وقار

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

التوقير:

 

التعظيم والترزين (المختار: ص 732) .

الوَقَار: السُّكون والحِلْم والرَّزانة، مصدر وَقَرَ يَقِرُ وَقارًا وَقِرَة إذا ثبت، فهو وَقُور ووَقار، ومتوقِّر، وأصل هذه المادَّة يدلُّ على ثِقَل في الشَّيء، وفلان ذو قِرَة، أي: وَقار، ورجل موقَّر: مجرَّب. والتَّوقِير: التَّعظيم والتَّرزين، ومنه قول الله تعالى: مَّا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا [نوح: 13] وأمّا قولك: وقَّر الرَّجل، أي: بجَّلَه وعظَّمه، ومنه قوله تعالى: وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ [الفتح: 9] (الصحاح؛ للجوهري: 2-848، لسان العرب؛ لابن منظور: 8/4889-4891، مفردات القرآن؛ للراغب الأصفهاني: 880، المصباح المنير؛ للفيومي: 2-668)

 

الوقار: هو سكون النَّفس وثباتها عند الحركات التي تكون في المطَالب (تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق؛ لابن مسكويه: ص 28)

 

وقيل: هو التَّأنِّي في التَّوجُّه نحو المطَالب (التَّعريفات؛ للجرجاني: 205)

 

وقيل: الوَقَار هو الإمْسَاك عن فضول الكلام والعبث، وكثرة الإشارة والحركة، فيما يُسْتَغنى عن التَّحرُّك فيه، وقِلَّة الغَضَب، والإصغاء عند الاستفهام، والتَّوقُّف عن الجواب، والتَّحفُّظ من التَّسرُّع (تهذيب الأخلاق؛ المنسوب للجاحظ: 22)

 

وقيل: "الوَقَار وَسَط بين الكِبْر والتَّواضع"( ميزان العمل؛ للغزالي: ص 277).

 

- الفرق بين التَّوْقير والوَقَار:

"أنَّ التَّوقير يُستعمل في معنى التَّعظيم؛ يقال: وقَّرته، إذا عظَّمته. وقد أُقِيم الوَقَار موضع التَّوقير في قوله تعالى: مَّا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا [نوح: 13] أي: تعظيمًا"(الفروق اللُّغويَّة؛ لأبي هلال العسكري: 1-147).

 

قال ابن تيمية: "التَّوقير: اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما فيه سكينة وطُمأنينة مِن الإجلال والإكرام، وأن يُعامل من التَّشريف والتَّكريم و التَّعظيم بما يصونه عن كلِّ ما يُخرجه عن حدِّ الوَقَار"(الصَّارم المسلول: 1-425).

 

- الفرق بين السَّكينة والوَقَار:

قال النَّوويُّ: "قيل: هما بمعنى... والظَّاهر أنَّ بينهما فَـرْقًا، وأنَّ السَّكينة هي التَّأنِّي في الحركات واجتناب العبث، والوَقَار في الهيئة كغضِّ البصر، وخفض الصَّوت وعدم الالتفات"(شرح النَّووي على مسلم: 5-100).

 

العناصر

1- بين الوقار والتوقير 

 

2- أهمية الوقار وفضله

 

3- صور من توقير العبد لربه جل وعلا ولنبيه صلى الله عليه وسلم 

 

4- صور من توقير العبد لنبي الله وأوليائه

 

5- فوائد التحلي بالوقار وثمراته

 

6- الطيش في مرحلة الشباب

 

7- وسائل مقاومة الطيش

 

الايات

1- قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [الحجرات:2-5].

 

2- قال تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا) [الفرقان: 63].

 

3- قال تعالى: (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) [لقمان: 19]

 

4- قال تعالى: (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) [الفتح:9]. 

 

5- (مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لله وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا)[نوح:13-14].

 

الاحاديث

1- عن أبي مسعود قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يمسح منا كبنا في الصلاة ويقول: “استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ليلني منكم أولو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم”(رواه مسلم: 122).

 

2- عن أبي ليلى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سهل عن سهل بن أبي حثمة أنه أخبره هو ورجال من كبراء قومه أن عبد الله بن سهل ومحيصة خرجا إلى خيبر من جهد أصابهم فأخبر محيصة أن عبد الله قتل وطرح في فقير أو عين فأتى يهود فقال أنتم والله قتلتموه قالوا ما قتلناه والله ثم أقبل حتى قدم على قومه فذكر لهم وأقبل هو وأخوه حويصة وهو أكبر منه وعبد الرحمن بن سهل فذهب ليتكلم وهو الذي كان بخيبر فقال النبي صلى الله عليه وسلم لمحيصة: “كبر كبر “يريد السن فتكلم حويصة ثم تكلم محيصة ... الحديث (رواه البخاري: 7192).

