أخوة

2022-10-05 - 1444/03/09

التعريف

أولًا: المعنى اللغوي:

 

الأخ: أصله أخو بالتحريك؛ لأنه جمع على آخاء مثل آباء، والذاهب منه واو؛ لأنك تقول في التثنية أخوان... وقد يتسع فيه فيراد به الاثنان؛ كقوله تعالى: (فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ)[النساء:١١].

 

وهذا كقولك: إنا فعلنا، ونحن فعلنا، وأنتما اثنان، وأكثر ما يستعمل الإخوان في الأصدقاء، والإخوة في الولادة (انظر: الصحاح، الجوهري ٨-١٤١).

 

والأخ-في الحقيقة- هو: كل من جمعك وإياه صلب أو بطن، ويستعار لكل مشارك لغيره في القبيلة أو في الدين أو في الصنعة أو في معاملة أو في مودة أو في غير ذلك من المناسبات، والأخت كالأخ، وقيل: الإخوة جمع الأخ من النسب، والإخوان جمع أخ من الصداقة (الكليات، الكفوي ص ٦٣).

 

ثانيًا: المعنى الاصطلاحي:

تقدم معنا أن الأخ هو كل من جمعك وإياه صلب أو بطن ويستعار لكل مشارك لغيره في القبيلة أو في الدين أو في الصنعة أو في معاملة أو في مودة أو في غير ذلك من المناسبات والأخت كالأخ.

 

والذي يهمنا هو تعريف الأخوة بمعناه العام وهي أخوة النسب، وفي القرآن الكريم بمعنى خاص وهي الأخوة الإسلامية.

 

فالأخوة عمومًا دون تخصيص:

هي: مشاركة شخص لآخر في الولادة من الطرفين أو من أحدهما أو من الرضاع، ويستعار لكل مشارك لغيره في القبيلة أو في الدين أو في صنعة أو في معاملة أو في مودة أو في غير ذلك من المناسبات (نضرة النعيم، مجموعة مؤلفين ٢-٩٢).

 

العناصر

1- مفهوم الأخوة

 

2- أنواع الأخوة في القرآن

 

3- مقتضيات الأخوة الإيمانية

 

4- أحكام وعلاقات مرتبة على الأخوة

 

5- أهمية معرفة حقوق الأخوة.

 

6- حقوق المسلم على أخيه المسلم.

 

7- أخوة الدين أقوى من أخوة النسب.

 

8- خطر الاستهانة بحرمة المسلم.

 

الايات

1- قَالَ الله تَعَالَى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ...) الآية [النساء:23].

 

2- قوله تَعَالَى: (فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَاوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ * مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) [المائدة: 31-32].

 

3- قوله تَعَالَى: (كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا)[الأعراف: 38]. أي شبهها

 

4- قوله تَعَالَى: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ)[الأعراف: 43].

 

5- قوله تَعَالَى: (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً)[الأعراف: 65].

 

6- قوله تَعَالَى: (فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)[التوبة: 11].

 

7- قوله تَعَالَى: (قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ)[يوسف:77].

 

8- قوله تَعَالَى: (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ) [الحجر:88].

 

9- (وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً * وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً * إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً * قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى) [طه: 29-36]

 

10- قوله تَعَالَى: (وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّه) [الحج:30].

 

11- قوله تَعَالَى: (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) [الحج:32].

 

12- قوله تَعَالَى: (إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ)[ص: 23]. أي صاحبي

 

13- قوله تَعَالَى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[الْحَشْرِ: 10].

 

14- قوله تَعَالَى: (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ)[عبس:34].

 

15- قوله تَعَالَى: (لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ)[يوسف: 7]

 

الاحاديث

1- عن أَبي موسى رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: “ المُؤْمِنُ للْمُؤْمِنِ كَالبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضَاً “ وشبَّكَ بَيْنَ أصَابِعِهِ (رواه البخاري: 481، ومسلم: 2585).

