جبن

2022-10-05 - 1444/03/09

التعريف

الجبن لغة:

مصدر قولهم: جبن يجبن أي صار جبانا، وهو مأخوذ من مادّة (ج ب ن) الّتي تدلّ على ضعف في القلب وذلك صفة الجبان، يقال: رجل جبان وجبّان وجبين: هيّاب للأشياء فلا يتقدّم عليها، ومن المجاز قولهم: جبان الكلب، أي في نهاية الكرم، لأنّه لكثرة تردّد الضّيفان إليه يأنس كلبه فلا يهرّ أبدا، وقال ابن منظور: جمع الجبان جبناء، وهو ضدّ الشّجاع والأنثى: جبان (أيضا) مثل حصان ورزان، والفعل جبن وجبن بالفتح والضّمّ، والمصدر الجبن والجبن والجبانة، واجبنه: وجده جبانا أو حسبه إيّاه، ومن ذلك قول عمرو بن معديكرب: للّه درّكم يا بني سليم، قاتلناكم فما أجبنّاكم. أي فما وجدناكم جبناء، وحكي أيضا قولهم: هو يجبّن أي يرمى بالجبن ويقال له، وجبّنه تجبينا نسبه إلى الجبن، وفي الحديث «أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم احتضن أحد ابني ابنته، وهو يقول: واللّه إنّكم لتجبّنون وتبخّلون وتجهّلون، وإنّكم لمن ريحان اللّه» يقال: جبّنت الرّجل وبخّلته وجهّلته، إذا نسبته إلى الجبن والبخل والجهل. وكانت العرب تقول: الولد مجبنة مبخلة. لأنّه يحبّ البقاء والمال لأجله وتجبّن الرّجل: غلظ.[مقاييس اللغة لابن فارس (1/ 305). لسان العرب (1/ 539- 540). والصحاح (5/ 2090- 2091)، وتاج العروس (18/ 102)، ومقاييس اللغة (1/ 305) ] .

 

الجبن اصطلاحاً:

هي هيئة حاصلة للقوة الغضبية بها يحجم عن مباشرة ما ينبغي وما لا ينبغي. [التعريفات للجرجاني (ص73) ] . وقال ابن مسكويه هو: الخوف مما لا ينبغي أن يخاف منه.[تهذيب الأخلاق لابن مسكويه (ص23) ] . وعرفه الجاحظ بقوله: هو الجزع عند المخاوف والإحجام عما تحذر عاقبته أو لا تؤمن مغبته [تهذيب الأخلاق للجاحظ (ص 33) ] . وقال الفيروز آباديّ: الجبن: ضعف القلب عمّا يحقّ أن يقوى عليه [بصائر ذوي التمييز (1/ 366) ] .

العناصر

1- معنى الجبن .

2- أسباب الجبن .

3- أنواع الجبن .

4- مظاهر الجبن .

5- الفرق بين الجبن و الخوف .

6- كيف تطرد الخوف من الموت والمرض ؟.

7- الفرق بين الحزم والجبن .

8- جبن القلب والخوف من المخلوق ينافي حقيقة التوكل .

9- أضرار الجبن على الفرد والمجتمع .

10- طرق ووسائل علاج الجبن .

الايات

1- قال تعالى: (إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا * وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا * وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلاَّ فِراراً) [الأحزاب: 10 – 13] .

2- قوله تعالى: (لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلاّ فِي قُرًى مّحَصّنَةٍ أَوْ مِن وَرَأَىءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ) [الحشر: 14] . 

3- قوله تعالى: (أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً) [الأحزاب: 19] . 

4- قوله تعالى: (كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ * يُجادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ) [الأنفال: 5 ، 6] . 

5- قوله تعالى: (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ) [الأنفال: 11] . 

6- قوله تعالى: (أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَؤُكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [التوبة: 13] . 

7- قوله تعالى: (وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) [المنافقون: 4] . 

8- قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُون إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) [البقرة:160] .

9- قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) [الأنفال:15، 16].

الاحاديث

1- عن سعد بن أَبي وقاص - رضي الله عنه: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَتَعَوَّذُ دُبُرَ الصَّلَواتِ بِهؤُلاءِ الكَلِمَاتِ: «اللَّهُمَّ إنِّي أَعوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ وَالبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ العُمُرِ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ القَبْرِ». [أخرجه البخاري 4/ 27 (2822) ] .

