حَرّ

2022-10-10 - 1444/03/14

التعريف

لغة:

الماءُ والهواءُ وغيرهما حَرارةً: سخُن فهو حارٌّ. ويُقال: حَرَّ القتلُ: اشتد. وفلانٌ حَرًّا: طبخ الحَريرة. والشيءَ حَرًّا: سخَّنه.

 

(حَرَّ) الرجلُ حِرَّة وحَرارة: عطش. فهو حَرَّان، وهي حَرَّى. وكبدُه: يبِست من عطشٍ أو حزنٍ. فهي حَرَّى. حِرَار، وحَرارَى. والعبْدُ حَرَارًا: خَلَصَ من الرِّق.

 

(أحَرَّ): صار حارًّا. والشيءَ: جعله حارًّا. ويقال: أحَرَّ الله صدْرَه: عطَّشه.

 

(اسْتَحَرَّ): صار حارًّا أو شديداً. و(الحارُّ): السَّاخن. ومنَ العمل: شاقُّه وشديده. وفي المثل: (وَلِّ حارَّها من تَوَلَّى قارَّها): ولِّ صعابَ الإمارة من حَظِيَ بنعيمها. (الحَرارة): السُّخونة. وحرقة في الفم من طعْم الشيء، أو حُرقة في القلْب من التوجُّع.

(المعجم الوسيط)

 

واصطلاحا: هو الهواء الحار والجو الحار ويأتي في فصل الصيف

 

 


 

العناصر

1- الحر من آيات الله

 

2- مقارنات بين حر الدنيا وحر يوم القيامة

 

3- دروس وعبر من أيام الحر

 

4- من ظلال الآخرة ومن يستظل بها

 

5- أحكام وآداب تتعلق بالعبادات في شدة الحر

 

6- بعض الأعمال المنجية من حر الآخرة

 

7- الخوف من النار خوف إيجابي نافع

 

 


 

الايات

1- قال الله تعالى: (وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)[البقرة: 24].

 

2- قال تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)[البقرة:164].

 

3- قال تعالى: (فأصابَها إعصارٌ فيه نار فاحتَرَقَتْ)[البقرة: 266].

 

4- قال تعالى: (أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ)[الأعراف:50].

 

5- قال تعالى: (فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي ٱلْحَرّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ)[التوبة:81].

 

6- قال تعالى: (مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ)[إبراهيم: 16-17].

 

7- قال تعالى: (سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ)[إبراهيم: 50].

 

8- قال تعالى: (لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ)[الحجر: 44].

 

9- قال تعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ)[النحل:81].

 

10- قال تعالى: (وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا)[الكهف:29].

 

11- قال تعالى: (وإنْ منكم إلاَّ واردُها كان على ربِّك حَتمًا مَقضيًّا * ثم نُنَجِّي الذين اتَّقَوا ونَذَرُ الظالمين فيها جثيًّا) [مريم:71-72].

 

12- قال تعالى: (فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ)[الحج:19-20].

 

13- قال تعالى: (إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا)[الفرقان:12].

 

14- قال تعالى: (أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ * إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ * إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ * فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ)[الصافات: 62-66].

 

15- قال تعالى: (قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ * لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ * وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ)[الزمر:15-18].

 

16- قال تعالى: (إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ)[الدخان:43-46].

 

17- قال تعالى: (وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ)[محمد:15].

 

18- قال تعالى: (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ * إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ)[الطور:25-28].

 

19- قال تعالى: (وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ * فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ)[الواقعة:41-44].

 

20- قال تعالى: (فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ * فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ)[الواقعة:54-55].

 

21- قال تعالى: (أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ * أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ * نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ * فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ)[الْوَاقِعَةِ:71-74].

 

22- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)[التحريم: 6].

 

23- قال تعالى: (إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ * تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ * وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ)[الملك: 7-10].

 

24- قال تعالى: (إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ * كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ)[المرسلات: 32-33].

 

25- قال تعالى: (وجعلنا سراجًا وهَّاجًا)[النبأ: 13].

 

26- قال تعالى: (لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا * جَزَاءً وِفَاقًا)[النبأ:24-26].


 

الاحاديث

1- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِذا اشْتَدَّ الحَرُّ، فأبْرِدُوا بالصَّلاةِ، فإنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِن فَيْحِ جَهَنَّمَ"(أخرجه البخاري:٥٣٦، ومسلم:٦١٥).

 

2- عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا"(رواه مسلم:٢٨٤٢).

 

3- عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: "لقد رأيتنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره، في اليوم الحار الشديد الحَرّ، وإن الرجل لَيَضَعُ يده على رأسه من شدة الحَرّ، وما في القوم أحَدٌ صائمٌ إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعبد الله بن رواحة"(أخرجه البخاري:١٩٤٥، ومسلم:١١٢٢).

