍ مِنْ مَعْمَلٍ مُنْحَدِرَة *** وَارِدَةٍ دَسْكَرَةً صَادِرَةٍ عَنْ دَسْكَرَة

بَاكِرَةٍ تَسْتَنْهِضُ الْ عَصَائِبَ الْمُبَكِّرَة *** السَّامِعِينَ الطَّائِعِي نَ الْمُحْسِنِينَ الْمَهَرَة

مِنْ كُلِّ مَنْ خَطَّ الْبِنَاءَ أَوْ أَقَامَ أَسْطُرَهْ *** أَوْ شَدَّ أَصْلَ عَقْدِهِ أَوْ سَدَّهُ أَوْ قَوَّرَهْ

أَوْ طَافَ بِالْمَاءِ عَلَى جُدْرَانِهِ الْمُجَدَّرَة *** وَتَذْهَبُ النَّحْلُ خِفَا فًا وَتَجِيءُ مُوقَرَة

حَوَالِبَ الشَّمْعِ مِنَ الْ خَمَائِلِ الْمُنَوَّرَة *** جَوَالِبَ الْمَاذِيِّ مِنْ زُهْرِ الرِّيَاضِ الشَّيِّرَة

مَشْدُودَةٌ جُيُوبُهَا عَلَى الْجَنَى مُزَرَّرَة *** وَكُلُّ خُرْطُومٍ أَدَا ةُ الْعَسَلِ الْمُقَطِّرَة

وَكُلُّ أَنْفٍ قَانِئٍ فِيهِ مِنَ الشُّهْدِ بُرَة *** حَتَّى إِذَا جَاءَتْ بِهِ جَاسَتْ خِلَالَ الْأَدْوِرَة

وَغَيَّبَتْهُ كَالسُّلَا فِ فِي الدِّنَانِ الْمُحْضَرَة *** فَهَلْ رَأَيْتَ النَّحْلَ عَنْ أَمَانَةٍ مُقَصِّرَة

مَا اقْتَرَضَتْ مِنْ بَقْلَةٍ أَوِ اسْتَعَارَتْ زَهَرَة *** أَدَّتْ إِلَى النَّاسِ بِهِ سُكَّرَةً بِسُكَّرَة

(ديوان أحمد شوقي)

 

 

الحكم

1- "أبرُّ من هرَّة"

(زهر الأكم؛ لليوسي: 1-181. لأن الهرَّة تأكل أولادها من شدِّة الحبِّ لها. انظر: الحيوان؛ للجاحظ: 1-129، وحياة الحيوان للدميري 2-525).

 

2- يقال: فلان أغدر من الذئب.

قال الشاعر:

هو الذئب أو للذِّئب أوفى أمانة

وقيل: الذئب يأدو الغزال. أي يختله وخدعه عن غفلة

(محاضرات الأدباء؛ للراغب الأصفهاني: 1-355)

 

3- أَعْدَى مِن الحيَّة؛ أي: مِن العُدْوَان، (جمهرة الأمثال؛ لأبي هلال العسكري: 2-66)

 

4- أَعْدَى مِن الأيْم: هو الحيَّة؛ أي: أَظْلَم، 

 

5- أَعْدَى مِن الذِّئب (جمهرة الأمثال؛ لأبي هلال العسكري: 2-66).

 

6- أسرع غدرة من الذئب (مجمع الأمثال؛ للميداني: 1-349).

 

7- قال علي بن مقرَّب:

لا تركننَّ إلى مَن لا وفاءَ له *** الذئبُ مِن طبعِه إن يقتدرْ يثبِ

(مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي؛ لأحمد قبش: 551)

 

8- عتود عند الفزع، ذئب عند الطَّمع (القناعة والتعفف؛ لابن أبي الدنيا: ص 79).

 

9- أنشط من ذئب (المستقصى؛ للزَّمخشري: 1-391)

 

10- أنشط من ظبيٍ مُقمِرٍ؛ لأنَّ النَّشَاط يأخذه في القَمْراء فيلعب (جمهرة الأمثال؛ للعسكري: 2-317)

 

11- هو في الخُبْث كالذِّئب وقع في المعْزَى (مجمع الأمثال؛ للميداني: 1-283)

 

12- أَلْأَم مِن ذئبٍ: لأنَّه لا يتجافى عن التَّعرُّض لما يتعرَّض له وقتًا مِن أوقاته، وربَّما عرض للإنسان اثنان فتساندا وأقبلا عليه إقبالًا واحدًا، فإذا أدمى أحدهما وثب عليه الآخر فمزَّقه وأكله وترك الإنسان (المستقصى؛ للزمخشري: 1-299)

 

13- بال حمارٌ فاستبال أَحْمِرَةً: أي حملهنَّ على البول. يُضْرَب في تعاون القوم على ما تكرهه (مجمع الأمثال؛ للنيسابوري: 1-98)

 

14- هل ينهض البازي بغير جناحٍ؟ يُضْرَب في الحثِّ على التَّعاون والوِفَاق (مجمع الأمثال؛ للنيسابوري: 2-404)

