أمنية

2022-10-12 - 1444/03/16

التعريف

طلب شيء محبوب لا يُرجى حصوله، إما لكونه مستحيلًا؛ كقول الشاعر:

ألا ليتَ الشباب يَعودُ يومًا *** فأُخبِرَه بما فَعَلَ المشيبُ

أو ممكنًا لكن يصعب نيلُه؛ مثل: (يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)[القصص: 79]، وإن كان مما يُرجى حصوله سُمي ترجيًا، ويعبر فيه بـ«عسى»؛ نحو قوله تعالى: (فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ)[المائدة: 52]، أو لعل؛ كقوله تعالى: (لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا)[الطلاق: 1] (كتاب: البلاغة الميسرة)

 

وتشهِّي حصول الأمر المرغوب فيه وحديث النفس بما يكون، وما لا يكون. وهي شهوة لا يصدقها العمل بخلاف الرجاء؛ كأن يتمنى مغفرة الله وعفوه بدون عمل، قال تعالى: (وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ)[البقرة:١١١]، وفي الحديث: "الكيّس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني "(انظر: النهاية في غريب الحديث لابن الأثير، 4-367، وفتح الباري لابن حجر، 13-230، والبحر الرائق، 2-197).

 

وقال الراغب: تقدير شيء في النفس وتصويره فيها وذلك يكون عن تخمين وظن ويكون عن روية وبناء على أصل لكن لما كان أكثره تخمينا صار الكذب له أملك فأكثر التمني تصور ما لا حقيقة له والأمنية الصورة الحاصلة في النفس من تمني الشيء (التوقيف على مهمات التعاريف المؤلف: محمد عبد الرؤوف المناوي:1-205).

 

وقولهم قد تَمَنَّيْتُ كذا وكذا. قال أبو بكر: معناه قد قدَّرته وأحببت أن يصير إلي من المَنَى (الزاهر في معانى كلمات الناس لأبي بكر محمد بن القاسم الأنباري:2-122). تمنى الشيء قدره وأحب أن يصير إليه (المعجم الوسيط).

 

أدواته:

1- ليت: وهي اللفظ الموضوع أصلًا للتمني؛ كقوله تعالى: (يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا)[الأحزاب: 66].

 

2- هل؛ كقوله تعالى: (فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا)[الأعراف: 53].

 

3- لو: (فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)[الشعراء: 102].

 

4- لَعَل: كقول الشاعر:

أَسِرْبَ القَطَا هَل مَن يُعيرُ جَناحَه *** لعلي إلى مَن قَد هَوِيتُ أَطيرُ

(كتاب: البلاغة الميسرة)

 

العناصر

1- اختلاف الناس في أمنياتهم 

 

2- أهمية التركيز على الأمنيات العالية النافعة في الآخرة

 

3- أنواع الأمنيات

 

4- من مظاهر الأمنيات المحمودة والمذمومة

 

5- تأملات في أماني الصالحين والعصاة في حياتهم وبعد مماتهم

 

6- الأسباب المعينة على تحقيق الأماني

 

الايات

1- قال تعالى: (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ)[البقرة: 78].

 

2- قال تعالى: (قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ عِندَ اللّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمينَ * وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ) [البقرة:94- 96].

 

3- قال تعالى: (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ)[البقرة: 109].

 

4- قال تعالى: (وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)[البقرة:111].

 

5- قال تعالى: (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ)[البقرة:166-167].

 

6- قال تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)[الْبَقَرَةِ: 216].

 

7- قال تعالى: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا)[آل عمران: 30].

 

8- قال تعالى: (وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا)[النساء: 32]. نَزَلَتْ هذه الآية فِي النَّهْيِ عَنْ تَمَنِّي مَا لِفُلَانٍ، أن يقول الرَّجُلُ: لَيْتَ لَوْ أَنَّ لِي مَالَ فُلَانٍ وَأَهْلَهُ! فَنَهَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ، وَلَكِنْ يَسْأَلُ اللَّهَ مَنْ فَضْلِهِ. وَكذلك نزلتْ في تَمَنِّي النِّسَاءِ أَنْ يَكُنَّ رِجَالًا فَيَغْزُونَ.

 

9- قال تعالى: (يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا)[النساء: 42].

 

10- قال تعالى: (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا)[النساء:120].

 

11- قال تعالى: (وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)[الأنعام:28].

 

12- قال تعالى: (فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ)[الأعراف:53].

 

13- قال تعالى: (وإذ زيَّن لهم الشَّيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من النَّاس وَإِنِّي جارٌ لكم فلمَّا تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إِنِّي برئٌ منكم)[الأنفال: 48].

 

14- قال تعالى: (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[إبراهيم:22].

 

15- قال تعالى: (رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ * ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)[الْحِجْر:2-3].

 

16- قال تعالى: (وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا) إلى قوله تعالى: (فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا * أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا * وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا * وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا * هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا)[الكهف:35-44].

 

17- قال تعالى: (وأحيطَ بثمرِهِ فأصبحَ يُقلِّبُ كفَّيهِ على ما أنفقَ فيها وهيَ خاويةٌ على عروشِها ويقولُ يا ليتنيلم أشرِكْ بربي أحداً * ولم تكُن لهُ فِئَةٌ يَنصرونَهُ مِن دونِ اللهِ وما كان منتَصِراً)[الكهف42-43].

 

18- قال تعالى: (فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا)[مريم:23].