 

4- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ: رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ" (أخرجه البخاري:٣٢٦٠، ومسلم:٦١٧).

 

5- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الجَنَّةَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ قَالَتِ الجَنَّةُ: اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ الجَنَّةَ، وَمَنْ اسْتَجَارَ مِنَ النَّارِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ قَالَتِ النَّارُ: اللَّهُمَّ أَجِرْهُ مِنَ النَّارِ" (أخرجه الترمذي:٢٥٧٢، والنسائي ٥٥٢١، وصححه الألباني).

 

6- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "الحُمَّى كِيرٌ مِن جهنَّم، فنَحُّوها عنكُم بالماءِ البارِدِ"(أخرجه ابن ماجه:٣٤٧٥، وصححه الألباني).

 

7- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عادَ مريضًا، ومعَهُ أبو هُرَيْرةَ من وَعكٍ كانَ بِهِ، فقالَ رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أبشِر فإنَّ اللَّهَ يقولُ: هيَ ناري أسلِّطُها على عَبدي المؤمنِ في الدُّنيا، لتَكونَ حظَّهُ منَ النّارِ، في الآخرةِ"(أخرجه ابن ماجه:٣٤٧٠، وصححه الألباني).

 

8- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اشْتَكَتِ النّارُ إلى رَبِّها فَقالَتْ: رَبِّ أكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فأذِنَ لَها بنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ في الشِّتاءِ ونَفَسٍ في الصَّيْفِ، فأشَدُّ ما تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ، وأَشَدُّ ما تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ"(أخرجه البخاري:٣٢٦٠، ومسلم:٦١٧).

 

9- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال "ناركم هذه التَّي تُوقدون جزءٌ من سبعينَ جزءًا من نارِ جهنَّمُ، قالُوا: واللهِ إن كانت لكافيةً يا رسول الله، قالَ: فإنَّها فُضلت عليها بتسعةٍ وستينَ جزءًا كلُّها مثل حرِّها" (أخرجه البخاري:٣٢٦٥، ومسلم ٢٨٤٣).

 

10- عن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا مَنْ لَهُ نَعْلانِ وَشِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ، يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ كَمَا يَغْلِ الْمِرْجَلُ، مَا يَرَى أَنَّ أَحَدًا أَشَدُّ مِنْهُ عَذَابًا وَإِنَّهُ لَأَهْوَنُهُمْ عَذَاباً"(أخرجه البخاري٦٥٦١، ومسلم:٢١٣، واللفظ له).

 

11- عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال: كانَ أبو لَيلى يسمُرُ معَ عليٍّ فَكانَ يلبسُ ثيابَ الصَّيفِ في الشِّتاءِ وثيابَ الشِّتاءِ في الصَّيفِ فقُلنا لَو سألتَهُ فقالَ إنَّ رسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بعثَ إليَّ وأنا أرمَدُ العينِ يومَ خيبرَ قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ إنِّي أرمدُ العينِ فتَفلَ في عَيني ثمَّ قالَ اللَّهمَّ أذهِب عنهُ الحرَّ والبَردَ قالَ فما وجدتُ حرًّا ولا بردًا بعدَ يومئذٍ وقالَ لأبعثنَّ رجلًا يحبُّ اللَّهَ ورسولَهُ ويحبُّهُ اللَّهُ ورسولُهُ ليسَ بفرّارٍ فتَشرَّفَ لَه النّاسُ فبعثَ إلى عليٍّ فأعطاها إيّاهُ"(أخرجه النسائي في السنن الكبرى:٨٤٠١، وابن ماجه:١١٧، وأحمد:١١١٧، وصححه الألباني).

 

12- المقداد بن عمرو بن الأسود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تُدْنى الشَّمْسُ يَومَ القِيامَةِ مِنَ الخَلْقِ، حتّى تَكُونَ منهمْ كَمِقْدارِ مِيلٍ. قالَ سُلَيْمُ بنُ عامِرٍ: فَواللَّهِ ما أدْرِي ما يَعْنِي بالمِيلِ؟ أمَسافَةَ الأرْضِ، أمِ المِيلَ الذي تُكْتَحَلُ به العَيْنُ. قالَ: فَيَكونُ النّاسُ على قَدْرِ أعْمالِهِمْ في العَرَقِ، فَمِنْهُمْ مَن يَكونُ إلى كَعْبَيْهِ، ومِنْهُمْ مَن يَكونُ إلى رُكْبَتَيْهِ، ومِنْهُمْ مَن يَكونُ إلى حَقْوَيْهِ، ومِنْهُمْ مَن يُلْجِمُهُ العَرَقُ إلْجامًا. قالَ: وأَشارَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بيَدِهِ إلى فِيهِ"(رواه مسلم:٢٨٦٤).