 

2- وعنه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا مر أحدكم في مسجدنا أو في سوقنا ومعه نبل فليمسك على نصالها بكفه أن يصيب أحدا من المسلمين منها بشيء أو قال ليقبض على نصالها”(رواه مسلم: 2615).

 

3- عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: “ مَثَلُ المُؤْمِنينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمهمْ وَتَعَاطُفِهمْ، مَثَلُ الجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ والحُمَّى “ (رواه مسلم: 6751).

 

4- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَبَّلَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم الحَسَنَ بْنَ عَليٍّ رضي الله عنهما، وَعِنْدَهُ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِس، فَقَالَ الأقْرَعُ: إن لِي عَشرَةً مِنَ الوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أحَداً. فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: “ مَنْ لا يَرْحَمْ لاَ يُرْحَمْ “ (رواه البخاري: 5538 ومسلم: 4282).

 

5- عن عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: قَدِمَ نَاسٌ مِنَ الأعْرَابِ عَلَى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: أتُقَبِّلُونَ صِبْيَانَكُمْ؟فَقَالَ: (نَعَمْ) قالوا: لَكِنَّا والله مَا نُقَبِّلُ! فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: “ أَوَ أَمْلِك إنْ كَانَ اللهُ نَزَعَ مِنْ قُلُوبِكُم الرَّحْمَةَ! “ (أخرجه البخاري: 5998 ومسلم: 2317).

 

6- عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ لاَ يَرْحَم النَّاسَ لاَ يَرْحَمْهُ الله”(رواه البخاري: ٧٣٧٦ ومسلم: ٢٣١٩)

 

7- عن أَبي هريرة رضي الله عنه: أنّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: “ إِذَا صَلَّى أحَدُكُمْ للنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ، فَإن فيهِم الضَّعِيفَ وَالسَّقِيمَ وَالكَبيرَ، وَإِذَا صَلَّى أحَدُكُمْ لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّل مَا شَاءَ “ (أخرجه البخاري 671 ومسلم: 467).

 

8- عن عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: إنْ كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لَيَدَعُ العَمَلَ، وَهُوَ يُحبُّ أنْ يَعْمَلَ بِهِ؛ خَشْيَةَ أنْ يَعمَلَ بِهِ النَّاسُ فَيُفْرَضَ علَيْهِمْ. (أخرجه البخاري (1128) ومسلم: 718).

 

9- وَعَنْهَا رضي الله عنها، قَالَتْ: نَهَاهُمُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عنِ الوِصَال رَحمَةً لَهُمْ، فَقَالُوا: إنَّكَ تُوَاصِلُ؟ قَالَ: “إنّي لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ، إنِّي أبيتُ يُطْعمُني رَبِّي وَيَسقِيني” (أخرجه البخاري 1964 ومسلم: 61).

 

10- عن أَبي قَتادةَ الحارثِ بن رِبعِي رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: “ إنِّي لأَقُومُ إِلَى الصَّلاة، وَأُرِيدُ أنْ أُطَوِّلَ فِيهَا، فَأسْمَع بُكَاءَ الصَّبيِّ فَأَتَجَوَّزَ في صَلاتي كَرَاهية أنْ أشُقَّ عَلَى أُمِّهِ “ (رواه البخاري: 707).

 

11- عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: “ مَنْ صَلَّى صَلاةَ الصُّبْحِ فَهُوَ في ذِمَّةِ الله فَلاَ يَطْلُبَنَّكُمُ الله مِنْ ذِمَّته بشَيءٍ، فَإنَّهُ مَنْ يَطْلُبْهُ منْ ذمَّته بشَيءٍ يُدْركْهُ، ثُمَّ يَكُبُّهُ عَلَى وَجْهِهِ في نَارِ جَهَنَّمَ “ (أخرجه مسلم: 657).

 

12- عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنَّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: “ المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِم، لا يَظْلِمهُ، وَلاَ يُسْلمُهُ. مَنْ كَانَ في حَاجَة أخيه، كَانَ اللهُ في حَاجَته، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِم كُرْبَةً، فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ بها كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ اللهُ يَومَ القِيامَةِ “(رواه البخاري 2442 ومسلم: 2580).