 

19- قال تعالى: (رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ)[المؤمنون:99-100].

 

20- قال تعالى: (رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ)[المؤمنون: 106-107].

 

21- قال تعالى: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا)[الفرقان:27-29].

 

22- قال تعالى: (وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ * فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ * فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً)[الشُّعَرَاءِ: 99-103].

 

23- قال تعالى: (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ * فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ * وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ)[القصص:79-82].

 

24- قال تعالى: (يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا)[الأحزاب:66].

 

25- قال تعالى: (قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ)[يس:26-27].

 

26- قال تعالى: (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ)[الزمر:54-59].

 

27- قال تعالى: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ)[غافر:36-37].

 

28- قال تعالى: (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ * حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ * وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ)[الزُّخْرُفِ: 36-39].

 

29- قال تعالى: (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ * يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ)[الْحَدِيدِ: 13-14].

 

30- قال تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ)[الجمعة:6-7].

 

31- قال تعالى: (وَأَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)[المنافقون: 10-11].

 

32- قال تعالى: (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ)[الحاقة:25-29].

 

33- قال تعالى: (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ * وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ)[الْمَعَارِجِ:11-14].

 

34- قال تعالى: (يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا)[النبأ: 40].

 

35- قال تعالى: (إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا * وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا * وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي)[الفجر:21-24].

 

الاحاديث

1- عن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّما الدُّنيا لأربعةِ نفرٍ عبدٍ رزقَهُ اللهُ مالًا وعلمًا فَهوَ يتَّقي ربَّهُ فيهِ ويصلُ فيهِ رحمَهُ ويعلمُ للهِ فيهِ حقًّا فَهذا بأفضلِ المنازلِ وعبدٍ رزقَهُ اللهُ علمًا ولم يرزقْهُ مالًا فَهوَ صادقُ النِّيَّةِ يقولُ: لو أنّ لي مالًا لعملتُ بعملِ فلانٍ فَهوَ بنيَّتِهِ فأجرُهما سواءٌ وعبدٍ رزقَهُ اللهُ مالًا ولم يرزقْهُ علمًا يخبطُ في مالِهِ بغيرِ علمٍ لا يتَّقي فيهِ ربَّهُ ولا يصِلُ فيهِ رحمَهُ ولا يعلمُ للهِ فيهِ حقًّا فهو بأخبَثِ المنازلِ وعبدٍ لم يرزقْهُ اللهُ مالًا ولا علمًا فَهوَ يقولُ: لو أنّ لي مالًا لعملتُ فيهِ بعملِ فلانٍ فَهوَ بنيَّتِهِ فوزرُهما سواءٌ"(أخرجه الترمذي:٢٣٢٥، وصححه الألباني).

 

2- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَوْ كانَ عِندِي أُحُدٌ ذَهَبًا، لَأَحْبَبْتُ أنْ لا يَأْتِيَ عَلَيَّ ثَلاثٌ وعِندِي منه دِينارٌ ليسَ شيءٌ أرْصُدُهُ في دَيْنٍ عَلَيَّ أجِدُ مَن يَقْبَلُهُ"(أخرجه البخاري:٧٢٢٨، ومسلم:٩٩١).

 

3- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَوْ أنّ لِابْنِ آدَمَ وادِيًا مِن ذَهَبٍ أحَبَّ أنْ يَكونَ له وادِيانِ، ولَنْ يَمْلَأَ فاهُ إلّا التُّرابُ، ويَتُوبُ اللهُ على مَن تابَ"(أخرجه البخاري:٦٤٣٩ واللفظ له، ومسلم:١٠٤٨).

 

4- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "إذا وُضِعَتِ الجِنازَةُ، واحْتَمَلَها الرِّجالُ على أعْناقِهِمْ، فإنْ كانَتْ صالِحَةً، قالَتْ: قَدِّمُونِي، وإنْ كانَتْ غيرَ صالِحَةٍ، قالَتْ: يا ويْلَها أيْنَ يَذْهَبُونَ بها؟ يَسْمَعُ صَوْتَها كُلُّ شيءٍ إلّا الإنْسانَ، ولو سَمِعَهُ صَعِقَ"(رواه البخاري:١٣١٤).

 

5- عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسولِ اللهِ فذكر مثلَه إلى أن قال فرفع لرأسِه فقال استعيذوا باللهِ من عذابِ القبرِ مرَّتَيْن أو ثلاثًا ثمَّ قال إنّ العبدَ المؤمنَ إذا كان في انقطاعٍ من الدُّنيا وإقبالٍ من الآخرةِ نزل إليه ملائكةٌ من السَّماءِ بيضُ الوجوهِ كأنّ وجوهَهم الشَّمسُ معهم كفنٌ من أكفانِ الجنَّةِ وحَنوطٌ من حنوطِ الجنَّةِ حتّى يجلِسوا منه مدَّ البصرِ ثمَّ يجيءُ ملَكُ الموتِ حتّى يجلسَ عند رأسِه فيقولُ: أيَّتها النَّفسُ الطَّيِّبةُ اخرُجي إلى مغفرةٍ من اللهِ ورضوانٍ قال: فتخرُجُ فتسيلُ كما تسيلُ القطرةُ من في السِّقاءِ فيأخذُها فإذا أخذها لم يدَعوها في يدِه طرْفةَ عينٍ حتّى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفنِ وفي ذلك الحنوطِ ويخرُجُ منها كأطيَبِ نفْحةِ مِسكٍ وُجِدت على وجهِ الأرضِ قال فيصعَدون بها فلا يمُرُّون يعني بها على ملأٍ من الملائكةِ إلّا قالوا ما هذا الرُّوحُ الطَّيِّبُ فيقولون: فلانُ بنُ فلانٍ بأحسنِ أسمائِه الَّتي كان يُسمُّونه بها في الدُّنيا حتّى ينتهوا بها إلى السَّماءِ الدُّنيا فيستفتحون له فيُفتحُ لهم فيُشيِّعُه من كلِّ سماءٍ مُقرَّبوها إلى السَّماءِ الَّتي تليها حتّى ينتهيَ بها إلى السَّماءِ السّابعةِ فيقولُ اللهُ عز وجل: اكتبوا كتابَ عبدي في عِلِّيِّين أعيدوه إلى الأرضِ فإنِّي منها خلقتهم وفيها أُعيدهم ومنها أُخرجُهم تارةً أخرى فتُعادُ روحُه في جسدِه فيأتيه ملَكان فيُجلسانه فيقولان: من ربُّك فيقولُ: ربِّي اللهُ فيقولان: ما دينُك فيقولُ: ديني الإسلامُ فيقولان: ما هذا الرَّجلُ الَّذى بُعِث فيكم فيقولُ: هو رسولُ اللهِ فيقولان له: وما عمَلُك فيقولُ: قرأتُ كتابَ اللهِ فآمنتُ به وصدَّقتُه فيُنادي منادٍ من السَّماءِ أن صدق عبدي فأفرِشوه من الجنَّةِ وألبِسوه من الجنَّةِ وافتَحوا له بابًا إلى الجنَّةِ قال: فيأتيه من روحِها وطيبِها ويُفسَحُ له في قبرِه مدَّ بصرِه قال ويأتيه رجلٌ حسنُ الوجهِ حسنُ الثِّيابِ طيِّبُ الرِّيحِ فيقولُ: أبشِرْ بالَّذي يسُرُّك هذا يومُك الَّذي كنتَ تُوعَدُ فيقولُ: من أنت فوجهُك الوجهُ يجيءُ بالخيرِ فيقولُ: أنا عملُك الصّالحُ فيقولُ ربِّ أقِمِ السّاعةَ حتّى أرجِعَ إلى أهلي ومالي وإنّ العبدَ الكافرَ إذا كان في انقطاعٍ من الدُّنيا وإقبالٍ من الآخرةِ نزل إليه من السَّماءِ ملائكةٌ سودُ الوجوهِ معهم المُسوحُ فيجلِسون منه مدَّ البصرِ ثمَّ يجيءُ ملَكُ الموتِ حتّى يجلِسَ عند رأسِه فيقولُ: أيَّتها النَّفسُ الخبيثةُ اخرُجي إلى سخطٍ من اللهِ وغضبٍ قال: فتُفرَّقُ في جسدِه فينتزِعُها كما يُنتزَعُ السُّفُّودُ من الصُّوفِ المبلولِ فيأخذُها فإذا أخذها لم يدَعوها في يدِه طرفةَ عينٍ حتّى يجعلوها في تلك المُسوحِ ويخرُجُ منها كأنتنِ جيفةٍ وُجِدت على وجهِ الأرضِ فيصعدون بها فلا يمُرُّون بها على ملأٍ من الملائكةِ إلّا قالوا ما هذا الرُّوحُ الخبيثُ فيقولون: فلانُ بنُ فلانٍ بأقبحِ أسمائِه الَّتي كان يُسمّى بها في الدُّنيا حتّى يُنتهى به إلى السَّماءِ الدُّنيا فيُستفتَحُ له فلا يُفتَحُ له ثمَّ قرأ رسولُ اللهِ لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أبْوابُ السَّماءِ ولا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حَتّى يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمِّ الخِياطِ فيقولُ اللهُ عز وجل: اكتبوا كتابَه في سِجِّين في الأرضِ السُّفلى فتُطرَحُ روحُه طرحًا ثمَّ قرأ ومَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ فتُعادُ روحُه في جسدِه ويأتيه ملَكان فيُجلسانه فيقولان له: من ربُّك فيقولُ: هاه هاه لا أدري قال فيقولان له: ما دينُك فيقولُ هاه هاه لا أدري فيقولان له: ما الرَّجلُ الَّذي بُعِث فيكم فيقولُ هاه هاه لا أدري فيُنادي منادي من السَّماءِ أن كذب فأفرِشوه من النّارِ وافتحوا له بابًا إلى النّارِ فيأتيه من حَرِّها وسَمومِها ويُضيَّقُ عليه قبرُه حتّى تختلِفَ أضلاعُه ويأتيه رجلٌ قبيحُ الوجهِ قبيحُ الثِّيابِ مُنتِنُ الرِّيحِ فيقولُ له أبشِرْ بالَّذي يسوءُك هذا يومُك الَّذي كنتَ توعدُ فيقولُ: من أنت فوجهُك الوجهُ يجيءُ بالشَّرِّ فيقولُ: أنا عملُك الخبيثُ فيقولُ: ربِّ لا تُقِمِ السّاعةَ (أخرجه أبو داود:٤٧٥٣، وأحمد:١٨٥٥٧ باختلاف يسير، وصححه الألباني في صحيح الترغيب:٣٥٥٨).

