سمت

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

السمت لغة:

 

مصدر سمت يسمت أي قصد وهو مأخوذ من مادّة (س م ت) الّتي تدلّ كما يقول ابن فارس على نهج وقصد وطريقة، يقال: سمت إذا أخذ النّهج، وكان بعضهم يقول: السّمت: السّير بالظّنّ والحدس، وهو قول القائل: ليس بها ربع لسمت السّامت.

 

ويقال: إنّ فلانا لحسن السّمت إذا كان مستقيم الطّريقة متحرّيا لفعل الخير، وقيل إنّه مشتقّ من السّمت وهو الهيئة الحسنة، أي جعلك اللّه على سمت حسن؛ لأنّ هيئته تنزعج للعطاس، وقال في الصّحاح: التّسميت: ذكر اسم اللّه تعالى على الشّيء، وتسميت العاطس أن تقول له: يرحمك اللّه بالسّين والشّين جميعا، قال ثعلب: والاختيار بالسّين لأنّه مأخوذ من السّمت وهو القصد والمحجّة، والسّمت (أيضا) هيئة أهل الخير يقال: ما أحسن سمته أي هديه، والسّمت: الطّريق، والسّمت: حسن النّحو في مذهب الدّين، يقول ابن منظور: والفعل منه سمت يسمت (بضمّ الميم وكسرها)، يقال إنّه لحسن السّمت. أي حسن القصد والمذهب في دينه ودنياه، قال الفرّاء: يقال: سمت لهم يسمت سمتا، إذا هيّأ لهم وجه العمل ووجه الكلام والرّأى، يقال: وهو يسمت سمته أي يقصد قصده، وفي حديث حذيفة: ما أعلم أحدا أشبه سمتا وهديا ودلّا برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من ابن أمّ عبد، يعني ابن مسعود، قال خالد بن جنبة: السّمت اتّباع الحقّ والهدى، وحسن الجوار، وقلّة الأذيّة، والتّسمّت مصدر قولهم تسمّته تسمّتا إذا قصد نحوه (انظر مقاييس اللغة لابن فارس: 3-99، والنهاية لابن الأثير: 2-397، والصحاح: 1-254، ولسان العرب مادة: سمت ص 2087).

 

أمّا الحسن في اللّغة فهو مصدر حسن الشّيء إذا كان مبهجا مرغوبا فيه، والحسن على ثلاثة أضرب: مستحسن من جهة العقل أو البصيرة ومستحسن من جهة الهوى، ومستحسن من جهة الحسّ، وأكثر ما جاء في القرآن من الحسن فللمستحسن من جهة البصيرة، وقال في الصّحاح: الحسن نقيض القبح وجمعه محاسن على غير قياس(مفردات الراغب: ص 118، والصحاح: 5-2099).

 

واصطلاحا:

السّمت: حسن النّحو في مذهب الدّين، وإنّه لحسن السّمت، أي حسن القصد والمذهب في دينه ودنياه. وقال أبو عبيد: السّمت يكون في حسن الهيئة والمنظر من جهة الخير والدّين. لا من جهة الجمال والزّينة.

 

والسّمت أيضا: هيئة أهل الخير، يقال: ما أحسن سمته أي هديه (استعمل علماء الهيئة لفظ السمت مصطلحا في معنى آخر هو كما يقول الجرجاني: بأنه خط مستقيم واحد يقع عليه الميزان مثل هذا. وقال التهانوي: السمت عند أهل الهيئة (الفلك) قوس من الأفق محصور بين الدائرة السمتية وبين دائرة السموت المسماة بدائرة المشرق والمغرب ... إلخ). انظر كتاب التعريفات للجرجاني ص 127، وكشاف اصطلاحات الفنون، للتهانوي 3-135).

 

حسن السمت اصطلاحا:

وعلى ضوء ما سبق يكون حسن السّمت اصطلاحا هو: حسن المظهر الخارجيّ للإنسان من طريقة الحديث والصّمت، والحركة والسّكون والدّخول والخروج والسّيرة العمليّة في النّاس بحيث يستطيع من يراه أو يسمعه أن ينسبه لأهل الخير والصّلاح والدّيانة والفلاح.