 

13- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: “ المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمُ، لاَ يَخُونُهُ، وَلاَ يَكْذِبُهُ، وَلاَ يَخْذُلُهُ، كُلُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِم حَرَامٌ عِرْضُهُ وَمَالهُ وَدَمُهُ، التَّقْوى هاهُنَا، بحَسْب امْرىءٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخَاهُ المُسْلِم “ (رواه الترمذي: 1927 (4/325) ، وَقالَ: حديث حسن وقال الشيخ الألباني: صحيح).

 

14- وعنه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: “ لا تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَنَاجَشُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ يَبعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْع بَعْض، وَكُونُوا عِبَادَ الله إخْوَاناً، المُسْلِمُ أخُو المُسْلم: لاَ يَظْلِمُهُ، وَلا يَحْقِرُهُ، وَلاَ يَخْذُلُهُ، التَّقْوَى هاهُنَا - ويشير إِلَى صدره ثلاث مرات- بحَسْب امْرىءٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحقِرَ أخَاهُ المُسْلِمَ، كُلُّ المُسْلم عَلَى المُسْلم حَرَامٌ، دَمُهُ ومَالُهُ وعرْضُهُ” (رواه مسلم: 2564).

 

15- عن أنس رضي الله عنه، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: “ لاَ يُؤمِنُ أحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ مَا يُحِبُّ لنَفْسِهِ “ (رواه البخاري: 13 ومسلم: 179).

 

16- وعنه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: “ انْصُرْ أخَاكَ ظَالماً أَوْ مَظْلُوماً “ فَقَالَ رجل: يَا رَسُول اللهِ، أنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُوماً، أرَأيْتَ إنْ كَانَ ظَالِماً كَيْفَ أنْصُرُهُ؟ قَالَ: “ تحْجُزُهُ – أَوْ تمْنَعُهُ – مِنَ الظُلْمِ فَإِنَّ ذلِكَ نَصرُهُ “ (رواه البخاري: 6952).

 

17- عن أَبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: “حَقُّ المُسْلِم عَلَى المُسْلِم خَمْسٌ: رَدُّ السَّلامِ، وَعِيَادَةُ المَريض، وَاتِّبَاعُ الجَنَائِزِ، وَإجَابَةُ الدَّعْوَة، وتَشْميتُ العَاطِسِ”(أخرجه البخاري: 1240، ومسلم: 2162).

 

18- عن أبي رمثة رضي الله عنه قال: انتهيتُ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فسمعتُهُ يقولُ: “بِرَّ أمكَ وأباكَ وأختَكَ وأخاكَ ثم أدناكَ أدناكَ”(صححه الألباني في إرواء الغليل: ٣‏-٣٢٢).

 

19- عن طارق بن عبد الله المحاربي رضي الله عنه قال: قدِمْتُ المدينةَ فإذا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قائمًا يخطُبُ النّاسَ وهو يقولُ: “يدُ المعطي العليا وابدَأْ بمَن تعولُ أمَّك وأباك وأختَك وأخاك ثمَّ أدناك أدناك”(رواه ابن حبان في صحيحه: ٣٣٤١).

 

20- عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: “خَلَقَ اللهُ الخَلْقَ، فَلَمّا فَرَغَ منه قامَتِ الرَّحِمُ، فقالَ: مَهْ، قالَتْ: هذا مَقامُ العائِذِ بكَ مِنَ القَطِيعَةِ، فقالَ: ألا تَرْضَيْنَ أنْ أصِلَ مَن وصَلَكِ، وأَقْطَعَ مَن قَطَعَكِ، قالَتْ: بَلى يا رَبِّ، قالَ: فَذَلِكِ لَكِ”، ثُمَّ قالَ أبو هُرَيْرَةَ: (فَهلْ عَسَيْتُمْ إنْ تَوَلَّيْتُمْ أنْ تُفْسِدُوا في الأرْضِ وتُقَطِّعُوا أرْحامَكُمْ)[محمد: ٢٢] (أخرجه البخاري ٧٥٠٢، ومسلم: ٢٥٥٤).

