جمعة

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

هي بضم الميم وإسكانها وفتحها: الجُمُعَة، والجُمْعَة، والجُمَعَة، والمشهور الضم، وبه قُرئ في السبع في قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) والإسكان تخفيف منه، ووجه الفتح بأنها تجمع الناس كما يُقال: هُمزة، وضُحكة للمكثرين من ذلك، والفتح لغة بني عُقَيل، ويُجمع على جُمُعات وجُمَع.

 

قال في لسان العرب: "... والأصل فيها التخفيف جُمْعَة فمن ثقل أتبع الضمة الضمة، ومن خفف فعلى الأصل، والقرّاء قرءوا بالتثقيل، ويُقال: يوم الجُمَعَة لغة بني عُقَيل، ولو قُرئ بها كان صوابا، قال: والذين قالوا: الجُمَعَة ذهبوا بها إلى صفة اليوم أنه يجمع الناس كما يُقال: رجل هُمَزة لُمَزة ضُحَكة، وهو الجُمْعَة، والجُمُعَة والجُمَعَة... ويُجمع على جُمُعات، وجُمَع، وقيل: الجُمْعَة على تخفيف الجُمُعَة، والجُمَعَة لأنها تجمع الناس كثيرًا كما قالوا: رجل لُعَنة يُكثر لعن الناس، ورجل ضُحَكة يُكثر الضحك..... (لسان العرب، مادة "جمع": 8-58).

 

وقال في مختار الصحاح: "ويوم الجُمُعَة بسكون الميم وضمها يوم العروبة، ويُجمع على جُمُعات وجُمَع، والمسجد الجامع، وإن شئت قلتَ مسجد الجامع بالإضافة، كقولك: حق اليقين، والحق اليقين، بمعنى مسجد اليوم الجامع، وحق الشيء اليقين، لأن إضافة الشيء إلى نفسه لا تجوز إلا على هذا التقدير "(مختار الصحاح، مادة "جمع" ص:47).

 

وقال في تحرير ألفاظ التنبيه: "الجُمُعَة بضم الميم وإسكانها وفتحها، حكاها الفراء والواحدي، سُميت بذلك لاجتماع الناس، وكان يُقال ليوم الجمعة في الجاهلية العروبة، وجمعها جُمُعات وجُمَع" (تحرير ألفاظ التنبيه للنووي:84).

 

تسميتها وسببها:

 

يُقال إن هذا اليوم كان يُسمى في الجاهلية بـ " يوم العُروبة " كما تقدم في النقول السابقة ونقل ابن حجر الاتفاق على ذلك (فتح الباري:2-353) ثم سُمِّي قبيل الإسلام بـ " يوم الجمعة "، سمَّاه بذلك كعب بن لؤي، فكانت قريش تجمع إليه فيه، فيخطبهم ويعظهم، وقيل: لم يسم بيوم الجمعة إلا بعد الإسلام".

 

وأما سبب التسمية فتعددت الأقوال فيه:

 

فقيل: لأن الله - تعالى - جمع فيه خلق آدم - عليه السلام، ويستدلون بما روي عن النبي – صلى الله عليه وسلم - أنه قيل له: لأي شيء سُمِّي يوم الجمعة؟ قال: ((لأن فيها طُبعت طينة أبيك آدم، وفيها الصعقة والبعثة، وفيها البطشة، وفي آخر ثلاث ساعات منها ساعة من دعا الله فيها استُجيب له).

 

وصحَّحَ هذا القول في فتح الباري (فتح الباري:2-353) ونيل الاوطار (نيل الأوطار 3/222).

 

فقيل: لاجتماع الناس فيها في المكان الجامع لصلاتهم.

 

وقيل: لأن الله تعالى جمع فيه آدم مع حواء في الأرض.

 

وقيل: لما جُمع فيه من الخير (تنظر هذه الأقوال وغيرها في: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 18/97، وفتح الباري 2/353، والإنصاف 2/364، وكشاف القناع 2/20-21، ونيل الأوطار 3/222 – 223).

 

وقيل غير ذلك.

 

وهذه الأقوال بعضها مأخوذ من دلالة الاسم، وبعضها مستند إلى أحاديث لم تثبت، ولا مانع أن تكون كل هذه الأشياء سببًا للتسمية، والله أعلم.

العناصر

1- قدر يوم الجمعة ومكانته

 

2- حكم صلاة الجمعة حضور خطبتها

 

3- صفة خطبة الجمعة وصلاتها

 

4- فضائل يوم الجمعة

 

5- آداب وأحكام صلاة الجمعة

 

6- بعض المخالفات في يوم الجمعة

 

 


 

الايات

1- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)[الحج:1-2].

 

2- قال تعالى: (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ * وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ)[الروم:12-16].

 

3- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)[الجمعة:9-11].

 


 

الاحاديث

1- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَومَ القِيامَةِ، أُوتُوا الكِتابَ مِن قَبْلِنا وأُوتِيناهُ مِن بَعْدِهِمْ، فَهذا اليَوْمُ الذي اخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدانا اللَّهُ فَغَدًا لِلْيَهُودِ، وبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصارَى فَسَكَتَ. ثُمَّ قالَ: حَقٌّ علَى كُلِّ مُسْلِمٍ، أنْ يَغْتَسِلَ في كُلِّ سَبْعَةِ أيَّامٍ يَوْمًا يَغْسِلُ فيه رَأْسَهُ وجَسَدَهُ"(أخرجه البخاري:896، ومسلم:855).

 

2- عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أضَلَّ اللَّهُ عَنِ الجُمُعَةِ مَن كانَ قَبْلَنا، فَكانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وكانَ لِلنَّصارى يَوْمُ الأحَدِ، فَجاءَ اللَّهُ بنا فَهَدانا اللَّهُ لِيَومِ الجُمُعَةِ، فَجَعَلَ الجُمُعَةَ، والسَّبْتَ، والأحَدَ، وكَذلكَ هُمْ تَبَعٌ لنا يَومَ القِيامَةِ، نَحْنُ الآخِرُونَ مِن أهْلِ الدُّنْيا، والأوَّلُونَ يَومَ القِيامَةِ، المَقْضِيُّ لهمْ قَبْلَ الخَلائِقِ. وفي رِوايَةٍ: المَقْضِيُّ بيْنَهُمْ. وفي رواية: هُدِينا إلى الجُمُعَةِ، وأَضَلَّ اللَّهُ عَنْها مَن كانَ قَبْلَنا (رواه مسلم:٨٥٦).

 

3- عن عبدالله بن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم أنَّهُما سَمِعا رَسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يقولُ على أعْوادِ مِنْبَرِهِ: لَيَنْتَهينَّ أقْوامٌ عن ودْعِهِمُ الجُمُعاتِ، أوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ على قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكونُنَّ مِنَ الغافِلِينَ.

(رواه مسلم:٨٦٥).

 

4- عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، قالَ لِقَوْمٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الجُمُعَةِ: لقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي بالنّاسِ، ثُمَّ أُحَرِّقَ على رِجالٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الجُمُعَةِ بُيُوتَهُمْ"(رواه مسلم:٦٥٢).

 

5- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، قالَ: "خَيْرُ يَومٍ طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فيه خُلِقَ آدَمُ، وفيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيهِ أُخْرِجَ مِنْها، ولا تَقُومُ السّاعَةُ إلّا في يَومِ الجُمُعَةِ"(رواه مسلم:٨٥٤).

 

6- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، قالَ: "سيدُ الأيامِ يومُ الجُمُعةِ، فيه خُلِقَ آدَمُ، وفيه أُدْخِلَ الجنةَ، وفيه أُخْرِجَ منها، ولا تقومُ الساعةُ إلا يومَ الجُمُعةِ"(أخرجه ابن خزيمة في صحيحه:١٧٢٨، وقال الألباني إسناده حسن).

 

7- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، قالَ: "ا الصَّلاةُ الخَمْسُ، والْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، كَفّارَةٌ لِما بيْنَهُنَّ، ما لَمْ تُغْشَ الكَبائِرُ"(رواه مسلم:٢٣٣).

 

8- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، قالَ: "مَنِ اغْتَسَلَ يَومَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنابَةِ ثُمَّ راحَ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَدَنَةً، ومَن راحَ في السّاعَةِ الثّانِيَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَقَرَةً، ومَن راحَ في السّاعَةِ الثّالِثَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ كَبْشًا أقْرَنَ، ومَن راحَ في السّاعَةِ الرّابِعَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ دَجاجَةً، ومَن راحَ في السّاعَةِ الخامِسَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذا خَرَجَ الإمامُ حَضَرَتِ المَلائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ"(أخرجه البخاري:٨٨١، ومسلم:٨٥٠)

 

9- عن أبي قتادة -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، قالَ: "منِ اغتسلَ يومَ الجمعَةِ كان في طهارَةٍ إلى الجمعَةِ الأخرى"(أخرجه ابن خزيمة:١٧٦٠، وابن حبان:١٢٢٢باختلاف يسير، والطبراني في المعجم الأوسط:٨١٨٠ واللفظ له، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (٦٠٦٥): حسن).

 

10- عن سالم بن عبد الله بن عمر عن بن عمر رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب بينما هو قائم في الخطبة يوم الجمعة إذ دخل رجل من المهاجرين الأولين من أصحاب النبي  صلى الله عليه وسلم فناداه عمر أية ساعة هذه؟ قال: إني شغلت فلم أنقلب إلى أهلي حتى سمعت التأذين فلم أزد أن توضأت، فقال: والوضوء أيضا؟! وقد علمت أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  كان يأمر بالغسل (رواه البخاري:٨٧٨).

 

11- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: "كان الناسُ مُهّانَ أنفُسِهم فيروحون إلى الجمعةِ بهيئتِهم فقيل لهم لو اغتسلتُم"(رواه أبو داود:٣٥٢، وصححه الألباني).

 

12- عن عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة: أن أناسا من أهل العراق جاؤوا فقالوا يا بن عباس أترى الغسل يوم الجمعة واجبا قال لا ولكنه أطهر وخير لمن اغتسل ومن لم يغتسل فليس عليه بواجب وسأخبركم كيف بدء الغسل كان الناس مجهودين يلبسون الصوف ويعملون على ظهورهم وكان مسجدهم ضيقا مقارب السقف إنما هو عريش فخرج رسول الله  صلى الله عليه وسلم  في يوم حار وعرق الناس في ذلك الصوف حتى ثارت منهم رياح آذى بذلك بعضهم بعضا فلما وجد رسول الله  صلى الله عليه وسلم  تلك الريح قال: "أيها الناس إذا كان هذا اليوم فاغتسلوا وليمس أحدكم أفضل ما يجد من دهنه وطيبه" قال بن عباس: ثم جاء الله بالخير ولبسوا غير الصوف وكفوا العمل ووسع مسجدهم وذهب بعض الذي كان يؤذي بعضهم بعضا من العرق (رواه أبو داود:٣٥٣، وحسنه الألباني).

 

13- عن سمرة بن جندب -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، قالَ: "من توضأَ يومَ الجمعةِ فبها ونعمتْ ومن اغتسلَ فهوَ أفضلُ"(رواه النسائي:١٣٧٩، وصححه الألباني).

 

14- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، قالَ: "فِي يَومِ الجُمُعَةِ ساعَةٌ، لا يُوافِقُها مُسْلِمٌ، وهو قائِمٌ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا إلّا أعْطاهُ" وقالَ بيَدِهِ، قُلْنا: يُقَلِّلُها، يُزَهِّدُها (أخرجه البخاري:٦٤٠٠ واللفظ له، ومسلم:٨٥٢).