 

13- عن سلمانَ -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تعطى الشمسُ يومَ القيامةِ حرَّ عشرِ سنين ثم تدني من جماجمِ الناسِ حتى تكونَ قاب قوسين فيعرفون حتى يرشحَ العرقُ في الأرضِ قامةً ثم ترتفعُ حتى يغرغرَ الرجلُ"(رواه ابن حجر في فتح الباري: ١١‏/٤٠٢ وقال: إسناده جيد).

 

14- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم إلى الأرض سبعين ذراعا ويُلجمهم حتى يبلغ آذانهم" (رواه البخاري:٦٥٣٢).

 

15- عن النواس بن سمعان -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يأتي القرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران يأتيان كأنهما غيابتان وبينهما شرق أو كأنهما غمامتان سوداوان، أو كأنهما ظلتان من طير صواف يجادلان عن صاحبهما"‌(رواه مسلم:٨٠٥).

 

16- عن بريدة الأسلمي -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "تَعَلَّمُوا البقرةَ وآلَ عمرانَ؛ فإنهما الزهراوانِ، يُظِلَّانِ صاحبَهما يومَ القيامةِ كأنهما غمامتانِ أو غيايتانِ أو فِرْقَانِ من طير صوافَّ"(أخرجه أحمد:٢٣٠٠٠، وقال الألباني في صحيح الترغيب(١٤٦٦): حسن صحيح).

 

17- عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "المتحابون في الله على منابر من نور في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله". (أخرجه أحمد:٢٢٠٦٤، وصححه الأرناؤوط).

 

18- عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "الرجل في ظل صدقته حتى يُقضى بين الناس"(أخرجه أحمد:١٧٣٧١، وابن خزيمة:٢٤٣٢، واللفظ لأحمد وصححه الألباني عند ابن خزيمة).

 

19- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ بِعِبَادَةِ اللهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ، فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ يَمِينُهُ مَا تُنْفِقُ شِمَالُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ" (أخرجه البخاري:٦٤٧٩، ومسلم:١٠٣١).

 

20- عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال النبي -صلى الله عليه وسلم لِأَبِي ذَرٍّ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ: "أَتَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ؟"، قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: "فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ العَرْشِ، فَتَسْتَأْذِنَ فَيُؤْذَنُ لَهَا وَيُوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ، فَلاَ يُقْبَلَ مِنْهَا، وَتَسْتَأْذِنَ فَلاَ يُؤْذَنَ لَهَا، يُقَالُ لَهَا: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ -تَعَالَى-: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ)[يس:38]"(أخرجه البخاري:٢١٨٦، ومسلم:١٥٩).

 

21- عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "اتَّقُوا الْمَلَاعِنَ الثَّلَاثَ: الْبَرَازَ فِي الْمَوَارِدِ وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ وَالظِّلِّ" (أخرجه أبو داود:٢٦، وابن ماجه:٣٢٨، وحسنه الألباني).

 

22- روى عبد الرحمن بن جرهد قال: كان جرهد -رضي الله عنه- من أصحاب الصُّفَّة قال: جلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندنا وفخذي منكشفةٌ فقال: "أما علمت أن الفخذ عورة؟"(أخرجه أبو داود:٤٠١٤، والترمذي:٢٧٩٥، وصححه الألباني). وتكشف الفخذ وقت الحر.

 

23- عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى قوما وأعقابهم تلوحُ فقال: "ويل للأعقاب من النار، أَسْبِغُوا الوضوءَ"(أخرجه البخاري:١٦٥، ومسلم:٢٤٢). ويحصل هذا الإخلال في غسل الأعقاب عندما يكون الماء حارا في فصل الصيف أو باردا في الشتاء.

 

24- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال: -صلى الله عليه وسلم-: "أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟" قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: "إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ" (رواه مسلم:٢٥١).

 

25- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لَا يُصَلِّي الرَّجُلُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى عَاتِقِهِ مِنْهُ شَيْءٌ" (أخرجه النسائي:٧٦٩، وأحمد:٧٣٠٧أ وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين). ويحصل رمي الثوب عند شدة الحر للتبرُّد ويصلون ليس على عواتقهم شيء.

 

26- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: " وُقِّتَ لنا في قَصِّ الشَّارِبِ، وتَقْلِيمِ الأظْفارِ، ونَتْفِ الإبِطِ، وحَلْقِ العانَةِ، أنْ لا نَتْرُكَ أكْثَرَ مِن أرْبَعِينَ لَيْلَةً"(رواه مسلم:258).

 

27- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِنَّ أَوَّلَ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ -يَعْنِي العَبْدَ مِنَ النَّعِيمِ- أَنْ يُقَالَ لَهُ: أَلَمْ نُصِحَّ لَكَ جِسْمَكَ، وَنُرْوِيَكَ مِنَ المَاءِ البَارِدِ؟"(رواه الترمذي:٣٣٥٨، وصححه الألباني).