 

3- عن صخر بن جويرية عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أراني في المنام أتسوك بسواكٍ فجاءني رجلان أحدهما أكبر من الآخر فناولت الأصغر منهما فقيل لي كبر فدفعته إلى الأكبر منهما”(أخرجه البخاري تعليقاً ومسلم بالإسناد).

 

4- عن أبى موسى الأشعرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن من إجلال الله إكرام ذى الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالى فيه والجافى عنه وإكرام ذى السلطان المقسط”(رواه أبو داود: 4845 وحسنه الألباني).

 

5- عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: “ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا”(رواه الترمذي: 1920 وصححه الألباني).

 

6- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال صلى الله عليه وسلم: “أخبروني بشجرة مَثلها مَثَلُ المسلم، تؤتي أكلَها كلَّ حين بإِذن ربها، لا تَحُتُّ ورقها”، فوقع في نفسي النخلة، فكرهت أن أتكلم، وثَمَّ أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، فلما لم يتكلما، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “هي النخلة”، فلما خرجتُ مع أبي قلت: يا أبت وقع في نفسي النخلة، قال:، ما منعك أن تقولها؟ لو كنت قلتها كان أحبَّ إلي من كذا وكذا، قال: ما منعني إلا لم أرك ولا أبا بكر تكلمتما، فكرهتُ (متفق عليهما).

 

7- عن عائشة رضي الله عنها قالت: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعًا قطُّ ضاحكًا، حتى تُرى منه لهواته، وإنَّما كان يتبسَّم"(واه البخاري: 6092، ومسلم: 899).

 

8- عن عبد الله بن عبَّاس رضي الله عنهما أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ الهَدي الصَّالح والسَّمت الصَّالح والاقتصاد جُزءٌ من خمسة وعشرين جزءًا من النُّبوَّة"(رواه أبو داود: 4776، وحسَّنه الألباني).

 

9- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: "أتاكم أهل اليمن، هم أرقُّ أفئدةً، وألين قلوبًا. الإيمان يمان، والحكمة يمانيَّة، والفخر والخُيَلاء في أصحاب الإبل، والسَّكينة والوَقَار في أهل الغنم"(رواه البخاري: 4388، ومسلم: 52).

 

10- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سمعتم الإقامة، فامشوا إلى الصَّلاة وعليكم بالسَّكينة والوَقَار، ولا تسرعوا، فما أدركتم فصلُّوا، وما فاتكم فأتمُّوا"(رواه البخاري: 636، ومسلم: 602).

 

11- عن أمِّ معبد تصف  النَّبي صلى الله عليه وسلم قالت: "إن صَمَت فعليه الوَقَار، وإن تكلَّم سَمَاه وعلاه البهاء، أجمل النَّاس وأبْهَاه من بعيد، وأحسنه وأجمله من قريب، حُلْو المنْطِق، فصلًا لا نَزْر ولا هَذَر، كأن مَنْطِقه خرزات نظمٍ يتحدَّرن، رَبْعة"(أخرجه الحاكم في المستدرك: 3/9-10، وقال: إسناده صحيح).

 

الاثار

1- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : "تعلموا العلم وعلموه الناس، وتعلموا الوقار والسكينة، وتواضعوا لمن تعلمتم منه العلم"(رواه البيهقي في شعب الإيمان 2-287 (1789)، قال البيهقي في المدخل إلى السُّنن الكبرى 2-153: هذا هو الصَّحيح عن عمر).

 

2- سئل ابن المبارك بحضور سفيان بن عيينة عن مسألة، فقال: إنا نهينا أن نتكلم عند أكابرنا (سير أعلام النبلاء 8-420).

 

3- قال ذو النُّون: "ثلاثةٌ من أعلام الوَقَار: تعظيم الكبير، والتَّرحُّم على الصَّغير، والتَّحلُّم على الوضيع"(شعب الإيمان؛ للبيهقي: 13-360).

 

4- قال ابن مفلح: "وفي التَّفسير: (وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ) [الأعراف: 26] قالوا: الحياء. وقالوا: الوَقَار من الله، فمن رزقه الله الوَقَار، فقد وَسَمَه بسِيما الخير. وقالوا: من تكلَّم بالحكمة لاحظته العيون بالوَقَار"(الآداب الشَّرعية: 2-327).

 

5- قام جرير بن عبد الله رضي الله عنه، يوم مات المغيرة بن شعبة، رضي الله عنه، فحَمِد الله وأثنى عليه، وقال: "عليكم باتِّقاء الله وحده لا شريك له، والوَقَار والسَّكينة حتى يأتيكم أمير، فإنَّما يأتيكم الآن. ثمَّ قال: استعفوا لأميركم؛ فإنَّه كان يحبُّ العفو"(رواه البخاري: 58، ومسلم: 56).