 

العناصر

1- المقصود بالسمت الصالح

 

2- أهمية السمت الصالح وفضله

 

3- نماذج السمت الصالح

 

4- دور البيئة في السمت الصالح

 

5- فوائد التخلق بالسمت الصالح

 

الايات

1- قال الله تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) [الأعراف: 26].

 

2- قال تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)[الأعراف: 31].

 

3- قال تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)[الفتح: 29].

 

الاحاديث

1- عن عبد اللّه بن عبّاس -رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “إنّ الهدي الصّالح والسّمت الصّالح والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءا من النّبوّة”(رواه أبو داود: 4776 وأحمد: 2698، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح).

 

2- عن ابن عبّاس -رضي اللّه عنهما- أنّه قال: أوّل ما اتّخذ النّساء المنطق من قبل أمّ إسماعيل ...الحديث ... إلى أن قال: “فجاء إبراهيم بعد ما تزوّج إسماعيل يطالع تركته، فلم يجد إسماعيل فسأل امرأته عنه فقالت: خرج يبتغي لنا، ثمّ سألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت: نحن بشرّ، نحن في ضيق وشدّة فشكت إليه. قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السّلام وقولي له يغيّر عتبة بابه. فلمّا جاء إسماعيل كأنّه آنس شيئا فقال: هل جاءكم من أحد؟ قالت: نعم، جاءنا شيخ كذا وكذا فسألنا عنك فأخبرته، وسألني كيف عيشنا، فأخبرته أنّا في جهد وشدّة، قال: فهل أوصاك بشيء؟ قالت: نعم. أمرني أن أقرأ عليك السّلام، ويقول: غيّر عتبة بابك. قال: ذاك أبي، وقد أمرني أن أفارقك، الحقي بأهلك. فطلّقها وتزوّج منهم أخرى. فلبث عنهم إبراهيم ما شاء اللّه، ثمّ أتاهم بعد فلم يجده، فدخل على امرأته فسألها عنه فقالت: خرج يبتغي لنا. قال: كيف أنتم؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم. فقالت: نحن بخير وسعة، وأثنت على اللّه فقال: ما طعامكم؟ قالت: اللّحم، قال: فما شرابكم، قالت: الماء. قال: اللّهمّ بارك لهم في اللّحم والماء. قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: “ولم يكن لهم يومئذ حبّ ولو كان لهم حبّ لدعا لهم فيه”. قال: “فهما لا يخلو عليهما أحد بغير مكّة إلّا لم يوافقاه. قال: فإذا جاء زوجك، فاقرئي عليه السّلام ومريه يثبت عتبة بابه، فلمّا جاء إسماعيل. قال: هل أتاكم من أحد؟ قالت: نعم، أتانا شيخ حسن الهيئة وأثنت عليه فسألني عنك فأخبرته أنّا بخير. قال: فأوصاك بشيء؟ قالت: نعم، هو يقرأ عليك السّلام ويأمرك أن تثبت عتبة بابك. قال: ذاك أبي وأنت العتبة أمرني أن أمسكك ... الحديث”(رواه البخاري: 3364).

 

3- عن ابن عبّاس -رضي اللّه عنهما- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “البسوا من ثيابكم البياض، فإنّها خير ثيابكم، وكفّنوا فيها موتاكم ....”(رواه أبو داود: 4061 واللفظ له. والترمذي: 994 وقال: حسن صحيح).

 

4- عن أبي سعيد الخدريّ -رضي اللّه عنه- أنّه قال لرجل سأله عن الإزار فقال: على الخبير سقطت، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “إزرة المسلم إلى نصف السّاق ولا حرج، أو لا جناح، فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النّار، من جرّ إزاره بطرا لم ينظر اللّه إليه”(رواه أبو داود: 4093 واللفظ له، وابن ماجه: 3573).

 

5- عن عوف بن مالك -رضي اللّه عنه- أنّه قال: أتيت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في ثوب دون فقال: “ألك مال؟”، قال: نعم، قال: “من أيّ المال؟”، قال: قد آتاني اللّه من الإبل والغنم والخيل والرّقيق، قال: “فإذا آتاك اللّه مالا فلير أثر نعمة اللّه عليك وكرامته”(رواه أبو داود: 4063)

 

6- عن جابر بن عبد اللّه -رضي اللّه عنهما- أنّه قال: أتانا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فرأى رجلا شعثا قد تفرّق شعره فقال: “أما كان يجد هذا ما يسكّن به شعره؟” ورأى رجلا آخر وعليه ثياب وسخة فقال: “أما كان هذا يجد ماء يغسل به ثوبه”(رواه أبو داود: 4062، وصححه الألباني).