 

28- سعد بن عبادة -رضي الله عنه- قال: "يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمَّ سَعْدٍ مَاتَتْ، فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟، قَالَ: "الْمَاءُ"، قَالَ: فَحَفَرَ بِئْرًا، وَقَالَ: هَذِهِ لِأُمِّ سَعْدٍ"(رواه أبو داود:١٦٨١، وحسنه الألباني).

 

29- عن أُبَيّ بن كعبٍ -رضي الله عنه-: "كان رجُلٌ لا أعلَمُ رجُلًا أبعَدَ مِن المسجدِ مِنه، وكان لا تُخطِئُه صلاةٌ، فقِيلَ له - أو قُلتُ له -: لو اشتَرَيتَ حِمارًا تركَبُه في الظَّلمَاء وفي الرَّمضاء؟ فقال: ما يسُرُّني أن منزِلِي إلى جنبِ المسجِدِ، إنِّي أُريدُ أن يُكتَبَ لي مَمشايَ إلى المسجِدِ ورُجوعِي إذا رجَعتُ إليهم، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "قد جمَعَ الله لك ذلك كلَّه"(رواه مسلم:٦٦٣). والمشقَّة من الحر وغيره في طريقِ العبادة يُثابُ عليها العبد.

 

30- عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- بيْنا النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبُ، إذا هو برَجُلٍ قائِمٍ، فَسَأَلَ عنْه فَقالوا: أبو إسْرائِيلَ، نَذَرَ أنْ يَقُومَ ولا يَقْعُدَ، ولا يَسْتَظِلَّ، ولا يَتَكَلَّمَ، ويَصُومَ. فَقالَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "مُرْهُ فَلْيَتَكَلَّمْ ولْيَسْتَظِلَّ ولْيَقْعُدْ، ولْيُتِمَّ صَوْمَهُ"(رواه البخاري:٦٧٠٤).

 

24- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "سمعتُ أبا القاسِمِ -صلى الله عليه وسلم- يقولُ في صلاتِهِ: "اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ من فتنةِ القبرِ، ومن فتنةِ الدَّجّالِ، ومن فتنةِ المَحيا والمماتِ، ومن حرِّ جَهنَّمَ"(رواه النسائي:٥٥٣٥، وصححه الألباني).

 

25- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: "كان أحبَّ الشرابِ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحلوُ الباردُ"(أخرجه النسائي في السنن الكبرى:٦٨٤٤، وأحمد:٢٤١٠٠، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة:٥-١٦٧: إسناده صحيح على شرط الشيخين).

 

26- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "قالَ اللَّهُ: يَسُبُّ بَنُو آدَمَ الدَّهْرَ، وأَنا الدَّهْرُ، بيَدِي اللَّيْلُ والنَّهارُ"(أخرجه البخاري:٦١٨١، ومسلم:٢٢٤٦).

 

27- عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنه- قال: خرج رسول اللهِ -صلى الله عليه وسلم- في يوم حار وعرق الناس في ذلك الصوف حتى ثارت منهم رياح آذى بذلك بعضهم بعضا فلما وجد رسول اللهِ -صلى الله عليه وسلم- تلك الريح قال: "أيها الناس إذا كان هذا اليوم فاغتسلوا وليمس أحدكم أفضل ما يجد من دهنه وطيبه" قال ابن عبًاس: ثم جاء الله بًالخير ولبسوا غير الصوف وكفوا العمل ووسع مسجدهم وذهب بعض الذي كان يؤذي بعضهم بعضا من العرق (رواه أبو داود:٣٥٣، وحسنه الألباني).

 

28- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "بيْنَما كَلْبٌ يُطِيفُ برَكِيَّةٍ، كادَ يَقْتُلُهُ العَطَشُ، إذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِن بَغايا بَنِي إسْرائِيلَ، فَنَزَعَتْ مُوقَها فَسَقَتْهُ فَغُفِرَ لها بهِ"(أخرجه البخاري:٣٤٦٧، ومسلم:٢٢٤٥).

 

29- قال أَنَسِ، -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فِي شِدَّةِ الْحَرِّ فَإِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدُنَا أَنْ يُمَكِّنَ وَجْهَهُ مِنَ الأَرْضِ بَسَطَ ثَوْبَهُ فَسَجَدَ عَلَيْهِ (رواه البخاري 1208، ومسلم: 620).

 

30- عن كعب بن مالك -رضي الله عنه- قال: "وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يُرِيدُ غَزْوَةً إِلاَّ وَرَّى بِغَيْرِهَا حَتَّى كَانَتْ تِلْكَ الْغَزْوَةُ غَزَاهَا رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي حَرٍّ شَدِيدٍ وَاسْتَقْبَلَ سَفَرًا بَعِيدًا وَمَفَازًا وَعَدُوًّا كَثِيرًا"(أخرجه البخاري: 4418، ومسلم: 2769).