 

6- عن الحسن قال: "قد كان الرَّجل يطلب العلم، فلا يلبث أن يُرى ذلك في تخشُّعه، وهديه، ولسانه، وبصره، وبرِّه"(شعب الإيمان؛ للبيهقي: 8-427).

 

7- قال طاهر بن الحسين يوصي ابنه عبد الله: "واملك نفسك عن الغَضَب وآثِر الوَقَار والحِلْم. وإيَّاك والحدَّة والطَّيش والغرور فيما أنت بسبيله"(تاريخ الطبري: 5-585).

 

8- عن سعيد بن المسيَّب، قال: "كان إبراهيم أوَّل النَّاس أضاف الضَّيف، وأوَّل النَّاس قصَّ شاربه وقلَّم أظفاره واستحدَّ، وأوَّل النَّاس اختتن، وأوَّل النَّاس رأى الشَّيب، فقال: يا رب، ما هذا؟ قال: الوَقَار، قال: رب! زدني وقارًا"(أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 9-58 مرسلًا).

 

القصص

1- عن معمر عن الزهري قال: إن كنت لآتي باب عروة فأجلس، ثم أنصرف، ولا أدخل، ولو أشاء أن أدخل لدخلت؛ إعظاماً له (من أعلام السلف المؤلف: أحمد فريد: 6-10).

 

2- عن سفيان قال: كنت أسمع الزهري يقول: “حدثني فلان وكان من أوعية العلم، ولا يقول: كان عالماً”(من أعلام السلف المؤلف: أحمد فريد: 6-10).

 

3- قال خالد بن صفوان: “إذا رأيتَ محدّثاً يحدث حديثاً قد سمعته، أو يخبرُ خبراً قد علمته، فلا تشاركه فيه، حرصاً على أن تعلِّم من حَضَركَ أنك قد علمته، فإن ذلك خِفَّةٌ وسوءُ أدب”(الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي: 90).

 

4- قال يعقوب بن سفيان: بلغني أن الحسن وعليًا، ابني صالح كانا توأمين، خرج الحسن قبل علي، فلم ير قط الحسن مع علي في مجلس إلا جلس علي دونه، ولم يكن يتكلم مع الحسن إذا اجتمعا في مجلس (انظر: الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع: 68).

 

5- كان ابن عباس رضي الله عنهما يأتي الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم يريد أن يسأله عن الحديث. فيقال له: إنه نائم، فيضطجع على الباب. فيقال له: ألا نوقظه؟ فيقول: لا (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي: 60).

 

6- كان الزهري يقول: “إن كنتُ لآتي باب عروة، فأجلس، ثم أنصرف فلا أدخل - ولو شئت أن أدخل لدخلت - إعظاماً له”(الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع: 62).

 

7- قال الحسين بن منصور: كنت مع يحيى بن يحيى، وإسحاق - يعني ابن راهويه- يومًا نعود مريضًا، فلما حاذينا الباب تأخّر إسحاق، وقال ليحيى: تقدم. فقال يحيى لإسحاق: تقدم أنت. قال: يا أبا زكريا أنت أكبر مني. قال: نعم أنا أكبر منك، وأنت أعلم مني، فَتقَدَّمَ إسحاقُ (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، (ص: 69).

 

8- عن أَبي سعيد سَمُرة بنِ جُندب رضي الله عنه قَالَ: لقد كنت عَلَى عَهْدِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم غُلاماً، فَكُنْتُ أحْفَظُ عَنْهُ، فَمَا يَمْنَعُنِي مِنَ القَوْلِ إلاَّ أنَّ هاهُنَا رِجَالاً هُمْ أسَنُّ مِنِّي (رواه البخاري 3-162، ومسلم: 964).

 

9- عن عاصم قال: كان أبو وائل عثمانيًّا، وكان زِرُّ بن حُبيش علويًّا، وما رأيتُ واحدًا منهما قط تكلم في صاحبه حتى ماتا، وكان زِرٌّ أكبرَ من أبي وائل، فكانا إذا جلسا جميعًا، لم يُحدث أبو وائل مع زِرٍ - يعني يتأدب معه لسنِّه (سير أعلام النبلاء: 4-168).