 

7- عن أبي سعيد الخدريّ -رضي اللّه عنه- أنّه قال: أشهد على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: “الغسل يوم الجمعة واجب على كلّ محتلم، وأن يستنّ وأن يمسّ طيبا إن وجد”(رواه البخاري- 880 واللفظ له، ومسلم: 846).

 

8- عن عائشة- رضي اللّه عنها- أنّها قالت: كان النّاس ينتابون يوم الجمعة من منازلهم والعوالي فيأتون في الغبار يصيبهم الغبار والعرق، فيخرج منهم العرق، فأتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إنسان منهم وهو عندي- فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: “لو أنّكم تطهّرتم ليومكم هذا”( رواه البخاري: 902) واللفظ له. ومسلم: 847).

 

9- عن عبد اللّه بن سلام -رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “ما على أحدكم إن وجد أو ما على أحدكم إن وجدتم أن يتّخذ ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوبي مهنته”(رواه أبو داود: 1078).

 

10- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “من كان له شعر فليكرمه”(رواه أبو داود: 4163 وحسنه الألباني).

 

11- عن البراء بن عازب -رضي اللّه عنهما- أنّه قال: كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم مربوعا، وقد رأيته في حلّة حمراء، ما رأيت شيئا أحسن منه. (رواه البخاري: 5848 واللفظ له. ومسلم: 2337).

 

12- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ عُرِضَ عَلَيْهِ رَيْحَانٌ فَلاَ يَرُدُّهُ فَإِنَّهُ خَفِيفُ الْمَحْمِلِ طَيِّبُ الرِّيحِ”(رواه مسلم: 2253).

 

13- عن عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: “لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ”، قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قَالَ: “إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ”(رواه مسلم).

 

14- عن أبي الأحوص عن أبيه، قال: أَتَيْتُ النبي صلى الله عليه وسلم في ثَوْبٍ دُونٍ فَقَالَ: “أَلَكَ مَالٌ”، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: “مِنْ أَي الْمَالِ”، قَالَ: قَدْ أتاني اللَّهُ مِنَ الإِبِلِ وَالْغَنَمِ وَالْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ، قَالَ: “فَإِذَا آتَاكَ اللَّهُ مَالًا فَلْيُرَ أَثَرُ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْكَ وَكَرَامَتِهِ”(رواه أبو داود: 5224، وصححه الألباني).

 

الاثار

1- قال حذيفة بن اليمان- رضي اللّه عنهما: إنّ أشبه النّاس دلّا وسمتا وهديا برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لابن أمّ عبد ، من حين يخرج من بيته إلى أن يرجع إليه، لا ندري ما يصنع في أهله إذا خلا (رواه البخاري: 6097).

 

2- قال عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- يوصي الرّجال والنّساء: “من أدرك فيكنّ من امرأة أو رجل فالسّمت الأوّل، السّمت الأوّل، فإنّا على الفطرة” قال عبد اللّه: السّمت: الطّريق . (رواه الدارمي: 213).

 

3- قال عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه: “إنّكم في زمان كثير فقهاؤه، قليل خطباؤه، قليل سؤّاله، كثير معطوه، العمل فيه قائد للهوى. وسيأتي من بعدكم زمان قليل فقهاؤه، كثير خطباؤه، كثير سؤّاله، قليل عطاؤه، الهوى فيه قائد للعمل، اعلموا أنّ حسن الهدي في آخر الزّمان خير من بعض العمل”(رواه البخاري في الأدب المفرد: 275، 276).

 

4- قال عبد اللّه بن مسعود -رضي اللّه عنه-: “ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا النّاس نائمون، وبنهاره إذا النّاس يفطرون، وبحزنه إذا النّاس يفرحون، وببكائه إذا النّاس يضحكون، وبصمته إذا النّاس يخلطون، وبخشوعه إذا النّاس يختالون، وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيا محزونا حكيما حليما عليما سكّيتا، وينبغي لحامل القرآن أن لا يكون جافيا، ولا غافلا، ولا صخّابا، ولا صيّاحا، ولا حديدا”( حلية الأولياء: 1-130).