 

31- عن خباب بن الأرت -رضي الله عنه- قال: أَتَيْنا رَسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فَشَكَوْنا إلَيْهِ حَرَّ الرَّمْضاءِ، فَلَمْ يُشْكِنا. قالَ زُهَيْرٌ: قُلتُ لأَبِي إسْحاقَ: أَفِي الظُّهْرِ؟ قالَ: نَعَمْ، قُلتُ: أَفِي تَعْجِيلِها؟ قالَ: نَعَمْ (رواه مسلم:٦١٩). يعني في أرجلهم إذا قاموا للصلاة.

 

32- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تسألون عنه ظلٌ بارد ورطبُ بارد وماءٌ بارد"(رواه الترمذي:2369، وصححه الألباني).

 

33- عن جابر -رضي الله عنه- قال: "كنت أصلي الظهر مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فآخذ قبضة من الحصى لتبرد في كفي أضعها لجبهتي أسجد عليها لشدة الحر"(رواه أبو داود:399، وصححه الألباني).

 

34- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بيْنَما رَجُلٌ يَمْشِي بطَرِيقٍ، اشْتَدَّ عليه العَطَشُ، فَوَجَدَ بئْرًا فَنَزَلَ فيها، فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ، فإذا كَلْبٌ يَلْهَثُ، يَأْكُلُ الثَّرى مِنَ العَطَشِ، فقالَ الرَّجُلُ: لقَدْ بَلَغَ هذا الكَلْبَ مِنَ العَطَشِ مِثْلُ الذي كانَ بَلَغَ بي، فَنَزَلَ البِئْرَ فَمَلَأَ خُفَّهُ ثُمَّ أمْسَكَهُ بفِيهِ، فَسَقى الكَلْبَ فَشَكَرَ اللَّهُ له فَغَفَرَ له قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، وإنَّ لنا في البَهائِمِ أجْرًا؟ فقالَ: نَعَمْ، في كُلِّ ذاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرٌ"(رواه البخاري:٦٠٠٩، ومسلم:٢٢٤٤).

 

35- عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "أمر بعبدٍ من عباد الله أن يضرب في قبره مائة جلدة، فلم يزل يسأل و يدعو حتى صارت جلدة واحدة، فجلد جلدة واحدة، فامتلأ قبره عليه نارا، فلما ارتفع عنه وأفاق قال: على ما جلدتموني ؟ قالوا: إنك صليت صلاة واحدة بغير طهور، ومررت على مظلوم فلم تنصره"(أخرجه الطحاوي في تخريج مشكل الآثار:٣١٨٥، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة ٢٧٧٤: إسناده جيد).

الاثار

1- قال عمر يقول: "أَكثِروا ذِكرَ النّار؛ فإنَّ حَرَّها شَديد، وإنَّ قعرَها بَعيد، وإنَّ مَقامِعَها حَديد"(رواه المنذري في الترغيب:٤‏/٣٤٣وقال الألباني(٣٦٧١): صحيح لغيره)

 

2- قال أبو الدرداء -رضي الله عنه-: "صُومُوا يومًا شديدًا حرُّه لحر يوم النشور، وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور، وتصدقوا بصدقة السر لحر يوم عسير"(لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف:197).

 

3- جاء عن أبي هريرة وأبي الدرداء وابن عمر -رضي الله عنهم- أنهم قالوا: نعم البيت الحمام؛ يذهب الدرن ويذكر النار! (رواه عن أبي الدرداء رضي الله عنه: أبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد:2491، وابن أبي شيبة:1167).

 

4- قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "الجنة سجسجٌ كما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس"(رواه ابن المبارك في الزهد، وأحمد في الزهد)، والسجسجة، الاعتدال في الجو يُقال: يومٌ سجسجٌ، إذا لم يكن فيه حرٌ مؤذٍ ولا بردٌ شديد

 

5- عن عبد الله بن أبي عثمان: رأى بن عمر -رضي الله عنهما- يبل ثوبا فيلقى عليه وهو صائم (رواه البخاري في التاريخ الكبير:5-147).

 

6- قال قتادة رحمه الله عند قوله تعالى: (لا يَرَوْنَ فِيها شَمْسًا ولا زَمْهَرِيرًا): "عَلِم الله أنّ شدَّةَ الحر تؤذي، وشدّة البرد تؤذي، فوقاهم أذاهما جميعًا" أي أهل الجنة"(الدر المنثور؛ جلال الدين السيوطي).

 

7- قال بعض السلف: "عجباً لمن اتقى حر الصيف في الدنيا؛ كيف لا يتقي باجتناب الذنوب حر جهنم يوم القيامة".

 

8- قال بعض التابعين: "من كثرت ذنوبه فعليه بسقي الماء، وإذا غفرت ذنوب الذي سقى الكلب؛ فما ظنكم بمن سقى رجلا مؤمنا موحدا أو أحياه بذلك؟!"(شرح البخاري:6-503).