 

15- قال مسكين الدارمي:

وإذا الفاحشُ لاقَى فاحشًا *** فهناكم وافق الشَّنُّ الطَّبق

إنما الفحشُ ومَن يُعنى به *** كغرابِ السوءِ ما شاء نعق

أو حمارِ السوءِ إن أشبعتَه *** رمَح  الناسَ وإن جاع نهق

(المجالسة وجواهر العلم؛ لأحمد بن مروان المالكي: 7-114)

 

متفرقات

1- قال المفسرون عند قوله تعالى: (أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ): "لما ذكر الله عز وجل أمر أهل الدارين تعجب الكفار من ذلك فكذبوا وأنكروا فذكرهم الله صنعته، وقدرته، وأنه قادر على كل شيء كما خلق الحيوانات والسماء والأرض، ثم ذكر الإبل أولًا؛ لأنها كثيرة في العرب، ولم يروا الفيلة، فنبههم جل ثناؤه على عظيم من خلقه قد ذلّله للصغير يقوده، وينيخه، وينهضه، ويحمل عليه الثقيل من الحمل، وهو بارك فينهض بثقيل حمله، وليس ذلك في شيء من الحيوان غيره، فأراهم عظيمًا من خلقه مسخرًا لصغير من خلقه يدلهم بذلك على توحيد الله، وعظيم قدرته"(تفسير القرطبي).

 

2- قال الرازي رحمه الله: "واعلم أن هذا التمثيل ما وقع بجميع الكلاب، وإنما وقع بالكلب اللاهث، وأخس الحيوانات هو الكلب، وأخس الكلاب هو الكلب اللاهث، فمن آتاه الله العلم، والدين فمال إلى الدنيا، وأخلد إلى الأرض، كان مشبهًا بأخس الحيوانات، وهو الكلب اللاهث"(مفاتيح الغيب).

 

3- قال الزمخشري رحمه الله: "وحين أراد أن تكون سفائن البر، صبرها على احتمال العطش حتى إن إظماءها ليرتفع إلى العشر فصاعدًا، وجعلها ترعى كل شيء نابت في البراري والمفاوز مما لا يرعاه سائر البهائم"(الكشاف: ٤-٢٤٧).

 

4- قال ابن القيم رحمه الله عنها: "ظهورها مسنمة معقودة كالقبو لما خصت به من فضل القوة، وعظم ما تحمله، والقباء تحمل أكثر مما تحمل السقوف حتى قيل: إن عقد القباء إنما أخذ من ظهور الابل، وتأمل كيف لما طوّل قوائم البعير طول عنقه ليتناول المرعي من قيام فلو قصرت عنقه لم يمكنه ذلك مع طول قوائمه، وليكون أيضًا طوّل عنقه موازنًا للحمل على ظهره إذا استقل به، كما ترى طول قصبة القبان حتى قيل: إن القبان إنما عمل من خلقة الجمل من طول عنقه، وثقل ما يحمله، ولهذا تراه يمد عنقه إذا استقل بالحمل كأنه يوازنه موازنة"(مفتاح دار السعادة: ص٢٤٦).

 

5- قال القرطبي رحمه الله: "لا اختلاف عند العلماء أن الحيوانات كلها لها أفهام وعقول"، ونقل أقوالًا للعلماء حول هذا المعنى، فقال: "قال ابن العربي: وهذه خواص العلوم عندنا، وقد أدركتها النمل بخلق الله ذلك لها؛ قال الأستاذ أبو المظفر شاهنود الإسفرايني: ولا يبعد أن تدرك البهائم حدوث العالم، وحدوث المخلوقات، ووحدانية الإله، ولكننا لا نفهم عنها، ولا تفهم عنا، أما أنا نطلبها وهي تفر منا فبحكم الجنسية"(تفسير القرطبي: ٢٢-٢٥٠).

 

6- قال ابن عطية رحمه الله: "والنمل حيوان فطن قويّ شمام جدًّا يدخر القرى، ويشق الحب بقطعتين لئلا ينبت، ويشق الكزبرة بأربع قطع؛ لأنها تنبت إذا قسمت شقين، ويأكل في عامه نصف ما جمع، ويستبقي سائره عدّة"(المحرر الوجيز: ٤-٢٥٣).

 

7- قال ابن عطية رحمه الله: "وهذه النملة قالت هذا المعنى الذي لا يصلح له إلا هذه العبارة قولًا فهمه عنها النمل، فسمعها سليمان على بعده، وجاءت المخاطبة كمن يعقل؛ لأنها أمرتهم بما يؤمر به من يعقل"(المحرر الوجيز: ٤-٢٥٣).

 

8- قال ابن القيم رحمه الله عن فطنتها: “ومن فطنتها أنها لا تتخذ قريتها إلا على نشر من الأرض لئلا يفيض عليها السيل فيغرقها، فلا ترى قرية نمل في بطن واد، ولكن في أعلاه وما ارتفع عن السيل منه، ويكفي في فطنتها ما نص الله عز وجل في كتابه من قولها لجماعة النمل، وقد رأت سليمان عليه الصلاة والسلام، وجنوده: (يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)[النمل: 18].

