تهاون

2022-10-12 - 1444/03/16

التعريف

التهاون لغة:

مصدر قولهم: تهاون بالشّيء استحقره فرآه هيّنا، وهو مأخوذ من مادّة (هـ ون) الّتي تدلّ على السّكون ونحوه [مقاييس اللغة لابن فارس 6/ 21]، والهون: مصدر هان عليه الشّيء أي خفّ، وهوّنه اللّه عليه سهّله وخفّفه، والهون (بالضّمّ): الهوان، وأهانه استخفّ به، والاسم من ذلك: الهوان والمهانة، يقال: رجل فيه مهانة أي ذلّ وضعف، واستهان به مثل تهاون به أي استحقره [الصحاح 6/ 2218]، وهوّنه (أيضا) أهانه، وقولهم: هو هيّن وهين: ساكن متّئد، وقيل: المشدّد (هيّن) من الهوان، والمخفّف (هين) من اللّين، وعلى هونك أي على رسلك، وهو يهاون نفسه: يرفق بها [القاموس المحيط (هون) ص 1600 (ط. بيروت)]، وقول اللّه تعالى: (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ) المعنى تحسبون ما خضتم فيه في الإفك شيئا يسيرا لا يلحقكم فيه إثم وهو عند اللّه في الوزر عظيم [انظر، تفسير القرطبي 12/ 136]، وفي الحديث «ليس المؤمن بالجافي ولا المهين» يروى بفتح الميم وضمّها فالفتح من المهانة (أي الذّل والاحتقار)، والضّم من الإهانة، وهي الاستخفاف بالشّيء والاستحقار له، يقال: إنّه ليهون عليّ هونا وهوانا، قال ابن برّيّ: الهون: هوان الشّيء الحقير الهيّن الّذي لا كرامة له، ويقال: إنّه ليأخذ في أمره بالهون أي بالأهون، قال بعضهم: العرب تمدح بالهين اللّين، وتذمّ بالهيّن اللّيّن [لسان العرب (هون) ص 4724 (ط. دار المعارف)].

 

التهاون اصطلاحا:

لم تذكر كتب المصطلحات الّتي وقفنا عليها تعريفا للتّهاون، ومن ثمّ يكون باقيا على أصل معناه في اللّغة، ونستطيع أن نعرّفه في ضوء ما ذكره المفسّرون واللّغويّون بأنّه استحقار الشّيء والاستخفاف به والتّفريط في أدائه على الوجه الصّحيح[نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم المؤلف (9/4301)] .

العناصر

1- تعريف التهاون .

2- حكم التهاون بصغائر الذنوب .

3- التّهاون في العبادات يستلزم الطّبع على القلب .

4- التّهاون بالمؤمن يؤدّي إلى أن يكون المؤمن أهون عند اللّه من أضعف المخلوقات.

5- أثر التّهاون في أداء الأعمال واستصغار بعضها على الفرد والمجتمع .

6- التّهاون بستر اللّه تعالى يؤدّي إلى غضبه ومقته.

7- التّهاون بصغائر الذنوب يؤدّي إلى جعله من الكبائر.

8- التّهاون باليسير من أعمال الخير يؤدّي إلى ترك الكبير منها.

9- خطورة التهاون في المواعيد .

الايات

1- قال الله تعالى: (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ * وَلَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ * يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [النور: 15- 17] .

 

2- قوله تعالى: (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذا جاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قالُوا يا حَسْرَتَنا عَلى ما فَرَّطْنا فِيها وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ) [الأنعام: 31] .

 

3- قوله تعالى: (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ما يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ) [النحل: 62] .

 

4- قوله تعالى: (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ* الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ [فصلت: 6- 7] .

الاحاديث

1- عن أبي الجعد الضّمريّ رضي اللّه عنه (وكانت له صحبة) أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «من ترك ثلاث جمع تهاونا بها طبع اللّه على قلبه»[رواه أبو داود (1052)، والترمذي (500) وقال: حديث أبي الجعد حديث حسن، والنسائي 3 (1369)، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 509)، وقال محقق «جامع الأصول» (5/ 666): هو حديث صحيح بشواهده].

 

2- عن عقبة بن عامر رضي اللّه عنه قال: «إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أهديت له بغلة شهباء فركبها، فأخذ عقبة يقودها له، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لعقبة: «اقرأ» فقال: وما أقرأ يا رسول اللّه؟، قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «اقرأ قل أعوذ بربّ الفلق»، فأعادها عليه حتّى قرأها، فعرف أنّي لم أفرح بها جدّا، فقال: «لعلّك تهاونت بها»، فما قمت تصلّي بشيء مثلها» [أحمد في المسند 4/ 149، وله شاهد عند النسائي من حديث عبد اللّه بن خبيب بإسناد حسن انظر جامع الأصول (8/ 493)] .