 

6- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "ما أحَدٌ يَدْخُلُ الجَنَّةَ يُحِبُّ أنْ يَرْجِعَ إلى الدُّنْيا وله ما على الأرْضِ مِن شيءٍ إلّا الشَّهِيدُ، يَتَمَنّى أنْ يَرْجِعَ إلى الدُّنْيا، فيُقْتَلَ عَشْرَ مَرّاتٍ لِما يَرى مِنَ الكَرامَةِ"(أخرجه البخاري٢٨١٧ واللفظ له، ومسلم :١٨٧٧).

 

7- عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "ركعتانِ خفيفتانَ مما تحقرونَ وتنفلونَ يزيدهُما هذا -يشيرُ إلى قبرٍ- في عملهِ أحبُّ إليهِ من بقيَّةِ دُنياكُم"(أخرجه ابن المبارك في الزهد:٣١، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (١٣٨٨): صحيح بمجموع طرقه).  

 

8- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنه أنّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "إذا تمنّى أحَدُكم فليَسْتَكثِرْ، فإنما يَسألُ ربَّه (أخرجه ابن حبان:٨٨٩، وقال الألباني السلسلة الصحيحة (١٢٦٦): إسناده صحيح على شرط الشيخين).

 

9- عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "لا يَتَمَنّى أحَدُكُمُ المَوْتَ إمّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ يَزْدادُ، وإمّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ يَسْتَعْتِبُ"(رواه البخاري:٧٢٣٥).

 

10- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدُكُمُ المَوْتَ مِن ضُرٍّ أصابَهُ، فإنْ كانَ لا بُدَّ فاعِلًا، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أحْيِنِي ما كانَتِ الحَياةُ خَيْرًا لِي، وتَوَفَّنِي إذا كانَتِ الوَفاةُ خَيْرًا لِي"(رواه البخاري:٥٦٧١).

 

11- عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه أنّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم في بَعْضِ أيّامِهِ الَّتي لَقِيَ فِيها، انْتَظَرَ حتّى مالَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ قامَ في النّاسِ خَطِيبًا قالَ: "أيُّها النّاسُ، لا تَتَمَنَّوْا لِقاءَ العَدُوِّ، وسَلُوا اللهَ العافِيَةَ، فَإذا لَقِيتُمُوهُمْ فاصْبِرُوا، واعْلَمُوا أنّ الجَنَّةَ تَحْتَ ظِلالِ السُّيُوفِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتابِ، ومُجْرِيَ السَّحابِ، وهازِمَ الأحْزابِ، اهْزِمْهُمْ وانْصُرْنا عليهم"(رواه البخاري:٢٩٦٥).

 

12- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لاَ حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ القُرْآنَ، فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ، وَآنَاءَ النَّهَارِ، فَسَمِعَهُ جَارٌ لَهُ، فَقَالَ: لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلاَنٌ، فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهُوَ يُهْلِكُهُ فِي الحَقِّ، فَقَالَ رَجُلٌ: لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلاَنٌ، فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ"(رواه البخاري:5026).

 

13- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: جاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، أيُّ الصَّدَقَةِ أعْظَمُ أجْرًا؟ قالَ: "أنْ تَصَدَّقَ وأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَخْشى الفَقْرَ، وتَأْمُلُ الغِنى، ولا تُمْهِلُ حتّى إذا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ، قُلْتَ لِفُلانٍ كَذا، ولِفُلانٍ كَذا وقدْ كانَ لِفُلانٍ"(أخرجه البخاري:١٤١٩، ومسلم:١٠٣٢)

 

14- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- (في حديث آخر أهل الجنة دخولا) قال النبي -صلى الله عليه وسلم- "ثُمَّ يَفْرُغُ اللهُ مِنَ القَضاءِ بيْنَ العِبادِ ويَبْقى رَجُلٌ بيْنَ الجَنَّةِ والنّارِ وهو آخِرُ أهْلِ النّارِ دُخُولًا الجَنَّةَ مُقْبِلٌ بوَجْهِهِ قِبَلَ النّارِ، فيَقولُ: يا رَبِّ اصْرِفْ وجْهِي عَنِ النّارِ، قدْ قَشَبَنِي رِيحُها وأَحْرَقَنِي ذَكاؤُها، فيَقولُ: هلْ عَسَيْتَ إنْ فُعِلَ ذلكَ بكَ أنْ تَسْأَلَ غيرَ ذلكَ؟ فيَقولُ: لا وعِزَّتِكَ، فيُعْطِي اللهَ ما يَشاءُ مِن عَهْدٍ ومِيثاقٍ، فَيَصْرِفُ اللهُ وجْهَهُ عَنِ النّارِ، فَإذا أقْبَلَ به على الجَنَّةِ، رَأى بَهْجَتَها سَكَتَ ما شاءَ اللهُ أنْ يَسْكُتَ، ثُمَّ قالَ: يا رَبِّ قَدِّمْنِي عِنْدَ بابِ الجَنَّةِ، فيَقولُ اللهُ له: أليسَ قدْ أعْطَيْتَ العُهُودَ والمِيثاقَ، أنْ لا تَسْأَلَ غيرَ الذي كُنْتَ سَأَلْتَ؟ فيَقولُ: يا رَبِّ لا أكُونُ أشْقى خَلْقِكَ، فيَقولُ: فَما عَسَيْتَ إنْ أُعْطِيتَ ذلكَ أنْ لا تَسْأَلَ غَيْرَهُ؟ فيَقولُ: لا وعِزَّتِكَ، لا أسْأَلُ غيرَ ذلكَ، فيُعْطِي رَبَّهُ ما شاءَ مِن عَهْدٍ ومِيثاقٍ، فيُقَدِّمُهُ إلى بابِ الجَنَّةِ، فَإذا بَلَغَ بابَها، فَرَأى زَهْرَتَها، وما فِيها مِنَ النَّضْرَةِ والسُّرُورِ، فَيَسْكُتُ ما شاءَ اللهُ أنْ يَسْكُتَ، فيَقولُ: يا رَبِّ أدْخِلْنِي الجَنَّةَ، فيَقولُ اللهُ: ويْحَكَ يا ابْنَ آدَمَ، ما أغْدَرَكَ، أليسَ قدْ أعْطَيْتَ العُهُودَ والمِيثاقَ، أنْ لا تَسْأَلَ غيرَ الذي أُعْطِيتَ؟ فيَقولُ: يا رَبِّ لا تَجْعَلْنِي أشْقى خَلْقِكَ، فَيَضْحَكُ اللهُ  منه، ثُمَّ يَأْذَنُ له في دُخُولِ الجَنَّةِ، فيَقولُ: تَمَنَّ، فَيَتَمَنّى حتّى إذا انْقَطَعَ أُمْنِيَّتُهُ، قالَ اللهُ: مِن كَذا وكَذا، أقْبَلَ يُذَكِّرُهُ رَبُّهُ، حتّى إذا انْتَهَتْ به الأمانِيُّ، قالَ اللهُ تَعالى: لكَ ذلكَ ومِثْلُهُ معهُ قالَ أبو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ لأبِي هُرَيْرَةَ: إنّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: قالَ اللهُ: لكَ ذلكَ وعَشَرَةُ أمْثالِهِ، قالَ أبو هُرَيْرَةَ: لَمْ أحْفَظْ مِن رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلّا قَوْلَهُ: لكَ ذلكَ ومِثْلُهُ معهُ قالَ أبو سَعِيدٍ: إنِّي سَمِعْتُهُ يقولُ: ذلكَ لكَ وعَشَرَةُ أمْثالِهِ"(رواه البخاري:٨٠٦).