 

5- قال عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه: “إنّكم في زمان كثير فقهاؤه، قليل خطباؤه، قليل سؤّاله، كثير معطوه، العمل فيه قائد للهوى. وسيأتي من بعدكم زمان قليل فقهاؤه، كثير خطباؤه، كثير سؤّاله، قليل عطاؤه، الهوى فيه قائد للعمل، اعلموا أنّ حسن الهدي في آخر الزّمان خير من بعض العمل”(رواه البخاري في الأدب المفرد: ٢٧٥، ٢٧٦).

 

6- قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: “ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا النّاس نائمون، وبنهاره إذا النّاس يفطرون، وبحزنه إذا النّاس يفرحون، وببكائه إذا النّاس يضحكون، وبصمته إذا النّاس يخلطون، وبخشوعه إذا النّاس يختالون، وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيا محزونا حكيما حليما عليما سكّيتا، وينبغي لحامل القرآن أن لا يكون جافيا، ولا غافلا، ولا صخّابا، ولا صيّاحا، ولا حديدا”(حلية الأولياء: 1-130).

 

7- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “من كثر كلامه كثر سقَطُه، ومن كثر سقَطُه كثرت ذنوبه، ومن كثرت ذنوبه كانت النار أولى به” (جامع العلوم والحكم: ص161).

 

8- قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: “أنذرتكم فضول الكلام، بحَسْبِ أحدكم ما بلغ حاجته”؛ (الصمت لابن أبي الدنيا: 239).

 

9- قال الأوزاعي رحمه الله: “كتب إلينا عمر بن عبدالعزيز رحمه الله برسالة لم يحفظها غيري، وغير مكحول، قال فيها: “أما بعد: فإنه من أكثر ذكر الموت، رضي من الدنيا باليسير، ومن عد كلامه من عمله، قل كلامه إلا فيما يعنيه”(إحياء علوم الدين: 3-112).

 

10- قال عبدالله بن المبارك رحمه الله: “قال بعضهم في تفسير العزلة: “هو أن تكون مع القوم؛ فإن خاضوا في ذكر الله فخُضْ معهم، وإن خاضوا في غير ذلك فاسكت”(التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد لابن عبد البر: 18-446).

 

 

القصص

1- قالت عائشة -رضي اللّه عنها-: “ما رأيت أحدا كان أشبه سمتا ودلّا وهديا برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في قيامها وقعودها من فاطمة رضي اللّه عنها”(رواه الترمذي: 3872).

 

2- قال إبراهيم النّخعيّ -رحمه اللّه تعالى: “كانوا إذا أتوا الرّجل ليأخذوا عنه نظروا إلى صلاته وإلى سمته وإلى هيئته ثمّ يأخذون عنه”(الآداب الشرعية 2-149).

 

3- قال الأعمش -رحمه اللّه تعالى-: كانوا يتعلّمون من الفقيه كلّ شيء حتّى لباسه ونعليه. (الآداب الشرعية (2/ 149).

 

4- قال الأوزاعيّ -رحمه اللّه تعالى-: “كنّا نمزح ونضحك فلمّا صرنا يقتدى بنا خشيت أن لا يسعنا التّبسّم” (الآداب الشرعية: 2-149).

 

5- قال الحسن البصريّ -رحمه اللّه تعالى-: “كان الرّجل يطلب العلم فلا يلبث أن يرى ذلك في تخشّعه ولسانه وبصره ويده”(شعب الإيمان: 8-427. والآداب الشرعية 2-45).

 

6- قال أبو عبيد -رحمه اللّه تعالى-: كان أصحاب عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- يرحلون إلى عمر -رضي اللّه عنه- فينظرون إلى سمته وهديه ودلّه فيتشبّهون به”(الصحاح للجوهري: 4-1699، ولسان العرب 3-1423).

 

7- قال ابن المبارك -رحمه اللّه تعالى- لرجل سأله أين تريد؟ قال: إلى البصرة، فقيل له: من بقي؟ قال: ابن عون آخذ من أخلاقه، آخذ من آدابه”(الآداب الشرعية: 2-149).