 

9- قال الحسن -رحمه الله-: "كل برد أهلك شيئًا، فهو من نفس جهنم، وكل حر أهلك شيئًا، فهو من نفس جهنم"(لطائف المعارف:364).

 


 

القصص

1- معاذ بن جبل -رضي الله عنه- حين حضرته الوفاة قال: "يا رب إنني كنت أخافك، وأنا اليوم أرجوك.. اللهم إنك تعلم أنني ما كنت أحب الدنيا لجري الأنهار ولا لغرس الأشجار.. وإنما لظمأ الهواجر، ومكابدة الساعات، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق العلم"(إحياء علوم الدين:5-4).

 

2- خرج عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- في سفر معه أصحابه فوضعوا سفرة لهم، مر بهم راعٍ فدعوه إلى أن يأكل معهم فقال: "إني صائم"، فقال ابن عمر: "في مثل هذا اليوم الشديد حره وأنتَ بين هذه الشعاب في آثار هذه الغنم وأنت صائم؟"، فقال: "أُبَادِرُ أيامي هذه الخالية"(الحدائق في علم الحديث والزهديات).

 

3- جاء عن أبي بكر وعائشة -رضي الله عنهما- الصيام في شدة الحر (لطائف المعارف:322).

 

4- قال الحسنُ -رحمه الله-: "كانُوا يتفكَّرُون في تقلُّباتِ الزمانِ، ويعتَبِرُون باختِلافاتِ الدَّهر، فيُحدِثُ لهم ذلك عِبادةً وتقرُّبًا، فلا يرَون شيئًا مِن الدُّنيا إلا وتذكَّرُوا به ما وعَدَ الله مِن جنَّةِ الآخرة".

 

5- لما زفت معاذة العدوية إلى صلة بن أشيم أدخله ابن أخيه الحمام، ثم أدخله بيت العروس؛ بيتا مطيبا، فقام يصلي، فقامت تصلي معه، فلم يزالا يصليان حتى برق الصبح. قال: فأتيته، فقلت له: أي عم، أهديت إليك ابنة عمك الليلة، فقمت تصلي وتركتها. قال: إنك أدخلتني بيتا أول النهار أذكرتني به النار، وأدخلتني بيتا آخر النهار أذكرتني به الجنة، فلم تزل فكرتي فيهما حتى أصبحت (البداية والنهاية:9-16).

 

6- خرج الحجَّاج في يوم قائظ فأُحضِرَ له الغداء فقال: اطلبوا مَن يتغدى معنا، فطلبوا فلم يجدوا إلا أعرابيًّا، فأتوا به.

فقال الحجاج: هلم لنتناول الغداء.

فقال الأعرابي: قد دعاني من هو أكرم منك فأجبته.

فقال الحجاج: من هو؟

فقال الأعرابي: الله، دعاني إلى الصيام فأنا صائم.

فقال الحجاج: أصومٌ في مثل هذا اليوم الحار؟!

فقال الأعرابي: صمت ليومٍ أشدَ منه حرّاً.

فقال الحجاج: افطر اليوم وصم غدًا.

فقال: أو يضمن الأمير أن أعيش إلى الغد؟

قال الحجاج: ليس ذلك إليَّ، فَعِلْمُ ذلك عند الله.

فقال الأعرابي: فكيف تسألني عاجلاً بآجل ليس إليه من سبيل (البيان والتبيين:4-98).

 

7- صب بعض الصالحين على رأسه ماء من الحمام فوجده شديد الحرارة، فبكى، وقال: ذكرت قوله تعالى: (يصب من فوق رؤوسهم الحميم)[الحج: 19] (لطائف المعارف:319).

 

8- قيل لعابدة: إنك تعمدين إلى أشد الأيام حرا فتصومينه، فقالت: إن السعر إذا رخص اشتراه كل أحد (صفة الصفوة:4-46).

 

9- خرج رجل من السلف إلى الجمعة فوجد الناس قد سبقوه إلى الظل فقعد في الشمس، فناداه رجل من الظل أن يدخل إليه، فأبى أن يتخطى الناس لذلك، ثم تلا: (وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)[لقمان: 17] (لطائف المعارف:365).

 

9- كان السلف إذا رأوا هذه النار في الدنيا ذكروا نار الآخرة. وكان ابن مسعود رضي الله عنه  إذا مر بالحدادين وأخرجوا حديداً من النار وقف ينظر إليه ويبكي. وكان أويس رحمه الله يقف على الحدادين فينظر إليهم كيف ينفخون الكير ويسمع صوت النار فيصرخ ثمَّ يسقط. وكان كثيراً من السلف يخرجون إلى الحدادين فينظرون إلى ما يصنعون بالحديد فيبكون ويتعوذون بالله من النار. وقال الحسن رحمه الله: كان عمر رضي الله عنه  ربما توقد له النار ثمَّ يدني يده منها، ثمَ يقول: ياابن الخطاب هل لك على هذا صبر ؟! (لطائف المعارف:446).