 

21- عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: “لا يُشِيرُ أحَدُكُمْ على أخِيهِ بالسِّلاحِ، فإنّه لا يَدْرِي، لَعَلَّ الشَّيْطانَ يَنْزِعُ في يَدِهِ، فَيَقَعُ في حُفْرَةٍ مِنَ النّارِ”(رواه البخاري: ٧٠٧٢).

 

22- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: “مَن صَلّى صَلاتَنا واسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنا، وأَكَلَ ذَبِيحَتَنا فَذلكَ المُسْلِمُ الذي له ذِمَّةُ اللهِ وذِمَّةُ رَسولِهِ، فلا تُخْفِرُوا اللهَ في ذِمَّتِهِ”(رواه البخاري: ٣٩١).

 

23- عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة رضي الله عنه أنَّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: “مَن أحَبَّ أنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النّارِ، ويُدْخَلَ الجَنَّةَ، فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وهو يُؤْمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِرِ، ولْيَأْتِ إلى النّاسِ الذي يُحِبُّ أنْ يُؤْتى إلَيْهِ”(رواه مسلم: ١٨٤٤).

 

24- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن رجلاً زار أخًا له في قرية أخرى فأرصد الله تعالى على مرصدته ملكًا فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخًا لي في هذه القرية، فقال: هل لك عليه من نعمة تربّها عليه؟ فقال: لا، غير أني أحببته في الله تعالى، فقال الملك: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه”(رواه مسلم: 2567).

 

25- عن أبي برزة الأسلمي نضلة بن عبيد رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يا معشرَ من آمنَ بلسانِه ولم يدخلْ الإيمانُ قلبَه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتَّبعوا عوراتِهم، فإنه من اتَّبعَ عوراتِهم يتَّبعُ اللهُ عورتَه، ومن يتَّبعِ اللهُ عورتَه يفضحُه في بيتِه”(أخرجه أبو داود: ٤٨٨٠، وأحمد: ١٩٧٧٦، وقال الألباني: حسن صحيح). 

 

26- عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “قال اللهُ تعالى -: وجَبَتْ محبتي للمُتَحابِّينَ فِيَّ، والمتجالسين فِيَّ، والمتزاورين فِيَّ، والمتباذِلين فِيَّ. وفي روايةٍ قال: يقولُ اللهُ -تعالى-: المتحابُّونَ في جلالي، لهم مَنابِرُ من نورٍ يَغْبِطُهم النبيونَ والشهداءُ”(أخرجه أحمد: ٢٢٠٣٠، ومالك في «الموطأ» ٢-٩٥٣، وصححه الألباني في تخريج مشكاة المصابيح ٤٩٣٩).

 

27- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “تُفْتَحُ أبْوابُ الجَنَّةِ يَومَ الإثْنَيْنِ، ويَومَ الخَمِيسِ، فيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يُشْرِكُ باللهِ شيئًا، إلّا رَجُلًا كانَتْ بيْنَهُ وبيْنَ أخِيهِ شَحْناءُ، فيُقالُ: أنْظِرُوا هَذَيْنِ حتّى يَصْطَلِحا، أنْظِرُوا هَذَيْنِ حتّى يَصْطَلِحا، أنْظِرُوا هَذَيْنِ حتّى يَصْطَلِحا”(رواه مسلم: ٢٥٦٥).