 

15- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، قالَ: "خيرُ يومٍ طلَعت فيهِ الشَّمسُ يومُ الجمُعةِ فيهِ خُلِقَ آدمُ وفيهِ أُهْبِطَ وفيهِ تيبَ عليهِ وفيهِ ماتَ وفيهِ تقومُ السّاعةُ وما من دابَّةٍ إلّا وَهيَ مُسيخةٌ يومَ الجمُعةِ مِن حينَ تُصبحُ حتّى تطلعَ الشَّمسُ شفقًا منَ السّاعةِ إلّا الجنَّ والإنسَ وفيهِ ساعةٌ لا يصادفُها عبدٌ مسلمٌ وَهوَ يصلِّي يسألُ اللَّهَ حاجةً إلّا أعطاهُ إيّاها". قالَ كعبٌ: ذلِكَ في كلِّ سنةٍ يومٌ فقلتُ: بل في كلِّ جمعةٍ قالَ: فقرأ كعبٌ التَّوراةَ فقالَ: صدقَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-. قالَ أبو هُرَيْرةَ: ثمَّ لقيتُ عبدَ اللَّهِ بنَ سلامٍ فحدَّثتُهُ بمجلسي مع كعبٍ فقالَ عبدُ اللَّهِ بنُ سلامٍ: قد عَلِمْتُ أيَّةَ ساعةٍ هيَ قالَ أبو هُرَيْرةَ: فقُلتُ لَه فأخبِرني بِها فقالَ عبدُ اللَّهِ بنُ سلامٍ: هيَ آخرُ ساعةٍ من يومِ الجمعةِ فقُلتُ: كيفَ هيَ آخرُ ساعةٍ من يومِ الجمُعةِ وقد قالَ رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لا يصادِفُها عبدٌ مسلِمٌ وَهوَ يصلِّي وتِلكَ السّاعةُ لا يصلَّي فيها فقالَ عبدُ اللَّهِ بنُ سلامٍ: ألَم يقُلْ رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "من جلسَ مجلِسًا ينتظرُ الصَّلاةَ فَهوَ في صلاةٍ حتّى يصلِّيَ قالَ فقلتُ بلى قالَ هوَ ذاكَ"(رواه أبو داود:١٠٤٦، وصححه الألباني).

 

16- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، قالَ: "التمسُوا الساعةَ التي تُرجى في يومِ الجمُعَةِ، بعدَ العصرِ إلى غيبوبةِ الشمسِ"(رواه الترمذي:٤٨٩، وحسنه الألباني).

 

17- عن سلمان الفارسي -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، قالَ: "مَنِ اغْتَسَلَ يَومَ الجُمُعَةِ، وتَطَهَّرَ بما اسْتَطاعَ مِن طُهْرٍ، ثُمَّ ادَّهَنَ أوْ مَسَّ مِن طِيبٍ، ثُمَّ راحَ فَلَمْ يُفَرِّقْ بيْنَ اثْنَيْنِ، فَصَلّى ما كُتِبَ له، ثُمَّ إذا خَرَجَ الإمامُ أنْصَتَ، غُفِرَ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرى (رواه البخاري:٩١٠)،

وعند مسلم:٨٥٧: "مَنِ اغْتَسَلَ ثُمَّ أتى الجُمُعَةَ، فَصَلّى ما قُدِّرَ له، ثُمَّ أنْصَتَ حتّى يَفْرُغَ مِن خُطْبَتِهِ، ثُمَّ يُصَلِّي معهُ، غُفِرَ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرى، وفَضْلُ ثَلاثَةِ أيّامٍ"

 

18- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، قالَ: "من تَوضَّأ فأحسنَ الوضوءَ ثمَّ أتى الجمعةَ فاستمعَ وأنصتَ غُفِرَ لَه ما بينَ الجمعةِ إلى الجمعةِ وزيادةَ ثلاثةِ أيّامٍ ومن مسَّ الحصى فقد لغا"(أخرجه أبو داود:١٠٥٠، وصححه الألباني).

 

19- عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، قالَ: "رَأى عُمَرُ بنُ الخَطّابِ حُلَّةً سِيَراءَ عِنْدَ بابِ المَسْجِدِ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، لَوِ اشْتَرَيْتَها، فَلَبِسْتَها يَومَ الجُمُعَةِ ولِلْوَفْدِ، قالَ: إنَّما يَلْبَسُها مَن لا خَلاقَ له في الآخِرَةِ، ثُمَّ جاءَتْ حُلَلٌ، فأعْطى رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عُمَرَ منها حُلَّةً، وقالَ: أكَسَوْتَنِيها، وقُلْتَ في حُلَّةِ عُطارِدٍ ما قُلْتَ؟ فَقالَ: إنِّي لَمْ أكْسُكَها لِتَلْبَسَها، فَكَساها عُمَرُ أخًا له بمَكَّةَ مُشْرِكًا (أخرجه البخاري:٢٦١٢، ومسلم:٢٠٦٨)

 

20- عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، قالَ: "غُسْلُ يَومِ الجُمُعَةِ على كُلِّ مُحْتَلِمٍ، وسِواكٌ، ويَمَسُّ مِنَ الطِّيبِ ما قَدَرَ عليه"(رواه مسلم:٨٤٦).

 

21- عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، قالَ: "من قرأ سورةَ الكهفِ في يومِ الجمعةِ سطع له نورٌ من تحت قدمِه إلى عنانِ السماءِ يضيءُ به يومَ القيامةِ، وغُفر له ما بين الجمعتين (أخرجه ابن مردويه في التفسير كما في «الترغيب والترهيب» للمنذري:١-٢٩٨، وصححه شعيب الأرنؤوط في تخريج زاد المعاد:١‏-٣٦٦).

 

22- عن أبي سعيد الخدري أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، قالَ: "من قرأ سورةَ الكهفِ كانت له نورًا إلى يومِ القيامةِ، من مقامِه إلى مكةَ، ومن قرأ عشرَ آياتٍ من آخرِها ثم خرج الدجالُ لم يضرُّه، ومن توضأ فقال: سبحانك اللهمَّ وبحمدك، أشهدُ أن لا إله إلا أنت، أستغفرُك وأتوبُ إليك، كُتِبَ له في رِقٍّ، ثم جُعِلَ في طابعٍ، فلم يُكسَرْ إلى يومِ القيامةِ"(رواه النسائي في السنن الكبرى:10788، والحاكم في مستدركه:2072 والبيهقي في شعب الإيمان:2446 والطبراني في الأوسط:1455، وصححه الألباني في صحيح الترغيب:٢٢٥).

 

23- عن أوس بن أبي أوس -رضي الله عنهما- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، قالَ: "أفضلُ أيّامِكم يومُ الجمعةِ: فيه خُلِق آدمُ، وفيه قُبِض، وفيه النَّفخةُ، وفيه الصَّعقةُ؛ فأكثِروا عليَّ من الصَّلاةِ فيه فإنَّ صلاتَكم معروضةٌ عليَّ قالوا: وكيف تُعرَضُ صلاتُنا عليك وقد أرِمتَ؟ ! - يقولون: بَلِيتَ - فقال: إنَّ اللهَ حرَّم على الأرضِ أن تأكلَ أجسادَ الأنبياءِ"(أخرجه أبو داود:١٠٤٧، وصححه الألباني).

 

24- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، قالَ: "إِذا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فلا تَأْتُوها تَسْعَوْنَ، وأْتُوها تَمْشُونَ، عَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَما أدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وما فاتَكُمْ فأتِمُّوا"(أخرجه البخاري:٩٠٨، ومسلم:٦٠٢)

 

25- عن سلمان الفارسي -رضي الله عنهما- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، قالَ: "مَنِ اغْتَسَلَ يَومَ الجُمُعَةِ، وتَطَهَّرَ بما اسْتَطاعَ مِن طُهْرٍ، ثُمَّ ادَّهَنَ أوْ مَسَّ مِن طِيبٍ، ثُمَّ راحَ فَلَمْ يُفَرِّقْ بيْنَ اثْنَيْنِ، فَصَلّى ما كُتِبَ له، ثُمَّ إذا خَرَجَ الإمامُ أنْصَتَ، غُفِرَ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرى"(رواه البخاري:٩١٠).

 

26- عن عبدالله بن بسر-رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- جاء رجلٌ يتخطّى رقاب الناسِ يومَ الجمعةِ والنبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يخطُبُ فقال له النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- اجلسْ فقد آذيتَ"(رواه أبو داود:١١١٨، وصححه الألباني).

 

27- عن أبي بن كعب -رضي الله عنه- أنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قرأَ يومَ الجمُعةِ تبارَكَ، وَهوَ قائمٌ، فذَكَّرَنا بأيّامِ اللَّهِ، وأبو الدَّرداءِ أو أبو ذرٍّ يَغمزُني، فقالَ: متى أُنْزِلَت هذِهِ السُّورَةُ إنِّي لم أسمَعْها إلّا الآنَ، فأشارَ إليهِ، أنِ اسكُت، فلمّا انصَرَفوا، قالَ: سألتُكَ متى أُنْزِلَت هذِهِ السُّورَةُ فلم تُخبِرني؟ فقالَ أبيٌّ: لَيسَ لَكَ مِن صلاتِكَ اليومَ إلّا ما لَغوتَ، فذَهَبَ إلى رسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فذَكَرَ ذلِكَ لَهُ، وأخبرَهُ بالَّذي قالَ أُبيٌّ، فقالَ رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "صدقَ أُبيٌّ"(رواه ابن ماجه ٩١٩، وصححه الألباني).

 

28- عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: دخل عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ المسجدَ والنَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يخطب فجلس إلى جنبِ أُبيِّ بنِ كعبٍ فسأله عن شيءٍ أو كلَّمه بشيء فلم يَرُدَّ عليه أُبيٌّ وظنَّ ابنُ مسعودٍ أنها مَوْجِدَةً فلما انفتل النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- من صلاتِه قال ابنُ مسعودٍ يا أُبيُّ ما منعك أن تَرُدَّ عليَّ قال إنك لم تَحضُرْ معنا الجمعةَ قال لمَ قال تكلَّمتَ والنَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يخطبُ فقام ابنُ مسعودٍ فدخل على النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فذكر ذلك له فقال: صدق أُبيٌّ، صدقَ أُبيٌّ، أَطِعْ أُبيًّا"(أخرجه أبو يعلى:١٧٩٩، وابن حبان:٢٧٩٤، وقال الألباني في صحيح الترغيب (٧١٩): حسن صحيح).

 

29- عن أبي الجعد الضمري -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "من ترَكَ ثلاثَ جُمَعٍ تَهاونًا بِها طبعَ اللَّهُ على قلبِهِ"(أخرجه أبو داود:١٠٥٢، وقال الألباني: حسن صحيح).

 

30- عن أبي الجعد الضمري -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن تَركَ الجُمُعةَ ثَلاثًا مِن غيرِ عُذْرٍ فهوَ مُنافقٌ"(أخرجه ابن حبان:٢٥٨ وقال الألباني في صحيح الترغيب (٧٢٧): حسن صحيح).

 

31- عن كعب بن مالك -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "لَينتهِينَّ أقوامٌ يسمعون النِّداءَ يومَ الجمعةِ ثم لا يأتونها، أو ليطبعنَّ اللهُ على قلوبهم، ثم ليكوننَّ من الغافلِين"(أخرجه الطبراني:١٩-٩٩، (١٩٧) وقال الألباني في، صحيح الترغيب: (٧٣٠): صحيح لغيره).

 

32- عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: جاءَ سُلَيْكٌ الغَطَفانِيُّ يَومَ الجُمُعَةِ، وَرَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبُ، فَجَلَسَ، فَقالَ له: يا سُلَيْكُ قُمْ فارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ، وَتَجَوَّزْ فِيهِما، ثُمَّ قالَ: إذا جاءَ أَحَدُكُمْ يَومَ الجُمُعَةِ، والإِمامُ يَخْطُبُ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ، وَلْيَتَجَوَّزْ فِيهِما"(أخرجه البخاري:٩٣٠ بنحوه، ومسلم:٨٧٥).

 

33- عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: نَهى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أنْ يُقِيمَ الرَّجُلُ أخاهُ مِن مَقْعَدِهِ، ويَجْلِسَ فِيهِ، قُلتُ لِنافِعٍ: الجُمُعَةَ؟ قالَ: الجُمُعَةَ وغَيْرَها"(رواه البخاري:٩١١).

 

34- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِذا قُلْتَ لِصاحِبِكَ يَومَ الجُمُعَةِ: أنْصِتْ، والإِمامُ يَخْطُبُ، فقَدْ لَغَوْتَ"(أخرجه البخاري:٩٣٤، ومسلم:٨٥١)

 

35- عن السائب بن يزيد -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-،أنَّ الذي زادَ التَّأْذِينَ الثّالِثَ يَومَ الجُمُعَةِ عُثْمانُ بنُ عَفّانَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، حِينَ كَثُرَ أهْلُ المَدِينَةِ ولَمْ يَكُنْ للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم- مُؤَذِّنٌ غيرَ واحِدٍ، وكانَ التَّأْذِينُ يَومَ الجُمُعَةِ حِينَ يَجْلِسُ الإمامُ يَعْنِي على المِنْبَرِ"(رواه البخاري ٩١٣).

 

36- عن السائب بن يزيد -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "أنَّ التَّأْذِينَ الثّانِيَ يَومَ الجُمُعَةِ، أمَرَ به عُثْمانُ بنُ عَفّانَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، حِينَ كَثُرَ أهْلُ المَسْجِدِ، وكانَ التَّأْذِينُ يَومَ الجُمُعَةِ حِينَ يَجْلِسُ الإمامُ"(رواه البخاري:٩١٥).