 

10- قال أبو الحسن المدايني: خطب زيادٌ ذات يوم على منبر الكوفة، فقال: “ أيها الناس إني بتُّ ليلتي هذه مُهْتمًا بخلالٍ ثلاث، رأيت أن أتقدم إليكم فيهن بالنصيحة: رأيتُ إعظام ذوي الشرف، وإجلال ذوي العلم، وتوقير ذوي الأسنان، والله لا أوتى برجلٍ رَدَّ على ذي علمٍ ليضع بذلك منه إلا عاقبته، ولا أوتى برجل رد على ذي شرف ليضع بذلك من شرفه إلا عاقبته، ولا أوتى برجل ردَّ على ذي شيبة ليضعه بذلك إلا عاقبته، إنما الناس بأعلامهم، وعلمائهم، وذوي أسنانهم”(جامع بيان العلم 1-234).

 

11- قال السمعاني: "قال عبد الله بن أحمد بن حنبل رحمه الله: قلت لأبي: ما لك لم تسمع من إبراهيم بن سعد، وقد نزل بغداد في جوارك؟ فقال: اعلم يا بني أنه جلس مجلسًا واحدًا، وأملى علينا، فلما كان بعد ذلك خرج، وقد اجتمع الناس، فرأى الشباب تقدموا بين يدي المشائخ، فقال: ما أسوأ أدبكم! تتقدمون بين يدي المشائخ؟! لا أحدثكم سنة، فمات، ولم يحدث"(أدب الإملاء والاستملاء للسمعاني: ص 120).

 

12- قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى: "قال الحافظ ابن عساكر: كان العبدري أحفظ شيخ لقيته، وكان فقيهًا داوديًّا .. وسمعته وقد ذُكر مالكٌ فقال: جِلف جاف؛ ضرب هشام ابن عمّار بالدرة، وقرأت عليه الأموال لأبي عبيد فقال -وقد مر قول لأبي عبيد-: ما كان إلا حمارًا مغفلاً لا يعرف الفقه، وقيل لي عنه: إنه قال في إبراهيم النَّخَعَي: أعورُ سوء، فاجتمعنا يومًا عند ابن السمرقندي في قراءة كتاب الكامل فجاء فيه: وقال السعدي كذا ، فقال: يكذب ابن عَديّ، إنما ذا قولُ إبراهيم الجوزجاني، فقلت له: فهو السعديُ، فإلى كم نحتمل منك سوء الأدب؟ تقول في إبراهيم كذا وكذا، وتقول في مالك: جاف، وتقول في أبي عبيد؟! فغضب، وأخذته الرعدة، وقال: كان ابن الخاضبة والبَردانيّ وغيرهما يخافونني فآل الأمر إلى أن تقول فيَّ هذا؟! فقال له ابن السمرقنديّ: هذا بذاك ، فقلت: إنّما نحترمك ما احترمت الأئمة"(سير أعلام النبلاء: 19-581).

 

13- قال عمر رضي الله عنه: "كان أبو بكر رضي الله عنه يوم السَّقيفة أحلم منِّي وأَوْقر، والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلَّا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها، حتى سكت"(رواه البخاري: 6830، ومسلم: 1691).

 

14- قال عبيد الله بن قيس الــرُّقَيَّات في مصعب بن الزُّبير:

له خُلقٌ يُنزِّههُ كريمٌ *** عن الفحشاء والفِعْل المعيبِ

وفيه سماحةٌ ووقار هديٍ *** مع العلم المزين للأديبِ

وحيي من مُخَدَّرَةٍ حياءٍ *** وأشجعُ من أسامةَ في الحروبِ

(مضاهات أمثال كليلة ودمنة؛ لمحمد بن الحسين اليمني: ص 83)

 

الاشعار

1- رحم الله من قال:

إن الأمور إذا الأحداث دبَّرها *** دون الشيوخ ترى في سيرها الخللا

(اللباب في علوم الكتاب؛ لأبي حفص عمر بن علي ابن عادل الدمشقي: 5-253).

 

2- قال القاضي عبد الوهاب بن نصر المالكي:

متى يصل العِطاش إلى ارتواءٍ *** إذا استقت البحارُ من الركايا

ومن يَثني الأصاغر عن مرادٍ *** وقد جلس الأكابر في الزوايا

وإنّ تَرَفُّعَ الوضعاء يومًا *** على الرفعاء من إحدى الرزايا

إذا استوت الأسافل والأعالي *** فقد طابت منادمة المنايا

(وفيات الأعيان: 3- 221).

 

3- قال الشَّاعر:

رأيت العزَّ في أدبٍ وعقلٍ *** وفي الجهل المذلَّة والهوانُ

وما حُسْن الرِّجال لهم بحسنٍ *** إذا لم يُسعِد الحُسنَ البيانُ

كفى بالمرء عيبًا أن تراه *** له وجهٌ وليس له لسانُ

(أدب الدُّنْيا والدِّين؛ للماوردي: ص 275).