 

فتكلمت بعشرة أنواع من الخطاب في هذه النصيحة -النداء، والتنبيه، والتسمية، والأمر، والنص، والتحذير، والتخصيص، والتفهيم، والتعميم، والاعتذار، فاشتملت نصيحتها مع الاختصار على هذه الانواع العشرة، ولذلك أعجب سلميان قولها، وتبسم ضاحكًا منه، وسأل الله أن يوزعه شكر نعمته عليه لما سمع كلامها، ولا تستبعد هذه الفطنة من أمة من الأمم تسبح بحمد ربها، كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة، فأمر بجهازه فأخرج من تحتها، ثم أمر ببيتها فأحرق بالنار، فأوحى الله إليه: فهلا نملة واحدة)"(مفتاح دار السعادة: ص٢٥٢).

 

9- قال ابن القيم رحمه الله: "ومن عجيب الفطنة في الحيوان أن الثعلب إذا أعوزه الطعام، ولم يجد صيدًا تماوت، ونفخ بطنه حتى يحسبه الطير ميتًا فيقع عليه ليأكل منه، فيثب عليه الثعلب فيأخذه، ومن عجيب الفطنة في هذه الذبابة الكبيرة التي تسمى أسد الذباب فإنك تراه حين يحس بالذباب قد وقع قريبًا منه يسكن مليًّا حتى كأنه موات لا حراك فيه، فإذا رأى الذباب قد اطمأن، وغفل عنه دب دبيبًا رفيقًا حتى يكون منه بحيث يناله، ثم يثب عليه فيأخذه، ومن عجيب حيل العنكبوت أنه ينسج تلك الشبكة شركًا للصيد، ثم يكمن في جوفها فإذا نشب فيها البرغش والذباب وثب عليه، وامتص دمه"(مفتاح دار السعادة: ص٢٥٢).

 

10- قال الزحيلي: "إن اللّه تعالى وصف أولي الألباب بأنهم يجمعون بين التذكر والتفكير، يذكرون اللّه في مختلف أحوالهم من قيام، وقعود، واضطجاع، لا يقطعون ذكره في جميع أحوالهم بسرائرهم، وضمائرهم، وألسنتهم، ويتفكرون، ويفهمون ما في السموات، والأرض من أسرار، ومنافع، وحكم دالة على عظمة الخالق، وقدرته، وعلمه، ورحمته، والتفكر يكون في مصنوعات الخالق لا في الخالق، لاستحالة الوصول إلى حقيقة ذاته وصفاته...، ويقول المتفكرون الذاكرون: ربنا ما خلقت هذا الخلق عبثًا ولا أوجدته باطلًا زائلًا، فأنت منزه عن الباطل، والعبث، وكل خلقك حق مشتمل على فائدة، وحكمة، وقدرة، أي: أن المؤمن المتفكر بعد أن تدبر، ونظر، ودقق، وتفكر يتوجه إلى اللّه تعالى متضرعًا معلنًا قناعته بحكمة اللّه العليا في خلق المخلوقات، ربنا فاجعل لنا وقاية، وحاجزًا من عذاب النار، وأجرنا من عذابها، ووفقنا للعمل الصالح"(التفسير المنير: ٤-٢٠٧).

 

11- قال ابن كثير رحمة الله عند قوله تعالى: (وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ)[البقرة: 164] قال: "أي: على اختلاف أشكالها، وألوانها، ومنافعها، وصغرها، وكبرها، وهو يعلم ذلك كله، ويرزقه، لا يخفى عليه شيء من ذلك، كما قال تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)[هُودٍ: 6]"(تفسير ابن كثير).

 

12- قال ابن القيم: "لو تأملنا العبرة التي ذكرها الله عز وجل في الأنعام، وما سقانا من بطونها من اللبن الخالص السائغ الهنيء المريء الخارج من بين الفرث والدم، فتأمل كيف ينزل الغذاء من أفواهها إلى المعدة فينقلب بعضه دمًا بإذن الله، وما يسرى في عروقها، وأعضائها، وشحومها، ولحومها فإذا أرسلته العروق في مجاريها إلى جملة الأجزاء فبه كل عضو، أو عصب، وغضروف، وشعر، وظفر، وحافر إلى طبيعته، ثم يبقى الدم في تلك الخزائن التي له، إذ به قوام الحيوان، ثم ينصب ثقله إلى الكرش فيصير زبلًا، ثم ينقلب باقية لبنًا صافيًا سائغًا للشاربين، فيخرج من بين الفرث والدم حتى إذا أنهكت الشاة، أو غيرها حلبًا خرج الدم مشوبًا بحمرة، فصفى الله سبحانه الألطف من الثفل بالطبخ الأول فانفصل إلى الكبد، وصار دمًا، وكان مخلوطًا بالأخلاط الأربعة، فأذهب الله عز وجل كل خلط منها إلى مقره وخزانته المهيأة له من المرارة، والطحال، والكلية، وباقي الدم الخالص يدخل في أوردة الكبد، فينصب من تلك العروق إلى الضرع فيقلبه الله تبارك وتعالى من صورة الدم، وطبعه، وطعمه إلى صورة اللبن، وطبعه، وطعمه فاستخرج من الفرث والدم، من الذي دبر هذا التدبير؟ وقدر هذا التقدير؟ وأتقن هذا الصنع؟ ولطف هذا اللطف؟ إنه اللطيف الخبير"(مفتاح دار السعادة: ص٢٦٠).