2- عن عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- أنّه قال: «إنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، كان يتعوّذ من خمس: من البخل، والجبن، وفتنة الصّدر ، وعذاب القبر، وسوء العمر» [أحمد (1/ 22) وقال شعيب الأرناؤوط إسناده صحيح على شرط الشيخين ] .

3- عن عقبة بن عامر- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ أنسابكم هذه ليست بسباب على أحد، وإنّما أنتم ولد آدم، طفّ الصّاع، لم تملؤوه، ليس لأحد فضل إلّا بالدّين أو عمل صالح، حسب الرّجل أن يكون فاحشا بذيّا بخيلا جبانا» [أحمد (4/ 145) (4/ 158) وقال شعيب الأرناؤوط إسناده حسن ] .

4- عن أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال لأبي طلحة: «التمس لي غلاما من غلمانكم يخدمني حتّى أخرج إلى خيبر، فخرج بي أبو طلحة مردفي وأنا غلام راهقت الحلم، فكنت أخدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا نزل، فكنت أسمعه كثيرا يقول: «اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الهمّ والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدّين ، وغلبة الرّجال ... الحديث» [البخاري- الفتح 6 (2893) واللفظ له. ومسلم (2706) ] .

5- عن جبير بن مطعم- رضي اللّه عنه- قال: بينا أنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ومعه النّاس مقبلا من حنين علقت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الأعراب يسألونه حتّى اضطرّوه إلى سمرة فخطفت رداءه، فوقف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: «أعطوني ردائي فلو كان عدد هذه العضاه نعما لقسمته بينكم ثمّ لا تجدونني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا» [البخاري- الفتح 6 (3148) ] .

6- عن يعلى العامري، أنه قال: جاء الحسن والحسين يسعيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فضمهما إليه وقال: «إن الولد مبخلة مجبنة» [ابن ماجة (3666) وقال الألباني رحمه الله صحيح ] .

7- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «شرّ ما في رجل شحّ هالع وجبن خالع» [أحمد (2/ 302) وقال شعيب الأرناؤوط إسناده صحيح] .

8- عن زيد بن أرقم- رضي اللّه عنه- قال: لا أقول لكم إلّا كما كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول، كان يقول: «اللّهمّ إنّي أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم وعذاب القبر. اللّهمّ آت نفسي تقواها، وزكّها أنت خير من زكّاها. أنت وليّها ومولاها، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها» [مسلم (2722) ] .

9- عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُوْلُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - :«مَنْ هَالَهُ اللَّيلُ أَنْ يُكَابِدَهُ ، أَوْ بَخِلَ بِالْمَالِ أَنْ يُنفِقَهُ ، أَوْ جَبُنَ عَنِ الْعَدِوِّ أَنْ يُقَاتِلَهُ ، فَلْيُكْثِرْ مِنْ سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمدِهِ ، فَإِنَّهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ جَبَلِ ذَهَبٍ يُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ» [المعجم الكبير رقم 7800 ، وقال الألباني "صحيح لغيره ] .

الاثار

1- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: الجبن والشجاعة غرائز في الناس تلقى الرجل يقاتل عمن لا يعرف وتلقى الرجل يفر عن أبيه [مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا (ص 70) ] .

2- قال أبو بكر- رضي اللّه عنه- يوصي يزيد بن أبي سفيان وقد أمّره على جيش بعثه إلى الشّام: إنّي موصيك بعشر خلال: لا تقتلوا امرأة، ولا صبيّا، ولا كبيرا هرما، ولا تقطعوا شجرا مثمرا، ولا تخرّبنّ عامرا، ولا تعقرنّ شاة ولا بعيرا إلّا لمأكلة، ولا تغرقنّ نخلا، ولا تحرقنّه، ولا تغلل، ولا تجبن [ذكره السيوطي في تاريخ الخلفاء (120) ] .

3-- قال عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه:كرم المؤمن تقواه، ودينه حسبه، ومروءته خلقه، والجرأة والجبن غرائز يضعها اللّه حيث شاء، فالجبان يفرّ عن أبيه وأمّه، والجريء يقاتل عمّا لا يؤوب به إلى رحله، والقتل حتف من الحتوف ، والشّهيد من احتسب نفسه على اللّه. [الموطأ (2/ 463) ] .