 

8- قال الوليد بن يزيد -رحمه اللّه تعالى-: “ما رأيت الأوزاعيّ ضاحكا حتّى يقهقه قطّ، ولا ملتفتا إلى شيء، ولقد كان إذا أخذ في ذكر المعاد وما أشبهه أقول في نفسي لا يرى أحد في المجلس لم يبك قبله. (الجرح والتعديل: 1-217).

 

9- قال عبد الرّحمن بن مهديّ- رحمه اللّه تعالى-: “كنّا نأتي الرّجل ما نريد علمه ليس إلّا أن نتعلّم من هديه وسمته ودلّه”(الآداب الشرعية: 2-149).

 

10- قال عبيدة بن عثمان -رحمه اللّه تعالى-: “من نظر إلى الأوزاعيّ اكتفى به ممّا يرى عليه من أثر العبادة، كنت إذا رأيته قائما يصلّي كأنّما تنظر إلى جسد ليس فيه روح”(الجرح والتعديل: 1-218).

 

11- قال الحسن بن الرّبيع -رحمه اللّه تعالى-: “ما شبّهت أحمد بن حنبل إلّا بابن المبارك في سمته وهديه”(مقدمة المسند للشيخ أحمد شاكر نقلا عن تاريخ الإسلام للذهبي: 66).

 

12- قال الميمونيّ- رحمه اللّه تعالى-: “ما رأيت أحدا أنظف ثوبا، ولا أشدّ تعاهدا لنفسه في شاربه وشعر رأسه وشعر بدنه ولا أنقى ثوبا وأشدّ بيانا من أحمد بن حنبل”(الآداب الشرعية: 2-12).

 

13- قال محمّد بن مسلم: “كنّا نهاب أن نرادّ على أحمد بن حنبل في الشّيء أو نحاجّه في شيء من الأشياء، يعني لجلالته ولهيبة الإسلام الّذي رزقه”(الآداب الشرعية (2-12).

 

14- قال المروذيّ -رحمه اللّه تعالى-: “لم أر الفقير في مجلس أعزّ منه في مجلس أبي عبد اللّه، كان مائلا إليهم مقصرا عن أهل الدّنيا، وكان فيه حلم، ولم يكن بالعجول، وكان كثير التّواضع تعلوه السّكينة والوقار، إذا جلس في مجلسه بعد العصر للفتيا لا يتكلّم حتّى يسأل، وإذا خرج إلى مسجده لم يتصدّر، يقعد حيث انتهى به المجلس” (سير أعلام النبلاء: 11-218).

 

15- قال أيضا -رحمه اللّه تعالى-: “كان عمر أشبه النّاس بهدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأشبه النّاس بعمر ابنه عبد اللّه، وبعبد اللّه ابنه سالم”(الفتح: 10-510).

 

16- قال ابن الجوزيّ- رحمه اللّه تعالى-: “لقيت عبد الوهّاب الأنماطيّ فكان على قانون السّلف لم يسمع في مجلسه عيبة، ولا كان يطلب أجرا على سماع الحديث، وكنت إذا قرأت عليه أحاديث الرّقائق بكى واتّصل بكاؤه فكان وأنا صغير السّنّ حينئذ يعمل بكاؤه في قلبي، ويبني قواعد الأدب في نفسي، وكان على سمت المشايخ الّذين سمعنا أوصافهم في النّقل”(صيد الخاطر: 143).

 

17- قال ابن مفلح- رحمه اللّه تعالى-: “كان يحضر مجلس أحمد زهاء خمسة آلاف أو يزيدون، أقلّ من خمسمائة يكتبون، والباقي يتعلّمون منه حسن الأدب وحسن السّمت”(الآداب الشرعية: 2-12).

 

18- قال الحافظ في الفتح: “خرّج أبو عبيد في غريب الحديث: أنّ أصحاب ابن مسعود كانوا ينظرون إلى سمته وهديه ودلّه فيتشبهّون به”(الفتح: 10-510).

 

19- قال عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه-: “من سرّه أن ينظر إلى هدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلينظر إلى عمرو بن الأسود”(حلية الأولياء: ٥-١٥٦).

 

20- قال حذيفة بن اليمان- رضي الله عنهما: “إنّ أشبه النّاس دلّا وسمتا وهديا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم لابن أمّ عبد، من حين يخرج من بيته إلى أن يرجع إليه، لا ندري ما يصنع في أهله إذا خلا”(رواه البخاري: ٦٠٩٧).