 

4- قال الشاعر:

مَن أكثَرَ المزَاح قَلَّت هيبَته *** ومَن جنى الوَقَار عزَّت قيمته

مَن سَالَم النَّاس جنى السَّلامَة *** ومَن تعَدَّى أحرز النَّدامة

 

5- قال آخر:

إنَّ الكمال الذي سادَ الرِّجال به *** هو الوَقَار وَقَرْن العلم بالعملِ

فقُل لمن يزدهي عُجْبًا بمَنطِقِه *** وقلبه في قيود الحِرص والأملِ

مَهْلًا فمَا الله سَاهٍ عن تلاعبِكم *** لكنَّ موعدَكم في منتهى الأَجَلِ

 

6- قال آخر:

وليدًا ما كنت في القوم جالسًا *** فكُن ساكنًا منك الوَقَار على بالِ

ولا يبدُرَنَّ الدَّهرَ من فيك مَنطقٌ *** بلا نظرٍ قد كان منك وإغفالِ

 

7- قال ابن المبارك يمدح مالك:

يَأْبى الجَوَابَ فمَا يُــرَاجَع هَيْبَةً *** والسَّائِلُون نَوَاكِس الأذْقَانِ

أدَبُ الوَقَارِ وعِزُّ سُلطان التُّقى *** فهو الأميرُ وليس ذا سُلطانِ

 

8- قال البحتري:

قَمَرٌ يؤمِّله الموالي للَّتي *** يقضي بها المأمُول حقَّ الآمِلِ

حَدَثٌ يوقِّره الحِجَى فكأنَّما *** أخذ الوَقَارَ من المشيب الشَّاملِ

 

متفرقات

1- قال أحمد بن علي: أي سادة عظموا شأن الفقهاء والعلماء كتعظيم شأن الأولياء والعرفاء فإن الطريق واحد وهؤلاء وراث ظاهر الشريعة وحملة أحكامها الذين يعلمونها الناس وبها يصل الواصلون إلى الله إذ لا فائدة بالسعي والعمل على الطريق المغاير للشرع ولو عبد الله العابد خمسمائة عام بطريقة غير شرعية فعبادته راجعة إليه ووزره عليه ولا يقيم له الله يوم القيامة وزنا وركعتان من فقيه في دينه أفضل عند الله من ألف ركعة من فقير جاهل في دينه فإياكم وإهمال حقوق العلماء وعليكم بحسن الظن فيهم جميعا وأما أهل التقوى منهم العاملون بما علمهم الله فهم الأولياء على الحقيقة فلتكن حرمتهم عندكم محفوظة قال من عمل بما يعلم ورثه الله علم ما لم يعلم وقال العلماء ورثة الأنبياء (البرهان المؤيد: 1-83).

 

2- توقير العلماء الربانيين أحياء وأمواتا ، ومحبتهم وأخذ العلم عن الأحياء منهم والتتلمذ على كتب الموتى منهم والذب عنهم ميزة من ميزات منهج السلف ، والعكس بالعكس ، فإن الوقيعة في العلماء ونبزهم بالألقاب ولمزهم بإلصاق التهم الباطلة والعيوب المختلفة من علامات أهل البدع والضلال الذين زين لهم الشيطان ما كانوا يعملون (منهج السلف في التعامل مع كتب أهل البدع: 1-54).

 

3- قال عصام البشير المراكشي: لا يختلف اثنان من أهل القبلة في أن الواجب نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم هو تمام التوقير والتعظيم والمحبة والاتباع والتسليم، والتحكيم في الصغير والكبير. وقد جاء في الحديث الصحيح: “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين» ومن الثلاث التي من كُنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان: “أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما» وقد بلغ تعظيم الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم مبلغا عظيما، حتى قال عمرو بن العاص رضي الله عنه: ما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت، لأني لم أكن أملأ عيني منه (شرح منظومة الإيمان: 1-196).

 

4- قال الإمام ابن كثير رحمه الله في قوله تعال : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ): هذه آيات أدب الله تعالى بها عباده المؤمنين، فيما يعاملون به الرسول صلى الله عليه وسلم من التوقير والاحترام والتبجيل والإعظام أن لا يرفعوا أصواتهم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فوق صوته (تفسير القرآن العظيم: 4-248).

 

5- قال الخطيب البغدادي رحمه الله: "وإن قدم الأكبر على نفسه من كان أعلمَ منه جاز ذلك، وكان حَسَنًا " ثم روى بإسناده إلى الحسين بن منصور قال: كنت مع يحيى بن يحيى وإسحق - يعني ابن راهُوَيهْ- يومًا نعود مريضًا، فلما حاذينا الباب، تأخَّر إسحاق، وقال ليحيى: تقدم، فقال يحيى لإسحق: تقدم أنت ، قال: يا أبا زكريا أنت أكبر مني، قال: نعم، أنا أكبر منك، وأنت أعلم مني، فتقدم إسحاق"(الجامع 1/170-171).