 

37- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كانَ يُصَلِّي الجُمُعَةَ حِينَ تَمِيلُ الشَّمْسُ"(رواه البخاري:٩٠٤).

 

38- عن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- قال: أنَّ رِجالًا أتَوْا سَهْلَ بنَ سَعْدٍ السّاعِدِيَّ، وقَدِ امْتَرَوْا في المِنْبَرِ مِمَّ عُودُهُ، فَسَأَلُوهُ عن ذلكَ، فَقالَ: واللَّهِ إنِّي لَأَعْرِفُ ممّا هُوَ، ولقَدْ رَأَيْتُهُ أوَّلَ يَومٍ وُضِعَ، وأَوَّلَ يَومٍ جَلَسَ عليه رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، أرْسَلَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إلى فُلانَةَ - امْرَأَةٍ مِنَ الأنْصارِ قدْ سَمّاها سَهْلٌ - مُرِي غُلامَكِ النَّجّارَ، أنْ يَعْمَلَ لي أعْوادًا، أجْلِسُ عليهنَّ إذا كَلَّمْتُ النّاسَ فأمَرَتْهُ فَعَمِلَها مِن طَرْفاءِ الغابَةِ، ثُمَّ جاءَ بها، فأرْسَلَتْ إلى رَسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فأمَرَ بها فَوُضِعَتْ ها هُنا، ثُمَّ رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- صَلّى عَلَيْها وكَبَّرَ وهو عَلَيْها، ثُمَّ رَكَعَ وهو عَلَيْها، ثُمَّ نَزَلَ القَهْقَرى، فَسَجَدَ في أصْلِ المِنْبَرِ ثُمَّ عادَ، فَلَمّا فَرَغَ أقْبَلَ على النّاسِ، فَقالَ: "أيُّها النّاسُ، إنَّما صَنَعْتُ هذا لِتَأْتَمُّوا ولِتَعَلَّمُوا صَلاتِي"(رواه البخاري:٩١٧).

 

39- عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- أنَّ رَسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- كانَ يَخْطُبُ قائِمًا، ثُمَّ يَجْلِسُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَخْطُبُ قائِمًا، فمَن نَبَّأَكَ أنَّهُ كانَ يَخْطُبُ جالِسًا فقَدْ كَذَبَ؛ فقَدْ -واللَّهِ- صَلَّيْتُ معهُ أَكْثَرَ مِن أَلْفَيْ صَلاةٍ"(رواه مسلم:٨٦٢).

 

40- عن عبدالله بن عمر-رضي الله عنهما- قال: كانَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبُ خُطْبَتَيْنِ يَقْعُدُ بيْنَهُما"(رواه البخاري:٩٢٨)

 

41- عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: كانَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إذا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْناهُ، وَعَلا صَوْتُهُ، واشْتَدَّ غَضَبُهُ، حتّى كَأنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يقولُ: صَبَّحَكُمْ وَمَسّاكُمْ، ويقولُ: بُعِثْتُ أَنا والسّاعَةُ كَهاتَيْنِ، وَيَقْرُنُ بيْنَ إصْبَعَيْهِ: السَّبّابَةِ والْوُسْطى، ويقولُ: أَمّا بَعْدُ؛ فإنَّ خَيْرَ الحَديثِ كِتابُ اللهِ، وَخَيْرُ الهُدى هُدى مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثاتُها، وَكُلُّ بدْعَةٍ ضَلالَةٌ، ثُمَّ يقولُ: أَنا أَوْلى بكُلِّ مُؤْمِنٍ مِن نَفْسِهِ؛ مَن تَرَكَ مالًا فَلأَهْلِهِ، وَمَن تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَياعًا، فَإِلَيَّ وَعَلَيَّ"(رواه مسلم ٨٦٧).

 

42- عن عمار بن ياسر -رضي الله عنه- قال: سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يقولُ: إنَّ طُولَ صَلاةِ الرَّجُلِ، وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ؛ مَئِنَّةٌ مِن فِقْهِهِ، فأطِيلُوا الصَّلاةَ، واقْصُرُوا الخُطْبَةَ، وإنَّ مِنَ البَيانِ سِحْرًا"(رواه مسلم:٨٦٩).

 

43- عن أبي رفاعة العدوي -رضي الله عنه- انْتَهَيْتُ إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وَهو يَخْطُبُ، قالَ: فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، رَجُلٌ غَرِيبٌ، جاءَ يَسْأَلُ عن دِينِهِ، لا يَدْرِي ما دِينُهُ، قالَ: فأقْبَلَ عَلَيَّ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، وَتَرَكَ خُطْبَتَهُ حتّى انْتَهى إلَيَّ، فَأُتِيَ بكُرْسِيٍّ، حَسِبْتُ قَوائِمَهُ حَدِيدًا، قالَ: فَقَعَدَ عليه رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، وَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي ممّا عَلَّمَهُ اللَّهُ، ثُمَّ أَتى خُطْبَتَهُ، فأتَمَّ آخِرَها"(رواه مسلم:٨٧٦)

 

44- عن أخت عمرة قالت: أَخَذْتُ (ق والْقُرْآنِ المَجِيدِ)[ق:١] مِن في رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَومَ الجُمُعَةِ، وَهو يَقْرَأُ بها على المِنْبَرِ في كُلِّ جُمُعَةٍ (رواه مسلم:٨٧٢).

 

45- عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: أَقْبَلَتْ عِيرٌ يَومَ الجُمُعَةِ، ونَحْنُ مع النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فَثارَ النّاسُ إلّا اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا، فأنْزَلَ اللَّهُ: (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إلَيْها وتَرَكُوكَ قائِمًا) (أخرجه البخاري:٤٨٩٩، ومسلم:٨٦٣).

 

46- عن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- قال:  كانَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقْرَأُ في العِيدَيْنِ وفي الجُمُعَةِ بـ(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلى)، وَ(هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ). قالَ: وإذا اجْتَمع العِيدُ والْجُمُعَةُ في يَومٍ واحِدٍ، يَقْرَأُ بهِما أَيْضًا في الصَّلاتَيْنِ (رواه مسلم:٨٧٨).

 

47- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه اسْتَخْلَفَ مَرْوانُ أَبا هُرَيْرَةَ على المَدِينَةِ، وَخَرَجَ إلى مَكَّةَ، فَصَلّى لَنا أَبُو هُرَيْرَةَ الجُمُعَةَ، فَقَرَأَ بَعْدَ سُورَةِ الجُمُعَةِ في الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ: (إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ)، قالَ: فأدْرَكْتُ أَبا هُرَيْرَةَ حِينَ انْصَرَفَ، فَقُلتُ له: إنَّكَ قَرَأْتَ بسُورَتَيْنِ كانَ عَلِيُّ بنُ أَبِي طالِبٍ يَقْرَأُ بهِما بالكُوفَةِ، فَقالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقْرَأُ بهِما يَومَ الجُمُعَةِ (رواه مسلم:٨٧٧).

 

48- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: جاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقالَ: هَلَكَتِ المَواشِي، وتَقَطَّعَتِ السُّبُلُ، فَدَعا، فَمُطِرْنا مِنَ الجُمُعَةِ إلى الجُمُعَةِ، ثُمَّ جاءَ، فَقالَ: تَهَدَّمَتِ البُيُوتُ، وتَقَطَّعَتِ السُّبُلُ، وهَلَكَتِ المَواشِي، فادْعُ اللَّهَ يُمْسِكْها، فَقامَ -صلى الله عليه وسلم- فَقالَ: اللَّهُمَّ على الآكامِ والظِّرابِ، والأوْدِيَةِ، ومَنابِتِ الشَّجَرِ فانْجابَتْ عَنِ المَدِينَةِ انْجِيابَ الثَّوْبِ (رواه البخاري:١٠١٦).

 

49- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: اسْتَخْلَفَ بيْنا النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبُ يَومَ الجُمُعَةِ، فَقامَ رَجُلٌ فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أنْ يَسْقِيَنا، فَتَغَيَّمَتِ السَّماءُ ومُطِرْنا، حتّى ما كادَ الرَّجُلُ يَصِلُ إلى مَنْزِلِهِ، فَلَمْ تَزَلْ تُمْطَرُ إلى الجُمُعَةِ المُقْبِلَةِ، فَقامَ ذلكَ الرَّجُلُ أوْ غَيْرُهُ، فَقالَ: ادْعُ اللَّهَ أنْ يَصْرِفَهُ عَنّا فقَدْ غَرِقْنا. فَقالَ: اللَّهُمَّ حَوالَيْنا ولا عَلَيْنا فَجَعَلَ السَّحابُ يَتَقَطَّعُ حَوْلَ المَدِينَةِ، ولا يُمْطِرُ أهْلَ المَدِينَةِ (رواه البخاري:٦٣٤٢).

 

50- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عَنِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، أنَّهُ كانَ يَقْرَأُ في الفَجْرِ، يَومَ الجُمُعَةِ: (الم تَنْزِيلُ)، (وَهلْ أَتى) (رواه مسلم:٨٨٠).

 

51- عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنه- إنَّ أوَّلَ جُمُعَةٍ جُمِّعَتْ بَعْدَ جُمُعَةٍ في مَسْجِدِ رَسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، في مَسْجِدِ عبدِ القَيْسِ بجُواثى مِنَ البَحْرَيْنِ (رواه البخاري:٨٩٢).

 

52- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كانَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إذا اشْتَدَّ البَرْدُ بَكَّرَ بالصَّلاةِ، وإذا اشْتَدَّ الحَرُّ أبْرَدَ بالصَّلاةِ، يَعْنِي الجُمُعَةَ، قالَ يُونُسُ بنُ بُكَيْرٍ: أخْبَرَنا أبو خَلْدَةَ، فَقالَ: بالصَّلاةِ ولَمْ يَذْكُرِ الجُمُعَةَ (رواه البخاري:٩٠٦).

 

53- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا صَلّى أحَدُكُمُ الجُمُعَةَ فَلْيُصَلِّ بَعْدَها أرْبَعًا"(رواه مسلم:٨٨١).

 

54- عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- أنَّهُ كانَ إذا صَلّى الجُمُعَةَ انْصَرَفَ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ في بَيْتِهِ، ثُمَّ قالَ: كانَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَصْنَعُ ذلكَ (رواه مسلم:٨٨٢).

 

55- قال أبو عبيد: ثُمَّ شَهِدْتُ العِيدَ مع عُثْمانَ بنِ عَفّانَ، فَكانَ ذلكَ يَومَ الجُمُعَةِ، فَصَلّى قَبْلَ الخُطْبَةِ، ثُمَّ خَطَبَ فَقالَ: يا أيُّها النّاسُ، إنَّ هذا يَوْمٌ قَدِ اجْتَمع لَكُمْ فيه عِيدانِ، فمَن أحَبَّ أنْ يَنْتَظِرَ الجُمُعَةَ مِن أهْلِ العَوالِي فَلْيَنْتَظِرْ، ومَن أحَبَّ أنْ يَرْجِعَ فقَدْ أذِنْتُ له. قالَ أبو عُبَيْدٍ: ثُمَّ شَهِدْتُهُ مع عَلِيِّ بنِ أبِي طالِبٍ، فَصَلّى قَبْلَ الخُطْبَةِ، ثُمَّ خَطَبَ النّاسَ، فَقالَ: إنَّ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نَهاكُمْ أنْ تَأْكُلُوا لُحُومَ نُسُكِكُمْ فَوْقَ ثَلاثٍ. (رواه البخاري:٥٥٧١)

 

56- قال ابنُ عبّاسٍ  -رضي الله عنهما- لِمُؤَذِّنِهِ في يَومٍ مَطِيرٍ: إذا قُلْتَ أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، فلا تَقُلْ حَيَّ على الصَّلاةِ، قُلْ: صَلُّوا في بُيُوتِكُمْ، فَكَأنَّ النّاسَ اسْتَنْكَرُوا، قالَ: فَعَلَهُ مَن هو خَيْرٌ مِنِّي، إنَّ الجُمْعَةَ عَزْمَةٌ وإنِّي كَرِهْتُ أنْ أُحْرِجَكُمْ فَتَمْشُونَ في الطِّينِ والدَّحَضِ (أخرجه البخاري:٩٠١ واللفظ له، ومسلم:٦٩٩).