 

21- قال عبد الرّحمن بن مهديّ-رحمه الله تعالى-: “كان عليّ بن المدينيّ وغير واحد يحضرون عند يحيى بن سعيد القطّان ما يريدون أن يسمعوا شيئا إلّا أن ينظروا إلى هديه وسمته”(الآداب الشرعية: ٢-١٤٩).

 

22- قال أبو عاصم النّبيل- رحمه الله تعالى-: “مات حمّاد بن زيد يوم مات ولا أعلم له في الإسلام نظيرا في هيئته ودلّه وسمته”(سير أعلام النبلاء: ٧-٤٥٩).

 

23- قال الحسن بن الرّبيع- رحمه الله تعالى-: “ما شبّهت أحمد بن حنبل إلّا بابن المبارك في سمته وهديه”(مقدمة المسند للشيخ أحمد شاكر نقلا عن تاريخ الإسلام للذهبي: ٦٦).

 

24- قال محمّد بن مسلم: “كنّا نهاب أن نرادّ على أحمد بن حنبل في الشّيء أو نحاجّه في شيء من الأشياء، يعني لجلالته ولهيبة الإسلام الّذي رزقه”(الآداب الشرعية: 2-12).

 

25- قال المروذيّ -رحمه الله تعالى-: “لم أر الفقير في مجلس أعزّ منه في مجلس أبي عبد الله، كان مائلا إليهم مقصرا عن أهل الدّنيا، وكان فيه حلم، ولم يكن بالعجول، وكان كثير التّواضع تعلوه السّكينة والوقار، إذا جلس في مجلسه بعد العصر للفتيا لا يتكلّم حتّى يسأل، وإذا خرج إلى مسجده لم يتصدّر، يقعد حيث انتهى به المجلس”(سير أعلام النبلاء: ١١-٢١٨).

 

26- قال ابن مفلح -رحمه الله تعالى-: “كان يحضر مجلس أحمد زهاء خمسة آلاف أو يزيدون، أقلّ من خمسمائة يكتبون، والباقي يتعلّمون منه حسن الأدب وحسن السّمت”(غذاء الالباب لشرح منظومة الآداب؛ للمرداوي: 262).

 

27- قال ابن الجوزيّ- رحمه الله تعالى-: “لقيت عبد الوهّاب الأنماطيّ فكان على قانون السّلف لم يسمع في مجلسه عيبة، ولا كان يطلب أجرا على سماع الحديث، وكنت إذا قرأت عليه أحاديث الرّقائق بكى واتّصل بكاؤه فكان وأنا صغير السّنّ حينئذ يعمل بكاؤه في قلبي، ويبني قواعد الأدب في نفسي، وكان على سمت المشايخ الّذين سمعنا أوصافهم في النّقل”(صيد الخاطر: ١٤٣).

 

28- قال ابن الجوزيّ -رحمه الله تعالى-: “قد كان جماعة من السّلف يقصدون العبد الصّالح للنّظر إلى سمته وهديه، لا لاقتباس علمه، وذلك أنّ ثمرة علمه هديه وسمته”(صيد الخاطر:216).

 

29- قيل لرجل: “بمَ سادكم الأحنف؛ فوالله ما كان بأكبركم سنًّا ولا بأكثركم مالاً؟! فقال: بقوة سلطانه على لسانه”(المستطرف في كل فن مستظرف: 1-101).

 

30- قال أبو المعتمر البصري: “تعلمت الصمت في عشر سنين، وما قلت شيئًا قط إذا غضبتُ أندم عليه إذا زال غضبي”(نزهة الفضلاء: 1-397).

 

31- كان عبدالله بن أبي زكريا: “إذا خاض جلساؤه في غير ذكر الله، رأيته كالساهي، فإذا خاضوا في ذكر الله، كان أحسن الناس استماعًا”(الصمت لابن أبي الدنيا: 5-7).