 

13- قال القرطبي رحمه الله: "قال ابن العربي: ومن عجيب ما خلق الله في النحل أن ألهمها لاتخاذ بيوتها مسدسة، فبذلك اتصلت حتى صارت كالقطعة الواحدة، وذلك أن الأشكال من المثلث إلى المعشر إذا جمع كل واحد منها إلى أمثاله لم يتصل، وجاءت بينهما فرج، إلا الشكل المسدس؛ فإنه إذا جمع إلى أمثاله اتصل كأنه كالقطعة الواحدة"(تفسير القرطبي، سورة النحل).

 

14- قال ابن القيم رحمه الله: "وتأمل كيف أداها حسن الامتثال إلى أن اتخذت البيوت أولًا، فإذا استقر لها بيت خرجت منه فرعت، وأكلت من الثمار ثم آوت إلى بيوتها؛ لأن ربها سبحانه أمرها باتخاذ البيوت أولًا، ثم بالأكل بعد ذلك، ثم إذا أكلت سلكت سبل ربها مذللة لا يستوعز عليها شيء ترعى ثم تعود، ومن عجيب شأنها أن لها أميرًا يسمى اليعسوب لا يتم لها رواح ولا إياب ولا عمل ولا مرعى إلا به، فهي مؤتمرة لأمره سامعة له مطيعه وله، عليها تكليف وأمر ونهي، وهي رعية له منقادة لأمره متبعة لرأيه يدبرها، كما يدبر الملك أمر رعيته، حتى إنها إذا آوت إلى بيوتها وقف على باب البيت، فلا يدع واحدة تزاحم الأخرى، ولا تتقدم عليها في العبور، بل تعبر بيوتها واحدة بعد واحدة بغير تزاحم، ولا تصادم، ولا تراكم كما يفعل الأمير إذا انتهى بعسكره الى معبر ضيق لا يجوزه إلا واحد واحد، ومن تدبر أحوالها وسياساتها، وهدايتها، واجتماع شملها، وانتظام أمرها، وتدبير ملكها، وتفويض كل عمل إلى واحد منها يتعجب منها كل العجب، ويعلم أن هذا ليس في مقدورها، ولا هو من ذاتها، فإن هذه أعمال محكمة متقنة في غاية الاحكام، والإتقان، فإذا نظرت إلى العامل رأيته من أضعف خلق الله أجهله بنفسه، وبحاله، وأعجزه عن القيام بمصلحته فضلًا عما يصدر عنه من الأمور العجيبة، ومن عجيب أمرها أن فيها أميرين لا يجتمعان في بيت واحد، ولا يتأمران على جمع واحد، بل إذا اجتمع منها جندان، وأميران قتلوا أحد الأميرين، وقطعوه، واتفقوا على الأمير الواحد"(مفتاح دار السعادة: ص٢٥٨).

 

15- قال الزحيلي: "ولكم في هذه الأنعام جمال، أي: زينة حين الرواح، وهو وقت رجوعها عشاء من المراعي، ووقت السّروح، وهو وقت الغدوة، والذهاب من مراحها إلى مسارحها، أو المرعى، وخص الله تعالى هذين الوقتين بالذكر لاهتمام الرعاة بهما حين الذهاب، والإياب، وفي ذلك مفاخرة بالقطيع، وقدم الرّواح على السّروح؛ لأن الفائدة فيه أتم، لمجيئها شبعانة، فتدر الحليب، وتملأ النفس سرورًا، والعين متعة؛ فهي عنصر للغذاء، وأداة إنتاج في الاقتصاد"(التفسير المنير، الزحيلي، ١٤-٩٠).

 

16- قال الزحيلي: "والحقيقة أنه لا منطق في تقسيم العرب في الجاهلية قبل الإسلام لأنواع الأنعام، فمنها الحرام، ومنها الحلال، فإن كان المحرّم منها الذّكر، وجب أن يكون كلّ ذكورها حرامًا، وإن كان المحرّم منها الأنثى، وجب أن يكون كلّ إناثها حرامًا، وإن كان المحرّم منها ما حملته الأجنّة في بطون الإناث، وهي تشتمل على الذّكر والأنثى، وجب تحريم الأولاد كلّها، واللّه تعالى ما حرّم عليهم شيئًا من هذه الأنواع، وإنهم لكاذبون في دعوى التّحريم، ولا أحد في الدّنيا أظلم ممن يفتري الكذب على اللّه، فيدّعي أنه حرّم شيئًا ولم يحرّمه، ونسب إليه تحريم ما لم يحرم، من أجل إضلال النّاس، وهو عمرو بن لحيّ بن قمعة الذي بحر البحائر، وسيّب السّوائب، ووصل الوصيلة، وحمى الحامي، وغيّر دين الأنبياء، إن اللّه لا يهدي إلى الحقّ والخير القوم الظالمين الذين ظلموا أنفسهم، فشرعوا ما لم يشرع اللّه تعالى"().