 

6- قال ابن القيم: "مَنْ عَظُم وقار الله في قلبه أن يعصيه – وقَّره الله في قلوب الخلق أن يذلوه"(الانتفاع بالقرآن: 51).

 

7- قال الزمخشري عند قوله تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا) [الفرقان: 63] قال: "والمعنى: أنَّهم يمشون بسكينة ووقار وتواضع، لا يضربون بأقدامهم، ولا يَخَفْقِون بنعالهم أشَرًا وبطَرًا"(الكشَّاف). 

 

8- قال ابن كثير: هذه صفات عباد الله المؤمنين  (الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا) [الفرقان: 63]  "أي: بسكينة ووقار من غير جبريَّة ولا استكبار، كما قال: وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً [الإسراء: 37]  فأمَّا هؤلاء فإنَّهم يمشون من غير استكبار ولا مَرَح، ولا أشَرٍ ولا بَطَرٍ، وليس المراد أنَّهم يمشون كالمرْضَى مِن التَّصانع تصنُّعًا ورياءً، فقد كان سيِّد ولد آدم صلى الله عليه وسلم إذا مشى كأنَّما ينحطُّ من صَبَب، وكأنَّما الأرض تُطوى له. وقد كره بعض السَّلف المشي بتضعُّف وتصنُّع، حتى رُوي عن عمر أنَّه رأى شابًّا يمشي رويدًا، فقال: ما بالك؟ أأنت مريض؟ قال: لا، يا أمير المؤمنين! فعلاه بالدِّرَّة، وأمره أن يمشي بقوَّة. وإنَّما المراد بالهَوْن -هاهنا-: السَّكينة والوَقَار"(تفسير ابن كثير).

 

9- قال الشَّيخ ابن عثيمين مُعلِّقًا على حديث عائشة: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعًا قطُّ ضاحكًا، حتى تُرى منه لهواته، وإنَّما كان يتبسَّم" قال: "يعني: ليس يضحك ضَحِكًا فاحشًا بقهقهة، يفتح فمه حتى تبدو لَهاته ولكنَّه صلى الله عليه وسلم كان يبتسم أو يضحك حتى تبدو نواجِذه، أو تبدو أنيابه، وهذا من وَقَار النَّبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا تجد الرَّجل كثير الكَرْكَرة -الذي إذا ضحك، قهقه وفتح فاه- يكون هيِّنًا عند النَّاس، وضيعًا عندهم، ليس له وقار، وأمَّا الذي يُكثر التَّبسُّم في محله، فإنَّه محبوبٌ، تنشرح برؤيته الصُّدور، وتطمئنُّ به القلوب"(شرح رياض الصَّالحين: 4-92).

 

10- قال ابن حجر: "والذي يظهر من مجموع الأحاديث: أنَّه صلى الله عليه وسلم كان - في مُعْظَم أحواله - لا يزيد على التَّبسُّم، ورُبَّـما زاد على ذلك، فضحك، والمكروه من ذلك إنَّما هو الإكثار منه أو الإفراط فيه؛ لأنَّه يُذهب الوَقَار"(فتح الباري: 10-505).

 

11- قال ملا علي القاري: "تخصيص الخُيَلاء بأصحاب الإبل، والوَقَار بأهل الغنم، يدلُّ على أنَّ مخالطة الحيوان تؤثِّر في النَّفس، وتعدي إليها هيئاتٍ وأخلاقًا تناسب طباعها، وتلائم أحوالها، قلت: ولهذا قيل: الصُّحبة تؤثِّر في النَّفس، ولعلَّ هذا -أيضًا- وجه الحكمة في أنَّ كلَّ نبيٍّ رعى الغنم، وخلاصة الكلام ورابطة النِّظام بين فصول الحديث: أنَّ أهل اليمن يغلب عليهم الإيمان والحكمة، كما أنَّ أهل الإبل يغلب عليهم الفَّخْر، وأهل الغنم يغلب عليهم السُّكون، فمن أراد صُحبة أهل الإيمان والعِرْفان، فعليه بمصاحبة نحو أهل اليمن على وجه الإيمان، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ)" (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: 9-4037).

 

12- قال النَّوويُّ عند حديث: "إذا سمعتم الإقامة، فامشوا إلى الصَّلاة وعليكم بالسَّكينة والوَقَار" قال: "الوَقَار في الهيئة وغض البصر، وخفض الصَّوت، والإقبال على طريقه بغير التفات ونحو ذلك، والله أعلم"(شرح النَّووي على مسلم: 5-100).