 

3- عن بلال بن الحارث المزنيّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ أحدكم ليتكّلم بالكلمة من رضوان اللّه ما يظنّ أن تبلغ ما بلغت فيكتب اللّه عزّ وجلّ له بها رضوانه إلى يوم القيامة، وإنّ أحدكم ليتكلّم بالكلمة من سخط اللّه ما يظنّ أن تبلغ ما بلغت فيكتب اللّه- عزّ وجلّ- عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه» [سنن ابن ماجه 2 (3969)، وأخرجه الترمذي (2319) في الزهد، وابن حبان (281) وإسناده حسن] .

 

4- عن أبي ذرّ رضي اللّه عنه عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «عرضت عليّ أعمال أمتّي حسنها وسيّئها فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطّريق ووجدت في مساويء أعمالها النّخاعة تكون في المسجد لا تدفن»[ مسلم 1 (553)] .

الاثار

1- عن ابن عبّاس رضي اللّه عنهما في قوله سبحانه: (وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ) [النساء: 8]. قال: إنّ ناسا يزعمون أنّ هذه الآية نسخت، لا واللّه ما نسخت، ولكنّها ممّا تهاون النّاس، هما واليان: وال يرث، وذلك الّذي يرزق، ووال لا يرث، فذاك الّذي يقول بالمعروف، يقول: لا أملك لك أن أعطيك [البخاري- الفتح 5 (2759)].

 

2- عن أبي الدّرداء رضي اللّه عنه قال: لولا ثلاث لأحببت أن لا أبقى في الدّنيا: وضعي وجهي للسّجود لخالقي في اختلاف اللّيل والنّهار أقدّمه لحياتي، وظمأ الهواجر، ومقاعدة أقوام ينتقون الكلام كما تنتقى الفاكهة، وتمام التّقوى أن يتّقي اللّه العبد حتّى يتّقيه في مثقال ذرّة، حتّى أن يترك بعض ما يرى أنّه حلال خشية أن يكون حراما، وحتّى يكون حاجزا بينه وبين الحرام، وإنّ اللّه قد بيّن للنّاس الّذي هو يصيّرهم إليه، قال: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ [الدر المنثور للسيوطي (6/ 648) ] .

 

3- عن سعيد بن المسيّب قال: ولا تهاون بالحقّ فيهنك اللّه ولا تسألنّ عمّا لم يكن حتّى يكون، ولا تضع حديثك إلّا عند من يشتهيه، وعليك بالصّدق وإن قتلك الصّدق، واعتزل عدوّك، واحذر صديقك إلّا الأمين ولا أمين إلّا من يخشى اللّه، وشاور في أمرك الّذين يخشون ربّهم بالغيب [الدر المنثور للسيوطي (6/ 99) ] .

 

4- عن سعيد الأنصاريّ، أنّه حدّث عن سعد بن عمارة أخي بني سعد بن بكر وكانت له صحبة؛ أنّ رجلا قال له: عظني في نفسي، رحمك اللّه فقال: إذا أنت قمت إلى الصّلاة، فأسبغ الوضوء، فإنّه لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا إيمان لمن لا صلاة له، ثمّ إذا صلّيت، فصلّ صلاة مودّع، واترك طلب كثير من الحاجات؛ فإنّه فقر حاضر، وأجمع اليأس ممّا عند النّاس فإنّه هو الغنى، وانظر إلى ما تعتذر منه من القول والفعل فاجتنبه [تعظيم قدر الصلاة للمروزي (2/ 903) ] .

 

5- عن محمّد بن سيرين قال: نبّئت أنّ أبا بكر وعمر رضي اللّه عنهما كانا يعلّمان النّاس الإسلام: تعبد اللّه، ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصّلاة الّتي افترض اللّه تعالى بمواقيتها، فإنّ في تفريطها الهلكة [تعظيم قدر الصلاة، للمروزي (2/ 877) ] .

 

6- قال ابن عمر رضي اللّه عنهما لمّا بلغه حديث أبي هريرة في فضل اتّباع الجنائز: لقد فرّطنا في قراريط كثيرة [البخاري- الفتح (3/ 1324) ] .

 

7- عن ثابت الشّيبانيّ قال: كنّا مع أنس ابن مالك فأخّر الحجّاج الصّلاة، فقام أنس يريد أن يكلّمه فنهاه إخوانه شفقة عليه منه، فخرج فركب دابّته فقال في مسيره ذلك: واللّه ما أعرف شيئا ممّا كنّا عليه على عهد النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إلّا شهادة أن لا إله إلّا اللّه، فقال رجل: فالصّلاة يا أبا حمزة؟ قال: قد جعلتم الظّهر عند المغرب، أفتلك كانت صلاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟ [البخاري- الفتح (2/ 17، 18) ] .