 

57- عن عُمرُ بنُ عَطاءٍ أنَّ نافِعَ بنَ جُبَيْرٍ أَرْسَلَهُ إلى السّائِبِ ابْنِ أُخْتِ نَمِرٍ، يَسْأَلُهُ عن شَيءٍ رَآهُ منه مُعاوِيَةُ في الصَّلاةِ، فَقالَ: نَعَمْ، صَلَّيْتُ معهُ الجُمُعَةَ في المَقْصُورَةِ، فَلَمّا سَلَّمَ الإمامُ قُمْتُ في مَقامِي، فَصَلَّيْتُ، فَلَمّا دَخَلَ أَرْسَلَ إلَيَّ، فَقالَ: لا تَعُدْ لِما فَعَلْتَ، إذا صَلَّيْتَ الجُمُعَةَ، فلا تَصِلْها بصَلاةٍ حتّى تَكَلَّمَ، أَوْ تَخْرُجَ؛ فإنَّ رَسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أَمَرَنا بذلكَ؛ أَنْ لا تُوصَلَ صَلاةٌ بصَلاةٍ حتّى نَتَكَلَّمَ، أَوْ نَخْرُجَ (رواه مسلم:٨٨٣).

 

58- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رَسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ اللهَ تعالى لما فرغ من خلقِ السمواتِ والأرضِ خلق الصُّورَ وأعطاهُ إسرافيلَ فهو واضعُه على فيهِ شاخصٌ ببصرِه إلى العرشِ ينتظرُ متى يؤمَرُ فقال أبو هريرةَ قلت: يا رسولَ اللهِ وما الصُّورُ؟ قال: "قرنٌ" فقلتُ: وكيفَ هوَ؟ قال: "هو عظيمٌ والذي نفسي بيدِه إنَّ عظمَ دارةٍ فيه لكعرضِ السماءِ والأرضِ فينفخُ فيه ثلاثُ نفخاتٍ الأولى، نفخةُ الفزعِ، والثانيةُ: نفخةُ الصعقِ، والثالثةُ: نفخةُ القيامِ لربِّ العالمين، يأمرُ اللهُ إسرافيلَ بالنفخةِ الأولى فيقولُ: انفخْ نفخةَ الفزعِ فيفزعُ أهلُ السماءِ والأرضِ إلا ما شاء اللهُ ويأمرهُ فيمدُّها ويديمُها ويطوِّلُها يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: (وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ) ويكونُ ذلك يومُ الجمعةِ في النصفِ من شهرِ رمضانَ فيسيِّرُ اللهُ الجبالَ فتمرُّ مرَّ السحابِ، ثمَّ تكون سرابًا ثمَّ ترتجُّ الأرضُ بأهلِها رجًّا وهي التي يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ * قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ) فتكونُ الأرضُ كالسفينةِ في البحرِ تضربُها الأمواجُ فيميدُ الناسُ على ظهرِها وتذهلُ المراضعُ وتضعُ الحواملُ ما في بطونِها، وتشيبُ الولدانُ، وتتطايرُ الشياطينُ هارِبةً، حتَّى تأتيَ الأقطارَ فتتلقاها الملائكةُ هاربةً فتضربُ بها وجوهَها ويولِّي الناسُ مُدبِرين ينادي بعضُهم بعضًا وهي التي يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: (يَوْمَ التَّنَادِ * يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) فبينما هم على ذلك إذ تصدَّعتِ الأرضُ من قُطرٍ إلى قُطرٍ، ورأوْا أمرًا عظيمًا لم يروْا مثلَه فيأخذَهم من ذلك من الكربِ والهولِ ما اللهُ به عليمٌ، ثمَّ ينظرونَ إلى السماءِ فإذا هي كالمُهلِ ثمَّ انشقتْ وانخسفَ شمسُها وقمرُها وانتثرتُ نجومُها، ثمَّ كُشِطتِ السماءُ عنهم، ثمَّ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم: والموتَى لا يعلمونَ شيئًا من ذلك قلتُ: يا رسولَ اللهِ فمن استثنَى اللهُ عزَّ وجلَّ، حين يقولُ: (فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ)؟ قال: أولئك هم الشهداءُ عند ربِّهم يُرزقونَ إنما يصلُ الفزعُ إلى الأحياءِ، يقيهمُ اللهُ شرَّ ذلك اليومِ ويؤمِّنَهم منه وهو عذابٌ يلقيهِ اللهُ على شرارِ خلقِه، وهو الذي يقولُ اللهُ تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ)؛ أي شديدٌ فتمكثونَ في ذلك ما شاء اللهُ إلا أنه يطولُ عليهم كأطوَلِ يومٍ، ثمَّ يأمرُ اللهُ إسرافيلَ فينفخُ نفخةَ الصعقِ"(التذكرة للقرطبي:١٩٤).

 

59- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ أعمالَ بَني آدمَ تُعْرَضُ كلَّ خميسٍ ليلةَ الجمعةِ، فلا يُقْبَلُ عملُ قاطعِ رحمٍ"(أخرجه أحمد:١٠٢٧٢، والبخاري في الأدب المفرد:٦١، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب:٢٥٣٨).

 

60- عن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- قال: كانَتْ فِينا امْرَأَةٌ تَجْعَلُ على أرْبِعاءَ في مَزْرَعَةٍ لَها سِلْقًا، فَكانَتْ إذا كانَ يَوْمُ جُمُعَةٍ تَنْزِعُ أُصُولَ السِّلْقِ، فَتَجْعَلُهُ في قِدْرٍ، ثُمَّ تَجْعَلُ عليه قَبْضَةً مِن شَعِيرٍ تَطْحَنُها، فَتَكُونُ أُصُولُ السِّلْقِ عَرْقَهُ، وكُنّا نَنْصَرِفُ مِن صَلاةِ الجُمُعَةِ، فَنُسَلِّمُ عَلَيْها، فَتُقَرِّبُ ذلكَ الطَّعامَ إلَيْنا، فَنَلْعَقُهُ وكُنّا نَتَمَنّى يَومَ الجُمُعَةِ لِطَعامِها ذلكَ (رواه البخاري:٩٣٨). وعنه قال: إنْ كُنّا لَنَفْرَحُ بيَومِ الجُمُعَةِ، كانَتْ لنا عَجُوزٌ تَأْخُذُ أُصُولَ السِّلْقِ، فَتَجْعَلُهُ في قِدْرٍ لَها، فَتَجْعَلُ فيه حَبّاتٍ مِن شَعِيرٍ، إذا صَلَّيْنا زُرْناها فَقَرَّبَتْهُ إلَيْنا، وكُنّا نَفْرَحُ بيَومِ الجُمُعَةِ مِن أجْلِ ذلكَ، وما كُنّا نَتَغَدّى، ولا نَقِيلُ إلّا بَعْدَ الجُمُعَةِ، واللَّهِ ما فيه شَحْمٌ ولا ودَكٌ (رواه البخاري:٥٤٠٣).

 

61- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "لا تطلُعُ الشمسُ ولا تغرُبُ على يومٍ أفضلَ من يومِ الجُمُعةِ وما من دابةٍ إلا تَفزعُ ليومِ الجُمُعةِ إلا هذين الثَّقَلين من الجنِّ والإنسِ على كلِّ بابٍ منْ أبوابِ المسجدِ ملَكانِ يكتُبانِ الأولَ فالأولَ فَكَرَجُلٍ قدَّم بَدَنَةً وكَرَجُلٍ قدَّم بقَرةً وكَرَجُلٍ قدَّم شاةً وكَرَجُلٍ قدَّم طائرًا وكَرَجُلٍ قدَّم بَيضةً فإذا قعَد الإمامُ طويت الصحفُ (رواه أحمد:١٤‏-١٠٠، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح).

 

62- عن أوس بن أبي أوس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "من اغتسل يومَ الجمعةِ وغسَّلَ، وبكَّرَ وابتكرَ، ودنا واستمعَ، وأنصتَ، كان له بكلِّ خَطوةٍ يخطوها أجرَ سنةٍ صيامُها وقيامُها"(رواه الترمذي:٤٩٦، وصححه الألباني).

 

63- عن يزيد بن أبي مريم -رضي الله عنه- قال: لحقني عباية بن رفاعة بن رافع رضي الله عنه، وأنا أمشي إلى الجمعة، فقال: أبشِر فإن خطاك هذه في سبيل الله: سمعت أبا عبس يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: مَن اغبرَّت قدماه في سبيل الله، فهما حرام على النار؛ (رواه الترمذي:١٦٣٢، وصححه الألباني).

 

64- عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "إنَّ اللهَ: يَبعثُ الأيامَ يومَ القيامةِ على هيئَتِها، ويبعثُ الجُمعةَ زهْراءَ مُنِيرةً لأهلِها، فيَحُفُّونَ بِها كالعرُوسِ تُهدى إلى كرِيمِها تُضِيءُ لهمْ، يَمشونَ في ضَوْئِها، ألوانُهمْ كالثَّلجِ بَياضًا، رِياحُهمْ تَسطَعُ كالمِسكِ، يَخوضُونَ في جِبالِ الكافورِ، يَنظرُ إليهِمُ الثَّقلانِ ما يُطْرِقُونَ تعجُّبًا، حتى يَدخلوا الجنةَ، لا يُخالِطُهمْ أحدٌ إلّا المؤذِّنونَ المحتسِبونَ"(أخرجه ابن خزيمة في صحيحه:1/182-1، والحاكم:1-277، وصححه الألباني في صحيح الجامع:١٨٧٢).

 

65- عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "خمسٌ مَن عَمِلَهُمْ في يومٍ كتبَه اللهُ من أهلِ الجنَّةِ: مَن صام يومَ الجمُعةِ، وراح إلى الجمُعةِ، وعاد مريضًا، وشهِدَ جنازةً، وأعتق رَقبةً"(أخرجه أبو يعلى:١٠٤٤، وابن حبان:٢٧٧١، وصححه الألباني في صحيح الجامع:٣٢٥٢).

 

66- عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "من قرأ سورةَ الكهفِ يومَ الجمعةِ أضاء له النُّورُ ما بينَه وبين البيتِ العتيقِ"(رواه الدارمي:3407، وصححه الألباني صحيح الجامع:٦٤٧١).

 

67- عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "من قرأ سورةَ الكهفِ في يومِ الجمعةِ، أضاء له من النورِ ما بين الجمُعتَينِ"(رواه الحاكم:2-399، والبيهقي:3/249 (6209)، وصححه الألباني في صحيح الجامع:٦٤٧٠).

 

68- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "أَكْثِرُوا الصَّلاةَ عليَّ يومَ الجمعةِ، فإنَّهُ أتاني جبريلُ آنفا عن ربِه عزَّ وجلَّ فقال: ما على الأرضِ من مُسلمٍ يصلِّي عليكَ مرةً واحدةً؛ إلّا صلِيْتُ أنا وملائكتِي عليهِ عشرًا"(أخرجه الطبراني في الكبير مطولًا، كما نقله عنه ابن القيم في جلاء الأفهام في فضل الصلاة على محمد خير الأنام:٨٦-٨٧، وقال الألباني في صحيح الترغيب:١٦٦٢: حسن لغيره).

 

69- عَنْ أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " أكثروا علي من الصلاة في كل يوم الجمعة فإن صلاة أمتي تعرض علي في كل يوم جمعة فمن كان أكثرهم علي صلاة كان أقربهم مني منزلة"(أخرجه البيهقي في الكبرى:٣- ٢٤٩، وقال الألباني في صحيح الترغيب (١٦٧٣): حسن لغيره).

 

70- عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما مِن مسلمٍ يموتُ يومَ الجمعةِ أو ليلةَ الجمعةِ إلّا وقاهُ اللَّهُ فِتنةَ القبرِ"(أخرجه الترمذي:١٠٧٤، وحسنه الألباني).

 

71- عن طارق بن شهاب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الجمعةُ حقٌّ واجبٌ على كلِّ مسلمٍ في جماعةٍ إلاَّ أربعةً عبدٌ مملوكٌ أوِ امرأةٌ أو صبيٌّ أو مريضٌ"(أخرجه أبو داود:١٠٦٧، وصححه الألباني).

 

72- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كانَ يُصَلِّي الجُمُعَةَ حِينَ تَمِيلُ الشَّمْسُ (رواه البخاري:٩٠٤).

 

73- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قدِ اجتَمَعَ في يَومِكم هذا عيدانِ؛ فمَن شاءَ أجزَأهُ مِنَ الجُمُعةِ، وإنّا مُجمِعونَ"(رواه أبو داود:١٠٧٣، وصححه الألباني).