 

17- قال الشوكاني رحمه الله: "الآية مسوقة لتقرير أمر البعث، والاستدلال عليه، والمعنى: أينكرون أمر البعث، ويستبعدون وقوعه، أفلا ينظرون إلى الإبل التي هي غالب مواشيهم، وأكبر ما يشاهدونه من المخلوقات كيف خلقت على ما هي عليه من الخلق البديع من عظم جثتها ومزيد قوتها، وبديع أوصافها قال أبو عمرو بن العلاء: إنما خص الإبل لأنها من ذوات الأربع، تبرك فتحمل عليها الحمولة، وغيرهما من ذوات الأربع لا يحمل عليه إلا وهو قائم: قال الزجاج: نبههم على عظيم من خلقه"(فتح القدير: ٥-٥١١).

 

18- قال السعدي رحمه الله عند قوله تعالى: (ثمانية أزواج من الضأن..): "وهذه الأنعام التي امتن الله بها على عباده، وجعلها كلها حلالًا طيبًا، فصلها بأنها: ثمانية أزواج ذكر وأنثى، اثنين من الضأن، واثنين من المعز كذلك، فهذه أربعة، كلها داخلة فيما أحل الله، لا فرق بين شيء منها، فقل لهؤلاء المتكلفين، الذين يحرمون منها شيئًا دون شيء، أو يحرمون بعضها على الإناث دون الذكور، ملزمًا لهم بعدم وجود الفرق بين ما أباحوا منها وحرموا، ومن المعلوم أنهم لا يمكنهم أن يقولوا قولًا سائغًا في العقل، إلا واحدًا من هذه الأمور الثلاثة، وهم لا يقولون بشيء منها، إنما يقولون: إن بعض الأنعام التي يصطلحون عليها اصطلاحات من عند أنفسهم، حرام على الإناث دون الذكور، أو محرمة في وقت من الأوقات، أو نحو ذلك من الأقوال، التي يعلم علمًا لا شك فيه أن مصدرها من الجهل المركب، والعقول المختلة المنحرفة، والآراء الفاسدة، وأن الله، ما أنزل -بما قالوه- من سلطان، ولا لهم عليه حجة ولا برهان، ثم ذكر في الإبل والبقر مثل ذلك، فلما بين بطلان قولهم وفساده، قال لهم قولًا لا حيلة لهم في الخروج من تبعته، إلا في اتباع شرع الله"(تفسير ابن سعدي).

 

19- قال المراغي رحمه الله: "ومن البقر والغنم دون غيرهما مما أحل لهم من حيوان البر والبحر حرمنا عليهم شحومهما الزائدة التي تنتزع بسهولة لعدم اختلاطها بلحم ولا عظم، ولم نحرم عليهم ما حملت الظهور، أو الحوايا، أو ما اختلط بعظم، والسبب في تخصيص البقر والغنم بهذا الحكم أن القرابين عندهم لا تكون إلا منهما"(تفسير المراغي: ١-١٦٥٥).

 

20- قال المراغي: "والمراد به: ما ذبح على ذكر غير اللّه تعالى من المخلوقات التي يعظمها الناس تعظيمًا دينيًّا، ويتقربون إليها بالذبائح، وكانوا يذبحون لأصنامهم فيرفعون أصواتهم بقولهم: باسم اللات، أو باسم العزّى، ويدخل في ذلك ما ذكر عند ذبحه اسم نبي أو وليّ، كما يفعل بعض أهل الكتاب، وجهلة المسلمين الذين اتبعوا من قبلهم، وساروا على نهجهم باعًا فباعًا وذراعًا فذراعًا"(تفسير المراغي: ٦-٤٨).

 

21- قال المراغي رحمه الله: "ولا يحرم عليكم ما ذكيتموه بفعلكم مما يقبل التذكية، ويكفي في صحة إدراك ذكاة ما ذكر أن يكون فيه رمق من الحياة بأن يطرف بعينه، أو يضرب بذنبه"(تفسير المراغي: ٦-٥٠).

 

22- قال القرطبي في تفسيره: "قال أبو عمر يعني: ابن عبد البر: أجمع المسلمون على أنه لا يجوز أكل القرد لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكله، ولا يجوز بيعه لأنه لا منفعة فيه...، وقال: والكلب والفيل، وذو الناب كله عندي مثل القرد"(تفسير القرطبي).

 

23- قال ابن كثير عند قوله تعالى: (والخيل والبغال والحمير...): "هذا صنف آخر ممّا خلق تبارك وتعالى لعباده يمتنّ به عليهم، وهو، الخيل، والبغال، والحمير الّتي جعلها للرّكوب، والزّينة بها، وذلك أكبر المقاصد منها"(تفسير ابن كثير).