 

8- قال بعض الصّحابة رضي اللّه عنهم للتّابعين: وإنّكم لتعملون أعمالا هي في أعينكم أدقّ من الشّعر كنّا نعدّها على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من الموبقات [الإحياء (4/ 34) ].

القصص

1- يقول الدكتور عبد المحسن الأحمد: في يوم من الأيام وأنا في المستشفى في أحد الممرات أوقفتني امرأة وبيدها أوراق فقالت لي: هذا زوجي خلف باب الزجاج ...فنظرت فإذا برجل شكله مقزز يهتز ويرتعد ولا يكاد يثبت ... ثم يضرب برأسه في الباب الزجاجي ... فقالت: إن له دواء إذا لم يأخذه يصبح بهذه الحالة والآن انتهى الدوام ونحن نريد هذا الدواء... فأحضرت الدواء من الصيدلية ...فقالت لي: أريد أن أقول لك شيئاً إن زوجي هذا كان من أقوى الرجال فأنا لم أتزوجه هكذا ...فأخذت تبكي وتقول: إنه كان ذا أخلاق طيبة ولكنه كان يصلي كيف ما شاء ... صلاة الفجر لا يصليها إلا عند الساعة السابعة وهو خارج إلى العمل ... ويوم الخميس لا يصليها إلا الساعة العاشرة وهكذا ... وفي يوم من الأيام بعدما انتهينا من الغداء جلس قليلاً فقلت له: لقد أذن العصر

…فقال لي: إن شاء الله ... فذهبت وعدت فوجدته جالساً ... فقلت له: أقيمت الصلاة ...فقال لي: خلاص إن شاء الله ... فقلت له: سوف تفوتك الصلاة ...فصرخ في وجهي وقال: لن أصلي !!!

وجلس حتى انتهت الصلاة ... ثم بعد ذلك قام ... فو الله ما استقر قائماً حتى خر على وجهه في السفرة وأخذ يزبد ويرتعد بصورة لا توصف ... حتى إني وأنا زوجته لم أستطع أن أقترب منه ...فنزلت إلى إخوته في الدور الأرضي فهرعوا معي إلى الأعلى وحملوه إلى المستشفى على تلك الحالة ...ثم مكث في المستشفى على الأجهزة لمدة ثم خرج بهذه الحالة ...إذا لم يأخذ العلاج أخذ يضرب برأسه الجدار ويضرب ابنته ويقطع شعرها ...

ومن ذلك اليوم بلا وظيفة ولا عمل ( إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ). وأنت أخيه ما هو قدر الصلاة في قلبك؟؟؟ فكم من فتاة تزلزل دينها لما ضعف عمود الدين عندها ... فتجدها من السهولة أن تأخر صلاتها من أجل مكياج وضعته!!! أو مناسبة تريد حضورها!!! أو برامج تتابعها!!! فماذا ستقول غداً لربها وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم «أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله» [رواه الطبراني]، [لأنّك غاليَة لعبد المحسن الأحمد] .

الاشعار

الدراسات

متفرقات

1- قال الحافظ العراقيّ: في قوله صلّى اللّه عليه وسلّم: «من ترك ثلاث جمع تهاونا ... الحديث» المراد بالتّهاون التّرك بلا عذر [سنن النسائي (3/ 88) ] .

 

2- قال الإمام السّنديّ في الحديث السّابق: التّهاون هنا قلّة الاهتمام بأمرها (الجمعة)، وليس الاستخفاف بها لأنّ الاستخفاف بفرائض اللّه كفر [تعظيم قدر الصلاة للمروزي (2/ 903) ] .

 

3- قال ابن الجوزيّ رحمه اللّه تعالى: الويل كلّ الويل على المفرّط الّذي لا ينظر في عاقبته[صيد الخاطر (245) ] .

 

4- قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) [الإنسان: 8] كان المسلمون يرون أنّهم لا يؤجرون على الشّيء القليل إذا أعطوه فيجيء المسكين إلى أبوابهم فيستقلّون أن يعطوه الثّمرة والكسرة والجوزة ونحو ذلك فيردّونه ويقولون ما هذا بشيء إنّما نؤجر على ما نعطي ونحن نحبّه، وكان آخرون يرون أنّهم لا يلامون على الذّنب اليسير: الكذبة والنّظرة وأشباه ذلك، يقولون إنّما وعد اللّه النّار على الكبائر فرغّبهم في القليل من الخير أن يعملوه فإنّه يوشك أن يكبر، وحذّرهم اليسير من الشّرّ فإنّه يوشك أن يكثر، فنزلت فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ [تفسير ابن كثير 4/ 541].