 

74- عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنه- أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كانَ يَقْرَأُ في صَلاةِ الفَجْرِ يَومَ الجُمُعَةِ: (الم تَنْزِيلُ) السَّجْدَةِ، وَ(هَلْ أَتى عَلى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ)، وَأنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كانَ يَقْرَأُ في صَلاةِ الجُمُعَةِ سُورَةَ الجُمُعَةِ، والْمُنافِقِينَ (رواه مسلم:٨٧٩).

 

75- عن عبدالله بن سلام -رضي الله عنه- أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما على أحدِكم لوِ اشترى ثوبينِ ليومِ الجمُعةِ سوى ثوبِ مِهنتِهِ"(رواه ابن ماجه:٩٠٥، وصححه الألباني).

 

76- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: " أتاني جبريلُ عليه السَّلامُ وفي يدِهِ مرآةٌ بيضاءُ فيها نُكْتَةٌ سوداءُ، فقلت: ما هذا يا جبريلُ؟ قال: هذه الجُمُعةُ يَعرِضُها عليكَ ربُّكَ عزَّ وجلَّ؛ لتكونَ لك عيدًا ولقومِكَ مِن بَعدِكَ، تكونُ أنتَ الأوَّلَ، وتكونُ اليهودُ والنصارى مِن بَعدِكَ، قال: ما لنا فيها؟ قال: لكم فيها خيرٌ، فيها ساعةٌ مَن دعا اللهَ فيها بخيرٍ هو له قِسْمٌ إلّا أعطاه إيّاهُ، أو ليس له بقِسْمٍ إلّا ادُّخِرَ له ما هو أعظمُ منه، أو تعوَّذَ فيها مِن شرٍّ هو عليه مكتوبٌ إلّا أعاذَهُ، أو ليس عليه مكتوبًا إلّا أعاذَهُ من أعظمَ منه، قلتُ: ما هذه النُّكْتَةُ السوداءُ فيها؟ قال: هذهِ الساعةُ تقومُ يومَ الجُمُعةِ، وهو سيِّدُ الأيّامِ عندنا، ونحنُ ندعوه في الآخِرةِ يومَ المَزيدِ، قال: قلتُ: لِمَ تدعونه يومَ المزيدِ؟ قال: إنَّ ربَّكَ عزَّ وجلَّ اتَّخَذَ في الجنَّةِ واديًا أَفْيَحَ من مِسكٍ أبيضَ، فإذا كان يومُ الجُمُعةِ نزَلَ تبارَكَ وتعالى مِن عِلِّيِّينَ على كرسيِّهِ، ثم حَفَّ الكرسيَّ بمنابرَ من نورٍ، ثم جاء النبيُّونَ حتّى يجلِسوا عليها، ثم حَفَّ المنابرَ بكراسيَّ من ذهبٍ، ثم جاء الصِّدِّيقونَ والشهداءُ حتّى يجلِسوا عليها، ثم يَجيءُ أهلُ الجنةِ حتّى يجلِسوا على الكَثيبِ، فيتجلّى لهم ربُّهم عزَّ وجلَّ؛ حتّى يُنظَرَ إلى وجهِه، وهو يقولُ: أنا الذي صدقتُكم وعدي، وأتممتُ عليكم نعمتي، هذا محلُّ كرامتي فَسَلوني؛ فيسألونَه الرِّضا، فيقولُ عزَّ وجلَّ: رِضائي أَحَلَّكم داري، وأَنالَكم كرامتي، فَسَلوني؛ فيسألونَه حتّى تنتهيَ رغبتُهم، فيَفتَحُ لهم عند ذلك ما لا عينٌ رأتْ، ولا أذنٌ سمِعَتْ، ولا خطَرَ على قلبِ بَشَرٍ، إلى مقدارِ مُنْصَرَفِ الناسِ يومَ الجُمُعةِ، ثم يصعَدُ الربُّ تبارَكَ وتعالى على كرسيِّه، فيصعَدُ معه الصِّدِّيقونَ والشهداءُ -أحسَبُه قال:- ويرجِعُ أهلُ الغُرَفِ إلى غرفِهم دُرَّةً بيضاءَ، لا فَصْمٌ فيها ولا وَصْمَ، أو ياقوتةً حمراءَ، أو زبرجدةً خضراءَ منها غرفُها وأبوابُها، مُطَّرِدَةً فيها أنهارُها، مُتدلِّيةً فيها ثِمارُها، فيها أزواجُها وخدمُها؛ فليسوا إلى شيءٍ أحوجَ منهم إلى يومِ الجُمُعةِ؛ ليزدادوا فيه كرامةً، وليزدادوا نظرًا إلى وجهِه تبارَكَ وتعالى؛ ولذلك دُعِيَ يومَ المزيدِ"( أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف:٢-٥٠، والبزار:٧٥٢٧، والطبراني في المعجم الأوسط:٢٠٨٤، وقال الألباني في صحيح الترغيب (٣٧٦١): حسن لغيره).

 

77- عن سمرة بن جندب-رضي الله عنه- أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "احضُروا الجمعةَ، وادنُوا من الإمامِ، فإنَّ الرجلَ ليكون من أهلِ الجنةِ، فيتأخَّر عن الجمعةِ، فيُؤخَّرُ عن الجنةِ، وإنه لمن أهلِها"(أخرجه الطبراني:٧-٢٠٦ (٦٨٥٤)، وقال الألباني في صحيح الترغيب:٧١٣: حسن لغيره).

 

78- عن نافع قال: سمعت بن عمر رضي الله عنهما يقول نهى النبي -صلى الله عليه وسلم-  أن يقيم الرجل أخاه من مقعده ويجلس فيه قلت لنافع الجمعة قال الجمعة وغيرها (رواه البخاري:٩١١).

 

79- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تَخْتَصُّوا لَيْلَةَ الجُمُعَةِ بقِيامٍ مِن بَيْنِ اللَّيالِي، وَلا تَخُصُّوا يَومَ الجُمُعَةِ بصِيامٍ مِن بَيْنِ الأيّامِ، إِلّا أَنْ يَكونَ في صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ"(رواه مسلم:١١٤٤).

 

80- عن جويرية بنت الحارث أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- دخلَ عليْها يومَ الجمعةِ وَهي صائمةٌ فقالَ: "أصمتِ أمسِ؟" قالت لا قالَ: "تريدينَ أن تصومي غدًا؟" قالت لا قالَ: "فأفطري"(رواه أبو داود ٢٤٢٢، وصححه الألباني).

 

81- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: "ليس على مسافِرٍ جمعَةٌ"(أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط:٨١٨، والدارقطني:٢-٤، وصححه الألباني في صحيح الجامع:٥٤٠٥).

 

82- عن السائب بن يزيد -رضي الله عنه- قال: "كان النداء يوم الجمعة أوله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فلما كان عثمان -رضي الله عنه- وكثر الناس زاد النداء الثالث على الزوراء"(رواه البخاري:912).

 

83- عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أدرَكَ رَكعةً منَ الجمعةِ أو غيرِها فقد تمَّت صلاتُهُ"(رواه النسائي:٥٥٦، وصححه الألباني).

 

84- عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ هَذَا يَوْمُ عِيدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ لِلْمُسْلِمِينَ، فَمَنْ جَاءَ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ"(رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني).

 

85- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في قول الله: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ . وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ . وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) (البروج:1-3)، (اليَوْمُ المَوْعُودُ يَوْمُ القِيَامَةِ، وَاليَوْمُ المَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالشَّاهِدُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، وَمَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَلَا غَرَبَتْ عَلَى يَوْمٍ أَفْضَلَ مِنْهُ) (رواه الترمذي:٣٣٣٩، وحسنه الألباني).

 

86- قال -صلى الله عليه وسلم-: "أَفْضَلُ الصَّلَوَاتِ عِنْدَ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- صَلاةُ الصُّبْحِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي جَمَاعَةٍ) (رواه البيهقي في شعب الإيمان،  وأبو نعيم في حلية الأولياء:٧-٢٠٧، وصححه الألباني في صحيح الجامع:١١١٩).

الاثار

1- عَنِ ابنِ عبَّاسٍ رضي اللَّه عنهما قالَ: "من ترَكَ الجمعةَ ثلاثَ جمعٍ متوالياتٍ فقد نَبذَ الإسلامَ وراءَ ظَهْرِهِ"(الترغيب والترهيب:1-352).

 

2- عن أبي سَلمةَ بنِ عَبدِ الرحمنِ أنَّ ناسًا من الصَّحابةِ اجتمَعوا فتذاكروا ساعةَ الجُمُعة، ثم افترَقوا فلم يختلفوا أنَّها آخِرُ ساعةٍ من يومِ الجُمُعةِ (أخرجه سعيد بن منصور، كما في فتح الباري لابن حجر:2-421. صحَّح إسنادَه ابنُ حجر، والصَّنعاني في سبل السلام:2-88).

 

3- عن مجاهد قال: " إذا اغتسل يوم الجمعة بعد طلوع الفجر من الجنابة أجزأه من غسل يوم الجمعة"(مصنف ابن أبي شيبة:1-437).

 

4- عن الحسن قال: "إذا اغتسل يوم الجمعة ثم أحدث أجزأه الوضوء"(مصنف ابن أبي شيبة:1-438).

 

5- قال الإمام أحمد -رحمه الله-: "أكثر الأحاديث في الساعة التي ترجى فيها إجابة الدعوة أنها بعد صلاة العصر"(العرف الشذي شرح سنن الترمذي1-541).

القصص

1- حدثنا يحيى بن سعيد عن هشام قال: "كان محمد يستحب أن لا يكون بينه وبين الجمعة حدث وقال الحسن إذا أحدث توضأ"(مصنف ابن أبي شيبة:1-438).

 

2- قال النيسابوري في تفسيره: "وكانت الطرقات في أيام السلف وقت السحر وبعد الفجر غاصة بالمبكرين إلى الجمعة يمشون بالسرج!"(غرائب القرآن ورغائب الفرقان).

 

3- قال عقبة بن علقمة: "دخل الأوزاعي المسجد يوم الجمعة، فأحصيت عليه قبل خروج الإمام صلاته أربعًا وثلاثين ركعة كان قيامه وركوعه وسجوده حسنًا كله!"(الجرح والتعديل؛ لابن أبي حاتم:1-218).

 

4- أصيبت امرأة بالسرطان في الثدي وبدأت العلاج بالكيماوي وتغير شكلها وسقط شعرها وهزل جسدها وازداد نفسيتها سواء.

 

سمعت المرأة عن آخر ساعة في يوم الجمعة، وقبل المغرب بنصف ساعة توضأت واستقبلت القبلة ورفعت يددها إلى الله سبحانه وتعالى.

 

ودعت المرأة الله بلهجتها العامية:

 

"يا رب إني مريضة أرجو منك الشفاء، يا رب لا ملجأ إلا إليك، يا رب اشفني"

 

وظلت المرأة تدعو وتبكي حتى جثت على ركبتيها.

 

وفي يوم زيارة الطبيب لبدء جلسات العلاج بالكيماوي أجروا لها أشعة فحص قبل البدء في العلاج وتفاجأوا بعدم إصابتها وأنها شفيت بإذن الله وقدرته (موقع مستجاب).

 

5- أصيب رجل في حادث وأصبح مشلولا لا يستطيع الحركة، ويقول إنه في يوم الجمعة ظل يدعو الله ويبتهل إليه.

 

وحين يدعو الرجل شعر بصعد كهربائي في قدمه ووقف على قدميه كأن لم يكن به شيء.

 

ويقول: أن الدعاء استجابه الله بشكل عاجل في يوم الجمعة، وتعجب كل أهل المنزل وعائلته من عودة الشعور إلى قدمه وتمكنه من الوقوف عليها بفضل الدعاء بإخلاص في يوم الجمعة (موقع مستجاب).

 

6- أحد طلاب العلم يحرص على آخر ساعة من يوم الجمعة ويستجمع همومه وشئونه ويذهب إلى المسجد، حتى وإن كان على سفر فلا يترك هذا الأمر أبدا إلا لمانع شرعي، وكانت النتيجة على لسان صاحب القصة أن الله أعطاني حتى استحييت (موقع مستجاب).

الاشعار

قال د. سعد مردف:

اليوْم يومُ الجُمُعَهْ *** مُباركٌ ما أرْوعَهْ!

يَومٌ لَه فضائِلٌ *** في دينِنا مَا أرْفَعَهْ!