 

24- قال ابن كثير: "هذه من النعم التي امتن الله بها على قريش، فيما صرف عنهم من أصحاب الفيل، الذين كانوا قد عزموا على هدم الكعبة، ومحو أثرها من الوجود، فأبادهم الله، وأرغم آنافهم، وخيب سعيهم، وأضل عملهم، وردهم بشر خيبة. وكانوا قومًا نصارى، وكان دينهم إذ ذاك أقرب حالًا مما كان عليه قريش من عبادة الأوثان، ولكن كان هذا من باب الإرهاص، والتوطئة لمبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم"(تفسير ابن كثير).

 

25- تخصيص الخُيَلاء بأصحاب الإبل، والوَقَار بأهل الغنم، يدلُّ على أنَّ مخالطة الحيوان تؤثِّر في النَّفس، وتعدي إليها هيئاتٍ وأخلاقًا تناسب طباعها، وتلائم أحوالها، قلت: ولهذا قيل: الصُّحبة تؤثِّر في النَّفس، ولعلَّ هذا -أيضًا- وجه الحكمة في أنَّ كلَّ نبيٍّ رعى الغنم، وخلاصة الكلام ورابطة النِّظام بين فصول الحديث: أنَّ أهل اليمن يغلب عليهم الإيمان والحكمة، كما أنَّ أهل الإبل يغلب عليهم الفَّخْر، وأهل الغنم يغلب عليهم السُّكون، فمن أراد صُحبة أهل الإيمان والعِرْفان، فعليه بمصاحبة نحو أهل اليمن على وجه الإيمان، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ) [التَّوبة: 119] "(مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح؛ لملا علي القاري: 9-4037).

 

26- قال مصطفى لطفي المنفلوطي: "أيُّها الإنسان: ارحم الحيوان؛ لأنَّه يحس كما تحس، ويتألم كما تتألم، ويبكي بغير دموع ويتوجع. ارحم الطير لا تحبسها في أقفاصها، ودعها تهيم في فضائها حيث تشاء، وتقع حيث يطيب لها التغريد والتنقير، إنَّ الله وهبها فضاء لا نهاية له، فلا تغتصبها حقها، فتضعها في محبس لا يسع مد جناحها، أطلق سبيلها وأطلق سمعك وبصرك وراءها، لتسمع تغريدها فوق الأشجار، وفي الغابات، وعلى شواطئ الأنهار، وترى منظرها وهي طائرة في جو السماء، فيخيَّل إليك أنَّها أجمل من منظر الفلك الدائر، والكوكب السيَّار"(مؤلفات مصطفى لطفي المنفلوطي الكاملة: ص 88).

 

27- قال السعدي عند قوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ) [النَّحل:90] قال: "الإحْسَان فضيلة مستحبٌّ، وذلك كنفع النَّاس بالمال والبدن والعِلْم، وغير ذلك مِن أنواع النَّفع حتى إنَّه يدخل فيه الإحْسَان إلى الحيوان البهيم المأكول وغيره"(تفسير ابن سعدي).

 

28- قال أبو بكر الجزائري: "الإحْسَان في باب المعاملات ... وهو للحيوان بإطعامه إن جاع، ومداواته إن مرض، وبعدم تكليفه ما لا يطيق، وحمله على ما لا يقدر، وبالرِّفق به إن عمل، وإراحته إن تعب"(منهاج المسلم؛ لأبي بكر الجزائري: 169-171).

 

29- قال ابن رجب: "والإحْسَان في قتل ما يجوز قتله مِن النَّاس والدَّواب: إزهاق نفسه على أسرع الوجوه، وأسهلها. وهذا النَّوع هو الذي ذكره النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، ولعلَّه ذكره على سبيل المثال، أو لحاجته إلى بيانه في تلك الحال، فقال: إذا قتلتم فأحسنوا القِتْلَة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبحة، والقِتْلة والذِّبْحة -بالكسر- أي: الهيئة، والمعنى: أحسنوا هيئة الذَّبح، وهيئة القَتْل. وهذا يدلُّ على وجوب الإسراع في إزهاق النُّفوس التي يُبَاح إزهاقها على أسهل الوجوه. وقد حكى ابن حزم الإجماع على وجوب الإحْسَان في الذَّبيحة"(جامع العلوم والحكم: 1-382).

 

30- قال النَّوويُّ عند حديث: "في كلِّ كبد رطبة أجر" قال: "معناه في الإحْسَان إلى كلِّ حيوان حي -بسقيه ونحوه- أجر، وسمَّي الحي ذا كبد رطبة؛ لأنَّ الميِّت يجفُّ جسمه وكبده. ففي الحديث الحثُّ على الإحْسَان إلى الحيوان المحترم، وهو ما لا يُؤمر بقتله. فأمَّا المأمور بقتله فيمتثل أمر الشَّرع في قتله، والمأمور بقتله كالكافر الحربي والمرتد والكلب العقور والفواسق الخمس المذكورات في الحديث وما في معناهن. وأمَّا المحترم فيحصل الثَّواب بسقيه والإحْسَان إليه، أيضًا بإطعامه وغيره سواءً كان مملوكًا أو مباحًا، وسواءً كان مملوكًا له أو لغيره"(شرح مسلم: 14-347).