11- كان الأحنف -رحمه الله- يجيء بالمصباح فيضع أصبعه فيه ثم يقول حس، ثم يعاتب نفسه على ذنوبه (البداية والنهاية - ابن كثير:٨-٣٦٠).

 


 

الاشعار

1- رأى عمرُ بن عبد العزيز قوماً في جنازة، قد هربوا من الشمس إلى الظل، فقال:

من كان حين تصيب الشمسُ جبهته *** أو الغبارُ يخاف الشينَ والشعثا

ويألف الظل كي تبقى بشاشتُه *** فسوف يسكن يوماً راغماً جدثا

في قعر مُظلمةٍ غبراءَ موحشةٍ *** يُطيل في قَعرها تحت الثرى اللبثا

تجهزي بجهازٍ تبلغين به *** يا نفسُ قبل الردى لم تُخلقي عبثا

(تاريخ مدينة دمشق:54-195)

 

2- قال أحدهم:

نسيت لظى عند ارتكانك للهوى *** وأنت توقى حر شمس الهواجر

كأنك لم تدفن حميماً ولم تكن *** له في سياق الموت يوماً بحاضر

(لطائف المعارف:365)

 

3- قال أحدهم:

تَفِرُّ من الهجير وتتَّقِيهِ *** فهَلَّا من جهنَّمَ قد فَرَرْتَا

وَلَسْتَ تُطِيقُ أهونَها عذابًا *** وَلَوْ كُنْتَ الحَدِيدَ بِهَا لَذُبْتا

وتشفقُ للمُصِرِّ على الخطَايا *** وتَرْحَمُهُ ونفسَكَ ما رَحِمْتَا

ولا تُنْكِرْ فإنَّ الأمرَ جِدٌّ *** وَلَيْسَ كَمَا حَسَبْتَ ولا ظَنَنْتا

 

(من قضايا الإنسان في الشعر الأندلسي:69)

 

4- قال آخر:

رُبَّ يوم هواؤه يتلظَّى *** فيحاكي فؤاد صبٍّ متيم

قلت إذ خذ حره حرّ وجهي *** ربَّنا اصرف عنا عذاب جهنم

(كتاب اللطائف والظرائف:216)

 

 

 

الحكم

قولُهم: "إن السِّعرَ إذا رخُصَ اشتَراهُ كلُّ أحد"(صفة الصفوة:4-46).

 

متفرقات

1- قال بعضُ أهل العلمِ: "ينبَغِي للمُؤمنِ إذا أصَابَتْه الحُمَّى أن يحتَسِبَ ذلك كفَّارةً عند اللهِ - عزَّ وجل -، وتطهِيرًا وتَمحِيصًا"(عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين).

 

2- قال ابنُ رجب رحمه الله: "واختلافُ أحوالِ الدّنيا من حرٍّ وبَرد وليلٍ ونهار وغَيرِ ذَلك يَدلّ على انقِضائِها وزَوالها"(لطائف المعارف:348).

 

3- قال ابنُ رجب رحمه الله: "فو الله، ما زالَ المؤمِنون يتفكّرون فيما خلق لهم ربُّهم حتى أيقَنَت قلوبهم حتى كأنما عبدوا الله عن رؤيتِه، وما رأى العارفون شيئًا من الدنيا إلاّ تذكّروا بِه مَا وَعَد الله به مِن جِنسه في الآخرة"(لطائف المعارف:349).

 

4- ذكر الفقهاء من آداب دخول حمامات البخار: "أن يتذكر بحرها حر النار، ويستعيذ بالله -تعالى- من حرها ويسأله الجنة"(المجموع:2-235).

 

5- قال الإمام أحمد: لا بأس أن يبل ثوبا يتبرد به ويصب عليه الماء، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- بالعرج يصب على رأسه الماء وهو صائم(لطائف المعارف:323).

 

6- قال ابن بطال -رحمه الله تعالى-: "سقي الماء من أعظم القربات إلى الله -تعالى-، وقد قال بعض التابعين: من كثرت ذنوبه فعليه بسقي الماء، وإذا غفرت ذنوب الذي سقى الكلب فما ظنكم بمن سقى رجلا مؤمنا موحدا أو أحياه بذلك؟!"(شرح البخاري:6-503).

 

7- سئل الإمام مالك -رحمه الله تعالى- عن الماء الذي يسقى الناس في المساجد والأسواق، أترى الأغنياء أن يجتنبوا شربه؟ قال: "لا؛ ولكن يشربون أحب إلي؛ إنما جعل للعطشان"(البيان والتحصيل:18-23).