4- قال أبو الزّناد رحمه اللّه تعالى: لمّا حضرت خالد بن الوليد الوفاة بكى، ثمّ قال: لقد حضرت كذا وكذا زحفا وما في جسدي شبر إلّا وفيه ضربة سيف أو طعنة برمح، أو رمية بسهم، وها أنا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت العير، فلا نامت أعين الجبناء. [البداية والنهاية (7/ 117) ] .

القصص

1- من أجبن العرب، أبو حية النميري، كان جباناً يضرب به المثل، أخذ سيفاً من خشب، فكانت قبيلته إذا قاتلت أخذ السيف من الخشب وجلس في آخرهم، فإن انتصروا ضارب معهم وإن هزموا فر، وكان يسمي سيفه (ملاعب الأسنة) وكان يعرض سيفه من الخشب أمامه ويقول: يا سيف، كم من نفس أهدرتها ومن دم أسلته!! قال عنه ابن قتيبة في عيون الأخبار وصاحب العقد الفريد: دخل كلب في ظلام الليل بيته، فخرج هو وزوجته وتناول السيف -سيف ملاعب الأسنة- وخرج خارج المنزل وأخذ يقول: الله أكبر وعد الله حق.

فاجتمع أهل الحي -وأظنه عاش في الإسلام في القرن الأول، وقالوا: مالك؟ قال: عدو محارب انتهك عرضي ودخل عليَّ في البيت وهو الآن في البيت. ثم قال: يا أيها الرجل اخرج إن كنت تريد مبارزة فأنا أبو المبارزة، وإن كنت تريد قتلاً فأنا أم القتل كل القتل، وإن كنت تريد المسالمة فأنا عندك في مسالمة. فبقي يتراود ويضرب الباب بالسيف وينادي، فلما أحس الكلب بجلبة الناس خرج من بينهم، فألقى السيف من الخوف وقال: الحمد لله الذي مسخك كلباً وكفانا حرباً.[درس للشيخ عائض القرني رقم (398) ] .

الاشعار

1- من أمثال الطغرائي في لامية العجم قوله:

حب السلامة يثني عزم صاحبه *** عن المعالي ويغري المرء بالكسل

[خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف: تقي الدين أبي بكر علي بن عبد الله الحموي الأزراري الناشر: دار ومكتبة الهلال - بيروت الطبعة الأولى ، 1987 تحقيق: عصام شعيتو (1/187) ].

 

2- ولله در المتنبي حين قال:

إذا غامرت في شرف مروم *** فلا تقنع بما دون النجوم

فطعم الموت في أمر صغير *** كطعم الموت في أمر عظيم

يرى الجبناء أن العجز عقل *** وتلك خديعة الطبع اللئيم

وكل شجاعة في المرء تغني *** ولا مثل الشجاعة في الحكيم

وكم من عائب قولا صحيحا *** وآفته من الفهم السقيم

[ديوان المتنبي المطبوع مع شرح العكبري المسمى بالتبيان في شرح الديوان (4/120) ].

 

3- قال عمرو بن أمامة:

لقد حسوت الموت قبل ذوقه *** إنّ الجبان حتفه من فوقه

كلّ امرىء مقاتل عن طوقه *** والثّور يحمي أنفه بروقه

[مجمع الأمثال لأبي الفضل أحمد بن محمد النيسابوري الميداني (1/ 39) ].

الدراسات

متفرقات

1- قال ابن القيم رحمه الله:...الجبن يتولد من سوء الظن وعدم الصبر فلا يظن الظفر ولا يساعده الصبر وأصل الجبن من سوء الظن ووسوسة النفس بالسوء وهو ينشأ من الرئة فإذا ساء الظن ووسوست النفس بالسوء انتفخت الرئة فزاحمت القلب في مكانه وضيقت عليه حتى أزعجته عن مستقره فأصابه الزلازل والاضطراب لإزعاج الرئة له وتضييقها عليه ولهذا جاء في حديث عمرو بن العاص الذي رواه أحمد وغيره عن النبي شر ما في المرء جبن خالع وشح هالع فسمى الجبن خالعا لأنه يخلع القلب عن مكانه لانتفاخ السحر وهو الرئة كما قلا أبو جهل لعتبة بن ربيعة يوم بدر انتفخ سحرك فإذا زال القلب عن مكانه ضاع تدبير العقل فظهر الفساد على الجوارح فوضعت الأمور على غير مواضعها...[الروح ص 236] .