 

13- قال أبو حاتم: "الواجب على العاقل أن يكون ناطقًا كعَييٍّ، وعالـمًا كجاهل، وساكتًا كناطق؛ لأنَّ الكلام لا بدَّ له من الجواب، والجواب لو جُعل له جواب، لم يكن للقول نهاية، وخرج المرء إلى ما ليس له غاية، والمتكلِّم لا يسلم من أن يُنسب إليه الصَّلف والتَّكلُّف، والصَّامت لا يليق به إلَّا الوَقَار وحُسْن الصَّمت، ولقد أحسن الذي يقول:

حتف امرئ لسانه *** في جِدِّه أو لعبه

بين اللَّها مقتله *** ركب في مركبه

(روضة العقلاء: ص 44)

 

14- قال ابن مفلح: "قال ابن عقيلٍ -أيضًا- في الفنون: "لما رأينا الشَّريعة تنهى عن تحريكات الطِّباع بالرُّعونات، وكَسَرت الطُّبول والمعازف، ونهت عن النَّدب والنِّياحة، والمدح، وجرِّ الخُيَلاء، فعلمنا أنَّ الشَّرع يريد الوَقَار دون الخلاعة"().

 

15- قال ابن حجر: "أنَّ من الحياء ما يحمل صاحبه على الوَقَار، بأن يوقِّر غيره، ويتوقَّر هو في نفسه، ومنه ما يحمله على أن يَسكن عن كثيرٍ ممَّا يتحرَّك النَّاس فيه من الأمور التي لا تليق بذي المروءة"(فتح الباري: 10-522).

 

16- قال المناوي: الحياء زينة؛ لأنَّه من فِعْل الرُّوح، والرُّوح سماويٌّ نورانيٌّ جميلٌ، والحياء خجل الرُّوح من كلِّ أمرٍ لا يصلح في السَّماء، فهو يخجل من ذلك، فهذا يزيِّن الجوارح، فهو زينة العبد، فمنه الوَقَار والحِلْم، وكفى بهما زينة، وما أحسن قول نَفْطَويه:

وعقل المرء أحسن حليتيه *** وزَين المرء في الدُّنيا الحياء

(التيسير بشرح الجامع الصَّغير: 1-511)

 

17- قال الحكيم: "إذا استُخِفَّ بالمحقَّرات، دخل التَّخلط في إيمانه، وذهب الوَقَار، وانتقص من كلِّ شيء بمنزلة الشَّمس ينكسف طرف منها، فبقدر ما انكسف -ولو كرأس إبرة- يُنقص من شعاعها وإشراقها على أهل الدُّنيا، وخلص النُّقصان إلى كلِّ شيء في الأرض، فكذا نور المعرفة ينقص بالذَّنب على قَدْره، فيصير قلبه محجوبًا عن الله، فزوال الدُّنيا بكُلِّيتها أهون من ذلك، فلا يزال ينقص ويتراكم نقصانه وهو أبله لا ينتبه لذلك، حتى يستوجب الحرمان"(فيض القدير؛ للمناوي: 3-128).

 

18- قال ابن القيِّم: "السَّكينة إذا نزلت على القلب اطمأنَّ بها، وسكنت إليها الجوارح، وخشعت، واكتسبت الوَقَار، وأنطقت اللِّسان بالصَّواب والحكمة، وحالت بينه وبين قول الخَنَا والفحش واللَّغو والهُجْر وكلِّ باطل"(مدارج السالكين: 2-525).

 

19- قال الغزالي: "آداب العالم: الاحتمال، ولزوم الحِلْم، والجلوس بالهيبة على سَمْت الوَقَار مع إطراق الرَّأس، وترك التَّكبُّر على جميع العباد، إلَّا على الظَّلمة زجرًا لهم عن الظُّلم، وإيثارًا للتَّواضع في المحافل والمجالس، وترك الهَزْل والدُّعابة، والرِّفق بالمتعلِّم، والتَّأنِّي بالمتعجرف، وإصلاح البليد بحُسْن الإرشاد، وترك الحَرْد عليه، ومؤاخذة نفسه -أولًا- بالتَّقوى ليَقتدي المتعلِّم -أولًا- بأعماله، ويستفيد -ثانيًا- من أقواله"(بداية الهداية: 1-21).

 

الإحالات

1- الترخيص بالقيام لذوي الفضل والمزية من أهل الإسلام على جهة البر والتوقير والاحترام لا على الرياء؛ لمحيي الدين أبي زكريا يحيى بن شرف النووي.