 

8- قال ابن الجوزي - رحمه الله -: "تأملتُ مبالغة أرباب الدنيا في اتقاء الحر والبرد، فرأيتها تعكس المقصود في باب الحكمة، وإنما تحصل بحر ولذة، ولا خير في لذة تعقب ألمًا، فأما الحر، فإنهم يشربون الماء المثلوج، وذلك على غاية في الضرر، وأهل الطب يقولون: إنه يحدث أمراضًا صعبة، يظهر أثرها في وقت الشيخوخة، ويصنعون الخيوش المضاعفة، وفي البرد يصنعون اللبود المانعة للبرد، وهذا من حيث الحكمةُ يضاد ما وضعه الله - تعالى - فإنه جعل الحر لتحلل الأخلاط، والبرد لجمودها، فيجعلون هم جميع السَّنَة ربيعًا، فتنعكس الحكمة التي وضع الحر والبرد لها، ويرجع الأذى على الأبدان، ولا يظن سامعُ هذا أني آمره بملاقاة الحر والبرد، وإنما أقول له: لا يفرط في التوقِّي، ويعرض في الحر لما يحلل بعض الأخلاط، إلى حدٍّ لا يؤثر في القوة، وفي البرد بأن يصيبك منه الأمر القريب لا المؤذي؛ فإن الحر والبرد لمصالح البدن، وقد كان بعض الأمراء يصون نفسه من الحر والبرد أصلاً، فمات عاجلاً، وقد ذكرت قصته في كتاب "لقط المنافع في علم الطب"(صيد الخاطر:1-137).

 

9- قال ابن القيم رحمه الله: "وقد ينتفع البدن بالحمى انتفاعاً عظيماً لا يبلغه الدواء ،وكثيراً ما يكون حمى يوم ،وحمى العفن لإنضاج مواد غليظة لم تكن تنضج بدونها ،وسبباً في لتفتح سُدد لم تكن تصل إليها الأدوية المفتحة"(زاد المعاد:4-731).

 

10- قال القرطبي رحمه الله في قوله تعالى: (فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ): "أصابهم حرّ أقلقهم في بيوتهم، فنشأت لهم سحابة كهيئة الظلة، فابتدروها، فلما تتاموا تحتها أخذتهم الرجف"(الجامع لأحكام القرآن).

 

11- قال ابن رجب -رحمه الله-: "كل ما في الدنيا مذكرٌ للآخرة ودليل عليه وفصول السنة تذكر بالآخرة، فشدة حر الصيف تذكر بحر النار وهو من سمومها، وشدة برد الشتاء تذكر بزمهرير جهنم، وهو من زمهريرها، والخريف يكمل فيه اجتناء الثمرات التي تبقى وتدخر في البيوت فهو منه على اجتناء ثمرات الأعمال في الآخرة وأما الربيع فهو أطيب فصول السنة وهو يذكر بنعيم الحنة وطيب عيشها (لطائف المعارف ص434باختصار).

 

13- قال ابن القيم -رحمه الله-: "قد أشار النبي إلى أن كمال ما يستمتع به من الطيبات في الآخرة بحسب كمال ما قابله من الأعمال في الدنيا، ومنها استظلاله بظل العرش أو ضحاؤه للحر والشمس إن كان له من الأعمال الصالحة الخالصة والايمان مما يظله في هذه الدار من حر الشرك والمعاصي والظلم استظل هناك في ظل أعماله تحت عرش الرحمن وإن كان ضاحيا هنا للمعاصي والمخالفات والبدع والفجور ضحى هناك للحر الشديد"(اجتماع الجيوش الإسلامية:37).

 

14- قال ابن رجب -رحمه الله-: "وينبغي لمن كان في حر الشمس أن يتذكر حرها في الموقف فإن الشمس تدنو من روؤس العباد يوم القيامة ويُزاد في حرها وينبغي لمن لا يصبر على حر الشمس في الدنيا أن يتجنب من الأعمال ما يستوجب صاحبه به دخول النار فانه لا قوة لأحدٍ عليها ولا صبر"(لطائف المعارف:442).

 

15- قال ابن عثيمين رحمه الله عند حديث: "هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تسألون عنه ظلٌ بارد ورطبُ بارد وماءٌ بارد": "وهذا دليل على أن الذي يُسأل المؤمن والكافر. ولكن يختلف السؤال، سؤال المؤمن سؤال تذكير بنعمة الله عز وجل عليه حتى يفرح، ويعلم أن الذي أنعم عليه في الدنيا ينعم عليه في الاخرة، بمعنى أنه إذا تكرم بنعمته عليه في الدنيا تكرم عليه بنعمته في الاخرة، أما الكافر فإنه سؤال توبيخ وتنديم"(الذكر الحكيم:266).

 

 

الإحالات

1- لطائف المعارف للإمام ابن رجب الحنبلي.

 

2- حر الصيف تذكير وعبر؛ جمع وإعداد: مشير بن عبد الرزاق حسن المقطري