2- قال عبد الرحيح العلياني: الجبن خوف وهمي لم تنعقد أسبابه، والجبن مذموم، ولهذا استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الجبن، فإنه خوف من غير مبرر، إذ يرى ما ليس بسبب سبباً، وهو ليس بسبب في الحقيقة، فهذا مذموم. [شرح كتاب التوحيد عبد الرحيم بن صمايل العلياني السلمي ص 8] .

3- قال ابن القيم: والجبن خلق مذموم عند جميع الخلق وأهل الجبن هم أهل سوء الظن بالله وأهل الشجاعة والجود هم أهل حسن الظن بالله [الفروسية (ص 491) ] .

4- يقول ابن القيم: والجبن والبخل قرينان: فإن عدم النفع منه إن كان ببدنه فهو الجبن، وإن كان بماله فهو البخل [الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن القيم (1/ 73) ] .

5- قال ابن تيمية: قد بين الله في كتابه: أن ما يوجبه الجبن من الفرار هو من الكبائر الموجبة للنار [قاعدة في الانغماس في العدو لابن تيمية (ص 40) ] .

6- قال ابن تيمية- رحمه اللّه تعالى.: إنّ الجميع يتمادحون بالشّجاعة والكرم حتّى إنّ ذلك عامّة ما يمدح به الشّعراء ممدوحيهم في شعرهم، وكذلك يتذامّون بالبخل والجبن [باختصار من الاستقامة (2/ 263) ] .

7- قال الأبشيهيّ- رحمه اللّه تعالى-: الجبن خلق مذموم قد استعاذ منه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ونحن نعوذ باللّه ممّا استعاذ منه سيّد الخلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ويكفي في ذمّه أن يقال في وصف الجبان: إن أحسّ بعصفور طار فؤاده، وإن طنّت بعوضة طال سهاده، يفزع من صرير الباب، ويقلق من طنين الذّباب. إن نظرت إليه شزرا أغمي عليه شهرا، يحسب خفوق الرّياح قعقعة الرّماح. [ نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (9/4321) ] .

التحليلات

الإحالات

1- الاستقامة - ابن تيمية تحقيق محمد رشاد سالم 2/268 جامعة محمد بن سعود الطبعة الأولى 1403.

2- موارد الظمآن لدروس الزمان - عبد العزيز السلمان 3/6 الطبعة الثامنة 1408.

3- السنة المؤلف: عبد الله بن أحمد بن حنبل الشيباني الناشر: دار ابن القيم - الدمام الطبعة الأولى ، 1406 تحقيق: د. محمد سعيد سالم القحطاني (2/567).

4- الفتن المؤلف: نعيم بن حماد المروزي الناشر: مكتبة التوحيد - القاهرة الطبعة الأولى ، 1412 تحقيق: سمير أمين الزهيري (2/467).

5- الموالاة والمعاداة في الشريعة الإسلامية المؤلف: محماس بن عبد الله بن محمد الجلعود (1/389).

6- رَكائزُ الإيمانِ تأليف: محمد قطب حققه وخرج أحاديثه ونسقه: علي بن نايف الشحود الطبعة الأولى 1430 هـ - 2009م بهانج - دار المعمور (1/414).

7- معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول المؤلف: حافظ بن أحمد حكمي الناشر: دار ابن القيم - الدمام الطبعة الأولى ، 1410 - 1990 تحقيق: عمر بن محمود أبو عمر (2/740).

8- أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن المؤلف: محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي الناشر: دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع بيروت - لبنان عام النشر: 1415 هـ - 1995 مـ (1/153).

9- أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير المؤلف: جابر بن موسى بن عبد القادر بن جابر أبو بكر الجزائري الناشر: مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية الطبعة: الخامسة، 1424هـ/2003م (4/254).

10- التحرير والتنوير المعروف بتفسير ابن عاشور المؤلف: محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي الناشر: مؤسسة التاريخ العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1420هـ/2000م (2/456).

11- التفسير المنير فى العقيدة والشريعة والمنهج - وهبة بن مصطفى الزحيلى الموضوع: فقهى و تحليلى القرن: الخامس عشر الناشر: دار الفكر المعاصر مكان الطبع: بيروت دمشق سنة الطبع: 1418 ق (4/118).

12- تفسير القرآن العظيم - أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي المحقق: سامي بن محمد سلامة، الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع الطبعة: الثانية 1420هـ - 1999 م (6/391).

13- في ظلال القرآن المؤلف: سيد قطب (2/26) ترقيم الشاملة.