 

28- عن صفوان بن عبد الله بن صفوان قال: قَدِمْتُ الشّامَ، فأتَيْتُ أبا الدَّرْداءِ في مَنزِلِهِ، فَلَمْ أجِدْهُ ووَجَدْتُ أُمَّ الدَّرْداءِ، فَقالَتْ: أتُرِيدُ الحَجَّ العامَ، فَقُلتُ: نَعَمْ، قالَتْ: فادْعُ اللهَ لَنا بخَيْرٍ، فإنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يقولُ: “دَعْوَةُ المَرْءِ المُسْلِمِ لأَخِيهِ بظَهْرِ الغَيْبِ مُسْتَجابَةٌ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّما دَعا لأَخِيهِ بخَيْرٍ، قالَ المَلَكُ المُوَكَّلُ بهِ: آمِينَ ولَكَ بمِثْلٍ”(رواه مسلم: ٢٧٣٣).

 

29- عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا أحبَّ أحدُكمْ صاحِبَه فلْيأْتِه في مَنزِلِه، فلْيُخبِرْه أنّهُ يُحِبُّه للهِ”(أخرجه أحمد (٢١٣٣٢) وصححه الألباني في صحيح الجامع: ٢٨١). وفي رواية: “فإنّهُ أبْقى في الأُلْفةِ، وأثْبَتُ في المَوَدَّةِ”.

 

الاثار

1- قال ابن عباس رضي الله عنه: “إني لأمر بالآية من القرآن فأفهمها فأود أن الناس كلهم فهموا منها ما أفهم”(فتح الباري: شرح صحيح البخاري: 1-46).

 

2- عن أنس رضي الله عنه، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (لاَ يُؤمِنُ أحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ مَا يُحِبُّ لنَفْسِهِ”(مُتَّفَقٌ عَلَيهِ). قال علي رضي الله عنه وغيره: “هو أن لا يحب أن يكون نعله خيراً من نعل غيره، ولا ثوبه خيراً من ثوبه”(فتح الباري في شرح صحيح البخاري لابن رجب: 1-42).

 

3- قال بعض السلف: “ليس أحد أعظم منة على أخيه، من موسى على هارون عليهما السلام، فإنه شفع فيه حتى جعله الله نبيا ورسولا”(تفسير القران العظيم).

 

4- قال مالك بن دينار: “لم يبق من روح الدنيا إلا ثلاثة: لقاء الإخوان والتهجد بالقرآن وبيت خالٍ يُذكر الله فيه”(تهذيب الطبقات الكبرى: 1-77).

 

5- قال علي رضي الله عنه: “عشرون درهمًا أعطيها أخي في الله، أحبُّ إليَّ من أن أتصدق بمائة درهم”(إحياء علوم الدين: 2-214).

 

6- قال بعض السلف: “استكثروا من الإخوان فإن لكل مؤمن شفاعة يوم القيامة فلعلك تدخل في شفاعة أخيك”(إحياء علوم الدين: 1-159).

 

7- قال الفضيل بن عياض: “من طلب أخا بلا عيب صار بلا أخ”(روضة الناظرين عن مآثر علماء نجد وحوادث السنين: 3-84).

 

 

القصص

1- لما قدم حاتم الأصم إلى أحمد بن حنبل قال له: أحمد بعد بشاشته به: أخبرني كيف التخلص إلى السلامة؟ فقال له حاتم: بثلاثة أشياء. فقال أحمد: ما هي؟ قال: تعطيهم مالك، ولا تأخذ مالهم، وتقضي حقوقهم، ولا تطالبهم بقضاء حقوقك، وتصبر على أذاهم ولا تؤذهم. فقال أحمد: إنها لصعبة قال حاتم: وليتك تسلم”(عين الأدب والسياسة في زين الحسب والرياسة: لابن هذيل: 155).

 

3- كان الرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أهدي له شيء قال: أخي فلان أحوج مني إليه، فبعث به إليه، فبعثه أخوه إلى آخر فلم يزل يبعث به واحد إلى آخر، حتى يرجع إلى الأول(إحياء علوم الدي: 1-942).

 

4- قال أبو سليمان الداراني: “إني لألقم اللقمة أخًا من إخواني فأجد طعمها في حلقي”.

 

5- قال اليزيديُّ: “رأيت الخليل بن أحمد، فوجدته قاعدًا على طِنْفِسةِ، فأوسع لي، فكرهتُ التضييق عليه فقال: إنَّه لا يضيق سَمُّ الخِياط على متحابَّيْنِ، ولا تسع الدنيا متباغضين”(عيون الأخبار، لابن قتيبة: 3-12).