 

15- عن ربيعة بن كعب الأسلمي -رضي الله عنه- قال: كُنْتُ أبِيتُ مع رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فأتَيْتُهُ بوَضُوئِهِ وحاجَتِهِ فَقالَ لِي: "سَلْ" فَقُلتُ: أسْأَلُكَ مُرافَقَتَكَ في الجَنَّةِ. قالَ: "أوْ غيرَ ذلكَ"؟ قُلتُ: هو ذاكَ. قالَ: فأعِنِّي على نَفْسِكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ"(رواه مسلم:٤٨٩).

 

16- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قَالَت: "سَهِرَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مَقْدَمَهُ المَدِينَةَ لَيْلَةً، فَقالَ: لَيْتَ رَجُلًا صالِحًا مِن أصْحابِي يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ قالَتْ: فَبيْنا نَحْنُ كَذلكَ سَمِعْنا خَشْخَشَةَ سِلاحٍ، فَقالَ: مَن هذا؟ قالَ: سَعْدُ بنُ أبِي وقّاصٍ فَقالَ له رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: ما جاءَ بكَ؟ قالَ: وقَعَ في نَفْسِي خَوْفٌ على رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَجِئْتُ أحْرُسُهُ، فَدَعا له رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، ثُمَّ نامَ. (أخرجه البخاري٢٨٨٥، ومسلم٢٤١٠).

 

17- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "كُلُّ أهلِ النّارِ يَرى مَقعَدَهُ مِنَ الجنَّةِ، فيَقولُ: لو أنّ اللهَ هداني. فيَكونُ عليه حَسرةً. قال: وكُلُّ أهلِ الجنَّةِ يَرى مَقعَدَهُ مِنَ النّارِ، فيَقولُ: لولا أنّ اللهَ هداني. قال: فيَكونُ له شُكرًا"(أخرجه أحمد:١٠٦٥٢، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط البخاري).

 

18- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أَنَّ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنّ اللهَ كَتَبَ على ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنا، أدْرَكَ ذلكَ لا مَحالَةَ، فَزِنا العَيْنِ النَّظَرُ، وزِنا اللِّسانِ المَنطِقُ، والنَّفْسُ تَمَنّى وتَشْتَهِي، والفَرْجُ يُصَدِّقُ ذلكَ كُلَّهُ ويُكَذِّبُهُ"(رواه البخاري:6243، ومسلم:2657).

 

19- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أَنَّ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا تمنّى أحدُكُم فلينظرْ ما يتمنّى فإنّهُ لا يدري ما يُكْتَبُ لَهُ مِن أمنيَّتِهِ"(رواه أحمد:١٦-٢٨١، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح).

 

20- عن واثلة بن الأسقع الليثي أبي فسيلة -رضي الله عنه- أَنَّ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "قالَ اللهُ تعالى: أنا عندَ ظَنِّ عبدِي، فَلْيَظُنَّ بِي ما شاءَ"(أخرجه ابن حبان:٦٣٥، وصححه الألباني في صحيح الجامع:٤٣١٦).

 

21- عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أخبر عن الله عز وجل أنه قال: "سل" قلت: "اللهم، إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحُبَّ المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردتَ فِتنةً في قومٍ فتوفني غيرَ مفتونٍ، وأسألك حُبَّك، وحُبَّ من يُحبك، وحبَّ عملٍ يقرب إلى حبك"(رواه الترمذي:3465، وصححه الألباني).