 

5- يقول الغزاليّ في بيان ما تعظم به الصّغائر من الذّنوب: اعلم أنّ الصّغيرة تكبر بأسباب منها: أن يتهاون بستر اللّه عليه، وحلمه عنه وإمهاله إيّاه ولا يدري أنّه إنّما يمهل مقتا ليزداد بالإمهال إثما فيظنّ أنّ تمكّنه من المعاصي عناية من اللّه به، فيكون ذلك لأمنه من مكر اللّه وجهله بمكامن الغرور باللّه. كما قال تعالى: (وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْ لا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِما نَقُولُ) [المجادلة: 8] [الإحياء 4/ 35] .

 

6- قال ابن الجوزيّ: كثير من النّاس يتسامحون في أمور يظنّونها قريبة وهي تقدح في الأصول كاستعارة طلّاب العلم جزءا لا يريدونه، وقصد الدّخول على من يأكل ليؤكل معه. والتّسامح بعرض العدوّ التذاذا بذلك، واستصغارا لمثل هذا الذّنب واطلاق البصر استهانة بتلك الخطيئة. وأهون ما يصنع ذلك بصاحبه أن يحطّه من مرتبة المتميّزين بين النّاس، ومن مقام رفعة القدر عند الحقّ، أو فتوى من لا يعلم، لئلّا يقال: هو جاهل ونحو ذلك ممّا يظنّ صغيرا وهو عظيم. وربّما قيل له بلسان الحال: يا من أؤتمن على أمر يسير فخان. كيف ترجو بتدليسك رضا الدّيّان؟ قال بعض السّلف: تسامحت بلقمة فتناولتها، فأنا اليوم من أربعين سنة إلى خلف. فاللّه اللّه، اسمعوا ممّن قد جرّب، كونوا على مراقبة. وانظروا في العواقب واعرفوا عظمة النّاهي. واحذروا من نفخة تحتقر، وشررة تستصغر، فربّما أحرقت بلدا، وهذا الّذي أشرت إليه يسير يدلّ على كثير، وأنموذج يعرّف باقي المحقّرات من الذّنوب [صيد الخاطر لابن الجوزي ص 155- 156] .

التحليلات

الإحالات

1- مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر عبد الرحمن بن محمد بن سليمان الكليبولي المدعو بشيخي زاده سنة الولادة / سنة الوفاة 1078هـ تحقيق خرح آياته وأحاديثه خليل عمران المنصور الناشر دار الكتب العلمية سنة النشر 1419هـ - 1998م مكان النشر لبنان/ بيروت (1/217) .

2- نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم المؤلف : عدد من المختصين بإشراف الشيخ/ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي الناشر : دار الوسيلة للنشر والتوزيع، جدة الطبعة : الرابعة (9/4301) .

3- الملخص في شرح كتاب التوحيد المؤلف : صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان دار النشر : دار العاصمة الرياض الطبعة : الأولى 1422هـ- 2001م (1/409) .

4- التفسير المنير فى العقيدة والشريعة والمنهج المؤلف : وهبة بن مصطفى الزحيلى الموضوع : فقهى و تحليلى القرن : الخامس عشر الناشر : دار الفكر المعاصر مكان الطبع : بيروت دمشق سنة الطبع : 1418 ق (11/204) .

5- موسوعة فقه القلوب المؤلف: محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري الناشر: بيت الأفكار الدولية (3/2882) .

6- الإقناع والتأثير دراسة تاصيلية دعوية الدكتور/ إبراهيم بن صالح الحميدان قسم الدعوة والاحتساب - كلية الدعوة والإعلام جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (1/45) .

7- الأسباب التي يعتصم بها العبد من الشيطان جمع : عبد الله بن جار الله آل جار الله (1/12) .

8- موسوعة البحوث والمقالات العلمية جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنة حوالي خمسة آلاف وتسعمائة مقال وبحث علي بن نايف الشحود .

9- ظاهرة التهاون بالمواعيد تأليف د. محمد موسى الشريف .

10- تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد تأليف: عبد الهادي بن محمد بن عبد الهادي البكري دراسة وتحقيق: حسن بن علي العواجي الناشر: أضواء السلف، الرياض، المملكة العربية السعودية الطبعة : الأولى، 1419هـ/ 1999م (1/149) .

11- شرح رياض الصالحين المؤلف : محمد بن صالح بن محمد العثيمين (المتوفى : 1421هـ) (1/106) .