 

31- "مخلوقات جعل الله في فطرتها نوع تعاون، إمَّا لتأمين غذائها أو الدِّفاع عن نفسها وجماعتها، ويظهر ذلك في جنسي النَّمل والنَّحل؛ فقد شُوهِد أنَّ النَّمل إذا عثر على عسل في وعاء، ولم يتمكَّن مِن الوصول إليه مباشرة؛ لوجود ماء أو سائل يحول بينه وبين هذا العسل، فإنَّه يتعاون بطريقة فدائيَّة انتحاريَّة؛ فتتقدَّم فِرَقٌ بعد أخرى فتلتصق بالسَّائل وتموت، وتتقدَّم غيرها مثلها حتى تتكون قنطرة مِن جثث النَّمل الميِّت يعبر عليها الأحياء الباقون، فيدخلون الوعاء، ويصلون إلى العسل، ويبلغون مأربهم. هذا في حال اليُسْر والغذاء.

 

أمَّا في حال العُسْر والتَّعرُّض للمخاطر: فإنَّ مجاميع النَّمل إذا تعرَّضت لتيَّار مائي داهم - مثلًا - فإنَّ بعضها يمسك ببعض ثمَّ تكوِّن كتلة كرويَّة متماسكة تتحمَّل اندفاع التَّيَّار، ثمَّ تعمل حركتين في آن واحد، إحداهما: تتحرَّك فيها الأرجل كالمجاديف في اتجاه واحد نحو أقرب شاطئ، والثَّانية: حركة دائريَّة مِن أعلى إلى أسفل؛ ليتم تقاسم التَّنفُّس بين الجميع، فإذا ما تنفَّس مَن في الأعلى حصل انقلاب؛ ليرتفع مَن في جهة القاع، فيأخذ حظه مِن النَّفس، وهكذا في حركة دائريَّة حتى يبلغوا شاطئ الأمان.

 

فسبحان الذي أعطى كلَّ شيء خَلْقَه ثمَّ هدى. وسبحان مَن وهب الإنسان العقل المفكِّر ليتأسَّى ويعتبر ويكتشف ويرقى بفكره - بعد هداية الله وتوفيقه - ليكون خيرًا مِن الأنعام.

أمَّا النَّحل فنظامه في تكوين مملكته، وإنتاج عسله، وترتيب الأعمال بين أفراد خليَّته، فعَجَبٌ عُجَاب في التَّعاون والتَّناوب، ولله في خلقه شؤون"(مجلة البحوث الإسلامية؛ العدد: 51، ربيع الأول - جمادى الثانية، 1418ه، 198-199).

 

32- قال المباركفوري في قوله تعالى: (وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ): "اختلف في المنكر الذي كانوا يأتونه فيه، فقيل: كانوا يخذفون الناس بالحصباء ويستخفون بالغريب، وقيل: كانوا يتضارطون في مجالسهم قالته عائشة، وقيل:كانوا يأتون الرجال في مجالسهم وبعضهم يرى بعضًا، وقيل: كانوا يلعبون بالحمام، وقيل: كانوا يناقرون بين الديكة، ويناطحون بين الكباش؛ وقيل: يبزق بعضهم على بعض، ويلعبون بالنرد والشطرنج، ويلبسون المصبغات"(تحفة الأحوذي: 9-36).

 

33- قال ابن حزم: "إن أعجبت بقوة جسمك، فتفكر في أنَّ البغل، والحمار، والثور، أقوى منك وأحمل للأثقال، وإن أعجبت بخفتك، فاعلم أن الكلب والأرنب يفوقانك في هذا الباب. فمن أعجب العجيب إعجاب ناطق بخصلة يفوقه فيها غير الناطق"(رسائل ابن حزم: 1-393).

 

34- قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله: الحيوان البري ثلاثة أقسام : قسم هو صيد إجماعا ، وهو ما كالغزال من كل وحشي حلال الأكل، فيمنع قتله للمحرم، وإن قتله فعليه الجزاء، وقسم ليس بصيد إجماعا، ولا بأس بقتله ، وقسم اختلف فيه. أما القسم الذي لا بأس بقتله، وليس بصيد إجماعا فهو الغراب، والحدأة ، والعقرب، والفأرة، والكلب العقور . وأما القسم المختلف فيه: فكالأسد، والنمر، والفهد، والذئب، وقد روى الشيخان في صحيحيهما عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل خمس فواسق في الحل، والحرم: الغراب، والحدأة، والعقرب، والفأرة، والكلب العقور».