 

22- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يَمُرَّ الرجلُ بقبر الرجلِ، فيقول: يا ليتني مكانَهَ"(رواه البخاريّ:6704، ومسلم:157).

 

الاثار

1- قال عمر رضي الله عنه: "اللهم، قد ضعفت قوتي، وكبرت سنين، وانتشرت رعيتي، فاقبضني إليك غير مضيِّع ولا مُقصِّر. فما جاوز ذلك الشهرَ حتى قُبِض رضي الله عنه"(رواه مالك في الموطأ (2/ 824) رقم (1506).

 

2- قال الحسن البصري رحمه الله: "ليس الإيمان بالتمني، ولا بالتحلِّي، ولكن الإيمان ما وَقَر في القلب، وصدَّقتْهُ الأعمال"(الشعب:1-158).

 

3- قال إبراهيم التيمي: "مثَّلتُ نفسي في النار، آكل من زقومها، وأشرب من صديدها، وأعالج سلاسلها وأغلالها، فقلت لنفسي: أي شيء تريدين؟ قالت: أريد أن أُردَّ إلى الدنيا فأعمل صالحا، قال: فقلت: أنتِ في الأمنية فاعملي"( إحياء علوم الدين:4-490).

 

4- قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: "وَدِدْتُ أَنَّ هَذَا الْخَلْقَ أَطَاعُوا اللَّهَ وَإِنَّ لَحْمِي قُرِضَ بِالْمَقَارِيضِ"(جامع العلوم والحكم:2-234).

 

5- قال عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ -رحمه الله-: "يَا لَيْتَنِي عَمِلْتُ فِيكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَعَمِلْتُمْ بِهِ، فَكُلَّمَا عَمِلْتُ فِيكُمْ بِسُنَّةٍ، وَقَعَ مِنِّي عُضْوٌ حَتَّى يَكُونَ آخَرَ شَيْءٍ مِنْهَا خُرُوجُ نَفْسِي"(جامع العلوم والحكم:2-234).

 

القصص

1- قال الصديق في وصيته لعمر: "إن أنت حفظت وصيتي لم يكن غائب أَحَبّ إليك من الموت، ولابد لك منه وإلى هذا الإشارة بقوله تعالى: (قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) [سورة البقرة: 94]. وقوله: (قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)[الجمعة: 6]. ومن أراد الله به خيرًا عسَّلهُ، فاستعمله بعمل صالح قبل موته فيقبضه عليه، إِنَّمَا الأعمال بالخواتيم"(مجموع رسائل الحافظ ابن رجب الحنبلي:02-762) .

 

2- عن عمر رضي الله عنه: أنه قال: لأصحابه: تمنوا فقال بعضهم: أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة ذهبا أنفقه في سبيل الله و أتصدق و قال رجل: أتمنى لو أنها مملوءة زبرجدا و جوهرا فأنفقة في سبيل الله و أتصدق ثم قال عمر تمنوا فقالوا: ما ندري يا أمير المؤمنين فقال عمر: أتمنى لو أنها مملوءة رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة وحذيفة بن اليمان (رواه الحاكم في المستدرك:3-252 مناقب أبي عبيدة).

 

3- عن قيس رضي الله عنه أنه قال: "أتيت خبابا رضي الله عنه وقد اكتوى سبعا في بطنه فسمعته يقول: لولا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به"(رواه البخاري:5989).

 

4- عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال: "اجتمع في الحجر مصعب بن الزبير وعروة بن الزبير وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر، فقالوا: تمنوا ، فقال عبد الله بن الزبير: أما أنا فأتمنى الخلافة، وقال عروة: أما أنا فأتمنى أن يؤخذ عني العلم، وقال مصعب: أما أنا فأتمنى إمرة العراق والجمع بين عائشة بنت طلحة وسكينة بنت الحسين ، وقال عبد الله بن عمر: أما أنا فأتمنى المغفرة"  (سير أعلام النبلاء4-141).

 

5- قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: "إن لي نفساً تواقة، ما تمنت شيء إلا نالته، تمنت الإمارة فنالتها وتمنت الخلافة فنالتها، وأنا الآن أتوق للجنة وأرجو الله أن أنالها"(عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين، عبد الستار الشيخ: 34).

 

6- يروى أنّ رجلاً جاء إلى القبور فدعا لهم، ثمّ اضطجع على شقِّه، فنام، فرأى صاحب القبر في المنام فقال: "يا هذا إنّكم تعملون ولا تعلمون، ونحن نعلم ولا نعمل، ولأن تكون ركعتان في صحيفتي أحبّ إليّ من الدّنيا وما فيها"(العاقبة؛ للإشبيلي:115).

 

7- قال بعض الصالحين: "مات لي أخ في اللّه فرأيته في النّوم فقال: يا فلان عشت صالحا، فالحمد للّه ربّ العالمين، فقال لي: لئن أقدر أن أقولها -يعني الحمد للّه ربّ العالمين- أحبّ إليّ من الدّنيا وما فيها"(العاقبة؛ للإشبيلي:115).