 

2- توقير العلماء والاستفادة من علمهم؛ لعبدالمحسن البدر

 

3- حلية الوقار لجيل عطره الأدب؛ لعلي جابر الفيفي.

 

4- الدّر الثَّمين في وجوب توقير العلماء وطلبة العلم في الدين؛ لفوزي بن عبد الله الحميدي.

 

الحكم

1- قال بعض البلغاء: "الزم الصَّمت؛ فإنَّه يُكسبك صفو المحبَّة، ويُؤمِّنك سوء المغبَّة، ويُلبسك ثوب الوَقَار، ويكفيك مئونة الاعتذار"(أدب الدُّنْيا والدِّين؛ للماوردي: ص 275). 

 

2- قال بعض الفُصَحاء: "اعقل لسانك إلَّا عن حقٍّ توضِّحه، أو باطلٍ تدحضه، أو حكمةٍ تنشرها، أو نعمةٍ تذكرها"(أدب الدُّنْيا والدِّين؛ للماوردي: ص 275).

 

3- قال بعضهم: "المشايخ أشجار الوَقَار"(أدب الدُّنْيا والدِّين؛ للماوردي: ص 20).

 

4- قالوا: "إنَّ رداء الوَقَار والحِلْم، أَزْيَن ما تعطَّف به ذو العلم، فتحلَّم وتوقَّر وإن لم يكونا من جَدَائلك"(مقامات الزَّمخشري؛ ص 179).

 

5- قيل: "لا تُخلِّق نفسك بالحرص، فتُذهب عنك بهجة الوَقَار"(التذكرة الحمدونيَّة؛ لابن حمدون: 3-117).

 

6- قيل: "العجلة تسلب الوَقار"(الجليس الصَّالح الكافي؛ لابن طرار: ص 582).

 

7- قيل: مِن صفة النَّاسك الوَقَار، والاستتار بالقُنُوع، ورفض الشَّهوات للتخلِّي من الأحزان، وترك إخافة النَّاس؛ لئلَّا يخافهم"(مضاهاة أمثال كليلة ودمنة؛ لمحمد بن الحسين اليمني: ص 9).

 

8- قيل: "الوَقَار في الـنُّزْهة سَخَفٌ"(مفيد العلوم ومبيد الهموم؛ لأبي بكر الخوارزمي: ص 385).

 

9- "كأنَّ على رؤوسهم الطَّير"(التَّمثيل والمحاضرة؛ للثَّعالبي: ص 363).

 

10- "الشَّيب حلية العقل، وسِمَة الوَقَار"(التَّمثيل والمحاضرة؛ للثَّعالبي: ص 383).

 

11- قال حكيم: "ليس التَّاج الذي يفتخر به علماء الملوك فضة ولا ذهبًا، لكنَّه الوَقَار المكلَّل بجواهر الحِلْم. وأحقُّ الملوك بالبسطة عند ظهور السَّقطة، من اتَّسعت قدرته"(محاضرات الأدباء؛ للرَّاغب الأصفهاني: 1-276).

 

12- قيل: "المشايخ أشجار الوَقَار، ومنابع الأخبار، لا يطيش لهم سهم، ولا يُسفَّه لهم فهمٌ، إن رأوك على قبيحٍ صدُّوك، وإن رأوك على جميل أمدُّوك"(ربيع الأبرار؛ للزَّمخشري: 3-57).

 

13- قيل: "إن جالست الملوك فالزم الصَّمت، واستعمل الوَقَار، واحفظ الأسرار"(روض الأخيار؛ للأماسي: ص 60).

 

14- قيل: "الصَّمت زين الحِلْم وعُوذَة العلم، يُلزِمك السَّلامة، ويُصحِبك الكرامة، ويكفيك مؤنة الاعتذار، ويُلبسك ثوب الوَقَار"(غرر الخصائص الواضحة؛ للوطواط: ص 232). 

 

15- قال القرطبيُّ: "إنَّ من الحياء ما يحمل صاحبه على الوَقَار، بأن يوقِّر غيره، ويتوقَّر هو في نفسه"(المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم: 1-136).

 

16- قيل: "فإنَّ من عُرف بالصِّدق صار النَّاس له أتباعًا، ومن نُسب إلى الحِلْم أُلبس ثوب الوَقَار والهيبة وأبَّهة الجلالة، ومن عُرف بالوفاء استنامت بالثِّقة به الجماعات، ومن استعزَّ بالصَّبر نال جَسيمات الأمور"(الرسائل السياسية؛ للجاحظ: ص 86).

 

17- "صدق اللَّهجة عنوان الوَقَار"(حلية طالب العلم؛ لبكر أبو زيد: ص 182).