إذَا أظَلَّ ليلُهُ *** تُحِسُّ أنوارًا معَهْ

وإنْ أطَلَّ فجْرُهُ *** فَبِالأماني الْمُتْرَعَهْ

رَفَعْتُ كَفَّيَّ بهِ *** للسَّاعَةِ الْمُشَفِّعَهْ

وقُلْتُ: يا ربِّ اهدِني *** يا ربِّ نَفْسِي مُفْزَعَهْ

وَقلْتُ يا ربّيِ بمَا *** أَوْليتَنا في الجُمُعَهْ

أَدْرِكْ عُبَيدًا قدْ هَمَى *** مِنْ جَفْنِهِ مَا أدْمَعَهْ

وَالْطُفْ بهِ يا ربَّنا *** وامْنُنْ بِبُشْرَى مُسْرِعَهْ

وبَينما ثَغْري أنا *** يدْعوهُ كَيْمَا يَسْمَعَهْ

إذَا بهَاتِفٍ أتَى *** يقُولُ: أبْشِرْ بالسَّعَهْ

متفرقات

1- قال الإمام الشافعي -رحمه الله-: " "وأحب كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على كل حال وأما في يوم الجمعة وليلتها أشد استحبابا"(كتاب الأم:١-٢٣٩).

 

2- قال ابن سعدي رحمه الله في تفسير قوله تعالى: (إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) قال: "والمراد بالسعي هنا: المبادرة إليها والاهتمام لها، وجعلها أهم الأشغال، لا العدو الذي قد نهي عنه عند المضي إلى الصلاة وقوله: (وَذَرُوا الْبَيْعَ)؛ أي: اتركوا البيع، إذا نودي للصلاة، وامضوا إليها. فإن (ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ) من اشتغالكم بالبيع، وتفويتكم الصلاة الفريضة، التي هي من آكد الفروض. (إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أن ما عند الله خير وأبقى، وأن من آثر الدنيا على الدين، فقد خسر الخسارة الحقيقية، من حيث ظن أنه يربح، وهذا الأمر بترك البيع مؤقت مدة الصلاة"(تيسر الكريم الرحمن).

 

3- قال ابن القيم -رحمه الله-: "الجمعة كالعيد، لا سُنَّة لها قبلها... فإنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كان يخرج مِنْ بيته، فإذا رَقِيَ المِنبرَ، أخذ بلالٌ في أذان الجمعة، فإذا أكمَلَه، أخذ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- في الخُطبة من غير فصلٍ؛ فمتى كانوا يُصلُّون السُّنَّة؟! ومَنْ ظَنَّ أنهم كانوا إذا فَرَغ بلال -رضي الله عنه- من الأذان، قاموا كلُّهم، فركعوا ركعتين، فهو أجهلُ الناس بالسُّنَّة"(زاد المعاد:1/431-432).

 

4- قال ابن القيم -رحمه الله-: "فهو اليومُ الذي يُستحبُّ أن يُتفرَّغ فيه للعبادة، وله على سائر الأيام مزيَّة بأنواعٍ من العبادات واجبة ومستحبَّة، فاللهُ -سبحانه- جعل لأهلِ كلِّ ملَّة يومًا يتفرَّغون فيه للعبادة، ويتخلَّوْن فيه عن أشغالِ الدنيا، فيومُ الجمعة يومُ عبادة، وهو في الأيام كشهرِ رمضانَ في الشهور، وساعة الإجابةِ فيه كليلةِ القدر في رمضان؛ ولهذا مَن صحَّ له يومُ جمعتِه وسَلِم، سَلِمت له سائر جمعته، ومَن صحَّ له رمضانُ وسَلِم، سَلِمت له سائر سَنَتِه، ومَن صحَّت له حجَّته وسَلِمتْ له، صحَّ له سائر عمرِه؛ فيومُ الجمعة ميزان الأسبوع، ورمضانُ ميزان العام، والحجُّ ميزان العمر"(زاد المعاد:1-386).

 

5- قال ابن عاشور في تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ يَجْمَعُكم لِيَوْمِ الجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ): "أفادَ تَعْرِيفُ جُزْأيْ جُمْلَةِ (ذَلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ) قَصْرَ المُسْنَدِ إلَيْهِ أيْ قَصْرَ جِنْسِ يَوْمِ التَّغابُنِ عَلى يَوْمِ الجُمُعَةِ المُشارِ إلَيْهِ بِاسْمِ الإشارَةِ، وهو مِن قَبِيلِ قَصْرِ الصِّفَةِ عَلى المَوْصُوفِ قَصْرًا ادِّعائِيًّا، أيْ ذَلِكَ يَوْمُ الغَبْنِ لا أيّامُ أسْواقِكم ولا غَيْرُها، فَإنَّ عَدَمَ أهَمِّيَّةِ غَبْنِ النّاسِ في الدُّنْيا جَعَلَ غَبْنَ الدُّنْيا كالعَدَمِ وجَعَلَ يَوْمَ القِيامَةِ مُنْحَصِرًا فِيهِ جِنْسُ الغَبْنِ"(التحرير والتنوير).

 

6- قال الحافظ العراقي: "وفيه أن المستحب التجمل يوم الجمعة بالملابس الحسنة لكونه عليه الصلاة والسلام أقر عمر على ذلك، وإنما أنكر استعمال السيراء، وما في معناه"(طرح التثريب في شرح التقريب:2-207).

 

7- قال الشوكاني: "وظاهر الامر بإطالة الصلاة في هذا الحديث المخالفة لقوله في حديث جابر بن سمرة: كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قصدا وخطبته قصدا. وقال النووي: لا مخالفة لأن المراد بالامر بإطالة الصلاة بالنسبة إلى الخطبة لا التطويل الذي يشق على المؤتمين، قال العراقي: أو حيث احتيج إلى التطويل لادراك بعض من تخلف، قال: وعلى تقدير تعذر الجمع بين الحديثين يكون الاخذ في حقنا بقوله لأنه أدل، لا بفعله لاحتمال التخصيص. انتهى"(نيل الأوطار:٣-٣٣٢).

 

8- قال الخطابي: "قوله عليه السلام: "غسَّل واغتسل، وبكِّر وابتكر" اختلف الناس في معناه، فمنهم مَن ذهب إلى أنه من الكلام المتظاهر الذي يراد به التوكيد ولم تقع المخالفة بين المعنيين لاختلاف اللفظين، وقال: ألا تراه يقول في هذا الحديث: "ومشى ولم يركب"، ومعناهما واحد؟ وإلى هذا ذهب الأثرم صاحب أحمد.    

وقال بعضهم: قولهُ: "غسل". معناه غسل الرأس خاصة، وذلك لأنَّ العرب لهم لِمَمٌ وشعور، وفي غسلها مؤنة، فأفْرَدَ غسل الرأس من أجل ذلك. وإلى هذا ذهب مكحول. 

وقوله: "اغتسل" معناه غسل سائر الجسد. وزعم بعضهم أن قوله: "غَسَّل" معناه: أصاب أهله قبل خروجه إلى الجمعة، ليكون أملك لنفسه، وأحفظ في طريقه لبصره. وقوله: "وبكَّر وابتكر" زعم بعضهم أن معنى "بكَّر": أدرك باكورة الخطبة وهي أولها، ومعنى "ابتكر": قدم في الوقت"(معالم السنن:1/ 213-214).

 

9- قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "فلما طلعت الشمس سار صلى الله عليه وسلم من منى إلى عرفة وأخذ على طريق ضب على يمين طريق الناس اليوم وكان من أصحابه الملبي ومنهم المكبر وهو يسمع ذلك ولا ينكر على هؤلاء ولا على هؤلاء فوجد القبة قد ضربت له بنمرة بأمره، وهي قرية غربي عرفات وهي خراب اليوم فنزل بها حتى إذا زالت الشمس أمر بناقته القصواء فرحلت، ثم سار حتى أتى بطن الوادي من أرض عرنة فخطب الناس وهو على راحلته خطبة عظيمة قرر فيها قواعد الإسلام وهدم فيها قواعد الشرك والجاهلية وخطب خطبة واحدة ولم تكن خطبتين جلس بينهما، وموضع خطبته لم يكن من الموقف فإنه خطب بعرنة، وليست من الموقف، وهو صلى الله عليه وسلم نزل بنمرة وخطب بعرنة ووقف بعرفة، فلما أتم خطبته أمر بلالا فأذن. ثم أقام الصلاة فصلى الظهر ركعتين أسر فيهما بالقراءة وكان يوم جمعة؛ فدل أن المسافر لا يصلي جمعة ثم أقام فصلى العصر ركعتين أيضا ومعه أهل مكة وصلوا بصلاته قصرا وجمعا بلا ريب ولم يأمرهم بالإتمام ولا بترك الجمع"(زاد المعاد:2-244).

 

10- قال ابن القيم -رحمه الله-: "لما كان في الأسبوع كالعيد في العام، وكان العيد مشتملًا على صلاة وقربان، وكان يوم الجمعة يوم صلاة، جعل الله -سبحانه- التعجيلَ فيه إلى المسجد بدلًا مِن القربان، وقائمًا مقامه؛ فيجتمع للرائح فيه إلى المسجد الصلاةُ، والقربان"().

 

11- قال ابن القيم -رحمه الله-: "رسول الله سيِّد الأنام، ويوم الجمعة سيِّد الأيَّام؛ فللصلاة عليه في هذا اليوم مزية ليست لغيره مع حكمة أخرى، وهي أنَّ كلَّ خير نالته أمَّته في الدنيا والآخرة فإنَّما نالته على يده، فجمع الله لأمَّته بين خيري الدنيا والآخرة، فأعظم كرامة تحصل لهم فإنَّما تحصل يوم الجمعة، فإنَّ فيه بعثهم إلى منازلهم وقصورهم في الجنَّة، وهو يوم المزيد لهم إذا دخلوا الجنَّة، وهو يوم عيد لهم في الدنيا، ويوم يُسعفهم الله -تعالى- بطلباتهم وحوائجهم، ولا يردُّ سائلهم، وهذا كلُّه إنَّما عرفوه وحصل لهم بسببه وعلى يده، فمن شكره وحمده وأداء القليل من حقِّه -صلى الله عليه وسلم- أن نكثر من الصلاة عليه في هذا اليوم وليلته"().

 

12- قال ابن القيم رحمه الله في الجمع بين الحديثين عند مسلم بأن يصلى بعد الجمعة أربعا واثنتين قال: "قال شيخنا أبو العباس ابن تيمية: إن صلى في المسجد صلى أربعا، وإن صلى في بيته صلى ركعتين . قلت (أي ابن القيم): وعلى هذا تدل الأحاديث، وقد ذكر أبو داود عن ابن عمر أنه كان إذا صلى في المسجد صلى أربعا، وإذا صلى في بيته صلى ركعتين"(زاد المعاد:1-417).

 

13- قال ابن عثيمين رحمه الله: عند قوله تعالى: (فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ)[الجمعة:9] (ذروا) أي: اتركوا، حتى لو كانت السلعة بين يديك تعرضها للزبون وسمعت المؤذن يقول: (الله أكبر) فدعها وامض، حتى لو قلت: بعت عليك، وسمعته يؤذن قبل أن يقول: قبلت، فعليك أن توقف البيع، فلا يجوز إيجاب ولا قبول بعد أذان الجمعة (ذروا البيع) اتركوا البيع، والآية عامة، أي بيع، سواءٌ كان هذا البيع قليلاً أو كثيراً، حتى لو كان مسواكاً، فإذا أذن للجمعة وأنت تريد أن تشتري مسواكاً لتتسوك به في هذه الصلاة لا يجوز؛ لأنه بيع، لكن استثنى العلماء -رحمهم الله- ما لو كان الإنسان يحتاج إلى شراء ثوب، عنده ثوب نجس لا يمكن أن يصلي فيه، ويحتاج إلى شراء ثوب، فهنا يجوز أن يشتري ثوباً ولو بعد أذان الجمعة الثاني؛ لأنه يشتري الثوب للوصول إلى شرط من شروط الصلاة"(تفسير ابن عثيمين).

 

14- قال ابن القيِّمِ رحمه الله: "في تعظيم يوم الجمعة وكان من هديه صلى الله عليه وسلم تعظيم هذا اليوم وتشريفه، وتخصيصه بخصائص منها: أنه يقرأ في فجره بـ (الم) (السجدة) و (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ) فإنهما تضمنتا ما كان وما يكون في يومها.

ومنها: استحباب كثرة الصلاة فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، وفي ليلته، لأن كُلَّ خَيْرٍ نَالَتْهُ أُمَّتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فعلى يديه، وأعظم كرامة تحصل لهم يَوْمَ الْجُمُعَةِ: فَإِنَّ فِيهِ بَعْثَهُمْ إِلَى مَنَازِلِهِمْ

فِي الْجَنَّةِ، وَهُوَ يَوْمُ الْمَزِيدِ لَهُمْ إِذَا دخلوها، وقربهم من ربهم يوم القيامة، وسبقهم إلى الزيادة بِحَسْبِ قُرْبِهِمْ مِنَ الْإِمَامِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَتَبْكِيرِهِمْ إليها.

ومنها: الاغتسال فِي يَوْمِهَا، وَهُوَ أَمْرٌ مُؤَكَّدٌ جِدًّا، وَوُجُوبُهُ أقوى من وجوب الوضوء من مس الذكر، والرعاف، وَالْقَيْءِ، وَوُجُوبِ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم في التشهد الأخير.

ومنها: الطيب والسواك، ولها مزية فيه على غيره.

ومنها التبكير، والاشتغال بذكر الله تعالى، والصلاة إلى خروج الإمام.

ومنها: الإنصات للخطبة وجوبا.

ومنها: قراءة (الجمعة) و (المنافقين) أو (سبح) و (الغاشية)

ومنها: أن يلبس فيه أحسن ثيابه.

ومنها: أن للماشي إليها بكل خطوة عمل سنة، أجر صيامها وقيامها.

ومنها: أنه يكفر السيئات.

ومنها: ساعة الإجابة.

وكان صلى الله عليه وسلم إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ، وَعَلَا صَوْتُهُ، وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ، حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ: صَبَّحَكُمْ ومساكم. «وكان يقول في خطبته: " أما بعد»، ويقصر الخطبة، ويطيل الصلاة، وَكَانَ يُعَلِّمُ أَصْحَابَهُ فِي خُطْبَتِهِ قَوَاعِدَ الْإِسْلَامِ وَشَرَائِعَهُ، وَيَأْمُرُهُمْ وَيَنْهَاهُمْ فِي خُطْبَتِهِ إِذَا عَرَضَ له أمر، كَمَا أَمَرَ الدَّاخِلَ وَهُوَ يَخْطُبُ أَنْ يُصَلِّيَ ركعتين، وإذا رأى بهم ذا فاقة من حاجة، أمرهم بالصدقة، وحضهم عليها. وكان يشير في خطبته بإصبعه السبابة عند ذكر الله ودعائه.

وكان يستسقي إذا قحط المطر في خطبته، ويخرج إذا اجتمعوا، فَإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ، سَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَإِذَا صَعِدَ المنبر، استقبلهم بوجهه، وسلم عليهم ثُمَّ يَجْلِسُ، وَيَأْخُذُ بلال فِي الْأَذَانِ، فَإِذَا فرغ، قام وخطب، ويعتمد على قوس أو عصا، وَكَانَ مِنْبَرُهُ ثَلَاثَ دَرَجَاتٍ، وَكَانَ قَبْلَ اتِّخَاذِهِ يخطب إلى جذع، ولم يوضع المنبر في وسط المسجد، بل في جانبه الغربي، بينه وبين الحائط قدر ممر شاة، وكان إذا جلس عليه في غير الجمعة، أو خطب قائما يوم الجمعة، استدار أصحابه إليه بوجوههم، وَكَانَ يَقُومُ فَيَخْطُبُ، ثُمَّ يَجْلِسُ جِلْسَةً خَفِيفَةً، ثُمَّ يَقُومُ فَيَخْطُبُ الثَّانِيَةَ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْهَا أخذ بلال في الإقامة.

وكان يأمر بالدنو منه والإنصات، ويخبر أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَالَ لِصَاحِبِهِ: أَنْصِتْ. فَقَدْ لغا، ومن لغا فلا جمعة له.

وكان إذا صلى الجمعة دخل مَنْزِلِهِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ سُنَّتَهَا، وَأَمَرَ مَنْ صَلَّاهَا أَنْ يُصَلِّيَ بَعْدَهَا أربعا. قال شيخنا: إذا صَلَّى فِي الْمَسْجِدِ صَلَّى أَرْبَعًا، وَإِنْ صَلَّى في بيته صلى ركعتين"(مختصر زاد المعاد للشيخ محمد بن عبد الوهاب:29-31).

 

15- سئل ابن باز رحمه الله: "لدينا إمام يصلي بنا، ولكنه لا يقرأ في صلاة الجمعة إلا الغاشية والأعلى، فهل يصح هذا؟

 

فأجاب: هذا سنة، هذا العمل سنة، النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ بـ(سبح اسم ربك الأعلى) في الركعة الأولى من الجمعة وقرأ بالغاشية، لكن المداومة عليها أمر لا ينبغي، بل ينبغي أن يقرأ بغيرهما بعض الأحيان كالجمعة والمنافقين فإن النبي قرأ بهما في الجمعة أيضًا عليه الصلاة والسلام قرأ بالجمعة والمنافقين في الركعتين بعد الفاتحة، وقرأ بسبح والغاشية في الركعتين، وقرأ أيضًا بالجمعة وهل أتاك حديث الغاشية، فالمحفوظ عنه -صلى الله عليه وسلم- ثلاث صور يعني: ثلاثة أنواع:

النوع الأول: سبح في الأولى والغاشية في الثانية بعد الفاتحة.

النوع الثاني: الجمعة في الأولى والمنافقون في الثانية.

النوع الثالث: الجمعة في الأولى والغاشية في الثانية."(الموقع الرسمي لسماحة الشيخ ابن باز).

 

16- ذكر صاحب عون المعبود في شرح الحديث سبب قراءتهما -الأعلى والغاشية- في صلاة الجمعة "أن فيهما من التذكير بأحوال الآخرة والوعد والوعيد ما يناسب قراءتهما في تلك الصلاة الجامعة"(عون المعبود:3-73).

 

17- قال ابن عثيمين -رحمه الله-: "والمراد بذلك خير يوم من أيام الأسبوع، وإنما قلنا هذا لئلا يتعارض مع قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: خير يوم طلعت عليه الشمس يوم عرفة: فإن يوم عرفة أفضل باعتبار العام، وهذا أفضل باعتبار الأسبوع، فيه خلق آدم، وآدم هو أبو البشر خلقه الله عز وجل بيده، خلقه من تراب ثم قال له: (كن فيكون) خلق يوم الجمعة وفيه أدخل الجنة وهي جنة المأوى التي يأوي إليها البشر، أدخله الله الجنة هو وزوجه وقال: اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين فأذن الله لهما أن يأكلا من جميع أشجار الجنة مما شاءا ونهاهما عن شجرة معينة اختبارا وابتلاء

(فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة) وأقسم لهما أن يأكلا من هذه الشجرة وأنه بذلك يحصل لهما الخلد والملك الذي لا يبلى، وما زال بهما حتى أكلا من الشجرة، وكان الله تعالى قد وضع على عورتيهما هيبة فلما أكلا من الشجرة بدت لهما سوءاتهما، وصار كل إنسان ينظر إلى عورته، آدم ينظر إلى عورته، وحواء تنظر إلى عورتها، انكشفت لأنهما هتكا حرمة الله عز وجل بأكلهما من الشجرة، وقال الله تعالى عن ذلك: (وعصى آدم ربه فغوى) لما أكلا منها أمرهما الله عز وجل أن يخرجا من الجنة فهبطا إلى الأرض، وهذا من حكمة الله عز وجل، لأنه لولا ذلك ما وجدت هذه البشرية وهذه الخليقة وحصل هذا الامتحان، ولكن الله تعالى بحكمته قدر لكل شيء سببا، فانظر كيف نزل من الجنة العالية إلى الأرض الهابطة بمعصية واحدة؟ فما بالك بنا نحن معاصينا كثيرة بالليل والنهار، نسأل الله أن يعاملنا وإياكم بعفوه، ومع ذلك نؤمل أملا ما هو إلا أوهام، نؤمل أننا في الدرجات العليا مع أننا هابطون بكثرة المعاصي والتهاون بالواجبات وما يعتري القلوب من الحقد والبغضاء والكراهية، نسأل الله أن يتوب علينا وعليكم وأن يصحح قلوبنا وقلوبكم.

وهذه الجنة التي أهبط منها آدم، اختلف فيها هل هي جنة المأوى أو أنها جنة بستان عظيم على ربوة طيبة الهواء كثيرة الماء؟ والصواب أنها جنة الخلد، وفي هذا يقول ابن القيم:

            فحي على جنات عدن فإنها ... منازلنا الأولى وفيها المخيم

والله على كل شيء قدير، فهذا فضل يوم الجمعة أنه فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، وكلاهما حكمة: خلق آدم حكمة، إدخاله الجنة حكمة، إنزاله إلى الأرض بسبب المعصية حكمة، ولكن اعلموا أن آدم تاب إلى الله هو وزوجه (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)، وقال الله تعالى: (ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى) فكان بعد التوبة خيرا منه قبل التوبة، والله الموفق"(شرح رياض الصالحين:5/164-166).

 

18- قال الإمام النووي -رحمه الله- فقال: "واختلف العلماء في غسل الجمعة، فحكي وجوبه عن طائفة من السلف، حكوه عن بعض الصحابة، وبه قال أهل الظاهر، وحكاه ابن المنذر عن مالك، وحكاه الخطابي عن الحسن البصري ومالك، وذهب جمهور العلماء من السلف والخلف وفقهاء الأمصار إلى أنه سنة مستحبة ليس بواجب، قال القاضي: وهو المعروف من مذهب مالك وأصحابه، واحتج من أوجبه بظواهر هذه الأحاديث، واحتج الجمهور بأحاديث صحيحة منها: حديث الرجل الذي دخل وعمر بن الخطاب يخطب، وقد ترك الغسل، وقد ذكره مسلم، وهذا الرجل هو عثمان بن عفان، جاء مبيناً في الرواية الأخرى، ووجه الدلالة أن عثمان فعله وأقره عمر وحاضرو الجمعة، وهم أهل الحل والعقد، ولو كان واجباً لما تركه ولألزموه.

 

ومنها: قوله -صلى الله عليه وسلم-: "من توضأ، فبها ونعمت، ومن تغسل فالغسل أفضل" حديث حسن في السنن المشهورة، وفيه دليل على أنه ليس بواجب.

 

ومنها: قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لو اغتسلتم يوم الجمعة" وهذا اللفظ يقتضي أنه ليس بواجب؛ لأن تقديره لكان أفضل وأكمل، ونحو هذا من العبادات وأجابوا عن الأحاديث الواردة في الأمر به بأنها محمولة على الندب جمعاً بين الأحاديث"(شرح مسلم:6-133).

 

19- قال العلامة بدر الدين العيني: "فَإِن قيل: قد ثَبت فِي الصَّحِيح هَذَا الحَدِيث فِي قيام رَمَضَان، وَالْآخر فِي صِيَامه، وَالْآخر فِي قيام لَيْلَة الْقدر، وَالْآخر فِي صَوْم عَرَفَة: أَنه كَفَّارَة سنتَيْن، وَفِي عَاشُورَاء أَنه كَفَّارَة سنة، وَالْآخر: رَمَضَان إِلَى رَمَضَان كَفَّارَة لما بَينهمَا، وَالْعمْرَة إِلَى الْعمرَة كَفَّارَة لما بَينهمَا، وَالْجُمُعَة إِلَى الْجُمُعَة كَفَّارَة لما بَينهمَا، وَالْآخر: إِذا تَوَضَّأ خرجت خَطَايَا فِيهِ إِلَى آخِره، وَالْآخر: مثل الصَّلَوَات الْخمس كَمثل نهر ... إِلَى آخِره، وَالْآخر: من وَافق تأمينه تَأْمِين الْمَلَائِكَة غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه ... وَنَحْو ذَلِك، فَكيف الْجمع بَينهَا؟ أُجِيب: إِن المُرَاد أَن كل وَاحِد من هَذِه الْخِصَال صَالِحَة لتكفير الصَّغَائِر، فَإِن صادفها كفرتها، وَإِن لم يصادفها فَإِن كَانَ فاعلها سليما من الصَّغَائِر لكَونه صَغِيرا غير مُكَلّف، أَو موفقا لم يعْمل صَغِيرَة، أَو عَملهَا وَتَابَ، أَو فعلهَا وعقبها بحسنة أذهبتها، كَمَا قَالَ تَعَالَى: (إِن الْحَسَنَات يذْهبن السَّيِّئَات)  فَهَذَا يكْتب لَهُ بهَا حَسَنَات، وَيرْفَع لَهُ بهَا دَرَجَات. وَقَالَ بعض الْعلمَاء: ويرجى أَن يُخَفف بعض الْكَبِيرَة أَو الْكَبَائِر"(عمدة القاري شرح صحيح البخاري:1-234).