 

8- قال إبراهيم بن يزيد العبدي -رحمه الله تعالى-: "أتاني رياح القيسي فقال: يا أبا إسحاق انطلق بنا إلى أهل الآخرة نُحدثُ بقربهم عهدا، فانطلقت معه فأتى المقابر، فجلسنا إلى بعض تلك القبور، فقال: يا أبا إسحاق ما ترى هذا متمنيا لو مُنِّ؟ -أي لو قيل له تمنى- قلت: أن يُردَّ- والله- لي الدنيا، فيستمتعْ من طاعة الله وُيصلح، قال: ها نحن في الدنيا، فلنطع الله ولنصلح، ثم نهض فجدَّ واجتهد، فلم يلبث إلا يسيرا حتى مات"(بستان الواعظين ورياض السامعين).

 

 

الاشعار

1- قال الشاعر: 

صغير يطلب الكبرا *** وشيخ ود لو صغرا

وخال يشتهى عملا *** وذو عمل به ضجرا

ورب المال في تعب *** وفى تعب من افتقرا

ويشقى المرء منهزما *** ولا يرتاح منتصرا

ولا يرضى بلا عقب *** فإن يعقب فلا وزرا

ويبغي المجد في لهف *** فإن يظفر به فترا

(وحي الأربعين؛ عباس محمود العقاد:25)

 

2- قال أحدهم:

والمـرء يبليه في الدنيا ويخلقه *** حرص طـويل وعمر فيه تقصير

يطـوق النحر بالآمال كاذبة *** ولهاذم الموت دون الطوق مطرور

جذلان يبسم في إشراك ميتته *** إن أفلـت النـاب أردته الأظافير

(المدهش؛ لابن الجوزي:1-308)

 

3- قال أحدهم:

أُعَلِّلُ النَّفْسَ بِالْآمَالِ أَرْقُبُهَا *** مَا أَضْيَقَ العَيْشَ لَوْلَا فُسْحَةُ الأَمَلِ 

(نزهة الأدباء وتحفة الظرفاء:188)

 

4- قال أحدهم:

مَا كُلُّ مَا يَتَمَنىَّ المَرْءُ يُدْرِكُهُ *** تَأْتي الرِّيَاحُ بِمَا لاَ تَشْتَهِي السُّفُنُ

(دلائل الإعجاز:248)

 

متفرقات

1- قال ابن القيم: "يا مغرورًا بالأماني: لعن إبليس وأهبط من منزل العز بترك سجدة واحدة أمر بها، وأخرج آدم من الجنة بلقمة تناولها. وأمر بقتل الزاني أشنع القتلات بإيلاج قدر الأنملة فيما لا يحل، وأمر بإيساع الظهر سياطًا بكلمة قذف أو بقطرة من مسكر، وأبان عضوًا من أعضائك بثلاثة دراهم. فلا تأمنه أن يحبسك في النار بمعصية واحدة من معاصيه (وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا) دخلت امرأة النار في هرة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب، وإن الرجل ليعمل بطاعة الله ستين سنة، فإذا كان عند الموت جار في الوصية فيختم له بسوء عمله فيدخل النار، العمر بآخره والعمل بخاتمته"(الفوائد: 83).

 

2- قال ابن بطال: "وقد تمنى الصالحون ما يمكن كونه وما لا يمكن حرصًا منهم على الخير"(شرح ابن بطال على صحيح البخاري:10-284).

 

3- قال ابن الجوزي -رحمه الله- عند حديث: "لا تمنوا لقاء العدو": "لأَن تمني لِقَاء الْعَدو يتَضَمَّن أَمريْن: أَحدهمَا: استدعاء الْبلَاء. وَالثَّانِي: ادِّعَاء الصَّبْر، وَمَا يدْرِي الْإِنْسَان كَيفَ يكون صبره على الْبلَاء"(كشف المشكل:3-429).

 

4- قال النووي رحمه الله: "قَالَ الْعُلَمَاءُ: الْحَسَدُ قِسْمَانِ حَقِيقِيٌّ وَمَجَازِيٌّ؛ فَالْحَقِيقِيُّ تَمَنِّي زَوَالِ النِّعْمَةِ عَنْ صَاحِبِهَا وَهَذَا حَرَامٌ بِإِجْمَاعِ الْأُمَّةِ مَعَ النُّصُوصِ الصَّحِيحَةِ وَأَمَّا الْمَجَازِيُّ فَهُوَ الْغِبْطَةُ وَهُوَ أَنْ يَتَمَنَّى مِثْلَ النِّعْمَةِ الَّتِي عَلَى غَيْرِهِ مِنْ غَيْرِ زَوَالِهَا عَنْ صَاحِبِهَا فَإِنْ كَانَتْ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا كَانَتْ مُبَاحَةً وَإِنْ كَانَتْ طَاعَةً فَهِيَ مُسْتَحَبَّةٌ"(شرح النووي على مسلم:6-97).

 

5- قال ابن الجوزي -رحمه الله-: "لو كان لك باعث من نفسك ، ما احتجت إلى محرك من خارج"( المدهش:308).

 

6- قال الشيح عبد الرحمن السعدي رحمه الله: ورد النهي عن تمني الموت للضر الذي ينزل بالعبد، من مرض أو فقر أو خوف، أو وقوع في شدة ومهلكة، أو نحوها من الأشياء. فإن في تمني الموت لذلك مفاسد... منها: أنه يضعف النفس، ويحدث الخور والكسل. ويوقع في اليأس، والمطلوب من العبد مقاومة هذه الأمور والسعي في إضعافها وتخفيفها بحسب اقتداره، وأن يكون معه من قوة القلب وقوة الطمع في زوال ما نزل به. وذلك موجب لأمرين: اللطف الإلهي لمن أتى بالأسباب المأمور بها، والسعي النافع الذي يوجبه قوة القلب ورجاؤه .. فيجعل العبد الأمر مفوضا إلى ربه الذي يعلم ما فيه الخير والصلاح له، الذي يعلم من مصالح عبده ما لا يعلم العبد، ويريد له من الخير ما لا يريده، ويلطف به في بلائه كما يلطف به في نعمائه [انظر: بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار للسعدي (1/ 175 - 176) بتصرف يسير).