 

وفي الصحيحين أيضا عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «خمس من الدواب ليس على المحرم في قتلهن جناح»، ثم عد الخمس المذكورة آنفا ، ولا شك أن الحية أولى بالقتل من العقرب. وقد أخرج مسلم عن ابن مسعود: «أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر محرما بقتل حية بمنى» ، وعن ابن عمرو سئل: ما يقتل الرجل من الدواب وهو محرم ؟ فقال: «حدثتني إحدى نسوة النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأمر بقتل الكلب العقور، والفأرة، والعقرب، والحدأة، والغراب، والحية» رواه مسلم أيضا والأحاديث في الباب كثيرة ، والجاري على الأصول تقييد الغراب بالأبقع ، وهو الذي فيه بياض ، لما روى مسلم من حديث عائشة في عد الفواسق الخمس المذكورة، والغراب الأبقع .

 

والمقرر في الأصول حمل المطلق على المقيد ، وما أجاب به بعض العلماء من أن روايات الغراب بالإطلاق متفق عليها ، فهي أصح من رواية القيد بالأبقع لا ينهض ، إذ لا تعارض بين مقيد ومطلق ; لأن القيد بيان للمراد من المطلق . ولا عبرة بقول عطاء ، ومجاهد بمنع قتل الغراب للمحرم ; لأنه خلاف النص الصريح الصحيح ، وقول عامة أهل العلم ، ولا عبرة أيضا بقول إبراهيم النخعي : إن قتل الفأرة جزاء ، لمخالفته أيضا للنص وقول عامة العلماء ، كما لا عبرة أيضا بقول الحكم ، وحماد : «لا يقتل المحرم العقرب ، والحية» ، ولا شك أن السباع العادية كالأسد ، والنمر ، والفهد أولى بالقتل من الكلب ; لأنها أقوى منه عقرا ، وأشد منه فتكا . (أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن: 1-434).

 

35- قال ابن عثيمين رحمه الله: الحيوان ينقسم إلى ثلاثة أقسام وأعني بذلك: ما ليس بحلال، الذي هو حلال هذا معروف يذبح ويؤكل، لكن غير الحلال ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

 

القسم الأول: ما أمر الشارع بقتله. والثاني: ما نهى عن قتله. والثالث: ما سكت عنه. أما ما أمر الشارع بقتله فاقتله، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: (خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم: الغراب، والحدأة، والعقرب، والفأرة، والكلب العقور) هذه الخمسة وما كان بمعناها في الأذية أو أشد منها هذه مأمور بقتلها لما فيها من الأذية.

 

والثاني ما نهى الشارع عن قتله مثل نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل النملة والنحلة والهدهد والصرد. هذا أيضاً معروف، وهذا لا يقتل.

 

الثالث: ما سكت عنه، فهذا اختلف فيه العلماء فبعضهم قال: لا بأس بقتله مع أنه لا ينبغي قتله، اتركه، ومنهم من قال: يحرم قتله؛ لأنك إذا قتلته منعت تسبيح الله منه، قال الله تعالى: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) [الإسراء:44]

 

ما دام أنه لا يؤذيك ولا أمر بقتله اتركه، ولا شك أن الأولى ألا تقتله، لأنك إما سالم وإما آثم، والإنسان العاقل لا يعرض نفسه للإثم. لكن هذا القسم الثالث الذي لم يؤمر بقتله ولم ينه عنه، إن اعتدى عليك وآذاك فاقتله، فإن كان مما نهي عن قتله فاقتله قتل مدافعة، كيف يكون قتل المدافعة؟ يعني: بالأسهل فالأسهل، مثلاً النمل منهي عن قتله أو لا؟ منهي عن قتله، لا ترش عليه المبيد مباشرة، حاول أن تطرده طرداً، إما بالقراءة، لأن بعض الناس يقرأ على النمل ويرتحل، وإما بشيء يكره رائحته ويرتحل وقد جربنا ذلك (بالجاز) صب (الجاز) عليه وبعدها يرتحل ما يأتي، لكن المبيد الذي يقتله فوراً لا تفعل؛ لأنه منهي عن قتله، وما نهي عن قتله فإن قتله يكون قتل مدافعة (سلسلة لقاءات الباب المفتوح: 73-28).

 

 

 

التحليلات

1- الحيوان؛ للجاحظ.

 

2- أسماء الحيوان في القرآن؛ لمحمد بن فنخور العبدلي.

 

3- ذكر الحيوانات فى محكم الآيات؛ لجيهان أحمد عثمان حسين

 

4- التضحية عند الحيوان؛ لهارون يحيى.

 

5- رحلة فى عالم الحيوان؛ لهارون يحيى.

 

6- إنسانية الحيوان وحيوانية الإنسان؛ د. بدر عبد الحميد هميسه

الإحالات

1- الحيوان؛ للجاحظ.

 

2- أسماء الحيوان في القرآن؛ لمحمد بن فنخور العبدلي.

 

3- ذكر الحيوانات فى محكم الآيات؛ لجيهان أحمد عثمان حسين

 

4- التضحية عند الحيوان؛ لهارون يحيى.

 

5- رحلة فى عالم الحيوان؛ لهارون يحيى.

 

6- إنسانية الحيوان وحيوانية الإنسان؛ د. بدر عبد الحميد هميسه