 

6- قال حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ: أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ ، وَعِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ ارْتَأَوْا يَوْمَ الْيَرْمُوكِ فَدَعَا الْحَارِثُ بِمَاءٍ لِيَشْرَبَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ عِكْرِمَةُ ، فَقَالَ الْحَارِثُ : ادْفَعُوهُ إِلَى عِكْرِمَةَ ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ عَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ ، فَقَالَ عِكْرِمَةُ : ادْفَعُوهُ إِلَى عَيَّاشٍ ، فَمَا وَصَلَ إِلَى عَيَّاشٍ وَلَا إِلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ حَتَّى مَاتُوا وَمَا ذَاقُوهُ”(أخرجه الجزء المتمم لطبقات ابن سعد (1/8 برقم 140)، والطبراني في الكبير (92/188 برقم 3266)، وأبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة (43/108 برقم 1891).

 

 

الاشعار

1- قال علي بن الجهم: 

أبلغ أخانا تولى الله صحبته *** أني وإن كنت لا ألقاه ألقاه 

وأن طرفي موصول برؤيته *** وإن تباعد عن سكناي سكناه 

يا ليت يعلم أني لست أذكره *** وكيف أذكره إذ لست أنساه

(ديوان علي بن الجهم: 104)

 

2- قال ربيعة بن مقروم: 

أخوك أخوك من يدنو وترجو *** مودته وإن دعي استجابا 

إذا حاربتَ حارب من تعادي *** وزاد سلاحه منك اقترابا 

وكنت إذا قريني جاذبته *** حبالي مات أو تبع الجذابا

فإن أهلك فذي حنق لظاه *** علي تكاد تلتهب التهابا

(الإناسة بشرح ألفية الحماسة: 200)

 

3- قال محمد بن ولاد: 

إذا ما طلبتَ أخا مخلصا *** فهيهات منك الذي تطلب 

فكن بانفرادك ذا غبطة فما *** في زمانك من يُصحب 

(معجم الأدباء: 5-74)

 

4- قال بشار بن برد: 

أخوك الذي لا ينقض الدهر عهده *** ولا عندَ صرفِ الدهرِ يزوَرُّ جانبُه 

فخذ من أخيك العفو واغفر ذنوبه *** ولا تك في كل الأمور تجانبه 

إذا كنت في كل الأمور معاتبا *** صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه 

إذا انت لم تشرب مرارا على القذى *** ظمئتَ وأيّ الناس تصفو مشاربه

(ديوان بشار بن برد: 4-17)

 

متفرقات

1- قال ابن حجر: “لما نفى النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان عمن لم يحب لأخيه ما يحب لنفسه دل على أن ذلك من خصال الإيمان، بل من واجباته؛ فإن الإيمان لا ينفي إلا بانتفاء بعض واجباته، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن..”. الحديث

وإنما يحب الرجل لأخيه ما يحب لنفسه إذا سلم من الحسد والغل والغش والحقد، وذلك واجب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : “لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا “؛ فالمؤمن أخو المؤمن يحب له ما يحب لنفسه ويحزنه ما يحزنه كما قال صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالحمى والسهر “(فتح الباري).

 

2- قال الكرماني -رحمه الله- معلقا على حديث: “والذي نفسي بيده لا يؤمن عبدٌ حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير” قال: “ومن الإيمان أيضًا أن يبغض لأخيه ما يبغض لنفسه من الشر، ولم يذكره لأن حب الشيء مستلزم لبغض نقيضه، فترك التنصيص عليه اكتفاءً”( فتح الباري شرح صحيح البخاري: 2-79).