 

7- قال القرطبى رحمه الله في التذكرة: قال العلماء: الموت ليس بعدم محض ولا فناء صرف وإنما هو انقطاع تعلق الروح بالبدن ومفارقته وحيلولة بينهما، وتبدل حال، وانتقال من دار إلى دار، وهو من أعظم المصائب , وقد سماه الله تعالى مصيبة , فى قوله تعالى: فأصابتكم مصيبة الموت [المائدة:106] فالموت هو المصيبة العظمى والرزية الكبرى. قال علماؤنا: وأعظم منه الغفلة عنه، والإعراض عن ذكره، وقلة التفكير فيه، وترك العمل له، وإن فيه وحده لعبرة لمن اعتبر وفكرة لمن تفكر أهـ. ويخطئ من يظن أن الموت فناء محض وعدم تام ليس بعده حياة ولا حساب ولا حشر ولا نشر ولا جنة ولا نار، إذ لو كان الأمر كذلك لا نتفت الحكمة من الخلق والوجود، ولاستوى الناس جميعا بعد الموت واستراحوا، فيكون المؤمن والكافر سواء، والقاتل والمقتول سواء، والظالم والمظلوم سواء، والطائع والعاصي سواء، والزاني والعفيف سواء، والفاجر والتقي سواء، وهذا مذهب الملاحدة الذين هم شر من البهائم، فلا يقول ذلك إلا من خلع رداء الحياء، ونادى على نفسه بالسفه والجنون ـ نعوذ بالله من الخبال ـ (موسوعة الرقائق والأدب المؤلف: ياسر بن أحمد بن محمود بن أحمد بن أبي الحمد الكويس الحمداني (1-3353).

 

8- قال الألباني رحمه الله تعالى عند الكلام على قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه ما به حب لقاء الله عز وجل»: ومعنى الحديث أنه لا يتمنى الموت تديُّنًا وتقربًا إلى الله وحبًّا في لقائه، وإنما لِما نزل به من البلاء والمحن في أمور دنياه، ففيه إشارة إلى جواز تمني الموت تدينًا، ولا ينافيه قوله- صلى الله عليه وسلم -: "لا يتمنينَّ أحدُكم الموتَ لضر نزل به .. ؛ لأنه خاص بما إذا كان التمني لأمر دنيوي كما هو ظاهر، قال الحافظ: "ويؤيده ثبوت تمني الموت عند فساد أمر الدين عن جماعة من السلف، قال النووي: لا كراهة في ذلك، بل فَعَلَه خلائق من السلف منهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ... (السلسلة الصحيحة:1- 100 رقم: (578).

 

 

الإحالات

1- الفتن المؤلف: نعيم بن حماد المروزي الناشر: مكتبة التوحيد – القاهرة الطبعة الأولى، 1412 تحقيق: سمير أمين الزهيري (1/71).

2- أسماء الله الحسنى في الكتاب والسنة د/محمود عبد الرازق الرضواني السابع من شعبان سنة 1426هـ الحادي عشر من سبتمبر سنة 2005م الطبعة الأولى 1426هـ - 2005م (2/153).

3- شرح العقيدة الطحاوية المؤلف ابن أبي العز الحنفي الناشر: المكتب الإسلامي – بيروت الطبعة الرابعة، 1391 (1/369).

4- مجلة البحوث الإسلامية - مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة الإرشاد المؤلف: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد - عدم تمني الموت (75/177)، مسألة الشوق إلى لقاء الله تعالى (91/142).

5- مجموع رسائل الحافظ ابن رجب الحنبلي المؤلف: زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن، السَلامي، البغدادي، ثم الدمشقي، الحنبلي (المتوفى: 795هـ) المحقق: أبو مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني الناشر: الفاروق الحديثة للطباعة والنشر الطبعة: جـ 1، 2/ الثانية، 1424 هـ - 2003 م جـ 3/ الأولى، 1424 هـ - 2003 م جـ 4/ الأولى، 1425 هـ - 2004 (2/762).

6- موسوعة الرقائق والأدب المؤلف: ياسر بن أحمد بن محمود بن أحمد بن أبي الحمد الكويس الحمداني (1/3353).

7- مسند الإمام أحمد بن حنبل المؤلف: أحمد بن حنبل أبو عبدالله الشيباني الناشر: مؤسسة قرطبة – القاهرة (4/264).

8- إكمال المعلم شرح صحيح مسلم - للقاضي عياض المؤلف: العلامة القاضي أبو الفضل عياض اليحصبي 544 هـ - باب كراهة تمنى الموت (8/87).

9- دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين المؤلف: محمد علي بن محمد بن علان بن إبراهيم البكري الصديقي الشافعي (المتوفى: 1057هـ) - باب كراهية تمني الموت بسبب ضر نزل به..(5/12).

10- فتح الباري المؤلف: أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى: 852هـ) المحقق: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ومحب الدين الخطيب رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه وذكر أطرافها: محمد فؤاد عبد الباقي الناشر: دار الفكر (مصور عن الطبعة السلفية) - باب تمني المريض الموت (10/127- 131، 16/174).