 

الاشعار

1- قال ابن المبارك -رحمه الله تعالى-:

من كان ملتمسا جليسا صالحا *** فليأت حلقة مسعر بن كدام

فيها السّكينة والوقار وأهلها *** أهل العفاف وعلية الأقوام

(سير أعلام النبلاء: ٧-١٧٠)

 

2- قال الشّاعر:

انطق مصيبا لا تكن هذرا *** عيّابة ناطقا بالفحش والرّيب

وكن رزينا طويل الصّمت ذا فكر *** فإن نطقت فلا تكثر من الخطب

ولا تجب سائلا من غير تروية *** وبالّذي عنه لم تسأل فلا تجب 

(حسن السمت في الصمت للسيوطي: 47)

 

3- يقول أحدهم:

عوِّد لسانَك قلَّةَ اللفظِ *** واحفَظْ كلامَك أيَّما حِفظِ 

إياك أن تعِظَ الرِّجال وقد *** أصبَحْتَ محتاجًا إلى الوعظِ 

(أدب الدنيا والدين للماوردي: 87).

 

4- يقول أحدهم:

فكن لحسن السمت ما حييتا *** مقارفًا تحمد ما بقيتا

(جامع بيان العلم وفضله؛ لابن عبد البر: 1-578)

 

متفرقات

1- قال مالك -رحمه اللّه تعالى-: “إنّ حقّا على من طلب العلم أن يكون له وقار وسكينة وخشية وأن يكون متّبعا لأثر من مضى قبله”(الآداب الشرعية: 2-45).

 

2- قال البدر العينيّ صاحب عمدة القاري على صحيح البخاريّ- رحمه اللّه تعالى-: ينبغي للنّاس الاقتداء بأهل الفضل والصّلاح في جميع أحوالهم في هيئتهم وتواضعهم للخلق ورحمتهم وإنصافهم من أنفسهم وفي مأكلهم ومشربهم واقتصادهم في أمورهم تبرّكا بذلك”(عمدة القاري شرح صحيح البخاري: 22-154).

 

3- قال ابن الجوزيّ: “الكمال عزيز، والكامل قليل الوجود. فأوّل أسباب الكمال تناسب أعضاء البدن، وحسن صورة الباطن، وصورة البدن تسمّى خلقا، وصورة الباطن تسمّى خلقا. ودليل كمال صورة البدن حسن السّمت واستعمال الأدب، ودليل صورة الباطن حسن الطّبائع والأخلاق. فالطّبائع: العفّة والنّزاهة والأنفة من الجهل ومباعدة الشّرة، والأخلاق: الكرم والإيثار وستر العيوب وابتداء المعروف والحلم عن الجاهل”(ابن الجوزي: الإمام المربي والواعظ البليغ والعالم المتفنن: 267). 

 

4- “من فوائد حسن السّمت:

١- من أخلاق الأنبياء والصّالحين. ٢- دليل كمال الإيمان ورجاحة العقل. ٣- يكسب المرء احترام الآخرين وحبّهم. ٤- يكسب المرء الهيبة والوقار. ٥- يقصد بالتّعلّم والطّلب أكثر من النّقل من الكتب. ٦- يدلّ في كثير من الأحيان على صفاء القلب ونقاء السّريرة”(نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم: 5-595).

 

 

 

 

الإحالات

حسن السمت في الصمت؛ لجلال الدين السيوطي.

الحكم

1- قال أكثم بن صيفي رحمه الله: “المكثار -أي الذي يكثر من الكلام- كحاطب الليل” قال أبو عبيد: “وإنما شبهه بحاطب الليل؛ لأنه ربما نهشته الحية، أو لسعته العقرب في احتطابه ليلاً”(مجمع الامثال؛ للميداني 2-337).

 

2- قال بعض الحكماء: “من نطق في غير خير فقد لغا، ومن نظر في غير اعتبارٍ فقد سها، ومن سكت في غير فكرٍ فقد لها”(موسوعة روائع الشعر العربي؛ لسراج الدين محمد: 10).

 

3- قيل للقمان الحكيم: “ما بلغ من حكمتك؟ قال: لا أسأل عما كُفِيتُه، ولا أتكلم بما لا يعنيني”(مختصر منهاج القاصدين: 164).

 

4- كان محمد بن الفضل الحارثي رحمه الله يقول: “كان يقال: كثرة الكلام تذهب الوقار”(حسن السمت في الصمت للسيوطي: ص28).

 

5- قال أحدهم: “العجب ممن يتكلم بكلمة إن هي رُفِعت ضرته، وإن لم ترفع لم تنفعه”(اللسان ميزان بين الصمت و الكلام؛ لعبد الباري محمد داود: 32).