 

3- قال ابن سعدي -رحمه الله- عند قوله سبحانه: (إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)[الحجرات:10]: “هذا عقد عقده الله بين المؤمنين، أنه إذا وجد من أي شخص كان في مشرق الأرض ومغربها الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، فإنه أخ للمؤمنين، أخوةٌ توجب أن يحب له المؤمنون ما يحبونه لأنفسهم، ويكرهون له ما يكرهون لأنفسهم”(تفسير ابن سعدي).

 

4- قال الإمام الغزالي: "اعلم أن عقد الأخوة رابطة بين الشخصين كعقد النكاح بين الزوجين، وكما يقتضي النكاح حقوقاً يجب الوفاء بها قياماً بحق النكاح. كما سبق ذكره في كتاب آداب النكاح. فكذا عقد الأخوة، فلأخيك عليك حق في المال والنفس وفي اللسان والقلب بالعفو والدعاء وبالإخلاص والوفاء وبالتخفيف وترك التكلف وذلك يجمعه ثمانية حقوق:

 

الحق الأول: في المال

الأخوان إنما تتم أخوتهما إذا ترافقا في مقصد واحد فهما من وجه كالشخص الواحد، وهذا يقتضي المساهمة في السراء والضراء والمشاركة في المآل والحال وارتفاع الاختصاص والاستثمار. 

 

الحق الثاني: في الإعانة بالنفس في قضاء الحاجات والقيام بها قبل السؤال وتقديمها على الحاجات الخاصة

 

الحق الثالث: في اللسان بالسكوت مرة وبالنطق أخرى

أما السكوت، فهو أن يسكت عن ذكر عيوبه في غيبته وحضرته، بل يتجاهل عنه ويسكت عن الرد عليه فيما يتكلم به ولا يماريه ولا يناقشه وأن يسكت عن التجسس والسؤال عن أحواله.

 

الحق الرابع: على اللسان بالنطق

فإن الأخوة كما تقتضي السكوت عن المكاره تقتضي أيضاً النطق بالمحاب، بل هو أخص بالأخوة لأن من قنع بالسكوت صحب أهل القبور، وإنما تراد الإخوان ليستفاد منهم لا ليتخلص عن أذاهم، والسكوت معناه كف الأذى فعليه أن يتودد إليه بلسانه ويتفقده في أحواله التي يجب أن يتفقد فيها.

 

الحق الخامس: العفو عن الزلات والهفوات

وهفوة الصديق لا تخلو إما أن تكون في دينه بارتكاب معصية أو في حقك بتقصيره في الأخوة. أما ما يكون في الدين من ارتكاب معصية والإصرار عليها فعليك التلطف في نصحه بما يقوم أوده ويجمع شمله ويعيد إلى الصلاح والورع حاله. 

 

الحق السادس: الدعاء للأخ في حياته وبعد مماته

 

الحق السابع: الوفاء والإخلاص

ومعنى الوفاء: الثبات على الحب وإدامته إلى الموت معه وبعد الموت مع أولاده وأصدقائه، فإن الحب إنما يراد للآخرة، فإن انقطع قبل الموت حبط العمل وضاع السعي.

 

الحق الثامن: التخفيف وترك التكلف والتكليف

وذلك بأن لا يكلف أخاه ما يشق عليه بل بروح سره من مهماته وحاجاته ويرفهه عن أن يحمله شيئاً من أعبائه، فلا يستمد منه من جاه ومال ولا يكلفه التواضع له والتفقد لأحواله والقيام بحقوقه، بل لا يقصد بمحبته إلا الله تعالى تبركاً بدعائه واستئناساً بلقائه به على دينه وتقرباً إلى الله تعالى بالقيام بحقوقه وتحمل مؤنته"(إحياء علوم الدين: 2-150). 

 

الإحالات

1- الأخوة أيها الأخوة؛ لمحمد حسين يعقوب.

 

2- الأخوة الإسلامية وآثارها؛ لعبدالله بن جار الله الجار الله.

 

3- الأخوة الإسلامية فريضة شرعية وضرورة عصرية؛ د. إسماعيل علي محمد.

 

4- حقوق الأخوة؛ لصالح بن عبدالعزيز آل الشيخ.