 

20- قال الخطابي: "قوله عليه السلام: "غسَّل واغتسل، وبكِّر وابتكر". اختلف الناس في معناه، فمنهم مَن ذهب إلى أنه من الكلام المتظاهر الذي يراد به التوكيد ولم تقع المخالفة بين المعنيين لاختلاف اللفظين، وقال: ألا تراه يقول في هذا الحديث: "ومشى ولم يركب"، ومعناهما واحد؟ وإلى هذا ذهب الأثرم صاحب أحمد.

 

وقال بعضهم: قولهُ: "غسل". معناه غسل الرأس خاصة، وذلك لأنَّ العرب لهم لِمَمٌ وشعور، وفي غسلها مؤنة، فأفْرَدَ غسل الرأس من أجل ذلك. وإلى هذا ذهب مكحول. 

 

وقوله: "اغتسل" معناه غسل سائر الجسد. وزعم بعضهم أن قوله: "غَسَّل" معناه: أصاب أهله قبل خروجه إلى الجمعة، ليكون أملك لنفسه، وأحفظ في طريقه لبصره. وقوله: "وبكَّر وابتكر" زعم بعضهم أن معنى "بكَّر": أدرك باكورة الخطبة وهي أولها، ومعنى "ابتكر": قدم في الوقت"(معالم السنن:1/213-214).

 

21- قال العلامة المناوي: "(تقعد الْمَلَائِكَة) أَي الَّذين مِنْهُم فِي الأَرْض (على أَبْوَاب الْمَسَاجِد) أَي الاماكن الَّتِي تُقَام فِيهَا الْجُمُعَة وَخص الْمَسَاجِد لَان الْغَالِب إقامتها فِيهَا (يَوْم الْجُمُعَة) من أول النَّهَار (فيكتبون) فِي صُحُفهمْ الأول وَالثَّانِي وَالثَّالِث وَهَكَذَا (حَتَّى إِذا خرج الامام) ليصعد الْمِنْبَر للخطبة (رفعت الصُّحُف) أَي طووها ورفعوها للعرض من جَاءَ بعد ذَلِك فَلَا تصيب لَهُ فِي ثَوَاب التبكير"(التيسير بشرح الجامع الصغير:1-455).

 

22- قال علي القاري في شرح حديث: "يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ " قال: الظَّاهِرُ أَنَّ " أَوْ " لِلتَّنْوِيعِ لَا لِلشَّكِّ " إِلَّا وَقَاهُ اللَّهُ "، أَيْ: حَفِظَهُ " فِتْنَةَ الْقَبْرِ "، أَيْ: عَذَابَهُ وَسُؤَالَهُ، وَهُوَ يَحْتَمِلُ الْإِطْلَاقَ وَالتَّقْيِيدَ، وَالْأَوَّلُ هُوَ الْأَوْلَى بِالنِّسْبَةِ إِلَى فَضْلِ الْمَوْلَى، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ شَرَفَ الزَّمَانِ لَهُ تَأْثِيرٌ عَظِيمٌ، كَمَا أَنَّ فَضْلَ الْمَكَانِ لَهُ أَثَرٌ جَسِيمٌ"(مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح:3-1021).

 

23- قال ابن قيم الجوزية: "وأجمع المسلمون على أن الجمعة فرض عين"(زاد المعاد:1-385).

 

24- سائل يسأل: القول المختار في العدد الذي تنعقد به الجمعة؟

 

أجاب ابن باز: "اختلف العلماء رحمهم الله في هذه المسألة على أقوال كثيرة: أشهرها أن العدد الذي تنعقد به الجمعة أربعون رجلًا، وبه قال الإمامان مالك والشافعي رحمهما الله وجماعة، وهو المشهور من مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، واحتجوا على ذلك بما روي أن أول جمعة جمعت في المدينة كانت بهذا العدد، وقيل: تنعقد باثنى عشر رجلًا، وهو قول ربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ الإمام مالك بن أنس رحمة الله عليهما، وقيل: تنعقد بأربعة وهو مذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله، وقيل: تنعقد بثلاثة وهذا القول هو قول الإمام الأوزاعي إمام أهل الشام في عصره رحمه الله وهو رواية عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ذكرها عنه جماعة من أصحابه منهم: الموفق في المقنع وصاحب الفروع وغيرهما، واختار هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وقيل: تنعقد باثنين، وفي المسألة أقوال أخر سوى ما ذكرنا ذكرها أبو محمد ابن حزم وغيره.

وأصح الأقوال في هذه المسألة قول من قال: تنعقد بثلاثة لوجوه:

منها: أن الأصل وجوب إقامة الجمعة على أهل القرى والأمصار فلا يجوز لهم تركها إلا بحجة، ولا حجة في تركها لمن بلغ هذا العدد.

 

ومنها: أن الثلاثة هي أقل الجمع في اللغة العربية، وإطلاق الجمع على الاثنين خلاف الأغلب المشهور في اللغة فحمل الأدلة الشرعية على ما هو الأغلب أولى وأحوط في الدين.

 

ومنها: أن بقية الأقوال لا حجة عليها واضحة توجب الأخذ بها والتعويل عليها، فوجب العدول عنها، والأخذ بالقول الذي يجمع الأدلة، ويبرئ الذمة وتحصل به الحيطة لطالب الحق، ولو كان العدد الذي فوق الثلاثة شرطًا في إقامة الجمعة لنبه عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأرشد إليه الأمة، فلما لم يوجد شيء من ذلك دل ذلك على أنه ليس بشرط لإقامتها، أما الثلاثة فلا حاجة إلى التنبيه على وجوب إقامتها عليهم؛ لأنهم أقل الجمع وقد دل النص والإجماع على أنها لا تقام إلا في جماعة والثلاثة أقل الجماعة كما تقدم"(مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز:30-231).

 

25- قال الشيخ عبدالرزاق العباد: "أعظم ما ينبغي أن يُعتنى به تذكيراً وبياناً ونُصحاً وإرشاداً وتوجيهاً ودلالة في هذا اليوم المبارك: التذكير بأصول الإيمان، وقواعد الدِّين العظام، وتفاصيل الشريعة مما يحتاج الناس إليه، ويحتاجون إلى التذكير والمذاكرة فيه مما يكون به زوال الغفلة، وحصول اليقظة، وزيادة الإيمان، وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام: "الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ".

 

فما أجمل حال أهل الإيمان وهم يتذكرون هذه الشعب العظيمة، والخصال الجليلة، ويُذكّرون بها في هذا اليوم الأغر المبارك فيزدادون إيماناً، وتزداد صلتهم بالله، واستمساكهم بشرائع الإسلام، وقواعد الدِّين العظام، بخلاف ما إذا نحِي بخطبة الجمعة مناحٍ أخرى تُشتت فيها الأذهان، وتُبعد عن حقيقة ما يطلب في مثل هذا الاجتماع.

 

علينا جميعاً أن نرعى لهذا اليوم حقَّه، وأن نعرف له مكانته، وأن نربي أنفسنا وأبناءنا على العناية بهذا اليوم المبارك، جعل الله هذا اليوم لنا جميعاً خير زاد إلى رضوان الله وإلى سعادة الدنيا والآخرة"(خطبة: آداب وفضائل يوم الجمعة).

 

26- قال ابن رجب -رحمه الله-: وقوله: "ويتطهر ما استطاع من طهر" الظاهر: أنَّه أراد به المبالغة في التنظف، وإزالة الوسخ، وربما دخل فيه تقليم الأظفار، وإزالة الشعر من قص الشعر وحلق العانة ونتف الإبط؛ فإنَّ ذلك كله طهارة"(شرح صحيح البخاري المسمى فتح الباري؛ لابن رجب:5-28).

 

27- قال الإمام ابن باز -رحمه الله-: "أرجح الأقوال في ساعة الإجابة يوم الجمعة قولان:

أحدهما: أنَّها بعد العصر إلى غروب الشمس في حقِّ من جلس ينتظر صلاة المغرب، سواء كان في المسجد أو في بيته يدعو ربه، وسواء كان رجلاً أو امرأة؛ فهو حري بالإجابة، لكن ليس للرجل أن يصلي في البيت صلاة المغرب ولا غيرها إلا بعذر شرعي، كما هو معلوم من الأدلة الشرعية.

 

الثاني: أنَّها من حين يجلس الإمام على المنبر للخطبة يوم الجمعة، إلى أن تقضى الصلاة، فالدعاء في هذين الوقتين حري بالإجابة. وهذان الوقتان هما أحرى ساعات الإجابة يوم الجمعة لما ورد فيهما من الأحاديث الصحيحة الدالة على ذلك، وترجى هذه الساعة في بقية ساعات اليوم، وفضل الله واسع"(مجموع فتاوى ومقالات متنوعة6-125).

 

 

28- قال سماحة الشيخ ابن باز -رحمه الله-: "قراءة سورة الكهف يوم الجمعة جاءت فيها أحاديث كلها ضعيفة، لكن يشد بعضها بعضاً، وثبت عن ابن عمر أنَّه كان يقرؤها -رضي الله عنه- كل جمعة، فإذا قرأها الإنسان يوم الجمعة فهو حسن، ويرجى لك فيها الثواب الذي جاء في الأحاديث، وليس ذلك بأمر مقطوع به؛ لأنَّ الأحاديث فيها ضعف، إنَّما هو مستحب"(موقع سماحة الشيخ ابن باز).

 

29- قال الدكتور موسى لاشين: "شاء الله -عز وجل- أن يجعل للأمم أياماً يسبغ عليهم فيها فضله، ويرغبهم في التسابق في الخيرات في هذه المواسم، فهناك أيام مفضلة على مستوى العام كيوم عرفة والأيام العشر، وليال على مستوى السنة كليلة القدر، وشهر على مستوى الأشهر كشهر رمضان.

 

وهناك يوم كل أسبوع هو يوم الجمعة، خير يوم طلعت عليه الشمس كل أسبوع، عرض على اليهود ليعظموه ويقيموا شعائر العبادة فيه، فجادلوا موسى عليه السلام، وطلبوا منه أن يجعل لهم السبت بدل الجمعة، لأن الله في اعتقادهم لم يخلق شيئاً يوم السبت، فأوحي إلى موسى أن دعهم واختيارهم.

 

نسوا أن الله خلق آدم في يوم جمعة، وأدخله الجنة في يوم جمعة، وأخرجه من الجنة في يوم جمعة، ولا تقوم الساعة إلا في يوم جمعة.

 

لقد هدى الله الأمة الإسلامية لاختيار يوم الجمعة، فتجمع في المدينة قبل الهجرة مسلموها واختاروا يوم الجمعة يوماً للتلاقي وتجمعوا وصلى بهم سعد بن زرارة، وأوحى الله تعالى إلى نبيه صحة اجتهاد أصحابه واختيارهم لهذا اليوم للتجمع، فجمع بهم (عقب وصوله المدينة).

لقد أصبح المسلمون بهذه الفضيلة آخر الأمم زماناً وأولها فضيلة ومنزلة سبق اليهود والنصارى في الوجود، وسبقوا في إتيانهم التوراة والإنجيل، لكن المسلمين فضلوا بنسخ كتابهم لما سبقه من الكتب، وفضلوا بيوم الجمعة وما فيه من ساعة يجاب فيها الداعي ويعطى ما يطلب فضلاً من الله وكرماً.

 

وشاء الله تكريم الأمة المتأخرة في الوجود بتقديمها في البعث، وتقديمها في القضاء بين الناس، وتقديمها في دخول الجنة.

 

إن يوم الجمعة وصلاة الجمعة سوق حسنات وفضل رابحة، فما أسعد من أفاد من هذه السوق فسعى إلى المسجد مبكراً مغتسلاً متطيباً فأنصت للخطبة وصلى ما كتب له، وما أشقى من نكص على عقبه واستهواه الشيطان فأنساه ذكر الله وحال بينه وبين حضور صلاة الجمعة، فمن لم يحافظ عليها طبع الله على قلبه وجعله من الغافلين المطرودين من رحمته ورضوانه"(فتح المنعم شرح صحيح مسلم:4- 68).

 

 

 

 

 


 

التحليلات

1- اللمعة في خصائص يوم الجمعة؛ لجلال الدين السيوطي.

 

2- كتاب الجمعة؛ لأحمد بن شعيب بن علي النسائي أبو عبد الرحمن.

 

3- سنة الجمعة؛ لشيخ الإسلام ابن تيمية.

 

4- كتاب الجمعة وفضلها؛ لسمير أمير الزهيري.

 

5- أحكام يوم الجمعة؛ لسعود الجنيدي.